‏إظهار الرسائل ذات التسميات بورة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بورة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 4 فبراير 2023

ذكر بورة في أوراق البردي العربية


ذكر بورة في أوراق البردي العربية
السطر الأول: **ـو  ‪ ***
السطر الثاني:  بدر  مولى  أمير  المؤمنين
السطر الثالث: صنعة  بورة


المصدر: Corpus papyrorum Raineri, archeducis Austriae: Series arabica, edidit Adolphvs Grohmann Volume 3, Issue 1, Parts 1-2 of Corpus papyrorum Raineri, archeducis Austriae, Sammlung der Papyrus Erzherzog Rainer, Sammlung der Papyrus Erzherzog Rainer, 1924, P157 (رابط) والنص منسوخ من هنا.

الوثيقة الثانية، تظلم يعود للعصر الأيوبي (1200 - 1218) وفيه يرد ذكر السمك البوري

ذكر بورة في أوراق البردي العربية


المماليك التّجّار
المظلومين
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
يصلون/يقبّلون الأرض بالمقام العالي المولويّ المالكيّ السّلطانيّ العادليّ خلّد
اللّه أيّامه ونشر في أقطار الأرض أعلامه وجعل ملايكة السَّماء تنصر
جنوده وملوك الأرض عبيده وينهون أنّهم قوم مظلومين لأنّهم
قوم تجّار أقلعا من بيروت ودخلا محروسة إسكندريّة وأخذ منهما
الحقّ كما جرت عادة من تقدّمهم وهم في أمان اللّه وأمان هذه الدّولة الرّحيمة
وتبضّعا كما جرت عادة من تقدّمهم من التّجّار وطلبا السَّفر فمنعا وقيل
لهما أنّكما من قبرص وليس فيهما أحد من الموضع المذكور إلّا فيهما بيزانة
وبنادقة وآخر من بيروت وآخر من إقريطش وآخر من جزيرة بني عمر
مرديفة/مردقيمة مملوك المولي معزّ الدّين ولهما اليوم سَنة معوّقين وكان قد
تبضّعا بكثرة بضاعتهما سَمك بوري وقد تلف ورموه ولم يبقا
لهم إلّا اليسير من مالهم ومركبهم على التّلاف في البحر فيطلبون من المراحم السّلطانيّة
النّظر في أمرهم والرّحمة لهم بإطلاق سَراحهم فهم مَساكين ولو لا الصَّدقة عليهم
إلّا كانوا قد تلفوا جوعا وحوشيّ عدل هذه الدّولة القاهرة من الظّلم
للتّجّار وجيع هم العبيد تسعة نفر وإنّهما أقلعا من بيروت ومعهما
بعض البضاعة وعبرا على قبرص واشتروا منها باقي بضاعتهم
ودخلا الدّيار المصريّة أمانين إنّهم ليس هم من موضع هو غير صلح
إلّا الكلّ عبيد هذه الدّولة وداخلين تحتِ طاعتها
والرّأي أعلا والحمد للّه وحده

المصدر: P.Flor.Arab. 23 = P.SternAyyubidPetitions 1 : Alcuni mercatanti pisani, veneziani ed altri. Petizione a Malek-Adel, sultano d’Egitto (Alexandria TM Geo=100; ) 1200 - 1218 CE)(رابط)

الصورة من كتاب "I diplomi arabi del R. archivio fiorentino : testo originale con la traduzione letterale e illustrazioni" ص 70 و 71 (رابط)

الثلاثاء، 24 يناير 2023

أبوان في وثائق الجنيزة اليهودية

 
ذكر أبوان في وثائق الجنيزة اليهودية
ذكر أبوان في وثائق الجنيزة اليهودية

1- الأولى (Legal document Bodl. MS heb. d 66/8) (الرابط) وهي عبارة عن عقد ايجار من الباطن مكتوب في دمياط عام 1106م يقوم بموجبه المزارع بتأجير مستحقاته من صباغة وبيع الحرير في محافظة دمياط من الباطن في بلدة صغيرة تسمى إبوان لثلاثة شركاء لمدة عام واحد مقابل دفع مبلغ قدره دينارين في الشهر.

2- الثانية (Legal document CUL Or.1080 J53) (الرابط) بتاريخ يناير 1112 م. جزء كبير ومكتوب بشكل جيد من وثيقة فيها دانيال ابن يسحاق يقبل 12 دينارا مستحقة له من أصل 20 دينارا من مُسلم ابن افرايم. ودفع المبلغ يوسف شقيق الأخير. وقد ذُكرت المعاملات في قريتي بورة وإبوان بالقرب من دمياط (المسماة كفتور).

3- الثالثة ولكنها تعود لأبوان الأشمونين (الرابط)، وليست لأبوان دمياط.



في الحقيقة هناك ثلاثة أماكن تعرف بأبوان في مصر، الأول أبوان قرب دمياط ومنها الأعمال الابوانية، وأبوان عطية بالأشمونين، وأبوان البهنسا، وظني أن صناعة الخزف تعود لهما وليس لأبوان التي في دمياط والتي اشتهرت بصناعة النسيج.

ففي كتاب المدن والقرى المصرية في البرديات العربية ل د. محمد أحمد عبد اللطيف، (صفحتي 136، 137)، يرد التالي حول أبوان (والهوامش أسفل النص):
إِبْوَان
هي حالياً إحدى قرى مركز سمالوط بمحافظة المنيا (41) وقد ذكرت هذه القرية في العديد من البرديات من مجموعة أوراق البردي بالمعهد البريطاني بلندن وخاصة البردية رقم 6235 (6) س9 (42) ولكنها ذكرت في بردية أخرى هامة محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة ومسجلة برقم 207 بالظهر ومقاسها 3,2x14,18 سم (43) وذكرت إبوان بالسطر السادس والعشرين من البردية ونصه كالتالي:
إبوان ......................
وهذه البردية تعود للقرن 3 هـ / 9 م وهي من وجهين وهما عبارة عن كشفين يشتملان على اسماء دافعي الضرائب مع بيان ما يدفعه كل منهم بعد اسمه والاسماء جميعا مرتبة ترتيبا جغرافياً حسب القرى أو المدن. ولقد أمدتنا هذه البردية باسماء قرى أخرى غير إبوان ومنها أبو صير التي ذكرت في السطر الثامن عشر ثم إبوان موضوع حديثنا الآن في السطر السادس والعشرين ثم قرية طروط في السطر الثامن والعشرين. أما عن قرى إبوان فقد ذكرها ياقوت الحموي ق 7هـ / 13 م في معجم البلدان بفتح أولها وأنها من قرى كورة البهنسا بصعيد مصر وهي تعرف باسم أبوان الزبادي (44، 45). وقد ذكرها ابن مماتي ق 7هـ / 13 م وأكد على أنها من الأعمال البهنساوية (46). أما ابن دقماق ق 9 هـ / 15 م فقد أضاف وذكرها باسم إبوان وكفورها وذلك مما يدل على أنها كانت إحدى القرى الكبيرة في عصره وقال إنها تعرف باسم إبوان الزبادي وكفورها وخراجهم جميعاً مقداره ستة عشرة ألف ومائة دينار ومساحتهم ثلاثة آلاف وسبعمائة وثمانية وثلاثون فدانا وسدس وثمن فدان وهي من الأعمال البهنساوية (47). وقد أنجبت قرية إبوان واحدا من أشهر صناع الخزف في العصر المملوكي وخاصة الخزف المرسوم تحت الطلاء وهو شرف الإبواني و وجد لهذا الرجل الكثير من التوقيعات على الخزف وكان يكتبها مثل غيره من الصناع على الوجه الخارجي من قاع الإناء (48)
___________________________________________
41 - الجدير بالذكر أن هناك قريتين أخريتين باسم إبوان ولكنهما يتبعان مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، والقرية الأولى هي إبوان عطية وهذا الاسم نسبة إلى أحد المشايخ الصالحين الذين عاشوا في هذه القرية وله مقام هناك وأيضاً مكانة عظيمة لدى العامة من أهل البلاد المجاورة، وقد ذكرها ابن مماتي بأنها من أعمال الأشمونين وأضاف ابن دقماق بأنها كانت تعطي خراجاً قدره ألف وخمسمائة دينار ومساحتها أربعة وستون فداناً. للمزيد راجع مايلي: ابن مماتي، قوانين الدواوين، ص 105. ابن دقماق، الانتصار، ج 5،ص 15، محمد رمزي، القاموس الجغرافي، القسم الثاني، ج 3، ص 227. أما القرية الثانية والتابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا فتسمى باسم إبوان أسمنت.
42 - جروهمان، أوراق البردي العربية، ج 4، ص 125.
43 - جروهمان، أوراق البردي العربية، ج 4، ص 114 - 125.
44 - كلمة الزبادي نسبة إلى جماعة من العرب نزلوا بها في القرن السابع الهجري أصلهم من زباد ناحية بلاد المغرب.
45 - محمد رمزي، القاموس الجغرافي، القسم الثاني، ج 3، ص 227.
46 - ابن مماتي، قوانين الدواوين، ص 104.
47 - ابن دقماق، الانتصار، ج 5، ص 2.
48 - د. سعاد ماهر، الفنون الإسلامية، ص 54.

الاثنين، 25 أبريل 2022

تنيس وتونة من كتاب الخطط التوفيقية

خريطة توضح بحيرة تنيس وبحيرة دمياط وبحيرة الزار من كتاب أطلس تاريخ الإسلام
خريطة توضح بحيرة تنيس وبحيرة دمياط وبحيرة الزار من كتاب أطلس تاريخ الإسلام


﴿ تنيس ﴾ قال المقريزي فى خططه هى بكسر التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها وكسر النون المشددة و ياء آخر الحروف وسين مهملة بلدة من بلاد مصر فى وسط الماء وهي من كورة الخليج
سميت بتنيس بن حام بن نوح ويقال بناها قليمون من ولد اتريب بن قبطيم أحد ملوك القبط فى القديم قال ابن وصيف شاه
وملكت بعد اتريب ابنته فدبرت الملك وساسته بأيد وقوّة خمسا وثلاثين سنة وماتت فقام بالملك من بعدها ابن أختها
قليمون الملك فرد الوزراء الى مراتبهم وأقام الكهان على مواضعهم ولم يخرج الامر عن رأيهم وجدّ في العمارات وطلب
الحكم وفي أيامه بنيت تنيس الاولى التى غرقها البحر وكان بينه وبينها شئ كثير وحولها الزرع والشجر والكروم وقرى
ومعاصر للخمر وعمارة لم يكن أحسن منها فأمر الملك أن يبنى له في وسطها مجالس وينصب عليها قباب وتزين بأحسن
الزينة والنقوش وأم بفرشها واصلاحها وكان اذا بدأ النيل يجري انتقل الملك اليها فأقام بها الى النوروز ورجع وكان
للملك بها أمناء يقسمون المياه ويعطون كل قرية قسطها وكان على تلك القرى حصن يدور بقناطر وكان كل ملك يأتي يأمر
بعمارتها والزيادة فيها ويجعلها له منتزها ويقال ان الجنتين اللتين ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز اذ يقول واضرب لهم
مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا الآيات كانتا لاخوين من بيت
الملك أقطعهما ذلك الموضع فأحسنا عمارته وهندسته وبنيانه وكان الملك يتنزه فيهـما ويؤتى منهـما بغرائب الفواكه
والبقول ويعمل له من الاطعمة والاشربة ما يستطيبه فعجب بذلك المكان أحد الاخوين وكان كثير الضيافة والصدقة
ففرق ماله في وجوه البر وكان الآخر ممسكا يسخر من أخيه اذا فرق ماله وكلما باع من قسمه شيأ اشتراه منه حتى بقى
لايملك شيأ وصارت تلك الجنة لاخيه واحتاج الى سؤاله فانتهره وطرده وعيره بالتبذير وقال قد كنت أنصحك بصيانة
مالك فلم تفعل ونفعني امساكي فصرت أنا أكثر منك مالا وولدا وولى عنه مسرورا بماله وجنته فأمر الله تعالى البحر
فركب تلك القرى وغرقها جميعها فأقبل صاحبها يولول ويدعو بالثبور ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا قال الله جل
جلاله ولم تكن له فئـة ينصرونه من دون الله وفي زمان قليمون الملك بنيت دمياط وملك قليمون تسعين سنة وعمل
لنفسه ناووسا (قبرا) في الجبل الشرقي وحول اليه الاموال والجواهر وسائر الذخائر وجعل من داخله تماثيل تدور
بلواليب في أيديهما سيوف من دخل قطعته وجعل عن يمينه ويساره أسدين من نحاس مذهب بلوالب من أتاه حطمه
وزبر عليه هذا قبر قليمون ابن اتريب بن قبطيم بن مصر عمر دهرا وأتاه الموت فما استطاع له دفعا فمن وصل اليه فلا يسلبه
ما عليه وليأخذ من بين يديه ويقال ان تنيس أخ لدمياط وقال المسعودي في كتاب مروج الذهب وغيره تنيس كانت
أرضا لم يكن بمصر مثلها استواء وطيب تربة وكانت جنانا ونخلا وكرما وثمر ومزارع وكانت فيها مجار على ارتفاع من
الارض ولم ير الناس بلدا أحسن من هـذه الارض ولا أحسن اتصالا من جنانها وكرومها ولم يكن بمصر كورة يقال
انها تشبهها الا الفيوم وكان الماء منحدرا اليها لا ينقطع عنها صيفا ولا شتاء يسقون جنانهم اذا شاؤا وكذلك زروعهم
وسائره يصب الى البحر من جميع خلجانه ومن الموضع المعروف بالاشـتوم وقد كان بين البحر و بين هذه الارض مسيرة
يوم وكان فيما بين العريش وجزيرة قبرس طريق مسلوك الى قبرس تسلكه الدواب يبسا ولم يكن بين العريش وجزيرة
قبرس في البحر سـير طويل حتى علا الماء الطريق الذى كان بين العريش وقبرس فلما مضت لدقلطيانوس من ملكه
مائتان واحدى وخمسون سنة هجم الماء من البحر على بعض المواضع التى تسمى اليوم بحيرة تنيس فأغرقه وصار يزيد
في كل عام حتى أغرقها بأجمعها فما كان من القرى التى فى قرارها غرق وأما الذى كان منها على ارتفاع من الارض فبقى
منه تونة وبورا وغير ذلك مما هو باق الى هذا الوقت والماء محيط بها وكان أهل القرى التى فى هذه البحيرة ينقلون موتاهم
الى تنيس فنبشوهم واحدا بعد واحد وكان استحكام غرق هذه الارض بأجمعها قبل أن تفتح مصربمائة سنة قال وقد
كان لملك من الملوك التي كانت دارها الفرماء مع اركون من أرا كنة البلينا وما اتصل بها من الارض حروب عملت
فيها خنادق وخلجان فتحت من النيل الى البحر يمتنع بها كل واحد من الآخر وكان ذلك داعيا لتشعب الماء من النيل
واستيلائه على هذه الارض وقال في كتاب أخبار الزمان وكانت تنيس عظيمة لها مائة باب وقال ابن بطلان تنيس بلد
صغير على جزيرة في وسط البحر ميله الى الجنوب عن وسط الاقليم الرابع خمس درج وأرضه سبخة وهواؤه مختلف
وشراب أهله من مياه مخزونة في صهاريج تمـلأ في كل سنة عنـد عـذوبة مياه البحر بدخول ماء النيل اليها وجميع
حاجاتها مجلوبة اليها فى المرا كب وأكثر أغذية أهلها السمك والجبن وألبان البقر فان ضمان الجبن السلطاني سبعمائة
دينار حسابا عن كل ألف قالب دينار ونصف وضمان السمك عشرة آلاف دينار وأخلاق أهلها سهلة منقادة وطبائعهم
مائلة الى الرطوبة والأنوثة قال أبوالسري الطبيب انه كان يولد بها في كل سنة مائتا مخنث وهم يحبون النظافة
والدماثة والغناء واللذة وأ كثرهم يبيتون سكارى وهم قليلو الرياضة لضيق البلد وأبدانهـم ممتلئة الاخلاط وحصل
بها مرض يقال له الفواق التنيسي أقام بأهلها ثلاثين سنة وقال جامع تاريخ دمياط وكان على تنيس رجل يقال له
أبو ثور من العرب المتنصرة فلما فتحت دمياط سارا اليها المسلمون فبرز اليهم نحو عشرين ألفا من العرب المتنصرة والقبط
والروم فكانت بينهـم حروب آلت الى وقوع أبي ثور فى أيدي المسلمين وانهزام أصحابه فدخـل المسلمون البلد وبنوا
كنيستها جامعا وقسموا الغنائم وساروا الى الفرماء فلم تزل تنيس بيد المسلمين الى أن كانت امرة بشربن صفوان الكلبي
على مصر من قبل يزيد بن عبدالملك في شهر رمضان سنة احدى ومائة فنزل الروم تنيس فقتل مزاحم بن مسلمة المرادي
أميرها في جمع من الموالي وفيهم يقول الشاعر
ألم تربع فيخبرك الرجال * بما لاقى بتنيس الموالي
وكانت تنيس مدينة كبيرة وفيها آثار كثيرة للاوائل وكان أهلها مياسير أصحاب ثراء وأكثرهم حاكة وبها تحاك ثياب
الشروب التى لايصنع مثلها في الدنيا وكان يصنع فيها للخليفة ثوب يقال له البدنة لايدخل فيه من الغزل سدى ولحمة غير
أوقيتين وينسج باقيه بالذهب بصناعة محكمة لا تحوج الى تفصيل ولا خياطة يبلغ قيمته ألف دينار وليس في الدنيا
طراز ثوب كتان يبلغ الثوب منه وهو ساذج بغير ذهب مائة دينار عينا غـير طراز تنيس ودمياط وكان النيل اذا أطلق
يشرب منه من مشارق الفرما من ناحية جرجير وفاقوس من خليج تنيس فكانت من أجل مدن مصر وان كانت
شطا ودبقو ودميرة وتونة وما قاربها من تلك الجزائر يعمـل بها الرفيع فليس ذلك يقارب التنيسي والدمياطي وكان
الحمل منها الى ما بعد سنة ستين وثلثمائة يبلغ من عشرين ألف دينار الى ثلاثين ألف دينار لجهاز العراق فلما تولى الوزير
يعقوب بن كاس تدبير المال استأصل ذلك بالنوائب وكان يسكن بمدينة تنيس ودمياط نصارى تحت الذمة وكان أهل
تنيس يصيدون السماني وغير ذلك من الطيرعلى أبواب دورهم والسماني طير يخرج من البحر فيقع فى تلك الشباك
وكانت السفن تركب من تنيس الى الفرماء وهي على ساحل البحر ولما مات هرون الرشيد وقام من بعده ابنه الأمين
وأراد الغدر والنكث بالمأمون كان على مصر حاتم بن هرثمة بن أعين من قبل الأمين فلما ثار عليه أهل تنو وتمي بعث
اليهم السري بن الحكم وعبد العزيز ابن الوزير الجروي فغلبا بعد الثمانية من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ثم ولي
الأمير جابر ابن الاشعث الطائي مصر وصرف حاتم بن هرثمة وكان جابر لينا فلما تباعد ما بين محمد الامين وبين أخيه عبد الله
المأمون وخلع محمد أخاه من ولاية العهد وترك الدعاء له على المنابر وعهد الى ابنه موسى ولقبه بالشديد ودعا له تكلم
الجند بمصر بينهم في خلع محمد غضبا للمأمون فبعث اليهم جابر ينهاهم عن ذلك ويخوفهم عواقب الفتن وأقبل السري
ابن الحكم يدعو الناس الى خلع محمد وكان ممن دخل الى مصر في أيام الرشيد من جندا لليث ابن الفضل وكان خاملا
فارتفع ذكره بقيامه في خلع محمد الامين وكتب المأمون الى أشراف مصر يدعوهم الى القيام بدعوته فأجابوه وبايعوا
المأمون في رجب سنة ست وتسعين ومائة ووثبوا بجابر فأخرجوه وولوا عباد بن محمد فبلغ ذلك محمد الامين فكتب
الى رؤساء الحوف بولاية ربيعة بن قيس الجرشي وكان رئيس قيس الحوف فانقاد أهل الحوف كلهم معه يمنها وقيسها
وأظهروا دعوة الامين وخلع المأمون وساروا الى الفسطاط لمحاربة أهلها واقتتلوا فكانت بينهما قتلى ثم انصرفوا
وعادوا مرارا الى الحرب فعقد عباد بن محمد لعبد العزير الجروي وسيره في جيش ليحارب القوم في دارهم فخرج في ذي
القعدة سنة سبع وتسعين ومائة وحاربهم بعمريط فانهزم الجروي ومضى في قوم من لخم وجذام الى فاقوس فقال له
قومه لم لاتدعو لنفسك فأنت بدون هولاء الذين غلبوا على الارض فمضى فيهم الى تنيس فنزلها ثم بعث بعماله يجبون
الخراج من أسفل الارض فبعث ربيعة بن قيس يمنعه من الجباية وسار أهل الحوف في المحرم سنة ثمان وتسعين الى
الفسطاط فاقتتلوا وقتل جمع من الفريقين وبلغ أهل الحوف قتل الامين فتفرقوا وولي امرة مصر مطلب بن عبدالله
الخزاعي من قبل المأمون فدخلها في ربيع الاول وولى عبدالعزيزالجروي شرطته ثم عزله وعقد له على حرب أسفل
الارض ثم صرف المطلب وولي العباس بن موسى بن عيسى في شوّال فولى عبدالعزيز الشرطة فلما ثار الجند وأعادوا
المطلب في المحرم سنة تسع وتسعين هرب الجروي الى تنيس وأقبل العباس بن موسى بن عيسى من مكة الى الحوف
فنزل بلبيس ودعا قيسا الى نصرته ثم مضى الى الجروي بتنيس فأشار عليه أن ينزل دار قيس فرجع الى بلبيس في
جمادى الآخرة وبها مات مسموما في طعام دسه اليه المطلب على يد قيس فدان أهـل الاحواف للمطلب وبايعوه
وسارعوا الى جب عميرة وسالموه عندما لاقوه وبعث الى الجروي يأمره بالشخوص الى الفسطاط فامتنع من ذلك
وسار في مراكبه حتى نزل شطنوف فبعث اليه المطلب السري بن الحكم في جمع من الجند يسألونه الصلح فأجابهم اليه
ثم اجتهد فى الغـدر بهم فتيقظوا له فمضى راجعا الى بنا فاتبعوه وحاربوه ثم عاد فدعاهم الى الصلح ولاطف السري
فخرج اليه في زلاج وخرج الجروي في مثله فالتقيا في وسط النيل مقابل سندفا وقد أعد الجروي في باطن زلاجه
الحبال وأمر أصحابه بسندفا اذا الصق بزلاج السري أن يجروا الحبال اليهـم فلصق الجروي زلاج السمري فربطه
في زلاجـه وجر الحبال وأسر السري ومضى به الى تنيس فسجنه بها وذلك في جمادى الاولى ثم كر الجروي وقاتل
فلقيه جموع المطلب بسـقط سليط في رجب فظفر ولما عزل عمر بن ملاك عن الاسكندر ية ثار بالاندلسـيين ودعا
للجروي فأقبل عبد الله بن موسى بن عيسى الى مصر طالبا بدم أخيه العباس في المحرم سنة مائتين فنزل على عبد العزيز
الجروي فسار معه فى جيوش كثيرة العدد في البر والبحر حتى نزل الجيزة فخرج اليه المطلب فى اهـل مصر فحاربوه في
صفر فرجع الجروي الى شرقيون ومضى عبد الله بن موسى الى الحجاز وظهر للمطلب أن أبا حرمله فرجا الاسود هو
الذي كاتب عبد الله بن موسى وحرضه على المسير فطلبه ففر الى الجروي وجدّ المطلب في أمر الجروي فاخرج الجروي
السري بن الحكم من السجن وعاهده وعاقده على أن يثور بالمطلب ويخلعه فعاهده السري على ذلك فاطلقه وألقى
الى أهل مصر ان كتابا ورد بولايته فاستقبله الجند من أهل خراسان وعقدوا له عليهم وامتنع المصريون من ولائه فنزل
داره بالحمراء وأمده قيس بجمع منهـم وحارب المصريين فهزمهم وقتل منهم فطلب المطلب منه الامان فامنه وخرج
من مصر واستبد السمري بن الحكم بأمر مصر في مستهل شهر رمضان فلما قتل الاندلسيون عمر بن ملاك بالاسكندرية
سار اليها الجروي في خمسين ألفا فبعث السري الى تنيس بعثا فكر الجروي راجعا الى تنيس في المحرم سـنة
احدى ومائتين فلما ثار الجند بالسري في شهر ربيع الاوّل وبايعوا سليمن ابن غالب قام عباد بن محمد عليه وخلعه وقام
بالامر على بن حمزة بن جعفر بن سليمن بن علي بن عبدالله بن عباس في مستهل شعبان فامتنع عباد أن يبايعه ولحق
بالجروي ثم لحق به أيضا سليمن بن غالب فكان معه وعاد السري الى ولاية مصر في شعبان وقوي سلطانه فلما كان
في المحرم سنة اثنتين ومائتين ورد كتاب المأمون اليه يأمره بالبيعة لولي عهده علي بن موسى الرضا فبويع له بمصر فقام
في فساد ذلك ابراهيم بن المهدي ببغداد وكتب الى وجوه الجند بمصر يأمرهم بخلع المأمون وولي عهده وبالوثوب على
السري فقام بذلك الحرث بن زرعة بن محرم بالفسطاط وعبد العزيز بن الوزير الجروي بأسفل الارض ومسلمة بن عبد
الملك الطحاوي الازدي بالصعيد وخالفوا السري ودعوا الى ابراهيم بن المهدي وعقدوا على ذلك الامر لعبد العزيز
ابن عبدالرحمن الازدي فحاربه السمري وظفر به فى صفر ولحق كل من كره بيعة علي الرضا بالجروي لمنعته بتنيس
وشدة سلطانه فسار الى الاسكندرية وملكها ودعا له بها وببلاد الصعيد ثم سار في جمع كبير لمحاربة السري واستعد كل
منهما لصاحبه بأعظم ما قدر عليه فبعث اليه السري ابنه ميمونا فالتقيا بشطنوف فقتل ميمون في جمادى الاولى سـنة
ثلاث ومائتين وأقبل الجروي فى مراكبه الى الفسطاط ليحرقها فخرج اليه أهـل المسجد وسألوه الكف فانصرف
عنها وحارب الاسكندرية غير مرة وقتل بها من حجر أصابه من منجنيقه في آخر صفر سنة خمس ومائتين ومات السري
بعده بثلاثة أشهر في آخر جمادى الاولى وقام بعد الجروي ابنه علي بن عبد العزير الجروي فحارب أبنصر محمد بن السري
امير مصر بعد أبيه بشطنوف ثم التقيا بدمنهور فيقال ان القتلى بينهما يومئذ كانوا سبعة آلاف وانهزم ابن السري
الى الفسطاط فتبعهم مراكب ابن الجروي ثم عادت فدخل أبوحرملة فرج بينهما حتى اصطلحا ومات ابن السري فى
شعبان سنة ست ومائتين فولي بعده أخوه عبيد الله بن السري فكف عن ابن الجروي وبعث المأمون مخلد بن يزيد بن
مزيد الشيباني الى مصر في جيش من ربيعة فامتنع عبيد الله بن السري من التسليم له ومانعه فاقتتلوا وانضم علي بن
الجروي الى خالد بن يزيد وأقام له الانزال وأغاثه وسار حتى نزل على خندق عبيد الله بن السري فاقتتلا في شهر ربيع
الاول سنة سبع ومائتين وجرت بينهما حروب بعد ذلك آلت الى ترفع خالد الى أرض الحوف فكره ذلك ابن الجروي
ومكر به حتى أخرجه من عمله الى غرب النيل فنزل بهيا وانصرف ابن الجروي الى تنيس فصار خالد في ضر وجهد وعسكر
له ابن السري فى شهر رمضان وأسره وأخرجه من مصر الى مكة في البحر وبعث المأمون بولاية عبيدالله بن السري على
ما في يده وهو فسطاط مصر وصعيدها وغربيها وبولاية علي بن عبد العزيز الجروي تنيس مع الحوف الشرقي وضمنه
خراجه وأقبل ابن الجروي على استخراح خراجه من أهل الحوف فمانعوه وكتبوا الى ابن السري يستمدونه عليه
فامدهم بأخيه فالتقيا بكورة بنا في بلقينة فاقتتلوا في صفر سنة تسع ومائتين وامتدت الحروب بينهما الى أثناء ربيع 
الاول وهم منتصفون فانصرف ابن الجروي فيمن معه الى دمياط فسار ابن السري الى محله شريقون فنهبها وبعث الى
تنيس ودمياط فملكها ولحق ابن الجروي بالفرما و سار منها الى العريش فنزل فيما بينها وبين غزة ثم عاد واغار على الفرما
في جمادى الاخرة ففر أصحاب ابن السري من تنيس وسار ابن الجروي الى شطنوف فخرج اليه ابن السري واقتتلا
فكانت لابن الجروي في أول النهار ثم أتاه كمين ابن السمري فانهزم وذلك في رجب فمضى الى العريش وسار ابن السري 
الى تنيس ودمياط ثم أقبل ابن الجروي في المحرم سنة عشر ومائتين وملك تنيس ودمياط بغير قتال فبعث اليه ابن السري 
البعوث فحاربهم فبينما هم في ذلك اذ قدم عبد الله بن طاهر فمدّ ابن الجروي بالاموال والأَنزال وانضم اليه ونزل معه 
ببلبيس فامتنع ابن السري ودافع ابن طاهر فتراخى له وبعث فجبى المال ونزل زفتا وبعث الى شطنوف عيسى الجلودي 
على جسر عقده من زفتا وجعل ابن الجروي على سفنه التي جاءته من الشام لمعرفته بالحرب فهزم مراكب ابن السري 
في المحرم سنة احدى عشرة وصالح ابن طاهر عبيد الله بن السري فى صفر وخلع عليه وأجازه بعشرة آلاف دينار وأمره 
بالخروح الى المأمون فسكنت فتن مصر بعبد الله بن طاهر وفي سنة سبع وسبعين وثلثمائة ولدت بتنيس معزى جديا له
عدّة قرون ورأسه مع صدره وبدنه ومقدمه بصوف أبيض ومؤخره بشعر أسود وذنبه ذنب شاة وولدت امرأة طفلة لها 
رأس مدور ولها يدان ورجلان وذنب ولثلاث بقين من ذى الحجة من هذه السنة حدث بتنيس رعد وبرق وريح شديدة 
وسواد عظيم في الجوّ ثم ظهر وقت السحر في السما عمود نار احمرت منه السماء والارض أشد حمرة وخرج غبار ودخان 
يأخذ بالانفاس فلم يزل الى الرابعة من النهار حتى ظهرت الشمس ولم يزل كذلك خمسة أيام وفي سنة اثنتين وثلاثين
وثلثمائة حضر عند قاضي تنيس أبي محمد عبد الله بن أبى الريس رجل وامرأة فطالبت المرأة الرجل بفرض واجب 
عليه فقال الرجل تزوجت بها منذ خمسة أيام فوجدت لها ما للرجال وما للنساء فبعث اليها القاضي امرأة لتشرف عليها 
فاخبرت ان لها فوق القبل ذكرا بخصيتين والفرج تحتها والذكر أقلف وأنها رائعة الحسن فطلقها الزوج قال
أبوعمرو الكندي حدثنى أبو نصر أحمد بن علي قال حدثني ياسين بن عبد الاحد قال سمعت أبي يقول لما دخل عبد الله
ابن طاهر مصر كنت فيمن دخل عليه فقال حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن سبيع قال يا أهل مصر كيف
بكم اذا كان في بلدكم فتن فوليكم فيها الاعرج ثم الاصغر ثم الامرد ثم يأتي رجل من ولد الحسين لا يدفع ولا يمنع تبلغ
راياته البحر الاخضر يملؤها عدلا فقلت كان ذلك كانت الفتنة فوليها السريّ وهو الاعرج والاصغر ابنه أبو النصر
والامرد عبيد الله بن السري وأنت عبد الله بن طاهر بن الحسين ثم ان عبد الله بن طاهر سار الى الاسكندرية وأصلح
أمرها وأخرج ابن الجروي الى العراق ثم قدم به الافشين الى مصر في ذي الحجة سنة خمس عشرة وقد أمر الافشين ان
يطالبه بالاموال التي عنده فان دفعها اليه والا قتله فطالبه فلم يدفع اليه شيأ فقدمه بعد الاضحى بثلاث فقتله وفي
جمادى الآخرة سنة تسع عشرة ومائتين ثار يحيى بن الوزير في تنيس فخرج اليه المظفر بن كندر أمير مصر فقاتله فى بحيرة
تنيس وأسره وتفرق عنه أصحابه وفي سنة تسع وثلاثين ومائتين أمر المتوكل ببناء حصن على البحر بتنيس فتولى عمارته 
عنبسة بن اسحق أمير مصر وأنفق فيه وفي حصن دمياط والفرما مالا عظيما وفي سنة تسع وأربعين ومائتين عذبت
بحيرة تنيس صيفا وشتاء ثم عادت ملحة صيفا وشتاء وكانت قبل ذلك تقيم ستة أشهر عذبة وستة أشهر مالحة وفي سنة ثمان 
ورأربعين وثلثمائة وصلت مراكب من صقلية فنهبوا مدينة تنيس وفي سنة ثمان وسبعين وثلثمائة صيد باشتوم تنيس 
حوت طوله ثمانية وعشرون ذراعا ونصف من ذلك طول رأسه تسعة أذرع ودائر بطنه مع ظهره خمسة عشر ذراعا وفتحة 
فمه تسعة وعشرون شبرا وعرض ذنبه خمسة اذرع ونصف وله يدان يجدف بهما طول كل يد ثلاثة أذرع وهو أملس أغبر 
غليظ الجلد مخطط البطن ببياض وسواد ولسانه أحمر وفيه خمل كالريش طوله نحو الذراع يعمل منه أمشاط شبه الذبل 
وله عينان كعيني البقـر فأمر أمير تنيس أبو اسحق به فشق بطنه وملح بمائة اردب ملح ورفع فكه الاعلى بعود 
خشب طويل وكان الرجل يدخل الى جوفه بقفاف الملح وهو قائم غير منحن وحمل الى القصر حتى رآه العزيز بالله وفي
ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الاول سنة تسع وسبعين وثلثمائة شاهد أهل تنيس تسعة أعمدة من نار تلتهب فى آفاق 
السماء من ناحية الشمال فخرج الناس الى ظاهر البلد يدعون الله تعالى حتى أصبحوا فخبيت تلك النيران وفيها صيد
ببحيرة تنيس حوت طوله ذراع ونصفه الاعلى فيه رأس وعينان وعنق وصدر على صورة أسد ويداه فى صدره بمخالبه 
ونصفه الادنى صورة حوت بغير قشر فحمل الى القاهرة وفي سنة سبع وتسعين وثلثمائة ولدت جارية بنتا برأسين
احدهما بوجه أبيض مستدير والآخر بوجه أسمر فيه سهولة في كل وجه عينان فكانت ترضعهما وكلاهما مركب
على عنق واحد في جسد واحد بيدين ورجلين وفرج ودبر فحملت الى العزيز حتى رآها ووهب لامها جملة من المال ثم 
عادت الى تنيس وماتت بعد شهور وفى سنة احدى وسبعين وخمسمائة وصل الى تنيس من شواني صقلية نحو أربعين
مركبا فحصروها يومين وأقلعوا ثم وصل اليها من صقلية أيضا في سنة ثلاث وسبعين نحو أربعين مركبا فقاتلوا أهل
تنيس حتى ملكوها وكان محمد ابن اسحق صاحب الاصطول قد حيل بينه وبين مراكبه فتحيز في طائفة من المسلمين الى
مصلى تنيس فلما أجنهم الليـل هجم بمن معه البلد على الفرنج وهم في غفلة فأخـذ منهم مائة وعشرين فقطع رؤسهم
فأصبح الافرنج الى المصلى وقاتلوا من بها من المسلمين فقتل من المسلمين نحو السبعين وسار من بقي منهم الى دمياط فمال
الافرنج على تنيس والقوا فيها النار فاحرقوها وساروا وقد امتلأت أيديهم بالغنائم والاسرى الى جهة الاسكندرية بعد 
ما أقاموا بتنيس أربعة أيام ثم لما كانت سنة ست وسبعين وخمسمائة نزل فرنج عسقلان في عشر حراريق على أعمال 
تنيس وعليها رجل منهم يقال له المعز فأسر جماعة وكان على مصر الملك العادل من قبـل أخيه الملك الناصر صـلاح 
الدين يوسف عندما سار الى بلاد الشام ثم مضى المعز وعاد فأسر ونهب فثار به المسلمون وقاتلوه فظفرهم الله به وقبضوا
عليه وقطعوا يديه ورجليه وصلبوه وفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة انتدب السلطان لعمارة قلعة تنيس وتجديد
الآلات بها عندما اشتد خوف أهل تنيس من الاقامة بها فقدّر لعمارة سورها القديم على أساساته الباقية مبلغ ثلاثة
آلاف دينار من ثمن أصناف وآجر وفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة كتب باخلاء تنيس ونقل أهلها الى دمياط
فأخليت في صفر من الذراري والاثقال ولم يبق بها سوى المقاتلة في قلعتها وفي شوّال من سنة أربع وعشرين وستمائة
أمر الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب بهدم مدينة تنيس وكانت من المدن الجليلة تعمل بها الثياب السرية
وتصنع بها كسوة الكعبة قال الفاكهي فى كتاب أخبار مكة ورأيت كسوة مما يلي الركن الغربي يعني من الكعبة
مكتوب عليها مما أمر به السري بن الحكم وعبد العزيز بن الوزير الجروي بأمر الفضل بن سهل ذي الرياستين وطاهر
ابن الحسين سنة سبع وتسعين ومائة ورأيت شقة من قباطي مصر في وسطها الا انهم كتبوا في أركان البيت بخط دقيق
أسود مما أمر به أمير المؤمنين المأمون سنة ست ومائتين ورأيت كسوة من كسا المهدي مكتوبا عليها باسم الله بركة من
الله لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين أطال الله بقائه مما أمر به اسماعيل بن ابراهيم ان يصنع في طراز تنيس على يد
الحكم بن عبيدة سنة اثنتين وستين ومائة ورأيت كسوة من قباطي مصر مكتوبا عليها باسم الله بركة من الله مما أمر به
عبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين أصلحه الله محمد بن سليمان أن يصنع في طراز تنيس كسوة الكعبة على يد الخطاب
ابن مسلمة عامل سنة تسع وخمسين ومائة قال المسيحي في حوادث سنة أربع وثمانين وثلثمائة وفي ذى القعدة ورد يحيى
ابن اليمان من تنيس ودمياط والفرما بهديته وهى أسفاط وتخوت وصناديق مال وخيل وبغال وحمير وثلاث مظال
وكسوتان للكعبة وفي ذي الحجة سنة اثنتين وأربعمائة وردت هدية تنيس الواردة فى كل سنة منها خمس نوق مزينة
ومائة رأس من الخيل بسروجها ولجمها وتجافيف وصناعات عدة وثلاث قباب ديبقية بمراتبها ومتحرقات وبنود وما
جرى الرسم بحمله من المتاع والمال والبز ولما قدم الحاكم استدعت أخته السيدة سيدة الملك الى عامل تنيس عن
الحاكم بأن يحمل مالا كان اجتمع قبله ويعجل توجيهه وقيل انه كان ألف ألف دينار وألفي ألف درهم اجتمعت من
أرباع البلد لثلاث سنين وأمره الحاكم بتركها عنده فحمل ذلك اليها وبه استعانت على ما دبرت وفى سنة خمس عشرة
وأربعمائة ورد الخبر على الخليفة الظاهر لاعزاز دين الله أبي هاشم علي ابن الحاكم بأمر الله أن السودان وغيرهم ثاروا
بتنيس وطلبوا أرزاقهـم وضيقوا على العامل حتى هرب وإنهم عاثوا في البلد وأفسدوا ومدوا أيديهم الى الناس
وقطعوا الطرقات و أخذوا من المودع ألفا وخمسمائة دينار فقام الجرجراي وقعـد وقال كيف يفعل هـذا بخزانة
السلطان وساءنا فعل هذا بتنيس وبيت المال وسير خمسين فارسا للقبض على الجناة وما زالت تنيس مدينة عامرة ليس
بأرض مصر مدينة أحسن منها ولا أحصن من عمارتها الى ان خربها الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب
في سنة أربع وعشرين وستمائة فاستمرت خرابا ولم يبق منها الا رسومها في وسط البحيرة وكان من جملة كورة تنيس بورا
ومنها وايوان وشطا وبحيرتها الآن يصطاد منها السمك وهي قليلة العمق يسار فيها بالعادي وتلتقي السفينتان هـذه
صاعدة وهذه نازلة بريح واحدة وقلع كل واحد منهما مملوء بالريح وسيرهما في السرعة مستو وبوسط البحيرة عدة جزائر
تعرف اليوم بالعزب جمع عزبة بضم العين المهملة وزاي ثم موحدة سكنها طائفة من الصيادين وفي بعضها ملاحات
يؤخذ منها ملح عذب لذيذة ملوحته وماؤها ملح وقد يحلو أيام النيل انتهى بحروفه وقال الكندي بتنيس ثياب الكتان
الديبقي والمقصور الشفاف والاردية وأصناف المناديل الفاخرة للابدان والارجل والمخاد والفرش المعلم والطراز يبلغ
الثوب المقصور منها خمسمائة دينار وأقل وأكثر ولايعلم في بلد ثوب يبلغ مائتي دينار فما فوقها وليس فيه ذهب الا
بمصر وقد أخبرني بعض وجوه التجار أنه بيع حلتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار انتهى وقال صاحب كتاب نشق
الازهار نقلا عن محمد بن أحمد بن بسام ان تنيس من الاقليم الرابع طيبة الهواء يندر بها الامراض الوبائية ويقال
ان من يدفن بها من الاموات لا يبلى جسمه الا بعد البطء ويبقى شعره وفي تنيس كثير من السمك والطير وأهلها يخزنون
الماء في صهاريج فيبقى زمنا طويلا ولا يتغير وطول المدينة من الجنوب الى الشمال ثلاثة آلاف ومائتان وسبع
وعشرون ذراعا كبيرة وعرضها من الشرق الى الغرب ثلاثة آلاف وخمس وثمانون ذراعا كذلك وطول سورها ثلاثة
آلاف ومائتان وسبعون ذراعا ولها تسعة عشر بابا مصفحة بالحديد وبها جامع طوله مائة ذراع وعرضه احدى
وسبعون ذراعا ويوقد فيه كل ليلة ألف وثمانمائة قنديل وبها غير هذا الجامع مائة وستون جامعا صغيرا كلها بمنارات
وبها اثنتان وسبعون كنيسة وستة وثلاثون حماما ومائة معصرة للزيت ومائة وست وستون طاحونا ومخبزا وخمسة
آلاف منسج لنسج الاقمشة وقد هـدم الحاكم كنائسها وبنى محلها مساجد وفي المقريزي عندذكر دخول النصارى
من قبط مصر في طاعة المسلمين انه لما مات سعيد بن بطريق بطرك الاسكندرية على الملكية في يوم الاثنين آخر شهر رجب
سـنة ٣٢٨ بعد ما أقام في البطركية سبع سنين ونصفا في شرور متصلة بعث الامير أبو بكر محمد بن طفج الاخشيد
أبا الحسن من قوّاده في طائفة من الجند الى مدينة تنيس حتى ختم على كنائس الملكية وأحضر آلاتها الى الفسطاط
وكانت كبيرة جدا فافتكها الاسقف بخمسة آلاف دينار باعوا فيها من وقف الكنائس وفي تاريخ بطارقة الاسكندرية
قيل انه كانت بتنيس عدة من شبان المسلمين خارجون عن طاعة الامير يجبون من الاهالي جبايات وينهبون البيوت
ويفعلون أفعالا قبيحة فارسل المعز عسكرا لقتال المدينة بناء على شكوى النصارى فقاومت العصاة العسكر ثم التجؤا
للدخول تحت الطاعة بسبب قلة الماء العذب فدعا أمير الجيش العصاة بعد المعاهدة وجعل لهم اكراما ثلاثة أيام
وأهدى لكل واحد منهم خلعة وعشرة دنانير وكان عددهم مائة ثم أمر بشنقهم جميعا فشنقوا على سور المدينة وبعد
ذلك هدم الاسوار جميعها وفي التاريخ المذكور حصل بمصر وباء كبير خرب مدينة تنيس حتى لم يبق بها غير مائة من
سكانها وقال ابن حوقل ان بتنيس تلالا من جثث الاموات بعضها فوق بعض يسمونها بطون ويظهر أنها من قبل
موسى عليه السـلام لان دفن الاموات كان عادة للمصريين من قبله وهكذا جرت عادة النصارى من بعده ووافقهم
المسلمون في ذلك والجثث المذكورة ملفوفة في أكفان من القماش الغليظ وقحوفهم وعظامهم على غاية من الحفظ الى
يومنا هذا وقال كترمير ان من اختصر هذا الكلام من العجم غير كلمة بطون بكلمة تركوم وتنبه لهذا الخطا العالم دساسي
وترجمها بكلمة كوم وعبر المسعودي عن ذلك بكلمة أبو الكوم وعبرالمقريزي في خططه بذات الكوم وقال كترمير ان
الاصح ما ذكره ابن حوقل وهى كلمة بطون وانها كلمة قبطية ومعناها محل الدفن وقال بعض مؤرخي الفرنج ان تنيس
كانت مدينة عظيمة ولها اسوار تحيط بها وفيها أبراج ولها خندق مملوء بالماء وهى الآن خراب وفيها بعض آثار
الحمامات وبواقي عقود مطلية بطلاء صلب فى غاية الحفظ ولا يوجد بها غير ذلك الا تلول بها كثير من الطوب وشقاف من
الصيني والفخار والزجاج الملون بكل لون وأهل البلاد المجاورة يأخذون منها النافع في مبانيهم ويشاهد فيها أثر خليج
قديم كان يمر في وسطها وذكر بعض الفرنج ان هـذه المدينة في محل بوكولي القديمة و لم يوافقه كترمير على ذلك وقال ان
كلمة تنيس كلمة رومية معناها الجزيرة وشرح أبوالفداء بحيرتها فقال ان هناك فرع من النيل ينقسم الى بحيرتين بحيرة
تنيس وبحيرة دمياط تتصل احداهما بالاخرى وهما بقرب البحر والشرقية منهما هي بحيرة تنيس والغربية بحيرة دمياط
وفيها يصب خليج اشموم و بحيرة تنيس متسعة جـدا وماؤها يعذب عند الزيادة ويملح وقت التحاريق وليست عميقة
وتمشي فيها المراكب بالمجاديف ومدينة تنيس في وسطها وطولها أربعة وخمسون درجة ونصف وعرضها ئلاثون درجة
ونصف وفي بعض عباراته ان طول تلك البحيرة اقلاع يوم في عرض نصف يوم وقال الادريسي ان هذه البحيرة على
بحيرتين احداهما بحيرة زار والاخرى بحيرة تنيس وقال ابن حوقل ان الدرفيل يوجد في هذه البحيرة وهو حيوان بحري
يشبه القربة المنفوخة يهوى سكنى البحر الرومي والملاحون يقولون ان له ادراكا عجيبا ومتى رأى انسان في خطر الغرق
يأتي اليه ويحمله حتى يوصله الى البر أوالماء القليل وقال صاحب نشق الازهار ان في بحيرة تنيس ثلثمائة وستين نوعا
من السمك يظهر في كل يوم من السنة نوع منها ولكل نوع اسم يخصه وخليل الظاهري يسمى بحيرة تنيس بحيرة المنزلة
وهو الاسم الذى تعرف به الآن وقال الادريسي ان ببحيرة تنيس جملة جزائر منها نيلية وتونة وسمنة وحصن علم وأضاف
الى ذلك ابن حوقل شطا ودابق وكانت قرية تونة يعمل بها طراز تنيس ومن جمله طرازها كسوة الكعبة أحيانا قال
الفاكهي ورأيت أيضا كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر مكتوبا عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد
عبد الله هارون امير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل في طراز تونة سـنة تسعين ومائة قال
وقرية سمنة غلبت عليها بحـيرة تنيس فصارت جزيرة فلما كان شهر ربيع الاول سنة سبع وثلاثين وثمانمائة هجرية
انكشف في مكانها حجارة وآجرّ فاذا عضادات زجاح كثيرة مكتوب على بعضها اسم المعز لدين الله وعلى بعضها اسم العزيز
بالله نزار ومنها ما عليه اسم الحاكم بامر الله ومنها ما عليه اسم الظاهر لاعزاز دين الله ومنها ما عليه اسم المستنصر بالله
وهو أكثرها آخبرني بذلك من شاهده وفي كتاب السلوك للمقريزي انه حصل في سنة ثمانمائة وعشرين من ا لهجرة
عصيان قوي فى دمياط سببه صيادون من أهالي سمنة وكان بين تنيس ودمياط قرية يقال لها قرية بورى واليها ينسب
السمك البوري وينسب اليها أيضا بنو البوري الذين كانوا بالقاهرة والاسكندرية وفي سنة ٦١٠ وصل العدو اليها
بشوانيهم فسبوها فقدمت اليها القطائع التى كانت على ثغر رشيد فسار عنها العدوّ انتهى (فائدة) ابن بطلان المار
الذكر فى كلام المقريزي هو كما في كتاب دائرة المعارف للمعلم بطرس البستاني المختار بن الحسـن كان طبيبا نصرانيا
بغـداديا مشوّه الخلقة غير أنه فضـل في علم الاوائل وكان يرتزق بصناعة الطب وخرج من بغـداد الى الموصل وديار بكر
ودخل حلب وأقام بها مدة ولم تعجبه فخرج منها الى مصر فاقام بها مدة يسيرة واجتمع بابن رضوان المصري الفيلسوف
في وقته وجرت بينهما منافرات أحدثتها لمناظرة ثم خرج من مصر مغضبا على ابن رضوان وورد انطاكية وأقام بها
وكثرت أسفاره ثم غلب عليه الانقطاع فنزل بعض الاديرة في أنطاكية وانقطع للعبادة الى أن توفي وصنف تصانيف
مفيدة منها كاب تقويم الصحة وكتاب دعوى الاطباء ورسالة فى اشتراء الرقيق وأخرى في ذم ابن رضوان يشـير فيها الى
جهله بما يدعيه من علم الاوائل ورتبها على سبعة فصول وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة هجرية انتهى ملخصا
من تاريخ غريفوربوس المالطي وأما ابن وصيف شاه فهو كما في بعض الكتب الافرنجية ابراهيم ابن وصيف شاه
له تاريخ على مصر يسمى جوهر الجواهر ووقائع الامور وعجائب الدهور انتهى ولم أجد له فى كشف الظنون ولا غيره
تار يخ ولادة ولا موت ولا من أي بلد هو ﴿ تونة ﴾ قال في مشترك البلدان على جزيرة قرب يعيس من نواحي مصر من
فتوح عمير بن وهيب ينسب اليها عمر بن احمد التوني حدث عنـه محمد بن اسحق بن منده الحافظ وسالم بن عبد الله
التوني يروي عن عبدالله بن لهيعة انتهى وفي القاموس تونة بهاء جزيرة قرب دمياط وقد غرقت منها عمر بن أحمد
وعمرو بن عليّ وسالم بن عبيد الله وعبد المؤمن بن خلف انتهى (قلت) وفي الصعيد الاوسط بلدة في غربي الاشمونين
تسمى تونة الجبل من مديرية أسيوط بقسم ملوي في حاجر البلد الغربي غربي ترعة تنسب اليها مجعولة لري أراضيها
خاصة فمها من البحر اليوسفي عندنا ناحية الذروة ويؤخذ من مؤلفات استرابون انها في موضع مدينة پانياس القديمة
الباقية آثارها الى اليوم وبهذه القرية عدة مساجد احدها بمنارة وبداخله ضريح ولي الله حماد التوني مشهور يزار
وفيها نخيـل كثير وجبانتها فى حاجر الجبـل الغربي وفى جنوبها الشرقي قرية السواهجة على بعـد ألفي متر فوق البحر
اليوسفي وفى شمالها الشرقي قرية نواي على بعد أربعة آلاف متر 


 المصدر: الجزء العاشر من الخطط الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة تأليف الجناب الامجد والملاذ الاسعد سعادة علي باشا مبارك حفظه الله، الطبعة الاولى بالمطبعة الكبرى الاميريه ببولاق مصر المحميه سنة ١٣٠٥ هجريه، صفحات ٤٤ - ٥١ (رابط)

الخميس، 31 مارس 2022

أهل بورة

النص التالي منسوخ من كتاب: الألقاب وأسماء الحرف والوظائف في ضوء البرديات العربية، تأليف الدكتور سعيد مغاوري محمد، المجلد الأول، 2000م، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ص 167، 177


أهل بورة


وردت هذه الصيغة ضمن نصوص إحدى برديات مجموعة (كارل فسلي
في براغ بجمهورية التشيك وهي بردية تنسب للقرن ۳ هـ / 9 م بهذه الصيغة 
في السطرين ۲، ۳ «محمد بن سالم .. أهل بورة»(۱) .

وبورة هي إحدى قرى محافظة دمياط في وسط الدلتا بمصر - ذكرها 
اليعقوبي في القرن ۳ هـ / 9 م بقوله : «إنها حصن على ساحل البحر من عمل 
دمياط» (۲) وأشار إليها الإدريسي في القرن ٦ هـ / ۱۲ م في عبارة أخرى بقوله :
ومن فارسكور إلى بورة وهي قرية جامعة ذات زراعات وغلات وجنات وبساتين 
وخيرات»(3) أيضا ذكرها الرحالة ياقوت بقوله : «إنها مدينة على ساحل بحر 
مصر قرب دمياط شهدت واقعة للجلودي القائد سنة ۲۱٤ هـ / ۷۲۹ م»(4) .

أيضا أشار إليها المؤرخ المقريزي في كتابه الخطط بقوله : «إنها بين تنیس 
ودمياط وينسب إليها بنو البوري الذين كانوا بالقاهرة والإسكندرية ، وقد هاجمها 
الروم سنة ٦۱۰ هـ/ ۱۲۱۳م »(٥).

وأختتم هذه الأقوال بما ذكره صاحب القاموس الجغرافي (٦) الذي قال 
عنها :« بورة هو الإسم القديم لهذه القرية وأنها حصن على ساحل البحر من عمل 
دمياط يقال لها اليوم كفر البطيخ وتقابل منزل العادلية (٧) التي بها السلطان» .

وقد اشتهرت هذه المدينة منذ القدم بالعديد من الصناعات منها صناعة
النسيج والقراطيس وذلك منذ القرن ۳ هـ / 9م وحتى القرن 7 هـ/ ۱۳م ، ولقد 
أشار إلى ذلك المؤرخ اليعقوبي بقوله : «تعمل بها الثياب»(٨).


كتابة على طراز من بورة، قطعة رقم 2195
كتابة على طراز من بورة، قطعة رقم 2195 (المصدر)

وأورد الرحاله یاقوت أيضا عبارات تشير إلى اشتهارها بصناعة العمائم منها 
قوله : «تنسب إليها العمائم البورية »(۹) . وللتدليل على اشتهارها بصناعة النسيج 
منذ القدم وجود العديد من قطع النسيج الإسلامي في عدد من المجموعات 
والمتاحف العالمية فهذه قطعة نسيج محفوظة في مجموعة أبیمایور Abemayor 
طولها ٦۰, م نفذت عليها كتابة كوفية بسيطة في سطرين نصها بعد عبارات 
البسملة والديباجة المطولة هكذا :« . . مما أمر بعمله في طراز العامة ببورة سنة 
سبع وأربعمائة لا إله إلا الله»(١٠) . وبالإضافة إلى ذلك اشتهرت مدينة بورة 
بزراعة وصناعة أوراق البردي اشار إلى ذلك بعض المؤرخين ومنهم اليعقوبي 
بقوله : «وتعمل بها القراطيس»(١١) .

والقراطيس المقصود بها لفائف البردي(١٢) . وهناك بعض الأبحاث الحديثة 
تؤكد أيضا اشتهار مدينة بورة بزراعة وصناعة أوراق البردي(١٣) .


_________
(۱) هذه البردية تحمل رقم سجل (219 - 111 Ar) مساحتها ۱۰٫۲x ۱۲٫۹ سم 
Grohmann : Archiv Orientaini - Prag 1941. P. 16
(۲) اليعقوبي : كتاب البلدان - طبع ليدن ۱۸۹۲م ص ٣٣۸ ،  د. عاصم رزق : المرجع السابق - ص ١٤٧ . 
(۳) الإدريسي : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ص ۱٥۷، عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧ . 
(٤) ياقوت : المصدر السابق ج ا ص ٥٠٦ 
(٥) المقریزي : الخطط ج ۱ ص ٣۹۹ طبعة بولاق ۱۲۷۰ هـ . 
(٦) محمد رمزي : المرجع السابق ج٢ ق ۲ ص ۷۸ . 
(۷) العادلية نسبة إلى العادل محمد بن أبي بكر بن أيوب - انظر د. عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧.
(٨) اليعقوبي : المصدر السابق ص ۳۳۸ ، د . عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧ . 
(۹) د. عبد العال عبد المنعم الشامي : مدن مصر وقراها عند ياقوت - الطبعة الأولى - الكويت ١٤۰١هـ/ ۱۹۸۱م ص ۲۲ .
(١٠) Repertoire Chronologique D'Epigraphie Arabe - Tome : 6. Pp. 107 - 108 - No. 2195.
(١١) اليعقوبي : المصدر السابق ص ۳۲۸ . 
(١٢) فسر ذلك البيروني عند تفسيره لقوله تعالی في سورة الأنعام آیه ۹۱ : « قل من أنزل الكتاب الذي جاء
به موسی نورا ًوهدى للناس تجعلونه قراطيس » وفي قوله تعالى في سورة الأنعام أيضا آية رقم ۷ :
«ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأیدیهم» فسرها البيروني بقولة : قراطیس أي طوامير فإن القرطاس 
معمول بمصر من لب البردي يبری فی لحمه ، وعليه صدرت کتب الخلفاء إلى قريب من زماننا . انظر 
البيروني : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة . طبع ليبزج سنة ۱۹۲٥ ص ۸۱ . أيضا 
ذكر ابن النديم في معنى القرطاس هذه العبارة : « وكتب أهل مصر في القرطاس ويعمل من قصب البردي » . 
ابن النديم : النهرست . نشر فلوجل - طبع ليبزج سنة ۱۸۷۱م ج۱ ص ۲۱ . ايضا ذكر المؤرخ 
السيوطي هذه العبارة « أن أبا بكر جمع القران في قراطيس » .
السيوطي : الإتقان في علوم القرآن . طبع کلکتا بالهند ۱۸٥۷ م ص ۱۳۷ . 
(١٣) ويشير د. عاصم رزق إلى أن صناعة اوراق البردي ظلت مشتهرة في هذه المدينة بواسطة صناعها 
الأقباط طوال عمر الولاة تقريبا وحتى القرن ٤ هـ/ ١٠م عندما عطلتها كواغيد سمرقند . 
. د. عاصم رزق : المرجع السابق ص ۱٤۷ - ۱٤۸. 
، رؤوف حبيب : دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة بمصر القديمة . طبع القاهرة سنة 
۱۳۸٦ هـ/ ۱۹٦٦م ص ٥٣ .

الأربعاء، 9 يونيو 2021

ذكر دمياط وشطا وتنيس من رحلة اللقيمي

بائع لموناده في دمياط
بائع لموناده في دمياط




النصوص التالية منسوخة من كتاب "تهذيب موانح الأنس برحلتي لوادي القدس"، تأليف مصطفى أسعد اللُقَيْمي (المتوفى سنة 1178 هـ - 1765 م)، هذبها وحققها الدكتور رياض عبد الحميد مراد، وزارة الثقافية - الهيئة العامة السورية للكتاب - إحياء ونشر التراث العربي (187)، دمشق 2012م، مصحوبة ببعض تعليقات طفيفة مني (باللون الأخضر):

ففي يوم الثلاثاء من ذي القعدة الحرام، عام ثلاثة وأربعين ومئة وألف من هجرته عليه الصلاة والسلام، سِرْتُ من ثغر دمياط باسم المبدىء المعيد، سائراً على قدم التوكل والتجريد، وقد تلهفت بالتصعد أنفاساً، وأشعل الوجد بطور القلب نبراساً، فصليت الظُّهر بجامعه الجامع، ودعوت الله بالتسهيل إذ هو خير سامع؛ وسرتُ نحو أحياء الأموات، وقرأت لهم الفاتحة، ولا سيما جناب سيدي فاتح لتكون رحلتي ناجحة، وتوجهت إلى البحيرة، وركبت من السفن أجراها، ثم تَلوْتُ بِسمِ اللَّهِ مجرِيها، فعند ذلك هاجت بلابلُ الأشواق، حيث لم أودع حبيباً يوم الفراق. 
دعاني الّنوى قهراً على حين غَفْلةٍ فلم أستطع أني أرى من موْدع
مخافَة يغشى الدمعُ عيني فلا أرى ويذهل عقلي بالوداع فلا أعي

ومررت بسيدي شطا، والقرشة، والبغدادي، والتفاحي، والدائر. وقرأت لهم الفاتحة رجاء إمدادي.
وأهديت الفاتحَة لسيدي عبد الله تونا، وأبي الوفاء، وسكان البحيرة الذين هم من أهل الولاية والوفاء.

ومن موضع آخر بالكتاب، قصيدة مدح لدمياط

ولقد مدحها فأبدع وأجاد، شقيق الروح والفؤاد، البارع المجيد السيد محمد السعيد بقصيدة طويلة بديعة الصفات، فاخترت منها هذه الأبيات:

إذا ثغر دمياطٍ به ابتسم الزهرُ         حكى ثغر معسول اللَّمى حينَ يفترُّ
أحاطت بها تلك الرياض كأنها         فراديسُ حفّتها سرادقُها الخضرُ
بساتينُها عُدَّت كأيام حولها                 فأيُّ بلاد زانها ذلك القدرُ
ومن تحتها الأنهارُ شبهُ أراقمٍ         تجاري هبوبَ الريح أزعجها الزَّجْرُ
غَدَتْ بهجةً للّناظرين ونزهةً         بألوانِ زهرٍ زانَهُ النظمُ والنثرُ
لها ظاهرٌ يزهو برونق باطنٍ                 فظاهرها زهرٌ وباطنها نهرُ
وحاكت لها الأنوا مطارف سندسٍ مكللة بالطَّل زركشها الزَّهْرُ
نواعيرها تبكي بسائل مدمع         فتُضحك ثغر الروض إن أبطأ القطرُ
حكت حرفَ نونٍ خطَّه قلمُ العُلا         بحسن اعوجاج يستقيم به المطرُ
وتحكي إذا حققت رونق شكلها         هلالاً وزهر الروض أنجمُه الزهر
وقوساً بأطراف السهام مُفَوَّفاً         وراميه بدرُ التَّمِّ إذ بزغ البدرُ
وكم يزدهي قصرٌ بشاطئ نيلها         على حسن ذاك القصر يُستحسن القصر
ربوعٌ بها روحي وراحي وراحتي         بذكري لها والصبُّ يُطربه الذكرُ
تحن لها الأرواح شوقاً كأنها          هي الشامُ أو دارُ الخلافة أو مصرُ
 قد افتخرت من حيث إدريس خطَّها ومنها ارتقى رَفْعاً فحقّ لها الفخرُ
وشكلُ جناحَيْ جبرئيل مُصوّرٌ         بجامعها الفتحي وما الخَيَرُ الخُبْرُ
هنالك صار المدّعي كل جمعةٍ         بأكمل آدابٍ إذا صُلِّيَ العَصْرُ
وينظر خطاً في السماء منوّراً         يوازيه جنحُ الليل إن أفل البدرُ
وفيها شطا ذا التابعيّ مقامه         على أيمن الوادي فغبراؤه عطرُ
وشرّف مَنْ صحب النبيّ بأربع         لديه ولم يُعْلَم لأسمائهم ذكرُ
فَقَبِّلْ ثرى أعتابهم واستغِثْ بهم لحادث هذا الدهر إن غَدَر الدهرُ
ولازمْ رحابَ الأولياء وثِقْ بهم         حريصاً على الحسنى إذا خُتم الأمرُ
وخذ من سعيدٍ سِبْطِ طه فرائداً         هي الجوهرُ المكنونُ في سمطه الدرُّ
وبيتُ قصيدي مدحُ طه وآله         فإنهمُ القاداتُ والأنجم الزهرُ

ثم ينقل عن المسعودي وصفه لجزيرة تنيس وماحولها ومنها الفقرة التالية (وسبب نقلها هنا هو أنه ذكر أن بورة كتونة موضع في البحيرة واللقيمي قام برحلته عام 1731 م، فبظني لو كان يعلم لبورة مكانا آخر لذكره، ولاحظ أيضا أنه ذكر من جامع تاريخ دمياط، وهو نفس الكتاب الذي ذكره المقريزي من قبله ونوه عنه د. جمال الدين الشيال في تحقيقه لمخطوطة أنيس الجليس وأشار لفقده)

فلما مضت لدقلطيانوس من ملكه مئتان وإحدى وخمسون سنة هجم الماء من البحر على بعض المواضع التي تسمى الآن بحيرة تِنّيس، فما كان من القرى التي في قرارها غرقت، وما كان منها على ارتفاع من الأرض بقيت كتونه وبورة، وكان استحكام غرق هذه قبل أن تفتح مصر بمئة سنة.
وقال في جامع تاريخ دمياط:
وكان أهلها مياسير - أي أصحاب ثروة - وأكثرهم حاكة، وكان يُصنع فيها ثوبٌ للخليفة، يقال له البدنة لا يدخل فيه من سُدى ولحمة غير أوقيتين، وينسج باقيه بالذهب بصناعة محكمة لا تحتاج إلى تفصيل ولا خياطة تبلغ قيمته ألف دينار، وكان يعمل منه ستر الكعبة. وما زالت تِنِّيس مدينةً عامرةً إلى أن خربها الكامل محمد بن العادل في سنة أربع وعشرين وست مئة، فاستمرت خراباً، ولم يبق منها إلا رسومها وسط البحيرة وبحيرتها الآن يصادُ بها السمك، وهي قليلة العمق، وتلتقي السفينتان هذه صاعدة وهذه نازلة بريح وقلع، كل واحد منه مملوك بالريح مسيرها في السرعة مستو، وبوسط هذه البحيرة عدة جزائر تعرف بالعزب يسكنها الصيادون وماؤُها ملح. وقد يحلو أيام النيل. انتهى. 


وهنا يسرد المؤلف قصيدة كتبها عن زيارة قام بها لتنيس عام 1723 م:

وفي عام خمسة وثلاثين ومئة وألف وقفت في بعض زياراتي عليها، ونظرت بعين الاعتبار إليها، فلم أرَ بها إلا رسوم أطّلال وآثار، إنّ في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار:
تلك المعاهد من تِنّيس قد مُحيت لم يَبْق منها سوى آثار أطلالِ
كأنها لم تكن من قبل دوحتها         من تحتها قد جرى أنهار سلسالِ
يبكي عليها غراب البين من أسفٍ كأنما نسفتها ريح زلزال
فكم بها لأولي الأبصار من عبرٍ         فانظر إليها بعين الناقد السالي

ثم يذكر بعد ذلك كيف بقية مسيرة الرحلة، وأذكر منها جزء بسيط، والباقي يمكن العودة إليه في الكتاب الأصلي

ثم بعد ركوبنا البحيرة على متن السفين، نتلو إياك نعبد وإياك نستعين ، وصلنا ثاني يوم فم أم مفرج، فركبنا متون الصافنات على قلعة الطينة نعرج، فوردناها قرب الغروب، فنزلنا بها، وقد زالت عنا الكروب، وأكلنا ما حضر من العشاء، وسرينا منها بعد صلاة العشاء، حتى نزلنا آخر الليل نحن والقوم، وطلبنا الاستراحة فاضطجعنا للنوم، إلى أن هزم الصبح جيش الليل البهيم، فسرنا بعد الإسفار إلى الرماني منزل بني هشيم، فتلقونا بالبشر والإكرام، وبثغور زاهية الابتسام، من كل مولى حميم، وجواد كريم

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

بورة من كتاب جان ماسبيرو وجاستون فيت


المصدر
بورة
Bourg du district de Tinnîs d’où le poisson Búri tirerait son nom, si l'on en 
croit les auteurs arabes (II, p. 97; cf. YAQûT I, p. 755; Muštarik, p. 69). Mais 
nous trouvons dans les scalæ (cf. Kircher, p. 170; Heuglin, ap. Zeits. für äg. 
Sprache, 1868, p. 55, B, n° 2; V. Loret, ap. Annales du Service des Antiquités,


I, p. 53) le nom البورى « muge, mulet (Mugil cephalus)», servant à rendre le 
copte ϥⲟⲣⲓ. Or, ce nom copte dérive de l'égyptien (12) bari 
(Pap. Anastasi III, 2/7, et IV, 15/7, 8) et بورى est, par conséquent, la transcription 
indirecte du nom égyptien (communication due à l'obligeance de M. Loret). 
Ya'qûbî (p. 338) situe بورة dans le district de Damiette et y signale une fabrique 
de papier (Kremer, Culturgeschichte, II, p. 305; P. E. R[2]. Mittheilungen, II, 
p. 124; Evetts, Churches, p. 66, n. 3); sa position exacte est fixée dans Idrîsî 
(p. 157) : á 15 milles de Fareskour et à 13 de Damiette. — Elle fut détruite 
en 620 H (Guest, Delta, p. 970-97.1) et, par conséquent, son nom ne se trouve 
pas dans Ibn el-Jî'ân. — Cf. MAQRIZI, I, p. 177, 181 (orthographe بورا); 
QUATREMÈRE, Mém. sur l'Égypte, I, p. 306, 337.

الترجمة التالية تمت بمساعدة موقع جوجل للترجمة (من الفرنسية للإنجليزية وليس للعربية لتجنب تضاعف نسبة الخطأ)

Town in the Tinnis district from which the Búri fish derives its name, according to Arab authors (II, p. 97; cf. YAQûT I, p. 755; Muštarik, p. 69). But we find in the scales (cf. Kircher, p. 170; Heuglin, ap. Zeits. Für äg. Sprache, 1868, p. 55, B, No. 2; V. Loret, ap. Annals of the Service of Antiquities, I, pp. 53) the name البورى “muge, mule (Mugil cephalus)”, used to render the Coptic ϥⲟⲣⲓ. However, this Coptic name derives from the Egyptian bari (Pap. Anastasi III, 2/7, and IV, 15/7, 8) and بورى is, therefore, the indirect transcription of the Egyptian name (communication due to obedience of M. Loret). Ya'qûbî (p. 338) is located in بورة in the district of Damiette and reports a paper mill there (Kremer, Culturgeschichte, II, p. 305; PER Mittheilungen, II, p. 124; Everts, Churches, p. 66, No. 3); its exact position is fixed in Idrisi (p. 157): 15 miles from Fareskour and 13 from Damietta. - It was destroyed in 620 H (Guest, Delta, pp. 970-97.1) and, consequently, its name is not found in Ibn el-Jî'ân. - Cf. MAQRIZI, I, p. 177, 181 (orthography بورا); QUATREMÈRE, Mem. on Egypt, I, p. 306, 337.

هوامش:
[1] بعيدا عن النص المقتبس هنا، عثرت على مناقشة قديمة حول أصل كلمة Papyrus (انظر هنا ص 125 وهنا ص 9)، ويبدو لي من النظرة العاجلة على هذين المصدرين أنه كان هناك محاولة لإرجاع أصل الاسم اليوناني لكلمة بابيروس (بردي) لمدينة بورة بدلتا مصر لشهرتها في صناعة الورق. في المصادر العربية ترد الإشارة لصناعة الورق في بورة في كتاب البلدان لليعقوبي: "وبورة: وهي حصن على ساحل البحر من عمل دمياط، تعمل بها الثياب والقراطيس."، واللافت للنظر هنا في كتاب اليعقوبي هو أنه ذكر أن بورة حصن على ساحل البحر، وكرر هذا مع نقيزة،  بينما ذكر باقي الأسماء على أنها مدن، والشيء الآخر هو  ترتيب المدن والحصون على ساحل البحر، وربما كان في هذا الترتيب إشارة على مكان بورة الأصلي؟! فالترتيب كما ذكره اليعقوبي هو: الفرما، تنيس، شطا، دمياط، حصن بورة، حصن نقيزة، البرلس، رشيد، أخنو، وسيمة، الاسكندرية.
[2] اختصار لجملة "Papyrus Erzherzog Rainer" (مجموعة الأرشيدوق راينر)
[3] روابط أخرى للمهتمين فيها ذُكِرت بورة في البرديات العربية أو في سياق الحديث عنها (1، 2، 3، 4، 5).
[4] ذكر أحمد كمال البوري في كتابه "بغية الطالبين في علوم وعوائد وصنائع واحوال قدماء المصريين" ص 478 (رابط)


📗 طالع أيضاً: 

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

الأوراق البردية العربية للدكتور أدولف جروهمان

558 PERF
من أقدم البرديات العربية زمن الفتح الإسلامي لمصر ، مذكورة في آخر المحاضرة، الصورة من موقع ويكبيديا.


دار الكتب المصرية
المحاضرة الثانية
عن
الأوراق البردية العربية ومنها المحفوظ بالدار
للدكتور
أدولف جروهمان
ألقاها في قاعة الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة في مساء 10 أبريل سنة ۱۹۳۰
تعريب الأستاذ توفيق إسكاروس
رئيس القسم الإفرنجي بالدار

المحاضرة الثانية 
ألقيت في الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 10 أبريل سنة ۱۹۳۰

وقفنا في المحاضرة الأولى عند حدِّ الكلامِ على كتابةِ الطراز باللُّغتَيْنِ: 
اليونانية، والعربية. وإثباتًا لذلك أتقدّمُ لحضراتِكم بمثالٍ مِن المحفوظِ بدار 
الكُتبِ المصريّة، رقم (60) مِن فهرس مجموعة الأوراق البردية وفيه 
باليونانية والعربيّةِ[1]:
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا إلهَ إلا الله وحدَهُ محمّد رسول الله
عبد الله الوليد على يد قُرة الأمير 
ترونَ المكتوبَ أولًا: ترجمة البسملة باليونانية، يتبعُها نصُّ البسملةِ 
بالعربية وشهادة التوحيد، ثم اسم الخليفة الوليد بن عبد الملك (86 -
 97 هـ / 705 - 715م)، واسم الأمير قرة بن شريك[2] (90 - 96 هـ / 709
 - 714م) مع حرف (ع) للدلالة على أنَّ نصَّ البروتوكول (الديباجة) كُتب
على الدرج في المصنع بأمر الأمير ومصادقته. وبجانب هذا النصِّ المقروء 
تری خطوطًا عموديّةً تتخلّلُها حروفٌ يونانية يمينًا وشمالًا:
ففي السطر الأول حرف الهجاء (f) و في الخامس (e)، وفي نوعٍ مِن 
إطارٍ أسطواني (الخانة الملوكية التي كان يستعملها قدماءُ المصريين لنقشِ 
أسماء الفراعنة عليها)، ولا أسهلَ من المضاهاةِ على بروتوكول بوزنطي 
للوقوفِ على الحقيقة. فحرف (f) مأخوذٌ من (Fl) اختصارًا من اسم 
(Flavius)، وعلامة العددِ تُبيّنُ لنا احتفاظَهم بالطريقةِ ذاتِها للتأريخ حتى 
في العهد العربيِّ كما اعتادوا كتابتَها على المستندات اليونانية، واليونانية 
العربية.

وفي أوائل هذا العهد بالذات، وفي حالتِنَا التي نستشهدُ بها كانت هذه 
العلامةُ اليونانية (7) يُرَادُ بها: الدور السابع أو سنة 709 للميلاد [/ 91 -
/ 92 للهجرة). والواقع أنَّ قُرّة بن شَريك عيَّنَ عاملًا على مصر في هذه السنة 
تحقيقًا. ولا أريد أنْ أتوسَّعَ في الموضوعاتِ والتفصيلاتِ، ولكن هذا لا 
يمنعُ مِن ملاحظةِ أنَّ الديباجاتِ أو الرسميات المُعتاد كتابتها على
البروتوكول بلغتَيْنِ تشملُ علاماتٍ أخرى أو جملةَ علاماتٍ نقلًا عن 
البروتوكول البوزنطي.

واستنادًا على هذه الأنواعِ من الديباجات يمكنُنَا القولُ بأنّه كانت تُرسَمُ 
خطوطٌ عموديّة وتُكْتَبُ بجانبِها حروفٌ يونانية وتواريخ بالترتيب الذي 
كان يُستعمل في الديباجات البوزنطية المحضة، وإنَّ النصَّ العربيّ واليونانيّ 
كان يُكتب في المسافة الخالية بين السُّطورِ.

على أنَّ استعمالَ اللُّغتَيْنِ للكتابة على هذه الديباجات قد بَطَلَ استعمالُه 
كما قلتُ بين سنتي [110 و 114 للهجرة / ] ۷۲۸ و ۷۳۲ للميلادِ ؛ ومِن ثَمَّ 
كانَ يُكتَبُ النصُّ العربيُّ وحده ثُمَّ تدرّجَ مِن الاختصارِ إلى التطويلِ.
وفي القرن الثالث للهجرةِ [/ التاسع للميلاد] كانوا يكتبون على 
الورقتَيْنِ الأوليين بتمامِهما، وأحيانًا على الثالثةِ أيضًا. ووجدنا بروتوكولًا 
مکتوبا عليه باللُّغتَيْنِ نصٌّ مِن 14 سطرًا بتاريخ [۹۸هـ/]۷۱٦/ ۷۱۷م 
لا يشملُ فقط العبارات الدينية، بل يشمل - أيضًا - اسمَ الخليفةِ والأمير 
وحاكم الإقليم الذي صُنِع فيه البردي وسنة إخراج الدرج، وأخيرًا اسم 
صاحب بیت المال (کوزير المالية اليوم) المنوط به الرقابة ومراجعة عمل 
البردي، والذي وضع الطابع الأميري على الدرج.

تنوّعَ نصٌّ مَا يُكتب على الديباجات العربيةِ، ثم اتّخذَ سبيلَه في الكثرةِ
والازدياد. ويمكنني أنْ أذكرَ لكم أكثر من ٩٥ شكلًا مختلفةً في أشكالها 
الدينية المتنوعة المستعملة، وهي تتميّزُ كثيرًا فيما بينها، على أنَّ الأكثر فيها 
ذكرُ اسمِ الخليفة والأمير وعامل بیت المال، وفي الغالب اسم مكان المصنع 
بالضبط، و (الطراز) وهو الاسم المُتَّخذُ لمعامل النسيجِ في الدولة، وتاريخ 
العمل وإصداره، وعدد الموظّفين مِن الوزراء، ووليّ عهد المسلمين في 
الغالب.

كان هناك إصلاحٌ آخرُ لجأوا إليه، وقد أظهرَ لنا في الغالبِ مَا كان يُكتب 
مختصرًا على ظهر هذه الديباجاتِ مِنَ العباراتِ الدينية، مصحوبةً - أحيانًا - 
باسمِ العاملِ. وفي الغالبِ كانت تُكتب هذه الديباجات العربية بالمدادِ 
الأحمر والأخضر، أو الأزرق بجانب الأسمر الغامق، فتظهر هیئتُها غريبةً.
لماذا كانوا يستعملون هذه النصوص على الدرجِ؟ لقد كان يُظَنُّ مدّةً 
طويلةً أنَّ القصدَ منها تقديم برهانٍ على احتكارِ البرديِّ المصنوع في معامل 
الدولة. وكنت أنَا شخصيًّا أعتقد صحّةَ ذلك، ولكن ظهرَ لي الآن - استنادًا 
على بحوث سنیور ماریانو سان نیکولو (Marieno San Nicolo) - 
أنَّ هذه النصوصَ في وضعها كان القصدُ منها مراقبةَ الدولة على عمل
البرديّ؛ وبذلك كانَ استعمالُها ضروريًّا لتحرير ِالعقودِ، وإن لم يكن لهذا 
القصدِ فعلى الأقلِّ لنشرِ المستنداتِ التي تُكتب على أدراج[3] شبيهة بالأوراقِ 
المعروفة اليوم في إيطاليا باسم (popiro bollato).

قد يكونُ الجوابُ صعبًا؛ إذ إنّه كانَ لابُدَّ لمُسجّلي العقودِ الرسميين مِن 
الإغريقِ المنوطين بتحريرِها من مراعاةِ البند (44) من قانون چوستنیان 
(536م)[4]، الذي يقضي بعدمِ استعمال شيءٍ آخر غير الأوراق البردية التي 
عليها نصُّ الديباجة، بحيثُ يكونُ البروتوكول والنصُّ في ورقةٍ واحدةٍ. 
واستمرّت هذه العادةُ ولم يتخذها العربُ قاعدةً إلا في أحوال اسثنائية أثناء 
القرون الثلاثة الأولى للهجرة.

حقيقة أنَّ بدار الكتب المصرية عددًا من المستندات القبطية عليها 
بروتوكول[5]. وكذلك منشورٌ أسقفيٌ صدرَ مِن الأنبا بطرس بطريرك
الإسكندرية (حوالي [95هـ / ]۷۱۳م) بمناسبة أعياد الفُصح، مکتوب 
على درج بأوّلِه بروتوكول يوناني عربي تاريخه سنة ۸۸ للهجرة (۷۰۷م). 
ولو أنَّ مئات مِن المستندات ليس عليها، ولكن هذا لا يمنعُ مِن أنْ تكونَ 
محترمةً قانونًا.

وبالجملة فإنَّ لدينا مجموعاتٍ أدبيةً يونانيةً على أوراق بردية وأخرى 
قبطية، حيثُ نجد دیباجات في وسطِ النصِّ، أو هي جزءٌ من الكتاب.
والكتابُ العربيُّ [6] الذي أشرنَا إليه آنفًا، ووُجِدَ في إدفو - عليه بروتوكول 
من القرن الثالث للهجرة، وهو جزءٌ مكمِّلٌ للنصِّ.

ومهما يكن مِن الأمر، فإنّه قُصِدَ بهذا الوضعِ مَنْعُ الغِشِّ والتزييفِ. 
وكانَ مِن الصعبِ جدًّا إدخالُ التزوير على هذه الديباجات؛ إمَّا لدوام 
التغيير في عباراتِها، أو أنَّ الموظّفينَ والحُكّامَ والملوكَ لم يكونوا دائمين 
فتختلفُ باختلافِهم، أو أنّهم كانوا يستعملون في الديباجات البوزنطية 
والعربية - في الأوقات الأخيرة على الأخصّ - كتابة مشبكةً ذات شكلٍ 
خاصٍّ يصعبُ قراءتُها؛ لذلك كان مِن الصعب تقليدُها وتزييفُها كما هي 
الحال في الأوراق المالية اليوم.

من أجلِ ذلك كانَ يُقَوَّى البروتوكول الواقي الذي كانَ يُوضَعُ حول
الدرجِ برباطاتٍ من البردي الملفوفة على الجانب الضيّقِ، ولم يكن هذا
الاختراعُ من المستحدثاتِ في الزمن العربي؛ لأنّه وُجدت كذلك ورقة برديّةٌ 
مكتوبةٌ بالقلم الهيراطيقي محفوظة في متحف برلين.

وبالرغمِ من هذا الاحتياطِ وبَذْلِ كلِّ المَسَاعِي لحماية الدرج بوضعه في 
غلاف مِن الرقوقِ - فإنَّ البرديَّ ما زالَ سريعَ العطبِ، قليلَ المقاومةِ. وكانَ 
المُكلَّفُ بحفظِ الأوراقِ البرديّةِ مضطرًّا لوضعها في جِرَارٍ؛ وبذلك كانت 
تَسْلَمُ هذه الأوراقُ التي كانت تُوضَعُ في هذه الأوعية المختومةِ، وتصلُ إلينا 
سالمةً.

أمَّا في العهدِ العربيِّ فإنّهم كانوا يستعملون هذه الوِقَايَات مِن الزجاج 
لحفظِ الأدراجِ، كما علمنا مِن خطابٍ تجاريٍّ يغلبُ عليه أنّه من كتابة القرن 
[الثاني أو الثالث للهجرة/ ] الثامن أو التاسع للميلادِ، وكانت خمس قطع
من هذه المحافظ تساوي دينارًا إلا ثلثي قيراطٍ، في حين أنّ أحسنَ الأصنافِ 
لا تُبَاعُ القطعُ الأربعُ منها إلا بقيمةِ دينارٍ وسدس دینارٍ.

قلتُ قبلًا: إنَّ البردي كان عملًا مصريًّا بحتًا، وأكثر المعامل كانت في 
الدلتا؛ حيث مادة البردي وحشائشَه كانت تُستحضر منها بكمياتٍ كبيرةٍ،
وكانت البلاد المشهورة بصنعِ البردي كثيرةً، مثل: (أوسيم)[7]، و(بورا) ، 
و (الأفرجون)[8]، و (الفار). وذلك غير بلادٍ أخرى ذُكِرَت في 
البروتوكولات المختلفة، ولم نعرف أسماءهَا بالضبطِ لعدم وصولِها إلينا
سليمةً.

أمَّا في خارج الديار المصرية فإنَّ البرديَّ كانَ يُصْنَع في (سُرَّ مَنْ رَأَى) 
ببابل[9]، وكانَ يُزرع قليلًا - وفي أحوال خاصة - في (بَالَرْم) بإيطاليا. على أنَّ 
هذه المصانع مَا كانت لِتُجهّزَ برديًّا في فروخٍ منفصلةٍ، بل في أدراجٍ كاملةٍ 
طويلةٍ، تُقَسَّمُ فيما بعد بحسب رغبة التُّجّارِ والكُتّاب.

وقد أطلقوا (الطُّومار) أو (طومار قرطاس) أخذًا مِن الكلمة اليونانية 
(طوماريون) التي كان يقصدون بها الجزء السادس من الدرجِ[10]، واحتفظوا
بهذه التسميةِ في القرنِ الأوّل للهجرة [/ السابع الميلادي]، وأطلقوها على 
الورقة الرسمية، كما هو ثابتٌ مِن ورقة برديّة محفوظة بمجموعة دار الكتب 
المصريّة[11].

والمفهوم أنّهم كانوا يصنعون أنواعًا كثيرةً من البرديِّ كما كانت عليه 
الحال قديمًا، ولكنّا لم يُمْكِنَّا الوقوفُ على مسميّاتِ كلِّ نوعٍ، غايةُ الأمرِ أنَّ 
عِلْمَنَا لم يتعدّ أنّهم كانوا إلى ذلك العهدِ البعيدِ يطلقون القرطاس على نوعٍ 
مِن البرديّ المظروف، وهو الاسمُ المعروفُ للبردي. ويُرَادُ منه (بوق) أو 
(نفير)، وكانَ مُعَدًّا لوضعِ المساحيق ذات الروائح العطريّة، وبعض أنواعِه 
كانت جيّدةً وذات ثمنٍ غالٍ اتخذوها من عهدِ الفراعنةِ. ومنها نوعٌ على ضدّ 
ذلك؛ كان خشنًا، ونوعٌ آخر مِن البردي المقوّى (الكرتون) مِن العهد 
العربيّ.

وقفنَا - أيضًا - على أثمانِ البردي المُستعمَلِ في مصر القديمة، وعلى عهدِ 
العرب (ولكن ليس على عهدِ اليونان). وكانت أثمانها تختلفُ بحسب 
الصِّنْفِ، إلى أنْ تبلغَ أحيانًا - حدًّا مرتفعًا. وعثرنا على أحد عشر إيصالًا 
باستلامِ البرديِّ، واردةً من صاحب بیتٍ المال الحسن بن سعيد في 196- 
211 هـ ( 811 - 826 م) تدلُّنَا على الأمرين الآتيين:
(1) أنَّ طومارًا - أي: سدس درج - كانت قيمتُه قيراطًا أو 24/1 مِن
        الدينارِ.
(2) أنَّ الدرجَ الكاملَ كانَ يُبَاعُ بستّةِ قراريط أو ربع دينار. على أنّه
          حوالي سنة [184 للهجرة/] ۸۰۰ للميلادِ كان الدرجُ مِن أعلى 
          نوعٍ يُبَاعُ بدينارٍ ونصف دينار، وفي القرنِ التاسع كان الدرجُ يُبَاعُ 
          مِن دینار و 96/1 إلى 32/1 مِن الدينار. 

هذا مَا وصلَ إلينا علمُه عن الأثمانِ، وهي مرتفعةٌ نسبيًّا إذا علمنَا أنَّ 
تلكَ القيمةَ كان يُدفع مثلُها لاستئجارِ فدانٍ صالحٍ للزراعةِ، أو هي إيجار 
حانوتٍ مدّةَ عامٍ! فلا عجبَ إذا لُوحِظَ الاقتصادُ في استعمال هذه المادة 
الغالية الثمن إلى هذا الحدِّ؛ إذ إنهم كانوا مضطرين في كثيرٍ من الأحيانِ 
لاستعمالِ الأوراق البرديّةِ نفسِها[12]، كما كانوا يُضيّقون في الكتابةِ على قدر 
الإمكان، ويستعملون البياضات أخيرًا.

أجل، لم يكن إلا الموسرون وحدهم هم القادرين على تخصيصِ فرخٍ 
كاملٍ من البردي لمخابرات قليلة المعنى وخطوطُها واسعةٌ، فصَدَرَ أَمْرُ 
الخليفةِ عمر بن عبد العزيز (۹۹ - ۱۰۱ هـ / ۷۱۷ - ۷۲۰م) على عدمِ
التبذيرِ، ومُنبّهًا إلى وجوب الاقتصادِ. وكانت تعاليمُه تصدرُ من وقتٍ لآخر 
إلى الدواوين بمراعاةِ ذلك، كما صدرت تعاليمُه - أيضًا - بوجوبِ تحصیل 
رسم على الأوراق الرسمية العمومية والقضائية، فكانت الدواوين تُحصِّلُ 
هذا الرسمَ. وظلَّ تحصیلُ ثمنِ الصُّحف، واستعمال «کرتیرا» (التمغة) عن 
اليونانية إلى عهد العربِ.

على أنَّ ثمنَ الصُّحفِ بَطَلَ في الدواوين، كما ثبت ذلك مِن كُتب قُرّة بن 
شريك في القرن الأول للهجرة [/ الثامن للميلاد]، ونبّه إلى وجوبِ 
الاقتصاد و ملافاةٍ في استعمال هذا الورق. ولو أنّهم عادوا إلى مَا كانوا عليه 
في أحوالٍ اضطرارية وعَرَضيّةٍ، ولكن يمكنُ القولُ بالجملةِ: إنهم كانوا 
يقتصدون كثيرًا في استعمال البردي حتى لو دَعَتِ الحالُ لاستعمال الورقة 
المكتوبة، كما حصل ذلك مرارًا. فلا بدعَ أنْ كانَ الكاتبُ الأديبُ يفتتحُ 
خطابَه متلطّفًا بعبارةٍ يعتذرُ فيها عن عدم إمكانه التحريرَ على ورقٍ غالٍ مِن 
البردي، كأنْ يقولُ: اعذرني يا سيدي بالنسبة للبردي، أو يقول ليس لديّ 
ورقٌ غير مقطوع: «اعذرني يا سيدي في القرطاس، فلم تحضر نقي».

وأخيرًا انتهى الأمرُ بمراعاة الاقتصادِ أكثر من ذلك بمَحْوِ مَا على 
المكتوبِ كي يُكتبَ عليه مرّةً ثانيةً، وأحيانًا كانوا لا يُكلفونَ أنفسَهم مؤونة 
التَّعبِ باستعمال الإسفنجةِ، بل يكتبون حالًا بالعرض على ورقةٍ مكتوبةٍ
بالطُّولِ. وليس هذا النوع[13] مِن الأوراق إلا نادرًا.

لم يكن البرديُّ المادةَ الوحيدةَ الصالحة للكتابة كما تقدّمَ القولُ، والتي 
عثروا عليها في العهدِ العربيِّ؛ إذ كانوا يستعملونَ الجلودَ لذلك الغرض 
أيضًا، كما اتخذوها للكتابةِ عليها مِن قَبْل في بلادِ العرب، و في مجموعتي دار 
الكتب المصرية[14] و في برلين جلودٌ مكتوبٌ عليها حُجَجٌ أو مستنداتٌ قيّمةٌ 
جدًّا.

ولم تكن الرقوقُ نادرةً في مصر، والمفهومُ أنّها كانت مستعملةً في بلادِ 
العربِ قبل الإسلام، ولو أنَّ استعمالَها لم يكن شائعًا كما كان في بلادِ الفُرْسِ 
والعراق التي اقتدت بها فيها.

وهناك - أيضًا - نوعٌ مِن القماش كانَ يُكْتَبُ عليه، وهو مِن 
خواص الصناعةِ المصريّة[15]. وكانت معامله في (أبو صير)[16]،
و(سمنود)[17]، ولدينا حُجَجٌ قيّمة مكتوبةٌ على القماش محفوظةٌ بدار الآثار 
العربية بالقاهرة[18]، وبين مجموعة الأوراق البردية في برلين.
ومن هذا النَّوعِ مَا كانَ مُخصّصًا لِتُسَدَّ به الجِرَارُ. وكان يُكتب على هذه 
القطع اسم المُرْسَل إليه والمرسِل، مصحوبةً بالتمنيات والبركات وغيرها، 
وكانت تُسْتَعملُ كَصُرّةٍ لإرسال النقود.

على أنَّ الورقَ المصنوع مِن الخِرَقِ تفوّقَ على كلِّ شيء آخر، وهو مِن 
اختراعِ العرب، وظهرَ في القرنِ الثاني للهجرة [/ الثامن الميلادي]، 
واستُعمِلَ مع البرديّ والرقوق، وذاعَ استعمالُه بالتدريجِ إلى أنْ تمَّ له 
الانتصار، وانتهى أمرُه بأنْ حلَّ محلَّهما في أثناء القرنِ الرّابع.
ووجدوا بين آلاف الأمثلةِ التي عثروا عليها بين أطلالِ الأشمونين 
أشياءَ كثيرةً مِن كلِّ الأنواعِ، وكلِّ الألوان والأشكال والأحجام. وأذكرُ مِن 
أشهرها بعضَ قطعٍ مِن الورق، لُوّنت باللونِ الأحمر بمادة (الزنجفر)[19]، 
وبقي لونُها كما كان لم يتغيّر ولم يتبدّلْ.

وبینا كانَ الفاطميون يُفضّلون الرُّقوقَ لكتابةِ الحُججِ والمستندات عليها، 
فإنَّ المماليكَ كانوا يستعملون الورقَ وحدَهُ تقريبًا للكتابةِ دون غيرِه مِن 
المواد.

ولدينا مِن أحسنِ المُستندات مَا بلغَ طولُه - أحيانًا - عشرين مترًا، كتبوا 
عليها عقودَ هبة أو تملُّكٍ، هي محفوظة في مجموعة دار الكتب المصرية 
بالقاهرة[20].

وبالنسبةِ لأزمنةِ التاريخ الأخرى أثناء العهدِ العربي كان العربُ 
يستعملون للكتابةِ - أحيانًا - الجِرَارَ. أمَّا اليونانُ والقِبْطُ فكانوا يستعملونها 
كثيرًا للكتابةِ عليها. وبينما نجدُ عددًا كبيرًا من الشُّقوف[21] اليونانية والقبطية 
لا نجدُ أكثرَ مِن خمسينَ قطعةً كُتِبَ عليها بالعربيّة، وفي مجموعتي: دار 
الكتب المصرية، ودار الآثار العربية قطعٌ جميلةٌ جدًّا. أمَّا في أوربا فإنَّ 
مجموعات ڤيينا وبرلين وهامبورج بلغت فيها كلّها نحو ۲٥.

وإنّي ألاحظُ - أيضًا - أنّهم كانوا يستعملون للكتابةِ - أحيانًا ۔ عظامَ 
الحيوانات العريضة كالأكتاف، وأفضلها عظامُ الإبل والشاء. فكانوا 
يكتبون عليها مستنداتٍ قيمةً حتى النُّصوص الأدبية، ومنها قطعٌ جميلةٌ بدار 
الكتب المصريّة[22]، والمتحف المصري.

كذلك توجدُ بدار الكتب لوحةٌ خشبيةٌ وحيدة في نوعِها، لم يُكتب عليها 
بالمدادِ كالعادةِ المتّبعةِ في كتابةِ لوحات الخَشبِ، ولكنّ الكتابةَ عليها منقوشةٌ 
بآلةٍ حادةٍ حفرًا[23].

بقيَ عليَّ أنْ أبحثَ عن مسألةٍ مهمّةٍ خاصةٍ بالبرديّ مِن الوجهة العلمية، 
وهي : مَا هُو السَّائلُ الذي كانوا يستعملونه في الكتابة على هذه الأنواعِ 
المختلفة، ومَا هي الأداةُ المستعملةُ للكتابةِ؟

يجبُ التمييزُ بين نوعَيْنِ من المِدَادِ: أحدهما أسود صِرْف يُشبه حبرَ
الصينِ، وقوامُه الفَحْمُ أو سَوَاد الدُّخان (الهباب)، والآخرُ أسمر يُخْلط 
بالأحمر. وهذا الأخيرُ يتألّفُ مِن مزيجٍ حديديٍّ، ومِن السَّائل الناتجٍ مِن 
السّبيا (نوعٌ من الفحم المُستعمل للتسويد في الرسم الفوتوغرافي). وبجانب 
هذه الأحبار كانوا يستعملون - أيضًا - المداد الأحمر المصنوع مِن السلقون أو 
الزنجفر، كما يستعملون أحيانًا - الأزرق والأخضر[24].

أمَّا أداةُ الكتابةِ فهي القلم الخيزراني، أو القلم البسط المعروف إلى 
اليوم[25]، وفي النادرِ استعمال الريشة للكتابة، وقد تكلَّمْنَا عن ذلك بمناسبة 
الكلام عن البروتوكول.

وقد بيّنْتُ لكم في محاضرتي السابقة أهميةَ الأوراق البردية مِن الوجهة 
التاريخية، وأنها وحيدةٌ في نوعِها. واليومَ أُوضّحُ لكم بالأمثلةِ مبلغَ ما أدّت 
الأوراقُ البردية مِن الخَدمِ للتاريخِ، وأنّها كثيرًا مَا حافظت على وثائِقه مِن 
الضيَاعِ، هذا غيرُ ما أسدته إليه مِن وسائل التحقيقِ:

تعلمون أنه في سنة [۲۱ للهجرة / ] 642 للميلاد فتحَ العربُ مصرَ بإمرةِ 
عمرو بن العاص، وربما تذكرون تلك الجملةَ المؤثّرة المعروفة: «إنَّ الإسلامَ
 انتشرَ لواؤه بالسيف والنَّار».

على أنَّ الأسقفَ یوحنّا النيقيوسي المسيحي ينقضُ هذا القولَ؛ إذ شهدَ - 
و شهادتُه شهادةُ معاصرٍ - بأنَّ عمرو بن العاص لم يأخذ شيئًا من مقتنياتِ 
الكنيسةِ، ولم ينهب، ولم يأخذ غيرَ الجزيةِ التي اشترطَ عمرو دفعَها[26].

وها أنّا أدلُّكم على مستندٍ في غايةِ الأهمية، يبين لكم بوضوح سلوكَ 
الجنودِ وحُسْنَ معاملتِهم للأهالي، وهو أقدمُ المستنداتِ في عهدِ الإسلام؛ إذ 
تاريخُه في جمادى الأولى مِن سنةِ ۲۲ للهجرة [/ مايو 642 للميلاد)، على أنّه 
مع ذلك أقدمُ ورقة مكتوبة باللُّغتين مِن عهد فتوحِ العرب لمصر، وهذا 
المُستندُ محفوظٌ بين المجموعةِ المشهورةِ التي اقتناهَا مِن الأوراقِ البردية 
الأرشيدوق رينر (Rainer) في ڤيينا[27]:

«الله 
سطر 1 : بسم الله «أنا الأمير عبد الله» أكتبُ إليكما خريسطفورس 
وتیودوراكيوس عاملي هيراكليو بولس.
سطر 2: لإمداد المسلمين الذين معي أخذتُ 65 (خمسة وستين) شاة فقط 
في هيراكليوبولس. 
سطر 3: بلا زيادة، ولإيضاح ذلك حررت هذا الاقرار و كتبته أنا «حنا 
العمدة والشماس». في ۳۰ برموده من السنة الأولى من البريودس الأوّل. 
سطر 4: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أخذه عبد الله. 
سطر 5: ابن جابر وجنوده من الشاء المخصصة للذبح في هيراكليوبولس. 
أخذنا من هذه الشاء خمسين. 
سطر 6 : من نائب تيودوراکیوس الابن الثاني للأنبا كيروس ومن وکیل 
خريسطفورس أكبر أولاد الأنبا كيروس. ثم. 
سطر 7: خمس عشرة شاة أخرى أعطاها لتذبح لحاشيته في مراكبه وخیالته 
والراجلين المدرّعين. تحرّر في 
سطر 8: شهر جمادى الأولى من سنة اثنتين وعشرين. كتبه ابن حديد» 
وفي ظاهر الورقة مَا ترجمته: إشهادٌ لوضع الشَّاء تحت تصرّف المهاجرين 
وغيرهم، عند سفرهم بالنهر إلى الوجه القبلي. وأُعطيت هذه الشاء 
وسُلّمت بمقتضى الحساب خصمًا مِن المخصّصات في المدّةِ الأولى.

نصُّ الكتابةِ العربية التي بعد اليونانية 
- «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا مَا أخذ عبد الله .
- ابن جـٰبر وأصحـٰبه مِن الجزر مِن أهنـٰس أخذنا. 
- من خليفة ثدراق ابن أبو قير الأصغر ومن خليفة اصطفى ابن أبو قير 
الأكبر خمسين شاة. 
- من الجزر وخمس عشرة شاة أخرى أجزرها أصحـٰب سفنه وكتائبه 
وثقلاه في. 
- شهر جمادى من سنة اثنتين وعشرين وكتب ابن حديدو.»


[1]   [نشره جروهمان في كتابه برقم (16)، 1 / 31 وما بعدها. وهو محفوظ بدار الكتب المصرية، 
        بطاقة رقم (21). أما رقم (60) المذكور أعلاه فهو رقم الحفظ. انظر: الملحق، لوحة رقم (۲).]
[2]   [هو قُرّة بن شَريك بن مَرْثد بن حازم بن الحارث العَبْسي، تولى إمرة مصر من قبل الخليفة 
        الأموي الولید بن عبد الملك ، وكان أميرًا على الصلاة والخراج معًا، بداية من ربيع الأول سنة
        ۹۰هـ/ فبراير سنة ۷۹۸هـ، وحتى وفاته في ربيع الأول سنة 96هـ/ 6 ديسمبر سنة 714م.  
        انظر: ولاة مصر للكندي، ص 84-86؛ النجوم الزاهرة لابن تغري بردي، 217_220.=
        = وعن قرة بن شريك وبردياته، راجع: ولاية قرة بن شريك على مصر في ضوء الأوراق البردية
        لإبراهيم أحمد العدوي، المجلة التاريخية المصرية، مج ۱۱، القاهرة 1963م؛ برديات قرة بن 
        شريك العبسي لجاسر بن خليل أبو صفية.]
[3]   [ذكر جروهمان - أيضًا . في مقدمة كتابه (أوراق البردي العربية بدار الكتب المصرية)، 4/1  ، أنَّ
        درجَ البرديِّ، الذي كان يُصنع في دور البردي ثُمّ يتداول في أيدي الناس عن طريق التجارة،
        يتألفُ من عشرين ورقة ملصق بعضها ببعض.] 
[4]   [نسبة إلى إمبراطور الدولة الشرقية چوستنيان الأول (٥۲۷ - 565م)، وهو يعد أهم عمل
        قانوني شهدته أوربا في العصور الوسطى، وتقع أهميته في أنّه جمع مختلف أطراف القوانين 
        والتشريعات الرومانية - إمبراطورية وغير إمبراطورية - مع تبويبه و تنظیمه. انظر: أوربا العصور
        الوسطى لسعيد عبد الفتاح عاشور، ۲/ ۲۰1-۲۰۳.] 
[5]   [يبلغ عدد البرديات المكتوبة باللغة القبطية في دار الكتب المصرية 46 بردية .]
[6]   [يقصد المحاضر کتاب (الجامع في الحديث) لابن وهب.]
[7]   [من المدن القديمة، واسمها العربي القديم (وسيم)، تقع في الضفة الغربية من النيل، بمحافظة
        الجيزة. انظر: معجم البلدان، ٥/ ۳۷۷؛ الخطط التوفيقية لعلي مبارك، ۱۷/ ۱٦۲- ۱٦۳؛
        القاموس الجغرافي، ۲/ ۳/ ٥۷ - ٥۸.]
[8]   لعلها: فوّة والمزاحمتين. 
[9]   [يقصد المحاضر ببابل هنا بلاد العراق.] 
[10] [ذهب ابنُ دريد والجواليقي إلى أنّ كلمة (الطومار) دخيلةٌ معرّبة، بينها ذكر ابن سيده في
         (المخصص)، وابن منظور في (لسان العرب) إلى أنّها عربيّة؛ لأن سيبويه قد اعتدّ بها في الأبنية. 
         انظر: المخصص في اللغة لابن سيده، ۱۳ / ۸ ؛ والمعرب من الكلام الأعجمي للجواليقي، 
        ص۲۷۳؛ ولسان العرب، مادة (طمر). وقد نسبَ إليه العربُ أنواعًا من الأقلامِ، فذكروا: قلم 
        الطومار، ومختصر الطومار، وخفيف الطومار. انظر: صبح الأعشى للقلقشندي، ۳/ ٥۱ وما 
        بعدها.]
[11] [لعلَّ المحاضر يقصد هنا واحدةً من تلك الخطابات الرسمية التي كُتبت مِن قرة بن شريك وإليه
        في القرن الأول الهجري/ الثامن الميلادي.]
[12] [أي: إعادة استخدامها والكتابة عليها مرةً بعد مرّةً. وبالفعل فغالبًا ما يُكتب على البردية
         الواحدة - بل على الوجه الواحد - أكثر مِن نصٍّ، مِن غير وجود علاقة بين هذه النصوص، وهذا 
         مَا سيتحدث عنه المحاضر بعد قليل.]
[13] وُجِدَ نوعٌ مِن الورق القديم مكتوب عليه مرّتَيْنِ، وقد عرفه الإفرنج باسم (Palimpsest) 
[14] [يبلغ عدد قطع الرقوق بدار الكتب المصرية 58 قطعة، تشتملُ على 70 نصًّا.] 
[15] [المقصود. به هنا هو ما يُسمى (القباطي)، ومثله مثل (المهارق) وهي تلك الصحف البيضاء مِن
         القماش، وكانت من الحرير، حيث تُسقى بالصمغ وتُصقل ثم تُكتب عليها - غير أنَّ القباطي كانت 
         عبارة عن ثياب بیضاء رقيقة، كانت تُتخذ بمصر من الكتان؛ ومِن ثَمّ فإن نسبتها إلى (القبط)، وهم
         أهل مصر. انظر: المخطوط العربي لعبد الستار الحلوجي، ص۲۲، ۲٥.] 
[16] [من البلدان القديمة، واسمها القبطي Bousir ومنه اسمها العربي: أبو صير، وتوجد في مصر عدة
         بلاد بهذا الاسم، أشهرها ببني سويف، إلا أن المرجح أن المقصودة بالنص هي تلك الواقعة بمركز 
         سمنود بمحافظة الغربية، انظر: القاموس الجغرافي، 69/2/2.]
[17] [من المدن القديمة، قال عنها ياقوت: سمنود بلد من نواحي مصر جهة دمياط، مدينة أزلية على 
        ضفة النيل، وهي تتبع حاليًا محافظة الغربية. انظر: معجم البلدان، 254/3 ؛ القاموس 
        الجغرافي، 2/ 2/ 71-72 .] 
[18] [لا توجد بقسم البرديات بدار الكتب المصرية غير قطعة واحدة من النسيج، تشتمل على كشف
        حساب، وهي تحت رقم (4217).]
[19] Blous.
[20] [تحوي دار الوثائق القومية العديد من هذه اللفائف الوثائقية، التي يبلغ طولُها قريبًا ممّا ذكرَه
         المُحاضر.]
[21] Ostraca.
[22] [منها قطعةٌ من كتف جمل، مكتوب على وجهها قائمة بأسماء أشخاص، وهي تحت رقم
         (۱۸۸۷ تاریخ). انظر: الملحق، لوحة رقم (۳).] 
[23] [هي تحت رقم (۳۳۸ وثائق)، وقد كُتِبَ عليها - حفرًا - أول آيات سورة النجم . انظر: الملحق،
         لوحة رقم (4).]
[24] [فصّل القلقشندي في كتابه (صبح الأعشی)، 2/ 465 وما بعدها، الكلامَ عن صناعةِ المداد
         عند العرب، وجعله نوعين تبعًا للمادة المكتوب عليها. فذكر أنه إمّا أنْ يُصنع من العفص والزاج 
         والصمغ، ويسمى: الحبر المطبوخ أو الخبر الرأس، وهو ما يُناسب الرق. وإمّا أنْ يُصنع من حبر
         الدخان، فيناسب الورق، ولا يصلح للرق والجلود.] 
[25] [حفظت لنا دار الكتب قلمًا مِن هذه الأقلام، وهو مصنوعٌ من الخيزران المجوّف، أو ما يُسمى
         بـ (البوص)، وقد بُري من الجانبين. عُثِرَ عليه من خلال حفريات الفسطاط، وهو تحت رقم 
         (1896 م). انظر: الملحق، لوحة رقم (5). ]
[26] [انظر: تاريخ مصر ليوحنا النيقيوسي، ص ۲۲۰.] 
[27] [هي تحت رقم (558 PERF). انظر: الملحق، لوحة رقم (6).]


ملاحظة: النص المنشور أعلاه من كتاب: "محاضرات في أوراق البردي العربية" للدكتور أدولف جروهمان، ترجمة توفيق إسكاروس. النص منسوخ كما هو دون تعديل، عدا تجميع الهوامش في مكان واحد وللقيام بذلك توجب علي إعادة ترقيم الهوامش تصاعدياً.