هذه ترجمة لمقالة شطا من دائرة المعارف الإسلامية - الجزء التاسع - صفحة 361 - ليدن - بريل 1997.
شطا: مكان في مصر اشتهر في العصور الوسطى ، يقع على بعد أميال قليلة من دمياط ، على الشاطئ الغربي لبحيرة تنيس ، المشهورة حاليا باسم بحيرة المنزلة. هذه المدينة كانت موجودة قبل الحكم العربي، حيث ذكر أنها كرسي أبرشية (Σάτα).
لا يوجد سبب لإعطاء المصداقية للقصة الرومانسية شبه التاريخية المذكورة في الواقدي، التي تحكي أن مؤسس هذه المدينة هو شطا ابن الهاموك (أو الهاميراك)، من أقارب المقوقس[طالع] المشهور. شطا هذا يقدم لنا كمنشق عن حامية دمياط والذي ساعد في تحقيق سيطرة الجيش المسلم على البرلس ودفرة و أشمون طناح والذي قتل في الاستيلاء على تنيس في 15 شعبان 21/19 يوليو 642 ميلادية. كل عام في نفس الميعاد، جرت العادة على الاحتفال بذكرى وفاته، ولهذا السبب يفسر الكتاب الزيارة السنوية إلى شطا والتي كانت مستمرة في أيام ابن بطوطة.
للحماية من الهجمات البحرية لليونانيين ،أقام العرب وحدات عسكرية على أجزاء معينة من الساحل، وكانت شطا من ضمنها. أصبح هذا الميناء في العصور الوسطى مركز صناعي نشط جدا، في هذه المنطقة اشتركت مع دمياط و دبيق و تنيس ، في صناعة المنسوجات النفيسة. من المحتمل أن تكون كل مدينة من هذه المدن قد صنعت نسيجا خاصا بها لأن ما صدروه حمل اسم المدينة كطابع مميز لهذه الأنسجة. فالرحالة والجغرافيون لم يملوا مدح بضاعة شطا التي سميت بالشطوي. لعله من الوارد جدا وجود في هذه البلدة بالإضافة إلى الصناعة الخاصة، مصنع حكومي "دار الطراز" مماثل للموجود في الأسكندرية وتنيس. مؤرخ مكة ، الفاكهي، حافظ لنا على نص نقش مطرّز على كسوة للكعبة. إنه مما أمر به الخليفة هارون الرشيد بصنعته سنة 191 هجرية/807 ميلادية في طراز شطا. لا نعرف الدور الذي لعبته شطا في احتلال دمياط من قبل الفرنجة.
بعض الكتاب حاولوا أن يضعوا في شطا موقع معسكر جان دي بريان ، لكن هذا الرأي محل نزاع. بين الحملتين الصليبيتين ، كانت تنيس قد تم تخريبها بأمر من الملك الكامل في العام 624 هجرية/ ميلادية1227 ، ولأن الأسباب ربما كانت عسكرية, فيحتمل أن شطا قد لاقت نفس المصير. ولكن في حين أن أنقاض الأول قد بقيت الى الآن تحت اسم "تل تنيس" ، فإن بلدة صغيرة الآن موجودة تحمل اسم الشيخ شطا. في مركزها يوجد المسجد والذي فيه جثمان بطل الفتح العربي ، الذي أصبح الشيخ شطا، مبجلا.
مصادر:
- عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي أبو عبيد، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ii، 811
- لسان العرب، 19، 162
- المصادر الواردة في جان ماسبيرو وجاستون فييت، Matériaux pour servir à la géographie de l'Égypte. MIFAO = Mémoires publiés par les membres de l'Institut Français d'Archéology Orientale (IFAO) du Cairo (Berlin/Cairo) 36, 112-13
- خطط المقريزي طبعة MIFAO، 4, 80-2
- محمد رمزي، القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، ii/1,243
المقالة من تأليف: (جاستون فييت- هاينز هالم)