الثلاثاء، 16 يوليو 2024

ذكر دمياط في تاريخ ابن العميد




ذكر المواضع التي وردت بها دمياط في كتاب "النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد" لابن العسال مفضل ابن ابي الفضائل.

في أحداث سنة 710 هجرية (النص التالي منسوخ من موقع جوجل للكتب):

تتمّة ترجمة الامير سيف الدين بلبان المحسني قال المؤرخ وكان سبب نكبته وافصاله من ثغر دمياط انّه كان عند مصب الحلو الهابط الى المالح بدمياط حجارة كبيرة ملقاة وكان بالغربي منه برج عظيم يعرف بالسبع قاعات وكان الماء في ايام نهاية النيل يخرج الى المالح من على تلك الحجارة فاذا زاد كثيراً خرج من جانب البرج الاخر وهذا الجانب الذي ذكرناه فهو اعلا من البحر المالح وعند احتراق النيل ما يكون للمالح من القوة ان يدخل الى طرف الحلو وكانت هذه العلة مستورة عن افهام غالب الناس فحضر الى الامير سيف الدين بلبان المحسني من حسّن له اخذ تلك الحجارة وان من احتاج الي شيء منهم يوخذ منه ثمنه ويحمل الى بيت المال المعمور فحسن ذلك عند المشار اليه وما علم ان تلك الحجارة ما وضعوا في ذلك المكان الا بحكمة عظيمة من القدماء فعند ذلك اخذت الناس منهم شيئاً كثيراً واخذ المشار اليه الثمن منهم وعمّر بالثغر عمائر كثيرة فلما نزعوا الحجارة من الماء الحلو صار الماء المالح عند زمن الاحتراق يدخل الى فم البحر الحلو ويسلك فيه مسافة بعيدة ولذلك فسد غالب الموز والرمان ببساتين ثغر دمياط حتى كاد الموز ينقطع من الديار المصرية جملة كافية ولم تظهر للناس العلة في مثل ذلك وبعد مديدة لطيفة ارسل السلطان الملك الناصر من ينظر في هذه القضيّة فانّها كانت من القضايا بالجليل خطرها فعند ذلك وجدوا الموضع الذى كانوا فيه الحجارة قد انفتح وتوطىء من المالح وصار عند دخوله إياه ما يجد ما يحجزه فكانت هذه الآفة من اكبر اسباب نكبة المشار اليه ثم بعد ذلك هدموا البرج الحائط بالقاعات وردموه في البحر فاستد الفم وحدث من ذلك افة اخرى وهى ان الماء صار يتصدر في ثغر دمياط خاصة يستبحر الوجه البحرى ويشرق غالب الوجه القبلى وكانت العادة جارية ان البحر الحلو اذا تكامل في مصر ثمانية عشر ذراعاً تكون زيادته بثغر دمياط من ذراعين او ثلاثة اذرع اقول ولقد اخبرني الامير سیف الدین بہادر الشهابي احد مماليك الامير سيف الدين بلبان المحسني قال كنت صحبة المشار اليه فى ثغر دمياط المحروس وفوض التي شاد الخمس بالثغر فبينما انا عنه وإذا بشختور لطيف فيه جماعة ركاب وبينهم شخص ميت فسألتهم جالس ذات يوم فقالوا إن له حكاية غريبة وهى ان قفزت اليهم شلباية لطيفة من البحر فصارت في ظهر الشختور وان هذا الرجل وثب اليها وقبض عليها وقال هذه غدائي في هذا النهار وقشرها بسكين كانت معه وعند ما شق فؤادها خرج منه ثعبان لطيف دون الشبر فنقف هذا الرجل فمات لوقته اقول ولقد اخبرني سيف بهادر المذكور عن حكاية تدل على ان الانسان يساق الى اجله قسراً وهو لا يشعر بذلك قال كان سخصاً من ألزام المشار اليه متوجهاً الى دمشق ومعه جماعة جند رفقة له وإنّهم نزلوا ببعض الخانات فأكلوا شيئاً ثمّ احضر اليهم قليل مكسرات فأكلوا وان احدهم وجد دلمة ووجد بالمكسرات بندقة متقوية وانه اخذ الدلمة وحشرها في البندقة وسدّ عليها ووضعها فى حائط الخان ورحلوا الى دمشق ثم عادوا الى مصر ثم توجهوا قاصدين دمشق قال وكانت المسافة بين الحركتين عدة من الشهور وانّ الله تبارك وتعالى قدر انّ المذكورين نزلوا على ذلك الخان بعينه وان الشخص الذى اودع الدلمة فى البندقة ووضعها في الحائط افتكر تلك القضية الماضية ففتش فى الحائط فوجد البندقة فكسرها فخرجت الدلمة منها وقد جفت فلما احست المه ذلك ثم بيد الشخص مشت وطلعت الى حيث اصبعه السبابة فقرصته قرصاً خفيفاً القرص فرما بالدلمة ورحلوا من ذلك المكان فورم كفّ ذلك الرجل الى حد غاية فلما ذكر بلاد ذكر وصلوا الى دمشق اقام ذلك الرجل اياما قلائل وقضى نخبه والله اعلم"

صور من مصر حوالي عام 1927









الأحد، 14 يوليو 2024

فهرس لبعض الأماكن المذكورة في كتاب سير الآباء البطاركة


استكمالا لما سبق، المصدر

مدينة آموسين 30
تمي من كرسي تلبانه 34
بوصير 39
مليج 40
الاشمونين 41
والوى 43
بليطن أو بلطين 54
الاسيوطي 59
بوقولوا 61
تمي 69
اشمون 76
اسوان 77
اخميم 82
صا 85
منيه طامه 85
مليج 91
بولس التبنيسي أو التنيسي 94
يوحنا البرلسي 100
دميا 103
نقيوس إبشدي 104
برشوط البحيرة 104
بنقيوس 106
الفيوم 106
انصنا 107
الحديث عن النبي محمد 107
اسوان 107
تروجة 114
جبل برنوج 114
نقيوس 114
نقيوس 115
نقيوس 116
نقيوس 119
سمنود 122
سخا 124
مريوط 124
مريوط 125
مراقيه 125
مريوط 128
القيس 129
نقيوس 129
ارواط 129
سخا 129
مليدس 129
نقيوس 130
ارواط 130
سخا 130
شبرا 130
حلوان 131
نقيوس 135
مريوط 136
حلوان 137
حلوان 139
القيس 139
ترعة نقيطا 139
سخا 140
منوف 140
حلوان 141
الدمنهوري 141
القيس 142
مريوط 143
حلوان 143
دميرة 146
بنا 149
ابو صير 149
سمنود 149
رشيد 149
دمياط 149
نقيره 149
تنيس 149
سخا 149
الجيزة 154
بنا 154
صا 154
سمنود 154
وسيم 155
ترنوط 155
اسنا 156
اسفنت 156
شبرا منسينا 157
ارواط 157
بنا 158
الفيوم 162
الفيوم 163
اسوان 163
تنيس 163
دمياط 163
اسوان 163
انصنا 163
الجيزة 164
منف (مصر القديمة) 165
بلبيس 166
القلزم 166
تنيس 166
منف 166
القس 166
بلبيس 167
وسيم 167
الفيوم 168
وسيم 168
تمي 168
بو صير 168
دمليج 168
صهرجت 168
سمنود 168
بلبيس 168
ترنوط 168
اتريب 168
الفيوم 169
وسيم 169
ترنوط 169
نهيا 169
الجيزة 169
الفيوم 170
وسيم ملقا 170
تمي 170
وسيم 173
الجيزة 173
مريوط 174
وسيم 174
مريوط 175
وسيم 176
اخميم 177
دمياط 179
وسيم 181
دمياط 183
البشمور 191
مريوط البحيرة 192
رشيد 193
رشيد 194
بلبيس 196
الجيزة 196
الفرما 196
اتريب 196
الفرما 197
الفرما 198
طنتوا 201
اتريب 201
ابو صير 201
الجيزة 201
سمنود 201
حلوان 202
منف 202
تاوضوسيا 202
شطنوف 202
الجيزة 202
شطنوف 203
الجيزة 203
البوهات 203
شطنوف 204
كلاوبطرة 204
حلوان 204
داوتون 205
الجيزة 208
البوهات 208
منف 208
وسيم 210
وسيم 211
البوهات/النزهات 211
الفرما 211
الجيزة 212
سرسنا/سوسنا 212
اتريب 212
شطب/شطنوف 212
اخميم 213
جوجر/جوجو 213
سمنود 213
وسيم 215
وسيم 217
وسيم 218
دشيمة 219
طنتوه/طبنوه 223
وسيم 223
ابوصير 227
سخا 231
البرلس 233
البرلس 234
منف 235
منف 237
منف 238
تنيس 239
الفرما 239
مريوط 242
طلنوا 242
اتريب 242
البحيرة 246
عبد العزيز الجروي 248
شطنوف 248
الفرما 248
شرقية 248
بلبيس 248
اسوان 248
مريوط 248
سمنود 251
سخا 251
نبروه 251
مريوط 251
نبروه 251
نبروه 259
مريوط 259
قاو 268
وسيم 272
بلبيس 272
صا 272
بنا 272
منوف 274
نقيوس 274
تنيس 277
تنيس 278
تيدا 279
شبرا بسيوط 279
تنيس 281
تنيس 282
وسيم 282
اسوان 283
بولاق 284
مريوط 286
وسيم 289
بهنسى 291
طحا 291
اهناس 291
البحيرة 291
البهنسا 291
طانا 292
صا 292
بسنييوا 294


السبت، 6 يوليو 2024

ذكر دمياط وتنيس من تاريخ مختصر الدول لابن العبري




صـ 248: "وفي سنة ثماني وثلثين ومائتين جاءت ثلثمائة مركب للروم مع ثلثة رؤساء فاناخ في مائة مركب بدمياط وبينها وبين الشط شبيه بالبحيرة يكون ماؤها الى صدر الرجل فمن جازها الى الارض أمن من مراكب البحر فجازه قوم من المسلمين فسلموا وغرق كثير من نساء وصبيان ومن كان به قوة سار الى مصر واتفق وصول الروم وهي من الجند فنهبوا واحرقوا وسبوا واحرقوا جامعها وسبوا من النساء المسلمات والذميات نحو ستمائة امرأة وساروا الى مصر ونهبوها رجعوا ولم يعرض لهم احد"

صـ 413: "وفيها اعني سنة ثماني عشرة وستمائة كان اجتماع الملك المعظم والملك الاشرف مع نجدة صاحب ماردين وعسكر حلب والملك مع الناصر صاحب حماة والملك المجاهد صاحب حمص واتصال الجميع بالملك الكامل على عزم قصد الفرنج ورد دمياط منهم فاحاطوا بهم وضيقوا السبيل عليهم فاجابوا الى الصلح على تسليم دمياط واطلاق بايديهم من اسراء المسلمين واطلاق ما بايدي المسلمين من أسراهم وقرر الصلح عاماً مع الدكاد نائب البابا وملك عكا وملوك فرنجة ومقدمي الداوية والاسبتارية وتسلم الكامل دمياط يوم الاربعاء تاسع عشر رجب وكانت مدة مقام الفرنج بها سنة كاملة واحد عشر شهراً "

صـ 452 وما بعدها: "وفيها خرج ريدا فرنس (في هامش الصفحة ما يلي: ريدا فرنس لفظة مركبة معناها عند الفرنج ملك فرنسا Roi de France وقد اراد بها الملك القديس والبطل الصنديد لويس التاسع) ملك فرنجة قاصدًا للديار المصرية فجمع عساكره فارسها وراجلها جموعاً عظيمة وازاح عليهم فسار عن بلاده بأموال جزيلة وأهبة جميلة وارسى بعكا وانب اصحابه في جميع بلاد الساحل فلما استراحوا جاؤوه حاشدين حافلين وساروا في البحر الى دمياط وملكوها بغير تعب ولا قتال لان اهلها لما بلغهم ما هم عليه الفرنج من القوة والكثرة والعدّة الكاملة هالهم امرهم فرحلوا عنها متقين فوصل اليها الفرنج ولقوها خالية عن المقاتلين غير خاوية من الارزاق فدخلوها وغنموا ما فيها من الاموال وكان الملك الصالح بن الملك الكامل صاحب مصر يومئذ بالشام يحاصر مدينة حمص فلما سمع بذلك بأن القرنج قد ملكوا دمياط رحل عن حمص وسار مسرعاً الى الديار المصرية ومرض في الطريق وعند وصوله الى المنصورة عرض له في فخذه الداء الذي يسمونه الاطباء غانغرانا ثم استحكم الفساد فيها حتى آل امرها الى سفاقلس وهو موت العضو اصلا فقطعوها وهو حي وبينما هو يكابد الشدائد في هذه الحالة وافاه مقدموا دمياط الذين اخلوها منهزمين فلما قيل له ما صنعوا لانهم فروا عنها من غير ان يباشروا  حرباً وقتالاً عظم ذلك عليه فأمر بصلبهم وكانوا اربعة وخمسين اميرا فطلبوا كما هم بثيابهم ومناطقهم وخفافهم ثم مات من غد ذلك اليوم وتولى تدبير المملكة الامير عز الدين المعروف بالتركماني وهو اكبر المماليك الترك وكان مرجوعه في جميع ذلك مما يعتمده من الامور الى حظية الملك الصالح المتوفى المسماة شجر الدر وكانت تركية داهية الدهر لا نظير لها في النساء حسنا وفي الرجال حزماً فاتفقا على تمليك الملك المعظم بن الملك الصالح وكان يومئذ مقامه بحصن كيفا من ديار بكر فارسلا رسولاً في طلبه وحناه على المصير اليهم فسار الى الديار المصرية من غير توقف فبايعوه وحلفوا له وسلموا اليه ملك ابيه وفي سنة ثماني واربعين وستمائة سير ريدا فرنس عسكرًا نحو الفي فارس نحو المنصورة ليحس بهم ما هم عليه المصريون من القوة فلقيهم طرف من عسكر المسلمين فاقتتلوا قتالاً ضعيفاً فانهزم المسلمون بين أيديهم فدخل الفرنج المنصورة ولم ينالوا منها نيلا طائلا لانهم حصلوا في مضايق ازقتها وكان العامة يقاتلونهم بالحجارة والاجر والتراب وخيولهم الضخمة لم تتمكن من الجولان بين الدروب وكان القائـــد لعسكر المسلمين فخر الدين عثمان المعروف بابن السيف احد الامراء المصريين شيخ كبير احاط به الفرنج وهو في الحمام يصبغ لحيته فقتلوه هناك وعادوا الى ريدا فرنس واعلموه بما تم لهم مع ذلك العسكر وبالمدينة فزاد طمعه وطمع من معه من البطارقة ظانين انه اذا كان الالتقاء خارج الجدران بالصحراء لم يكن للمسلمين عليهم مقدرة عبر فعى جيوشه وسار بهم طالبا ارض مصر فصبر المصريون الى ان الفرنج الخليج من النيل المسمى اشمون وهو بين البرين بر دمياط وبر المنصورة فتوجهوا نحوهم والتقى العسكران واقتتل الفريقان قتالاً شديدا وانجلت الحرب عن كسرة الفرنج وهزموا افحش هزيمة ومنعهم الخليج المذكور من ان يفوزوا وينجوا بارواحهم فغرق منهم خلق كثير وقتل آخرون وأسر الملك ريدا فرنس ومعه جماعة من خواصه واكابره فلما حصل ملك الفرنج في قبضة الملك المعظم قال له المماليك الصغار اقرانه اننا نرى الأمر كله الى شجر الدر والامراء وليس السلطنة الَّا اسمها فلو كنت في الحصن كنت ارفه خاطرًا منك وانت صاحب مصر والحكم لغيرك والسبب في هذا ليس الا حاجتك اليهم في مقاومة الفرنج وليس لك عدوّ سواهم فالرأي ان تصالح هذا الملك ومن معه من امرائه الى اي مدة شئت فانه لا يخالفك في جميع ما تريد منه اذا اصطنعته ووهبت له روحه وتأخذ منه الاموال والجواهر التي له في دمياط ويسلّم اليك دمياط ويذهب في حال سبيله وتأمن شره وشر اهل ملته وتستريح من الامراء واستخدام الجند وتبقي في ملكك من اخترت وتزيل من كرهت فصفا المعظم الى قولهم واستصوب رأيهم ودبر الأمر مع ريدا فرنس لك من وحلفه كما اراد من غير ان يشاور الامراء الكبار في شيء من ذلك فاحشوا بالقضية وتحققوا تغير المعظم عليهم وما قد نوى ان يفعل بهم فنقموا عليه ووثبوا به فهرب منهم وصعد الى برج من خشب كان هناك فضربوا فيه النار فلما وصلت اليه وشاطته رمى نفسه الى الخليج النيلي فجاؤوا اليه ورموه بالنشاب وهو في الماء فمات غريقاً جريحاً واتفق الامراء الترك وقدموا عليهم اميرا منهم يلقب بعز الدين التركماني ونهضوا الى ريدا فرنس وجددوا معه اليمين وافتدي منهم بالف الف دينار وتسليم دمياط فاطلقوه ثم سار التركماني من المنصورة الى مصر واقطع الاسكندرية لامير من الترك يقال له فارس اقطاي وتزوج شجر الدر وصار ملك مصر في قبضتهما واما ريدا فرنس لما وصل الى دمياط اخذ اهله ومن تخلف من اصحابه وخرج عنها وسلمها الى المسلمين واقام هو بعكا و بنى مدينة قيسارية واصلحها واسكنها جماعة ثم سار الى بلده"


صـ 349: "حسنات الزمان وله في سائر اجزاء الحكمة اليد الطولى والمرتبة الاولى المسترشد بن المستظهر لما توفي المستظهر بالله بويع ولده المسترشد بالله ابو منصور وذلك في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة فكان ولي عهد قد خُطب له ثلثا وعشرين سنة وفيها توفي بغدوين ملك القدس وكان قد سار الى ديار مصر في جمع من الفرنج قاصدا ملكها  و بلغ مقابل تنيس وسج في النيل فانتقض جرح كان به فلما احس بالموت عاد الى القدس فمات به ووصى ببلاده للقمص صاحب الرها وهو الذى كان اسره جكرميش واطلقه سقاوو جاولي وفي سنة ثلث عشرة وخمسمائة كانت حرب شديدة بين السلطان سنجر وابن اخيه السلطان محمود وفي سنة اربع عشرة خرج الكرج وهم الخزر  الى "

المصدر: تاريخ مختصر الدول للعلامة غريغوريوس أبي الفرج بن اهرون الطبيب الملطي المعروف بابن العبري، وقف على طبعه الاب انطون صالحاني اليسوعي، المطبعة الكاثولوكية للآباء اليسوعيين في بيروت سنة 1890 (رابط).

الجمعة، 5 يوليو 2024

ذكر دمياط وتنيس من تاريخ الرهاوي المجهول (حوالي عام 1234 م)

المصدر: الجزء الثاني من تاريخ الرهاوي المجهول تعريب الأب ألبير أبونا (رابط)

۲۲۷ / ٥۱۷ - تحرك الفرنج وملك الهنغاريين من مدينة عكا ومحاصرتهم لمدينة دمياط الواقعة بالقرب من مصر (القاهرة)


في سنة الف وخمسمائة واحدى وثلاثين يونانية (٥٤٧) ، خرج ملك الهنغاريين (٥٤٨) وموفد (٥٤٩) ارسله البابا المالك في روما، ومعه قوات لا تحصى ، ورافقته قوات ساحل البحر وملك عكا ، وتهيأوا في السفن والبواخر وابحروا (٥٥٠) شطر مدينة دمياط الواقعة على ساحل بحر مصر . وشرعوا يحاربون فى البحر من السفن ، وشنوا عليها حربا عنيفة . واقام الفرنج برجا خشبيا يثير العجب ، ووضعوا في البرج رجالا محاربين ومتاريس وكل انواع الاسلحة يحاربون ويضايقون سكان دمياط مدة سنتين بحرا وبرا وهم يحيطون بالمدينة احاطة الخاتم بالاصبع لئلا يدخلها او يخرج منها احد وحدثت فى دمياط مجاعة شديدة حتى انهم اكلوا حيوانات مائتة . وخارت قواهم من الحرب والجوع . فاشتد الفرنج واحتلوها بالسيف وابادوا من ابناء دمياط خلقا كثيرا واخذوا ذهبا وفضة وآنية وامورا عجيبة . ولما احتلها الفرنج حدث خلاف بين ملك الهنغاريين والموفد وكيل بابا روما . اذ ان هذا قال للملك : « اننا لا نعطيك مدينة دمياط ، بل جزءا من البلدان التي ننتزعها من المسلمين » وحسب عوائد الفرنج الرديئة غضب ملك الهنغاريين (٥٥١) فغادر مع قواته وعاد  الى بلاده . اما الموفد وملك عكا والاخوة المضيفين وجيش ساحل البحر ، فشرعوا ينتشرون في بلدان المسلمين وينهبون ويخربون . ولما رأى الملوك ابناء الملك العادل (٥٥٢) و هم الملك الكامل سلطان مصر الكبير مع اخيه الملك المعظم حاكم دمشق ، ان الفرنج اشتدوا هكذا ، خافوا على بلدانهم .

٥١٨ - خراب اورشلیم سنة الف وخمسمائة وست وثلاثين يونانية (٥٥٣)


حينئذ أمر الملك المعظم حاکم اورشليم ان يهدم سور المدينة ومنازلها . ولما وصل هذا الأمر، لم يترك المسلمون حجرة على حجرة ، ما خلا كنيسة القيامة الكبرى وهيكل سليمان الذي كان مسجدا للمسلمين واضحت (المدينة) تلا خربا من خوف الفرنج لئلا يأتوا ويحاصروها . وارسل الملك الكامل اخاه حاکم اورشلیم ودمشق الى أخيهم الملك الاشرف حاكم ما بين النهرين لكي يجمع جيشه ويدركهم . فتهيأ الملك الاشرف وجمع قوات الشرق وشعبا غفيرا من العرب وقصد مصر . واجتمعت جيوش مصر وقوات الملك الاشرف وشرعت فى الحرب ووقفت الفرق متقابلة فاسرعت قوات الفرنج ، حسب عاداتهم الرديئة ، وهاجموا المسلمين . ولما لاحظ المسلمون تصرف الفرنج الارعن، اعطوهم مجالا ليبتعدوا عن دمياط . وما ان ابتعد الفرنج، حتى اسرعت عساكر المسلمين واحتلوا معسكر الفرنج والطريق ليمنعوهم من الدخول الى دمياط و بدأ المسلمون يبيدون الفرنج واعملوا فيهم السيف حتى الساعة التاسعة - فخارت قوى المسلمين والفرنج من الحرب التي دامت النهار كله . وبلغ الوهن بالفرنج الى اليأس من حياتهم ، لان المسلمين استولوا على طريق دمياط وعلى معسكر / الفرنج ، ولم يدروا ماذا يفعلون ولما رفعوا عيونهم ابصروا موضعا مرتفعا فاستداروا وهربوا الى تلك الرابية . وفرح المسلمون بذلك فرحا عظيما.
وبدأوا يعملون الليل كله وحولوا مجرى النيل الكبير حول الموضع الذي كان الفرنج حالين فيه . فظل هولاء هناك يعانون من الجوع هم وخيلهم مدة ثلاثة ايام . وفكر المسلمون في ابادة الفرنج الموجودين خارجا بحد السيف . فتشاوروا فى الامر ورأوا انهم اذا ابادوا الفرنج الخارجين فسيصعب عليهم انتزاع المدينة من الفرنج الموجودين داخلها ، لانهم كانوا اقوياء بالجيش والسلاح والقمح الذي كان يصلهم بطريق البحر . فاتفقوا فيما بينهم، وارسلوا سعاة الى الفرنج قائلين لهم : « اننا لا نفعل مثلكم ، بل سلموا لنا دمياط ونقسم لكم باننا لن نضركم » . ففرح الفرنج بذلك ، لانهم كادوا يقضون فارسل الفرنج بعضا منهم الى الذين داخل المدينة ، فاقسم الفرنج الموجودون في دمياط وخارجها للمسلمين ، واقسم المسلمون للافرنج ، واعطى الفرنج دمياط لاصحابها وهذا هو الانتصار

---------------------------
(٥٤٧) سنة ١٢٢٠م . وجاء في الهامش : فى هذا الوقت من سنة ١٥٣٠ (۱۲۱۹م) خرج شعب الهونيين الذين يدعون اليوم التتر وابادوا بحد السيف بلاد الفرس كلها ودمروا مدنا مزدهرة وبلدان الفرس . فهرب سلطان الفرس الاكبر جلال الدين وجاء وسكن في قلعة كان يمتلكها بالقرب من بلاد الايبريين واخلاط
(٥٤٨) وفي الواقع كان اندراوس الثاني قد ذهب قبل الحملة على مصر
(٥٤٩) هو الكاردينال بيلاج مطران البانو ، وهو لن ينضم الى الحملة الا فى نهاية ايلول سنة ۱۲۱۸م .
(٥٥٠) فی ۲۷ ايار سنة ۱۲۱۸م .
(٥٥۱) كان هذا الملك جان دى بريين واختلافه مع الموفد البابوى كان حول اقتراح الملك الكامل بالتخلى عن فلسطين للصليبيين واخذ مصر عوضها وهذا ما رفضه الموفد البابوى
(٥٥۲) توفى الملك العادل فى ٣١ اب سنة ۱۲۱٨م 
(٥٥٣) سنة ١٢٢٥م

هامش من ملاحظاتي: هناك ذكر لدير مار دمياط في منطقة قلودية بجانب قلعة ثمانون، انظر الصفحات 323، 371 وفيها يذكر اسم الدير مار ديماط، وكذا صفحة 378.



٢٠٥ - المسيحيون الساكنون فى تنيس المصرية -


وبما اننا ذكرنا عبد الله بن طاهر وكتبنا عن دخوله الى البلاد المصرية فلنظهر ايضا عدله الذى تجلى فى أمر المسيحيين الساكنين في تنيس (٤٩) ، الذين يتحدث عنهم البطريرك ديونيسيوس في كتابه . فنحن ايضا نريد التحدث عنهم، لكي نبقي ذكرا صالحا للبطريرك ولعبد الله بن طاهر

يروي البطريرك ديونيسيوس الذي كان معروفا لدى عبدالله ومحبوبا عنده مع اخيه مطرافوليط الرها، انه دخل على عبدالله في مصر في الزمان السابق للفتنة التي اثيرت بغية هدم كنائسهم ، او بالاحرى كنائس كثيرة فى ما بين النهرين . وهذا ما اضطر البطريرك
المرحوم الى التوجه شطر البلاد المصرية لمقابلة عبدالله بن طاهر برفقة اخيه مطرافوليط الرها الذى كتبنا عنه وعن هذه القصة كتاب الاحداث الكنسية الذي وضعناه (٥٠)

في هذا الزمان ، يروى البطريرك هذا الحادث قائلا : اننا شاهدنا في بلاد مصر مدينة تنيس ، وقص علينا سكانها قصة اليمة. فان اهل هذا الموضع كلهم مسيحيون والمكان مزدحم بالسكان 
الا انهم في فقر مدقع . ولما سألناهم كيف تردت احوالهم الى هذا الحد ، اجابونا قائلين : ان المياه تحيط بمدينتنا من كل جوانبها وليس لنا زرع او غلة او فلاحة ، ولا يمكننا اقتناء الاموال . والمياه التي نشربها تأتينا من بعيد و نشتريها بجهد جهيد کل اربع جرار بدرهم . 

اما شغلنا فهو الكتان تغزله النساء / بالمغازل ونحن ننسجه بالنول باجرة قدرها نصف درهم نتقاضاها يوميا من التجار اصحاب الادوات .
ولا يكاد شغلنا يكفى قوت يومنا وحينما يحين موعد الضريبة يفرضون على كل بيت خمسة دنانير . فنعانى من ذلك وتلقى في السجون . وفي غمرة ضيقنا نرهن لهم اقاربنا

اجل اننا نرهن لهم ابناءنا وبناتنا ليعملوا كعبيد عندهم . وقد يحدث ان امرأة أحدنا أو ابنته تلد عندهم ، ، فيحذروننا من رفع الشكوى عليهم والانكى هو انه قبل بلوغ الاوان لفدية المرأة او البنت ، تأتى ضريبة السنة التالية ، فيطالبوننا ، بالاضافة الى الرهائن ، بدفع مبلغ
آخر . وهكذا يظل اولادنا وبناتنا عبيدا للمسلمين طيلة حياتهم 

ويقول البطريرك المرحوم انه حينما قص ذلك على عبد الله ، أشفق عليهم وبوساطة البطريرك أمر بان يدفعوا عن كل رجل جزية قدرها  ۲۲ در هما حسب الشريعة الجارية في مابين النهرين

٢٠٦ - الامور التي شاهدها التلمحري فى مصر ورواها (٥١) -


نتكلم ايضا عن أمور أخرى كتبها البطريرك ديونيسيوس المستحق ذكرا صالحا قال لقد شاهدنا في مصر ايضا امرا جديرا بالذكر فهناك بناء شيده الاقدمون بجوار نهر النيل قبل انقسامه الى الفروع الاربعة انه على شكل بركة مربعة ينتصب في وسطها عمود حجری تعلوه درجات ومقاييس وكتابات تشير الى هذه المقاييس . وحينما يفيض النهر في زمان ايلول ، تدخل مياهه داخل البناء ، فيأتي الرجال المؤتمنون عليه كل يوم / ليلاحظوا الدرجات التي يرتفع اليها الماء في العمود . فاذا كان فيضان النهر اقل من ١٤ درجة ، فان جزءا صغيرا من ارض مصر تسقى منه ، وهذه علامة على ان الغلات تكون ناقصة في تلك السنة تلك السنة ، فلا تجبى الضرائب اما اذا ارتفع النهر الی ۱٥ او ١٦ درجة ، فتكون الغلات متوسطة ، فتجبى الضرائب حسب ذلك المقدار . واما اذا بلغ ۱۷ او ۱۸ درجة ، فان الرى يعم مصر كلها وتكون الضريبة كاملة واذا فاض وتجاوز العشرين· فانه يحدث اضرارا فى الأرض ولا تجنى حاصلات في تلك السنة وموجز القول ، ان حكام مصر يعلمون من اشارات ذلك العمود ما مقدار ، الضرائب التي يمكنهم فرضها على مصر كل سنة .

وقد وجدت في الكتب القديمة ان قورلس بطريرك الاسكندرية (٥٢) هو الذى بنى ذلك العمود ونظم الدرجات والمقاييس المكتوبة عليه 

۲۰۷ - الحوت الذي ظهر فى البحر -


ويكتب البطريرك ديونيسيوس ايضا قائلا (٥٣) حينما كان في مصر ظهر في البحر حوت كبير طوله نحو نصف میل (*) فاضطرب سكان البلاد وخافوا ركوب البحر ، ولم ينزل الى البحر الغواصون الذين يخوضونه بحثا عن اللآلىء .. وبعد ان اقلق البحر طيلة ثلاثة اشهر وتوقفت السفن عن السير ارسل الله عليه سمكة صغيرة طولها نحو شبر واحد دخلت فى اذن ذلك الحوت الضخم وقتلته . ولما مات ، جرفته امواج البحر والقت به على الساحل . وحينما لاحظ سكان البلاد ذلك ، ركبوا السفن وتوجهوا اليه واخذوا يقطعون لحمه واذ لاحظوا ان النار عاجزة عن طبخه ، اخذوا يملحونه / ويجففونه ثم يدقونه بالمهراس ويأكلونه .


٢٠٨ - الانصاب القائمة فى البلاد المصرية والهياكل المشيدة فوق اضرحة الملوك (الاهرام) -


ويكتب التلمحرى ايضا قائلا : اننا نشاهد ايضا الانصاب التي تكلم عنها ارميا والموجودة فى هليوبوليس عاصمة المصريين التي كان فوطيفار حمو يوسف حبرها انها مصنوعة من الحجر . ويبلغ طول كل حجر منها ستين ذراعا، وعرضها وسمكها ست اذرع ، وقاعدتها بحيث يكون ارتفاع النصب سبعين ذراعا . وكانت عشر اذرع منحوتة عليها من فوق الى اسفل صور اصنام الوثنية وكتابات هيروغليفية لم يستطع احد من معاصرينا قراءتها انه منظر يثير الاعجاب ، ولاسيما انها ليست من حجر لين بل من المرمر . وهي شبيهة (بالانصاب) ذات الاحجار الثلاث الماثلة فى بعلبك ، التي مع كونها عجيبة ، الا ان طول الحجرة فيها لا يبلغ سوى ٤٠ ذراعا فحسب. اما هذه فاكثر من ستين ذراعا، الأمر الذى يذهل العقل منه ، اذ كيف قطعت هذه الحجارة من الجبل وبأية قوة جروها وجلبوها الى منتصف السهل المشيدة فيه هليوبوليس عاصمة مصر ، وباى فن استطاعوا نصبها وايقافها مستقيمة ، ثم ان يصعدوا ويضعوا فوقها تيجانا من عشر اذرع . فحتى لو اجتمع عليها الف رجل وهي ساقطة لما استطاعوا تحريكها . / وكان في اعلاها اقباع من نحاس يزن كل منها الف رطل وقد خربت المدينة من زمان مجيء المسيح . ولم
یکن مجال لاحد ليتسلق الى قمتها ، فلم يستطع المصريون ولا العرب الجشعون ان يأخذوا ذلك النحاس ، كما اخذوا نحاس العمود الكائن في جزيرة رودس الذي رماه العرب وكسروه واخذوا منه ٣ آلاف حمل من النحاس القورنتي

وكان في المدينة اكثر من خمسمائة نصب ملقى على الحضيض
وقد حطمت وجوه الصور بالفؤوس ورأينا ايضا فى مصر هياكل مذهلة مبنية على أضرحة الملوك الوثنيين الاقدمين . انها مقفلة لا باب لها . ويبلغ طول كل منها خمسمائة ذراع وعرضها خمسمائة وارتفاعها مائتين وخمسين سمیت بالاهرام، لانها هرمية الشكل، فبينما قاعدتها تبلغ خمسمائة ذراع ، فهى تنتهى بذراع واحدة من فوق . اما احجار بنائها ، فانها منحوتة على مقياس ٦ او ٨ او ۱۰ اذرع ، وهى تبدو مثل جبال شاهقة من ارض مصر كلها

---------------------------
(٤٩) م٠س ٣ ص ٦٢ حاشية ٥. وتنيس مدينة قديمة كانت فى جنوبی غربی بورسعيد خربت سنة ١٢٢٧م ( اللؤلؤ المنثور ، حلب ١٩٥٦ ص ٦٢٤) .
(٥۰) اشارة اخرى الى اسبقية التاريخ الكنسى
(٥١) م . س ٣ ص ٨٢ ، ٤ ص ٥٢٦ - ٥٢٧ ٠
(٥٣) قورلس الاسكتندرى بطريرك الاسكندرية (٤١٢ - ٤٤٤ م ) ، ترأس مجمع أفسس سنة ٤٣١ وترك مؤلفات دفاعية وعقائدية
(٥٣) يضع م٠س ٣ ص ٨٥ ٤ ص ٥٢٨ هذا الحادث بالقرب من البحرين . 
(*) هذه مبالغة ظاهرة لا تخفى على القراء الكرام .