الخميس، 29 أغسطس 2019

حوار على النيل بصوت أمل دنقل




- من ذلك الهائم في البرية؟
ينام تحت الشجر الملتف 
والقناطر الخيريه
- مولاي! 
هذا النيل
نيلنا القديم
- أين ترى يعمل أو يقيم؟
- مولاي!
كنا صبية نندس في ثيابه الصيفيه
فكيف لا تذكره؟
وهو الذي يذكر في المذياع 
والقصائد الشعريهْ
- هل كان قائدا؟ 
- مولاي!
ليس قائدا 
لكنما السياح في مطالع الشتاء
ذي الأقمصة القصيرة الأكمام
يأتون كي يروه
- آه!
و يصورونه بوجهه الباكي 
وكوفيته القطنيه 
لكي يشهروا بنا 
بالنظم الثورية 
تعال كي نودعه 
في ملجأ الأيتام 
- مولاي! هكذا تحبه
الصبايا 
والرعاة 
والأغنام
وأم كلثوم
التي كانت تغني له في وصلتها الشهرية
- النيل! 
أين يا ترى سمعت عنه قبل هذا اليوم؟ 
أليس ذلك الذي كان يصاحب العذارى ويحب الدم؟ 
- مولاي!
قد تساقطت أسنانه في الفم
ولم يعد يقوى
على الحب 
وألعاب الفروسية
- لا شأن لي! 
لابد أن يبرز لي أوراقه الرسمية
فهو صموت
يصادق الرعاع
يهبط القرى
ويدخل البيوت 
ويحمل العشاق في الزوارق الليلية 
- مولاي هذا النيل ...
- لا شأن لي! 
بنيلك المشرد المجنون
لابد أن يريني أوراقه الرسمية
شهادة الميلاد
والتطعيم
والتأجيل
والموطن الأصلي
والجنسية
لكي ينال الحق في الحرية