‏إظهار الرسائل ذات التسميات طاهر أبو فاشا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طاهر أبو فاشا. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

رحلات نقوم بها ونحن في هذا المكان، وماض نرجع إليه ونحن في هذا الزمان.



- إني أتأمل هذا العالم العجيب، وانظر إليه نظرة الزائر الغريب. تنازع على البقاء وليس في الدنيا بقاء! هه لقد صدق ذلك الشاب المعمر جانشاه، فما لا يملكه الناس يموت فيه الناس. عجبا! أكان الناس يسعون إلى الحياة لو أنهم ملكوا سر الحياة؟! 
- كأنك تقرأ قلبي يا مولاي.
- حدثيني، ماذا يكون أمر الناس لو أن الأرض والجبال أصبحت من الذهب؟! ماذا تكون قيمة الذهب إذا أصبح التراب ذهبا؟!
- إذا صار التراب ذهبا، يصير الذهب ترابا يا مولاي!
- ذلك ما كنت أفكر فيه يا شهرازاد، ثم .. ثم هذا العالم العجيب! إخواننا ملوك الجن والجان، تلك الطاقة الهائلة والقوة الخارقة الطائلة.
- أقوى من الجن من يغلب الجن.
- هل هناك من هو أقوى من العول، تنشق عنه الأرض أو يهبط من السماء؟!
- أعرف امرأة إذا ذكرت أمام جني، تفزع وبسمل.
- ههههههههه، يفزع منها الجن؟
- ويستجير منها البشر، نافذة كالقضاء ماضية كالقدر، لواحة بالشرر  لاتبقي ولاتذر ، وتسرق الكحل من النظر!
- هههههه أكثرتي في وصفها. من هي هذه المرأة؟ وما شأنها؟
- أما اسمها، فدليلة. ولأنها عاشت على المكر والحيلة، سماها الرواة والقالة دليلة المحتالة.
- ولماذا احتالت دليلة؟ وما ألجأها إلى المكر والحيلة؟
- ألجأها إلى ذلك شدة اليأس، وفساد الجسم الذي يأتي من فساد الرأس. أحمد الدنف وحسن شومان وماجرى لهما مع الدليلة المحتالة وبنتها زينب النصابة والسنجاد و ...
- ههههههههههههههه، طريفة تلك الشخوص التي تقدمينها الليلة يا شهرازاد. هذا جميل جدا، إن حديثك كالروض متعدد الألوان، رحلات نقوم بها ونحن في هذا المكان، وماض نرجع إليه ونحن في هذا الزمان. من مصر إلى الهند ومن الهند إلى السند، ومن الماضي الغابر إلى أمس الدابر إلى يومنا الحاضر.
- هههه
- هيه يا شهرازاد! إن ليلا من غير سهر وسهرا من غير سمر كشجر من غير ثمر. ما شأنه أحمد الدنف و..
- حسن شومان مع الدليلة المحتالة.
- وكيف احتالت هذه الدليلة؟ وأنى لها بالحيلة؟ تكلمي وافيضي وتبحبحي وزيدي.
- ههههه. جاريتك يا مولاي!
- هاتي يا شهرازاد.
- حبا وكرامة.

الأحد، 1 سبتمبر 2019

ذلك المعين الصافي الذي لا ينضب .. ذلك الكوكب المضيء الذي لا يغرب




شهرازاد: ألا تحس يا مولاي دلالة الألوان؟
شهريار: همم, ذلك شيء تدركه كل عين يا شهرازاد
شهرازاد: لا يا مولاي ... هذه هي دلالة الألوان الحسية
شهريار: ههم...
شهرازاد: و أنا أسألك عن دلالتها النفسية
شهرازاد: أعرف أنك ينبوع المعرفة و عين الحكمة .. نعم يا شهرازاد
شهرازاد: أهه أهه أريد أن نتفق أولا, أليست هناك ألوان تثير النفس؟ 
شهريار: إهمم
شهرازاد: كما أن هناك ألوانا ترتاح اليها النفس؟
شهريار: آ بلى يا شهرازاد
شهرازاد: ألوان تشعر بالدفء و الحنان و ألوان تشعر بالراحة و الإطمئنان و ألوان ترمز إلى الإثارة و ألوان تدل على الغيرة
شهريار: ربما .. قد يكون الأمر كذلك. و لكن لم تمايزت الألوان؟ مثلا لماذا كانت هذه الزهرة زرقاء و لماذا لم تكن بيضاء أو حمراء؟ 
شهرازاد: آههه .. لقد قربنا من حقائق الأشياء
شهريار: كيف بالله يا شهرازاد؟
شهرازاد: يقال و العلم عند ربي إن إختلاف الألوان يؤثر في سير الحياة لأن ذلك راجع الى مصادر الضياء و مداراتها و أبراجها في السماء و لهذا طالما لعبت الألوان دورا في حياة الإنسان كما حدث للأميرات الثلاث فيروز و زمردة و ياقوت في قصة الملك ماهوراب
شهريار: إهمم ههه
شهرازاد: صاحب مملكة سرنداب و أبنائه الثلاثة الذين أبطلوا الشرك في القلوب و أقاموا وحدانية المحب و المحبوب
شهريار: آهههه
شهرازاد: ههه و حاربوا كثرة النسل و حافظوا بذلك على نقاوة الأصل
شهريار: آههههه ههههه, أسطورة أخرى يا شهرازاد؟!
شهرازاد: هههه إذا تفضل مولاي و أراد
شهريار: بل أرجو يا شهرازاد
شهرازاد: هيه! معاذ الحب يا مولاي إنك تأمر و أنا أطيع
شهريار: ذلك المعين الصافي الذي لا ينضب .. ذلك الكوكب المضيء الذي لا يغرب
شهرازاد: ههههههه
شهريار: إييه يا شهرازاد!
شهرازاد: حبا وكرامة

السبت، 31 أغسطس 2019

فيخيل إلي أنني واحد من شخوص خرافاتك المجنحة



شهريار - شهرازاد!
شهرازاد - يا لبيك و يا سعديك
شهريار - لا! 
شهرازاد - ها! مولاي!
شهريار - سؤال واحد يا شهرازاد
شهرازاد - أتلك تحية المساء؟
شهريار - أريد أن أسألكي قبل كل شيء
شهرازاد - تسألني أنا .. يا مولاي؟
شهريار - سؤال واحد يا شهرازاد
شهرازاد - إنما يسأل من يملك الجواب
شهريار - دعي هذا! لا بد أن أنتهي من أمرك في هذه الليلة ... حدثيني
شهرازاد - مولاي
شهريار - ماذا تريدين؟
شهرازاد - و متى كانت لي إرادة حتى أريد؟
شهريار - بل أنت مني في موقف لا أدري أينا فيه سلطان؟ و يختلط علي الأمر أحيانا فيخيل إلي أنني واحد من شخوص خرافاتك المجنحة 
شهرازاد - و عرفت أنك لست إياها!
شهريار - بل وجدت نفسي فيها و من أجل هذا أسألك. لا بد أن تتكلمي .. أفصحي! إن هذا العطر الغامض يوشك أن أختنق فيه.
شهرازاد - مولاي
شهريار - لا أريد هذا الضباب .. لا أريده .. اكشفي النقاب عن نفسك ... إنها اللحظة الأخيرة
شهرازاد - إذا كان الأجل قد حان
شهريار - لقد طالت بنا الليالي يا شهرازاد و قد أجلت موعدكي مع الله يوما و يوما و يوما حتى انفرط عقد الأيام و مازلت أضرب ورائك في مجاهل الأوهام. لا ! لا بد أن أضع حدا لذلك و في هذه الليلة
شهرازاد - ثم ماذا؟
شهريار - ثم أقتلك!
شهرازاد - ثم ماذا؟!
شهريار - ثم ... ثم أمحو وجودكي من وجودي و أتحرر من سحرك الطاغي يا شهرازاد!
شهرازاد - و ما يمنعك يا مولاياه أن تفعل؟
شهريار - لن يكون هذا قبل أن أعرف السحر الذي تنطوي عليه نفسك. أريد أن أعرف لماذا تفتحين لي في كل ليلة باب الأحلام و ماذا وراء هذه العوالم يا شهرازاد
شهرازاد - أسري عن مولايا و أحاكيه و لاشيء أكثر من أن أسليه و أملأ لياليه
شهريار - أهذا إصرار؟
شهرازاد - أو إعتذار!
شهريار - أو فرار! هه .. إنك تغلفين الحقيقة بالأوهام و تتسللين إلى خواطري بأحلام الزمان ... ماذا فعلت بي يا شهرازاد؟ ماذا فعلت بي! لو أنها كانت حربا كتلك الحروب عرفت كيف أخوضها و لكنه صراع في نفسي ... هنا ... و كيف أفر من نفسي يا شهرازاد؟!
شهرازاد - تلك هي الحياة, الحقيقة الأزلية, الصراع بين الخير و الشر
شهريار - أو بينهما صراع؟
شهرازاد - ما دامت هناك أطماع
شهريار - ألا تنتهي هذه الحرب يا شهرازاد!
شهرازاد - تنتهي يا مولاي و لابد أن تنتهي
شهريار - متى؟ متى يا شهرازاد؟
شهرازاد - عندما يعالج الناس أمورهم في نفوسهم قبل أن يعالجوها برؤوسهم. فحيث توجد الأطماع يكون الصراع و سبب العداء الإعتداء. تلك هي الحقيقة منذ كانت الخليقة
شهريار - و كيف السبيل إلى الحقيقة؟
شهرازاد - إذا عرف السالك طريقه
شهريار - و هل يصل إليها الإنسان يا شهرازاد؟ 
شهرازاد - إنها شاخصة أمام عينيه يبحث عنها و هي تحت قدميه و الإنسان في هذا كالبعير الذي يموت من العطش في الصحراء و هو يحمل على ظهره قرب الماء
شهريار - واحر قلباه
شهرازاد - أجل يا مولاي. ألم تسمع ما جرى للوزير ضمضم و ابنه شلضم! ها ها ها ها ها ها ها 
شهريار - كلا! و لكن ما أضحككي يا شهرازاد؟
شهرازاد - قصة ذكرتها فأضحكتني ساعة و أبكتني أياما!
شهريار - كيف يا شهرازاد؟
شهرازاد - إذا أذن لي مولاي رويت له القصة من أولها
شهريار - أرجوعا الى لياليك يا شهرازاد!
شهرازاد - ليلة واحدة و اقتلني بعدها يا مولاي
شهريار - إمم إممممم ... على هذا الشرط!
شهرازاد - إذا أردت
شهريار - قد أردت
شهرازاد - حبا و كرامة

لقيت الزمان فيمن لقوا الزمان



شهريار - شهرازاد!
شهرازاد - مولاي
شهريار - الى أين يا شهرازاد؟
شهرازاد - الى حيث أتركك لأحلامك يا مولاه
شهريار - تتركينني لأحلامي! و هل اذا تركتني تكون أحلام؟ لا ... إنما أنت أحلامي يا شهرازاد بل أنت أحلام هذه الأحلام
شهرازاد - حسبك يا مولاي
شهريار - لقد كنت أتأمل هذه العوالم التي نطير اليها معا كل ليلة, إن الحياة عجيبة حقا, ما أعجب الحياة يا شهرازاد!
شهرازاد - ما هي الحياة يا مولاي؟
شهريار - الحياة هي الوجود
شهرازاد - و ما هو الوجود يا مولاي؟
شهريار - الوجود هو ال... إإ .. ما هي الحياة يا شهرازاد؟
شهرازاد - هههه, الحياة هي الأحياء
شهريار - و ما هو الوجود؟
شهرازاد - الوجود هو الموجود
شهريار - عجبا يا شهرازاد! 
شهرازاد - و ما وجه العجب يا مولاي؟ أكان يوجد المكان قبل أن يوجد الكائن؟ و ما معنى وجود الزمان يا مولاي؟ 
شهريار - يا الهي! من علمك هذا يا شهرازاد؟
شهرازاد - علمنى اياه الزمان
شهريار - و متى لقيتي الزمان يا شهرازاد؟
شهرازاد - لقيت الزمان فيمن لقوا الزمان
شهريار - و كيف وجدته يا شهرازاد؟
شهرازاد - و جدته يا مولاي نزاعا على مالا نزاع فيه, الناس يحتربون على شيء لا يمكث في أيديهم إلا بمقدار ما يسلب منهم, حال حائل و عرض زائل و حياة الإنسان فيه ضحكة بين بكائين, بكائه ساعة يولد و بكاء من حوله ساعة يموت
شهريار - أنترك الدنيا للآخرة يا شهرازاد؟
شهرازاد - بل نأخذ من الدنيا للآخرة يا مولاي
شهريار - و كيف السبيل؟
شهرازاد - أن تسلك السبيل. لقد رأيت الناس من جد وجد و من زرع حصد. هههه 
شهريار - ماذا؟
شهرازاد - ههههه هه. إنك تذكرني بقصة الحمال مع صاحب المال
شهريار - و ما ذاك يا شهرازاد؟
شهرازاد - مما يحكى يا مولاي ...

الخميس، 29 أغسطس 2019

فوجدت نفسي فيكِ




شهريار - حملوكِ الي لتودعي الحياة فاستقبلت معكِ الحياة. وكنت على وشك أن أستل نفسكِ منكِ فوجدت نفسي فيكِ.
شهرازاد- مولاي!
شهريار - تأملي شهرازاد، لقد جمعتنا ظروف قاسية فدخلنا من بابها الى هذه الدنيا الجميلة. حدثيني شهرازاد ... ماهي السعادة؟
شهرازاد- السعادة!
شهريار - ماهي السعادة يا شهرازاد؟
شهرازاد- ربما .. كانت الرضا.
شهريار - وهل أنتِ راضية يا شهرازاد؟
شهرازاد- ليس المهم أن أرضى وانما أن ترضى أنت يا مولاه.
شهريار - شهرازاد! أنتِ والليل والهوى وحديثك الذي تعصرينه من كرمة الأحلام، هذه العوالم التي نعيش فيها كل ليلة. حدثيني شهرازاد ما هو الوفاء؟
شهرازاد- الوفاء يا مولاي هو الأداء وأول مراتبه العرفان.
شهريار - وكيف يوجد الوفاء في الشطار؟
شهرازاد- كما يوجد الخير في النار ، والخلق الكريم كالمعدن الكريم ليس لمكانه اعتبار. وقد يكون طبعاً كما يوجد الوفاء في الكلب وكما يوصف بالصبر الحمار.
شهريار - هههههه وكما وجد الوفاء في هؤلاء الأشرار.
شهرازاد- انه أول الطريق يامولاي، فإذا وفى الرجل صدق وإذا صدق عف وإذا عفَّ سَمَا. وقد يكون العكس فيُسلَبُ الرجل فضيلةَ الوفاء فيضل طريقه ويزرع الغدر والطمع ويحصد الاثم والعدوان.
شهريار - يحصد الاثم والعدوان؟!
شهرازاد- ويجني من طمعه الحرمان كما حدث للملك خسروان!
شهريار - ملك اسمه خِسْرَوَانْ؟
شهرازاد- كان!
شهريار - وكيف كان؟

الزمان يفعل في الكلام كما يفعل في الناس



كنا في ندوة تلفزيونية فلما صعدت إلى المسرح فاجأتني بقولها إن الدمايطة بخلاء
و لكني ليلتها قلت لها يا ابنتي إنما يشكو من بخل الرجل زوجه و أولاده فقط لأنهم هم الذين سينعكس عليهم بخله
أما أنتي فماذا تريدين مني و من الدمايطة ي لابد أن تكوني فضولية فضحك الجمهور و صفق
ثم إن الكلمات تزحزحت عن معانيها فكلمة بخل و كرم لم تصبح بالمعنى القديم يجيئني الضيف فاذبح له خروفا أصبح الكرم أن أتبرع للجمعيات الخيرية
و لم تعد الشجاعة شجاعة جسدية من التي كانوا يذكرون مال على اليمين فقتل ألفين و مات على مال على الشمال فقتل هذا الكلام قديم و غير مهضوم أصبحت الشجاعة الآن شجاعة أدبية ليست شجاعة جسمية 
فتغيرت الشجاعة تغير و تغير الكرم تغيرت معانيها و كذلك تغير ال 
و كذلك يفعل الزمان
الزمان يفعل في الكلام كما يفعل في الناس تتحور معاني الكلمات و يتغير الناس مع ذلك
فالدنيا غير الدنيا و الزمان غير الزمان و الناس غير الناس
الناس في العهد الذي عشناه قديما و نحن أطفال كانوا طيبين يتعاونون على ضعف و فقر و كان المجتمع فيه الأغنياء و المتوسطون و الفقراء يعني فيه المياسير و فيه المساتير و فيه المحاويج.

ذلك يا مولاي ماجرت به الأقدار


شهريار: انهضي شهرازاد! أنا الذي أحيي هذا الجمال
شهرازاد: هه , لقد تقدمت بنا الليالي يا مولاي!
شهريار: و لكن جمالك جديد دائما, كما أنت جديدة المعاني دائما و هذا أخطر شيء فيك يا شهرازاد
شهرازاد: هه, حسبك يا مولاي!
شهريار: انك في كل ليلة تفتحين لي عوالم جديدة ثم تحلقين بي في أودية الأوهام, فأنا معك في رحلة وراء الليالي و الأيام ... نعم و لكن ما هي النهاية يا شهرازاد؟
شهرازاد: النهاية هي البداية!
شهريار: و ما هي البداية؟
شهرازاد: أيام تمر و أجيال تكر و خلق يفنى و خلق يوجد وملك يدبره صاحب الملك يا مولاي
شهريار: ثم ماذا؟
شهرازاد: و ماذا بعد هذا!
شهريار: إذا فأي شيء يقيدني بك يا شهرازاد؟
شهرازاد: إرادتك يا مولاي
شهريار: ألست أنت التي قهرتي إرادتي و أرغمتني على إلغاء حكمي عليك بالموت؟ 
شهرازاد: جارية ترغم مولاها! هاهاها
شهريار: لا لا لا تستعملي معي سلاح حواء
شهرازاد: إنك لم تلغ حكمك بموتي و لكنك أجلته فقط
شهريار: أنت أمرتني بذلك
شهرازاد: أنا؟!
شهريار: جمالك و حديثك و خيالك و لياليكي. ماذا ماذا فعلت بي يا شهرازاد؟
شهرازاد: إذا , فاقتلني يا مولاي
شهريار: أقتلك! نعم لأقتلنك غدا و لتكونن هذه الليلة آخر لياليك يا شهرازاد
شهرازاد: و سأستقبل الموت راضية مادام هذا يرضيك
شهريار: إنها إرادتي أحررها من سلطانك, إنني أخلص وجودي من نفوذ جمالك
شهرازاد: لتكن مشيئتك يا مولاي ... و لكن اسمح لجاريتك شهرازاد في آخر لياليها من الدنيا أن تبهج ليلتك هذه بقصة كنت قد سمعتها من ...
شهريار: لا لا لا تحاولي لن تسحريني بحديثك بعد لن أسمع منك شيئا لابد أن أقتلك غدا
شهرازاد: هيه لعلك لا تفعل بي ما فعله الأمير قمر الدين بالأفعى
شهريار: و ماذا فعل الأمير بالأفعى
شهرازاد: سقاها اللبن ممزوجا بالخمر
شهريار: يسقيها الخمر ممزوجة باللبن!
شهرازاد: نعم
شهريار: لماذا؟
شهرازاد: حتى يسكرها
شهريار: ولماذا يريد أن يسكرها
شهرازاد: ليأخذ التاج منها
شهريار: هه! تاج الأفعى!
شهرازاد: نعم
شهريار: هاهاهاها و متى كان للأفاعي تيجان يا شهرازاد
شهرازاد: إنها ليست أفعى حقيقة , إنها امرأة تسمى الأفعى من نساء الجان
شهريار: من الجان! و لماذا يريد الأمير قمر الدين أن يستولي على تاجها؟
شهرازاد: ليقدمه مهرا لقمر الدين
شهريار: هاهاهاهاهاهاها قمر الدين يتزوج قمر الدين!
شهرازاد: ذلك يا مولاي ماجرت به الأقدار و سارت به الأخبار في جزيرة النار و جزر البهار
شهريار: و كيف كان ذلك يا شهرازاد؟

ذلك لأن الإنسان يعيش مع الزمان


شهريار: يا سلام يا سلام ! الحياة جميلة!
!شهرازاد: و أيامنا فيها قليلة
شهريار: فلماذا لا نعيش في أمان؟ لماذا يظلم الإنسان الإنسان؟
شهرازاد: لأن الإ... لأن
شهريار: إني وجدت الأفاعي لا يقتل بعضها البعض , و كل نوع من الأحياء في الجو أو تحت الماء أو فوق الأرض ... ما عدا الإنسان! فلماذا لا يرتفع الإنسان إلى ما نزل إليه الحيوان؟
شهرازاد: ذلك لأن الإنسان يعيش مع الزمان
شهريار: و الحيوان؟!
شهرازاد: ليس للحيوان زمان ... و لو كان الحيوان يتعلم من ماضيه لتطلع الى آتيه و ملأ حاضره بمآسيه
شهريار: إذا فقد كانت نعمة العقل نقمة
شهرازاد: بل هي نعمة, و لكل شيء حكمة
شهريار: ألا يجد الإنسان طريقه إلى السلام؟
شهرازاد: عندما ينتهي الصراع بين النور و الظلام
شهريار: و لكن ذلك شيء له صفة الدوام
شهرازاد: إذا ارتفع الظلم ارتفع الظلام
شهريار: ويعيش الناس للحب والسلام
شهرازاد: و يعتدل ميزان الأيام

زعموا يا مليكي ...


شهرازاد: في ما كنت تفكر يا مليكي؟
شهريار: كنت أفكر في ما يصنع الناس بالناس, كنت أفكر في المعركة الأبدية معركة الخير و الشر. المعركة التي قامت منذ قامت الحياة, منذ قتل هابيل أخاه. ماذا تريدين بي يا شهرازاد؟
شهرازاد: خيرا ... يا مولاه!
شهريار: لقد ظللتي تقدمين لي في كل ليلة أنماطا و ألوانا من الناس و الحياة حتى حشدتي الدنيا كلها في هذا المخدع الصغير.
شهرازاد: أو ينتهي حديثنا عند ذاك؟!
شهريار: بل يبدأ يا شهرازاد. لقد ظللتي طول هذه الليالي تلحين على إحساسي حتى تنبه, لقد ظللتي تطرقين قلبي بصوتك الناعم حتى تيقظ, لقد بدأت أحس أن وراء هذه الأخبار شيئا تريدين أن تقوليه ألا قوليه صراحة يا شهرازاد.
شهرازاد: هه هه 
شهريار: ماذا تريدين بي يا شهرازاد؟ 
شهرازاد: ها ها ها ... أنا؟! ها ها ها لا شيء أكثر من أن أسليك و أن أملأ لياليك.
شهريار: لا يا شهرازاد لا , إنك تلذعين شعوري بما تعرضين علي من ألوان الحياة و الناس, إنك تتكلمين عن الظلم أحيانا كأنك لا تعنين سواي!
شهرازاد: ها ها ها ها ها هه هه أنا؟! إنك تذكرني بالأميرة جوهرة في قصة زواج الملك بدر باسم
شهريار: لا! لا تفري من الجواب!
شهرازاد: أنا لا أفر من سؤالك و لكني أجيب على طريقتي. ألا ترى يا مليكي أن في المعاريض ما يشفي؟
شهريار: كيف؟
شهرازاد: عندما يكتشف الإنسان حقيقة نفسه بنفسه, فهيهات هيهات أن يضل السبيل.
شهريار: إذا فأخبريني ماذا تريدين؟
شهرازاد: هه هه أريد أن أجيب على سؤالك
شهريار: و ليكن جوابك فصل الخطاب
شهرازاد: إذا فإليك هذه القصة
شهريار: قبل أن أسمع القصة , أريد أن أسمع الجواب
شهرازاد: و لكن القصة نفسها هي الجواب
شهريار: أتتمثلين الأمثال؟
شهرازاد: إذا أردت جواب السؤال
شهريار: و ما ذاك يا شهرازاد؟
شهرازاد: زعموا يا مليكي ...

الدفا عفا و السقعة لحاسة القفا




يا سلام ... اتدفى يا سبع الليل ... الدفا عفا و السقعة لحاسة القفا

و ذلك هو الغنى


شهرازاد: متى وجد الحب قلت من الدنيا حاجة المحب و انحصرت فيمن يحب. فإذا صادف كل قلب هواه فقد صادف كل ما يتمناه و استغنى عن كل ما في الحياة و ذلك هو الغنى كل الغنى يا مولاه.

وجودكي في نفسي



تعالي! لا لا هنا ... في مكانك , مكان كل ليلة
إنك تجلسين معي مجازا, أما الحقيقة فإن الإنسان لا يجلس الى نفسه
إن وجودكي هنا, وجودكي في نفسي و ليس أمامي و حولي يا شهرازاد.

إنها قصة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر



شهريار: حدثيني ... لماذا يتعلق الناس بالناس؟
شهرازاد: لأن الناس للناس.
شهريار: إذا ... فلماذا يختلفون؟!
شهرازاد: عندما تمرض النفوس ... تدور الرؤوس!
شهريار: و كيف تدور الرؤوس؟
شهرازاد: تتغلب الأطماع و تنقلب الأوضاع
شهريار: و كيف تنقلب الأوضاع؟
شهرازاد: يتنكر الناس لمباديهم و يستعينون على أصدقائهم بأعاديهم
شهريار: يستعينون بالعدو على الصديق!!!
شهرازاد: لأنهم ضلوا الطريق
شهريار: و ماذا تكون نتيجة هؤلاء؟
شهرازاد: يخسرون الأصدقاء و لا يكسبون الأعداء
شهريار: يالسماء!
شهرازاد: أولئك هم الجلادون الذين يحكمون و هم محكومون 
يتخلفون عن الركب
و ينعزلون عن الشعب
حتى إذا اشتد الخطب انفجر البركان و طاف الطوفان
و قد يقوم من أولادهم من يضع حدا لفسادهم
فتتحرر البلاد و يتنفس العباد و يكون الاتحاد
يؤيد ذلك يا مولاي ما جرى للأمير فرهود ابن الملك قاعود مع الأميرة تشكر
شهريار: هه تشكر !
شهرازاد: اسمها تشكر تشرب الماورد و تأكل السكر و أبوها الشاهبندر
شهريار: ها ها ها! و ماذا كان من أمرها يا شهرازاد؟
شهرازاد: إنها قصة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر
شهريار: هاتي يا شهرازاد
شهرازاد: حبا و كرامة

الي ما تربيهوش الأهالي




إحنا يا مولانا, تلاتة اخوات. ما كناش عجايز و لا كنا حكماء! 
الزمان هوا الي علمنا الحكمة, و الي ما تربيهوش الأهالي تربيه الأيام و الليالي.

ضعني في قفص من الذهب و أنا أغني لك يا مولاي



شهرزاد : ضعني في قفص من الذهب و أنا أغني لك يا مولاي
شهريار : و لكني وضعتك في القلب والفؤاد
شهرزاد : على ما بيننا من أبعاد
شهريار : وهلْ أنتِ بعيدةٌ عني؟
شهرزاد : بعدُ ما بينكَ وبيني
شهريار : وما الذي باعد بيننا؟
شهرزاد : الفروق التي بيننا!
شهريار : ومن الذي أوجد هذه الفروق؟
شهرزاد : الخالق أو المخلوق!
شهريار : لا يا شهرزاد ... إن الله الذي خلقنا لم يخلقنا سادةً وعبدانا
شهرزاد : أجل يا مولاي, الناسُ سواسيةٌ على أي حال، وإنما يتفاضلون بالأعمال. وقدْ توجدُ النفسُ الكبيرة في جسمِ الصعلوكْ. و قد تُوجدُ النفسُ الصغيرة في شخصِ الملوكْ. تَكْثُر الفتن وتكونُ المِحنْ, وتشتعل الحروب، حتى تَهُبَ الشعوب، فيسقطَ السالب ويرتفعَ المسلوب. يؤيد ذلك يا مولاي ما جرى لفيروز مع نيروز.
شهريار : فيروز ونيروز؟!
شهرزاد : نعم.
شهريار : إم!
شهرزاد : فيروز بنت النمروذ, ونيروز ابن البستاني العجوز. هذه بنت الحاكم وهذا ابن الخادم.
شهريار : إم!
شهرزاد : ولكنهما على بعد ما بينهما قريبان, وكل منهما إنسان
شهريار : وماذا كان من أمرهما يا شهرزاد؟
شهرزاد : إنها قصة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر
شهريار : هيهٍ يا شهرازاد!

طاهر أبو فاشا يرثي زوجته


قلت لك انني قد شيخت و انني قد أجبلت و انني أعيش في مأساة رحيل رفيقة العمر
و كثير من الشعراء رثوا زوجاتهم
جرير بن عطية الخطفي رثى زوجته
البارودي رثى زوجته 
عزيز أباظة رثى زوجته و صنع فيها ديوانا
الأستاذ عبد الرحمن صدقي رثى زوجته و صنع فيها ديوانا
أخونا الدكتور رجب البيومي رثى زوجته و صنع فيها ديوانا
و أنا رثيت زوجتي ولكنني قصرت بي الهمة عن أن أصنع فيها ديوانا و كلما خطر ببالي أن أكتب قصيدة ينهض بنفسي بيت ثم لا أكمله
بكيت عليك حتى جف دمعي فمن يبكي علي اذا بكيت
و ينتهي الأمر عند هذا فلا أكملها
و اسمع
أنا شريد لا يقر لي قرار
و أنت يا حزني غريبة الديار
بعيدة بالرغم من قرب المزار
يحزنني أني لا أراك و كنت لا أرى سواك
و كانت الدنيا كما نختار
و كان عيشنا جننا يشتار
فما الذي جرى لنا و كيف مالت الدنيا بنا
فبدلت أحوالنا و بددت أحلامنا
و سيرتني دائم الأوار في ليلة ليس لها نهار
يا نسمة الفجر التي نشقتها
يا جنة الحب التي غرستها
يا نعمة الله التي فقدتها
و رحت بعدها أعاتب الزمان
و لا عتاب للزمان
فهذه حكومة الأقدار
و ليس لي في ذلك اختيار
و لا اصطبار
و أنت خلف هذه الأحجار
في عالم الأسرار
بعيدة بالرغم من قرب المزار

هذا هو الجو الشعري الذي أعيش فيه بعد رحيل رفيقة العمر فماذا تريد من شيخ قد انتهى إلى الخامسة و السبعين و ركبته هموم الأحزان
ماذا تريد منه و ماذا تنتظر أن يقول؟