‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنيس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنيس. إظهار كافة الرسائل

السبت، 6 يوليو 2024

ذكر دمياط وتنيس من تاريخ مختصر الدول لابن العبري




صـ 248: "وفي سنة ثماني وثلثين ومائتين جاءت ثلثمائة مركب للروم مع ثلثة رؤساء فاناخ في مائة مركب بدمياط وبينها وبين الشط شبيه بالبحيرة يكون ماؤها الى صدر الرجل فمن جازها الى الارض أمن من مراكب البحر فجازه قوم من المسلمين فسلموا وغرق كثير من نساء وصبيان ومن كان به قوة سار الى مصر واتفق وصول الروم وهي من الجند فنهبوا واحرقوا وسبوا واحرقوا جامعها وسبوا من النساء المسلمات والذميات نحو ستمائة امرأة وساروا الى مصر ونهبوها رجعوا ولم يعرض لهم احد"

صـ 413: "وفيها اعني سنة ثماني عشرة وستمائة كان اجتماع الملك المعظم والملك الاشرف مع نجدة صاحب ماردين وعسكر حلب والملك مع الناصر صاحب حماة والملك المجاهد صاحب حمص واتصال الجميع بالملك الكامل على عزم قصد الفرنج ورد دمياط منهم فاحاطوا بهم وضيقوا السبيل عليهم فاجابوا الى الصلح على تسليم دمياط واطلاق بايديهم من اسراء المسلمين واطلاق ما بايدي المسلمين من أسراهم وقرر الصلح عاماً مع الدكاد نائب البابا وملك عكا وملوك فرنجة ومقدمي الداوية والاسبتارية وتسلم الكامل دمياط يوم الاربعاء تاسع عشر رجب وكانت مدة مقام الفرنج بها سنة كاملة واحد عشر شهراً "

صـ 452 وما بعدها: "وفيها خرج ريدا فرنس (في هامش الصفحة ما يلي: ريدا فرنس لفظة مركبة معناها عند الفرنج ملك فرنسا Roi de France وقد اراد بها الملك القديس والبطل الصنديد لويس التاسع) ملك فرنجة قاصدًا للديار المصرية فجمع عساكره فارسها وراجلها جموعاً عظيمة وازاح عليهم فسار عن بلاده بأموال جزيلة وأهبة جميلة وارسى بعكا وانب اصحابه في جميع بلاد الساحل فلما استراحوا جاؤوه حاشدين حافلين وساروا في البحر الى دمياط وملكوها بغير تعب ولا قتال لان اهلها لما بلغهم ما هم عليه الفرنج من القوة والكثرة والعدّة الكاملة هالهم امرهم فرحلوا عنها متقين فوصل اليها الفرنج ولقوها خالية عن المقاتلين غير خاوية من الارزاق فدخلوها وغنموا ما فيها من الاموال وكان الملك الصالح بن الملك الكامل صاحب مصر يومئذ بالشام يحاصر مدينة حمص فلما سمع بذلك بأن القرنج قد ملكوا دمياط رحل عن حمص وسار مسرعاً الى الديار المصرية ومرض في الطريق وعند وصوله الى المنصورة عرض له في فخذه الداء الذي يسمونه الاطباء غانغرانا ثم استحكم الفساد فيها حتى آل امرها الى سفاقلس وهو موت العضو اصلا فقطعوها وهو حي وبينما هو يكابد الشدائد في هذه الحالة وافاه مقدموا دمياط الذين اخلوها منهزمين فلما قيل له ما صنعوا لانهم فروا عنها من غير ان يباشروا  حرباً وقتالاً عظم ذلك عليه فأمر بصلبهم وكانوا اربعة وخمسين اميرا فطلبوا كما هم بثيابهم ومناطقهم وخفافهم ثم مات من غد ذلك اليوم وتولى تدبير المملكة الامير عز الدين المعروف بالتركماني وهو اكبر المماليك الترك وكان مرجوعه في جميع ذلك مما يعتمده من الامور الى حظية الملك الصالح المتوفى المسماة شجر الدر وكانت تركية داهية الدهر لا نظير لها في النساء حسنا وفي الرجال حزماً فاتفقا على تمليك الملك المعظم بن الملك الصالح وكان يومئذ مقامه بحصن كيفا من ديار بكر فارسلا رسولاً في طلبه وحناه على المصير اليهم فسار الى الديار المصرية من غير توقف فبايعوه وحلفوا له وسلموا اليه ملك ابيه وفي سنة ثماني واربعين وستمائة سير ريدا فرنس عسكرًا نحو الفي فارس نحو المنصورة ليحس بهم ما هم عليه المصريون من القوة فلقيهم طرف من عسكر المسلمين فاقتتلوا قتالاً ضعيفاً فانهزم المسلمون بين أيديهم فدخل الفرنج المنصورة ولم ينالوا منها نيلا طائلا لانهم حصلوا في مضايق ازقتها وكان العامة يقاتلونهم بالحجارة والاجر والتراب وخيولهم الضخمة لم تتمكن من الجولان بين الدروب وكان القائـــد لعسكر المسلمين فخر الدين عثمان المعروف بابن السيف احد الامراء المصريين شيخ كبير احاط به الفرنج وهو في الحمام يصبغ لحيته فقتلوه هناك وعادوا الى ريدا فرنس واعلموه بما تم لهم مع ذلك العسكر وبالمدينة فزاد طمعه وطمع من معه من البطارقة ظانين انه اذا كان الالتقاء خارج الجدران بالصحراء لم يكن للمسلمين عليهم مقدرة عبر فعى جيوشه وسار بهم طالبا ارض مصر فصبر المصريون الى ان الفرنج الخليج من النيل المسمى اشمون وهو بين البرين بر دمياط وبر المنصورة فتوجهوا نحوهم والتقى العسكران واقتتل الفريقان قتالاً شديدا وانجلت الحرب عن كسرة الفرنج وهزموا افحش هزيمة ومنعهم الخليج المذكور من ان يفوزوا وينجوا بارواحهم فغرق منهم خلق كثير وقتل آخرون وأسر الملك ريدا فرنس ومعه جماعة من خواصه واكابره فلما حصل ملك الفرنج في قبضة الملك المعظم قال له المماليك الصغار اقرانه اننا نرى الأمر كله الى شجر الدر والامراء وليس السلطنة الَّا اسمها فلو كنت في الحصن كنت ارفه خاطرًا منك وانت صاحب مصر والحكم لغيرك والسبب في هذا ليس الا حاجتك اليهم في مقاومة الفرنج وليس لك عدوّ سواهم فالرأي ان تصالح هذا الملك ومن معه من امرائه الى اي مدة شئت فانه لا يخالفك في جميع ما تريد منه اذا اصطنعته ووهبت له روحه وتأخذ منه الاموال والجواهر التي له في دمياط ويسلّم اليك دمياط ويذهب في حال سبيله وتأمن شره وشر اهل ملته وتستريح من الامراء واستخدام الجند وتبقي في ملكك من اخترت وتزيل من كرهت فصفا المعظم الى قولهم واستصوب رأيهم ودبر الأمر مع ريدا فرنس لك من وحلفه كما اراد من غير ان يشاور الامراء الكبار في شيء من ذلك فاحشوا بالقضية وتحققوا تغير المعظم عليهم وما قد نوى ان يفعل بهم فنقموا عليه ووثبوا به فهرب منهم وصعد الى برج من خشب كان هناك فضربوا فيه النار فلما وصلت اليه وشاطته رمى نفسه الى الخليج النيلي فجاؤوا اليه ورموه بالنشاب وهو في الماء فمات غريقاً جريحاً واتفق الامراء الترك وقدموا عليهم اميرا منهم يلقب بعز الدين التركماني ونهضوا الى ريدا فرنس وجددوا معه اليمين وافتدي منهم بالف الف دينار وتسليم دمياط فاطلقوه ثم سار التركماني من المنصورة الى مصر واقطع الاسكندرية لامير من الترك يقال له فارس اقطاي وتزوج شجر الدر وصار ملك مصر في قبضتهما واما ريدا فرنس لما وصل الى دمياط اخذ اهله ومن تخلف من اصحابه وخرج عنها وسلمها الى المسلمين واقام هو بعكا و بنى مدينة قيسارية واصلحها واسكنها جماعة ثم سار الى بلده"


صـ 349: "حسنات الزمان وله في سائر اجزاء الحكمة اليد الطولى والمرتبة الاولى المسترشد بن المستظهر لما توفي المستظهر بالله بويع ولده المسترشد بالله ابو منصور وذلك في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة فكان ولي عهد قد خُطب له ثلثا وعشرين سنة وفيها توفي بغدوين ملك القدس وكان قد سار الى ديار مصر في جمع من الفرنج قاصدا ملكها  و بلغ مقابل تنيس وسج في النيل فانتقض جرح كان به فلما احس بالموت عاد الى القدس فمات به ووصى ببلاده للقمص صاحب الرها وهو الذى كان اسره جكرميش واطلقه سقاوو جاولي وفي سنة ثلث عشرة وخمسمائة كانت حرب شديدة بين السلطان سنجر وابن اخيه السلطان محمود وفي سنة اربع عشرة خرج الكرج وهم الخزر  الى "

المصدر: تاريخ مختصر الدول للعلامة غريغوريوس أبي الفرج بن اهرون الطبيب الملطي المعروف بابن العبري، وقف على طبعه الاب انطون صالحاني اليسوعي، المطبعة الكاثولوكية للآباء اليسوعيين في بيروت سنة 1890 (رابط).

الثلاثاء، 11 يونيو 2024

خريطة لدلتا النيل من مخطوطة نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

خريطة لدلتا النيل من مخطوطة نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
خريطة لدلتا النيل من مخطوطة نزهة المشتاق في اختراق الآفاق



خريطة لدلتا النيل من مخطوطة نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
خريطة لدلتا النيل من مخطوطة نزهة المشتاق في اختراق الآفاق


Oxford, Bodleian Library MS. Pococke 375:

تنيس في مخطوطة مقامات الحريري

صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية
 صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية (مصدر)
 

حدّثَ الحارثُ بنُ همّامٍ قال: 

أطَعْتُ دَواعيَ التّصابي. في غُلَواء شَبابي. فلمْ أزَلْ زِيراً للغِيدِ. وأُذُناً للأغارِيدِ. إلى أن وافَى النّذيرُ. وولّى العيشُ النّضيرُ. فقَرِمْتُ إلى رُشْدِ الانتِباهِ. وندِمْتُ على ما فرّطْتُ في جنْبِ اللهِ. ثمّ أخذْتُ في كسْعِ الهَناتِ بالحَسَناتِ. وتلافي الهفَواتِ قبلَ الفَواتِ. فمِلْتُ عنْ مُغاداةِ الغاداتِ. إلى مُلاقاةِ التُّقاةِ. وعنْ مُقاناةِ القَيْناتِ. إلى مُداناةِ أهلِ الدّياناتِ. وآلَيتُ أن لا أصْحَبَ إلا مَنْ نزَعَ عنِ الغَيّ. وفاءَ منشَرُهُ إلى الطّيّ. وإنْ ألْفَيْتُ منْ هوَ خَليعُ الرّسَنِ. مَديدُ الوسَنِ. أنْأيْتُ داري عن دارِهِ. وفرَرْتُ عنْ عَرّهِ وعارِهِ. فلمّا ألقَتني الغُربَةُ بتِنّيسَ. وأحَلّتني مسجِدَها الأنيسَ. 


صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية
صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية (مصدر)


صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية
صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية (مصدر)

رأيتُ بهِ ذا حَلقَةٍ مُلتَحمَةٍ. ونظّارَةٍ مُزدَحِمةٍ. وهوَ يقولُ بجأشٍ مَكينٍ و ولِسنٍ مُبينٍ: مِسكينٌ ابنُ آدمَ وأيُّ مِسكينٍ. ركَنَ من الدّنيا إلى غيرِ رَكينٍ. واستَعصَمَ منها بغيرِ مَكسنٍ. وذُبِحَ من حُبّها بغيرِ سِكّينٍ. يَكْلَفُ بها لغَباوَتِهِ. ويَكْلَبُ عليْها لشَقاوَتِهِ. ويعْتَدّ فيها لمُفاخرَتِهِ. ولا يتزوّدُ منها لآخرتِهِ. أُقسمُ بمَنْ مرَجَ البَحرَينِ. ونوّرَ القمَرَينِ. ورفَعَ قدْرَ الحجريْنِ. لوْ عقَلَ ابنُ آدَمَ. لما نادَمَ. ولوْ فكّرَ في ما قدّمَ. لبَكى الدّمَ. ولوْ ذكَرَ المُكافاةَ. لاستَدرَكَ ما فاتَ. ولوْ نظَرَ في المآلِ. لحسّنَ قُبْل الأعْمالِ. يا عجَباً كلَّ العجَبِ. لمَنْ يقتَحِمُ ذاتَ اللّهَبِ. في اكْتِنازِ الذّهبِ. وخزْنِ النّشَبِ. لذوي النّسَبِ. ثمّ منَ البِدْعِ العَجيبِ. أن يعِظَكَ وخْطُ المشيبِ. وتؤذِنُ شمسُكَ بالمَغيبِ. ولستَ ترى أن تُنيبَ. وتهذّبَ المَعيبَ. 


صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية
صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية (مصدر)



ثمّ اندفَعَ يُنشِدُ. إنشادَ منْ يُرشِدُ:


يا ويْحَ مَـنْ أنـذرَهُ شَـيبُــهُ
وهوَ على غَيّ الصِّبا منكَمِـشْ
يعْشو إلى نارِ الهَوى بـعْـدَمـا
أصبَحَ من ضُعْفِ القُوى يرتَعِش
ويمتَطـي الـلـهْـوَ ويعْـتَـدُّهُ
أوْطأ ما يفتَرِشُ المُـفـتَـرِشْ
لم يهَبِ الشّيبَ الـذي مـا رأى
نجومَهُ ذو الـلُّـبّ إلا دُهِـشْ
ولا انتهَى عمّا نَهـاهُ الـنُـهـى
عنهُ ولا بالى بعِـرْضٍ خُـدِشْ
فذاكَ إنْ ماتَ فسُـحْـقـاً لـهُ
وإن يعِشْ عُدّ كأنْ لـمْ يعِـشْ
لا خيْرَ في مَحْيا امرئٍ نشْـرُهُ
كنَشْرِ ميْتٍ بعدَ عشْرٍ نُـبِـشْ
وحبّذا مَـن عِـرضُـهُ طـيّبٌ
يَروقُ حُسْناً مثلَ بُـرْدٍ رُقِـشْ
فقُلْ لمَن قـد شـاكَـهُ ذنـبُـهُ
هلَكْتَ يا مِسكينُ أو تنتَـقِـشْ
فأخْلِصِ التّوبَةَ تطمِـسْ بـهـا
منَ الخَطايا السودِ ما قد نُقِـشْ
وعاشِرِ الناسَ بخُلـقٍ رِضًـى
ودارِ منْ طاشَ ومنْ لم يطِشْ
ورِشْ جَناحَ الحُرّ إنْ حَـصّـهُ
زمانُهُ لا كانَ مـنْ لـم يرِشْ
وأنجِدِ الموْتورَ ظُـلـمـاً فـإنْ
عجِزْتَ عن إنْجادِهِ فاستجِـشْ
وانعَشْ إذا نـاداكَ ذو كَـبـوَةٍ
عساكَ في الحشْرِ بهِ تنتَعِـشْ
وهاكَ كأسَ النُصْحِ فاشرَبْ وجُدْ
بفَضْلَةِ الكأسِ على مَنْ عطِشْ


صورة من مخطوطة لمقامات الحريري من المقامة التنيسية (مصدر)


قال: فلمّا فرَغَ من مُبكِياتِهِ. وقضَى إنشادَ أبياتِهِ. نهضَ صبيٌّ قد شدَنَ. وأعْرى البَدَنَ. وقال: يا ذَوي الحَصاةِ. والإنْصاتِ إلى الوَصاةِ. قد وعَيْتُمُ الإنشادَ. وفقِهتُمُ الإرْشادَ. فمَن نَوى منكُمْ أن يقْبَلَ. ويُصلِحَ المُستَقبَلَ. فلْيُبِنْ ببِرّي عنْ نِيّتِهِ. ولا يعدِلْ عني بعَطيّتِهِ. فوالذي يعلَمُ الأسرارَ. ويغفِرُ الإصْرارَ. إنّ سرّي لكَما تَرَوْنَ. وإنّ وجهي ليَستَوْجِبُ الصّوْنَ. فأعينوني رُزِقْتُمُ العوْنَ. 


قال: فأخذَ الشيخُ في ما يعطِفُ عليْهِ القُلوبَ. ويُسَنّي لهُ المطْلوبَ. حتى أنْبَطَ حَفرُهُ. واعْشَوشَبَ قَفْرُهُ. فلمّا أنْ ترِعَ الكيسُ. انصَلَتَ يميسُ. ويحمَدُ تِنّيسَ. ولمْ يحْلُ للشيخِ المُقامُ. بعْدَما انْصاعَ الغُلامُ. فاستَرْفَعَ الأيْدي بالدّعاء. ثمّ نَحا نحْوَ الانكِفاء. قال الراوي: فارتَحْتُ إلى أن أعجُمَهُ. وأحُلَّ مُترجَمَهُ. فتَبعتُهُ وهو يشتَدّ في سمْتِهِ. ولا يفْتُقُ رتْقَ صمتِهِ. فلمّا أمِنَ المُفاجيَ. وأمكَنَ التّناجي. لفَتَ جيدَهُ إليّ. وسلّمَ تسْليمَ البَشاشَةِ عليّ. ثمّ قال: أراقَكَ ذكاءُ ذاكَ الشُّوَيْدِنِ؟ فقلتُ: إي والمؤمِنِ المُهَيمِنِ! قال: إنهُ فتى السّروجيّ. ومُخرِجِ الدُّرّ منَ اللُّجّيّ! فقلْتُ: أشهَدُ إنّكَ لَشَجرَةُ ثمرَتِهِ. وشُواظُ شرَرَتِهِ. فصدّقَ كَهانَتي. واستَحْسَنَ إبانَتي. ثمّ قال: هل لكَ في ابتِدارِ البيتِ. لنَتنازَعَ كأسَ الكُمَيتِ؟ فقلتُ لهُ: ويْحَكَ أتأمُرونَ الناسَ بالبِرّ وتَنسَوْنَ أنفُسَكُمْ؟ فافتَرّ افتِرارَ مُتَضاحِكٍ. ومرّ غيرَ مُماحِكٍ. ثمّ بَدا لهُ أنْ تَراجَعَ إليّ. وقال: احفَظْها عني وعليّ:


إصْرِفْ بصِرْفِ الرّاحِ عنكَ الأسى
وروّحِ القـلْـبَ ولا تـكـتَـئِبْ
وقلْ لمَـنْ لامـكَ فـي مـا بِـهِ
تدفعُ عنكَ الـهـمّ قـدْكَ اتّـئِبْ

ثمّ قال: أمَا أنا فسأنطَلِقُ. إلى حيثُ أصطَبِحُ وأغْتَبِقُ. وإذا كُنتَ لا تَصحَبُ. ولا تُلائِمُ مَن يطرَبُ. فلسْتَ لي برَفيقٍ. ولا طريقُكَ لي بطَريقٍ. فخَلّ سَبيلي ونكّبْ. ولا تُنقّرْ عني ولا تُنقّبْ. ثمّ ولّى مُدْبِراً ولمْ يُعَقّبْ. قال الحارثُ بنُ همّامٍ: فالْتَهَبْتُ وجْداً عندَ انطِلاقِهِ. ووَدِدْتُ لوْ لمْ أُلاقِهِ.

النص بالأعلى منسوخ من موقع ويكي مصدر.

الاثنين، 4 سبتمبر 2023

قائمة بجزر بحيرة المنزلة (1902)


أسماء الجزر في بحيرة المنزلة (المصدر)

أبو بلغة
أبو العيش
أبو جنب
أبو خضير
أبو لبن
أبو عمر
أبو زيد
الجابيه
علاوي أبو عشرين
علاوي دلو
علاوي البجع
علاوي الشرقيه
علاوي الشيخ حسن
علاوي الفطيره
علاوي الجحش
علاوي الجاريه
علاوي الجسور
علاوي الحاج علي
علاوي الحنه
علاوي الحوض
علاوي القرقويشه
علاوي القصب
علاوي الكبيره
علاوي المشرع
علاوي الركن
علاوي السابعه
علاوي التل الأحمر
علاوي الطرفه
علاوي الطراديه
علاوي الواطيه
علاوي الزاويه
علاوي الظهور
علاوي الزينه
علاوي خرون
علاوي رأس الحوض
العميه
العربيه
باب ذنب التمساح
البجعه
بر الحمار
بر الحداديه
بر الطراديه
بر عناق
بر جران
بستره
قنطرة البابا
البقوم
البليس
البغدادي 
برج الديبه
برج الجميل
شراشيره
شرم القرعه
الشيخ أبو الويقه
الشيخ بدير
الشيخ المغربي
الشيخ سليم
الشيخ سليم
الشيخ وحيش
دخلة الحيه
دواني حديد
دواسه
دوخان
الدنيس
دنية الشراعي
العجاج
علوة العزبه
عوينات
العزبي
الفحام
الفرشه
فاس الناعس
جروان
جنب التمساح
الجزاير
غمس
الغربي 
الغسوله
غزلات
الحداديه
الحفير
حلق الجميز
حلق حميد
حمامات
الحريقه
الحاوي
حلوق بركة الشجرة
الحُمَِيصه
الحوت
القابوطي
كساب الكبير
القطاط
كوم الرماد
لَجَان
اللزقه
اللموخ
المعامل
محجر حمود
مقطع يوسف
المقطوع
المناره
مراح العبد
مراح الطوابره
المرص
المطايشه
مواسيره
المدوره
الميده
المختنق
الموه
نجيله
الاختين
أم الجليله
رأس العفشه
رأس الأعوج
رأس شمعه
رأس القرعه
رأس القبليه
رأس الكروم
رأس الطلبه
رأس كُرُملُس
رأس سليمان
ركن الغرق
ركن الوادي
السافيه
الصحرا
السلاسيل
الصليب
السعريات
السواخه
الصيفي
السليج
ست البنات
سيدي عبد الله بن سلام
السيرجه
تل الشيخ زين
تل الدوبلين
تل الجاصه
تل الرخم
تل الذهب
تل معيبد
تل مقبل
تل زقازيق
تنيس
طرحة الصبر
الزعافه
الزاويه

السبت، 4 مارس 2023

مقال عن تنيس عام 1930

 
حفريات توت عنخ آمون، وقبر الاسكندر وتنيس

حفريات توت عنخ آمون، وقبر الاسكندر وتنيس
أما "تنيس"* وهي المدينة العجيبة القائمة في وسط بحيرة المنزلة ، والتي قيل انها كانت عاصمة كبرى ، وأن مجمعا كبيراً لاحبار اليهود عقد فيها .. فلا تزال بلداً بكراً لم تمسسها أيدي الباحثين . وقد بدأ الحفر فيها صديقنا ورفيق دراستنا في كلية الآداب بجامعة ليون الاستاذ مونتيه ، أحد تلاميذ الاستاذ لوريه مدير المتحف المصري الاسبق (قبل ماسبيرو)وأستاذ التاريخ المصري القديم بجامعة ليون , وقد عرفنا مونتيه وعاشرناه في سنة 1909 بليون وعلمنا انه التحق بالمعهد الفرنسي بمصر بعد ذلك بعامين أو ثلاثة أعوام وقد وفق في الحفائر التي قام بها في سوريا منذ سبع سنين وهو شاب مقدام شجعه فقره على الاجتهاد واقتحام الصعوبات فنال نصيبا من المجد بفضل حبه
للعلم ، ولد ببلدة فيلفرانش بجوار ليون ، وقد تعلق بتاريخ مصر لميل فطري في نفسه مع انه منحدر من عنصر قروي محض ، وليس بين أهله علماء . ومدينة تنيس التي بدأ مونتيه بالحفر فيها حافلة بالآثار وربما يكشف لنا عن عجائب لم تخطر على عقول المؤرخين والمنقبين من قديم الزمان .
حفريات توت عنخ آمون، وقبر الاسكندر وتنيس
المصدر: البلاغ الأسبوعي - الأربعاء 21 مايو سنة 1930
حفريات توت عنخ آمون، وقبر الاسكندر وتنيس، ومقبرة رع ور وسادوم وعمورة
بقلم الاستاذ محمد لطفي جمعة المحامي

__________________________________
* لعله اختلط عليه الأمر، فالباحث المذكور له منشورات عن تنقيبه في تانيس، وهو من الخلط المشهور بين تنيس وتانيس.

الاثنين، 30 يناير 2023

أخبار عن تنيس ودمياط من كتاب تاريخ دمشق لابن القلانسي

تنيس من رحلة رحلة الراهب نوي بيانكو
تنيس من رحلة رحلة الراهب نوي بيانكو


1- النص منسوخ من هذا الرابط 
[سنة أربع وخمسمائة]

في هذه السنة وردت الأخبار بأن جماعة من التجار المسافرين خرجت من تنيس ودمياط ومصر ببضائع وأموال جمة كانوا قد ضجروا وملوا طول المقام وتعذر مسير الاصطول في البحر وحملوا نفوسهم على الخطر وأقلعوا في البحر فصادفتهم مراكب الافرنج فأخذتهم وحصل في أيديهم من الامتعة والمال ما يزيد على مائة ألف دينار وأسروهم وعاقبوهم واشتروا أنفسهم بما بقي لهم من الذخائر في دمشق وغيرها

2- النص منسوخ من هذا الرابط

وفي شهر ربيع الآخر سنة ٥٤٩ ثار في دمشق مرض مختلف الحميات منه ما يقصر ومنه ما يطول وأعقبه بعد ذلك موت في الشيوخ والشباب والصبيان ثم تقاصر ذلك وفي أيام من جمادى الأولى من السنة ورد الخبر من ناحية مصر بأن عدة وافرةً من مراكب الافرنج من صقلية وصلت إلى مدينة تنيس على حين غفلة من أهلها فهجمت عليها وقتلت وأسرت وسبت وانتهبت وعادت بالغنائم بعد ثلاثة أيام وهي صفر وبعد ذلك عاد من كان هرب منها في البحر بعد الحادثة ومن سلم واختفى وضاقت الصدور عند استماع هذا الخبر المكروه

3- النص منسوخ من هذا الرابط

ووردت الأخبار في سنة ٤٦ من ناحية مصر بأن أهل دمياط حدث فيهم فناء عظيم ما عهد مثله في قديم ولا حديث بحيث أحصي المفقود منهم في سنة ٥٤٥ سبعة ألف شخص وفي سنة ٤٦ مثلهم سبعة ألف بحيث يكون الجميع أربعة عشر ألفاً وخلت دور كثيرة من أهلها وبقيت مغلقةً ولا ساكن فيهم ولا طالب لهم 

الأربعاء، 31 أغسطس 2022

لوحات لتنيس ودمياط من رحلة الراهب نوي بيانكو حوالي 1527 م

 
ميناء تنيس
ميناء تنيس

مدينة تنيس بالأعلى، مدينة الإسكندرية بالأسفل
مدينة تنيس بالأعلى، مدينة الإسكندرية بالأسفل

دمياط
دمياط


النص التالي منسوخ من الكتاب، بلغته الأصلية (الإيطالية؟!) وتليه ترجمة جوجل له للإنجليزية:

Della citta di Tunisi, dico cosi : Che e' stata una 
bella citta, & edisicata sopra il letto del fiume 
chiamato Nison Ma una uolta si ui capitomo 
molti seluaggì uccelli, e mangìauano,e mordeuano 
la géte per tépo di notte nel letto , per modo che la 
mattina erano tutti insiati, si che nò si conosceuano 
l'uno l'altro.E per questo e' questa citta abbandona 
ta , e dishabitata ,e non gli sta persona 'E noi con 
le nostre Galee arriuassimo nel porto, ma noi non si 
potessimo accostare alla terra , per cagione del mare , 
ilquale non era 'anchora In buonaccia della fortuna 
che noi haueuamo hauuta, come io disopra 
ui ho contato, ma il padron solo della Galea e l'  
armiraglio.Et allhora uennono bene da trenta Sarace 
ni, che erano neri che pareano il Demonio & accostoronsì 
a noi, e menoronci a terra, e ne cercaron per 
uedere se haueuamo danari accioche noi pagassimo 
il passaggio ma non ci trouorono nulla addosso ,e
cosi non hebbero nulla e quiui comprai pesce per 
uno danaro ,che ne harebbe assai dodeci persone 
Poi sì pattissìmo dal detto porto e nauigassìmo in 
Alessandria &c 

==========================================

Of the city of Tunis, I say this: That it was one
beautiful city, it is built on the river bed
called Nison But once you get it
many wild birds, and eaten, and bite
la géte for tépo at night in bed, so that the
morning they were all silenced, so they don't know each other
each other. And that's why this city abandons
ta, and uninhabited, and it is not a person 'And we with
our Galleys arrived in the port, but we did not
we could approach the land, because of the sea,
which was not yet in the good fortune
that we haueuamo hauuta, like me upstairs
I counted, but the only master of the Galea and the
armiraglio. And then Saraces have been well for thirty
ni, who were black who looked like the Devil & approached
to us, and brought us to the ground, and sought some for
see if we have money for us to pay
the passage but they find nothing on us, e
so they had nothing and here I bought fish for
one money, which would have a good twelve people
Then yes we agreed from the said port and nauigassìmo in
Alessandria & c

===============================================

المصدر: Viaggio da Vinegia al Santo Sepolcro, & al monte Sinai, con disegni de paesi, citta, porti, chiese, e santi luoghi con additione di genti, & animali, che si trouano da Vinegia fino al Santo Sepolcro con il lamento di Gierusalem. Nuouamente aggionto
by Noè Bianco (رابط)

معلومات عن الكتاب (هنا)

صورة لدمياط من طبعة أخرى (هنا)

دمياط
دمياط

صور الكتاب من ويكبيديا كومنز (رابط)

لوحة أخرى لتنيس من طبعة أخرى للكتاب (رابط)

ميناء تنيس
ميناء تنيس

مدينة تنيس
مدينة تنيس


الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

وثيقة وقف السلطان قايتباي على المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح بدمياط

وثيقة وقف السلطان قايتباي على المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح بدمياط
وثيقة وقف السلطان قايتباي على المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح بدمياط



وثيقة وقف السلطان قايتباي (872 - 901 هـ / 1468 - 1496 م) على المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح بدمياط

وقد عرفت المدرسة الأشرفية بدمياط باسم جامع المتبولي أو المدرسة المتبولية، وهي ما زالت موجودة إلى الآن ومعروفة بهذا الاسم، ويقال أن السلطان الاشرف قايتباي شيدها خصيصاً للشيخ إبراهيم بن علي بن عمر برهان الدين الأنصاري المتبولي ( ت بعد 880 هـ ) , أحد مشايخ الصوفية ، فقد كان السلطان أحد المعتقدين فيه ، وقد كان للسلطان الاشرف قايتباي اهتمام خاص بدمياط فزارها مرتين فى صفر 877 هـ ، وجمادى الآخرة 880 هـ , وعمل على تحصينها خاصة بعد أن تعرضت لبعض هجمات القراصنة ، وكان إنشاء المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح بدمياط من مظاهر اهتمام السلطان بدمياط ، كذلك اهتم السلطان بالوقف على المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح لضمان استمرارالإفادة منهما . 

جزء من نص الوثيقة (الجزء الخاص بتحديد الوقف، باقي الوثيقة يتحدث عن كيفية الصرف على الوقف تفصيليا): 


انه وقف و حبس و سبل وحرم وابد و تصدق بجميع ما ذكر 
انه له و بيده وفي ملكه وتصرفه وهو ما ياتي بيانه ووصفه وتحديده فيه 
والتنبيه عليه واظهر من يده مكاتيب تبايع شرعي ومستندات شرعية 
دالة على ملكه لذلك وخصمت بقضية هذا الوقف خصما شرعيا 
موافقا لتاريخه وشهوده فمن ذلك جميع الحصة التي مبلغها النصف 
والثلث عشرون قيراطا من أصل أربعة وعشرين قيراطا شائعا 
ذلك في جميع الجزائر القطع الأرض الثلاثة الكاينه بثغر دمياط
المحروس بظاهر دمياط المذكورة فالقطعة الأولى تعرف بجزيرة القصبي 
واولاد الصياد ولها حدود اربعة الحد القبلي ينتهي إلى مسجد
الشيخ كامل والحد البحري ينتهي إلى بستان البيدراني والحد 
الشرقي ينتهي إلى بساتين الثغر المحروس والحد الغربي ينتهي إلى البحر 
الاعظم وللقطعة الثانية حدود اربعة الحد القبلي ينتهي إلى 
مسجد الشيخ كامل المذكور وفرشه بين البحرين والحد البحري
ينتهي إلى بستان البيدراني المذكور والى بحر النيل المبارك والحد الشرقي 
ينتهي إلى القطعة الأولى المذكورة أعلاه المعروفة بالقديمة والحد 
الغربي ينتمي إلى بحر النيل المبارك والى الخور الفاصل بين هذه 
الجزيرة وبين الجزيرة المستجدة الثالثة الآتي ذكرها فيه وللقطعة
الثالثة حدود اربعة الحد القبلي ينتمي الى بحر النيل المبارك 
والحد البحري ينتهي إلى الفوهة والحد الشرقي ينتهي إلى الخور الفاصل
بين هذه الجزيرة و بين الجزيره الثانية المذكورة أعلاه 
والحد الغربي ينتهي إلى بحر النيل المبارك المتصل إلى بر السنانية 
الشاهد له بملك ذلك ستة مكاتيب شرعية من المكاتيب المذكورة 
أعلاه ومن ذلك جميع البستان الكامل ارضا و بنآ وغراسا الكائن
بظاهر ثغر دمياط المحروس بخط جزيرة القصبي المذكورة أعلاه 
وما به من الانساب النخل المثمر وغير المثمر وأشجار العنب والتوت 
والأثل وبنآء بيره المطوي بالآجر وقناته وعباراته وما هو من 
حقوقه المعروف ذلك قديما بالغرسي خليل بن نعمة ولكامل
ذلك حدود اربعة الحد القبلي ينتهي إلى ساحل قطعه عز وإلى هذه 
القطعة ايضاً والحد البحري ينتمي إلى ساحل بستان المرحل وغيره
والحد الشرقي ينتهي إلى الجسر السلطاني والحد 
الغربي ينتهي إلى جزيرة القصبي المذكورة أعلاه وجميع الحصه التي
مبلغها الثلثان ستة عشر سهما من أصل أربعة 
وعشرين مهما شائعا ذلك في جميع القطعة الأرض الطين السواد
الكاينه بظاهر ثغر دمياط المحروس الملاصق للبستان 
المذكور فيه ولكاملها حدود اربعة الحد القبلي ينتهي إلى حوزة 
هناك والحد البحري ينتمي إلى البستان المذكور
والحد الشرقي ينتهي إلى ساحة قطعة عز المذكورة أعلاه والحد الغربي 
ينتهي إلى جزيرة القصبي المذكورة أعلاه
الشاهد له بذلك مكتوب التبايع الشرعي الثابت المحكوم بموجبه في
الشرع الشريف واصل لذلك وهما من جملة المكاتيب المذكورة 
أعلاه ومن ذلك جميع الطاحون الفارسي المعد لطحن القمح والحوش
الكائن ذلك بظاهر ثغر دمياط المحروس بجوار المدرسة الأشرفية 
المطلة على بحر النيل المبارك المعروفة بانشآ مولانا المقام الشريف
المالك الملك الاشرف ابي النصر قايتباي المنوه باسمه الشریف اعلاه 
شرفه الله تعالى وعظمه وعمارته وهي التي وقفها قبل تاريخه مدرسة
وجامعا بمقتضی کتاب وقف شرعی سابق على تاريخه ثابت 
محكوم بموجبه في الشرع الشريف وذكر انه تحت يد شيخ المكان 
المذكور ولهذه الطاحون والحوش شهرة شهيره في موضعهما تغني
عن تحديدهما 
المعروفة الطاحون المذكورة والحوش بإنشآء الواقف المنوه باسمه 
الشريف اعلاه وعمارته ومن ذلك جميع ما هو جار في املاك 
بيت المال المعمور ورای مولانا المقام الشريف نصره الله تعالى
الحظ والمصلحه في وقفه على مصالح الجامع المذكور اعلاه 
وارباب الوظايف ليكون به نفع ذلك عاما على المسلمين وهو 
جميع الحصة التي مبلغها نصف الثمن وهو قيراط و نصف 
قيراط من اصل اربعة وعشرين قيراطا شائعا ذلك في جميع اراضي
ناحية بيلاو من عمل الأشمونين احد أقاليم الديار المصرية 
ونسبة هذه الحصة إلى حصص الناحية المذكورة حصة من ستة
عشر حصة من اراضي ناحية ببلاو المذكورة
وحقوقها ولكامل اراضيها حدود اربعة الحد القبلي ينتهي إلى اراضي
ناحيه سنبو والحد البحري 
ينتهي إلى اراضي ناحية بانوب والحد الشرقي ينتهي إلى الجسر
والحد الغربي ينتهي إلى ارض الكدية
وجميع الحصه التي مبلغها نصف حصة من كامل حصة من أصل عشر 
حصص شائعا ذلك في جميع اراضى ناحية تزمنت
باعمال البهنسائية أحد أقاليم الديار المصرية ولکامل اراضيها
حدود اربعة الحد القبلي ينتهي بعضه إلى 
ارض برقط و بعضه إلى الطود و باقيه للنواعم والحد البحري ينتهی
إلى ارض الزياده ( بعضه ) 
وبعضه إلى جزيرة زياد والحد الشرقي ينتهي بعضه لدمنه الناحيه
المذكورة وباقيه إلى البحر مجرى الحوت 
والحد الغربي ينتهي إلى ارض برقط واراضی دموشيه وجميع
اراضي البحيره المعروفه قديماً 
ببحيرة تنيس بجوار الطينه من عمل ثغر دمياط المحروس
المشتملة على برين يعرفان بالاشتوم أحدهما بر غربى والآخر 
بر شرقي فارض البر الغربي تعرف بالحامولة والجبسه والبر الشرقي 
يعرف بالقاشة والحصن وتعرف ارض ذلك 
أيضا بطاد التفاحي الذي ببحيرة تنیس ولذلك شهرة في موضعه تغني 
عن تحديده بحد ذلك كله وحدوده وحقوقه 
الداخله فيه والخارجة عنه وما يعرف به وينسب إليه وقفا صحيحاً
شرعياً وحبسا صريحا مرعيا قايما على اصوله


المصدر: وثيقة وقف السلطان قايتباي على المدرسة الأشرفية وقاعة السلاح بدمياط، دارسة ونشر وتحقيق الدكتور محمد محمد أمين
معهد البحوث والدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية SOCIETE EGYPTIENNE D'ETUDES HISTORIQUES المجلة التاريخية المصرية، ‬المجلد الثاني والعشرون،  1975 (رابط)

الثلاثاء، 21 يونيو 2022

ذكر تنيس في محاورات يوحنا كاسيان حوالي 380 م

دمياط - فم النيل والفنار
دمياط - فم النيل والفنار




النص التالي منسوخ من كتاب المحاورات ليوحنا كاسيان ترجمة وحواشي الأب الدكتور بولا ساويرس الناشر مشروع الكنوز القبطية، عن النسخة الإنجليزية A Select Library of Nicene and Post-Nicene Fathers of the Christian Church. New York, 1894 Translation and Notes by Edgar C.S. Gibson


المحاورة الحادية عشر:
للأب تشيرمون (الأولى له)
عن الكمال

وهكذا أتينا بعد رحلة بحرية طويلة إلى مدينة في مصر تدعى تينيسيس Thennesus ، وسكانها محاصرون إما بالبحر وإما بالبحيرات المالحة حتى أنهم يتخصصون في الأعمال فقط، ويكتسبون ثروتهم وقوتهم من التجارة البحرية حيث تعوزهم الأرض لدرجة أنهم متى أرادوا بناء منازل لا يجدون في الواقع ترابا كافيا لهذا، ما لم يحضروه بالقوارب من بعيد.

وعندما وصلنا إلى هناك، كافأ الله رغبتنا بوصول الأسقف أرخبيوس Archebius، رجل مبارك جدا وممتاز،
كان قد أُختُطِف من مجتمع المتوحدين، وأُقِيم أسقفا على مدينة بانيفيسيس Panephysis والذي حافظ طوال حياته الطويلة على غرض التوحد بصرامة حتى أنه لم يتراخ في شئ من سمة اتضاعه السابق ولم تطوحه الكرامة التي أضيفت إليه (لأنه إعتبر أنه لم يسام لهذه الوظيفة كمستحق لها، بل كان يشكو أنه قد طُرِد من النظام الرهباني کشخص غير مستحق له . لأنه على الرغم من أنه قد قضى سبعة وثلاثين سنة فيه، لم يكن قادرا قط على بلوغ النقاوة التي تتطلبها هذه المهنة). فاستقبلنا بأكثر لطف وكرم في مدينة تينيسيس سالفة الذكر، حيث أحضرته إلى هناك شئون اختيار أسقف. وبمجرد أن سمع رغبتنا واشتياقنا في الاستعلام عن الآباء القديسين حتى في أقصى أطراف مصر، قال:
"تعالوا وانظروا في نفس الوقت، شیوخا يعيشون ليس بعيدا عن دیرنا، تُظِهر أجسادهم المنحنية طول مدة خدمتهم ، مثلما
تُشرِق القداسة من مظهرهم، حتى أن مجرد رؤيتهم يعطى درسا عظيما لمَن يرونهم. ويمكنكما أن تتعلما منهم الكثير ليس من كلامهم بل وبمثالهم العملي لحياتهم المقدسة، التي أحزن على فقدي لها. وإذ قد فقدتها، فإنني لا أقدر أن أعطيها لكما. ولكننی أظن أن فقري يُمكن أن يقِّل نوعا ما بغيرتي هذه، إذ وأنتما تُنشِدان درر الإنجيل التي لا أمتلكها فعلى الأقل زودتكما بأين تقدران الحصول عليها على نحو ملائم".
وهكذا أخذ عصاه وحقيبته، كما هي عادة جميع الرهبان عندما يشرعون في السفر، وقادنا بنفسه كدليل
في طريقنا إلى مدينته الخاصة، أي بانفيسيس، والتي كانت أراضيها بحق أعظم مناطق الإقليم المجاورة (وكانت سابقا غنية للغاية حيث منها كانت المائدة الملكية، كما تقول التقارير، تُزَّود بكل شیء)، لكنها تغطت الآن بمياه البحر الذي ثار بزلزال مفاجىء فأغرق شواطئها وهكذا (تخربت تقريبا كل قراها) وتغطت بالمستنقعات المالحة ما كانت سابقا أراضي غنية، حتى أنك تظن أن ما قد أُنشِد روحيا في المزمور كان نبوة حرفية عن ذلك الإقليم. "الذي يجعل الأنهار قفارا، ومجاري المياه أراضي معطشة. والأرض المثمرة سبخة، من شر الساكنين فيها".
في هذه المناطق إذن، بادت مدن كثيرة على هذا النحو من التلال العالية، وهجرها سكانها وتحولت بالطوفان الى جزر مقفرة. وهذه وفرَّت أماكن العزلة المرغوبة للمتوحدين القديسين، الذين برز من بينهم ثلاثة شيوخ تشيرمون ونستيروس ويوسف، [بإعتبار أنهم] متوحدون أطول إقامة.
وهكذا رأى المبارك أرخيبوس، أنه من الجيد أن يأخذنا أولا إلى تشيرمون CHAREMON لأنه كان أقرب إلى 
ديره، ولأنه كان أكثر تقدما في العمر عن الاثنين الآخرين، إذ تجاوز المائة سنة من عمره. و[كان] نشيطا فقط في الروح، ولكن
بظهر محني من العمر، ومن الصلاة الدائمة، لدرجة أنه كان كما لو
كان يزحف في طفولته على يدين متدليتين ويستريح على الأرض.
وعندما حملقنا في نفس الوقت في وجه هذا الرجل العجيب وفي مشيته (فعلى الرغم من أن جميع أطرافه قد ضعفت بالفعل وكانت  [شبه] ميتة إلا أنه لم يفقد شيئا من شدة صرامته السابقة). وعندما سألناه بإتضاع عن كلمة وتعليم، وصرحنا [له] بأن الاشتياق إلى التعليم الروحي هو السبب الوحيد لمجئينا، تنهد بعمق وقال: أي تعليم يمكن أن أعلَّمكما [إياه]، أنا الذي أرخى وهن العمر من صرامتي السابقة، كما أفقدني أيضا الثقة في الكلام؟. لأنه كيف يمكنني أن أعلِّم ما لا أفعله، أو أعلِّم آخر بما أعرفه ولكن أمارسه الآن ببرودة وضعف؟. وبناء عليه، لا أسمح الآن لأي شاب بأن يعيش معي في هذا العمر المتقدم لئلا تفتر صرامته بسبب مثالي. لأن سلطة المعلِّم لن تكون أبدا قوية، ما لم يُثبّتها في قلب سامعه بالإنجاز الفعلي لواجبه.

السبت، 30 أبريل 2022

تنيس من خريطة مادبا

مصر السفلى من خريطة مادبا
مصر السفلى من خريطة مادبا (مصدر الصورة هي لقطة شاشة من هذا الموقع)




ذكر تنيس في خريطة مادبا الفسيفسائية وهي الخريطة التي يعود تاريخها لحوالي العام  560 م. الأسماء المذكورة بالأسفل مستخرجة من كتاب: "The Mosaic Map of Madaba: An Introductory Guide" لمؤلفه Herbert Donner، الصفحات 81 إلى 86.

  1. الفرع البيلوزي (Πηλουσιακὸν στόμα)
  2.  (CAT [ TIKON ]) وقرأها المؤلف على أنها Saitic arm of the nile الفرع السايتي  (Σαϊτικόν στόμα)
  3. الفرع السبنتيني (Σεβεννυτικόν στόμα)
  4. الفرع البلبتي (Βουλβυτικόν στόμα)
  5. الفرما (Τό Πηλουσιν)
  6. نقيوس (Ή Νικιου)
  7. تل أتريب (Αθριβις)
  8. تل بليم Σεθρωίτης) Sethroites) 
  9. تانيس (Τανις)
  10. ثمويس/تل تمي الأمديد (Θμουϊς)
  11. تنيس (Θεννησος)
  12. صا الحجر (Εαϊς)
  13. سخا ( Ξοϊς)
  14. غير معروف الاسم حاليا (Ή Παυλίνου)
  15. دمنهور (Ἑρμούπολις)
  16. قرطسا في شمال دمنهور (Χορτασω)
  17. غير معروف الاسم حاليا (<Καινούπολ<ις)
  18. الكريون (Ή Χαιρέου)

الاثنين، 25 أبريل 2022

تنيس وتونة من كتاب الخطط التوفيقية

خريطة توضح بحيرة تنيس وبحيرة دمياط وبحيرة الزار من كتاب أطلس تاريخ الإسلام
خريطة توضح بحيرة تنيس وبحيرة دمياط وبحيرة الزار من كتاب أطلس تاريخ الإسلام


﴿ تنيس ﴾ قال المقريزي فى خططه هى بكسر التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها وكسر النون المشددة و ياء آخر الحروف وسين مهملة بلدة من بلاد مصر فى وسط الماء وهي من كورة الخليج
سميت بتنيس بن حام بن نوح ويقال بناها قليمون من ولد اتريب بن قبطيم أحد ملوك القبط فى القديم قال ابن وصيف شاه
وملكت بعد اتريب ابنته فدبرت الملك وساسته بأيد وقوّة خمسا وثلاثين سنة وماتت فقام بالملك من بعدها ابن أختها
قليمون الملك فرد الوزراء الى مراتبهم وأقام الكهان على مواضعهم ولم يخرج الامر عن رأيهم وجدّ في العمارات وطلب
الحكم وفي أيامه بنيت تنيس الاولى التى غرقها البحر وكان بينه وبينها شئ كثير وحولها الزرع والشجر والكروم وقرى
ومعاصر للخمر وعمارة لم يكن أحسن منها فأمر الملك أن يبنى له في وسطها مجالس وينصب عليها قباب وتزين بأحسن
الزينة والنقوش وأم بفرشها واصلاحها وكان اذا بدأ النيل يجري انتقل الملك اليها فأقام بها الى النوروز ورجع وكان
للملك بها أمناء يقسمون المياه ويعطون كل قرية قسطها وكان على تلك القرى حصن يدور بقناطر وكان كل ملك يأتي يأمر
بعمارتها والزيادة فيها ويجعلها له منتزها ويقال ان الجنتين اللتين ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز اذ يقول واضرب لهم
مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا الآيات كانتا لاخوين من بيت
الملك أقطعهما ذلك الموضع فأحسنا عمارته وهندسته وبنيانه وكان الملك يتنزه فيهـما ويؤتى منهـما بغرائب الفواكه
والبقول ويعمل له من الاطعمة والاشربة ما يستطيبه فعجب بذلك المكان أحد الاخوين وكان كثير الضيافة والصدقة
ففرق ماله في وجوه البر وكان الآخر ممسكا يسخر من أخيه اذا فرق ماله وكلما باع من قسمه شيأ اشتراه منه حتى بقى
لايملك شيأ وصارت تلك الجنة لاخيه واحتاج الى سؤاله فانتهره وطرده وعيره بالتبذير وقال قد كنت أنصحك بصيانة
مالك فلم تفعل ونفعني امساكي فصرت أنا أكثر منك مالا وولدا وولى عنه مسرورا بماله وجنته فأمر الله تعالى البحر
فركب تلك القرى وغرقها جميعها فأقبل صاحبها يولول ويدعو بالثبور ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا قال الله جل
جلاله ولم تكن له فئـة ينصرونه من دون الله وفي زمان قليمون الملك بنيت دمياط وملك قليمون تسعين سنة وعمل
لنفسه ناووسا (قبرا) في الجبل الشرقي وحول اليه الاموال والجواهر وسائر الذخائر وجعل من داخله تماثيل تدور
بلواليب في أيديهما سيوف من دخل قطعته وجعل عن يمينه ويساره أسدين من نحاس مذهب بلوالب من أتاه حطمه
وزبر عليه هذا قبر قليمون ابن اتريب بن قبطيم بن مصر عمر دهرا وأتاه الموت فما استطاع له دفعا فمن وصل اليه فلا يسلبه
ما عليه وليأخذ من بين يديه ويقال ان تنيس أخ لدمياط وقال المسعودي في كتاب مروج الذهب وغيره تنيس كانت
أرضا لم يكن بمصر مثلها استواء وطيب تربة وكانت جنانا ونخلا وكرما وثمر ومزارع وكانت فيها مجار على ارتفاع من
الارض ولم ير الناس بلدا أحسن من هـذه الارض ولا أحسن اتصالا من جنانها وكرومها ولم يكن بمصر كورة يقال
انها تشبهها الا الفيوم وكان الماء منحدرا اليها لا ينقطع عنها صيفا ولا شتاء يسقون جنانهم اذا شاؤا وكذلك زروعهم
وسائره يصب الى البحر من جميع خلجانه ومن الموضع المعروف بالاشـتوم وقد كان بين البحر و بين هذه الارض مسيرة
يوم وكان فيما بين العريش وجزيرة قبرس طريق مسلوك الى قبرس تسلكه الدواب يبسا ولم يكن بين العريش وجزيرة
قبرس في البحر سـير طويل حتى علا الماء الطريق الذى كان بين العريش وقبرس فلما مضت لدقلطيانوس من ملكه
مائتان واحدى وخمسون سنة هجم الماء من البحر على بعض المواضع التى تسمى اليوم بحيرة تنيس فأغرقه وصار يزيد
في كل عام حتى أغرقها بأجمعها فما كان من القرى التى فى قرارها غرق وأما الذى كان منها على ارتفاع من الارض فبقى
منه تونة وبورا وغير ذلك مما هو باق الى هذا الوقت والماء محيط بها وكان أهل القرى التى فى هذه البحيرة ينقلون موتاهم
الى تنيس فنبشوهم واحدا بعد واحد وكان استحكام غرق هذه الارض بأجمعها قبل أن تفتح مصربمائة سنة قال وقد
كان لملك من الملوك التي كانت دارها الفرماء مع اركون من أرا كنة البلينا وما اتصل بها من الارض حروب عملت
فيها خنادق وخلجان فتحت من النيل الى البحر يمتنع بها كل واحد من الآخر وكان ذلك داعيا لتشعب الماء من النيل
واستيلائه على هذه الارض وقال في كتاب أخبار الزمان وكانت تنيس عظيمة لها مائة باب وقال ابن بطلان تنيس بلد
صغير على جزيرة في وسط البحر ميله الى الجنوب عن وسط الاقليم الرابع خمس درج وأرضه سبخة وهواؤه مختلف
وشراب أهله من مياه مخزونة في صهاريج تمـلأ في كل سنة عنـد عـذوبة مياه البحر بدخول ماء النيل اليها وجميع
حاجاتها مجلوبة اليها فى المرا كب وأكثر أغذية أهلها السمك والجبن وألبان البقر فان ضمان الجبن السلطاني سبعمائة
دينار حسابا عن كل ألف قالب دينار ونصف وضمان السمك عشرة آلاف دينار وأخلاق أهلها سهلة منقادة وطبائعهم
مائلة الى الرطوبة والأنوثة قال أبوالسري الطبيب انه كان يولد بها في كل سنة مائتا مخنث وهم يحبون النظافة
والدماثة والغناء واللذة وأ كثرهم يبيتون سكارى وهم قليلو الرياضة لضيق البلد وأبدانهـم ممتلئة الاخلاط وحصل
بها مرض يقال له الفواق التنيسي أقام بأهلها ثلاثين سنة وقال جامع تاريخ دمياط وكان على تنيس رجل يقال له
أبو ثور من العرب المتنصرة فلما فتحت دمياط سارا اليها المسلمون فبرز اليهم نحو عشرين ألفا من العرب المتنصرة والقبط
والروم فكانت بينهـم حروب آلت الى وقوع أبي ثور فى أيدي المسلمين وانهزام أصحابه فدخـل المسلمون البلد وبنوا
كنيستها جامعا وقسموا الغنائم وساروا الى الفرماء فلم تزل تنيس بيد المسلمين الى أن كانت امرة بشربن صفوان الكلبي
على مصر من قبل يزيد بن عبدالملك في شهر رمضان سنة احدى ومائة فنزل الروم تنيس فقتل مزاحم بن مسلمة المرادي
أميرها في جمع من الموالي وفيهم يقول الشاعر
ألم تربع فيخبرك الرجال * بما لاقى بتنيس الموالي
وكانت تنيس مدينة كبيرة وفيها آثار كثيرة للاوائل وكان أهلها مياسير أصحاب ثراء وأكثرهم حاكة وبها تحاك ثياب
الشروب التى لايصنع مثلها في الدنيا وكان يصنع فيها للخليفة ثوب يقال له البدنة لايدخل فيه من الغزل سدى ولحمة غير
أوقيتين وينسج باقيه بالذهب بصناعة محكمة لا تحوج الى تفصيل ولا خياطة يبلغ قيمته ألف دينار وليس في الدنيا
طراز ثوب كتان يبلغ الثوب منه وهو ساذج بغير ذهب مائة دينار عينا غـير طراز تنيس ودمياط وكان النيل اذا أطلق
يشرب منه من مشارق الفرما من ناحية جرجير وفاقوس من خليج تنيس فكانت من أجل مدن مصر وان كانت
شطا ودبقو ودميرة وتونة وما قاربها من تلك الجزائر يعمـل بها الرفيع فليس ذلك يقارب التنيسي والدمياطي وكان
الحمل منها الى ما بعد سنة ستين وثلثمائة يبلغ من عشرين ألف دينار الى ثلاثين ألف دينار لجهاز العراق فلما تولى الوزير
يعقوب بن كاس تدبير المال استأصل ذلك بالنوائب وكان يسكن بمدينة تنيس ودمياط نصارى تحت الذمة وكان أهل
تنيس يصيدون السماني وغير ذلك من الطيرعلى أبواب دورهم والسماني طير يخرج من البحر فيقع فى تلك الشباك
وكانت السفن تركب من تنيس الى الفرماء وهي على ساحل البحر ولما مات هرون الرشيد وقام من بعده ابنه الأمين
وأراد الغدر والنكث بالمأمون كان على مصر حاتم بن هرثمة بن أعين من قبل الأمين فلما ثار عليه أهل تنو وتمي بعث
اليهم السري بن الحكم وعبد العزيز ابن الوزير الجروي فغلبا بعد الثمانية من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ثم ولي
الأمير جابر ابن الاشعث الطائي مصر وصرف حاتم بن هرثمة وكان جابر لينا فلما تباعد ما بين محمد الامين وبين أخيه عبد الله
المأمون وخلع محمد أخاه من ولاية العهد وترك الدعاء له على المنابر وعهد الى ابنه موسى ولقبه بالشديد ودعا له تكلم
الجند بمصر بينهم في خلع محمد غضبا للمأمون فبعث اليهم جابر ينهاهم عن ذلك ويخوفهم عواقب الفتن وأقبل السري
ابن الحكم يدعو الناس الى خلع محمد وكان ممن دخل الى مصر في أيام الرشيد من جندا لليث ابن الفضل وكان خاملا
فارتفع ذكره بقيامه في خلع محمد الامين وكتب المأمون الى أشراف مصر يدعوهم الى القيام بدعوته فأجابوه وبايعوا
المأمون في رجب سنة ست وتسعين ومائة ووثبوا بجابر فأخرجوه وولوا عباد بن محمد فبلغ ذلك محمد الامين فكتب
الى رؤساء الحوف بولاية ربيعة بن قيس الجرشي وكان رئيس قيس الحوف فانقاد أهل الحوف كلهم معه يمنها وقيسها
وأظهروا دعوة الامين وخلع المأمون وساروا الى الفسطاط لمحاربة أهلها واقتتلوا فكانت بينهما قتلى ثم انصرفوا
وعادوا مرارا الى الحرب فعقد عباد بن محمد لعبد العزير الجروي وسيره في جيش ليحارب القوم في دارهم فخرج في ذي
القعدة سنة سبع وتسعين ومائة وحاربهم بعمريط فانهزم الجروي ومضى في قوم من لخم وجذام الى فاقوس فقال له
قومه لم لاتدعو لنفسك فأنت بدون هولاء الذين غلبوا على الارض فمضى فيهم الى تنيس فنزلها ثم بعث بعماله يجبون
الخراج من أسفل الارض فبعث ربيعة بن قيس يمنعه من الجباية وسار أهل الحوف في المحرم سنة ثمان وتسعين الى
الفسطاط فاقتتلوا وقتل جمع من الفريقين وبلغ أهل الحوف قتل الامين فتفرقوا وولي امرة مصر مطلب بن عبدالله
الخزاعي من قبل المأمون فدخلها في ربيع الاول وولى عبدالعزيزالجروي شرطته ثم عزله وعقد له على حرب أسفل
الارض ثم صرف المطلب وولي العباس بن موسى بن عيسى في شوّال فولى عبدالعزيز الشرطة فلما ثار الجند وأعادوا
المطلب في المحرم سنة تسع وتسعين هرب الجروي الى تنيس وأقبل العباس بن موسى بن عيسى من مكة الى الحوف
فنزل بلبيس ودعا قيسا الى نصرته ثم مضى الى الجروي بتنيس فأشار عليه أن ينزل دار قيس فرجع الى بلبيس في
جمادى الآخرة وبها مات مسموما في طعام دسه اليه المطلب على يد قيس فدان أهـل الاحواف للمطلب وبايعوه
وسارعوا الى جب عميرة وسالموه عندما لاقوه وبعث الى الجروي يأمره بالشخوص الى الفسطاط فامتنع من ذلك
وسار في مراكبه حتى نزل شطنوف فبعث اليه المطلب السري بن الحكم في جمع من الجند يسألونه الصلح فأجابهم اليه
ثم اجتهد فى الغـدر بهم فتيقظوا له فمضى راجعا الى بنا فاتبعوه وحاربوه ثم عاد فدعاهم الى الصلح ولاطف السري
فخرج اليه في زلاج وخرج الجروي في مثله فالتقيا في وسط النيل مقابل سندفا وقد أعد الجروي في باطن زلاجه
الحبال وأمر أصحابه بسندفا اذا الصق بزلاج السري أن يجروا الحبال اليهـم فلصق الجروي زلاج السمري فربطه
في زلاجـه وجر الحبال وأسر السري ومضى به الى تنيس فسجنه بها وذلك في جمادى الاولى ثم كر الجروي وقاتل
فلقيه جموع المطلب بسـقط سليط في رجب فظفر ولما عزل عمر بن ملاك عن الاسكندر ية ثار بالاندلسـيين ودعا
للجروي فأقبل عبد الله بن موسى بن عيسى الى مصر طالبا بدم أخيه العباس في المحرم سنة مائتين فنزل على عبد العزيز
الجروي فسار معه فى جيوش كثيرة العدد في البر والبحر حتى نزل الجيزة فخرج اليه المطلب فى اهـل مصر فحاربوه في
صفر فرجع الجروي الى شرقيون ومضى عبد الله بن موسى الى الحجاز وظهر للمطلب أن أبا حرمله فرجا الاسود هو
الذي كاتب عبد الله بن موسى وحرضه على المسير فطلبه ففر الى الجروي وجدّ المطلب في أمر الجروي فاخرج الجروي
السري بن الحكم من السجن وعاهده وعاقده على أن يثور بالمطلب ويخلعه فعاهده السري على ذلك فاطلقه وألقى
الى أهل مصر ان كتابا ورد بولايته فاستقبله الجند من أهل خراسان وعقدوا له عليهم وامتنع المصريون من ولائه فنزل
داره بالحمراء وأمده قيس بجمع منهـم وحارب المصريين فهزمهم وقتل منهم فطلب المطلب منه الامان فامنه وخرج
من مصر واستبد السمري بن الحكم بأمر مصر في مستهل شهر رمضان فلما قتل الاندلسيون عمر بن ملاك بالاسكندرية
سار اليها الجروي في خمسين ألفا فبعث السري الى تنيس بعثا فكر الجروي راجعا الى تنيس في المحرم سـنة
احدى ومائتين فلما ثار الجند بالسري في شهر ربيع الاوّل وبايعوا سليمن ابن غالب قام عباد بن محمد عليه وخلعه وقام
بالامر على بن حمزة بن جعفر بن سليمن بن علي بن عبدالله بن عباس في مستهل شعبان فامتنع عباد أن يبايعه ولحق
بالجروي ثم لحق به أيضا سليمن بن غالب فكان معه وعاد السري الى ولاية مصر في شعبان وقوي سلطانه فلما كان
في المحرم سنة اثنتين ومائتين ورد كتاب المأمون اليه يأمره بالبيعة لولي عهده علي بن موسى الرضا فبويع له بمصر فقام
في فساد ذلك ابراهيم بن المهدي ببغداد وكتب الى وجوه الجند بمصر يأمرهم بخلع المأمون وولي عهده وبالوثوب على
السري فقام بذلك الحرث بن زرعة بن محرم بالفسطاط وعبد العزيز بن الوزير الجروي بأسفل الارض ومسلمة بن عبد
الملك الطحاوي الازدي بالصعيد وخالفوا السري ودعوا الى ابراهيم بن المهدي وعقدوا على ذلك الامر لعبد العزيز
ابن عبدالرحمن الازدي فحاربه السمري وظفر به فى صفر ولحق كل من كره بيعة علي الرضا بالجروي لمنعته بتنيس
وشدة سلطانه فسار الى الاسكندرية وملكها ودعا له بها وببلاد الصعيد ثم سار في جمع كبير لمحاربة السري واستعد كل
منهما لصاحبه بأعظم ما قدر عليه فبعث اليه السري ابنه ميمونا فالتقيا بشطنوف فقتل ميمون في جمادى الاولى سـنة
ثلاث ومائتين وأقبل الجروي فى مراكبه الى الفسطاط ليحرقها فخرج اليه أهـل المسجد وسألوه الكف فانصرف
عنها وحارب الاسكندرية غير مرة وقتل بها من حجر أصابه من منجنيقه في آخر صفر سنة خمس ومائتين ومات السري
بعده بثلاثة أشهر في آخر جمادى الاولى وقام بعد الجروي ابنه علي بن عبد العزير الجروي فحارب أبنصر محمد بن السري
امير مصر بعد أبيه بشطنوف ثم التقيا بدمنهور فيقال ان القتلى بينهما يومئذ كانوا سبعة آلاف وانهزم ابن السري
الى الفسطاط فتبعهم مراكب ابن الجروي ثم عادت فدخل أبوحرملة فرج بينهما حتى اصطلحا ومات ابن السري فى
شعبان سنة ست ومائتين فولي بعده أخوه عبيد الله بن السري فكف عن ابن الجروي وبعث المأمون مخلد بن يزيد بن
مزيد الشيباني الى مصر في جيش من ربيعة فامتنع عبيد الله بن السري من التسليم له ومانعه فاقتتلوا وانضم علي بن
الجروي الى خالد بن يزيد وأقام له الانزال وأغاثه وسار حتى نزل على خندق عبيد الله بن السري فاقتتلا في شهر ربيع
الاول سنة سبع ومائتين وجرت بينهما حروب بعد ذلك آلت الى ترفع خالد الى أرض الحوف فكره ذلك ابن الجروي
ومكر به حتى أخرجه من عمله الى غرب النيل فنزل بهيا وانصرف ابن الجروي الى تنيس فصار خالد في ضر وجهد وعسكر
له ابن السري فى شهر رمضان وأسره وأخرجه من مصر الى مكة في البحر وبعث المأمون بولاية عبيدالله بن السري على
ما في يده وهو فسطاط مصر وصعيدها وغربيها وبولاية علي بن عبد العزيز الجروي تنيس مع الحوف الشرقي وضمنه
خراجه وأقبل ابن الجروي على استخراح خراجه من أهل الحوف فمانعوه وكتبوا الى ابن السري يستمدونه عليه
فامدهم بأخيه فالتقيا بكورة بنا في بلقينة فاقتتلوا في صفر سنة تسع ومائتين وامتدت الحروب بينهما الى أثناء ربيع 
الاول وهم منتصفون فانصرف ابن الجروي فيمن معه الى دمياط فسار ابن السري الى محله شريقون فنهبها وبعث الى
تنيس ودمياط فملكها ولحق ابن الجروي بالفرما و سار منها الى العريش فنزل فيما بينها وبين غزة ثم عاد واغار على الفرما
في جمادى الاخرة ففر أصحاب ابن السري من تنيس وسار ابن الجروي الى شطنوف فخرج اليه ابن السري واقتتلا
فكانت لابن الجروي في أول النهار ثم أتاه كمين ابن السمري فانهزم وذلك في رجب فمضى الى العريش وسار ابن السري 
الى تنيس ودمياط ثم أقبل ابن الجروي في المحرم سنة عشر ومائتين وملك تنيس ودمياط بغير قتال فبعث اليه ابن السري 
البعوث فحاربهم فبينما هم في ذلك اذ قدم عبد الله بن طاهر فمدّ ابن الجروي بالاموال والأَنزال وانضم اليه ونزل معه 
ببلبيس فامتنع ابن السري ودافع ابن طاهر فتراخى له وبعث فجبى المال ونزل زفتا وبعث الى شطنوف عيسى الجلودي 
على جسر عقده من زفتا وجعل ابن الجروي على سفنه التي جاءته من الشام لمعرفته بالحرب فهزم مراكب ابن السري 
في المحرم سنة احدى عشرة وصالح ابن طاهر عبيد الله بن السري فى صفر وخلع عليه وأجازه بعشرة آلاف دينار وأمره 
بالخروح الى المأمون فسكنت فتن مصر بعبد الله بن طاهر وفي سنة سبع وسبعين وثلثمائة ولدت بتنيس معزى جديا له
عدّة قرون ورأسه مع صدره وبدنه ومقدمه بصوف أبيض ومؤخره بشعر أسود وذنبه ذنب شاة وولدت امرأة طفلة لها 
رأس مدور ولها يدان ورجلان وذنب ولثلاث بقين من ذى الحجة من هذه السنة حدث بتنيس رعد وبرق وريح شديدة 
وسواد عظيم في الجوّ ثم ظهر وقت السحر في السما عمود نار احمرت منه السماء والارض أشد حمرة وخرج غبار ودخان 
يأخذ بالانفاس فلم يزل الى الرابعة من النهار حتى ظهرت الشمس ولم يزل كذلك خمسة أيام وفي سنة اثنتين وثلاثين
وثلثمائة حضر عند قاضي تنيس أبي محمد عبد الله بن أبى الريس رجل وامرأة فطالبت المرأة الرجل بفرض واجب 
عليه فقال الرجل تزوجت بها منذ خمسة أيام فوجدت لها ما للرجال وما للنساء فبعث اليها القاضي امرأة لتشرف عليها 
فاخبرت ان لها فوق القبل ذكرا بخصيتين والفرج تحتها والذكر أقلف وأنها رائعة الحسن فطلقها الزوج قال
أبوعمرو الكندي حدثنى أبو نصر أحمد بن علي قال حدثني ياسين بن عبد الاحد قال سمعت أبي يقول لما دخل عبد الله
ابن طاهر مصر كنت فيمن دخل عليه فقال حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن سبيع قال يا أهل مصر كيف
بكم اذا كان في بلدكم فتن فوليكم فيها الاعرج ثم الاصغر ثم الامرد ثم يأتي رجل من ولد الحسين لا يدفع ولا يمنع تبلغ
راياته البحر الاخضر يملؤها عدلا فقلت كان ذلك كانت الفتنة فوليها السريّ وهو الاعرج والاصغر ابنه أبو النصر
والامرد عبيد الله بن السري وأنت عبد الله بن طاهر بن الحسين ثم ان عبد الله بن طاهر سار الى الاسكندرية وأصلح
أمرها وأخرج ابن الجروي الى العراق ثم قدم به الافشين الى مصر في ذي الحجة سنة خمس عشرة وقد أمر الافشين ان
يطالبه بالاموال التي عنده فان دفعها اليه والا قتله فطالبه فلم يدفع اليه شيأ فقدمه بعد الاضحى بثلاث فقتله وفي
جمادى الآخرة سنة تسع عشرة ومائتين ثار يحيى بن الوزير في تنيس فخرج اليه المظفر بن كندر أمير مصر فقاتله فى بحيرة
تنيس وأسره وتفرق عنه أصحابه وفي سنة تسع وثلاثين ومائتين أمر المتوكل ببناء حصن على البحر بتنيس فتولى عمارته 
عنبسة بن اسحق أمير مصر وأنفق فيه وفي حصن دمياط والفرما مالا عظيما وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عذبت
بحيرة تنيس صيفا وشتاء ثم عادت ملحة صيفا وشتاء وكانت قبل ذلك تقيم ستة أشهر عذبة وستة أشهر مالحة وفي سنة ثمان 
ورأربعين وثلثمائة وصلت مراكب من صقلية فنهبوا مدينة تنيس وفي سنة ثمان وسبعين وثلثمائة صيد باشتوم تنيس 
حوت طوله ثمانية وعشرون ذراعا ونصف من ذلك طول رأسه تسعة أذرع ودائر بطنه مع ظهره خمسة عشر ذراعا وفتحة 
فمه تسعة وعشرون شبرا وعرض ذنبه خمسة اذرع ونصف وله يدان يجدف بهما طول كل يد ثلاثة أذرع وهو أملس أغبر 
غليظ الجلد مخطط البطن ببياض وسواد ولسانه أحمر وفيه خمل كالريش طوله نحو الذراع يعمل منه أمشاط شبه الذبل 
وله عينان كعيني البقـر فأمر أمير تنيس أبو اسحق به فشق بطنه وملح بمائة اردب ملح ورفع فكه الاعلى بعود 
خشب طويل وكان الرجل يدخل الى جوفه بقفاف الملح وهو قائم غير منحن وحمل الى القصر حتى رآه العزيز بالله وفي
ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الاول سنة تسع وسبعين وثلثمائة شاهد أهل تنيس تسعة أعمدة من نار تلتهب فى آفاق 
السماء من ناحية الشمال فخرج الناس الى ظاهر البلد يدعون الله تعالى حتى أصبحوا فخبيت تلك النيران وفيها صيد
ببحيرة تنيس حوت طوله ذراع ونصفه الاعلى فيه رأس وعينان وعنق وصدر على صورة أسد ويداه فى صدره بمخالبه 
ونصفه الادنى صورة حوت بغير قشر فحمل الى القاهرة وفي سنة سبع وتسعين وثلثمائة ولدت جارية بنتا برأسين
احدهما بوجه أبيض مستدير والآخر بوجه أسمر فيه سهولة في كل وجه عينان فكانت ترضعهما وكلاهما مركب
على عنق واحد في جسد واحد بيدين ورجلين وفرج ودبر فحملت الى العزيز حتى رآها ووهب لامها جملة من المال ثم 
عادت الى تنيس وماتت بعد شهور وفى سنة احدى وسبعين وخمسمائة وصل الى تنيس من شواني صقلية نحو أربعين
مركبا فحصروها يومين وأقلعوا ثم وصل اليها من صقلية أيضا في سنة ثلاث وسبعين نحو أربعين مركبا فقاتلوا أهل
تنيس حتى ملكوها وكان محمد ابن اسحق صاحب الاصطول قد حيل بينه وبين مراكبه فتحيز في طائفة من المسلمين الى
مصلى تنيس فلما أجنهم الليـل هجم بمن معه البلد على الفرنج وهم في غفلة فأخـذ منهم مائة وعشرين فقطع رؤسهم
فأصبح الافرنج الى المصلى وقاتلوا من بها من المسلمين فقتل من المسلمين نحو السبعين وسار من بقي منهم الى دمياط فمال
الافرنج على تنيس والقوا فيها النار فاحرقوها وساروا وقد امتلأت أيديهم بالغنائم والاسرى الى جهة الاسكندرية بعد 
ما أقاموا بتنيس أربعة أيام ثم لما كانت سنة ست وسبعين وخمسمائة نزل فرنج عسقلان في عشر حراريق على أعمال 
تنيس وعليها رجل منهم يقال له المعز فأسر جماعة وكان على مصر الملك العادل من قبـل أخيه الملك الناصر صـلاح 
الدين يوسف عندما سار الى بلاد الشام ثم مضى المعز وعاد فأسر ونهب فثار به المسلمون وقاتلوه فظفرهم الله به وقبضوا
عليه وقطعوا يديه ورجليه وصلبوه وفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة انتدب السلطان لعمارة قلعة تنيس وتجديد
الآلات بها عندما اشتد خوف أهل تنيس من الاقامة بها فقدّر لعمارة سورها القديم على أساساته الباقية مبلغ ثلاثة
آلاف دينار من ثمن أصناف وآجر وفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة كتب باخلاء تنيس ونقل أهلها الى دمياط
فأخليت في صفر من الذراري والاثقال ولم يبق بها سوى المقاتلة في قلعتها وفي شوّال من سنة أربع وعشرين وستمائة
أمر الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب بهدم مدينة تنيس وكانت من المدن الجليلة تعمل بها الثياب السرية
وتصنع بها كسوة الكعبة قال الفاكهي فى كتاب أخبار مكة ورأيت كسوة مما يلي الركن الغربي يعني من الكعبة
مكتوب عليها مما أمر به السري بن الحكم وعبد العزيز بن الوزير الجروي بأمر الفضل بن سهل ذي الرياستين وطاهر
ابن الحسين سنة سبع وتسعين ومائة ورأيت شقة من قباطي مصر في وسطها الا انهم كتبوا في أركان البيت بخط دقيق
أسود مما أمر به أمير المؤمنين المأمون سنة ست ومائتين ورأيت كسوة من كسا المهدي مكتوبا عليها باسم الله بركة من
الله لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين أطال الله بقائه مما أمر به اسماعيل بن ابراهيم ان يصنع في طراز تنيس على يد
الحكم بن عبيدة سنة اثنتين وستين ومائة ورأيت كسوة من قباطي مصر مكتوبا عليها باسم الله بركة من الله مما أمر به
عبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين أصلحه الله محمد بن سليمان أن يصنع في طراز تنيس كسوة الكعبة على يد الخطاب
ابن مسلمة عامل سنة تسع وخمسين ومائة قال المسيحي في حوادث سنة أربع وثمانين وثلثمائة وفي ذى القعدة ورد يحيى
ابن اليمان من تنيس ودمياط والفرما بهديته وهى أسفاط وتخوت وصناديق مال وخيل وبغال وحمير وثلاث مظال
وكسوتان للكعبة وفي ذي الحجة سنة اثنتين وأربعمائة وردت هدية تنيس الواردة فى كل سنة منها خمس نوق مزينة
ومائة رأس من الخيل بسروجها ولجمها وتجافيف وصناعات عدة وثلاث قباب ديبقية بمراتبها ومتحرقات وبنود وما
جرى الرسم بحمله من المتاع والمال والبز ولما قدم الحاكم استدعت أخته السيدة سيدة الملك الى عامل تنيس عن
الحاكم بأن يحمل مالا كان اجتمع قبله ويعجل توجيهه وقيل انه كان ألف ألف دينار وألفي ألف درهم اجتمعت من
أرباع البلد لثلاث سنين وأمره الحاكم بتركها عنده فحمل ذلك اليها وبه استعانت على ما دبرت وفى سنة خمس عشرة
وأربعمائة ورد الخبر على الخليفة الظاهر لاعزاز دين الله أبي هاشم علي ابن الحاكم بأمر الله أن السودان وغيرهم ثاروا
بتنيس وطلبوا أرزاقهـم وضيقوا على العامل حتى هرب وإنهم عاثوا في البلد وأفسدوا ومدوا أيديهم الى الناس
وقطعوا الطرقات و أخذوا من المودع ألفا وخمسمائة دينار فقام الجرجراي وقعـد وقال كيف يفعل هـذا بخزانة
السلطان وساءنا فعل هذا بتنيس وبيت المال وسير خمسين فارسا للقبض على الجناة وما زالت تنيس مدينة عامرة ليس
بأرض مصر مدينة أحسن منها ولا أحصن من عمارتها الى ان خربها الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب
في سنة أربع وعشرين وستمائة فاستمرت خرابا ولم يبق منها الا رسومها في وسط البحيرة وكان من جملة كورة تنيس بورا
ومنها وايوان وشطا وبحيرتها الآن يصطاد منها السمك وهي قليلة العمق يسار فيها بالعادي وتلتقي السفينتان هـذه
صاعدة وهذه نازلة بريح واحدة وقلع كل واحد منهما مملوء بالريح وسيرهما في السرعة مستو وبوسط البحيرة عدة جزائر
تعرف اليوم بالعزب جمع عزبة بضم العين المهملة وزاي ثم موحدة سكنها طائفة من الصيادين وفي بعضها ملاحات
يؤخذ منها ملح عذب لذيذة ملوحته وماؤها ملح وقد يحلو أيام النيل انتهى بحروفه وقال الكندي بتنيس ثياب الكتان
الديبقي والمقصور الشفاف والاردية وأصناف المناديل الفاخرة للابدان والارجل والمخاد والفرش المعلم والطراز يبلغ
الثوب المقصور منها خمسمائة دينار وأقل وأكثر ولايعلم في بلد ثوب يبلغ مائتي دينار فما فوقها وليس فيه ذهب الا
بمصر وقد أخبرني بعض وجوه التجار أنه بيع حلتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار انتهى وقال صاحب كتاب نشق
الازهار نقلا عن محمد بن أحمد بن بسام ان تنيس من الاقليم الرابع طيبة الهواء يندر بها الامراض الوبائية ويقال
ان من يدفن بها من الاموات لا يبلى جسمه الا بعد البطء ويبقى شعره وفي تنيس كثير من السمك والطير وأهلها يخزنون
الماء في صهاريج فيبقى زمنا طويلا ولا يتغير وطول المدينة من الجنوب الى الشمال ثلاثة آلاف ومائتان وسبع
وعشرون ذراعا كبيرة وعرضها من الشرق الى الغرب ثلاثة آلاف وخمس وثمانون ذراعا كذلك وطول سورها ثلاثة
آلاف ومائتان وسبعون ذراعا ولها تسعة عشر بابا مصفحة بالحديد وبها جامع طوله مائة ذراع وعرضه احدى
وسبعون ذراعا ويوقد فيه كل ليلة ألف وثمانمائة قنديل وبها غير هذا الجامع مائة وستون جامعا صغيرا كلها بمنارات
وبها اثنتان وسبعون كنيسة وستة وثلاثون حماما ومائة معصرة للزيت ومائة وست وستون طاحونا ومخبزا وخمسة
آلاف منسج لنسج الاقمشة وقد هـدم الحاكم كنائسها وبنى محلها مساجد وفي المقريزي عندذكر دخول النصارى
من قبط مصر في طاعة المسلمين انه لما مات سعيد بن بطريق بطرك الاسكندرية على الملكية في يوم الاثنين آخر شهر رجب
سـنة ٣٢٨ بعد ما أقام في البطركية سبع سنين ونصفا في شرور متصلة بعث الامير أبو بكر محمد بن طفج الاخشيد
أبا الحسن من قوّاده في طائفة من الجند الى مدينة تنيس حتى ختم على كنائس الملكية وأحضر آلاتها الى الفسطاط
وكانت كبيرة جدا فافتكها الاسقف بخمسة آلاف دينار باعوا فيها من وقف الكنائس وفي تاريخ بطارقة الاسكندرية
قيل انه كانت بتنيس عدة من شبان المسلمين خارجون عن طاعة الامير يجبون من الاهالي جبايات وينهبون البيوت
ويفعلون أفعالا قبيحة فارسل المعز عسكرا لقتال المدينة بناء على شكوى النصارى فقاومت العصاة العسكر ثم التجؤا
للدخول تحت الطاعة بسبب قلة الماء العذب فدعا أمير الجيش العصاة بعد المعاهدة وجعل لهم اكراما ثلاثة أيام
وأهدى لكل واحد منهم خلعة وعشرة دنانير وكان عددهم مائة ثم أمر بشنقهم جميعا فشنقوا على سور المدينة وبعد
ذلك هدم الاسوار جميعها وفي التاريخ المذكور حصل بمصر وباء كبير خرب مدينة تنيس حتى لم يبق بها غير مائة من
سكانها وقال ابن حوقل ان بتنيس تلالا من جثث الاموات بعضها فوق بعض يسمونها بطون ويظهر أنها من قبل
موسى عليه السـلام لان دفن الاموات كان عادة للمصريين من قبله وهكذا جرت عادة النصارى من بعده ووافقهم
المسلمون في ذلك والجثث المذكورة ملفوفة في أكفان من القماش الغليظ وقحوفهم وعظامهم على غاية من الحفظ الى
يومنا هذا وقال كترمير ان من اختصر هذا الكلام من العجم غير كلمة بطون بكلمة تركوم وتنبه لهذا الخطا العالم دساسي
وترجمها بكلمة كوم وعبر المسعودي عن ذلك بكلمة أبو الكوم وعبرالمقريزي في خططه بذات الكوم وقال كترمير ان
الاصح ما ذكره ابن حوقل وهى كلمة بطون وانها كلمة قبطية ومعناها محل الدفن وقال بعض مؤرخي الفرنج ان تنيس
كانت مدينة عظيمة ولها اسوار تحيط بها وفيها أبراج ولها خندق مملوء بالماء وهى الآن خراب وفيها بعض آثار
الحمامات وبواقي عقود مطلية بطلاء صلب فى غاية الحفظ ولا يوجد بها غير ذلك الا تلول بها كثير من الطوب وشقاف من
الصيني والفخار والزجاج الملون بكل لون وأهل البلاد المجاورة يأخذون منها النافع في مبانيهم ويشاهد فيها أثر خليج
قديم كان يمر في وسطها وذكر بعض الفرنج ان هـذه المدينة في محل بوكولي القديمة و لم يوافقه كترمير على ذلك وقال ان
كلمة تنيس كلمة رومية معناها الجزيرة وشرح أبوالفداء بحيرتها فقال ان هناك فرع من النيل ينقسم الى بحيرتين بحيرة
تنيس وبحيرة دمياط تتصل احداهما بالاخرى وهما بقرب البحر والشرقية منهما هي بحيرة تنيس والغربية بحيرة دمياط
وفيها يصب خليج اشموم و بحيرة تنيس متسعة جـدا وماؤها يعذب عند الزيادة ويملح وقت التحاريق وليست عميقة
وتمشي فيها المراكب بالمجاديف ومدينة تنيس في وسطها وطولها أربعة وخمسون درجة ونصف وعرضها ئلاثون درجة
ونصف وفي بعض عباراته ان طول تلك البحيرة اقلاع يوم في عرض نصف يوم وقال الادريسي ان هذه البحيرة على
بحيرتين احداهما بحيرة زار والاخرى بحيرة تنيس وقال ابن حوقل ان الدرفيل يوجد في هذه البحيرة وهو حيوان بحري
يشبه القربة المنفوخة يهوى سكنى البحر الرومي والملاحون يقولون ان له ادراكا عجيبا ومتى رأى انسان في خطر الغرق
يأتي اليه ويحمله حتى يوصله الى البر أوالماء القليل وقال صاحب نشق الازهار ان في بحيرة تنيس ثلثمائة وستين نوعا
من السمك يظهر في كل يوم من السنة نوع منها ولكل نوع اسم يخصه وخليل الظاهري يسمى بحيرة تنيس بحيرة المنزلة
وهو الاسم الذى تعرف به الآن وقال الادريسي ان ببحيرة تنيس جملة جزائر منها نيلية وتونة وسمنة وحصن علم وأضاف
الى ذلك ابن حوقل شطا ودابق وكانت قرية تونة يعمل بها طراز تنيس ومن جمله طرازها كسوة الكعبة أحيانا قال
الفاكهي ورأيت أيضا كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر مكتوبا عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد
عبد الله هارون امير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل في طراز تونة سـنة تسعين ومائة قال
وقرية سمنة غلبت عليها بحـيرة تنيس فصارت جزيرة فلما كان شهر ربيع الاول سنة سبع وثلاثين وثمانمائة هجرية
انكشف في مكانها حجارة وآجرّ فاذا عضادات زجاح كثيرة مكتوب على بعضها اسم المعز لدين الله وعلى بعضها اسم العزيز
بالله نزار ومنها ما عليه اسم الحاكم بامر الله ومنها ما عليه اسم الظاهر لاعزاز دين الله ومنها ما عليه اسم المستنصر بالله
وهو أكثرها آخبرني بذلك من شاهده وفي كتاب السلوك للمقريزي انه حصل في سنة ثمانمائة وعشرين من ا لهجرة
عصيان قوي فى دمياط سببه صيادون من أهالي سمنة وكان بين تنيس ودمياط قرية يقال لها قرية بورى واليها ينسب
السمك البوري وينسب اليها أيضا بنو البوري الذين كانوا بالقاهرة والاسكندرية وفي سنة ٦١٠ وصل العدو اليها
بشوانيهم فسبوها فقدمت اليها القطائع التى كانت على ثغر رشيد فسار عنها العدوّ انتهى (فائدة) ابن بطلان المار
الذكر فى كلام المقريزي هو كما في كتاب دائرة المعارف للمعلم بطرس البستاني المختار بن الحسـن كان طبيبا نصرانيا
بغـداديا مشوّه الخلقة غير أنه فضـل في علم الاوائل وكان يرتزق بصناعة الطب وخرج من بغـداد الى الموصل وديار بكر
ودخل حلب وأقام بها مدة ولم تعجبه فخرج منها الى مصر فاقام بها مدة يسيرة واجتمع بابن رضوان المصري الفيلسوف
في وقته وجرت بينهما منافرات أحدثتها لمناظرة ثم خرج من مصر مغضبا على ابن رضوان وورد انطاكية وأقام بها
وكثرت أسفاره ثم غلب عليه الانقطاع فنزل بعض الاديرة في أنطاكية وانقطع للعبادة الى أن توفي وصنف تصانيف
مفيدة منها كاب تقويم الصحة وكتاب دعوى الاطباء ورسالة فى اشتراء الرقيق وأخرى في ذم ابن رضوان يشـير فيها الى
جهله بما يدعيه من علم الاوائل ورتبها على سبعة فصول وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة هجرية انتهى ملخصا
من تاريخ غريفوربوس المالطي وأما ابن وصيف شاه فهو كما في بعض الكتب الافرنجية ابراهيم ابن وصيف شاه
له تاريخ على مصر يسمى جوهر الجواهر ووقائع الامور وعجائب الدهور انتهى ولم أجد له فى كشف الظنون ولا غيره
تار يخ ولادة ولا موت ولا من أي بلد هو ﴿ تونة ﴾ قال في مشترك البلدان على جزيرة قرب يعيس من نواحي مصر من
فتوح عمير بن وهيب ينسب اليها عمر بن احمد التوني حدث عنـه محمد بن اسحق بن منده الحافظ وسالم بن عبد الله
التوني يروي عن عبدالله بن لهيعة انتهى وفي القاموس تونة بهاء جزيرة قرب دمياط وقد غرقت منها عمر بن أحمد
وعمرو بن عليّ وسالم بن عبيد الله وعبد المؤمن بن خلف انتهى (قلت) وفي الصعيد الاوسط بلدة في غربي الاشمونين
تسمى تونة الجبل من مديرية أسيوط بقسم ملوي في حاجر البلد الغربي غربي ترعة تنسب اليها مجعولة لري أراضيها
خاصة فمها من البحر اليوسفي عندنا ناحية الذروة ويؤخذ من مؤلفات استرابون انها في موضع مدينة پانياس القديمة
الباقية آثارها الى اليوم وبهذه القرية عدة مساجد احدها بمنارة وبداخله ضريح ولي الله حماد التوني مشهور يزار
وفيها نخيـل كثير وجبانتها فى حاجر الجبـل الغربي وفى جنوبها الشرقي قرية السواهجة على بعـد ألفي متر فوق البحر
اليوسفي وفى شمالها الشرقي قرية نواي على بعد أربعة آلاف متر 


 المصدر: الجزء العاشر من الخطط الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة تأليف الجناب الامجد والملاذ الاسعد سعادة علي باشا مبارك حفظه الله، الطبعة الاولى بالمطبعة الكبرى الاميريه ببولاق مصر المحميه سنة ١٣٠٥ هجريه، صفحات ٤٤ - ٥١ (رابط)