أما "تنيس"* وهي المدينة العجيبة القائمة في وسط بحيرة المنزلة ، والتي قيل انها كانت عاصمة كبرى ، وأن مجمعا كبيراً لاحبار اليهود عقد فيها .. فلا تزال بلداً بكراً لم تمسسها أيدي الباحثين . وقد بدأ الحفر فيها صديقنا ورفيق دراستنا في كلية الآداب بجامعة ليون الاستاذ مونتيه ، أحد تلاميذ الاستاذ لوريه مدير المتحف المصري الاسبق (قبل ماسبيرو)وأستاذ التاريخ المصري القديم بجامعة ليون , وقد عرفنا مونتيه وعاشرناه في سنة 1909 بليون وعلمنا انه التحق بالمعهد الفرنسي بمصر بعد ذلك بعامين أو ثلاثة أعوام وقد وفق في الحفائر التي قام بها في سوريا منذ سبع سنين وهو شاب مقدام شجعه فقره على الاجتهاد واقتحام الصعوبات فنال نصيبا من المجد بفضل حبه
للعلم ، ولد ببلدة فيلفرانش بجوار ليون ، وقد تعلق بتاريخ مصر لميل فطري في نفسه مع انه منحدر من عنصر قروي محض ، وليس بين أهله علماء . ومدينة تنيس التي بدأ مونتيه بالحفر فيها حافلة بالآثار وربما يكشف لنا عن عجائب لم تخطر على عقول المؤرخين والمنقبين من قديم الزمان .
المصدر: البلاغ الأسبوعي - الأربعاء 21 مايو سنة 1930
حفريات توت عنخ آمون، وقبر الاسكندر وتنيس، ومقبرة رع ور وسادوم وعمورة
بقلم الاستاذ محمد لطفي جمعة المحامي
__________________________________
* لعله اختلط عليه الأمر، فالباحث المذكور له منشورات عن تنقيبه في تانيس، وهو من الخلط المشهور بين تنيس وتانيس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق