الخميس، 29 أغسطس 2019

ذلك يا مولاي ماجرت به الأقدار


شهريار: انهضي شهرازاد! أنا الذي أحيي هذا الجمال
شهرازاد: هه , لقد تقدمت بنا الليالي يا مولاي!
شهريار: و لكن جمالك جديد دائما, كما أنت جديدة المعاني دائما و هذا أخطر شيء فيك يا شهرازاد
شهرازاد: هه, حسبك يا مولاي!
شهريار: انك في كل ليلة تفتحين لي عوالم جديدة ثم تحلقين بي في أودية الأوهام, فأنا معك في رحلة وراء الليالي و الأيام ... نعم و لكن ما هي النهاية يا شهرازاد؟
شهرازاد: النهاية هي البداية!
شهريار: و ما هي البداية؟
شهرازاد: أيام تمر و أجيال تكر و خلق يفنى و خلق يوجد وملك يدبره صاحب الملك يا مولاي
شهريار: ثم ماذا؟
شهرازاد: و ماذا بعد هذا!
شهريار: إذا فأي شيء يقيدني بك يا شهرازاد؟
شهرازاد: إرادتك يا مولاي
شهريار: ألست أنت التي قهرتي إرادتي و أرغمتني على إلغاء حكمي عليك بالموت؟ 
شهرازاد: جارية ترغم مولاها! هاهاها
شهريار: لا لا لا تستعملي معي سلاح حواء
شهرازاد: إنك لم تلغ حكمك بموتي و لكنك أجلته فقط
شهريار: أنت أمرتني بذلك
شهرازاد: أنا؟!
شهريار: جمالك و حديثك و خيالك و لياليكي. ماذا ماذا فعلت بي يا شهرازاد؟
شهرازاد: إذا , فاقتلني يا مولاي
شهريار: أقتلك! نعم لأقتلنك غدا و لتكونن هذه الليلة آخر لياليك يا شهرازاد
شهرازاد: و سأستقبل الموت راضية مادام هذا يرضيك
شهريار: إنها إرادتي أحررها من سلطانك, إنني أخلص وجودي من نفوذ جمالك
شهرازاد: لتكن مشيئتك يا مولاي ... و لكن اسمح لجاريتك شهرازاد في آخر لياليها من الدنيا أن تبهج ليلتك هذه بقصة كنت قد سمعتها من ...
شهريار: لا لا لا تحاولي لن تسحريني بحديثك بعد لن أسمع منك شيئا لابد أن أقتلك غدا
شهرازاد: هيه لعلك لا تفعل بي ما فعله الأمير قمر الدين بالأفعى
شهريار: و ماذا فعل الأمير بالأفعى
شهرازاد: سقاها اللبن ممزوجا بالخمر
شهريار: يسقيها الخمر ممزوجة باللبن!
شهرازاد: نعم
شهريار: لماذا؟
شهرازاد: حتى يسكرها
شهريار: ولماذا يريد أن يسكرها
شهرازاد: ليأخذ التاج منها
شهريار: هه! تاج الأفعى!
شهرازاد: نعم
شهريار: هاهاهاها و متى كان للأفاعي تيجان يا شهرازاد
شهرازاد: إنها ليست أفعى حقيقة , إنها امرأة تسمى الأفعى من نساء الجان
شهريار: من الجان! و لماذا يريد الأمير قمر الدين أن يستولي على تاجها؟
شهرازاد: ليقدمه مهرا لقمر الدين
شهريار: هاهاهاهاهاهاها قمر الدين يتزوج قمر الدين!
شهرازاد: ذلك يا مولاي ماجرت به الأقدار و سارت به الأخبار في جزيرة النار و جزر البهار
شهريار: و كيف كان ذلك يا شهرازاد؟