الأربعاء، 31 مارس 2021

حرف الصاد من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

 من صفحة 305 حتى صفحة 306 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط).

حرف الصاد

صباب 
وردت في تحفة الإرشاد وفي الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الشرقية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين أن مكانها اليوم كفر أولاد وافي بأراضي ناحية كفر أبو جبل 
بمركز الزقازيق بمديرية الشرقية ويدل على ذلك حوض الصبابه رقم ٦ المجاور للكفر المذكور ثم ترعة 
الصبابة التي تمر بتلك الجهة .

صبيحة نخلة معن 
وردت في صبح الأعشى في الجزء الرابع عشر من محطات البريد بين مصر وغزة وقال ومن الناس 
من يقتصر على إحدى هذه الكلمات في تسميتها وهي بين قطيا والوراده .

صحن بركة الحاج 
ورد في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ أنها غيط من غير حيط من نواحي ولاية القليوبية .
وبالبحث تبين لي أن هذا الصحن يشمل الأراضي الواطئة التي كانت تغمرها المياه أغلب أيام 
السنة من صرف مياه الترع والأراضي المرتفعة بأراضي ناحية بركة الحاج ، والصحن معناه هنا البركة 
التي بها سميت بركة الحاج ولوقوع أراضي هذا الصحن في وسط أراضي ناحية البركة فقد أضيفت 
إليها في تاريع سنة ۱۲۷۳ هـ وأصبح حوض الصحن ضمن زمام ناحية البركة بمركز شبين القناطر 
بمديرية القليوبية .

صخرة أسيوط 
وردت في جغرافية أميلينو ص ۳۲٥ Petra en Siout قال ورد هذا الاسم في قصة حياة 
بولص الانصناوي فإنه بعد أن أقام مدة في جبل Terot Aschons انتقل إلى جبل Peschg-epohè 
ثم إلى جبل Mèrocit و بعد ذلك أتى مع رفيقه إلى صخرة أسيوط ثم قال ويجب التمييز بين جبل أسيوط 
وصخرة أسيوط التي هي موضوع هذا البحث إذ المقصود بذلك الجبل الغربي وما فيه من المدافن 
التي كان يأوي إليها بولص المذكور.

صرصنوف 
وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة من أعمال الشرقية وتكلمنا عنها في كفر الأعجر بمركز 
المنصورة . انظر جرجتوف .

صريده 
وردت في التحفة من أعمال المنوفية وفي المشترك من تحفة الإرشاد منية صرد بالمنوفية . انظر منية صرد .

صفط السلمون 
انظر صفيطه .

صفط اليمن 
وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بخط شبراخيت بولاية البحيرة .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وتوزع زمامها على نواحي زمزم والمناشله والكفر 
الجديد بمركز شبراخيت بمديرية البحيرة .

صفط جرادات 
وردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۹ هـ ضمن نواحي ولاية البحيرة . 

صفط عوام 
وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ضمن نواحي ولاية البهنساوية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت وألغيت وحدتها في سنة ۱۲۷۰ هـ وأضيف 
زمامها بأحواضها الواردة في التاريع إلى أراضي ناحية أبو العباس ( جلف سابقاً ) بمركز بني مزار 
بمديرية المنيا .

صفيطه 
وردت في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ بخط شابور بولاية البحيرة ، وفي تاج العروس سفط السلمون 
في الكفور الشاسعة .

صقيل والعَبَّارَه 
وردت في التحفة باسم صقيل والعياره من أعمال الفيومية وصوابه العباره بالباء الموحدة كما وردت 
في نسخة أخرى من التحفة ومحلها عزبة الطاحون الواقعة شمالي مصرف طاميه من توابع ناحية قصر 
رشوان بمركز سنورس .

صندفه 
انظر سندفا .

حرف الظاء من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 319 حتى صفحة 320 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط).

حرف الظاء 

ظاهرية بني عتبه 
وردت في معجم البلدان وفي التحفة نسخة معهد دمیاط باسم الظاهرية من كورة الجيزية ، 
وفي قوانين الدواوين باسم ظهرية بني عتبه وكانت واقعة في حوض الظهره رقم ۱٦ بأراضي الكوم 
الأحمر بمركز امبابه .

ظاهرية مسجد ميمون 
وردت في التحفة من أعمال الدقهلية والمرتاحية . 

ظهر البلاط 
بأراضي المنصورية بمركز امبابه . انظر الغائلة . 

ظهر الجمل 
ورد في التحفة من أعمال الغربية وورد في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ مع الشقة بولاية الغربية .
وفي تحفة الإرشاد ورد باسم ظهر الحمار من كفور سندلا وفي قوانين الدواوين ظهر الجمل 
ويعرف بظهر الحمار من أعمال الغربية .
وبالبحث تبين لي أن ظهر الجمل هو اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ثم ألغيت وحدته 
وأضيف زمامه إلى ناحية الشقة بمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية ويدل عليه حوض ظهر الجمل رقم ۲ 
بأراضي ناحية الشقة المذكورة .

ظهر الجمل 
ورد في التحفة من كفور شنشلمون من أعمال الشرقية .
وبالبحث تبين لي أن ظهر الجمل هو حوض زراعي ذو وحدة مالية ثم ألغيت وأضيف زمامه 
إلى ناحية كفر شلشلمون بمركز منيا القمح بمديرية الشرقية ويدل عليه حوض ظهر الجمل رقم ٤ 
بأراضي الناحية المذكورة .

ظهر الجمل 
ورد في التحفة من أعمال الأشمونين .
وبالبحث تبين لي أن ظهر الجمل هو اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية ألغيت وحدته 
وأضيف زمامه إلى ناحية بانوب ظهر الجمل بمركز ديروط بمديرية أسيوط ويدل عليه : 
( أولا ) حوض ظهر الجمال رقم ۱ بأراضي ناحية بانوب المذكورة . ( ثانيا ) نسبة هذه البلدة إليه 
وتسميتها بانوب ظهر الجمل.

ظهر بني آسن 
وردت في التحفة من أعمال الشرقية .
وبالبحث عنها تبين لي أنها اندثرت ويدل على مكانها اليوم حوض الضهرية رقم ۸ بأراضي 
ناحية الزوامل بمركز بلبيس بمديرية الشرقية و يقابله في شمال بحر الشبيني حوض الضهرية رقم ٦ 
بأراضي ناحية أنشاص الرمل بالمركز المذكور .

ظهر شماس 
في الجيزية من نسخة معهد دمياط . انظر كفر حكيم بمركز امبابه .

حرف الهاء من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 467 حتى صفحة 473 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط).

حرف الهاء

هابو 
قال أميلينو ص ۱۱۲ Djîmé وهي مدينة هابو التي كانت تشغل الجزء الواقع غربي النيل من 
مدينة Thèbes وقد وردت باسم Castrum Djîmé ويقابلها بالرومية Castrum Memnonia 
ولعل هذه التسمية ترجع إلى وجود تمثال ممنون بتلك الجهة .

هات است 
Hat Ist قال جوتیيه معناها قصر الإلآهة إيزيس وقال إن برش وضع اسم هذه الناحية في القسم 
الثالث الليبي وأما بروکش فتسبها إلى بهبيت الحجارة التي بمركز طلخا بمديرية الغربية .
وأقول إني أرجح رأی برش من جهة وضع اسم هذه القرية بالقسم الثالث الليبي بإقليم البحيرة 
وأن Hat Ist يطلق على القرية التي تعرف اليوم باسم دست ( دست الأشراف ) بمركز كوم حماده 
بمديرية البحيرة .

هات توت را 
Hat tout Ra قال جوتييه معناها قصر صورة الإلَه رع وهو اسم ناحية مقدسة للإلهة إيزيس 
بالوجه البحري محلها تل مصطاي بمركز قويسنا .
وأقول قياساً على ما ذكرته عند الكلام على Hat Kak وعلى Hat Tit من أن كلمة Hat 
تتحول عند التعريب إلى حرف دال إني أرجح أن Hat tout Ra هو الاسم المصري القديم للقرية 
التي تعرف اليوم باسم دهتوره إحدى قرى مركز زفتى المتاخم لمركز قويسنا .

هات تيت 
Hat tit قال جوتييه معناها قصر تيت مدينة بمصر الوسطى نسبها دارسي إلى طهطا ولكن 
يظهر كثيرا أنها كانت في الشمال ومن نواحي قسم أهناسيه المدينة .
وأقول إني أرجح أن Hat tit هو الاسم المصري القديم للقرية التي تعرف اليوم باسم دشطوط 
بمركز ببا بمديرية بني سويف وكانت قديماً من قرى قسم أهناس وسماها العرب دحطوط ثم حرفت 
إلى دشطوط وهذه الأوضاع تؤيد نظريتنا في تحويل Hat إلى دال كما ذكرنا في Hat Kal

هات سهوبت 
قال جوتييه إنها مدينة في القسم العاشر بالوجه القبلي الذي كانت قاعدته كوم أشقاو وقد نسبها 
بروکش إلى ناحية صدفا التي بمركز أبو تيج باعتبار أنها هي ناحية Hisopis المذكورة في خط سير
أنتونين و باعتبار أنها من القسم العاشر المذكور، واسمها المصري المدني Tbti ولم يبد المؤلف رأيه بشأن 
هذه البلدة .
وأقول بالبحث تبين لي أن البلدة التي اسمها المصري الديني Hat sehopt والمصري المدني Tbti 
والرومي Hisopis هي مدينة طهطا قاعدة المركز المسمى باسمها بمديرية جرجا لأن Hisopis ذكرت 
في خط سير أنتونين بعد کوم اشقاو إلى الجنوب وصدفا في الشمال لم تكن في القسم العاشر الذي 
كانت قاعدته كوم اشقاو Aphroditopolis ولأن الاسم المصري Tbti ليس فيه شيء من حروف 
صدفا ولكن فيه حرفي الطاء في طهطا .

هات شات وهات شاو 
Hat chât et Hat châou قال جوتييه معناها قصر الرمال ثم قال إنها قلعة أقامها الملك 
منفطه على حدود الصحراء الليبية لمنع غارات عرب البدو القادمين من جهة الغرب وقال إن دارسي 
وضعها في واحة سيوه وجاردنر وضعها بالقرب من حدود مصر في نواحی مریوط .
وأقول إنى أرجح أن هذين الاسمين يطلقان على ناحيتي درشا ودرش و المذكورتين معاً في كتاب 
التحفة السنية من أعمال حوف رمسيس بإقليم البحيرة ومحلها الآن ناحية درشاي الواقعة على حدود 
الصحراء الليبية بمركز الدلنجات بمديرية البحيرة .

هات كاك 
Hat kak قال جوتييه مدينة بمصر الوسطى نسبها دارسي إلى ناحية العجاجيه الواقعة على بعد 
عشرين كيلو متراً شمال سوهاج والمؤلف لم يذكر رأيه بشأنها .
وأقول : ( أولا ) إن العجاجيه هو اسم عربي منسوب إلى من يدعى عجاج وأن قرية العجاجيه 
تعرف اليوم باسم الشيخ مكرم بمركز سوهاج وهي في شمال سوهاج على بعد خمس كيلو مترات 
وليس على بعد ۲۰ کیلومتراً .
( ثانياً ) تبين لي من البحث أن Hat kak هي القرية التي تعرف اليوم باسم ادقاق بمركز بني مزار 
بمديرية المنيا حيث مصر الوسطى وهي من البلاد المصرية القديمة .
والذي يؤيد هذا الإرجاع هو أني لاحظت أن كلمة Hat تتحول في الأسماء المعربة إلى حرف 
دال مثال ذلك Hat lst هي الآن دست و Hat chàt و Hat chou هما در شا ودرشو وهذه 
Hat hàk هي ادقاق التي بمصر الوسطى .

هات نبا 
قال جوتييه Hat nbâ اسم مدينة أو معبد في النوبة السفلى مخصص لعبادة الإله هاتور ومعناها 
قصر اللهب أو النار ولم يرجعها إلى اسمها الحالي .
وأقول بالبحث تبين لي أن هذه الناحية هي التي تعرف اليوم باسم عنيبه قاعدة مركز الدر بمديرية
أسوان .

هات نترساو 
Hat ntr Saou قال جوتييه معناها معبد ساو ويظهر أنه كان بناحية Hka التي بقسم 
الأشمونين .
وأقول بالبحث تبين أن هذا المعبد كان قائماً بقرية ساو إحدى قرى إقليم الأشمونين ولا تزال 
موجودة باسمها المذكور ضمن قرى مركز ديروط بمديرية أسيوط .

هبنو 
Thebnou ذكرها جوتييه في قاموسه وقال إنها كانت قاعدة القسم السادس عشر من أقسام 
الصعيد وهو قسم L'Oryx وقد قال المسيو ماسبرو بأن محلها اليوم مدينة المنيا قاعدة مديرية المنيا وقال المسيو بروکش بأن محلها قرية زاوية الأموات بمركز المنيا .
وقال المستر برستد بأن محلها قرية هور بمركز ملوي وقال المسيو دارسي بأن محلها آثار العنبجه 
بأراضي أبوقرقاص جنوبي المنيا وقال المسيو جوتييه إن محلها الكوم الأحمر الواقع في الجهة الجنوبية 
من أراضي زاوية الأموات .
وأقول إن المسيو جوتييه هو الذي أصاب المرمي و رأيه هو الصحيح وأضيف إلى ذلك ما يأتي :
( أولا ) أن أطلال مدينة هبنو Hebnou تقع شرقي النيل بحوض الكوم الأحمر رقم ۱۹ بأراضي 
ناحية المطاهرة البحرية وفي النهاية الجنوبية من أراضي ناحية زاوية الأموات بمركز المنيا .
( ثانية ) أن هبنو هي التي سماها العرب حَفْن Hafn وردت في معجم البلدان لياقوت بأنها من 
قری كورة أنصنا بصعيد مصر ومن هذه القرية ماريه القبطية التي أهداها المقوقس والي مصر إلى 
النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورزق منها بابنه ابراهيم رضوان الله عليه .

هتيم 
وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحي ولاية القوصية .
وبالبحث تبين لي أن وحدتها ألغيت من سنة ۱۲٦۰ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية الأوسط سمهود 
بمركز نجع حمادي بمديرية قنا ولا تزال هذه القرية موجودة ومعروفة باسم نجع كوم هتيم من توابع 
ناحية الأوسط سمهود المذكورة .

هراکلیوس 
وردت في كتاب جغرافية أميلينو ص ۱۹٦ Héracleus قال إن شامبليون هو الذي عرف 
هذا الاسم وذكره في مؤلفه باسم Heracléopolis Parva قال وهي غير مدينة أهناس التي 
اسم هراقليوبوليس مجنا وأرجعها إلى مدينة Séthron التي وردت في كشف الأسقفيات هكذا 
سرمن = Sethroitou = Tepsoter ثم قال إنها وردت في كشف مجلس مدينة إيفيز باسم
Sastroitis .

هرت 
انظر تارادوس .

هرو نفر 
Hrou nfr قال جوتييه إنها مدينة ومعناها الأيام الطيبة يعني يوم العيد وقال إن بروکش 
وضعها في منطقة بسطه .
وأقول إني أرجح أن Hrou nfr هو الاسم المصري لقرية لا تزال موجودة وهي التي تعرف اليوم 
باسم هرية رزنه بمركز الزقازيق بمديرية الشرقية . وهي قريبة من تل بسطه حيث وضعها بروکش 
في منطقة بسطه وقد أضيف إليها اسم رزنه تمييزاً لها من بلدة أخرى قديمة كانت تسمى هرية الغربية 
وتعرف اليوم باسم بنايوس بمركز الزقازيق وتتاخم هریه رزنه من الجهة الغربية .

هروی 
Horoui قال جوتييه هو اسم القنال الذي كان يروي القسم التاسع وهو قسم شباس .
وأقول إن هذا القنال كان ينسب إلى قرية تسمي الهرويه وردت في قوانين الدواوين من أعمال 
الغربية.
وبالبحث تبين لي أن هذه القرية كانت واقعة بأراضي سنهور المدينة و زالت ولا يزال يوجد 
ترعة باسم الهرويه تروي أطيان ناحيتي شباس الشهداء وسنهور المدينة بمركز دسوق بمديرية الغربية .

هَقَرو 
وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الأشمونين ، ووردت في قوانين ابن مماتي با سیم هفورو من 
كورة الأشمونين .

هلبا سويد 
ورد في الخطط التوفيقية ( ص ۲۰ ج ۱۷ ) أنها قرية من أعمال بلبيس في ناحية الحاجر 
بمديرية الشرقية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها تعرف اليوم بكفر السوايده الواقع بحوض الرملية رقم ۲ 
بأراضي ناحية كفر عياد كريم بمركز أبو حماد بمديرية الشرقية .

هنت سمارا 
Hent Smara قال جوتييه إنه اسم القنال الذي كان يمر بأراضي القسم السابع عشر بالوجه 
البحري وهو قسم بيرمون .
وأقول بالبحث تبين لي أن هذا القنال لايزال موجوداً ولا يزال يعرف باسم بحر السمار الذي يأخذ 
من بحر بسنديله بمركز شربين الذي كان يعرف قديماً باسم قسم بيرمون ، و بيرمون هذه قد زالت 
ومحلها اليوم تل البلامان بأراضي كفر الترعة القديم بمركز شربين .

هنشور 
وردت في التحفة باسم هبشور مع بطاس من أعمال البهنساوية وصواب اسمها هنشور كما وردت 
في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال البهنساوية ، ووردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ باسم هناشور 
بولاية البهنساوية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها عزبة الأوقاف من توابع ناحية صندفا 
بمركز بني مزار بمديرية المنيا .

ههو 
Hehou قال جوتييه إنها ناحية مصرية غير معينة .
وأقول إنى أرجح أن Hehou هو الاسم المصرى لقرية لا تزال موجودة وهي التي تعرف اليوم 
باسم ههيا قاعدة المركز المسمی بها بمديرية الشرقية .

هواره القبلية 
وردت في التحفة مع هوارة البحرية من أعمال الفيومية ووردت في تاريخ الفيوم وبلاده باسم 
هواره دموشيه .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومحاها عزبة على فراج من توابع ناحية هواره 
البحرية المعروفة الآن بهواره المقطع بمركز الفيوم بمديرية الفيوم .

هور سيسيوس 
انظر أو رسیسیوس .

هورن 
Hourn قال جوتييه إنها مدينة بالوجه البحري بقسم بوصير نسبها بروکش إلى قرية ميت الحارون 
التي بمركز زفتى .
وأقول إن ميت الحارون هو اسم عربي صوابه منية الحارون والحارون اسم رجل عربي نسبت 
إليه هذه المنية .
وأما Hourn فهو اسم بلدة قديمة كانت تابعة قديماً لقسم بوصير ولا تزال هذه البلدة موجودة 
وتعرف اليوم باسم هورين بمركز السنطة بمديرية الغربية .

هورین بُهُرْمُس 
وردت في تحفة الإرشاد وفي التحفة وفي مشترك قوانين الدواوين في حرف الهاء باسم هورین 
بهرمس من أعمال الغربية ثم وردت في مشترك قوانين الدواوين في حرف الباء وفي تاج العروس باسم 
بهرمس أي بحذف الصدر والاكتفاء بالعجز من أعمال الغربية أيضاً ثم وردت في دفتر تاریع سسنة 
۱۲۲۸ هـ باسم بهرمس بخط أبو صير بولاية الغربية .
وورد في كتاب وقف الملك الأشرف برسباي المحرر في سنة ٨٤١ هـ ما يفيد بأن أراضي هورين 
بهرمس يحدها من الشرق أراضي ناحية محلة البرج ومن الشمال أراضي ناحية سندسيس .
وبالبحث عن موقع هذه الناحية تبين لي أنها اندثرت من قديم و بقی زمامها مقيداً في دفاتر 
الأموال باسم بهرمس وفي سنة ۱۲٦۰ هـ ألغيت وحدة هذه الناحية وأضيف زمامها إلى مدينة 
المحلة الكبرى قاعدة مركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية وأن زمام بهرمس المذكورة يشغل القسم البحري 
من أراضي ناحية المحلة الكبرى بينها وبين أراضي ناحيتي محلة البرج وسندسيس كما ورد في كتاب 
الوقف السابق ذكره .
وذكر جوتييه في قاموسه بلدة باسم Hourn وقال إنها مدينة بالوجه البحرى بقسم بوصير وهذا 
يتفق مع ما ورد في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ كما ذكرنا ثم قال إن الأستاذ بروکش نسبها إلى قرية ميت 
الحارون التي بمركز زفتى .
وأقول إن هذه النسبة جاءت من تشابه حروف الحارون اللاتينية بحروف هورن المصرية وهي 
نسبة بعيدة عن الصواب لأن منية الحارون اسم عربي والحارون هنا التي معناها الجامح لقب 
الشخص المنسوب إليه هذه البلدة وكان اسمها القديم البيضاء ,
والصواب أن مدينة هورن المصرية القديمة التي كانت بقسم أبو صير هي هورین بهرمس هذه 
التي اندثرت وأضيف زمامها إلى مدينة المحلة الكبرى كما ذكرنا .
وهورين هذه بخلاف هورين تطايه إحدى قرى مركز السنطه بمديرية الغربية والتي تقع على 
بعد عشرة كيلو مترات غربي ناحية منية الحارون السابق ذكرها .

هوشات 
في دليل سنة ۱۲۲٤ هـ بولاية الغربية ولعلها منيل الهويشات . 

هيراقليوبوليس 
وردت في كتب التاريخ بأنها كانت في شرق الدلتا .
وبالبحث تبين أنها اندثرت ومكانها تل السهريج أو تل عمد شرقي تل سنهور إلى الجنوب قليلا 
بمسافة ثمانية كيلومترات وفي الشمال الشرقي لتل الجن بمسافة ستة كيلومترات بأراضي ناحية قصاصين 
الشرق بمركز فاقوس بمديرية الشرقية .

هيراكونبوليس 
وردت في كتب التاريخ بأنها كانت واقعة على الجانب الغربي للنيل تجاه مدينة نخب وهي
الكاب.
وبالبحث عن هذه المدينة تبين أنها اندثرت ويعرف مكانها بالكوم الأحمر وعليه الآن عزبة 
عبد الصادق إبراهيم المعروفة بعزبة الكوم الأحمر الواقعة بجوار حاجر الجبل الغربي وهي من توابع 
ناحية البصلية قبلي بمركز إدفو بمديرية أسوان .

هيروبوليس 
انظر الخشبي .

هَیُور 
ورد في مباهج الفكر أنها من أعمال الأسيوطية .

الثلاثاء، 30 مارس 2021

حرف الذال من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 264 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط). 

حرف الذال 

ذات الاسم 
انظر أبرد . 

ذات الحمام 
انظر الحمام بالقسم الشرقي - مرسى مطروح . 

ذات الساحل 
وردت في تحفة الإرشاد من الأعمال الجيزية وهى بخلاف ذات الكوم . 

ذات الساحل 
وردت في أحسن التقاسيم بين الفرما والعريش بأرض مصر . 

ذات الصفا 
وردت في التحفة من الأعمال الفيومية . 

ذات مَیَّل 
وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية . 

ذنب التمساح 
وردت في التحفة مع ناحية البراقي ( البرقي مركز الفشن ) من الأعمال البهنساوية . 
ووردت في دفتر المقاطعات سنة ۱۰۷۱ هـ باسم تمساح بولاية البهنساوية . 

ذنب التمساح 
وردت في تحفة الإرشاد وفي قوانين الدواوين من أعمال الجيزية .
وبالبحث عن مكان هذه الناحية تبين لي أنه اسم حوض زراعي ذي وحدة مالية يعرف اليوم 
باسم حوض ضهر التمساح رقم ۷ بأراضي ناحية بهرمس بمركز امبابه بمديرية الجيزة .

الاثنين، 29 مارس 2021

حرف الغين من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 341 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط). 

حرف الغين 

غابة باجه 
وردت في تاريخ الفيوم وبلاده بأنها بلدة متوسطة قبلي مدينة الفيوم على بعد مشوار فرس وهي 
جارتان قبلية وبحرية يشق بينهما بحر دلیه .
ووردت في التحفة قال وتعرف بمنشاة الربيعيين من أعمال الفيومية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة السبله من توابع مدينة 
الفيوم بمديرية الفيوم .

غزاله 
وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة في حوف رمسيس . 

غزالة أشكر 
انظر غزاله بمركز فاقوس .

غُلميه 
وردت في تحفة الإرشاد من الكفور الشاسعة في حوف رمسيس . 

غيط البشطمير 
ورد في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ ضمن نواحي ولاية الدقهلية غيط من غير حيط وقد استمر هذا 
الغيط معتبراً وحدة مالية إلى سنة ۱۹۰۲ التي عملت فيها مساحة مديرية الدقهلية ثم ألغيت 
وحدته بقرار في ١٧ مارس سنة ۱۹۰۳ وأضيف زمامه إلى أراضي مدينة المنصورة قاعدة مديرية 
الدقهلية ولا يزال يذكر اسمه مع المنصورة باسم المنصورة وتوابعها ويدل على مكانه حوض البشطمير 
رقم ۹ بأراضي المنصورة .

غيط الملك 
ورد في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ من نواحي ولاية الأشمونين وأنه كان غيطاً من غير حيط .
وبالبحث عن هذا الغيط تبين لي أنه كان وحدة مالية ثم ألغيت في سنة ۱۲٤٥ هـ وأضيف 
زمامها إلى ناحية زهره بمركز المنيا بمديرية المنيا ويدل على مكانه حوض الملك رقم ۱٦ بأراضي 
الناحية المذكورة .

حرف الفاء من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 342 حتى صفحة 344 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط).

حرف الفاء 

فاران 
وردت في معجم البلدان من كور الشرقية قال وهي والطور كورتان مجاورتان ، ووردت 
في التحفة من أعمال مصر الشرقية .
وتكلم عنها المقريزي في خططه ( ص ۱۸۸ ج ۱) باسم مدينة فاران فقال إنها بساحل بحر 
القلزم على مرحلة واحدة من هذا الساحل الذي يقال له ساحل بحر فاران و بين فاران والتيه مرحلتان 
وتقع فاران على تل بين جبلين وكانت من جملة مداین مدین وهي والطور كورتان من کور مصر 
القبلية وبها نخل کثیر و بها نهر عظيم وهي خراب يمر بها العربان وهي غير فاران المذكورة في التوراة 
فتلك اسم لجبال مكة وقيل اسم لجبال الحجاز .
وبالبحث عن فاران مصر تبين لي أنها اندثرت وكانت واقعة في وادي فاران الذي يعرف اليوم 
بوادي فيران بين سلسلة جبال طور سينا في قسم سينا الجنوبي على بعد ٥٥ کیلومتراً على خط 
مستقيم في شمال بلدة الطور وعلى بعد ٤٥ كيلو متراً شرقي راس شراتيب الواقع على خليج السويس .
وبوادي فاران عين فاران وهي من عيون الماء العذب يستقي منها من يمر بتلك الجهة .

فانو 
وردت في التحفة من أعمال الفيومية مع نقلیفه . انظر السيلين مركز سنورس .

فتونتيس 
Fthonthis ذكرها جوتييه في قاموسه وقال إنها مدينة واقعة تجاه كوم امبو على الشاطئ الغربي 
للنيل واسمها المصرى Per khont ولم يرجعها إلى اسمها الحالي .
وأقول لا يوجد أمام كوم امبو على الشاطئ الغربي للنيل إلا قرية بنبان وهي من القرى القديمة ، 
ويحتمل أن يكون Fthonthis هو اسمها الرومي و Per Khont هو اسمها المصري وهي اليوم إحدى 
قرى مركز أسوان بمديرية أسوان .

فخنه 
وردت في جغرافية أميلينو ص Fakhnah ۱۷٦ قال وهي على بعد ميل من فاو ، وقد اختفت 
من مصر من سنة ۱۳۷٦ م .

فخیت 
وردت في جغرافية أميلينو ص ۳٤۰ Phkhit قال إنها اسم بحيرة وترعة في قسم منفيس وردت 
في حدود عقد يفيد أنها بجوار الجبل .

فراقس 
ورد في تاج العروس أنها جزيرة بالصعيد ولعلها جزيرة كراكوش التي هي ناحية جراجوس 
بمركز قوص وصوابها قراقص . انظر قرقصه . 

فرص 
وردت في كشف سنة ۱۸۷۷ ضمن نواحي قسم حلفا بمديرية إسنا . 
ووردت في إحصاء سنة ۱۸۹۷ من نواحي مرکز حلفا بمديرية الحدود ( أسوان ).
وبناء على الاتفاق المبرم بين الحكومتين المصرية والانجليزية في سنة ۱۸۹۹ بخصوص فصل 
السودان عن مصر فصلت هذه البلاد عن البلاد المصرية وألحقت بالسودان المصري ، وعلى ذلك 
حذف اسمها من جداول البلاد المصرية .

فروجه 
وردت في التحفة من نواحي الجفار بالقرب من قُطيّه .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها كانت واقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ، وقد 
اندثرت ومكانها اليوم آثار قلعة قديمة تعرف بقلعة أم مفرج شرقي بورسعيد على بعد عشرين كيلو مترا .

فزاره 
انظر فزاره بالقرية بمركز طهطا . 

فطيره 
وردت في التحفة من أعمال الشرقية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين لي أنها اندثرت ومكانها اليوم عزبة محمد عبد المعبود الشهيرة 
بعزبة فطيره بحوض فطيره رقم ۱ بأراضى ناحية الطويله بمركز فاقوس .

فليبيسو 
وردت في جغرافية أميلينو ص ۳۳٥ Phélébiso قال إنه وجد هذا الاسم في كشف الأسقفيات 
بغیر مرجع إلى اسم آخر وهو يشبه اسم بلبيس ولكنه لا يظن أنه ينطبق عليها .

فنيبُّو وفنيبي 
وردت في جغرافية أميلينو ص ۳۲٦ Phainippon قال إنها وردت في ورقة بردية من مجموعة 
الأرشيدوق رینر ولم يستدل على موقعها ثم ذكر اسم Phnebi وقال إنه اسم قرية قريب من الاسم 
الأول ويشبه أن تكون من قرى الفيوم ولم يستدل على موقعها . 

فوخ 
وردت في التحفة والانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الغربية . 

فيلادلفيا 
هي من المدن القديمة التي أنشئت باقليم الفيوم في عهد دولة البطالسة أنشأها بطليموس الثاني 
فيلادلف في الشمال الشرقي من إقليم الفيوم على رأس الطريق الموصلة بين هذا الإقليم و بين النيل 
وهي المعروفة بطريق جرزه .
وبالبحث عن مكان هذه المدينة تبين لي أنها قد اندثرت ولم يبق من آثارها إلا بعض مبان 
قديمة باللبن تعرف بكوم الخرابه الكبير شرقي ترعة وهبي بمديرية الفيوم في أول درب جرزه الموصل 
بين إقليم الفيوم وجرزه التي بمركز العياط بمديرية الجيزة .

فيلوتریس 
هي من المدن القديمة التي أنشئت باقليم الفيوم في عهد دولة البطالسة .
وبالبحث عن هذه المدينة تبين لي أنها اندثرت ويعرف مكانها اليوم باسم مدينة واطفه 
في الجنوب الشرقي لناحية قارون بمركز أبشواي بمديرية الفيوم وعلى بعد خمسة كيلو مترات من قرية 
قارون في حدود الصحراء .

فيليبسو 
انظر فليبسو .

فيليه 
انظر بلاق و بیلاق .

حرف اللام من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 401 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط). 

حرف اللام

لَبْنی 
وردت في تحفة الإرشاد من أعمال الشرقية و وردت في التحفة لبنا مع لبينه من أعمال الشرقية .
وبالبحث عن هذه القرية تبين : ( أولا ) أنها مبينة على خريطة الحملة الفرنسية رسم سنة ۱۸۰۰ 
باسم الابنه . ( ثانيا ) أنه مذكور في تاريع سنة ۱۲۲۸ هـ حوض الابنه ضمن أحواض ناحية دوار
جهينه ، ( ثالثا ) أن لبنى مكانها اليوم كفر الشنایطه من توابع ناحية دوار جهينه بمركز فاقوس بمديرية 
الشرقية .

لُك 
وردت في معجم البلدان أنها من نواحي برقة بين الاسكندرية وطرابلس .

لَهُو 
وردت في تحفة الإرشاد من أعمال المرتاحية .
وأرجح أن صواب هذا الاسم بهو وهي بلدة البهو (مركز أجا) التي وردت في تحفة الإرشاد كذلك 
من أعمال المرتاحية، ولأن اسمها المصري Bahu .

لوبيه 
وردت في معجم البلدان أنها مدينة بين الاسكندرية وبرقة كان يطلق اسمها قديماً على قارة 
إفريقية .

لوليه 
زالت وأضيف زمامها إلى محلة دمنه بمركز المنصورة .

حرف الواو من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 474 حتى صفحة 475 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط).

حرف الواو 

وادي السدير 
ورد في الانتصار وقوانين الدواوين من أعمال الشرقية وورد في التحفة محرفاً باسم وادي السرير .
وقال ياقوت في معجم البلدان السدير العشب وقيل سمي السدير لكثرة سواده وشجره ثم قال 
والسدير أيضاً مستنقع المساء وغيضة في أرض مصر بين العباسة والخشبي تنصب فيه فضلات النيل 
إذا زاد واكتفى به أطلق إلى هذا الموضع فيستنقع فيه طول العام . وهو أول ما يلقى القاصد من الشام 
إلى مصر.
وبالبحث تبين لي أن هذا الوادي هو الذي ورد في التوراة باسم وادي جاسان ثم سماه العرب 
وادي السدير لكثرة سواده وشجره ويعرف اليوم بوادي الطميلات نسبة إلى جماعة من العرب يقال لهم 
عرب الطمیلات نزلوا في هذا الوادي واستوطنوه فعرف بهم وبعضهم يسميه وادی طوميلات كما هو 
مبين على خريطة مصر الحالية .
ويشتمل هذا الوادي الآن على العباسه والضاهريه والتل الكبير والقصاصين والمحسمه وكلها 
تابعة لمركز أبو حماد بمديرية الشرقية وإليه ينسب أراضي تفتيش الوادي التابع لوزارة الأوقاف 
العمومية .
ولا يزال يوجد إلى اليوم في هذا الوادي قطع مستنقعة ومنتشرة بين أراضيه الز راعية . 

وادي حلفا 
ويقال لها التوفيقية وهي قاعدة مديرية وادي حلفا . وكانت تسمى قديماً دبروسه لأنها تجاور 
قرية قديمة اسمها دبروسه .

وادی هُبَيْب 
ورد في معجم البلدان وقال إنه ينسب إلى هبيب بن مُغْفَل الغفاري الصحابي وفي الخطط 
المقريزية قال وادي هبيب وهو وادي النطرون ويعرف ببرية شيهات وببرية الأسقيط وبمیزان 
القلوب وبه عدة أديرة ، وورد في الانتصار محرفاً باسم وادي هيت من أعمال البحيرة وورد كذلك 
في التحفة محرفاً باسم وادي هبيت قال وهو من مرعي الأغنام والجاموس باسم العربان قديماً وحديثاً 
من أعمال البحيرة .
وهذا الوادي هو المعروف بوادي النطرون حيث يستخرج من بعض بركه النطرون المعروف 
في الصباغة والدباغة وهو يقع غرب الدلتا جنوبي مديرية البحيرة والوصول إليه إما عن طريق 
الاسكندرية البري أو من محطة الطرانه بالسكة الحديدية .

ودیعه 
ورد في الخطط التوفيقية ( ص ٥۷ ج ۱۷ ) أنها خطة في قسم سوهاج بمديرية جرجا واقعة 
في سفح الجبل الغربي وما يليه من أراضي المزارع جنوب جهينه ومن أشهر قراها البطاح وبني وشاح 
وبهته والعمور والوقده والغريزات بمركز سوهاج .
ووديعه بطن من العرب نزلوا في هذه الخطة واستوطنوا بها فعرفت بهم .

وقف ابرك 
وردت في تاريع سنة ۱۲۳۰ هـ ضمن نواحي البهنساوية .
وبالبحث تبين أن هذا الاسم كان يطلق على أرض زراعية ذات وحدة مالية ثم ألغيت وحدتها 
في سنة ۱۲٥٤ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية سدمنت الجبل بمركز بني سويف بمديرية بني سويف 
ويدل على مكانها حوض الوقف بالناحية المذكورة .

وقف علي بك 
وردت في تاريع سنة ۱۲۳۱ هـ ضمن نواحي ولاية جرجا .
وبالبحث تبين لي أن هذا الاسم كان يطلق على أرض زراعية ذات وحدة مالية ثم ألغيت 
وحدتها في سنة ۱۲۷۷ هـ وأضيف زمامها إلى ناحية المجابره بمركز جرجا بمديرية جرجا .

الأحد، 28 مارس 2021

حرف الياء من القاموس الجغرافي - القسم الأول البلاد المندرسة

من صفحة 476 من كتاب القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945، وضعه وحققه وعلق عليه محمد رمزي المفتش السابق بوزارة المالية،  القسم الأول - البلاد المندرسة، القاهرة مطبعة دار الكتب المصرية 1953 - 1954 (رابط).

حرف الياء

یاطس 
وردت في التحفة من أعمال البحيرة .
وبالبحث تبين لي أنها اندثرت ومكانها عزبة كوم یاطس من توابع ناحية نظارة بويط بمركز 
المحمودية بمديرية البحيرة وهذه العزبة واقعة بحوض نفره رقم ٤ على الجسر الشرقي لمصرف 
إتياي البارود قرب الزاوية التي يتلاقى فيها بمصرف شبراخيت .

انظر نظارة بويط بمركز المحمودية .

ياق 
وردت في كتاب فتوح مصر قرية كانت بمصر عند أم دنين ودنت المباحث على أن ياق هو 
الاسم الأصلي لقرية كوم الريش وهي الزاوية الحمراء. انظر كوم الريش .

ياقوته 
وردت في كتب الآثار من البلاد القديمة في الفيوم . 

يو همير يا 
ورد في كتب الآثار أنها من البلاد القديمة بالفيوم .
وبالبحث عنها تبين أنها من المدن المندرسة ومكانها يعرف اليوم باسم تل البنات الواقع على بحر 
قارون وعلى بعد ۱۲ کیلومتر في الجنوب الشرقي لقرية قصر قارون بأراضي ناحية المشرك بمركز 
أبشواي بمديرية الفيوم .

تاريخ دمياط منذ أقدم العصور - آثار دمياط ومساجدها وبعض معالمها التاريخية

مسجد المتبولي
مسجد المتبولي



سوق الحسبة  :

وهو أسم لم يزل يطلق على أحد شوارع دمياط . و كانت الحسبة في بعض 
العصور الأسلامية وظيفة يتولاها مراقب يسمى « المحتسب » . ومعنى الحسبة ، الأمر 
بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنع الغش والتدليس ، والمحافظة على الأمانة والآداب 
العامة . فكان يتولى هذه الوظيفة عادة أحد القضاة أو الفقهاء الملمين بالأحكام 
الشرعية ، لمراقبة الموازين والمكاييل ، وكانت له دار خاصة ، يدعو إليها الباعة 
ومعهم موازينهم وصنجهم ومكاييلهم . فأذا وجد بها خللا صادرها أو ألزم صاحبها 
بأصلاحها . كما كان عليه أن يمر بالسوق لمراقبة الأطعمة والمشروبات و الملابس 
ونحوها . والكشف عن الغش والمحرمات ، كما كان عليه أن يختم اللحوم في حوانيت 
الجزارة ، ويفتش على نظافة السقائين وماء القرب ، وحمولة السفن أو الدواب التي 
تزيد عن الطاقة .

وكانت الحسبة معروفة منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام . وكان يقوم بها 
بنفسه ويشرك غيره فيها . كما كان يولي عمر بن الخطاب بعض الرجال والنساء في هذه 
الوظيفة . التي ظلت في معظم العصور الاسلامية .

الخانات والوكائل :
لم يزل بدمياط بعض تلك الخانات القديمة ، ولو أن أكثرها تهدم . ثم زال ، 
وذلك القليل الباقي خرب وآل أيضا إلى الزوال . وكان يطلق على تلك « الوکائل » 
أسماء تميزها ، فكانت هناك وكالة الصابون، ووكالة الأرز ، ووكالة خفاجة ووكالة 
الشوربجي والخان ... وغيرها من الأسماء ...

والخان لفظة تركية ، و بالفارسية خانة ، بمعنى المحل أو الفندق أو الحانة . ولم 
يزل بالقاهرة ورشيد وغيرهما بعض تلك الخانات القديمة . فكان ينزل بها المسافرون 
والملاحون والتجار الغرباء القادمون بمراكبهم إلى المدينة . وكانت بها حوانيت 
ومطاعم ومشارب و « حواصل » .

وكان يقوم على جانبي شارع « الخمس » بدمياط إلى عهد قريب ، صفان من هذه 
الوكائل والخانات . كما كان يرى بالقرب من شاطى النيل بجوار دار المحافظة القديمة 
بناء كبير عتیق ، مستطيل الشكل في ثلاثة طباق، ولنوافذه الكثيرة مشربیات خشبية، 
وفي أسفله « حواصل » أو مخازن كانت تمتلىء بخيرات البلاد القريبة والبعيدة .

وكانت خانات دمياط قائمة منذ عصور المماليك. ونزل ببعضها جنود نابليون وهاجمهم 
هناك أهل الشعرا ... وكان بعضها يحمل فوق بابه الخشبي الضخم لوحات من الرخام 
نقش عليها تاريخ بنائه ، كما كانت تعلو باب الخان المجاور لدار المحافظة ، وقد هدم 
منذ عهد قريب ، لوحة من الرخام عليها خمسة أبيات منظومة باللغة التركية . وكان تابعاً 
لوزارة الأوقاف كما كان وقفاً للحرمین .

ويتحدث المقريزى في القرن الخامس عشر عن تلك الوكائل : « ... وهذه الوكالة 
في معنى الفنادق والخانات ، ينزلها التجار ببضائع بلاد الشام من الزيت والشيرج 
والصابون والدبس والفستق و الجوز واللوز والخروب والرب ونحو ذلك ... » كما 
يقول عن إحدى وكائل القاهرة المسماة وكالة قوصون ، والشبيهة بوكائل دمياط : 
« ... فأخربها وما جاورها الأمير قوصون ، وجعلها فندقاً كبيراً إلى الغاية . و بدائره 
عدة مخازن، وشرط أن لا يؤجر كل مخزن إلا بخمسة دراهم من غير زيادة ، ويعلو هذه 
الوكالة رباع تشتمل على ثلثمائة وستين بيتا ، أدركناها عامرة كلها ... »

وكان الكتان يباع بكميات كبيرة في خانات دمياط في القرون الوسطى
وشاهد السائح سافاري وکائل دمياط عام ۱۷۷۹ فكتب عنها : « إن الأسواق 
خاصة بالبضاعة ، والوكائل والخانات رحيبة كمثيلاتها ببولاق . وهي تجمع في أروقتها 
أقمشة الهند ، وحرير لبنان ، وكذا الملح وأكوام الأرز ، مما يدل على أنها بلدة 
تجارية .. »

وكذلك يقول الرحالة فولني عام ۱۷۸۳ : « يلجأ التجار الأوربيون وأتباعهم إلى 
خانهم ، فأذا فشا الطاعون الذي يفد من أزمير أو الأستانة أو عن طريق القاهرة ، 
أغلق عليهم الخان ، وتناول البواب الأشياء بما شق النار ، فغطسها في ماء مخصص لهذا 
الغرض ثم سلمت لهم ... »

ويصفها السانح هوراس فرنييه الذي زار مصر في القرن التاسع عشر : « الخانات
أو — كرافان سراي — والتي يطلق عليها بالتركية « بيز ستين » عمارات عظيمة 
مشيدة من الحجر والرخام أو من الآجر ، ذات أقبية تكون طرقاً عدة ، وبها 
دكاكين من كل الأنواع ، وللمسافرين أن يضعوا بها أشياءهم الثمينة . بل هم يأوون 
إليها . وتغلق أبوابها في ساعة مبكرة ، وتقفل أحياناً بوضع سلاسل ، ولایبقی بها 
غير الحراس الذين يكلفهم الشرطة بالحراسة نهاراً وليلا ، ولبعض كبار التجار 
وصغارهم هناك غرفة أو غرفتان يستخدمونها مكاتب . ولا يسمح للنساء بدخول تلك 
الخانات . وكثيرا ما يشيد الأغنياء والمحسنون خانات للمسافرين في الأماكن
المنعزلة ... »

وتذكرنا هذه العبارة الأخيرة ما فعله الزعيم عمر مكرم في أثناء مقامه بدمياط 
نحو ثلاث سنوات آخرها عام ۱۸۱۲ فقد رأى أن يشيد بدمياط خاناً صغيراً للغرباء 
القادمين إلى المدينة تخفيفاً لمشاقهم .

وكان يخصص لكل جالية خان ينزلون به ويودعون به متاعهم وبضاعتهم . 
ولكل خان مدير مقيم به . وسمح بعض سلاطين المماليك للجاليات الأجنبية الكبرى 
ببناء كنائس داخل خاناتها . هذا فضلا عن وجود الحمامات والأسواق والحدائق ، 
الصغيرة بفناء الوكالة . ولم يكن هناك من قيود سوی غلقها ليلا على من فيها ، وغير 
الرقابة الشديدة إذا تفشت الأوبئة . 

وكان آخر عهد دمياط بالخان الكبير المشرف على النيل بطوابقه الثلاثة ، عام 
۱۹٥۰ إذ هدمته وزارة الأوقاف بعد أن تداعی بناؤه لتشيد مكانه بعض العمارات 
الحديثة ، وكذلك هدمت خرائب الوكائل بشارع الخمس منذ نحو عشرين عاما .

المساجد القديمة :
وبدمياط أكثر من أربعين مسجداً بين كبير وصغير ، وقديم وحديث . وقد 
أحصى بها على مبارك عام ۱۸۸۸ خمسة وأربعين مسجداً . وذكر صاحب « دلیل 
وادي النيل عام ۱۸۹۱ » أن بدمياط من المساجد ٤٣ منها ۲۷ مسجداً للأوقاف 
والباقي للأهالي .

وفي السنوات الأخيرة أصلح وعمر عدد من تلك المساجد و منها مساجد : أبي
عصية، والعزوني ، والعنبري، والجامع الجديد، والشيخ عطية، وزاوية الأربعين 
والنفيس ، والرحمة . إلى جانب ترميم مسجدي أبي العباس ، وشيحة ، ومسجدی 
الناصرية والموصلي .

ومن الأولياء المدفونين بدمياط : الشيخ أبو المعاطي فاتح الأسمر ، والشيخ 
أطعن ، والشيخ أبو جريدة ، والشيخ أبو العباس ، والشيخ المظلوم ، والشيخ الركي 
المدفون بجامع البحر ، وسيدي أبي عصية ، والسيدة قبيلة ، والسيدة عائشة المحاريقة
وغيرهم

مسجد أبي المعاطي ( جامع عمرو ) 
الجامع الكبير أو جامع عمرو بن العاص ، أو مسجد فاتح . . هو أشهر مساجد 
دمياط وأقدمها عهداً ، وأكثرها ذكراً في كتب التاريخ , ويذهب الكثيرون إلى 
أنه شيد في زمن الفتح العربي لمصر أي في القرن السابع الميلادي. ويرى آخرون أن 
بانيه هو عمرو بن العاص نفسه ولهذا دعي بجامع عمرو . بينما يكتفى البعض 
بتسميته « جامع فاتح » أو جامع أبى المعاطي . لأن المتصوف فاتح الأسمر التكروري 
أقام به بضع سنوات وكان يعنى بترميمه و تنظيفه حتى وفاته عام ٦۹٥ هـ (۱٢۹٦م) 
ودفن بجوار الجامع .

والواقع أنه لم يثبت بعد متى شيد هذا المسجد في أول عهده ، ولا من هو أول 
مؤسسيه . وإنما سمي بجامع عمرو لأسباب ثلاثة : أولها : أن بعض مؤرخي العرب 
ولا سيما المقريزي المتوفى عام ١٤٤١ م قالوا إنه بني في عهد عمرو بن العاص ، 
دون أن يذكروا المصدر المعول عليه . وثانها : أنه كان يطلق عليه بعد وفاة فاتح 
الأسمر « جامع فتح » فالتبس الأسم على الناس بين فاتح والفتح العربي ، وثالثها : 
أن طراز بنائه الباقي إلى اليوم قريب الشبه بطراز جامع عمرو الحالي بمصر القديمة . 

ولا يستبعد أن يكون هذا المسجد قد أسسه المسلمون بشكل أولى بسيط حين 
دخلوا دمياط ، يوم تم لعمرو بن العاص فتح مصر عام ٦٤٢ م . ومع أن هذه
الرواية يعوزها الدليل فليس ببعيد أن يكونوا قد شيدوا لهم في هذا المكان مسجداً
صغيرا كما فعلوا في الفسطاط وغيرها من المدن . ثم تجدد بناء هذا المسجد على مر
القرون بالهدم والتوسيع والزيادة والنقص ، كما حدث لجامع عمرو بالفسطاط الذي
تجددت عمارته وتضاعفت مساحته ، وعملت فيه يد الإصلاح والترميم نحو عشرين
مرة ، حتى لم يبق من شكله الاصلي شئ يذكر .

ولا يستبعد أيضا أنه كان كنيسة من عشرات الكنائس التي كانت بدمياط قبل 
الفتح العربي ثم حول إلى مسجد ، وما لبث أن هدم وتجدد حتی عمر بعد سنة خمسمائة
من الهجرة في حكم الفاطميين . .

أما الكتابة الكوفية التى رآها المقريزي في أوائل القرن الخامس عشر — على 
بابه ومنها أنه عمر بعد سنة ٥٠٠ من الهجرة وكذلك النقوش والزخارف الفاطمية 
الأخرى ، فقد نقلت إلى دار الآثار العربية بالقاهرة منذ عهد غير بعيد . .

وأما هذا التجديد الذي حدث في المسجد. بعد عام ۱۱۰٦ م ( ٥٠٠ هـ) فقد 
حدث کا سلف في عهد الدولة الفاطمية ، وكان يتولى الحكم وقتذاك الخليفة الفاطمي 
المنصور أبو على الآمر بأحكام الله ( ۱۱۰۱ — ۱۱۲۹م ) فقد يكون هو الآمر 
بتجديد المسجد فان الفاطميين عنوا بتجديد جامع عمرو بالقاهرة و منهم الأمر هذا ..

وظل المسجد قائما بعد ذلك التجديد الفاطمي حتى عام ۱۲٥۰ م حين أصدر 
أمراء المماليك أمرهم بتخريب دمياط ولكنهم أبقوا على هذا الجامع ، وظل مهملا 
بضع سنوات حتى تم تجديد المدينة ، وما مر ربع قرن على انشاء دمياط الجديدة حتى 
قدم إليها فاتح الأسمر من مراكش ، فأقام بها فترة ثم رحل عنها إلى تونة وهي 
خراب ، وكانت مدينة عامرة ببحيرة المنزلة من قبل ، وظل بتونة سبع سنين ، ثم عاد 
إلى دمياط ، واتخذ من وكر بأسفل منارة المسجد مأواه . كما راح يرممه ويبلطه ..

وأعجب ما في تاريخ هذا المسجد أنه تحول من مسجد إلى كنيسة ومن كنيسة 
إلى مسجد بضع مرات ، فحينما استولی جان دی بريين على دمياط عام ۱٢۱۹ م جعل 
هذا المسجد كنيسة ، ويزيد السيوطي على ذلك بقوله : « ثم في سنة ٦١٦ هـ (۱٢۱۹ م) 
استحوذ الفرنج على دمياط ، وجعلوا الجامع كنيسة لهم وبعثوا بمنبره و بالمربعات
ورؤوس القتلى إلى الجزائر » .

ولما خرج الصليبيون من دمياط عام ۱۲۲۱ م تحولت الكنيسة إلى مسجد كما
كان ...

وفي عام ١٢٤٩ م حينما دخل لويس التاسع دمياط ، جعل ذلك المسجد كاتدرائية 
— أي كنيسة كبيرة — وكرسها لمريم العذراء . وأقام بها حفلات دينية عظيمة كان 
يحضرها نائب البابا ، ومنها حفل تعميد الطفل الذي ولدته بدمياط ملكة فرنسا ، 
زوج لويس التاسع ، وسمته يوحنا ولقبته « تريستان » — أي الحزين - بسبب 
ما اکتنف ولادته من أهوال الحرب .

ويذكر جوانفیل — أحد قواد حملة لويس التاسع بعض الحفلات الدينية التي 
شهدها بدمياط عام ۱۲۱۹ م : « ... وخرج الموكب الأول من مقر نائب البابا
وسرنا إلى كنيسة سيدتنا العذراء . وأقام النائب الرسولي هذا القداس في سبتين 
متتالين . وكان الملك ( لويس ) وكبار رجال الجيش يحضرون هذه الحفلات ... »

فلما أن جلا لویس وبقية جيشه عن دمياط ، بعد أن ظلت في أيديهم أحد عشر 
شهراً و تسعة أيام، عاد المسجد كسابق عهده ، وظل مسجداً منذ ذلك الحين إلى الآن ...

وما برح المسجد قائماً منذ أن جدده الفاطميون عام ۱۱۰٦م وقد أدركته 
الشيخوخة ، يترقب أيدي الترميم والأصلاح ...

ويصف علي مبارك بعض الحفلات الدينية في عهده : « ... وفي كل عام ينتصب 
مولد في أول شعبان يقال له « مولد أم عفن » . ففي أول يوم يجتمع مشایخ 
السجادات والأشاير . وغيرهم من أهل البلد والبلاد المجاورة لها بجامع أبي العطاء . 
وتنعقد حلقة ذكر تشتمل على نحو ألف نفس . ويجلس بداخل الحلقة أرباب 
الاشارات وتوابعهم إلى جامع البحر ... وهكذا تستمر تلك الحالة من الاجتماع 
بجامع أبي العطاء نهارا وجامع البحر ليلا إلى نصف الشهر ... »

وقد تجدد ضريح فاتح الأسمر الذي نراه اليوم ، مرارا ، حتى اتخذ هذا النمط
الحديث ، و تطالعك على باب الضريح لوحة كتبت عليها الأبيات المنظومة التالية ، 
التي تؤرخ لتجديده : 
يا طالب الأمداد هذا أبو العطا    فلذ بحما علياه تعطى المؤملا 
هو القطب حقاً فاتح الأسمر الذي    لدمياط وافى من مراكش مقبلا 
وسار إلى الفردوس يزهو فأرخوا    وراقيا في أزکی الجنان مؤملا
٦٩٥ هـ

وفي ظل توفيق العزيز مزاره    حوى حسن تجديد بهمة ذي العلا
محافظنا المشكور أحمد جودة    وصار مزاراً باهي الحسن أجملا
لذاك لسان الحال قال مؤرخا:    مقامي بالتوفيق ( جودة ) جميلا
۱۳۰۷ هـ

والمسجد اليوم تابع للجنة حفظ الآثار العربية . وهو مغلق بأمر هذه اللجنة 
لا تقام فيه الصلوات باعتباره من الآثار . وكان من المستطاع أصلاحه وتجديده 
من زمن ، وأعادة النقوش والزخارف والكتابات التي نقلت منه إلى دار الآثار 
العربية بالقاهرة كما تقدم .. أما المئذنة فقد تهدمت ...

وقد تجدد المسجد الصغير المحيط بالضريح عام ۱۹٤٥ فطلي من الداخل والخارج 
وأنير بالكهرباء ، ومدت إليه أنابيب الماء ... ويعد هذا البناء ضريحا فقط لا 
مسجدا ، ولو أنه يجمع اليوم بين الأثنين أي أنه ضریح ومسجد . ويصلي فيه الناس 
الآن تجاوزا .

وبجانب ضريح فاتح مقبرة الشيخ تاج الدین عبد الوهاب المتوفي عام ٦٥٩ هـ .
وما زال يرى بقرب الضريح بعض نماذج صغيرة لمراكب ذات شرع بيضاء 
مما اعتاد الملاحون أهداءه إلى صاحب الضريح نذورا وشكرا لدى عودتهم من البحر 
سالمين . وهي عادة قديمه يتوارثها الملاحون في كثير من ثغور الشرق والغرب .

ويحتفل اليوم بمولد أبي المعاطى كل سنة من الثامن إلى الخامس عشر من شهر 
شعبان. فيسير موكب الطرق الصوفية للسادة الرفاعية تتقدمه قوات البوليس وتزدحم 
طوال أسبوع المولد سرادق أرباب الطرق الذي يقام بآخر شارع أبو المعاطي ، ثم 
يحتفل بالليلة الختامية للمولد بأحياء ليلة النصف من شعبان .


جامع البحر ومدرسته 
يقع هذا المسجد على ضفة النيل الشرقية بدمياط . وكان إلى سنوات قلائل 
ملاصقاً لشاطىء النهر ؛ ينزل منه إلى النيل ببضع درجات . وكان المصلون ينتفعون 
في القديم بهذا السلم العريض في الوضوء ، ولهذا سمي منذ زمان بجامع البحر ، ثم 
فصل شارع النيل ( الكورنيش)، بين المسجد وبين النيل . وهدم جزء من المسجد ، 
وضم إلى الطريق . ثم تجدد المسجد حينذاك ، وزين ، وأدخل به الماء والكهرباء ،
واتخذ نمطا حديثاً . .

ولا يعرف يقيناً بدء تأسيسه . وإنما عرف من كتابة نقشت عند سقفه أنه 
جدد أولا عام ۱۰۰۹ هـ ( ۱٦۰۰ م ) في عهد الحكم العثماني . .

وترى على باب المسجد بعض الآيات القرآنية ، وعدد من أسماء مجدديه . كما 
يری بداخله ضريح شيخ أسمه « الشيخ الزکي » ...

وكانت مدرسة جامع البحر تنافس المدرسة المتبولية بدمياط ، وكان يدرس 
بهما العلوم الشرعية واللغوية . ثم انتقلت المدرسة المتبولية إلى جامع البحر . وفي 
عام ۱۹٠١ توحدت الدراسة فيهما ، واندمجا معاً ، والتحقا بالأزهر ، وصارا معهداً
واحداً ، هو « معهد دمياط الديني » الذي انتقل إلى بناء خاص ، وسار على نظام
حديث . .

وبداخل المسجد أعمدة مربعة ، مشيدة بالآجر المبيض . وعلى جانبيه من 
الداخل قناطر « بواكي » . و به خلوة للنساء المصليات ، وهو خلو من النقوش 
والزخارف .

وكان بالمسجد غرف للطلاب والشيوخ . وكان يجتمع بها بعض علماء الدين 
والأدباء في عهد الحكم العثماني . ومن ذلك ما جاء في سيرة الشيخ مصطفى أسعد 
اللقيمي الدمياطي ، وهو من أدباء دمياط وتجارها في القرن الثامن عشر ، أنه كان 
حوالي سنة  ۱۷٤۰ يجتمع في إحدى غرف هذا المسجد بأدباء المدينة وشيوخها في
مجلس مذاكرة ومناشدة . . ومن ذلك أيضاً ما ذكره الأمام محب الدين الحسيني
الزبیدی صاحب « تاج العروس من جواهر القاموس » والمتوفى سنة ۱۷۹۰ م حين 
أقام فترة من الزمن بدمياط للدرس والبحث ، إذ يقول : « وقد سمعت الحديث 
بدمياط على شيخها العلامة الأصولي المحدث أبي عبد الله محمد بن عيسى بن يوسف 
الشافعي ، كان أحفظ أهل زمانه ، قراءة عليه بجامع البحر ، وبالزاوية المعروفة 
بمسجد زرارة بن عبد الكريم .حدث عن أبي عبد الله محمد بن محمد الدمياطي .. »

ومن الوالد التي كانت تقام بجامع البحر في القرن التاسع عشر ، ما وصفه علي 
مبارك في خططه عام ۱۸۸۸ إذ يقول :

« وفي كل عام ينتصب مولد في أول شعبان يقال له « مولد أم عفن » . ففي أول
يوم يجتمع مشايخ السجادات والأشاير وغيرهم من أهل البلد والبلاد المجاورة لها. 
بجامع أبي العطاء ( أبي المعاطي ) و تنعقد حلقة ذكر تشتمل على نحو ألفي نفس . 
ويجلس بداخل الحلقة أرباب الأشاير ، والسجادات . ويستمرون كذلك من العصر 
إلى الغروب . ثم يتوجه أرباب الأشارات وتوابعهم إلى جامع البحر . ويلتزم أكابر 
التجار كل واحد منهم ليلة يصرف عليها من ماله . وعلى صاحب الليلة تعليق النجف 
والقناديل بجامع البحر . ويفرش ما بين المنبر وحائط الجامع البحري بالبسط 
والسجادات الثمينة . وفي دوائر الفرش المساند . وذلك نحو ثمانين متراً . ويوضع 
أمام الجالسين کراسي مرصعة بالصدف علما الشمعدانات والفنانير البلور . ويختص 
هذا المجلس بجلوس الأكابر كمحافظ الثغر ورؤساء المجالس وأرباب المناصب ، وسر 
تجار البلد والعلماء الفخام . ومن بعد صلاة العشاء ينعقد مجلس ذکر وينشد فيه 
بالألحان العجيبة والموشحات الغريبة . وعلى صاحب الليلة أن يهيئ طعاما واسعاَ 
فيذبح جملة من الجواميس والغنم ، ويكثر من أنواع الطعام . ويمد أسمطة حافلة لكافة 
الحاضرين من الذاکرین والمنشدين وأرباب الأشاير والفقراء والمساكين . ثم 
تحضر أطباق الحلوى ، ويفرقونها على كافة الحاضرين . وهكذا تستمر تلك الحالة 
من الاجتماع بجامع أبي العطاء نهاراَ وبجامع البحر ليلا إلى نصف الشهر » .

وإلى يومنا هذا ما زالت تقام الحفلات الدينية بجامع البحر . ففي كل عام يحتفل 
فيه بليلة الإسراء والمعراج ، وبليلة نصف شعبان . وليالي شهر رمضان وليلة القدر 
وبذكرى المولد النبوي الشريف .


جامع المعيني ومدرسته 
يمتاز هذا المسجد بضخامة البناء ، وارتفاع الجدر والمئذنة ، ولكنه لا يمتاز 
بالقدم ولا بالشهرة اللتين يسبغهما التاريخ على مساجد أخرى بدمياط . فقد شید 
في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي — الثامن الهجري — كما يتضح من اللوحة 
المصنوعة من خشب الجميز ، الباقية حتى اليوم بالمسجد ، والتي نقش عليها بالحروف 
البارزة بيتان من الشعر يؤرخان لتأسيس المسجد وهما : 
عليك بفعل الخير سراً وجهرة    وداوم على صنع تكن فيه مقيداً
وشاهد بنا سعده قال أرخوا    مشيد ( معين الدين ) عز به يدا
سنة ۷۱۰ هـ

فقد شيد التاجر الدمياطى محمد معين الدين عام ۷۱۰ هـ ( ۱۳۱۰ م ) في زمن 
الناصر قلاوون الذي ازدهرت في عهده فنون العمارة والنقوش العربية . ومن 
المستغرب أنه قد زار دمياط بعد هذا التاريخ عدد من الرحالة مثل ابن بطوطة 
والمقريزي وغيرهما ، فلم يذكر أحدهم شيئا عن هذا المسجد ومدرسته !

وبداخل الجامع ضريح يقال إنه ضريح معين الدين ، وأحيط الضريح بمقصورة 
من الخشب مصنوعة على طراز المشربيات العربية . وتجددت بعض أجزائها البالية 
منذ زمن قريب ، وما زالت ترى فوق المقصورة لوحة نقشت عليها بحروف من 
الخشب البارز ثلاثة أبيات منها : 
لك الفخر في الدارين والأجر مصطفی    بتجديد ما قد عز منه مرامه

وتشير هذه اللوحة أن رجلا أسمه مصطفی قام بتجديد ذلك الضريح عام ۱۲۲۰ هـ 
( ۱۸۰٥م ) أما المنبر فقد تجدد عام ۱۸۲۳ م .

وكان لهذا المسجد مئذنتان سامقتان بديعتان ، هدمت أحداهما منذ بضع سنوات 
بعد أن آلت إلى السقوط . كما تعلو سطحه الشاهق قبة صغيرة . 

وكان هذا المسجد مشيداً فوق قناطر ليكون على مرتفع من ماء النيل الذي
ترشحه الأرض . وما زال تحت المسجد قبو وفراغ فسيح ، وكانت الأرض التي أقيم 
عليها واطئة ، فكان يصعد إليه بسلم . و تطل على صحن المسجد من الداخل نوافذ 
ذات مشربیات خشبية ، كانت فيما مضى نوافذ الغرف المخصصة للطلبة .

وجاء في « الضوء اللامع » للسخاوي الكلمة التالية عن محمد معین الدین :
« محمد بن محمد بن محمد الملقب بمعين الدين ، الفارسكوري الأصل ، الدمياطي 
المولد والدار ، أحد المتمولین من بيت تجارة ووجاهة ، حتى كان أبوه على قاعدة 
تجار دمياط ، ينوب فيها عن قضاتها ونشأ هذا فقيراَ جداَ . فقرأ القرآن أو بعضه، 
وعانى استئجار الغيطان ، وترقى حتى زادت أمواله عن الوصف ، بحيث قيل إنه وجد 
ببعض المعاصر خبيئة ، وصار ضخماً عظيم الشوكة ، مبجلا عند الجمال ناظر الخاص. 
وابتنى بدمياط مدرسة هائلة ، وعمل بها شيخا وصوفية ، وأكثر الحج و المجاورة. 
وكان يقال إنه يسبك الفضة ويبيعها على الهنود و نحوهم . ويقال إنه كان في صغره 
متهتكا ، فابتلاه الله بالبرص ، ولا يزال يتزايد حتى امتلأ بدنه وصار لونه الأصلي 
لا يعرف ، ومات وهو كذلك قريبا من سنة ٦۷۰ هـ عن سن عالية ، واستمرت 
المظالم منتشرة هناك بسبب أوقافه ، وهلك بسببها غير واحد. وهو مولى جعفر 
المعيني عفا الله عنه . »

جامع المدبولى ومدرسته
وفي أواخر سنة ١٤۷٥م — وهي السنة التي زار فيها السلطان الأشرف قايتباي 
مدينة دمياط للمرة الثانية ( كما تقدم ) — أمر السلطان بأنشاء مدرسة تشرف على 
النيل لتدريس العلوم الشرعية والعربية ، وهي المدرسة المعروفة بالمتبولية نسبة إلى 
العارف بالله الشيخ المتصوف ابراهيم المتبولي — وجعل فيها مساكن للطلبة الذين 
يفدون إليها من سائر أنحاء الأقليم . ورتب لها المدرسين وضمن لهم جميعاً الأرزاق 
بما وقفه على المدرسة من الأوقاف الكثيرة فتفرغوا للدرس والتحصيل . كما شید 
قايتبای مسجدا في رحبة المعهد للفروض الدينية ، وبنى لها طاحون ومعجناً ومخبزاً 
لتهيئة الخير لطلبتها من الحبوب التي كانت ترد إلى هذه المدرسة من أوقاف الخاصة
وصهريجاً للماء يشرب منه الطلبة .

وقد بقيت هذه المؤسسات قائمة إلى زمن قريب ، وأن كانت قد استعملت في 
غير ما أقيمت له ثم زالت معظم آثارها اليوم . غير أن جامع المتبولي ما زال قائما 
إلى الآن بعد أن تجددت عمارته .

وكان يعاصر هذا السلطان رجل من مشاهير المتصوفة أسمه ابراهيم المتبولي، 
يبيع الحمص المسلوق بالقرب من جامع الأمير شرف الدين بالحسينية بالقاهرة ، 
وكان بالرغم من فقره وزهده مقربا إلى قايتباي، وكان المتبولي يعارض السلطان في 
سیاسته ولا يخشاه ...

ويقول الشعراني في ترجمته للمتبولي بکتابه « لوافح الانوار » :
« ... وكان يعارض السلطان قايتباي في الأمور حتى قال له يوما : إما أنا في 
مصر أو أنت ؛ فخرج سیدي أبراهیم رضي الله عنه متوجها نحو القدس ، فقالوا له : 
إلى أين ؟ فقال إلى موضع تقف حمارتي . فوقفت بأسدود تجاه قبر سیدي سليمان 
رضي الله عنه فمات هناك بأسدود سنة نيف و ۸۸۰ هـ ، وخلع عليه سيدي
سلیمان ، رضي الله عنه ، الشهرة فانطفأ أسمه من ذلك اليوم ، وصار الأسم لسیدي 
ابراهيم ... »

ومن هذه العبارة التي ختمها الشعراني في «طبقاته» ترجمة الشيخ المتبولي يتضح أنه مات 
ودفن في بلدة أسدود بين غزة ويافا حوالي السنة التي أنشأ فيها قايتباي بمدينة دمياط 
مدرسة بأسم المتبولي ، كما تشير إلى ما كان بين الرجلين من صلة انتهت بغضب السلطان 
على الشيخ لمعارضته أياه في الأمور ، ويمكننا أن نستنتج بعد ذلك أن السلطان وقد 
ندم على ما فعل، أطلق أسم الولي على المدرسة التي أنشأها بدمياط ، ولعل الشيخ المتبولي 
مرَّ في طريقه بدمياط أيضاً .

والواقع لقد خلد قايتباي بهذه المدرسة ذكر المتبولي . ولم يزل أهل دمياط حتى 
الساعة يحتفلون بمولد العارف بالله ابراهيم المتبولي في رمضان من كل سنة .

و تخرج من المدرسة المتبولية كثير من أعلام الدين و اللغة ، ولم يكن ينافسها فيما 
بعد غير مسجد آخر بدمياط كانت تدرس فيه العلوم الشرعية واللغة وهو المعروف
اليوم بجامع البحر، لأنه كان ملاصقا لنهر النيل، وهذا المسجد الأخير ومدرسته لا يعرف 
الكثير من تاريخهما ولا يعرف مؤسس المسجد وأنما عرف من كتابة نقشت عند 
سقفه أنه جدد سنة ۱۰۰٩ هـ ( ۱٦۰۰ م ) كما سلف ...

ولقد كان بدمياط قبل أنشاء هذه المدرسة المتبولية عدد من المدارس ظهرت في 
مختلف العصور ، وكانت تلحق ببعض مساجد دمياط وزواياها ، فقد كانت هناك 
مدرسة بجامع عمرو أو جامع فاتح أبي المعاطي الذي تجدد بناؤه بعد عام ۱۱۰٦م 
ولما زار ابن بطوطة دمياط — كما سلف — عام ۱۳۲٦ م قال : « وكان بدمياط 
أيام أقامتي بها وال يعرف بالمحسني من ذوي الإحسان والفضل بنى مدرسة على 
شاطيء النيل بها كان نزولي بها في تلك الأيام ... »

ويقول المقريزی ( ۱٤٤۱م ) أن دمياط « صارت بلدة كبيرة ذات أسواق 
وحمامات و جوامع و مدارس ، ويذكر السخاوي في الضوء اللامع كما تقدم أن محمد 
معين الدين ابتنى بدمياط مدرسة هائلة سنة ۱۳۱۱م ...

ونرى اليوم فوق مدخل مسجد المتبولي لوحة خشبية عتيقة نقش علها بحروف 
من الخشب البارز البيتان التاليان : 
یا خائفا لذ بالضريح تجار    فلمثل هذا يقصد الزوار 
مذ لاح نور بنائه أرخ تری    مقامه قد لاحت الأنوار
عام ۱۲۳۰ هـ

ويفهم من هذا أن المسجد تجدد بناؤه عام ۱۲۳۰ هـ ( ۱۸۱٥ م ) ولكن 
المسجد رمم بعد ذلك وما زال في حاجة قصوى إلى الترميم والتجديد .

وكانت هذه المدرسة التي أنشأها قایتباي بدمياط باسم المتبولي عام ۱٤۷٥م سببا في 
هذه الصلة الشديدة بين الولي و بين دمياط . وما برح أهل المدينة يقيمون له مولداً 
في كل عام إلى اليوم ، وما زال الكثيرون يطلقون على طالب العلم بالمعهد الديني لقب 
« المتبلي » . وقد تقدم أن هذه المدرسة المتبولية قد اندمجت في المعهد الديني الحديث 
بدمياط ولم يعد بها طالب واحد . غير أن آثارها ومسجدها وأسمها كلها باقية إلى 
الآن، وما فتئت تعد من معالم دمياط البارزة ...

ولم يكن ابراهيم المتبولي من متصوفة دمياط ، ولم يتخذ منها ، فيما نعلم، مقاماً
لفترة من الزمن كما فعل عدد من المتصوفة غيره قبل عصره وبعده إذ كانت 
أقامته أو جلها بالقاهرة حيث كان يبيع الحمص المسلوق بالقرب من جامع الأمير 
شرف الدين بالحسينية . وقد عمر الزاوية التي ببركة الحاج وغرس النخل بالقرب 
من البركة و حفر بئراً بجوارها . ومع ذلك فقد اقترن أسمه بدمياط .

وعاش الشيخ المتبولي نحو ثمانين سنة حتى مات حوالي سنة و ۱٤۷٥م فهو قد عاصر 
عدداً من سلاطين الجراكسة بمصر منذ عهد الظاهر برقوق حتى شهد في الثماني 
السنوات الأخيرة من حياته أوائل حكم قايتباي .

مسجد شطا وضريحه
يعد هذا المسجد أقدم مزارات دمياط الباقية. ولم يزل قائما بقرية شطا الواقعة 
على بحيرة المنزلة ، على مسافة خمسة كيلومترات من دمياط . ويمكن الوصول إليها براً 
وبالمراكب الشراعية بالبحيرة ...

وكانت شطا مدينة معروفة في العصر الروماني ، وكانت تسمى بالقبطية «ساتا» 
واشتهرت قبل الفتح العربي وبعده بالمنسوجات الشطوية . ولكن المدينة القديمة 
التي تحدث عن نسيجها المؤرخون خربت كغيرها من مدن بحيرة المنزلة ، ولم يبق منها 
غير أسمها الذي يطلق اليوم على هذه القرية ذات الألفي نسمة. ولعلها لم تمح من 
صفحة الوجود کما محيت شقيقاتها تنیس وتونه ودبيق وغيرها من مدن المنزلة 
العريقة ، بفضل ضريح الشيخ شطا القائم على تلك الربوة منذ ثلاثة عشر قرنا كما جاء 
عن مؤرخي العرب الذين ينسبون إليه أسم البلدة . فكان الناس يأتون من كل فج 
للزيارة والتبرك منذ القدم وما زالوا على ذلك إلى اليوم ، لاسيما في ليلة النصف من 
شعبان ، وهي الليلة التي استشهد فيها شطا بن الهاموك عام ۲۱ هـ ( ۱۹ یولیه ٦٤٢ م ) 
في الموقعة التي دارت حول تنیس وقت الفتح العربي ... وجدد بناء المسجد والضريح 
عام ۱۱۹٦ هـ ( ۱۷۸۲م) كما يفهم من الأبيات المنقوشة على لوحة فوق الضريح .

مسجد أبي العباس الحريثي 
ينسب إلى الولي الصالح ، الشيخ أبو العباس الحريثي في أوائل القرن العاشر الهجري 
( السادس عشر الميلادي )

وكان الشيخ أبو العباس عالماً ومتصوفا ، قرأ الحديث والفقه والقراءات على أبيه ، 
وعلى نخبة من علماء عصره . وكثر أتباعه ومريدوه ، وعمر عدة مساجد بدمياط 
والمحلة وغيرهما ، وكان كريم النفس ، حسن المعاشرة ، زاهداً في الدنيا ، وتوفي 
بدمياط سنة ٩٤٥ هـ ( ۱٥۳۸ م ) ودفن بها في زاوية الشيخ شمس الدين الديروطي 
الواعظ . 

وظل هذا المسجد على حاله الأولى إلى أن عنى به وأصلحه عام ۱٢٤۰ هـ
( ۱۸۲٤ م ) الأمير محمد کاشف حاكم الغربية . ثم خرب واحتفظت مصلحة الآثار 
العربية بمنارته ، وهي ذات قاعدة مربعة تنتهي بدائرة بها شرفة فوقها .

ثم أعيد أصلاحه وبناؤه وافتتح في مايو ۱۹٥٦ . ولم تحتفظ دار الآثار بالمنارة 
طويلا .

ضريح جمال الدين شيحه 
مقام صغير يعلو أكمة غير مرتفعة . على مقربة من ضريح فاتح أبي المعاطي . 
ويشرف على أرض مزروعة نضرة من ناحية ، وعلى المقابر المنثورة وسط الأتربة 
من ناحية أخرى . وهو ضريح وليس بمسجد ، ولكن تقام في ساحته الصلوات .

ولهذا الضريح قبة جميلة تشرف على الحقول والمقابر وعلى الميدان المسمى « بحر الدم »

والضريح يتوسط غرفة ذات بلاط عتيق . ويكسوه قماش أسود عليه تاريخ 
صنعه عام ۱۳٥٦ هـ أي منذ عهد قريب . وعلق فوق باب الضريح بعض الأسلحة 
الأثرية يعلوها الصدأ ، منها رماح من الحديد، وأغماد من الجلد تشبه أسلحة العصور 
الصليبية . ومن الناس من يقول إنها أسلحة شيحه نفسه التي كان يقاتل بها الصليبيين 
بدمياط في حملة لويس التاسع ودعاها العامة « تعاليق شيحه » ثم حرفوها إلى « تقاليع 
شيحه » ! ومن قائل إنها وجدت مطمورة في هذه الناحية من بقايا المواقع الصليبية .
أما الغرفة التي احتوت الضريح فمشيدة بالأجر الأحمر ، وهي ذات نوافذ مثقوبة 
بليت في مر الزمن . وتحمل سقفها عروق خشبية طويلة بالية .

وإلى جانب ضريح شيحه ، قبر صغير من الرخام المحطم نقشت عليه هذه العبارة : 
وهذا قبر المرحوم الأمير أحمد بك ابن الأمير محمد أغا عزبان سابقا جلفي توفي 
سنة  ۱۱۷۰ هـ ( ۱۷٥۷ م ) .

مسجد الشرباصي :
يقع في شارع الشرباصي وهو مسجد العارف بالله الشيخ عثمان الشرباصي 
من متصوفة دمياط وأصله من شرباص ، إحدى ضواحي المدينة ، ويحتفل بمولده 
في رمضان من كل سنة ، فتلقى القصة النبوية الشريفة ، وكلمات الوعظ ، ويسير موكب 
يخترق أهم شوارع المدينة ... والمسجد حديث البناء . 

مسجد شاس :
مسجد صغير ذو مئذنة واطئة ، يقع في أول الطريق المؤدي إلى ضريح 
أبي المعاطي بدمياط ، ويتبع لوزارة الأوقاف . ويطلق عليه العامة « مسجد الشيخ 
باش » وهو تحريف للأسم . ويقول جلال الدين السيوطي في « حسن المحاضرة » : 
هو العلامة جلال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن شاس بن قرار الجذامي السعدي 
المصري ، شيخ المالكية ، وصاحب كتاب « الجواهر الثمينة في المذهب » ، كان من 
كبار الأئمة العالمين . حج في آخر عمره ورجع فامتنع من الفتية إلى أن مات بدمياط 
مجاهداً في سبيل الله في رجب سنة ٦١٦ هـ والفرنج محاصرون لدمياط . قاله ابن كثير 
والذهبي . وكان جده شاس من الأمراء » .

أي أنه أستشهد في أثناء حملة جان دی بريين على دمياط عام ۱۲۱۹م في عهد 
الملك الكامل .

مسجد البدري :
وهو جامع ولي الله الشيخ محمد البدرى . و به لوحة تاريخية عليها ما نصه : 
« انشأه الخواجه محمد والخواجه ابراهيم ولدي الحاج يوسف خفاجي عام ۱۱۰٦ هـ 
(۱٦۹٤م) .

ويقول الجبرتي في ترجمته لأبي حامد البديري الدمياطي المتوفى سنة  ١١٤٠ هـ 
( ١٧٢٨ م ) أنه — أي البدري — أخذ عن الشيخ الفقية زين الدين السلسلي 
إمام جامع البدري بدمياط وهو أول شيوخه قبل المجاورة .

وكان قد هاجر من حلب في القرن الخامس عشر وما بعده كثير من الأسر 
کأسرة البدري التي منها عبد الله بن محمد البدري المصري المتوفى سنة ۸٤٧ هـ وغيره .

مسجد الشهيد :
وهو أول ما يقابل القادمين إلى دمياط بالسكة الحديدية ، ويقع في مواجهة 
کوبري دمیاط . وفي عام ۱۹٤٦ جمع الدمياطيون التبرعات لتجديد بنائه ، وعينت 
محكمة المنصورة الشرعية بعض أعيان دمياط للأشراف على البناء . ثم قدم ناظر 
وقف المسجد طلباً لتشييده من دورين ، على أن يكون الدور العلوي مسجداً والسفلي 
دکاکین . ومرت سنوات قبل أن تتم عمارته ...

زاوية ابن قفل :
ذكره ابن بطوطه حين زار دمياط عام ۱۳۲٦ م فقال : « وبخارجها — أي 
دمياط — جزيرة بين البحرين والنيل ، تسمى البرزخ . وبها مسجد وزاوية . 
لقيت بها شيخها المعروف بابن قفل . وحضرت عنده ليلة جمعة ومعه جماعة من 
الفقراء « المتصوفة » الفضلاء ، المتعبدين الأخيار ، قطعوا ليلتهم صلاة وقراءة 
وذكراً »

ثم عاد فذكره عام ۱٤۷۰م محمد بن عمر القادري الجوهري الدمياطي في 
مقامته الدمياطية بين قبور الأولياء الصالحين الراقدين بدمياط بقوله : « و من بني 
قفل ، بعد فتح ، حامي البرزخ ، سهمها المسدود سدید ... »

الكنيسة البيزنطية — بدمياط 
هي الكنيسة البيزنطية الطراز القديمة العهد ، التابعة الطائفة الروم الأرثوذكس 
الوطنيين واليونانيين . ولم تزل موجودة إلى اليوم « بحارة النصاری » بدمياط .

وكانت هذه الكنيسة قد تأسست منذ قرون سحيقة يصعب تحديدها . وقد 
تكون الباقية وحدها منذ العصر الروماني ، ثم خربت ، وجددت في العصور الحديثة 
عام ۱۸٤٥ ... وظلت على حالها بعد ذلك التجديد . ثم رممت وطليت وهدم ما حولها 
من الملحقات الخربة عام ۱٩٤٥ . ولكن ما لبث سقفها العتيق أن تداعی . فعمد 
أحد رجال هذه الطائفة بدمياط عام ۱٩٥٠ إلى اصلاحها ، وهدم نصفها ، فصغر 
حجمها ، وتغير بعض معالمها ...

وطبقاً لأقوال المؤرخين القدماء من العرب والأفرنج ، كان سكان دمياط جميعاً 
حتى الفتح العربي لمصر في القرن السابع ، من المسيحيين — القبط والروم — وكان 
بها عشرات الكنائس والأديرة ، وظل أكثر أهلها إلى ما بعد القرن العاشر 
الميلادي من النصارى . ثم راح عددهم يتناقص بعد ذلك تدريجياً . كما حول بعض
كنائسها إلى مساجد ، وخرب بعضها الآخر في عصور متتالية ، إلى أن هب على 
دمیاط أعصار الحروب الصليبية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر وكان من نتائجها 
أن أمر الحكام المماليك بهدم مدينة دمياط بأسرها و ذلك في عام ۱۲٥۰م كما تقدم ...

ويوجد اليوم بدمياط ، أربع كنائس وهي : كنيسة الأقباط الأرثوذكس ، 
وكنيسة الروم الكاثوليك ، أو كنيسة العذراء مريم المشيدة منذ ۱۸۰ سنة ، وكنيسة 
اللاتين ، ثم كنيسة الروم الأرثوذكس التي نقصر عليها الحديث ، لأنها أقدمها عهدا ، 
أما الكنائس الثلاث الأخرى فقد بنيت أو تجددت في القرن التاسع عشر وليس لها 
طابع تاریخي و معماري خاص ... ولو أن للكنيسة القبطية تاريخاً طويلا حافلا أيضا 
ذكرنا بعض أعلامه الأقدمين

وقد ضاع معظم تاريخ تلك الكنيسة البيزنطية لأنه لم يدون كله ...

وكانت هذه الكنيسة حتى عام ۱۹٥۰ قبل أن يهدم نصفها كما سلف ، ذات باب 
خارجي كبير من الخشب السميك ، يواجه الطريق الممتد أمامه مستقيما ، و يعلوه ثلاث 
قباب صغيرة تظل ثلاثة نواقيس نحاسية مختلفة الأحجام ويؤدي ذلك الباب الخارجي 
إلى فناء تحول لأول مرة إلى حديقة عام ١٩٤٥ ، وكانت تطل على هذا الفناء بيوت 
قديمة ودير عتیق ، سكنها طويلا المشرفون على خدمة الكنيسة ، ثم هدمت كلها بعد 
أن تخربت وهجرها ساكنوها

فأذا اجتزت ذلك الفناء الخارجي الذي طالما شهد الحفلات الدينية في الأعياد ،
واجهك باب الكنيسة الداخلي تعلوه لوحة من الرخام كتب عليها باللغتين العربية 
واليونانية سطور تشير إلى تجديد الكنيسة في عشرين شهر تموز سنة ۱۸٤٥ بأموال 
الطائفة الأرثوذكسية ، الموجودين بثغر دمياط و الغرباء في عهد أبرومثيوس بطريرك
الأسكندرية ... »

وكانت الكنيسة تنقسم في الداخل إلى كنيستين أو هيكلين ، يفصلهما عمودان 
أثريان من المرمر ، و بكل منهما أيقونة كبيرة للقديس مكسوة بالفضة والذهب ...

وتحتفظ الكنيسة بكثير من التحف والنفائس القديمة ، بينها أنجيل يوناني كبير 
الحجم مغلف بالفضة المذهبة والجواهر الكريمة ، وعدد من المباخر والتيجان 
والكؤوس والصلبان وغيرها من التحف الذهبية والفضية ، وأكثرها هدايا 
من قياصرة روسيا وملوك البلقان وأغنياء المدينة القدماء وكانت محفوظة في خزانة 
حديدية داخل الكنيسة ..

وجميع هذه التحف وكذلك الكنيسة كلها ومحتوياتها وأرضها وأملا کها 
الموقوفة عليها ، ملك للدمياطيين وحدهم من طائفة الروم الأرثوذكس الوطنيين ، 
ولم يتصرف فيها أحد منذ القديم ، حتى بدأت مطرانية بورسعيد اليونانية تهدف 
في بعض الأوقات إلى الاستيلاء على هذه الكنيسة ونفائسهاو أملاكها ، والعمل على 
أغلاقها لقلة عدد أفراد هذه الطائفة بدمياط .

ومن آثارها الباقية بها إلى الآن ، أيقونة كبيرة من الخشب تمثل قصة الشهيدة 
کترین شفيعة طور سينا التي قتلها الرومان بالاسكندرية عام ۳۰٥ م ، وتتوسط 
اللوحة صورة القديسة وحولها عدد من المناظر الصغيرة التي تصور قصة حياتها ، 
وبينها صور تمثل دیر طور سینا مع شرح الصور بالعربية واليونانية . وكتب في 
أسفل الأيقونة العبارة التالية : « قد تم صنع هذه الأيقونة ، ووضعت في 
(أنطوش ) دمياط ، الذي بأسم طور سينا في زمان الأسقف الأب الأکرم کیرلس 
سنه ۱۷۷٦ » ومن آثارها منبر قديم من الخشب الدقيق الصنع، وعظ فوقه عدد من 
الپطاركة والمطارنة القدماء ممن كانوا يزورون دمياط من حين لآخر . ومنهم
البطريرك « صفرونيوس » الذي احتفل بقدومه في القرن التاسع عشر ، وأقام له
أعيان الطائفة الولائم في بيوتهم ، ومنهم البطريرك « کالینیکوس الرابع » الذي جاء
دمياط عقب نفيه من القسطنطينية ونزل ضيفاً بقصر میخائیل فخر في شهر مارس 
۱۷٦۱ م

أما تاريخ هذه الكنيسة الذي يعود إلى أكثر من ألف سنة ، فيضل مع 
تاریخ دمياط البيزنطية في ليل الزمن ، ومع ذلك فهو جزء من تاريخ دمياط القديمة 
في بعض نواحيها . .

فمما لا شك فيه أنه كان بدمياط عشرات الكنائس قبل الفتح العربي لمصر و بعده
وما زال يشاهد اليوم في بعض مساجد، دمياط القديمة أعمدة يونانية ورومانية 
من المرمر المختلف الألوان . والأرجح أن زوال تلك الكنائس عامة وقع في أثناء 
هدم المدينة كلها عام ۱۲٥۰ م كما سلف ، ولم يترك حجارو عز الدين أيبك غير 
مسجد فاتح الباقي إلى اليوم ... طبقا لرواية المقر يزي وغيره . .

ويستدل من قوائم الأسقفيات التي وصلت إلينا أن دمياط كانت في العصر 
الروماني ثم البيزنطي إحدى الأسقفيات الكبري بمصر ، وذلك عقب انتشار المسيحية 
بها ، وسلف القول إن أسقف دمياط المسمى هرقل كان بين الموقعين على قرارات 
المجمع المسكوني الثاك المنعقد عام ٤٣١ م في مدينة أفسس بآسيا الصغرى ، وأنه كان 
يطلق على أسقف دمياط لقب ( مطرانوس ) .

وهناك عبارة أخرى وردت في نسخة يونانية مخطوطة للأنجيل ، محفوظة بدار 
الكتب البطريركية اليونانية بالأسكندرية سبق الإشارة إليها ، تنص على أن مطران ليبيا: 
( ثيوليبتوس ) كتبها بدمياط عام ۱۳۸۱ م ويفهم من ذلك أن هذا المطران الذي 
استطاع أن ينسخ الأنجيل بدمياط ، كان يقيم بها طويلا، وأنه كانت هناك كنيسة 
عامرة في ذلك الحين . .

ويذكر المقريزي في أوائل القرن الخامس عشر . « وفي دمياط أربع كنائس :
السيدة ، ولميخائيل ، وليوحنا المعمدان ، ولماري جرجس . ولها مجد عندهم »

و الأرجح أن الأخيرة هي الكنيسة التي نتحدث عنها هنا . . ويقتصر السائح جلبير 
دي لانوي — معاصر المقريزي » الذي زار دمياط عامی ۱٤۰۱ و ۱٤۲۱ على 
ذكر كنيسة كبيرة واحدة في قوله : « وليس هناك في المدينة من الأبنية القوية البناء 
غير المساجد وغير كنيسة للشرقيين القليلي العدد ... »

المصدر: كتاب تاريخ دمياط منذ أقدم العصور تأليف نقولا يوسف (رابط)، الصفحات من 472 حتى 491. 
اضغط هنا لقراءة الجزء الأول من نفس الموضوع من نفس الكتاب.

السبت، 27 مارس 2021

تاريخ دمياط منذ أقدم العصور - التقسيم الإداري

دمياط
دمياط



التقسيم الأداري

كانت مصر في العصور الفرعونية ، مقسمة إلى وجهين : بحري و قبلي ، كما هي 
الحال الآن . وكان الوجه البحري مقسماً إلى عشرين مقاطعة ، والوجه القبلى إلى أثنتين 
وعشرين . وكانت دمياط أحدى المدن التي تدخل في نطاق المقاطعة السابعة عشرة ، 
إحدى مقاطعات الوجه البحري العشرين . و هي المقاطعة التي كانت تحوط بالجزء 
الشمالي من فرع دمياط ، وتشمل أيضا شطراً من بحيرة المنزلة الحالية . وكان عاصمتها 
بر آمون ( تل البلمون ) قرب شربين ...

ولما جاء البطالمة ، قسموا مصر إلى ثلاثة أقسام كبرى ، هي : الوجه البحري وبه 
٣٣ قسماً أداريا ، ومصر الوسطى وبها سبعة أقسام ، ومصر العليا وبها أربعة
عشر قسماً ...

وأبقى الرومان على الأقاليم الثلاثة الكبرى ، ولكنهم قسموا الوجه البحري إلى 
۱۲ قسما أداريا ، وقسموا مصر الوسطى إلى ستة أقسام ، ومصر العليا إلى ثمانية ..

وفي عصر الدولة البيزنطية ( الرومانية الشرقية ) ، قسمت مصر إلى ستة أقاليم 
کبری ، منها أثنان بالوجه البحري ، وأربعة بالوجه القبلي ... أما قسما الوجه البحري 
فكان يطلق على أحدهما اسم « أوغستامنيك » ، ويتكون من أبروشيتين بهما ۱۳ 
قسماً ، ويطلق على الثاني أسم « أقليم مصر » ويتكون أيضا من أبروشيتين بهما 
عشرون قسماً .

وكانت تامیاتس قسماً ( أو مديرية ) في أحدى أبروشيتي أقليم أوغستامنيك
وتشمل مساحة من مديرية الدقهلية الحالية ، وشطراً من بحيرة المنزلة . وكانت عاصمتها 
مدينة تامياتس ...

فلما استولى العرب على مصر في القرن السابع الميلادي ، أطلقوا على الوجه 
البحري أسم « أسفل الأرض » وعلى الوجه القبلي : « الصعيد » وسموا أقليم 
أوغستامنيك « الحوف » ، وأقليم مصر « الريف » . وجعلوا الحوف ١٤ كورة
( وهي لفظة يونانية « خورا » بمعنى مقاطعة ) ، والريف أحدى وثلاثين كورة . فكان 
بالوجه البحرى ٤٥ كورة .

وكانت كورة دمياط ، بين كور الحوف ، وحاضرتها مدينة دمياط . وتشمل
مثلثاً شماليا ، يشطره فرع دمياط ، ويحده البحر المتوسط شمالا ، وتشغل مساحة من 
أراضي الدقهلية والغربية الحاليتين ، وتتبعها عشرات القرى والبلدان ، ومنها شطا وبوره 
والبستان ...

وكان يقع جنوبي كورة دمياط ، كورة دقهلة وحاضرتها دقهله ، وكورة البجوم 
وحاضراتها البجوم ، كما كان يقع شرقيها كورة تنيس وحاضرتها مدينة تنيس ببحيرة
المنزلة ...

وفي القرن التاسع الميلادي ، قسم العرب الوجه البحري إلى أربعة أقالیم کبری 
وهي : الحوف الشرقي ، والغربي ، والريف ، وبطن الريف . وظلت دمياط كورة 
من بطن الريف ... وكانت مصر كلها ثمانين كورة .

وفي أواخر حكم المستنصر الفاطمي ، في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ، 
قسمت مصر إلى ۲۲ كورة كبيرة ، منها ۱۳ بالوجه البحري ، وبينها كورة دمياط 
وعاصمتها ثغر دمياط .

ولما تسلطن حسام الدين لاشين عام ۱۲۹۷ م رأى في العام التالي من حكمه ، أن 
يروك البلاد المصرية . وسمي عمله هذا « الروك الحسامي » .

ويقصد بالروك (من الفعل راك ) مسح الأراضي الزراعية وتثمينها ، وتقدير 
خراجها ، وذلك بعد تقسيم البلاد إلى کور ، لكل منها مركز أو عاصمة ، وكان الغرض 
من هذا العمل ، توزيع الاقطاعات على الأمراء وجنود المماليك ... « وأفرد لخاص 
السلطان الأعمال الجيزية ، والأطفحية ، والأسكندرية، ودمياط، ومنفلوط 
و کفورها » .

وفي عام ۱۳۱٥ م أصدر السلطان الناصر محمد بن قلاوون مرسوما بفك زمام 
البلاد المصرية ، ويسمى هذا المرسوم « الروك الناصري » ، وأن تسمى الكورة 
« عملا » مع تعديل التقسيم الأداري وجعل « الأعمال »۲۱ عملاً بدلاً من ۲٤ كورة .

وكان بالوجه البحري ۱۲ عملاً ( مديرية ) منها ثلاثة أعمال جديدة ، وهي القليوبية 
والبحيرة وضواحي الأسكندرية . . وضمت مديريتا الدقهلية والمرتاحية معاً ، 
وأطلق على الأبوانية أسم « ضواحي کفر دمياط » . .

وفي عهد السلطان الأشرف شعبان ( ۱۳۷٥ م ) قسم الوجه البحري إلى أحد 
عشر عملا ، وتضاعفت مساحة أقليم دمياط وشمل ١٤ بلداً من مديريتي الدقهلية 
والغربية الحاليتين .

وفي القرن الخامس عشر كانت الأقسام الأدارية ، من الدولة المملوكية ، إما 
ولايات أو نيابات ، والنيابة أعلى مرتبة من الولاية , ويتولاها نائب عن السلطان . 
وكانت الولاية يتولاها وال أمير عشرة أي من صغار أمراء الدولة ، بينما يتولى 
النيابة أحد الأمراء المقدمين أو أمراء المئات ، وهم أكبر الأمراء رتبة . . وكانت 
دمياط في العصرين الأيوبي والمملوكي الأول ، ولاية من ولايات الوجه البحري ، 
ثم ارتفعت من ولاية إلى نيابة . ولم يكن بمصر نيابات غير نيابة الاسكندرية ، فقد 
كانت كدمياط ولاية ثم جعلت نيابة في عهد الاشرف شعبان .

ونرى في تاريخ ابن أياس ذکر لكثير من النواب الذين حكموا دمياط في 
القرن الخامس عشر وأوائل السادس عشر .

وفي أوائل الحكم العثماني ( الذي بدأ عام ۱٥۱۷ م ) فك زمام البلاد المصرية ، 
وهو الذي عرفت فيه دفاتر المساحة باسم « الترابيع » . وغيرت كلمة « أعمال » القديمة 
باسم « ولاية » وقسمت مصر إلى ۱۳ ولاية منها ست بالوجه القبلي ، وسبع بالوجه 
البحري ( وهي القليوبية والشرقية والدقهلية والغربية والمنوفية والبحيرة والجيزة ) 
وهذا خلاف ست محافظات وهي : الاسكندرية ودمياط ورشيد والسويس والعريش 
والقصير . أما القاهرة فكانت تحت أدارة موظف بعد الوالي ویسمی « شيخ البلد »
وكان برأس كل ولاية « كاشف » وكل محافظة « محافظ » . .

وفي عهد المماليك في القرن الثامن عشر ، جعلوا مصر ١٥ أقليما : منها تسعة في 
الوجه البحرى وثلاثة في كل من مصر الوسطى ومصر العليا . وكانت مديريات الوجه 
البحري هي : الشرقية ، الغربية، دمياط ، المنصورة، رشيد ، البحيرة ، منوف ، 
قليوب ، الجيزه .

وجاءت الحملة الفرنسية ( ۱۷۹۸ — ۱۸۰۱ ) فجعلت الأقسام الادارية بالوجه 
البحري ثمانية وهي . دمیاط وعاصمتها دمياط ، المنصوره ( المنصورة ) ، الشرقية
( بلبيس ) ، القليوبية ( قليوب ) ، المنوفية ( منوف ) العربية ( المحله الكبرى ) 
رشيد ( رشيد ) ، البحيره ( دمنهور ) .

وكان السبب في نقص عدد الأقاليم ( المديريات ) هو تناقص عدد سكان مصر ،
فقد أصبح عند قدوم الحملة نحو مليونين ونصف مليون بعد أن كان في عصر السلطان 
الأشرف شعبان عام ۱۳۷٥م ۱۳ مليونا ( في ۱۱ أقليما ) لترتب على ذلك أن المنطقة 
المجاورة لساحل البحر الأبيض أمست خالية من العمران ، بسبب ما طرأ عليها من 
ضعف التربة وقلة الخصب ، فرحل أهلها عنها إلى الأقاليم الجنوبية الخصيبة ، فهذه 
الحالة سوغت للأدارة الفرنسية ألغاء أقليم نستراوه الممتد على ساحل البحر المتوسط 
وأضافة الجزء الغربي منه إلى أقليم رشيد ، والشرقي منه إلى الغربية . و كذلك 
أضافت الجزء الشمالي الشرقي من أقليم الغربية والشمالي الغربي من أقليم الدقهلية 
والمرتاحية إلى أقليم دمياط .

أما أقليم ( مديرية ) دمياط في عهد الحملة ، فكان مثلثاً كبيراً يشمل ضفتي فرع 
دمياط من البحر شمالا، إلى قرب جديلة شمالي المنصورة ، و يمتد في مديرية الغربية إلى 
بسنديله الحالي .

وكان أقليم دمياط يضم مدن بلقاس و نبروه ودرین وطيره وغيرهما من مراكز 
طلخا الحالي . أما إلى الشرق فكان يمتد إلى معظم بحيرة المنزلة وما بها من عشرات 
الجزر ، وشطر من ساحل المنزلة الجنوبي .

وكانت مديرية المنصورة تقع جنوبي « مديرية » دمياط .

وقد وضع علماء الحملة عدة خرائط للوجه البحري ومديرياته ، وبها حدود 
مديرية دمياط . كما وضعوا قائمة مفضلة ، بها جميع بلاد هذه المديريه وقراها وعزبها 
ودساكرها ، مقسمة إلى نواحي دمياط ، والمنزلة ، وفارسكور، والمطريه ، في أكثر 
من ثلثمائة أسم . . ( نشرت بكتاب « وصف مصر » ، الجزء ۱۸ ) .

وذكروا من نواحي دمياط الأسماء الآتية : دمیاط ، السنانية ، الأنجلف،
الشيخ موسى ، الریه ، جزيرة المدورة ، عزبة اللحم ، البحبح، عزبة طواله ، المليه،
البرية ، جزيرة طويل ، اليهودية ، أولاد الحل ، عزبة البرج . طرفه ، شمیت ، برج 
البوغاز ، الزلع ، بوغاز دمياط ، برج البغافة ، الرفة ، كوم رماده ، القرع ، جزيرة 
تونه ، تونه ، الرسان .. » .

ولما تولى محمد علي ( ۱۸۰٥ — ۱۸٤۸ ) ، أمر بتقسيم الولايات السابقة 
إلى أخطاط ، يشمل كل خط منها عدداً من القرى . ووضع على كل خط موظفاً 
يسمى « حاكم الخط » . وللأشراف على أعمال حكام الخط ومشايخ البلاد ، قسم بعض 
الولايات إلى مراكز، على كل مرکز موظف بأسم « ناظر قسم » (أي مأمور مركز)

وفي عام ١٨١٦ أبطل أسم «ولاية» وسميت « مأمورية » ، و قسمت مصر الى ٢٤ 
مأمورية منها ١٤ بالوجه البحري و ۱۰ بالوجه القبلي . وقسمت كل مأمورية إلى 
قسمين أو أكثر بحسب اتساعها . ویلي كل مأموریه موظف بأسم « مأمور » 
ويرأس القسم « ناظر قسم » .

وفي عام ۱۸۳۳ تغيرت كلمة «مأمورية » بأسم « مدير لكلية » — مديرية — 
وجعلت المديريات سبع ، يرأس كل منها مدير . ثم قسمت هذه « المدير لكليات » 
إلى « مقاطعات » ، وهذه إلى مراكز ، يحتوي كل مرکز منها على عدد من 
القرى . . فكان في الوجه البحري أربع مديريات كبيرة ، و بالوجه القبلي ثلاث
كما يلي :
ا — المدير لكية الأولى، وتألف من المقاطعات (أو المديريات الصغيرة) — 
البحيرة ، وثغر الإسكندرية ، والجيزة .
ب — والثانية و تتألف من : مقاطعة منوف ، والغربية — والأخيرة تشمل 
مقاطعات دمياط وشربين ، و نبروه، والمحلة الكبرى ، والشباسات ، والجعفرية 
وطنطا ، وزفتى ، وفوه .
ج — والثالثة — وتشمل أقليم المنصورة .
د — والرابعة — وتتألف من الشرقية ، وأطفيح .

وبذلك أصبحت دمياط مقاطعة على شكل مرکز ، ويتبعها بعض القرى 
والشطوط، من الشعرا إلى مصب النيل ، وتشمل أيضاً جزر بحيرة المنزلة .

ولكن نظراً لأهمية مدينة دمياط وبعض الثغور الأخرى ، فقد جعلها محمد علي 
بعد ذلك محافظات وهي : الأسكندرية ، ودمياط ، ورشيد، والسويس، والقاهرة . 
ولهذا يقول كلوت بك: « لا يعد ثغرا دمياط ورشيد وكذلك مدينة القاهرة ، 
من البلدان الداخلة في اختصاص المديرين ، فأن أدارة هذه المدن الثلاث موکولة إلى 
حکام خصوصيين » . .

وأنشئ في عهد اسماعیل ۱۷ مرکز آ جديداً فبلغ عدد الأقسام حتى آخر حكمه ، 
٦٤ قسماً فيها ۳٦٦۷ قرية ، وفي عام ۱۸۷۱ أطلقت كلمة « مرکز » على « قسم » 
وأسم « مأمور » بدلا من « ناظر قسم » و « معاون أدارة » بدلا من « حاکم 
خط » . وقسم الأقليم المصري إلى أربع عشرة مديرية و ثماني محافظات ، ( وهذه 
المحافظات هي : القاهرة والإسكندرية ودمياط ورشيد والعريش وبورسعيد 
والسويس وسواكن ) وفي مدة حكم اسماعيل الذي ظل ستة عشر عاماً، تولى على 
دمياط ۲۱ محافظاً ! . وكان اسماعيل في أوائل حكمه عام ۱۸٦۳ قد ألحق شطوط 
دمياط بمديرية الدقهلية ، كما ألحق طوابيها بنظارة الحربية التي تعين لها مأمورین 
منها ، والمطرية والجمرك بنظارة المالية . .

وظلت دمياط محافظة منذ عام ۱۸۱۰ عليها محافظ مختص بأدارتها ، ولكن 
حدث عام ۱۹۰٦ أن صدر قرار من نظارة الداخلية بألغاء محافظة دمياط ، وألغاء 
مرکز فارسكور ، وجعلهما مركزاً واحداً بأسم مرکز دمياط . وعاصمة مدينة دمياط . 
غير أن هذا التعديل لم يدم طويلا ، إذ ثار الناس في دمياط وقام وفد يمثل المدينة . 
فاتصل بالمسئولين في العاصمة ، وفي الأثر صدر قرار آخر سنة ۱۹۰۹ وأعادة كل 
من محافظة دمياط ، و مرکز فارسكور إلى حالته الأولى ، على أن تكون مدينة 
فارسكور قاعدة لمركز فارسكور كما كانت ، اعتبارا من أول يناير ۱۹۱۰ للمحافظة 
والمركز .

وفي عام ۱۹٤٦ تألفت بوزارة الداخلية لجنة لأعادة النظر في التقسيم الأداري
والجغرافي لمصر ، وكانت محافظة دمياط تتكون من مدينة دمياط وأقسامها الأربعة ،
وتعدادها ٤٠٫٣٣٢ نسمة . فاقترحت اللجنة أنشاء مديرية في شمال شرقي الدلتا 
بأسم « مديرية دمياط » على أن تكون من ثلاثة مراكر وهي : مركز دمياط 
وقاعدته مدينة دمياط ، ويتكون من ۲۳ بلداً بما فيها مدينة دمياط، وسكانه 
۸۷۲ ,۱۳٥ نسمة ، و مرکز فارسكور ويتكون من ٢٦ بلداً وسكانه ٤٣٧ ,٤١ 
ومركز المنزلة من ٤١ بلدة وسكانه ٤٢١,۱۰٥ . .

ولكن لم ينفذ هذا المشروع ، ثم أثير ثانية في يناير ۱۹٥۰ وكان نائب دمياط 
يومذاك حامد العلايلي يسعى بأسم الدمياطيين لتحقيقه ، على أن تتكون مديرية 
دمياط من خمسة مراكز وهي فارسكور والمنزلة ( من الدقهلية ) ، وشر بین وبلقاس 
( من الغربية ) ثم مركز دمياط . .

وفي مايو ۱۹٥۰ سافر وفد مكون من مائة وخمسين شخصاً من كبار الدمياطيين ،
وقابلوا وزير الداخلية لهذا الغرض . واقترحوا أيضاً أن يتكون مركز جديد من 
الشطوط التابعة لمركز فارسكور ودمياط فتكون مركزاً خاصا يطلق عليه مرکز 
دمياط، حتى يخف الضغط عن مرکز فارسكور وبندر دمیاط فيضم المركز الجديد ، 
بلاد : البستان ، والعدلية ، والعنانية ، والبصارطة ، والشعرا ، ومحب ، والسيالة ، 
والمنية ، والشيخ شطا ، وغيط النصارى ، وشطي جريبة والملح ، وعزب الخياطة ، 
واللحم ، وضرغام ، وكفر حمیدو ، وعزبة البرج، والسنانية . . ولم ينفذ المشروع
أيضاً . .

وأخيرآ دخلت دمياط في عداد المديريات عام ۱۹٥٤، وضم إليها مركز 
فارسكور من مديرية الدقهلية ، واقتطع جزء من مديرية الغربية وأطلق عليه أسم 
« مركز كفر سعد » .

ويبلغ زمام مديرية دمياط ۷۲۳ ,١٤١ فداناً . منها ٠٠٠,۸٥ فدان منزرعاً، 
والباقي يتبع مصلحة الأملاك والأموال المقررة وتبلغ مساحته حوالي ٤٩٫٠٠٠ 
فدان ، بعضها أعد للزراعة وبعضها مستصلح ، ويدخل فيها معظم أراضي کفر سعد ، 
هذا فضلا عن ۱۳۲۷ فداناً من الأراضي البور غير المنزرعة .

وتزرع مديرية دمياط أكثر من ثلاثين ألف فدان أرزاً . . 

ويسكن مديرية دمياط اليوم ٣٣٣٫٨٠٠ نسمة ، منهم ۱۰۰ ,۷۱ في عاصمة 
المديرية ( مدينة دمياط ) . . فهي بذلك أقل مديريات مصر سكاناً ، كما أنها أصغرها 
مساحة، وأحدثها عهداً ..

وكان المفروض عند أنشاء مديرية دمياط ، أن يضم إليها مركز المنزلة ، غير 
أنه رؤي أرجاء ذلك إلى ما بعد الانتهاء من الطريق الذي يربط بين دمياط ومركز 
المنزلة . . « وقد رأت وزارة التربية والتعليم عند أنشاء المنطقة التعليمية في دمياط ، 
أن الوضع الطبيعي يقضي بأن تكون المنزلة والجمالية والمطرية تابعة لدمياط ، 
غير أن المجلس الأقليمي رأى أن تمشي وزارة التربية مع التقسيم الأداري الحالي ،
ففصل هذه المناطق تعليمياً عن دمياط دون أن يقدر أن هذا الوضع موقوت . 
وكان الوضع الطبيعي يقضي باستمرار ضم هذه المناطق الدمياط حتى يتم الضم الأداري 
كذلك » . . 

وأكبر المركزين التابعين لمديرية دمياط هو مرکز فارسكور . و به حوالي 
١٦٥٫٠٠٠ نسمة . وكان إلى أن قامت الحرب العالمية الثانية ، مركزاً تجارياً هاماً
للغلال التي تأتيه من الصعيد . غير أن هذه التجارة كسدت الآن وأصبحت مقصورة 
على تجارة الأرز . وتتوقع فارسكور اليوم كثيراً من الأصلاحات التي لم تعن بها 
العهود السالفة — مثل أنشاء المجاري ، ورصف الشوارع ، والإنارة الكهربية ، 
وتخفيض ثمن الماء ، وتسهيل المواصلات ، وبناء كوبري يصلها بمركز كفر سعد ، 
وأنشاء قناطر أسوة بقناطر أدفينا، بدلا من أقامة السد الترابي الذي يكلف الدولة 
سنوياً ثلاثين ألفاً من الجنيهات . وتشييد مدرسة صناعية أعدادية . .

أما مركز كفر سعد فقد تكون بتجميع بعض العرب والكفور مع 
الأقطاعيات الزراعية القائمة في تفتيش مصلحة الأملاك التي وزعت على خريجي 
المعاهد الزراعية . وأهم قرى هذا المركز هي : كفر البطيخ ، وكفر سلیمان ، 
والسنانية ، وكفور الغاب ، وکفور المرابعين ، وكفر التبن ، وكفر شحاته ، 
وكفر سعد البلد ، والركايبه .. ويتبع كفر سعد ، مصيف جمسة ويبعد ۱۲ کیلومتراً
عن كفر سعد . .

ويتوقع مركز كفر سعد بعد أن ضم إلى مديرية دمياط الكثير من الإصلاحات 
التي فاتته. ومنها أنشاء الكوبري الذي يصل بينه و بين مرکز فارسكور ، وبناء 
مستشفى ، ووحدة صحية ، ومحكمة ، ومكاتب التموين والشهر العقاري والهندسة 
والزراعة . ثم عدد من المدارس، إذ لا يوجد به اليوم غير مدرسة أعدادية واحدة،
وبعض المدارس الأبتدائية .

هذه هي مديرية دمياط الجديدة التي ولدت عام ١٩٥٤ ، أقل مديريات الأقليم 
المصري مساحة وسكانا ، لا تملك من مقومات المديرية سوى جهاز أداري صغير . 
يشتمل على ثلاثة مراكز فقط ، في حين يتكون غيرها من تسعة مراكز . . 
والأمل معقود على أعادة بحث التقسيم الأداري ، وضم مركزي المطرية وشربين 
لمديرية دمياط . . والمستقبل كفيل بجعل هذه المديرية الناشئة الجديدة، مديرية 
نموذجية في شتى مرافقها الحيوية . .

فلقد رسم الطريق إلى الأنشاء ، وأطلقت القوي إلى الانتاج ، وبدأ الزحف 
المقدس لأعادة التخطيط ، وراح الشعب يعمل من أجل تطوير حياته . . ولهذا 
فلسوف يشهد هذا الجيل الجديد من هذه المديرية الحديثة ، العريقة ، بعثا في الصناعة 
والتجارة والزراعة ، يفوق ما كانت عليه في أيامها المجيدة السالفة . .

المصدر: كتاب تاريخ دمياط منذ أقدم العصور تأليف نقولا يوسف (رابط)، الصفحات من 384 حتى 392.