‏إظهار الرسائل ذات التسميات برج السلسلة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات برج السلسلة. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 23 فبراير 2022

مقالة مجلة الهلال عن برج السلسلة في دمياط

محاصرة الصليبيين دمياط
سنة ۱۲۱۸ م

هاجم الصليبيون دمياط غير مرة في اثناء الحروب الصليبية وكانت الحرب سجالاً
بينهم وبين المسلمين . ثم تمكنوا من فتحها سنة ۱۲۱۹ ( ٦١٦ هـ ) ولكنهم قاسوا
في ذلك عذاباً شديداً . لأن المصريين كانوا قد انشأوا برجاً من الخشب اقاموا فيه
المقاتلة ومدُّوا بينه و بين دمياط سلسلة غليظة تمنع سفن الافرنج من المرور . وقد
بسطنا ذلك في « تاريخ مصر الحديث » ، بقولنا :

« فجاؤا ( الصليبيون ) اليها بحرًا وحاصروا دمیاط في يوم الثلاثاء في ٤ ربیع اول
سنة ٦١٥ هـ وهم نحو ٧۰ الف فارس و ٤۰۰ الف راجل فخيموا تجاه دمیاط في البر
الغربي وحفروا على معسكرهم خندقاً واقاموا عليه سوراً وشرعوا في قتال برج دمياط 
فانه كان برجاً منيعاً فيهِ سلاسل من حديد غلاظ تمتد على النيل لتمنع المراكب الواصلة في 
البحر المالح من الدخول إلى ديار مصر في النيل . وكان البر الذي نزل عليه الصليبيون 
جزيرة محاطة بالنيل من جهة وبالبحر المالح من الاخرى يقال لها جزيرة دمياط .

وكان المسلمون في مدينة دمياط محاصرين حصاراً منيعاً من البحر والبر والسلسلة ممتدة
بين البرج والسور . فحاول الصليبيون امتلاك ذلك البرج لانهم اذا ملكوه تمكنوا من
العبور في النيل إلى القاهرة . وكان هذا البرج مشحوناً بالمقاتلين تأتي اليه المؤن من
دمياط على جسر خشبي منصوب في عرض النيل . وبعد مدة انكسر ذلك الجسر 
فاغتنم الصليبيون تلك الفرصة واصطنعوا برجاً خشبياً نصبوه على مركبين موسوقين
قيوداً وانزلوا اليه اقوى رجالهم واحسن عدتهم وساروا في النيل لمهاجمة برج المسلمين
فلما رأى المسلمون ذلك تجمهروا في البرج والسور واخذوا برمي السهام والحراب
والحجارة بالمنجنيق على برج الصليبيين فلعبت النار به فخاف الذين فيه ثم انطفأ حالاً
وتشدد الصليبيون حتى استولوا على برج المسلمين وطمعوا بالاستيلاء على دمياط »

وقد نشرنا صورة دخول الصليبيين البرج نقلاً عن مسودة قديمة في المكتبة الأهلية
في باريس كما ترى في هذا الشكل

دخول الصليبيين برج دمياط
دخول الصليبيين برج دمياط


وكنا في شوق شديد الى رؤْية تلك الواقعة ممثلة في رسم يبين موقع البرج من
المدينة . ولم نكن نتوقع العثور على ذلك . لكن علي بك بهجت العالم الأثري ووكيل
المتحف العربي بمصر وفق إلى العثور على صورة بهذا المعنى في اثناء سیاحته في هولندا
بالصيف قبل الماضي . وقد فصل كيفية وقوفه على هذا الأثر النفيس بمقالة تليت في
المجمع العلمي المصري نلخص منها ما يأتي خدمة للتاريخ المصري واقرارًا بفضل حضرته
في التنقيب عن الآثار العربية

قال انهُ في اثنَاءِ سياحته في هولندا عثر في متحف هرلم على صورة للمصور ويرنجن
تمثل حصار الصليبيين دمياط فاستلفتت انتباهه وعلم ان ذلك المصوّر بناها على حكاية
كانت شائعة بين مواطنيه ينسبون اكثر الفوز فيها الى الهولنديين . وخلاصة حكايتهم
ان الدمياطيين كانوا قد اقاموا عند مدخل النيل برجاً حصيناً تمتدُّ منه تحت الماء سلسلة
غليظة من الحديد الى جسر آخر عند حصون المدينة لتمنع السفن من الوصول الى مجری
النيل والدخول منه إلى مصر . وان وليم الأول بن کونت هولندا تصور حيلة للخلاصْ

حصار دمياط تصوير ويرنجن
حصار دمياط تصوير ويرنجن



من هذه العقبة فاصطنع منشارًا عظيماً من الحديد شده إلى مقدم سفينتهِ واغتنم اشتداد الريح ومد البحر 
واطلق لسفينته الشراع نحو السلسلة فقطعتها وانفتح الطريق لسائر الأسطول . فمثل المصور هذه الحكاية 
في الصورة التي نحن في صددها في أوائل القرن السابع عشر أي بعد نحو اربعمائة سنة من الحادثة . 

فرسم البرج في النيل والسلسلة ممتدة منه إلى البرج الآخر على شاطئ دمياط وقد اشتدت 
الريح وهاج النيل . واطلق ولیم لسفينته الشراع فدخلت مصب النيل حتى قطعت السلسلة 
والمسلمون في اعلى البرج يرمون الهولنديين بالنبال والحجارة . وترى بين البرج ودمياط 
من الجهة الاخرى جسرا من الخشب ينقل عليه المسلمون المؤُونة الى اصحاب البرج . 
وقد تقدم في ما نقلناه عن تاريخ مصرالحديث ان الصليبيين اغتنموا انكسار هذا الجسر وهجموا 
على برج المسلمين واخذوه .

ويقول المحدث الهولندي انهم قطعوا السلسلة بالمنشار

فلما وقف بهجت بك على هذه الصورة أهتم بها ونقلها بالفوتوغراف ودرسها فقرأ
ما ذكره عنها الموسيو كرونيك مدير ذلك المتحف من الملاحظات في سجلات المتحف.
واستزاده بیاناً فاخبره ان ویرنجن المصور ولد في هرلم وتوفي فيها سنة ١٦٤٣ م وهو
الذي رسم هذه الصورة وقد ذكرها صامويل امبزين في وصف هرلم سنة ١٦٤۸ م .

وشخص بهجت بك إلى لندن وقصد مكتبتها الشهيرة بالمسودات العربية وطلب من
الاستاذ سنوك هوسكرونجي أن يرشده إلى المصادر الهولندية التي تساعده على درس
هذه المسألة فأتاه بتاريخ الامة الهولندية للاستاذ بلوك ، فاستخرج منه فقرة تتعلق
بالهولنديين والحروب الصليبية هذه ترجمتها :

« ليس لدينا عن أعمال الهولنديين في الحروب الصليبية الا اخبار موجزة اما حملة
دمياط فان اخبارها اكثر اسهاباً . في ربيع سنة ۱۲۱۷ م سافر جماعة من الهولنديين
للاشتراك في الحملة الصليبية الجديدة بقيادة وليم الأول كونت هولندا . فرسا اسطولهم
اولاً في لشبونه فاستنجده البورتغاليون على المراكشيين . وفي ربيع السنة التالية
(۱۲۱۸) وصل الاسطول الى عكا وانضم إلى سائر جند المسيحيين هناك واجمع رأيهم
على مصر وفيها خيرة قوات المسلمين فاقلعوا اليها فوصلوا في مايو من تلك السنة الى
دمياط من مدن مصر الهامة . وكانت الحملة بقيادة كونت ساربروخ فحاصروا المدينة
وطال الحصار لان المسلمين كانوا قد تحصنوا في برج على جزيرة صغيرة في النيل .
فاحتال المسيحيون في أخذه بانهم جمعوا بين سفينتين من سفنهم شدوهما الواحدة إلى
الاخرى وبنوا عليهما برجاً من الخشب في طبقته العليا جسر كالمعبر ينتقل . وتقدموا الى
جسر السلسلة . ولما اقتربوا منه في ٢٤ اغسطس اسرع احد فرسان لياج وكان في
مقدمة الذين دخلوا برج المسلمين واخذوه . لكن مدينة دمياط نفسها لم يفتحها
المسيحيون الاَّ في نوفمبر سنة ۱۲۱۹ بعد ان باد اكثر اهلها . وذكروا ان المسلمين
كانوا قد اقاموا في عرض النيل سلسلتين من الحديد . وكان لحملة دمياط دويٌ في
هولندا ویروون في حصارها روايات خيالية . وكان اكثر الهولنديين ظهورًا في هذه
الحملة اهل هرلم وقرية دكوم » . ولم يذكر هذا المؤرخ حديث المنشار فكانه من
الخرافات المتناقلة على السنة العامة

واطلع بهجت بك في مكتبة ليدن على مؤلف آخر كتب لكنيسة جودا فيه
تفصیلات لم يذكرها سنوك منها خبر حصار دمياط بقيادة الامبراطور فريدريك
سنة ۱۱۸۸ ومعه كونت وليم بن الكونت فلوریس . فابلى بلاءً حسناً فكافأهُ ورقاه
واكرم الهولنديين فادخلهم تحت رايته وجعل لهم امتیازات أخرى . وعلم بهجت بك
بصورة على زجاج كنيسة جودا تمثل معركة دمياط رسمت سنة ۱٥۹٦ بامر مجلس قضاة
هرلم تذكارًا لبسالة اسلافهم الذين اشتركوا في فتح دمياط وهي تشبه الصورة المار
ذكرها من حيث شكل الابراج والسفن وغير ذلك نشرها في مقالته المشار اليها .

واكتفينا بنشر صورة ويرنجن لانها اوضح دلالة على تلك المعركة . فنثني على بهجت
بك لما يبذله من العناية في خدمة التاريخ الاسلامي

المصدر: الهلال - الجزء الخامس من السنة الحادية والعشرين - اول فبراير (شباط) سنة  1913 و24 صفر سنة 1331 - ص 294 الى ص 298 (رابط)

السبت، 9 يناير 2021

زيارة دمياط والقنصل سرور من رحلة جيرار دي نرفال

مصر منذ تسعين سنة - ترجمة ديمتري نقولا
مصر منذ تسعين سنة


السفر الى دمياط

ركبنا عصاري ذلك اليوم في الذهبية فسارت بريح موافقة حتى وصلنا الى بطن البقرة 
حيث النقطة السفلى لزاوية الدلتا . ثم غابت عنا رؤُوس الاهرام واظلم الافق . وكان مسيرنا في 
الفرع الشرقي اي على مجرى النيل الاصلي الذي يصب في دمياط وعلى ضفتي هذا الفرع اراضٍ 
خصبة ومروج زاهرة و بلاد عامرة . فاجتزنا بلدة « شلقانية » المبنية على اثار مدينة سركاسورم 
القديمة تم مررنا ببلدة دجوي وكانت منذ عهد قرب مركزًا او وكرًا لعصابة لصوص النيل 
يترصدون مرور المراكب ليلاً و يتبعونها سباحة و يختطفون ما تصل اليهِ ابديهم من البضائع
والأموال ثم يختفون في الجزائر والآجام . ومررنا على خرائب اتريب القديمة ( قرب بنها ) .

وفي اليوم التالي رسونا عند بلدة ميت غمر وهي كثيرة العمران والسكان وجامعها قديم جدًا 
مأذنتهُ مربعة الشكل كان قديمًا كنيسة مسيحية قبل الفتح الاسلامي . واجتزنا بلدة ابو صير 
وهي بوزیزس القديمة ثم سمنود المبنية على آثار مدينة سبانیتوس القديمة . وعلى مقربة من 
هذه البلدة اثار او خرائب هيكل مصري عظيم كثير القدم كان للمعبودة ايزيس مبني على 
اعمدة كثيرة فوق كل عمود تاج مزخرف بالنقوش البديعة تمثل رؤُوس نساء بارزة . وقد 
دك الاهالي اكثر هذه الأعمدة وقطعوها وصقلوها حجارة للطواحين

ورسونا في مساء اليوم الثالث امام مدينة المنصورة وقد اسفت جدًّا لاني لم اتمكن من 
التفرج على معامل تفريغ البيض المشهورة في هذه البلدة وعلى بيت ابن لقمان حيث اسر 
الملك لويس التاسع . ولما صحونا عند الصباح من النوم فوجئنا بنبإٍ مزعج ذلك اننا رأَينا
العلم الاصفر مرفوعًا فوق مركز الصحة وقيل لنا ان اكثر بلاد الدلتا الى دمياط موبوءَة
بالطاعون . فلم نتمكن من الدخول الى البلد لابتياع ما يلزمنا من مؤُونة وغذاء وقد فرغ 
ما كان عندنا منها . فواصلنا مسيرنا الى بلدة فارسكور وهناك ظهرت اما اعيننا مجالي 
العمران والخصب و مناظر الطبيعة الجميلة من المروج المخصبة وغابات النخيل الزمردية . ثم 
دخلنا في خليج مدينة دمياط وظهرت امامنا ابنيتها العامرة كدائرة حول الرصيف وهي على 
الطرز الايطالي مكللة واجهاتها وسطوحها بقصاري الزهور والرياحين . ومدخل دمياط على 
هذا الوصف يشبه مدخل البندقية

فرسا بنا المركب في المرفإِ الكبير امام بناية عظيمة عالية الجدران يخفق فوقها علم الحكومة 
الفرنسوية ولم يسمح لنا بالدخول الى المدينة الأَ صباحا بعد ان يزورنا طبيب الكرنتينا وكان 
العلم الاصفر مرفوعًا فوقها دلالةً على أن المدينة موبوءَة بالطاعون . فقضينا الليلة في الذهبية 
وعند الصباح رفعتُ العلم الفرنسوي فوق ساري مؤَخرتها وقد الجأَتني الضرورة لاعلان 
جنسيتي قبل ان يزورنا رجال الصحة . و بعد ساعة أطل علينا من الشاطيء قواس قنصلية 
فرنسا وقال لي ان القنصل لما رأَى العلم الفرنسوي على المركب ارسلهُ لينظر مَن القادم 
ويعرض عليهِ ما يريد من الخدمة والمساعدة . فعرفتهُ بنفسي وقلت لهُ اني قادم من مصر 
ومسافر الى سوريا ومعي کتاب توصية من قنصل جنرال فرنسا إلى قنصل دمياط واريد ان 
اقابلهُ واسلم الكتاب اليهِ بيدي ، فغاب القواس هنيهة ثُم رجع ودعاني أن اذهب معهُ لمقابلة
القنصل . فلم يجسر احد من رجال الحفظ والصحة على معارضة قواس القنصل . فخرجت من 
المركب واتبعتهُ واوصاني أن لا المس احدًا في الطريق ولا ادع احدًا يلمسني وكان يسير 
امامي وهو بثوبهِ الألباني وغداراتهُ في وسطهِ يقرع بعصاهُ الفضية المتوجة بتفاحةٍ ذهبية 
على البلاط قرعًا عنيفًا متواصلاً ليبعد عن طريقي الناس والغلمان الذين ازدحموا ليتفرجوا 
عليّ . وكانت القنصلية على مقربة من الرصيف فدخلنا فيها واذا هي بناية كبيرة واسعة عالية
كثيرة المداخل يقال لها « وكالة » (١) وفي اعلاها مسكن قنصل فرنسا و يدعى م . سرور . 
وهو سوري الأصل ومن كبار تجار الأرز في دمياط فاصعدني القواس الى بهو كبير مفروش 
بافخر الرياش وفي صدرهِ رجل جالس وهو بثياب شرقية فقال لي القواس هذا هو القنصل .
فحنيت رأسي احترامًا واخرجت من جيبي کتاب التوصية وتقدمت لاسلمهُ اليهِ فرفع يدهُ 
نحوي وقال لي بلهجة يشوبها الانتهار « آسبتا » اي توقف فعلمت أن الرجل يأبى ان يمسني 
لانهُ من حين ظهور الطاعون في دمياط انزوي في بيتهِ لعدم الاختلاط باحد كانهُ في حجرٍ 
صحي ثم خرج من باب ورجع وهو حامل ملقطًا والتقط بهِ الكتاب من يدي ومزق غلافهُ 
بسكين واخرج الرسالة بالملقط وقرأَها بدون ان يمسها كانني مصاب بالطاعون مع اني آتٍ 
من بلاد سليمة . ولما عرف من انا وما هي منزلتي بين قومي خفف شيئًا من حذرهِ وعبوستهِ 
الاولى ورحب بي واشار اليَّ ان اغتسل ودعاني للجلوس معهُ على مائدتهِ للغداء

ثم دعا كاتب سره او ترجمانهُ ( قونشلير ) ليكون ترجمانًا بيني وبينهُ لانهُ لا يحسن كثيرًا 
التكلم باللغة الفرنسوية واظهر لي صريحًا ان دعوته لي للغداء داخلة ضمن حدود الكرنتينا 
فلا المس شیئًا الاَّ ما يقدم لي الخادم . وحينئذٍ تذكرت رفقائي ريس المركب وبحريتهُ 
وقد فرغت المؤُونة من عندهم وحجر عليهم فلا يقدرون ان يختلطوا باحد فرجوت من 
القنصل ان يرسل لهم شيئًا من القوت ففعل وامر ان يقدم لهم الخبز والدجاج واللحم بواسطة 
القواس فشكرت القنصل على لطفهِ وكرمهِ والشرقيون معروفون بالكرم وحسن الضيافة . ثم 
ذكرت لهُ جاريتي زينب وطلبت احضارها الى القنصلية فحضرت مع القواس ولما مثلت 
امامهُ حدَّق فيها كثيرًا فرأى ما هي عليهِ من غضاضة الصبا والجمال الجاوي فقطب حاجبيهِ 
والتفت نحوي وسألني وهل انت مزمع ان تأخذ هذه المرأَة معك إلى فرنسا . قلت اذا 
شاءَت ان ترافقني الى وطني فلا سبيل لي الى منعها . قال ولكن الا تعلم انها اذا وطئت 
الأراضي الفرنسوية فتكون حرةً . قلت اني اعتبرها حرة منذ الآن . قال أولا تعلم انها اذا 
سئمت الاقامة في فرنسا وارادت الرجوع الي مصر فانك مضطر لتسفيرها على نفقتك . قلت اعلم 
ذلك . قال اني اشير عليك يا مسيو دي نرفال ان تبيعها هنا فانت سائح جوال في البلاد برَّا 
وبحرًا ويشق عليك ان تصحب امرأَة مثل هذه في اسفارك . قلت وكيف ابيعها في بلد موبوءٍ 
بالطاعون فان ذلك منتهى القساوة . قال انت وشأَنك اذًا . وغلب على ظني ان القنصل كان يقصد 
من ذلك أن يشتريها مني بثمن بخس ويجعلها خادمة في منزلهِ . ثم ذكرت لهُ بواسطة الترجمان ما 
حدث لي في القاهرة من امر السكنى والزواج وكيف اضطررت لمشترى الجارية فتبسم ضاحكًا

ثم انتقلنا بعد ذلك الى قاعة الاكل وكان في وسطها مائدة كبيرة مستديرة وعليها 
الاطباق وحولها الكراسي فاشار اليَّ القنصل بالجلوس على كرسي منفرد وجلس بازائي في 
الطرف الاخر وعلى يمينه القونشلير وعلى يساره ابنهُ وهو غلام صغير في السابعة من عمرهِ . 
واما القواس فوقف بيننا كحاجز . وكنت اؤَمل ان يدعو زینب لمشاركتنا في الغداء . وكانت 
متربعة على حصير عند مدخل باب الحريم فربما ظنت هذه الساذجة المسكينة اني احضرتها 
عند القنصل لكي ابيعها . وكان الخادم يقدم لنا الطعام على الطريقة الاوربية الاَّ انهُ 
كان يضع امامي صحافًا خصوصية لئلا اشترك مع الباقين في الصحفة العمومية منعًا 
للاختلاط . ثم بدأَ الحديث بيننا فذكرت للقنصل مجمل رحلتي منذ خرجت من فرنسا 
وسياحتي في سويسرا والمانيا والنمسا وما لاقيتهُ من الحوادث النادرة في فينا والبندقية وبلاد 
اليونان وانتقالي من سيرا الى الاسكندرية واقامتي في القاهرة . وذكر لي انهُ ولد في 
سوريا وهو من الطائفة الكاثوليكية وانهُ يتاجر بين دمياط والشواطئ السورية بالارز 
والحبوب وغيرها (٢) . واعتذر مني لعدم اشتراك زوجتهِ معنا في الاكل لان ذلك مخالف
للعوائد الشرقية ولكنهُ سيدعوها لتقابلني و يعرفني بها . ثم لم يمضِ الاَّ القليل حتى دخلت 
سيدة جميلة الطلعة في الثلاثين من عمرها رشيقة القوام كانت تخطو على مهل بخيلاءَ ودلال . 
فجلست على مقعد عالٍ ذي وسائد من القطيفة ( فوتيل ) بعد ان حنت رأْسها امامی مرحبة 
بي فوقفت احترامًا لها وكان شعرها الجميل معقودًا على رأْسها وعلى كتفها شال اصفر من 
الكشمير الحريري الفالي الثمن مشبوك بحلية كبيرة ذهبية مرصعة بالماس وعلى شعرها وزندیها 
حلى مرصعة بالحجارة الكريمة تسطع بهاءً وكانت مكحلة العينين مزججة الحواجب على الطرز 
الشرقي فكانت على هذا الشكل وهي جالسة على المقعد الحريري المرتفع كانها ملكة او عذراء 
رافائيل . وفي اثناء الطعام وجه القنصل نظر زوجتهِ الى الجارية فكلمتها وسأَلتها بعض اسئلة 
لم افهم معناها . ثم امرت الخادم أن يأْتيها بالطعام فاحضر لها سفرة صغيرة مستديرة ووضعها 
امامها فاكلت

وبعد الغداء خرجت لاتفرج على المدينة و تكرم القونشلير بمرافقتي فلم اجد فيها ما يستحق 
الذكر سوى الأبنية المرصوصة حول رصيف المنيا وهي على شكل قوس ( امفیتیاتر ) بعضها 
فوق بعض وكان القواس يسير امامنا و يبعد عنا الناس بعصاهُ الفضية . ورأَينا قبة ولي 
مشهور لها حرمة عند الأهالي وخصوصًا عند البحارة المسلمين . وزرنا کنیسة شرقية قديمة 
مبنية على الطرز البيزنطي من عهد الصليبيين . و عند باب المدينة تل او اكمة مسوَّرة بباب 
مقفل على الدوام وربما كانت جزءًا من السور القديم و يقال انها مدفن عظام جنود القديس 
لويس الذين قتلوا تحت اسوار دمياط

وفي تلك الليلة رجعت إلى الذهبية ونمت فيها وفي الصباح حضر اليَّ القواس وقال لي 
ان مركبًا يونانيًّا يدعى « آجيا برباره » سيقلع في مساء اليوم التالي من آخر بوغاز دمياط
( رأس البر ) وهو مسافر الى سور یا وان استعد للسفر فيهِ . وان مركبًا للقنصل مشحونًا 
ارزًا سينقلني مع جاريتي وامتعتي في البوغاز الى هذا المركب اليوناني الراسي في عرض البحر .

فسسررت جدًّا من هذا النبإِ غير المنتظر

ديمتري نقولا


(١) لم تزل هذه الوكالة باقية إلى الآن الَّا ان معظمها خرائب متهدمة وهي ملك اسرة سرور .
(٢) علمت بعد البحث الدقيق من بعض الاسر الدمياطية ان قنصل فرنسا الذي ذكرهُ هذا السائح 
هو میخائیل بن جرجس سرور . واسرة سرور كانت في دمياط ذات وجاهة نشأَت في دمشق الشام 
وهاجرت الى دمياط قبل عهد محمد علي باشا واكثر اعضائها كانوا قناصل لعدة دول . وقد عثرت على 
نشرة من ادارة التاريخ العام في الشرق طبعت في جنيف سنة ۱۸۷۱ جاءَ فيها تحت عنوان القناصل في 
الشرق ما يأتي « الكفاليير ميشل سرور . فنصل الولايات المتحدة الالمانية الشمالية في دمياط وعندهُ 
وسام من ملكة اسبانيا ايزابلاَّ الكاثوليكية ولد سنة ۱۷۹۷ وهو ابن حنا سرور المثري الوجيه فيس 
قنصل انكلترا وإسبانيا بدمياط و بعد وفاة ابيهِ سنة ۱۸١٤ شغل الوظائف والرتب التي كانت لهُ وهو في 
السادسة عشرة من عمرهِ وكان متضلعًا من لغات كثيرة . وفي عام ۱۸۳٦ اسندت اليهِ وظيفة فيس قنصل 
بروسيا ومنح الوسام الملوكي من الملكة ايزابلا الكاثوليكية • وفي سنة ۱۸٦۱ عين قنصلاً للولايات المتحدة 
الشمالية بامر ملك بروسيا وهو ذو وجاهة كبيرة و بيتهُ مفتوح للضيوف والغرباء بكرم شرقي ومقرب من 
سمو محمد علي باشا وصديق حميم لسمو نجلهِ ابرهيم باشا الذي يثق بهِ كثيرًا و بكلفة قضاء اشغاله كلها »


المصدر: مصر منذ تسعين سنة (10) ، ترجمة ديمتري نقولا لرحلة جيرار دي نرفال للشرق، مجلة المقتطف، المجلد التاسع والاربعون، الجزء الخامس، 1 نوفمبر ( تشرين ثانٍ ) سنة 1916 — الموافق 5 محرم سنة 1335 (رابط).


لمعلومات شبيهة للمذكورة أعلاه عن القنصل سرور (Michael Surur)، انظر هنا، وهنا.

الجمعة، 8 يناير 2021

وصف بوغاز دمياط وبحيرة المنزلة من رحلة جيرار دي نرفال

مصر منذ تسعين سنة - ترجمة ديمتري نقولا
مصر منذ تسعين سنة
الافندي الأرمني 

في صباح اليوم التالي خرجنا من مرفأ دمياط في قارب لقنصل فرنسا ورافقنا 
القواس وقد عهد اليهِ في شحن الرز من العزبة ونقلهِ إلى المركب اليوناني الراسي في عرض 
البحر عند راس البوغاز . فسار بنا القارب بين مروج خصبة وغابات من النخيل ، وبينما كنت 
امتع بصري بتلك المناظر البديعة البهجة والقارب يسير بنا الهويناء ومياه النيل الصافية 
كالمرآة تتجعد كحلقات الزرد من نسيمات السحر وتتلاطم معانقة مياه البحر المالحة اذ وصل الى 
سمعي غناء بلغةٍ غريبة وقد تكرر مطلعهُ هكذا : « استنبولدن آه يلير فرمان . علي عثمان 
یارجمندة يلير استنبولدن » فالتفت إلى مصدر الصوت فرأيت شابًّا بهي الطلعة ولكنهُ زري 
الهيئة فسألت القواس عنهُ فقال انهُ شاب ارمني صعلوك من اسطنبول يجول في البلاد 
للاستجداء وهو يغني بالتركية اغنية دارجة شاعت عند صدور الفرمان من السلطان بقتل 
الانكشارية

ثم وقف بنا القارب عند عزبة بالقرب من بحيرة المنزلة لشحن اكياس الرز فخرجت 
إلى البر وجلست على العشب فاتى ذلك الشاب الأرمني وجلس بالقرب مني فتبينتهُ واذا 
هو جميل الهيئة بملامح شركسية وعينين سوداوين استرسل شعرهُ على جبينهِ وفوديهِ 
تحت طربوش احمر تركي وهو يلبس « غنبازاً » قصيراً او ساية من الحرير مقلمة بخطوط 
ملونة الا أنها عتيقة فوقها جبة قصيرة من جوخ اسود عريضة الأكمام الاَّ انها ممزقة . 
وفي وسطهِ منطقة ملونة فهو في هيئتهِ هذه وشكلهِ كتركي فقير ولم أرَ في وسطهِ 
الغدارات والخناجر حسب عادة الترك بل وضع بدلاً منها دواة طويلة من نحاس اصفر
فتأكدت حينئذ انهُ « افندي » من رجال الكتابة ودهشت حبنا بادأَني بالتحية باللغة 
الفرنسوية قائلاً : بونجور مسيو

فقلت له أَأَنت مصري﹖أجاب كلا انا من اسطنبول هاجرت الى هذه البلاد مع مَن 
هاجر من الاتراك والارمن للارتزاق بعد ان استقل محمد علي باشا في حكم ولاية مصر
وكنت كاتبًا و مترجمًا في سراي طوسون بك نجل سعادتهِ . ثم خرجت من عندهِ وحضرت 
إلى دمياط ولما علمت انك مسافر الى سوریا عزمت ان اصحبك في السفر الى بيروت ولي هناك 
شقيق كاتب عند حاكم تلك المدينة ومقرب اليهِ . فالتفت نحو القواس وقلتُ له لا أَری
بأسًا أن يسافر هذا الشاب معنا . فاخذني ناحية وقال لي همسًا : اني لا اري من الفطنة 
والصواب أن تصحبهُ معك لئلا تضطر أن تدفع عنه نفقتهُ واجرة السفر في المركب اليوناني
لانهُ فقير معدم لا يملك سوی دواتهِ واقلامهِ فهو من الجوالين الصعاليك الذين يجولون في 
البلاد متخذين مهنة الكتابة ونظم الاشعار للاستجداء ولما وصل الى دمياط قصد القنصل 
فنقدهُ بعض دريهمات وصرفهُ

فالتفت حينئذٍ نحو الشاب وقلت لهُ اني آسف يا عزيزي لكوني لا اقدر ان اصحبك معي 
في المركب فليس في وسعي أن ادفع عنك اجرة السفر فقد نفدت دراهمي وما عندي لا يكاد 
يكفيني للوصول إلى بلادي . فاجابني لا بأْس سابقى هنا عند الفلاحين الى ان يمر بعض 
السياح الانكليز الذاهبين الى سوريا ولا بد ان اجد بينهم واحدًا ذا حنان وعطف و مروءَة 
فيأْخذني معه . فآلمني هذا الكلام وحرك في قلبي عاطفة الغيرة والمنافسة الجنسية فندمت لما 
ابديتهُ من الجفاء نحو هذا الشاب المسكين

— بوغاز دمياط و بحيرة المنزلة — 
و بینما كان الفلاحون يشحنون اكياس الرز في القارب اتخذت هذه الفرصة للتفرج على 
بحيرة المنزلة القريبة من هناك فسرت مع القواس في تلك المروج والغياض واجتزنا قرية 
تدعي « العزبة » وكل بيوتها حقيرة من الطوب النيء ما عدا جامعًا قديمًا متهدمًا واثار برج 
من الحجر الصلب وكلاهما تهدما في حصار دمياط على عهد الصليبيين تحت قيادة الملك 
لويس التاسع . وكان هذا البرج من حصون دمياط القديمة ذات الأسوار المنيعة وكانت 
على شاطئ البحر غير انه على طول الزمن تغلب طمي النيل على المياه فصارت المدينة 
على بعد بضعة أميال من الشاطئ . وقد قرر العلماء أن تربة الاراضي المصرية تكتسب 
ميلاً من ارض البحر في كل ستمائة سنة بواسطة الطمي . وان مدينة دمياط الحالية كانت 
منذ تأسيسها على شاطىء البحر المالح فصارت الآن على مرّ الزمن و برسوب طمي النيل على 
مسافة أميال من البحر

وكانت دمياط محطًا للقوافل والمسافرين بين البرّين مصر وسوريا في الزمن السابق
ولم تنزل الى الآن آثار مدن وخرابات على شاطىء البحر وضفاف بحيرة المنزلة طمرتها الرمال 
بعد أن قذفتها الرياح من الصحاري الشرقية . وتتبع العلماء هذه الآثار على شاطىء البحر 
فوجدوا خرائب مدن مصرية كثيرة بنيت على عهد ملوك طيبة والملوك الرعاة و بعض 
تلك المدن كانت على شاطئ البحر فتغلبت عليها الرمال الشرقية والطمي فصارت على 
مسافات بعيدة عن البحر وقد احصى العلماء الجيولوجيون طبقات الطمي وعلوها عن الماء 
وحسبوا الزمن الذي ترسب فيهِ كل طبقة من الأرض بسبب طمي النيل في كل سنة 
من السنين فوجدوا أن عمر الأراضي المصرية اربعون الف سنة منذ كانت المياه غامرة 
بلاد الدلتا كلها

ثم وصلنا الى بحيرة المنزلة وهناك رأينا الوفًا من قوارب الصيادين تمخر في تلك 
البحيرة وبين جزرها الكثيرة لصيد السمك . ويصطادون منهُ في كل سنة الوفًا من 
القناطير تكفي مؤُونة مصر كلها . وبحيرة المنزلة هي بحيرة ماريوتنیس القديمة وعلى 
شواطئها كانت مدينة تانيس العاصمة القديمة ومدن كثيرة عفَت آثارها ومدينة بيلوزا 
مفتاح القصر المصري في الحدود الفاصلة بين سوريا ومصر ومن هذه المدينة اجتاز 
الملوك الفاتحون لاجتياح مصر كملوك اشور وفارس واليونان والرومان . ومنها دخل 
الاسكندر الى مصر . وحول البحيرة اراضٍ مشبعة من نشع مياه النيل تزرع ارزًا 
وتتخللها اشجار الطرفاء والجميز والنخل وعلى ضفاف الترع نباتات البردي واللوتس 
الأرجواني والنيلوفر وتحوم حولها الطيور من حمام وبط واوز وغيرها من الطيور المائية 
الصالحة للصيد

وبينما كانت انظاري متجهة إلى حركة قوارب الصيادين والى مدهشات الطبيعة 
وافكاري منصرفة إلى تلك العاديات القديمة ممت تلك الاغنية التركية التي سمعتها في 
القارب من ذلك الشاب الارمني الذي رفضت ان اصحبهُ معي تبعًا لمشورة القواس وكان 
يكرر نشیدهُ فالتفت فرأًيتهُ واقفًا على بعد بعض خطوات مني وفي وسطهِ دواتهُ الصفراءُ 
النحاسية وتحت ابطهِ صرة ثيابهِ وهي كل ما يملك من حطام الدنيا فحملتني الشفقة عليهِ الى 
استئناف الحديث معهُ فتركت القواس ودنوت منهُ وقلت له همسًا

كنت اود ان آخذك معي إلى سوريا لولا الضائقة المالية ولكني ساطلب من ربان 
المركب ان يأخذك باجرة قليلة وانا اقدم لك الطعام مدة السفر فخفف عنك
وطأة الهم . وقد رأًيت هذا القواس الانكشاري حاقدًا عليك فربما كان ذلك 
لانك تعرض بهِ في اغنيتك التركية عن صدور الفرمان بقتل الانكشارية . فاجابني لا بل 
هو نفسه بادأَني بالعداء ولم يدعني اقابل القنصل بدمياط ولولا انهُ جعل نفسهُ تحت 
حمايتهِ وادعى بانهُ الباني لما بقي إلى الآن حيًّا فلا يوجد الآن انكشاري واحد في كل 
السلطنة التركية

فاهتممت باصلاح ذات البين بينها وعزمت ان اصحبة معي فحمل صرة ثيابهِ تحت ابطهِ و
اتبعنا ولما رجعنا من تطوافنا الى العزبة رأَينا القارب امتلأَمن اكياس الرز والجاربة جالسة 
بين اقفاص الدجاج تنتظرني بفروغ صبر . فسار بنا القارب في الترعة الدمياطية الى البوغاز
( رأس البر ) وكنا كلما تقدمنا تتسع امامنا طبقات الرمال من الضفتين وهذا ما جعل الترعة 
غير صالحة لمسير السفن الكبيرة ، فالمراكب التي ترد من سوريا واليونان واسطنبول ترسو في 
آخر البوغاز ، ورأَينا على ضفتي الترعة آثار حصنين قديمين متهدمين من عهد الصليبيين • 

وبعد ساعتين وصل بنا القارب الى البوغاز حيث ملتقى ماء النيل بالماء الملح وتبينّا المركب 
اليوناني فاذا هو سفينة صغيرة بساريتين على احداها شراع مثلث . فأوجست خيفة من السفر 
فيها ورأًيت ولكن بعد فوات الوقت ان من الخطر السفر في مثل هذا المركب الصغير 
الذي قد لا يتحمل تلاطم امواج البحر المتوسط وخصوصًا وهو مثقل بمئات من اكياس الرز . 

ولما لصق القارب بالمركب تدلى منه سُلم من حبالٍ فصعد القواس اولاً ثم تبعتهُ مع الجارية 
والشاب الأرمني ونقل البحارة كل صناديقي وامتعني فجلسنا عند مؤَخر المركب بينما كانوا 
ينقلون اكياس الرز من القارب الى المركب حتى امتلأً منها وصارت كجبلٍ عالٍ امامنا . وفي 
هذه الاثناء دنا مني رجل طويل بلباس ازرق وقبعة سوداء من الفرو وحياني بالرومية 
قائلاً « کالميرا » وعرفني بهِ القواس فاذا هو ربان السفينة ثم ذهب لملاحظة 
اتمام الشحن . وضاق بنا المكان وأكياس الرز من حولنا ونحن في فرجةٍ ضيقةٍ بينهما
لا تكاد تكفي لجلوسنا فكيف نقدر ان ننام او نسير . وليس في المركب سوی غرفة 
واحدة للربان واخرى للطبخ والعفش واقفاص الطيور وفي جانبيهِ قاربان صغيران مربوطان 
بجبال الساري

المصدر: مصر منذ تسعين سنة (11) ، ترجمة ديمتري نقولا لرحلة جيرار دي نرفال للشرق، مجلة المقتطف، 1 ديسمبر سنة 1916 (رابط).

لوحة عن كسر سلسلة دمياط عام 1217 م

لوحة تصور كسر الأسطول الهولندي لسلسلة دمياط عام 1217
لوحة تصور كسر الأسطول الهولندي لسلسلة دمياط عام 1217

المصدر: كتاب "Leeven en daaden der doorluchtigste Zee-helden, beginnende met de tocht na Damiaten, voorgevallen in den jare 1217, en eindigende met den beroemden Admirael M. A. de Ruyter"، نُشِرَ عام 1683 (رابط).

الأحد، 15 نوفمبر 2020

صور قديمة لدمياط من مقالة ألبير جاييه

 مجموعة الصورة التالية مأخوذة من مقالة ألبير جاييه في مجلة "Le Tour du monde" المجلد العاشر، بتاريخ 21 مايو 1904 (رابط للمقالة).

DAMIETTE. VUE DU NIL., LA VILLE JUSTIFIE SON SURNOM DE VENISE ÉGYPTIENNE -- DESSIN DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: دمياط، منظر للنيل، استحقت المدينة لقب فينيسيا المصرية، تصوير ماسياس.

LES BORDS D UN CANAL ENTRE DAMIETTE ET BORDJ-SILSILEH. DESSIN D'OULEVAY. 

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: شط القناة في مدخل دمياط عند برج السلسلة، تصوير د. أولفاي.

LES BORDS DU NIL EN ANAL DE DAMIETTE. -- DESSIN DE GOTORBE.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: شط النيل في دمياط، تصوير جوتورب.

CHEIKH-CHATAH. PROMONTOIRE SUR LE LAC MENZALEH, OU L'AUTEUR RETROUVÉ NAGUÈRE L'EMPLACEMENT DES CAMPS FORTIFIÉS DE JEAN DE BRIENNE. -- D' APRÈS UNE PHOTOGRAPHIE.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: شيخ شطا، تل على بحيرة المنزلة، حيث وجد المؤلف (ألبير جاييه) موقع معسكر جان دي بريين، من صورة.

CHEIKH-CHATAH. LA MOSQUÉE ET LE TOMBEAU OU REPOSE LE CHEIKH. -- DESSIN DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: شيخ شطا، مسجد وضريح حيث يرقد جثمان الشيخ، تصوير ماسياس.

DAMIETTE. PAS UNE PIERRE N'A BOUGÉ DE LA MOSQUÉE DE MATBOULI QUI EMPIÈTE SUR LES TERRAINS DE L'ANCIENNE VILLE (xive SIÈCLE). DESSIN DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: دمياط، لم يتحرك أي حجر من مسجد المتبولي منذ القرن الرابع عشر على أرض المدينة القديمة. تصوير ماسياس.

LES DAHABYEHS GLISSENT AU FIL DE L'EAU COMME DES INSECTES GIGANTESQUES.  -- DESSIN DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: الدهبيات تتهادى على صفحة النيل كحشرات عملاقة، تصوير ماسياس.

DAMIETTE. LA MOSQUÉE DE FATAH, CONVERTIE EN ÉGLISE CATHOLIQUE LORS DE L'EXPÉDITION DE SAINT LOUIS. LA MOSQUÉE DE BIBARS-EL-BONDOUKDARY. -- DESSINS DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: دمياط. مسجد الفتح، تحول لكنيسة في حملة القديس لويس. مسجد بيبرس البندقداري. تصوير ماسياس.

UNE ROUTE, OMBRAGÉE DE GIGANTESQUES MIMOSAS, S'ALLONGE ENTRE DEUX CANAUX.  -- DESSIN DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: طريق، محاط بأشجار ميموزا عملاقة، على امتداد مدخل القناتين. تصوير ماسياس.

DAMIETTE. UN PALAIS DU COMMENCEMENT DU XIVe SIèCLE. -- DESSIN DE MIGNON.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: دمياط. قصر من بدايات القرن الرابع عشر. تصوير دو مينون.

DAMIETTE. UN PALAIS DU XVe SIÈCLE. -- DESSIN D'OULEVAY.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: دمياط. قصر من القرن الخامس عشر، تصوير د. أولفاي.

DAMIETTE. PORTE D'UN " OKEL " OU LES CARAVANES VIENNENT DÉPOSER LEUR CHARGEMENT. -- DESSIN DE SLOM.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: دمياط. باب أحد الوكالات حيث كانت تفرغ القوافل حمولتها. تصوير دو سلوم.

UNE VÉGÉTATION TROPICALE AU BORD D'UN CALME COURS D'EAU. -- DESSIN DE MASSIAS.

ترجمة للتعليق أسفل الصورة: مزروعات استوائية على شط نهر هادئ. تصوير ماسياس.