الأحد، 28 أبريل 2024

مادة طراز من مختصر دائرة المعارف الإسلامية

النص التالي منسوخ من موقع الشاملة (هنا)


قطعة طراز من العصر العباسي ربما من تنيس (المصدر)

[طراز]

(طراز): كلمة معربة من الفارسية معناها فى الأصل: "التطريز" ومن ثم دلت على الرداء المحلى بأشغال التطريز المتشابكة وخاصة الرداء المزين بالأشرطة المطرزة عليها كتابات، يرتديه الحاكم أو أى شخص من الأعيان؛ وتدل هذه الكلمة أخيرًا على المصنع الذى يصنع هذه الأشياء أو الأردية.

وقد تطور معنى الطراز من "الشريط المطرز بالكتابة" إلى معنى آخر فرعى هو: الشريط المكتوب عليه سواء كان الشريط على حافة الرداء أو فى الوسط بوجه عام؛ وأصبح الطراز لا يطلق على الكتابات المنسوجة أو المطرزة أو المخيطة على الأقمشة المختلفة فحسب بل يطلق أيضًا على الكتابات المنقوشة على شريط من أى نوع سواء كانت منحوتة فى الصحر أو فى الفسيفساء أو فى الزجاج أو الخزف أو منحوتة فى الخشب (انظر المقريزى الخطط جـ ٢، ص ٧٩ , ٢١٢، ٤٠٧)، 

ومن ثم غدا الاسم طراز مصطلحًا على الكتابات التى يوسم بها رسميًا البردى بالمداد فى مصانع ورق البردى، وكانت هذه الكتابات توسم بالألوان (الأحمر أو الأخضر) ثم استخدم الطراز بعد ذلك للدلالة على المصانع نفسها. وقد اقتصر استعمال هذين المعنيين الأخيرين على بعض المناسبات القليلة (انظر Die arab. Papyrusprotokolle: J.v Karabacek، ص ٨ وما بعدها؛ Corpus: A.Grohmann Papyrorum Raineri جـ ١/ ٢، رقم ١٧٥ [ص ١٧٠]، ٢٠٤ [ص ٢٠٠]، ٢١٤ [ص ٣٠٩]، ٢٦٥ [ص ٢٣٩]، ٢٧٠ [ص ٢٤٢]). 

واختفى هذان المعنيان حوالى منتصف القرن العاشر الميلادى عندما بطلت صناعة ورق البردى.


قطعة طراز من العصر الطولوني من تنيس (المصدر)

ويمكن تقسيم الأقمشة والستائر والأردية المطرزة أو المنسوجة أو المخيطة بكتابات إلى فئتين تبعًا لمادة هذه الكتابات، ومكانة من يرتديها. 

وتعبر الفئة الأولى عن الأهواء الفردية للأشخاص، وهى التى بلغت أوجها فى الكتابات التى رغب المتأنقون والسيدات فى تزيين ملابسهم بها (جمعت هذه الكتابات فى كتاب: الموشى، ص ٦١٧ وما بعدها). 

أما الفئة الثانية فلها صفة رسمية، ولعل من المستطاع مقارنتها إلى حد ما بالرتب والأوسمة التى عندنا اليوم.

وتجرى هذه النقوش المكتوبة على طول حافة الرداء، أو تنتظم أحيانًا فى خطين أو أكثر حول الجزء العلوى من الرداء، أو توضع حول الرقبة والأكمام وعلى الجزء العلوى للذراع أو على الرسغ، وقد توضع على لباس الرأس. 

ولا تستخدم هذه الكتابات حواشى للزخرف فحسب، بل توضع أيضًا فى صلب نسيج الرداء، ويختلف عرضها اختلافًا كبيرًا، فيذكر كاراباسك (Susandschird: J.V. Karabacek ص ٨٤ وما بعدها، تعليق رقم ٥٦؛ Papyrusprotokolle ص ٢٦) أن عرضها يتراوح بين ٢ و ٥٥ سنتيمترًا، غير أن ذلك لا يشمل كل ما يمكن أن يكون عليه هذا العرض، فقد بلغ عرض الطراز الذى وجد على حوافى قطع الأقمشة المستخرجة من المقابر المصرية أقل من سنتيمتر.

وكان ابن خلدون على دراية عظيمة بنظام الطراز، فهو يذكر "أن من أبهة الملك والسلطان ومذاهب الدول أن ترسم أسماؤهم أو علامات تختص بهم فى طراز أثوابهم المعدة للباسهم، من الحرير أو الديباج أو الإبريسم، تعتبر كتابة خطها فى نسج الثوب إلحامًا وإسداء بخيط الذهب، أو ما يخالف لون الثوب من الخيوط الملونة من غير الذهب. فتصير الثياب الملوكية معلمة بذلك قصد التنويه بلابسها من السلطان فيمن دونه، أو التنويه بمن يختصه السلطان بملبوسه إذا قصد تشريفه بذلك -أو ولايته لوظيفة من وظائف دولته". 

وفى عهد الأمويين والعباسيين كانت الدور المعدة لنسج أثوابهم فى قصورهم، تسمى دور الطراز.

وكان القائم على النظر فيها يسمى: صاحب الطراز، ينظر فى أمور الصباغ والآلة والحاكة فيها، وإجراء أرزاقهم وتسهيل آلاتهم ومشارفة أعمالهم، وكانوا يقلدون ذلك لخواص دولتهم وثقات مواليهم. وكان هذا النظام معمولا به فى عهد الخلفاء الأمويين بالأندلس وخلفائهم، وفى عهد سلاطين المماليك بمصر وعند معاصريهم من ملوك الفرس فى المشرق. 

ولم يبطل هذا النظام إلا عندما اضمحلت الدول الإسلامية الكبرى.

وثمة شواهد كثيرة تؤيد أقوال ابن خلدون، وهى الأقوال التى اعتمدنا عليها أساسا فى كتابة هذه المادة، نجدها فيما عثر عليه من المنسوجات الإسلامية التى صنعت فى جهات مختلفة من مصر وخاصة بإخميم وأنتينوى (الآن: الشيخ عبادة) وأرمنت والعظم بالقرب من أسيوط وحفظت فى متاحف برلين (Schlossmuseum, Kaiser-Friedrich Museum Kunstgewerbemuseum) وفى لينينغراد، وباريس (Iouvre et Musee de Cluny) ولندن (Victoria and Albert museum) وفينا (Osterreichisches MuseumFur Kunst und Industrie and Sammlung Papyrus Erzherzog Rainer in the National Litrary)، وفى كثير من المجموعات الخاصة، وفى مخازن المنسوجات الثمينة الموجودة فى جميع أرجاء أوربا، فى الكنائس والأديرة. 

ومن الواضح أن المعلومات التى أوردها ابن خلدون تعتمد على تجربته الخاصة، ذلك أن الكتابات التى على هذه المنسوجات تظهر فى الواقع وبدون استثناء بألوان براقة بارزة من أرضية القماش مثال ذلك: قطع الكتان (Inv. Ar. Lin، رقم ١١، ثم رقم ١٩ من مجموعة رينر Rainer بفينا) إذ عليها حافة من الكتابة المطرزة بالحرير الأحمر (وردت القطعة رقم ١٩ فى Fuhrer: J. v. Karabacek، رقم ١٩ وفى كتاب Papyrusprotokolle للمؤلف نفسه، ص ٢٨). 

على أننا نجد أن الطراز فى القطعة رقم ١٨ (Inv. Ar Lin رقم ١٨) من المجموعة نفسها تبرز من أرضية القماش وهو مطرز بالحرير الأسود. وينسج الطراز عادة فى الديباج والإبريسم بخيوط من الذهب. وتؤيد نصوص الكتابات التى وصلت إلينا أيضًا أقوال ابن خلدون كل التأييد. 

فنجد بادئ ذى بدئ، ومن حيث أسماء الحكام، أمثلة مختلفة لهذه الأسماء قائمة بذاتها على المنسوجات؛ وثمة قطعة من الدمقس الأخضر عثر عليها فى بلدة العظم محفوظه فى متحف فيكتوريا وألبرت (Inv رقم ٧٦٩ - ١٨٩٨: Guest رقم ٩، ص ٥٣٩ وما بعدها؛ Catalogue of Muhammadan Textiles: A. F. Kendrick ص ٣٩) وقد نقش عليها: ناصر الدنيا والدين محمد بن قلاوون. 

وهناك قطعة من الكتان مطرزة بالحرير الأحمر محفوظة بمتحف لينينغراد عليها اسم الخليفة الفاطمى العزيز باللَّه (٣٦٥ - ٣٨٦ هـ, A.R.Guest مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩١٨، ص ٢٦٣ رقم ١). وكثيرًا ما يقرن اسم الحاكم وألقابه المألوفة بكلمات أخرى تجرى مجرى الفأل أو السجلات كما ذكر ابن خلدون، ومن هذا القبيل تلك القطعة من الكتان المحفوظة فى متحف القيصر فريدريك، إذ عليها كتابة منسوجة بالأحمر يحيط بها وشى أبيض، وقد قمت بنسخ هذه الكتابة عام ١٩٢٤ م ونصها كما يلى: 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم. بركة من اللَّه وكرامة للخليفة عبد اللَّه المطيع للَّه أمير المؤمنين أطال اللَّه بقاءه، "

(انظر Isl.,: E.Kuhnel، جـ ١٥، ص ٨٣). 

وهناك قطعة من الحرير زرقاء اللون قاتمته محفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة رسم عليها شكل من فروع النبات الدقيقة لونها رمادى ضارب إلى الزرقة ومن زهور اللوتس وقد وشيت بطراز كتب عليه: 

"عز لمولانا السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد قلاوون" 

(انظر Catalogue raisonne: Herz.Bey ص ٢٧٢، صورة رقم ٥١؛ Seidenweberei: Falke جـ ٢، صورة رقم ٣٦٦؛ Catalogue of Muhammadan Textiles: A. F. Kendrick، ص ٤١ لوحة رقم ١٢، ص ٩٥٧). 

ويوجد على قطعة نسيج دانزك ذات الببغاوات التى نسجت فى الصين على ما يظهر للسلطان محمد بن قلاوون المتوفى عام ١٣٤٠ م كتابات على أجنحة الببغاوات تجرى كما يلى: 

"عز لمولانا السلطان الملك العادل العالم ناصر الدين" 

(انظر Seidenweberei: O.V. Falke جـ ٢، شكل رقم ٣٣٤؛ Die Liturg: Gewander J. v. Karabacek ص ١٤١). 

وعلى قطعة الأطلس المحفوظة بمتحف ساوث كنسنكتن South Kensington (وهى التى نشرها. O.v.Falke فى Seidenweherei جـ ٢، شكل رقم ٦٣٨ A.F.Kendrick فى Catalogue of Muhammadan Textiles ص ٤٦) نجد فى الهالة التى على شكل اللوزة الموشاة على شعار الملك فى كلا الجانبين كتابة تجرى من اليمين إلى اليسار على هذا النحو: 

"عز لمولانا السلطان الملك" 

وعلى الأربع وردات الصغيرة التى رسمت بالتبادل يمينًا ويسارًا كلمة الأشرف. 

وتنسب هذه القطعة إلى السلطان المملوكى الملك الأشرف قايتباى (١٤٦٨ - ١٤٦٩ م). وتشغل هذه الصيغة التقليدية فى بعض الأحيان حيزًا كبيرًا من الطراز. 

وعلى قطعة ثوب من الكتان له حواش منسوجة وفيه حرير ملون، وقد عثر عليها فى أرمنت وقام بنشرها كل من كست وكندريك Guest: مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩٠٦، ص ٣٩٢ وما بعدها؛ Inv: South Kensington Museum رقم ١٣٨١ - ١٨٨٨؛ Catalogue of Muhammadan Textiles: A.F.Kendrick نموذج ١٠) نجد الكتابة الآتية: 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم، لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، على ولى اللَّه صلـ. . .، المستنصر ابن أمير المؤمنين، صلوات عليه وعلى أبيه ابن [الأكرمين] الطاهرين وأبنائه المنتظرين".

وفى بعض الأحيان يضاف إلى الصيغة التقليدية اسم مكان الصنعة واسم الوزير أو غيره من عمال الدولة القائمين على بيت المال أو على دار الطراز. 

وقلما يذكر اسم الصانع الذى صنع القماش، وعلى هذا النحو نجد على قطعة الكتان القليلة العرض (Inv Ar.Lin رقم ١٩ بمجموعة رينر Rainer) الموجودة فى فينا العبارة التالية مطرزة بالحرير الأحمر: 

"باسم اللَّه الرحمن الرحيم، بركة من اللَّه، نعمة وسعادة لعبد اللَّه جعفر الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين، أطال اللَّه بقاءه، مما أمر الوزير أبو أحمد العباس بن الحسن". 

انظر Papyrusprotokolle: J.v. Karabacek ص ٣٨). 

ويوجد على طراز من أهم الطرز بمجموعة المنسوجات المحفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة والتى عثر عليها بالفسطاط (انظر Catalogue raisonne: Herz-Bey ص ٢٧١؛ E.Kuhnel: lsI، جـ ١٤، ص ٨٣). الكتابة التالية: 

"بسم اللَّه، بركة من اللَّه لعبد اللَّه الأمين محمد أمير المؤمنين أطال اللَّه بقاءه، مما أمر بصنعته فى طراز العامة بمصر على يدى الفضل بن الربيع مولى أمير المؤمنين". 

والفضل بن الربيع هذا (ولد عام ١٤٠ هـ وتوفى عام ٢٠٨ هـ) كان كما ذكر ابن تغرى بردى وزيرًا للخليفة هارون الرشيد أمين خزائنه. فلما توفى
هذا الخليفة استولى الفضل على خزائن المال وسلمها فى بغداد للأمين خليفة هارون الرشيد وحمل إليه فى الوقت نفسه شارات الملك، وهى العباءة والصولجان والخاتم مما جعل الأمين يبدى له مظاهر التكريم ويكل إليه إدارة شئونه. وتولى بصفته وزيرًا للأمين الإشراف أيضًا على صناعة المنسوجات الخاصة بالخليفة كما نتبين من الطراز الذى سبقت الإشارة إليه. 

وكذلك ذكر أيضًا اسم الفضل فى طراز كسوتين للكعبة كما جاء فى كتاب المقريزى الخطط، جـ ١، ١٨١، ٢٢٦؛ انظر Papyrusprotokolle: J.von Karabacek، ص ٣٥ وما بعدها). 

ونذكر أيضًا فى هذا الصدد قطعة من الكتان من سامراء عليها كتابة مطرزة بالحرير الأحمر (انظر Isl.: E. Kuhnel، جـ ١٤، ص ٨٧، رسم رقم ٣) نصها كما يلى:

"بركة من اللَّه لعبد اللَّه الإمام المعتمد على اللَّه أمير المؤمنين أيده اللَّه؛ ما عمل بتنيس على يد يزيد مولى أمير المؤمنين"؛ ثم قطعة أخرى من إخميم على غرار ذلك وهى محفوظة الآن فى متحف القيصر فريدريك ببرلين (انظر E.Kuhnel كتابه المذكور، ص ٨٥، رسم رقم ٢) عليها آيات من القرآن فى الوسط وقد طرز فى أعلاها وفى أسفلها ما يلى:

"بسم اللَّه بركة من اللَّه لعبد اللَّه هارون أمير المؤمنين -صنعة مروان ابن هادى" (؟ ). 

ونذكر أخيرًا كتابة طراز من القرن الثانى عشر الميلادى على نسيج صقلى عربى ورد فى (Ornamente der Gewbe: F.Fischbach لوحة رقم ١٤٤ , ١٤٥، ويعرف فى Regensburg باسم عباءة الإمبراطور هنرى السادس)، وقد كتب على الشريطين الأوسطين لهذا النسيج: 

"العز والنصر والإقبال" وخط فى وسط نجمة ثمانية الشكل: "عمل أستاذ عبد العزيز" 

(انظر Catalogue of Muhammadan Textiles: A.F.Kendrick ص ٦٦).

على أن الذى يحدث فى معظم الأحوال هو أن تقتصر كتابة الطراز على اللقب التقليدى للحاكم دون اسمه مقترنًا أو غير مقترن ببعض صيغ السعد والإقبال، وقد يقتصر على هذه الصيغ وحدها. 

وحسبنا هنا أن نذكر قليلا من الأمثلة على ذلك: 

هناك قطعة من الديباج محفوظة فى متحف دوكال Ducal ببرنزويك تتكرر عليها عدة مرات عبارة "عز لمولانا السلطان، خلد ملكه" ويفصل كل عبارة عن الأخرى بعض الوريدات (Seidenweberei: O.V.Falke جـ ٢، رسم رقم ٣٤٢). 

ويوجد على قطعة من الحرير محفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة عبارة: 

"عز لمولانا السلطان عز نصره" 

(انظر Catalogue raisonne: Herz-Bey ص ٣٧٢). 

وعلى قطعة نسيج حريرى محفوظة بمتحف فيكتوريا وألبرت (Guest, مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩٢٢، ص ٤٠٥؛ A.F.Kendrick: Catalogue of Muhammadan Textilen ص ٤٠) عبارة: 

"عز لمولانا السلطان الملك الناصر". 

وتتكرر عبارة "عز لمولانا السلطان" على قطعة نسيج من غرناطة محفوظة بالمتحف السابق ذكره (انظر Seidenweberei: O.V. Falke جـ ٢ رسم رقم ٣٧٢). 

ويظهر على الأنموذج المعروف المحفوظ فى بروكسل والذى يرجع عهده إلى القرن الحادى عشر الميلادى (Seidenweberei: O.V. Falke جـ ١، رسم رقم ١٧٢) عبارة: 

"العز الدائم والنصر والدولة لصاحبه "

مطرزة على أجنحة الطيور فى كلا الجانبين من الأنموذج. 

ويرد جزء فحسب من هذه الصيغة وهو "العز الدائم" على النسيج الذى صنع فى الشام أو مصر (Inv. رقم ١٢٣٥ - ١٨٦٤ من متحف فيكتوريا والبرت: Guest فى مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩١٨، ص ٢٦٤؛ Catalogue of Muhammadan Texliles: A.F.Kendrick ص ٤٤" القرنان الحادى عشر والثانى عشر الميلاديان) 

وكثيرًا ما ترد عبارة "العز والنصر والإقبال" دون سواها (انظر Seidenweberei: O. v. Falke جـ ٢، رسم رقم ٣٣٩، ٣٣٩، ٢٤٠، ٣٤٢؛ Catalogue of Muhammadan Textiles: A. F. Kendrick ص ٦٦ لوحة رقم ٢١). 

ونجد عبارة: "نصر من اللَّه" على كثير من المنسوجات فى ذلك المتحف نفسه (Guest: مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩٠٦، ص رقم ١٣ - ١٥؛ Catalogue of Muhammadan Textiles: A. F. Kendrick ص ١٤). 

ونجد صيغة: "العز لك، الإقبال، المجد" مطرزة بالحرير الأحمر على قطعة من الكتان عليها شارة الملك محفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة (انظر Catalogue raisonne: Herz-Bey ص ٢٧٤). 

ويوجد اللقب التقليدى للحاكم على نسيج محفوظ بمتحف القيصر فريدريك ببرلين موشى بأزواج من الأسود المجنحة، وقد كتب فى دوائر الحافة المزركشة: العادل، العالم، العاقل. وصفّت فى العوارض الوسطى لدوائر الأقسام عبارة "السلطان المظفر" بحيث تمثل شارة الملك (Seidenweberei: O. V. Falke جـ ٢، ص ٦٣، رسم رقم ٣٦٣). 

ويوجد على نسيج محفوظ بمدينة دانزك يرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر عبارة: السلطان العالم (Seiddenweberei: O. V. Falke جـ ٢، رسم رقم ٣٥٨، ٣٥٩)، ويوجد اللقب:  "السلطان الملك" على قطعة من الحرير الإسبانى بمتحف الفنون والصنائع ببرلين (Seidenweberei: O.v. Falke جـ ٢، رقم ٣٧٧). 

ونجد على نسيج مفصل بدار الآثار العربية بالقاهرة كلمة السلطان مطرزة بخيوط من الحرير (Catalogue raisonne: Herz-Bey ص ٢٧٣ وما بعدها.

وفى الختام نذكر القارئ بعبارات التقوى والورع التى تتألف منها فى كثير من الأحيان كتابات الطراز كله، ومن هذا القبيل نموذج ماسترخت ذى السبع، فقد كتب على صدر السبع عبارة الملك للَّه (Seidenweberei: O. V. Falke, جـ ١، رسم رقم ١٥٣). 

وعلى نماذج أخرى نجد عبارة الأمر للَّه، وهى تدل على المعنى السابق نفسه (المصدر المذكور، جـ ١، الشكلان رقم ١٨٧، ١٩١). 

وهناك صيغة مألوفة هى "البركة الكاملة" صنعت فى صورة شعار على اليمين واليسار (O.v. Falke: Seidenweberei جـ ١، رسم ٢٠٥) 

ويقتصر أحيانًا على عبارة "البركة" دون سواها (المصدر السابق جـ ١، رسم رقم ٢٠٢). 

وتوجد صيغة "ما شاء اللَّه كان" على نسيج محفوظ بمتحف سارث كنسنكتن South Kensington، (Inv رقم ٦١٣ - ١٨٩٢؛ Guest: مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩٠٦، ص ٣٩٩، Catalogue etc: A.F.Kendrick ص ١٨). 

وذلك بالإضافة إلى مجموعة من الصيغ الأخرى التى لم يصل إلينا منها إلا بقايا، ولكنها معروفة على أنسجة أخرى من المجموعة نفسها (المصدر السابق،ص ٣٩٦ وما بعدها). 

ولعل أجمل نموذج لهذا النوع هو الموجود بمتحف كلونى Cluny (Inv رقم ٦٥٢٦ وقد عثر عليه فى بايون Bayonne)، ويظهر فيه قسم من شعار الإسلام بالحروف منسوجًا نسجًا جميلًا على الاتساع. 

وتختصر فى بعض المناسبات هذه الكتابات بحذف بعض الحروف (انظر Die liturgischen Gewander: J.v. Karabacek ص ١٤٢ وما بعدها) 

ونزيد على ذلك أن تواريخ الكتابات توجد بين هذه الطرز، مثال ذلك: القطعة التى نشرها كست (مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩١٨ ص ٤٠٧) من مجموعة إنكل كروس Engel-Gros وعليها البسملة والتاريخ وهو سنة ٤٤٨ (انظر Catalogue etc.,: A.F.Kendrick ص ١٠، رقم ٦٨١ ولوحة رقم ٦). 

وهناك قطعة أخرى عليها اسم الخليفة المعتضد تاريخها ٢٨٢ وهى محفوظة فى متحف سارث كنسنكتن وقد نشرها أيضًا كست (مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩٠٦, ص ٣٩١؛ وانظر Catalogue etc: A.F.Kendrick، ص ٣٥؛ Les Collections de Musulman I'Orient: G. Salles and M. I. Rallnt ص ٧٤).

سبق أن قلنا إن شرائط الطراز ذات الكتابات تماثل إلى حد ما أوسمتنا ورتبنا. فقد كان إهداء الأثواب المحلاة بهذه الطراز من حق من فى يده السلطان، وهو حق يماثل حقه فى إصدار السكة. 

ومن الثابت أن ستة إهداء مثل هذه الأثواب سنة درج عليها المشارقة من عهد سحيق. 

وقد جرى الفراعنة على أن يخلعوا على خدامهم المخلصين أثواب التشريف علاوة على العقود الذهبية وغير ذلك من الخلع النفيسة. 

وشاعت هذه السنة أول ما شاعت فى عهد الإسلام. 

فقد جرت العادة على أن تكون البراءة التى يقام بها كبار عمال الدولة فى مناصبهم مصحوبة بكسوة تشريف، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل كان هؤلاء العمال يتلقون أيضًا كسوة تشريف مرة على الأقل فى السنة. 

وكان المماليك وكبار عمال الدولة فى بلاط السلاطين المماليك يتلقون عادة كسوة تتناسب ورتبهم مرتين فى السنة، مرة فى الشتاء وأخرى فى الصيف (انظر Kulturgeschichte: A. v. Kremer جـ ٣، ص ٢٢٠ - ٢٢٣, القلقشندى: صبح الأعشى جـ ٤،ص ٥٥). 

ويذكر ابن جبير الرحلة، ص ٩٤) أن الخطيب بالمسجد الحرام فى مكة -وغيره من المساجد الكبرى دون شك- كان يلبس ثوب سواد مرسومًا بذهب ومتعممًا بعمامة سوداء مرسومة أيضًا، وعليه طيلسان شرب رقيق، كل ذلك من كسا الخليفة التى يرسلها إلى خطباء بلاده" ومن ثم كان لباسه كسوة رسمية تمنح بمعرفة الحاكم.

عمامة مطرزة من تنيس من العصر الفاطمي (المصدر)

وليس من شك فى أن ثياب الأمراء التى جروا على ارتدائها فى المناسبات الرسمية كانت بطبيعة الحال أكثر أُبهة، فقد كانت ثياب الفاطميين تتألف من أنسجة من دبيق ولباس رأس بحواش مطرزة بالذهب تقدم للأمراء من دار كسوة الخليفة. (انظر المقريزى: ويذكر القلقشندى فى كتابه صبح الأعشى (جـ ٤، ص ٥٢ وما بعدها) أن قسمًا من كسوة تشريف الأمراء كان عبارة عن قماش العمامة وقد طرز عليه اسم السلطان كما كان على الثياب نفسها كتابات من هذا القبيل.

ولم يكن بدعًا أن يحافظ الخلفاء على هذا الامتياز الهام من امتيازات الملك وأن يحيطوه بكل الضمانات خشية استعماله فى غير وجهه، ويتبين لنا مدى الأهمية التى كانوا يولونها الطراز وإعداده مما جاء فى وصية هارون الرشيد (١٨٠ هـ) فى القسم الخاص بجعل إقليم خراسان للمأمون، فقد نص فيه على دور الطرز بصفة خاصة إلى جانب الخراج والبريد وبيوت المال (انظر الأزرقى: أخبار مكة، ص ١٦٢ - ١٦٦) 

وذكر اسم الحاكم فى الطراز دليل على سلطانه كما هو الشأن فى الخطبة. وكان أول شئ فعله المأمون عندما خرج على أخيه الأمين أن حذف اسم الخليفة من كتابات الطراز. (ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، جـ ١، ص ٥٤٤، وانظر فقرات أخرى وردت فى Papyrusprotokolle: J. v. Karbacek ص ٢٥) 

وكان إذا تولى الحكم خليفة جديد أثبت اسمه فى كتابات الطراز. ولم يؤخذ بذلك فى كتابات المنسوجات وكساوى التشريف فحسب، جل أخذ به أيضًا فى لفافات أوراق البردى (انظر Corpus Pap. Raineri قسم ٣ جـ ١/ ٢، رقم ١٥٠، ١٥٨؛ ص ١٤٥ وما بعدها ١٥٣ وما بعدها). 

وكثيرًا ما كان يذكر اسم الوزير فى مثل هذه الحالة الأخيرة، وذلك فى المراسم، ولكن قلما كان يذكر اسمه فى كتابات الطراز على كساوى التشريف، فإن ذكر كان تقديرًا خاصًا للوزير، مثال ذلك أن الخليفة الفاطمى العزيز باللَّه وضع اسم وزيره يعقوب بن يوسف بن كلسّ المتوفى عام ٣٨٠ للهجرة على كتابات الطراز (انظر المقريزى: الخطط، جـ ٣، ص ٦، س ١٥، ص ٣٨٤). 

ومن هذا القبيل ما فعله الخليفة الفاطمى المستعلى باللَّه (١٠٩٤ - ١١٠١ م) فقد سمح بذكر اسم وزيره الأفضل فى الطراز كما يتبين من كتابة الطراز على النسيج المحفوظ بمكتبة الفاتيكان (انظر Papyrusprotokolle: J. v. Karabacek ص ٣٩)؛ 

ولكن اسم الوزير فى هذه الحالة كان يعقبه عبارة تضاف إلى الكتابة وهى "باسم الإمام" مراعاة لسلطان الحاكم. 

والحق إن كبار عمال الدولة قد احتفظوا فيما بعد بدور للطراز خاصة بهم. وشاهد ذلك أن على ابن أحمد الراسبى (المتوفى عام ١٣٠ هـ) الذى كان واليًا على جميع البلاد بين واسط وجنديسابور وبين السوس وشهرزور، وقد احتفظ بما لا يقل عن ثمانين دارًا للطراز كان ينسج بها القماش الخاص به (ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، جـ ٢، ص ١٩٢؛ A.v.Kremer: Kulturgeschichte جـ ٢ ص ١٩٣). 

ونجد على قطعة حرير من مصر (القرنان الحادى عشر - الثانى عشر للميلاد) محفوظة بمتحف فيكتوريا وألبرت (Guess: مجلة الجمعية الأسيوية الملكية سنة ١٩٠٦، ص ٣٩٤؛ A.F.Kendrick: Catalogue of Muhammadan Textiles ص ٤٣ ما بعدها)، عبارة "السيد الأجل يمن الدولة أبو يمن أطال اللَّه بقاءه". 

وتوجد على قطعة الحرير الفاخرة المحفوظة بمتحف اللوفر (وهى التى نشرها Syria: G. Migeon جـ ٣، سنة ١٩٢٢، ص ٤١ - ٤٣) عبارة "عز وإقبال للقائد أبى منصور نجتكين أطال اللَّه بقاءه".

غير أن حقوق الخليفة فى السيادة لم تكن تتجلى فى كتابات الطراز على الملابس فحسب، بل إن الحق فى كسوة الكعبة فى الأصل من اختصاصات الخليفة دون غيره (انظر القلقشندى: صبح الأعشى جـ ٤، ص ٥٧). 

وكان العباسيون يرسلون كل عام الكسوة من بغداد إلى مكة، وكانت هذه الكسوة تصنع فى كثير من الأحيان بمصر؛ وقد انتقل هذا الواجب إلى ولاة مصر. وكانت الكسوة فى زمن القلقشندى تنسج فى مشهد الحسين من الحرير الأسود وعليها كتابات بيضاء. 

وفى آخر عهد الظاهر برقوق كانت الكتابات باللون الأصفر المذهب. 

وقد قام كاراباسك J.v.Karabacek بإعداد مجموعة من هذه الكتابات (انظر Papyrusprotokolle ص ٣٥ - ٣٩) نستدل منها على أن الكسوة كانت تصنع بأمر مباشر يصدره الخليفة للوالى، ويشرف على هذا العمل أمين مال هذا الوالى، الذى كان يقوم بنفسه على دار الطراز، أو تصنع بأمر يصدر من وزير الخليفة (انظر ما سبق) 

ومما يجدر ذكره أن من بين النصوص التى أوردها كارباسك طراز ثائر علوى فى عهد المأمون (الكتاب المذكور، ص ٣٧ وما بعدها)، ونذكر هنا أيضًا باختصار صيغ الإهداء التى وضعها الخليفة المعز الفاطمى سنة ٣٥٣ هـ على الرياش الحريرى المختلف الأشكال وهو الذى وصفه المقريزى (الخطط، جـ ١، ص ٤١٧، س ١٢ وما بعده؛ انظر أيضًا Uber einige Benen.ungen Mittelalterlicher Gewbe: J.v. Karabacek ص ٣٣) 

وهذه الصيغ تكون فى حالات كثيرة هى الصيغ المألوفة التى تطرز بها المنسوجات كما نتبين من ملاحظات الكسائى التى أوردها البيهقى (كتاب المحاسن والمساوئ، ص ٤٩٩). 

ويجب أن نوجه عناية خاصة إلى ما كان من صلات لا يمكن إنكارها بين كتابات الرنوك على عهد سلاطين المماليك (انظر Das Schrifiwappen der Mamluken sultane, Jahrb. d, Asiat. Kunst: L. A. Mayer سنة ١٩٢٥، ص ١٨٣ - ١٨٧) وبين الصيغ المختلفة المألوفة لكتابات الطراز، مثال ذلك العبارة التى تتردد كثيرًا: "عز لمولانا السلطان الملك. . الخ عز نصره".

إن الترتيب المتواتر للصيغ القصيرة الشبيه بترتيب صيغ الرنوك مثل "البركة الكاملة"، وهى الصيغ التى توضع معًا واحدة إلى اليمين والأخرى إلى اليسار كما ترتب صور الحيوان على شعارات السلطنة (مثال ذلك النسر المزدوج) توحى بحدوث ضرب من التطور الرنكى فى صيغ الطراز أيضًا، وخاصة عندما يوضع لقب الحاكم فى بعض الأحيان داخل إطار على المنسوجات أو فى الشريط الأوسط للدرع المحيطة التى تشبه شارة السلطنة (انظر Seidenweberei: O.v. Falke جـ ٢، رسم رقم ٤٦٣) 

وقد أشرنا من قبل إلى أن إعداد الأقمشة والكساوى التى يحتاج إليها رجال البلاط وكبار عمال الدولة، يضاف إلى ذلك كسوة الكعبة، لم يكن يترك فى أيدى أفراد وهيئات خاصة، وإنما كان من عمل مصانع الدولة التى كان إنتاجها فى كثير من الأحيان على نطاق واسع. 

وكانت مصر فى طليعة الجهات التى تقوم بصنع الأقمشة الكتانية كما كانت تضرب بسهم وافر فى صنع الأقمشة الحريرية. وكان نسج الكتان بصفة خاصة مركزًا فى الدلتا. 

وكانت تنيس وتونة ودمياط والإسكندرية هى المراكز الكبرى لهذه الصناعة. ونضيف إلى هذه البلدان أيضًا: دبيق، وبنشا، والفرما، ودُمَيره (بمركز شربين وليس دمَيره كما يذكر جوبير Jaubert). 

وتنتج تنيس مثل دمياط منسوجات كتانية رقيقة على غرار ما كان يعرف باسم دبيق وشرب كما كان يعمل بها الثياب الملونة والفرش البوقلمون (انظر ياقوت: معجم البلدان، جـ ١، ص ٨٨٢). 

وكانت هذه المنسوجات تباع بأسعار مرتفعة، فالثوب المطرز بالذهب بألف دينار، والثوب غير المطرز بين ١٠٠ و ٢٠٠ دينار (انظر الإدريسى، جـ ١، ص ٣٢٠).

ويذكر ابن عبد ربه فى كتابه العقد الفريد (جـ ٣، ص ٣٦٢)، أن فى تينس، التى كان بها خمسة آلاف مغزل، مصنعا يعمل من أجل الخليفة، ويؤيد ذلك الكتابات التى أوردها المقريزى فى كتابه الخطط (جـ ١، ص ١٨١) والتى كانت مطرزة على كساوى الكعبة (انظر Papyrusprotokelle: J.v. Karabacek ص ٣٥)، كما تؤيده المنسوجات المذكورة آنفا الواردة من سامراء. 

ويذكر ناصر خسرو أن تنيس كانت تصنع بصفة خاصة أقمشة القصب الملونة المستخدمة فى صنع العمائم والقلانس وملابس النساء، وأن الثياب التى كانت تصنع فى مصانع السلطان لم تكن تباع للأفراد؛ فقد أرسل أمير فارس عشرين ألف دينار لشراء رداء من تنيس مصنوع من هذه الثياب الثمينة المخصصة للسلطان ولكن وكلاءه لم يحصلوا على شئ منها. 

وقد كان من خصائص الصناعة فى تنيس "البدنة" التى كان لا يستخدمها إلا الخليفة، وهى رداء يخرج من المغزل كاملا لا يتطلب تفصيلا أو خياطة (انظر Catalogue raisonne: Herz-Bey ص ٢٦٨ - ٢٦٦؛ Die Renaissance des Islams: A.Mez، ص ٤٣٣). 

وبلغت صادرات الأقمشة المصنوعة فى تنيس مبلغًا كبيرًا، فقد وصلت قيمتها حتى عام ٣٦٠ هـ ما بين ٢٠ و ٣٠ ألف دينار سنويًا. 

وكانت قرية تونة التابعة إداريًا لمركز تنيس تصنع هذه الأقمشة نفسها وكذلك كساوى الكعبة (المقريزى: الخطط جـ ١، ص ١٨١؛ J.v. Karabacek؛ الكتاب المذكور، ص ٣٦)، وكان بها أيضًا دار للطراز. ولم تكن دمياط تنتج هذه الثياب الكتانية مثل تنيس فخسب، بل كانت تصنع أيضًا الثياب الكتانية البيضاء اللون، وكذلك الثياب الحريرية المذهبة والثياب المعروفة باسم الثياب البلخية (انظر على بن داود الخطيب الجوهرى، مخطوط: A.F رقم ٢٨٢، ورقة رقم ٦٩ أ؛ وانظر كذلك Culturgeschichte: A.v.Kermer جـ ٢، ص ٢٨٩) وغير ذلك من المنسوجات. 

قطعة طراز من شطا من العصر الإخشيدي (المصدر)


وكانت شطا تصنع أيضًا الكساوي والأقمشة المعروفة باسم الثياب الشطوية (المقريزى: الخطط، جـ ١. ص ٢٢٦، س ٥ وما بعده). ونحن نعرف أن هذه الكساوى كانت تصنع فى دار للطراز ملك للدولة، نستدل على ذلك من كتابة الكسوة التى ذكرها المقريزى (انظر Papyrusprotokolle: J. v. Karahacek ص ٣٦)، أما من حيث الثياب المعروفة باسم الثياب الشطوية فلا نعرف على التحديد أين كانت تصنع. ونجد فى ورقة من أوراق البردى بمجموعة رينر (Rainer رقم ٨٤٩ فى Ausstellunge؛ انظر Fuhrer: J.v.Karabacek ص ٢٢٧) إشارة بالسطر السادس إلى لباس للرأس من شطا (منديل شطوى معلم) يساوى عشرين قيراطا من الذهب. 

وهذا الثمن يعد مرتفعًا إلى حد ما لأن أقمشة شطا ودبقو (دبيق) ودميرة لم تكن فى رقة أقمشة تنيس (الإدريسى، ص ٣٢٠).

وكانت الصناعة التى تتم فى هذه البلدان على أيدى النساجين القبط تخضع لرقابة دقيقة من الدولة (المقدسى: المكتبة الجغرافية العربية، جـ ٣ ص ٢١٣؛ وانظر Die Renaissance des Islams: A.Mez ص ١١٨؛ Islamstudien: C.H.Becker ص ١٨٤) تبدأ منذ قيام النساج بالعمل على نوله. وكان يختم على هذه المنسوجات بختم السلطان، ونحن نعرف شكل هذه الأختام من الختم الأحمر الموسومة به قطعة الكتان (Inv. Ar. Lin رقم ١) بمجموعة رينر Rainer المكتوب عليها "الملك المعز" (انظر Corpus Pap: Rained جـ ٣، السلسلة العربية جـ ١، قسم ١، ص ٥٩ وما بعدها، رسم رقم ٢)؛ ولا تباع "إلا على يد سماسرة قد عقدت عليهم، وصاحب السلطان يثبت ما يباع فى جريدته، ثم تحمل إلى من يطويها، ثم إلى من يشدها بالقشى [ولعله ورق البردى الغليظ] ثم إلى من يشدها فى السفط، وإلى من يحزمها، واحد منهم له رسم يأخذه، ثم على باب الفرضة يؤخذ أيضًا شئ. وكل واحد يكتب على السفط علامته" 

وهذا العمل كله لا يدل دلالة قوية على أنه كان هناك مصنع حكومى يقوم بعمل هذه الثياب، بل إنا لنميل إلى القول بأنه كان فى الدلتا على الأقل صناعة تمارس فى المنازل الخاصة، والراجح أنها كانت تقوم جنبًا إلى جنب مع المصانع الحكومية. وكان نصيب العمال من هذه الصناعة يبعث على الأسى، فالنساء تغزلن والرجال ينسجون، وهم الذين يستأجرون أماكن العمل، وكان أجر الفرد منهم نصف درهم كل يوم وهو مبلغ لا يكفى للوفاء بأقل الحاجات الضرورية للمعيشة. 

وكانت الأجور فى مصر كلها منخفضة جدًّا. وكانت الثياب الحريرية والديباج والابريسم تصنع بصفة خاصة فى الإسكندرية، وكذلك الثياب الكتانية الرفيعة المعروفة باسم "الشرب" كما كانت هذه الثياب تصنع أيضًا فى تنيس، ودمياط، وشطا (انظر Culturgeschichte: A.v. Kremer جـ ١، ص ٣٥٣) وكانت الاسكندرية تشتهر حتى فى الأزمنة الرومانية بأنها مركز لنسج الحرير كما كان فى البلاط البوزنطى بها مساكن للنساء يقمن فيها بإعداد الثياب. 

ولم تكن مادة الثياب المصنوعة خلال العهد الإسلامى فى جودة الثياب التى كانت تصنع فى العهد السابق ولطفها، ولكن الاسكندرية فى القرنين الثالث عشر والرابع عشر كانت تزود بوزنطة والبابا فى رومة بالثياب (Seidenweberei: O.v. Falke جـ ١، ص ٤٨، ٥١، ١١٠) 

وجرت عادة الكثيرين من البابوات على إهداء الكنائس منسوجات جميلة عليها رسوم تمثل الفرسان وكانت دور الطراز الحكومية فى تنيس والاسكندرية ودمياط تصنع بصفة خاصة ثياب الخلفاء الفاطميين (المقريزى: الخطط، جـ ٢١ ص ٤١٣؛ القلقشندى: صبح الأعشى، جـ ٣، ص ٤٧٦ Geographie: F.Wustenfeld ص ١٧٥ وما بعدها) وخلفائهم. 

ويذكر أبو الفداء فى كتابه "تاريخ الخميس" (جـ ٤، ص ١٠١) أن دار الطراز بالإسكندرية كانت تعمل لسد حاجات الحاكم الشخصية (للخاص الشريف؛ انظر ١٠٧٠ Die Liturguschen Gewander: J.v.Karabacek ص ١٩٥). واشتهرت دبيق بثيابها الكتانية ونسيج العمائم، وكانت تصنع الستائر لتغطية عرش الخلفاء الفاطميين إبان الاحتفالات (القلقشندى: صبح الأعشى، جـ ٣، ص ٤٩٩). 

وكثيرًا ما يرد ذكر منسوجات دبيق فى الكتب، وخاصة فى المقريزى، وقد توطدت هذه الصناعة هناك منذ القدم. ويوجد بالمتحف النمساوى حزام من العهد القبطى عليه زركشة ثمينة وعلى حافته خطت كلمة وهو الاسم القبطى لمدينة دبيق (انظر Die Theodor Graf. schen Funde: J.v. Karabacek رقم ٤٢٧). 

ولا نعرف عن مدينة بنشا الصناعية إلا القليل. ونجد على قطعة طراز حريرى موشاة بالأسود من مجموعة رينر (Inv.Ar.Lin رقم ١٨، وقد نشرها J.v.Karabacek فى Papyrusprotokolle ص ٣٩) الكتابة الآتية: 

"هذا مما أمر بعمله فى طراز الخاصة بنشا" 

ونستخلص من هذا أنه كان هناك دار لصنع الثياب الحريرية تزود الخليفة دون سواه بحاجته، وكانت هذه الدار من أملاك الدولة؛ ونحن نعرف أيضًا اسم هذه المدينة من أوراق البردى. 

واشتهرت مدينة الأشمونين بالصعيد إلى جانب الفيوم بصناعة المنسوجات (انظر الإصطخرى. المكتبة الجغرافية العربية، جـ ٢، ص ٥٨؛ ابن حوقل: المكتبة الجغرافية العربية، جـ ٢، ص ١٠٥؛ الإدريسى، جـ ١، ص ١٢٤ Culturgeschichte: A.v.Kremer جـ ١، ص ٣٥٣) 

كما اشتهرت تخا بالمنسوجات الصوفية (انظر Renaissance des Islams: Mez ص ٤٣٢). 

وكان للبهنسا مركز خاص، إذ كان يصنع بها منسوجات ثمينة كما يقول الإدريسى (جـ ١، ص ١٢٨) تحمل اسم المدينة وتخصص للحاكم وكبار عمال الدولة، كما كان يصنع بها ثياب من الأنواع العادية. 

وكان القماش يقسم إلى قطع طول الواحدة منها ثلاثون ذراعًا، ويبلغ ثمن الزوج منها مائتى دينار. 

وكانت كل قطعة من هذه الأقمشة من الصوف أو من القطن، رخص ثمنها أو غلا، تحمل الاسم الدال على نوعها، وبذلك كان المشترى يعرف نوع ما يشترى. 

ولدينا بعض المعلومات عن الأثمان استقيناها من ورقة من أوراق البردى محفوظة بمجموعة رينر (Ausstellung: Rainer رقم ٨٤٩) نستدل منها على أن قماش العمامة الطويل من صنع البهنسا (منديل بهنسى طويل) كان يساوى قيراطًا من الذهب. 

ومما يؤسف له أن الإدريسى لم يقل لنا هل كان القماش المخصص لرجال البلاط يصنع فى دار للطراز أو فى دار خاصة. 

وقد ذكر على بن داود الخطيب الجوهرى (A.F رقم ٢٨٢، ورقة رقم ٩١ ب) عبارة "طراز سعيد"، ولكنه لم يذكر مكان هذا المصنع الحكومى من مصر العليا. 

وفى دار الكتب المصرية بالقاهرة (سجل رقم ٩٦، ١٠٣) ورقتان من أوراق البردى تلقيان ضوءًا على هذه المسألة، فقد ورد فيهما وصف لشخص يدعى رماح بن يوسف بأنه "المتوكل بطراز أشمون وأنصنا"، ونتبين من ذلك أن هذا الرجل هو الذى كان يدير دار الطراز فى أشمون وأنصنا ويجمع فى إدارته بينهما، ومن ثم يمكن القول بأن هاتين الكورتين كانتا فى الأصل منفصلتين ثم ضمتا من بعد وأصبحتا كورة واحدة (انظر Papyri Schott-Reinhardt: C.H. Becker جـ ١، ص ٢٠) 

وكان بالقاهرة (الفسطاط) فى عهد العباسيين دار عامة للطراز (طراز العامة بمصر) كما نتبين من قطعة القماش التى أسلفنا ذكرها، المحفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة. 

وواضح أن صفة "العامة" هنا تقابل صفة "الخاصة" التى تدل على أن المصنع يعمل من أجل الخليفة وحده. وليس معنى هذا أن دار القاهرة قد أصبحت فى عهد الأمين منشأة خاصة بحتة، بل يمكن أن نقول إنها كانت فى الوقت نفسه منشأة حكومية تزود الأفراد بما يلزمهم علاوة على تزويد رجال البلاط بما يحتاجونه. 

ولا نستطيع فى أية حالة من الحالات أن نقطع على وجه اليقين برأى فى مسألة ملكية المصنع. ولا نستطيع أن نتصور -كما هو شأننا عادة حتى هذا الوقت تمشيًا مع كاراباسك Karabacek- أن الخليفة كانت له الرقابة المطلقة على هذه المصانع.

وإذا كان الأمويون والعباسيون قد عنوا عناية كبيرة بصناعة منسوجات الطراز ومراعاة الحقوق المتصلة بها، فإن أهمية هذه المنسوجات قد ازدادت فى عهد الفاطميين الزاهر، كما يتبين من رواية المقريزى عن ابن الطوير الذى كان على دراية تامة بهذا الموضوع (الخطط، جـ ١، ص ٤٦٩). 

فقد كان إلى جانب مصنع الدولة الشهير بالاسكندرية المسمى دار الطراز، مصنع آخر بالقاهرة يحمل الاسم نفسه، وقد أنشئ فى عهد خلفاء الخليفة العزيز باللَّه باسم الوزير أبى الفرج يعقوب بن يوسف بن كلِّس المتوفى عام ٣٨٠ هـ (٩١١ م) وكان يعرف أيضًا باسم دار الديباج، لأن الديباج كان يصنع به (المقريزى: الخطط، جـ ٢، ص ١٠٤، س ٢٥ وما بعدها). 

وكان على رأس الإدارة فى هذه المصانع الحكومية دائما موظف من رتبة عالية يختار من رجال الفقه أو الحرب، وكان الخليفة يخصه بالرعاية والتقدير؛ ويباشر عمله وتحت إمرته هيئة مختارة من الموظفين تنقل منتجات دور الطراز وتتخذ الوسائل اللازمة لهذا النقل.

وكان هذا الموظف حين يصل إلى البلاط ومعه المنسوجات اللازمة للخليفة، ومن بينها المظلة والحلل التى تسمى "بدلة" و"بدنة" وثياب الخليفة الخاصة، يستقبل بأعلى مظاهر التشريف، ويوضع فى خدمته طوال مدة إقامته جواد من حظائر الخليفة. 

وكانت منازله بالمدينة تقوم فى منظرة الغزالة على شاطئ الخليج قبال باب جامع ابن المغربى الذى كان قد تهدم فى عهد المقريزى، وكان يلقى من الضيافة ما يلقاه المبعوثون الأجانب. 

وكانت أحمال المنسوجات الثمينة حين تجلب إلى مقر الخليفة يمثل صاحب الطراز بين يديه ويعرض عليه جميع ما معه وينبهه إلى كل قطعة من المنسوجات أحضرت إلى قصره بيد حاجبه الخاص، فإذا انقضى عرض ذلك سلم لمستخدم الكسوات، وخلع عليه بين يدى الخليفة باطنًا ولا يخلع على أحد كذلك سواه، ثم ينكفئ إلى مسكنه. 

وكان من الجائز أن ينوب عن مستخدم الكسوات فى أوقات معينة ابنه أو أخوه. وكانت رتبة صاحب الطراز عظيمة، وكان يتقاضى راتبًا، سبعين دينارًا فى الشهر ويتقاضى نائبه عشرين دينارًا. 

وكان هذا النائب يتولى عنه ذلك حين يشخص هو إلى تسليم هذه الثياب والكساوى، كما كان يشهد نيابة عنه شد الاسفاط. 

وكان صاحب الطراز حين يجلب المظلة وما يليها من خاص الخليفة إلى مجلس دار الطراز يقف الحاضرون أثناء هذا الحفل وهو جالس فى رتبته ونائبه واقف على رأسه خدمة لذلك (انظر أيضًا: القلقشندى صبح الأعشى، جـ ٣، ص ٤٧٦؛ Wustenfeld: Geographie ص ١٧٥ وما بعدها).

وقد ذكرنا فيما سبق أن دور الطراز كانت تدر على الدولة مبالغ كبيرة بفضل منتجاتها النفيسة. 

ومما هو جدير بالذكر أن مدن تنيس ودمياط والأشمونين قد استطاعت أن تؤدى من بيوت مالها سنة ٣٦٣ هـ: ٢٠٠ ألف دينار لخزينة الدولة فى يوم واحد، وذلك فى عهد الوزير الفاطمى ابن كلس (المقريزى: الخطط جـ ٢، ص ٦). 

وكان المصروف على خيوط الذهب يبلغ عادة ٣١ ألف دينار، وقد بلغ فى عهد الآمر بأحكام اللَّه ٣٤ ألف دينار (المصدر المذكور، جـ ١، ص ٤٦٩)، والظاهر أن الأمور قد تبدلت بعض الشئ فى عهد سلاطين المماليك، إذ نجد ابن خلدون -على الأقل- يذكر (جـ ١، ص ٣٢٣) أن المنسوجات وثياب الطراز لم تعد تصنع فى المصانع ودور الطراز فى القصر، فقد أوقفت الدولة إنتاجها فى منشآتها الخاصة، وأصبحت تطلب حاجتها، التى اقتصرت على الكساوى المنسوجة من الحرير والذهب الخالص، من بيوت النساج.

ولم يكن نظام مصانع الطراز الملكية مقصورًا بطبيعة الحال على مصر وحدها بل كانت هذه المصانع موجودة أيضًا فى غيرها من الأقطار. 

فإذا اتجهنا غربا نجد مصنعا منها فى بالرمو بصقلية، حتى أن ابن جبير يذكر فى رحلته (ص ٣٢٩) اسم طرّاز كان يعمل فى "طراز الملك" وهو الاسم الذى عرف به المصنع الملكى. ولا تزال العباءة التى نسجت لروجر الثانى سنة ٥٢٨ هـ. (١١٣٣ م) هى أهم قطعة تشهد بنتاج هذا المصنع؛ ثم نذكر ثوب التتويج الذى صنعته الخزانة الملكية النمسوية؛ وقد أطلق على هذا المصنع فى كتابات هذا الطراز اسم "خزانة الملكية" (انظر Kleinodien: F.Beck ص ٢٩)، وكان ينتج (أى الملكى regium ergasterium) المنسوجات الحريرية اللطيفة حتى القرن الثالث عشر الميلادى (انظر Seidenweberei: O.V.Falke جـ ١، ص ١١٩، ١٢١). 

وكان بمدينة المرية من أعمال الأندلس ثمانمائة مغزل فى زمن الإدريسى تصنع الثياب الحريرية الثمينة والسقلاطون (أى الثياب المنسوجة بخيوط الذهب) والثياب المنسوجة بخيوط الفضة من طراز ثياب جرجان وإصفهان، وكانت هذه المدينة تعد أهم مركز لهذه الصناعة؛ على أننا نذكر أيضًا مدن: مرسية وإشبيلية، وغرناطة، ومالقة.

 وكان فى هذه المدينة دار لصنع ثياب الديباج المطرزة بالذهب (Uber einige Benenungen Mittelalterlicher Gewebe: J.v. Karabacek ص ٦؛ Beitrage: M. J. Muller ص ٥؛ Geschichte der liturg. Gewander: F.Bock ص ٣٩ وما بعدها). 

وكان بآسية الصغرى دار طراز فى بلاط السلاجقة، ومن منتجاته قماش الديباج المطرز بالذهب الموجود بمتحف المنسوجات بمدينة ليون، وكتابة طرازه عليها اسم السلطان كيقباذ بن كيخسرو (١٢١٩ - ١٢٣٦ م). 

وقد أشاد ماركوبولو (انظر Sidenweberei: O.v. Falke جـ ١، ص ٢٠٦)، بصناعة سكان الدولة السلجوقية من الروم والأرمن الذين صنعوا أحسن السجاجيد والثياب الحريرية الثمينة. واشتهرت دمشق وأنطاكية من أعمال الشام بمنسوجاتهما (انظر O.v. Falke، كتابه المذكور، جـ ١، ص ١٠٨؛ Die Liturg. Gewander: J.v. Karabacek ص ١٩٦) 

وكانت بغداد من أعمال العراق من أهم المدن فى هذا الميدان، وقد اختصت بعمل الثياب البيض المروية نسبة إلى مرو (ابن الفقيه: المكتبة الجغرافية العربية. جـ ٥، ص ٢٥٢) ولكنها كانت تصنع أيضًا الثياب الحريرية وثيابًا من الديباج كثيرة التطريز اشتهرت فى أنحاء الغرب باسم Baudekinus أو Baldachinus (O.V. Falke: كتابه المذكور، جـ ١، ص ١٠٨). 

ويمكن أن نرجع صناعة غزل الحرير فى بغداد إلى جالية من النساجين قدمت من تستر واستقرت هناك منذ منتصف القرن العاشر على الأقل (Uber einige Benennungen mittelalterlicher Gewebe: J.V. Karabacek, ص ٢٨). 

ونجد على قطعة من الحرير نشرها كندرك (A.F. Kendrick فى Burlington Magazine جـ ٤٩، ص ٢٦١ - ٢٦٧) كتابة الطراز الآتية فى أعلى القطعة (طرزت مرتين كما هى الحال فى شعار الملك): "البركة من اللَّه واليمن و [. . . " وفى أسفلها على هذا النسق خط: "بصاحبه أبى نصر مما عمل فى بغداد". وهذا بعض مما كان يصنع فى بغداد، ويحتمل أن يكون من نتاج مصنع حكوص للطراز. 

ومهما يكن من شئ فقد استورد البلاط كميات كبيرة من مصر، ولكن التصدير كان ممنوعًا فى مصر على عهد الفاطميين (Die Renaissance dss Islams: A. Mez ص ٤٣٣).

والظاهر أن تقدم صناعة غزل الحرير فى فارس بدأت حين نقل سابور الثانى عمالا من الجزيرة، ومن آمد وغيرها من الأقاليم الرومية إلى السوس وتستر وغير ذلك من بلدان الأهواز (انظر المسعودى: مروج الذهب، جـ ١، ص ١٢٤). 

وكان فى إقليم فارس، الذى اشتهر بغزل الكتان، مصانع مثل التى كانت فى مصر تعمل للحاكم وللتجارة مثل مصانع فسا، فى حين كان للحاكم مصانعه الخاصة فى شينيز وجنابة والغندجان (ابن حوقل: المكتبة الجغرافية العربية جـ ٢، ص ٢١٣ وما بعدها Susandschied: J.V. Karabacek ص ١٠٦ وما بعدها؛الإدريسى، جـ ١، ص ٣٩١، ٣٩٩ وما بعدها). 

وأصبحت كازرون "دمياط فارس" من بعد المركز الرئيسى لصناعة الكتان حوالي عام ٥٠٠ هـ (بداية القرن الثانى عشر للميلاد). وكانت هذه الصناعة تخضع لرقابة شديدة حتى أن قناة رهبان ذات الشأن فى صناعة الغزل ونقل منتجاته بعد تمام صنعها، كانت من أملاك خزانة الملك لا يعمل بها إلا النساجون الذين يصنعون ثياب الأمير، وكان الإنتاج هنا أيضًا تحت رقابة الدولة (انظر Dip Renaissance des Islams: A. Mez ص ٤٣٤). 

لم تكن خوزستان Suciana أقل شهرة من فارس بوصفها مركزا لغزل المنسوجات. وكان فى تستر، حيث تصنع الثياب الحريرية والديباج والأبريسم والمخمل وشيلان العمائم والستائر وأقمشة الخز الثقيلة، مصنع حكومى على رأسه مدير (صاحب) وكانت ستائر الكعبة تعمل من الديباج المصنوع هناك، ثم يرسلها بلاط بغداد كما رأينا، ومن ثم ندرك أهمية الملاحظة التى أوردها ابن حوقل (المكتبة الجغرافية العربية جـ ٢، ص ١٧٥) وهى أن كل من حكم العراق كان له طراز وصاحب فى تستر (انظر أيضًا Uber einige Benenungen mittelalterlicher Gewebe: J.v. Karabacek، ص ٣٠ - ٣٢). 

وكان نسيج الكسوة يصنع فى العراق أيام الإدريسى (نزهة المشتاق، جـ ١، ص ٣٨٣). ولم تكن مدينتا السوس وقرقوب أقل شأنا من تستر. فقد كان فى السوس دار حكومية للطراز تصنع بها منسوجات الخز والكتان الرفيع (الإصطخرى: المكتبة الجغرافية العربية، جـ ٣، ص ٤١٦). 

وكان يوجد أيضًا "طراز للسلطان" فى قرقوب حيث كان يصنع به -كما كانت الحال فى سوس- الحلل الملكية والديباج الثمين، والأقمشة المخططة، وقد نسبت دار الطراز إلى هذه المدينة (الاصطخرى: المكتبة الجغرافية العربية، جـ ١، ص ٩٣؛ ابن حوقل: المكتبة الجغرافية العربية جـ ٢، ص ١٧٥؛ الإدريسى، جـ ١، ص ٣٨٣ وما بعدها؛ Susandschird: J.v. karabacek ص ١٠٧) 

ونذكر أخيرًا أنه كان فى سجستان أيضًا دار للطراز تعمل للوالى وكانت تصنع بها كساوى التشريف التى كان يسخو الوالى فى إهدائها (معجم البلدان لياقوت، جـ ٣، ص ٤٥٨).

وليس ثمة قول فى أصل الطراز نستطيع أن نجزم به على وجه التحقيق؛ وقد حاول كاراباسك (Papyrusprotokolle: J.v.Karabacek ص ٢٧) أن يرجع أصل الطراز إلى أثر أجنبى رجح أنه أثر بابلى أشورى، بل هو قد ذهب إلى القول بأن وجود كثير من دور الطراز فى فارس تحتكرها الدولة وإقامة خزائن الكسوات الكبرى، يمكن أن يؤخذا على أنهما سنة ملكية ورثت عن الساسانيين (Uber einige Benennungen mittelalterlicher Gewebe ص ٢٠) 

والظاهر أن كاراباسك Karabacek قد أصاب فى استشهاده بقول ابن خلدون (جـ ١، ص ٢٢٢) أن ملوك الفرس قبل الإسلام قد وضعوا صور الملوك أو الرسوم والصور التى رسمت خصيصًا لهذا الغرض على الطراز الذى توشى به الثياب وأن الحكام المسلمين قد استبدلوا بهذه الصور والرسوم كتابات بأسمائهم وعبارات يتفاءلون بها. 

وقد أشار كاراباسك أيضًا إلى أن المسلمين قد تأثروا فى ذلك بالروم فقد وجدوا عند هؤلاء الطراز الذى انتقل إليهم من المصدر نفسه. ويربط إبراز (Cicerone: G.Ebers جـ ١، ص ٢٠٥) أيضًا بين الطراز والشعار الرومانى القديم Clavus (١) . 

ويرى فالكه (Seidenweberei: O.v.Falke جـ ١، ص ٧٧)، أن النمط الأصلى قد قلده الفرس أيضًا فى القرنين الخامس والسادس للميلاد على رداء يزدجرد المشهور (قبل عام ٦٤٠ م؛ انظر Falke جـ ١، ص ٨٣ والرسم رقم ١٠٥) فقد كان رداء هذا الملك العظيم يشتمل على المخطوط المطرزة المأثورة عن النمط الأصلى، وهى التى تتجه إلى أسفل من الكتف والظهر، وهو ما نشهده كثيرًا فى القمصان المصنوعة فى أخميم. 

ويرى فالكه Falke أن نقل الأنموذج الأصلى من الغرب ووضعه على القميص يعد "(١) Clavus: شريط أو شعار رأسى أرجوانى يوضع على قميص كان يرتديه أعضاء مجلس الشيوخ الرومان الأولون وفرسان الرومان القدماء شارة تدل على رتبهم." دليلا على قيام طراز فارسى جديد، على أن مقارنته بالنسيج الساسانى الشهير المطرز بصورة الفارس المحفوظ بمتحف الفنون والصناعات ببرلين Berlin Kunstgewerbe-Museum (Falke جـ ١، صورة رقم ١٠٧) تثير بعض الشكوك فيما يقال من استعارة الأنموذج الأصلى على كساوى رجال البلاط الفارسى وذلك حين نرى كيف عبر الفنان عن هذا الأنموذج الأصلى تعبيرًا مضطربًا بعيدًا عن الروح الرومانية. 

ولربما كان ثمة صلات بين هذه النماذج لم نتبينها بعد فى صورتها الكاملة، ولكن مما هو جدير بالملاحظة أن الشعار الرومانى القديم (Clavus)، وهو شارة رجال مجلس الشيوخ والفرسان الرومان، يمكن أن نرجعه آخر الأمر إلى أصل إترورى (انظر مادة Clavus, فى Paulywissowa Real-Encykl, جـ ٧، عمود ٤ وما بعده) 

ومن ثم فإن القول بأصل شرقى لهذا النظام المشهود لا يمكن استبعاده استبعادًا تامًا. 

وقد ظلت آثار الشارات الرومانية القديمة (Clavi) باقية حتى عهد متأخر فى الشكل الخارجى لحوافى الطراز. 

وهكذا نجد أن القطعتين رقم ٩٢١ و ٩٢٢ من العهد الأيوبى والمملوكى، وهما اللتان نشرهما كندريك (A.F.Kendrick فى Catalogue of Muhammadan Textiles، لوحة رقم ٧) لا يزالان يفصحان عن الشكل الأصلى نفسه كما هى الحال فى المنسوجات القبطية، وإن كانت الزخرفة تختلف بعض الشئ (انظر Seidenweberei: O.V. Falke جـ ١، شكل رقم ٢٦) 

بل إن ما جرى عليه العرف الشائع فى حوافى الطرز الإسلامبة من وضع صورة أو شريط حلية بين صفين من الكتابات نجده أيضًا على خافة قطعة مستطيلة من القماش القبطى يرجع عهدها إلى القرن السابع للميلاد (انظر Die agyptischen Textilfunde: A Riegl، لوحة رقم ٩ قبال ص ٤٨). 

والنص المستخدم هنا هو الآية العاشرة وما بعدها من المزمور الأربعين من سفر المزامير. وإن استمرار هذا الفن فى الصناعة المصرية، تلك الصناعة التى كانت على الأغلب فى أيدى الأقباط إبان العهد الإسلامى، وخاصة فيما يتصل بإنتاج المنسوجات، يجعل الاحتفاظ بالأشكال والسنن القديمة أمرًا واضحًا كل الوضوح. 

ومما هو جدير بالملاحظة أن شريط الكتابات كان يطرز أو ينسج فى معظم الأحوال بالحرير الأحمر، وكان هذا هو المتبع أيضًا فى المنسوجات الإسلامية. 

ولعل تفضيل هذا اللون يرجع إلى أن شارات الرومان القدماء (Clavi) كانت تطرز عادة باللون الأرجوانى. 

ولقد كان الحق المخول للرؤساء Princeps فى إهداء الشارات العريضة latus clavus لأعضاء مجلس الشيوخ والاحتفاظ بالشارات الأرجوانية للحكام، وقصر إنتاج الجدائل المذهبة ابتداء من عام ٣٦٩ على سيدات البلاط gynaecea بحيث يقمن دون غيرهن بغزلها، كان لهذا الحق على الأقل أثر فيما نجده من نظائر لذلك عند الخلفاء المسلمين، فقد كان لهم أيضًا الحق فى الطراز وفى إهدائه. 

على أن النظام الذى جعل سيدات البلاط يقمن بعمل الطراز لم يعمل به فى الإسلام. وقد كان فى القاهرة وحدها فترة من الزمن نظام شبيه بهذا، ذلك أن الثياب التى تعمل من أجل الخليفة كانت تتولاها بعد صنعها هيئة من النساء قوامها ثلاثون امرأة على رأسهن مشرفة فيعدلنها بعض التعديل اليسير بما يناسب المقام (Is Lastudien: C.H.Becker جـ ١، ص ١٨٣, وما بعدها). 

ومهما يكن من شئ فإن نظام الطراز فى الإسلام قد نشأ فى عهد جد مبكر أيام الأمويين، يشهد بذلك رواية الكسائى عن الإصلاح الذى أدخله الخليفة عبد الملك على السكة واتخاذه اللغة العربية فى تدوين الوثائق الرسمية. 

وإلى هنا يحق لنا أن نقول إننا لم نجد إلا خليفة واحدًا من البيت الأموى -لعله مروان بن محمد- ذكر اسمه على قطعة من الحرير من صنع أخميم وعليها الكتابة الآتية: [عبد] اللَّه مروان أمير [المؤمنين] (انظر A.R.Guest: مجلة الجمعية الآسيوية الملكية سنة ١٠٠٦، ص ٣٩٠؛ Catalogue of Muhammadan Textiles: A.F. Kendrick ص ٣٥) 

وقد انتقلت مع المنسوجات الإسلامية، التى كانت تستوردها أوربا بكميات كبيرة، أشرطة الطراز ذات الكتابات وأصبحت زيا شائعا. 

وكان أنفورتاس Anfortas منذ عهد بارسيفال Parcifal (ص ٢٣١، س ٨) يضع جدائل طراز عربى على لباس رأسه. ومن أعجب الأمور أن نجد ملابس كبار رجال الكنيسة وقد زينت بجدائل طراز تشمل أدعية إسلامية. 

قطعة حريرية من إيطاليا أواخر القرن الرابع عشر مزينة بخط عربي وكلاب (المصدر)

وقد قام سيول Sewell) مجلة الجمعية الأسيوية الملكية، سنة ١٩٠٧، ص ١٦٤). بعمل مجموعة من كتابات الطراز العربية، على أثواب العذراء وعلى الصور التى رسمها أئمة المصورين الإيطاليين. 

وإنى أضيف إلى ما تقدم أن كيوبيد قد رسم على الورقة رقم ٢ من مخطوط فينا الجميل لرينيه ده أنجو (Le livre de d'Anjou Rene Coeur d'amour epris وقد كتب بعد عام ١٤٥٧) وعليه رداء أزرق اللون مطرز بطراز عربى خط بالذهب على أرضية زرقاء، كما أن قطعتين من نسيج بروكسل المشجر goblins ترجعان إلى القرن السادس عشر قد طرزتا بكتابات خطت بالذهب. 

ومن المشهور المتواتر ذلك التقليد الفج للكتابات العربية الذى نجده على المنسوجات الحريرية المصنوعة فى شمالى إيطاليا.

[المصادر]
(١) الإصطخرى: المكتبة الجغرافية العربية، جـ ١، ص ٥٣، ٩٢، ٩٣.
(٢) ابن حوقل المكتبة الجغرافية العربية، جـ ٢، ص ١٠٥، ١٧٥، ٢١٣ وما بعدها.
(٣) المقدسى: المكتبة الجغرافية العربية، جـ ٣، ص ١٢٨، ٢١٣، ٤١٦.
(٤) ابن الفقيه الهمذانى، المكتبة الجغرافية العربية جـ ٥، ص ٢٥٢.
(٥) الإدريسى: كتاب نزهة المشتاق، ترجمة A. Jaubert، جـ ١، ص ١٢٤، ٣٢٠، ٣٥٢، وما بعدها، ٣٨٣ وما بعدها ٣٨٥، ٣٩١، ٣٩٩، ٤٢٥، ٤٢٧، ٤٦٩.
(٦) ابن جبير: الرحلة، طبعة W.Wright، ليدن سنة ١٨٥٢، ص ٨١، ٩٤، ١٢٦، ١٨١، ٣٠٩، ٣٢٩.
(٧) ياقوت: معجم البلدان، طبعة فستنفلد، جـ ١، ص ٨٤٩، ٨٨٢ - ٨٨٧، ٩٠١؛ جـ ٣، ص ٤٥٨.
(٨) المقريزى: الخطط، بولاق سنة ١٢٧٠ هـ، جـ ١، ص ١٨١، ٢٢٦، ٣٩٨، ٤٠٠، ٤٠٩، ٤١٣، ٤٢٧، ٤٤٠.
٤٤٦، ٤٥٢ وما بعدها، ٤٦٩ وما بعدها؛ جـ ٢ ص ٦، ٧٩، ١٠٤، ١١٣، ٢١٢، ٢١٧، ٢٢٧، ٢٨٤، ٤٠٧.
(٩) القلقشندى: صبح الأعشى، القاهرة سنة ١٩٠٤، جـ ٣، ص ٤٧٦. ٤٩٩، جـ ٤ ص ٥٢ وما بعدها ٥٥، ٥٧.
(١٠) المسعودى: مروج الذهب، بولاق سنة ١٢٨٤، جـ ١، ص ٢٢٢، ٢٢٣.
(١١) الأزرقى: كتاب أخبار مكة، طبعة فستنفلد، ص ١٦٢, ١٦٦, ١٨٣.
(١٢) تاريخ أبى الفداء، إستانبول سنة ١٢٨٦ هـ، جـ ٤، ص ١٠١.
(١٣) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، طبعة كوينبول، ليدن سنة ١٨٥٥، جـ ١، ص ٥٤٤, ٤٩٨؛ جـ ٢، ص ١٩٢.
(١٤) ابن عبد ربه: العقد الفريد بولاق سنة ١٢٩٣، جـ ٣، ص ٣٦٢.
(١٥) البيهقى: كتاب المحاسن والمساوئ، طبعة Schwally؛ كيسن Giessen سنة ١٩٠٢، ص ٤٩٩.
(١٦) الوشاء: كتاب الموشى، طبعة برونو R. E.Brunnow ليدن سنة ١٨٨٦، ص ١٦٧ وما بعدها.
(١٧) Beitrage zur Geschichts der westlichen Araber: M. J. Muller، جـ ١، ميونخ سنة ١٨٦٦، ص ٦.
(١٨) على بن داود الخطيب الجوهرى: الدر الثمين المنظوم فيما ورد فى مصر وأعمالها بالخصوص والعموم (مخطوط A.F ورقم ٢٨٢ بالمكتبة الأهلية بفينا ورقة رقم ٦٩، ٦٩، ٧١, ٩١).
(١٩) معرب الجواليقى، طبعة سخاو، ص ١٠٢.
(٢٠) Die Geographie u Veriwaltung von Agypten: F.Wustenfeld، كوتنكن سنة ١٨٧٩، ص ١٧٥ وما بعدها ١٩٣، ١٩٧.
(٢١) المؤلف نفسه Geschichte der Fatimiden chalifen كوتنكن سنة ١٨٨١، ص ١٣٠.
(٢٢) Ornariente der Gewebe: F. Fischbach لوحة رقم ٦، ٨، ٩، ١٠، ١٥، ١٨، ١٩، ٢٢ - ٢٥، ٢٩، ٣٣ -
٣٦، ٤٧، ٦٢، ٧١، ٧٥، ٩٥، ٩٦، ٩٧، ٩٩، ١٠٠، ١٠٤، ١٠٦، ١٠٧، ١٢٩، ١٣١، ١٣٦، ١٣٨، ١٤٥، ١٥٦، ١٥٧.
(٢٣) Die Kleinodien des heiligen romischen Reiches deuischer Nation: Bock ص ٢٩.
(٢٤) المؤلف نفسه: Geschichte der liturgischen Gewander des Mittelalters بون ١٨٥٩ - ١٨٧١، ص ٣٣ - ٧٧, ٣٩ وما بعدها.
(٢٥) Die liturgischen Gewander mit arabischen Inschriften aus der Marienkirche in DanzigMitteilungen der K.K. Osterr. Mus. Kunst u.industrie: J.V. Karabacek جـ ٥، سنة ١٨٧٠، ص ١٤١ - ١٤٧، ١٩١ - ٢٠٤.
(٢٦) المؤلف نفسه Nadelmalerei susondschird: Die persische ليبسك سدة ١٨٨١، ص ٦٠، ٨٢ - ١٠٦، ١١١.
(٢٧) المؤلف نفسه: Uber einige Benennungen mittelalter licher Gewebe فينا سنة ١٨٨٢، ص ١٩ وما بعدها ٢٨ - ٣٣.
(٢٨) المؤلف نفسه: Die Theodor Graf'schen Funde in Agypten فينا سنة ١٨٨٣؛ ص ٣١، ٣٣، ٣٦.
(٢٩) المؤلف نفسه: Kataloge der Theodor Graf'schen Funde in Agypten فينا سنة ١٨٨٣، ص ٤٦ وما بعدها، ٥٠ Mitteilungen des K. K. Osterr Kunst u. Industrie) Mus.f) جـ ١٨، سنة ١٨٨، ص ٥٤١ وما بعدها، ص ٥٦٣.
(٣٠) المؤلف نفسه: zur orientalischen Altertumskunde II, Die arabischen Papyrusprotokolle, S.B. Ak. Wien جـ ١٦١، سنة ١٩٠٨، ص ٨ - ١٤، ٢١ - ٢٧، ٣٥ - ٣٩ (انظر من ثم ZA.: C.H.Recker جـ ٢٢، سنة ١٩٠٨، ص ١٨٧ - ١٩٠١).
(٣١) المؤلف نفسه: Papyrus Erzherzog Rainer, Fuhrer durch die Auss tellung فينا سنة ١٨٩٤، ص ٢٢٧ وما بعدها، رقم ٤٨٩.
(٣٢) Culturgeschichte des Orients unter den Chalifen: A.v. Kremer فينا ١٨٧٥ - ١٨٧٧, جـ ١، ص ٣٥٣؛ جـ ٢، ص ٢٢٠، ٢٢٣، ٢٨٩، ٢٩٣.
(٣٣) Cicorone durch das alte und neue Agypten: G. Ebers شتوتكارت سنة ١٨٨٦ جـ ١، ص ٤٥، ٢٠٥.
(٣٤) Die agyptischen Textilfunds im K.k.Osterreich. museum: A.Rrigl فينا سنة ١٨٨٩، ص ٥٢، لوحة رقم ٩ أمام ص ٤٨.
(٣٥) على بهجت بك: Les manufactures d'etoffes en Egypte au moyen B.I. E., age، سنة ١٩٠٤ (لم يكن فى متناول يدى).
(٣٦) Catalogue raisonne des monuments exposes dans le musee nationale de l'art arabe: M. Herz-Bey القاهرة سنة ١٩٠٦ ص ٢٦٥ - ٢٧٧.
(٣٧) Notice on some Arabic inscriptions on textiles at the South Kensington Museum. J.R.A.S: A.R.Guest سنة: ١٩٠٦، ص ٣٨٧ - ٣٩٩.
(٣٨) المؤلف نفسه Further Arabic inscriptions on textiles, J.R.A.S سنة: ١٩١٨، ص ٢٦٣ - ٢٦٥؛ سنة ١٩٢٣ ص ٤٠٥ - ٤٠٨.
(٣٩) Arabic inscriptions on textiles, J.R.A.S: R. Sewell, سنة ١٩٠٧، ص ١٦٣ وما بعدها.
(٤٠) Kunstgeschichte der Seidenweberei: O.v. Falke برلين سنة ١٩١٣، جـ ١، ص ١٥، ٢٨، ٤٧ وما بعدها؛ ٥١، ٧٧، ٨٣ - ٨٦، ١٠٦، ١٠٨، ١١٠، ١١٩ - ١٢١ الأشكال رقم ١٠٥، ١٠٧، ١٥٣، ١٦٢، ١٧٢، ١٨٧، ١٩١، ٢٠٢ وما بعدها، ٢٠٥، جـ ٢، الأشكال رقم ٢٢٤، ٣٣٨، ٣٤٠، ٣٤٢، ٣٥٥، ٣٥٨، وما بعدها، ٣٦٣، ٣٦٦، ٣٦٨، ٣٧٢، ٣٧٧.
(٤١) Early textiles in the Cooper Union Collection, in Art in America: R. Meyer-Riefstahl جـ ٣، سنة ١٩١٥، ص ٢٣١ - ٢٥٤، ٣٠٠ - ٣٠٨؛ جـ ٤، سنة ١٩١٦, ص ٤٣ - ٥٢.
(٤٢) Reliquiasde los musulmanos en Cataluna. Revista de archivos. bibliothecas museos: Amador de los Rios، جـ ٣٣، سنة ١٩١٥، ص ١٧٣ - ٢١٢ (لم يكن فى متناول يدى).
(٤٣) Le stoffe e le vesti tombali di Cangrade I della Scala: G. Sangiorgi فى Bolletino d'arte, جـ ١، سنة ١٩٢١، ص ٤٤١ - ٤٥٧.
(٤٤) Die Renaissance des Islams: A. Mez، هيدلبرغ، سنة ١٩٢٢، سنة ١٩٢٢، ص ١١٨، ٤٣٢ - ٤٣٤.
(٤٥) Un tissu de soie persan du X Eme siecle au Musee du Louvre: G. Migeon فى Syria جـ ٣، سنة ١٩٢٢، ص ٤١ - ٤٣.
(٤٦) E.Blochet: مجلة الجمعية الآسيوية الملكية، سنة ١٩٢٣، ص ٦١٣ - ٦١٧.
(٤٧) Victoria and Albert Museum department of textiles, Catalouge of Muhammadan textiles of the medieval period: A.F.Kendrick، لندن سنة ١٩٢٤، وانظر G.Wiet: المجلة الآسيوية، جـ ٢٠٦ سنة، ١٩١٦، ص ٣٤١ - ٣٤٤.
(٤٨) Vom Werden und Wesen der islamischen Welt. Islamstudien: C.H.Becker، جـ ١، ليبسك، سنة ١٩٢٤، ص ١٨٢ - ١٨٤.
(٤٩) Terazstoffe der Abbasiden: E. Kuhnel فى lsl، جـ ٤ سنة ١٩٢٥، ص ٨٢ - ٨٨.
(٥٠) المؤلف نفسه: Islamische Stoffe aus agyptischen Grabern in der islamischen Kunstabteilung and in der Stoffsammlung des Schlossmuseums، برلين سنة ١٩٢٧.
(٥١) A silk fabric woven in Baghdad: A.F. Kendrick and R. Guest فى Burlington Magazine جـ ٤٩، سنة ١٩٢٦ ص ٢٦١ - ٢٦٧.
(٥٢) Musee national du Louvre, les collections de l'Orient Musulman: G. Salles and M. J. Ballot باريس سنة ١٩٢٨، ص ٧٣ - ٧٥.

الشنتناوى [كرومان A.Grohmann]

طراز: 

إن المادة السابقة قد اكتملت تمامًا حين كنت فى القاهرة، إذ تفضل الأستاذ فيت فغمرنى بكرمه وأطلعنى على مجموعته النفيسة من كتابات الطراز وهى مجموعة فيها ذخر من المعلومات الجديدة، بعضها فى حوزة التجار وبعضها فى يد جامعى الآثار، وبعضها فى المتاحف على اختلافها. 

بيان دار الآثار العربية بالقاهرة لحقيقة بالفخر، فقد استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تزيد على مجموعتها القيمة من المنسوجات سلاسل كاملة من القطع اللطيفة عليها كتابات مطرزة. 

ويأتى بعد هذه الدار فى الأهمية متحف بيناكى فى أثينا الذى لا يبارى. 

وحسبى أن أذكر من هذه المواد الجديدة التى تشمل نيفا ومائة نص أعظمها شأنا، بحيث لا يسوقنى ذلك إلى أن أتجاوز حدود هذا المقال، على أن التحديد هنا أمر تزداد النفوس له قبولا إذا علمنا أن الأستاذ فيت يعد للطبع جميع نصوص الطراز (Repertoire chronologique d'epigraphie arabe: G.Wiet) (١) كما يعد الأستاذ كومب E.Combe مواد الطراز المحفوظة فى دار الآثار العربية بالقاهرة.

ويمكن أن نزيد على كتابات الطراز التى تشمل اسم الحاكم كما تشمل عبارات تفيد البركة، قليلا من الكتابات الجديدة من عهد الفاطميين وعهد العباسيين. 

وينتسب إلى العهد الثانى ثلاثة طرز موجودة فى دار الآثار العربية بالقاهرة: 

(رقم سجل ٨٠٧٢) ونصه 

"عز من اللَّه للخليفة جعفر مما [كلمتان ناقصتان] الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين سنة عشرة ثلاث مائة، غفر اللَّه له (؟ ) ولوالديه. عز من اللَّه للخليفة جـ[ـعـ]ـفر"؛ 

(ومن الواضح أن الكتابة تتكرر)؛

رقم سجل ٧٩٦١؛ ونصه بعد البسملة 

[بركة من اللَّه لعبد اللَّه أبى] العباس محمد الإمام الراضى باللَّه أمير المؤمنين أيده اللَّه سنة. . "؛ 

وثمة قطعة نسيج من مجموعة موريتز نحمان فى القاهرة، وهى جديرة بالتنويه، ذلك أنها وإن كانت غير كاملة،فإنه ينقطع فيها الألف فى عبارة "أيده"؛ 

والنموذج الثالث، ولعله آخر ما بقى من العهد العباسى، نصه كما يأتى 

(رقم سجل ٨١٦٤): 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم. بركة من اللَّه [لعبد] اللَّه أ [بى] العباس الإمام القادر باللَّه أمير المؤمنين [أيد] هـ اللَّه [٣ - ٤ كلمات ناقصة].

وينتسب إلى العهد الفاطمى ما يأتى: 

قطعة من مجموعة تانو بالقاهرة وهى من شقتين: أ، ب؛ 

ونص الشقة أ: 

[الملـ]ـك الحق المبين اليقين (كذا! ) الحمد للَّه رب العالمين وصلاة اللَّه" ب. . . . . . [أ] لإمام المعز (لدين) اللَّه أمير المؤمنين، صلوات اللَّه عليه وعلى أبنائه الطاهرين"؛ 

وقطعة أخرى من متحف الفنون الزخرفية بباريس نصها:

١ - [بسم اللَّه الرحمن الرحيم لا [إله إلا اللَّه وحده لا شريك له. . . 
٢ - . . . بركة من اللَّه لعبد اللَّـ]ـه ووليه نزار [أبى المنصور الإمام العزيز باللَّه أمير المؤمنين]. 

ونورد فيما يلى نماذج أخرى من الطرز التى جمعت بين اسم الخليفة ووزيره:

نموذج من مجموعة نحمان بالقاهرة ونصه: 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم؛ عز من اللَّه لعبد اللَّه جعفر الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين أعزه اللَّه، ما (أ) مر الوزير على بن عيسى بعمله ثلاث وثلاثمائة؛ 

ونموذج من متحف بيناكى بأثينا ونصه: 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الحمد للَّه [رب] العالمين. بركة من اللَّه للخليفة جعفر الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين، أطال اللَّه بقاءه. ما أمر الوزير حامد بن العباس أعزه اللَّه بمصر على يدى شفيع المقتدرى مولى أمير المؤمنين سنة سبع وثلاثمائة. بركة. 


ومن مجموعة دار الآثار العربية بالقاهرة، رقم سجل:

١ - [بسم اللَّه ا] لرحمن الرحيم؛ لا إله إلا اللَّه وحده. . 
٢ - صلوات اللَّه عليه. . وعلى أبنائه المنتظرين. مما أمر بعمله الوزير الأجـ[ـل. .]، 

(وهذه الكتابة نفسها قد بقى بعضها فى طراز نشره Islamische Stoffe aus agyptischen Grabern: E.KUhnel، ص ٢٢، رقم ٣١٣٢ ولوحة ٧، وبها خروم يجب استيفاؤها كما فى النموذج السابق)؛ 

ومن مجموعة رسل باشا:

أ
١ - بسم اللَّه الرحمن الرحيم، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، محمد رسول اللَّه. . . 
ب ١ - : ". . . لعبد اللَّه ووليه معد. . . 
أ ٢ - . . . المستنصر باللَّه أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه 
ب [وعلى آبائه الطاهرين و] أبنائه الأكرمين، مما أمر بعمله القاضى الأ [جل]. . . ". 

ومن الطرز ذات الشأن طراز فى دار الآثار العربية بالقاهرة (رقم سجل ٧٩٦٦) ورد به ذكر الجرجرائى. وزير الخليفتين الفاطميين الظاهر والمستنصر، المتوفى سنة ٤٣٦ هـ، ونصه كما يأتى: 

"الوزير الأجل صفى أمير المؤمنين وخالصته أبو القا [سم على بن أحمد] "؛ 

ونذكر بهذه المناسبة طراز بهاء الدولة أبو نصر البويهى (انظر Manuel de genealogie: v.Zambaur جـ ٢، ص ٢١٢)، وهو على ثوب حريرى من مجموعة ماير George H. Meyer واشنطن، وقد صنع فى الجزيرة: 

أ - " [عـ]ـزّ وإقبال لملك الملوك د. . . ب [بهـ]ـاء الدولة وضياء الملة وغياث الأ [مة أبو نصر بن عضد جـ: الد] ولة وتاج الملة طال عمره. . د- استعمال أبى سعيد زادان فروخ بن آزادمر الخازن"؛ 

وثمة أنموذجان للطراز الذى يذكر فيه أمراء مستقلون عن بغداد نختم بهما هذا القسم من المادة، أحدهما نشره ريانو (Industrial Arts in Spain: Riano ص ٢٥٤) وأمادور ده لوس ريوس Musulmanas: Amador de los Rios Ensenas، ص ١٤٨) وقد ذكر فيه اسم الخليفة الأموى هشام الثانى، ونصه بعد البسملة: 

"البركة من اللَّه واليمن والدوام للخليفة الإمام عبد اللَّه هشام المؤيد باللَّه أمير الموْمنين"؛ 

والنموذج الآخر مطرز بحروف كبيرة بالخط الكوفى الزخرفى على شقة من النسيج مساحتها ٥٧ × ٥٢ سم من مجموعة موريتز نحمان بالقاهرة، وقد عمل للإمام المنصور يوسف بن يحيى الزيدى (أنظر E.V Manuel: Zambaur، جـ ٢، ص ١٢٢) ونصه كما يلى: 

". . . الداعى إلى الحق أمير المؤمنين يوسف بن يحيى بن الناصر. . . أحمد بن رسول اللَّه صلى اللَّه عليهم أجمعين"، ويظن أن هذا الطراز عمل بدار الطراز فى صنعاء التى سنورد بعد شواهد أخرى على وجودها حينذاك.

أما بخصوص دور الطراز فى مصر فبين أيدينا الآن شواهد من كتابات تدل

على أنه كان بتنيس دار طراز عامة علاوة على دار الطراز التى كانت تعمل للخليفة. وذكرت الدار الثانية على نسيج محفوظ بمتحف بيناكى فى أثينا وعليه تطريزة اشتملت على السطرين الآتيين بخيوط من ذهب:

١ - . . [لا إله] إلا اللَّه؛ نصر من اللَّه لعبد اللَّه ووليه نزار أبى المنصور الإما [م العزيز باللَّه]. . . 
٢ - . . . [ما أمر. . . . الإمام العزيز باللَّه. . . صلوات اللَّه عليه. .. . وعلى أبنائه] الأكرمين بعمله فيطراز (كذا! ) الخاصة بتنيس سنة. . . "؛ 

وذكرت الدار الأولى على قطعتين من مجموعة نحمان بالقاهرة، وقد خط على القطعة الأولى: 

بسم اللَّه الرحمن الرحيم. بركة من اللَّه لعبد اللَّه جعفر الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين أيده اللَّه، ما أمـ[ـر الوزير] على بن عيسى بعمله فى طراز العامة بتنيس على يدى شفيع مولى أمير ا [لمؤمنين]؛ 

ولم يبق من القطعة الثانية إلا شقق خط عليها. . 

[حامد بن] العباس بعمله فى طراز العامة بتنيس على يد شفيع مولى أمير [المؤمنين]. .؛ 

وثمة قطعة أخرى من المجموعة نفسها تاريخها ٣٠٩ هـ، ولم تحدد فيها أوصاف دار الطراز بأكثر من ذلك، وقد خط عليها:

 . . الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين أعزه اللَّه، ما أمر الوزير حامد ابن العباس بعمله فى طراز تنيس على يد شفيع مولى أمير المؤمنين سنة تسع وثلاثما (ئـ) ـه محمد".

وبين أيدينا الآن من كتابات الطراز إشارتان إلى دار عامة للطراز فى تونة، وكلتا الإشارتين فى متحف بيناكى بأثينا. 

وقد خطت الإشارة الأولى بخط كوفى نسج بالأسود على الكتان؛ ونصها: 

". . منصور أبى على الإمام الحاكم بأمر اللَّه أمير المؤمنين. صلوات اللَّه عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين الأخيار وسلم تسليمًا. مما أمر بعمله فى طراز العامة بتونا (كذا! ) سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة؛ لا إله إلا اللَّه. . إنشاء اللَّه والتوفيق باللَّه، الإقبال من اللَّه"؛ 

والإشارة الثانية نص طرازها أكمل: 

"بسم اللَّه وباللَّه (كذا! ) الرحمن الرحيم؛ لا إله إلا اللَّه الملك الحق المبين الحمد للَّه رب العالمين، نصر من اللَّه لعبد اللَّه ووليه المنصور. . . الخ" ثم يجرى النص كالطراز السابق ثم يختتم بما يأتى: 

"فى طراز العامة بتونه سنة تسعين وثلاثمائة. لا إله إلا اللَّه. . إنشاء اللَّه". 

أما عن دار الطراز بدمياط فبين أيدينا الآن الكتابة الآتية، وطولها ١١٠ سم، على قطعة من مجموعة خاصة، وقد طرزت بالحرير الأحمر بحروف كبيرة بالخط الكوفى:

 . . [كلمتان ناقصتان] مما أمر به الوزير [أبـ]ـو الحسن على بن محمد [كلمتان] فى طراز الخاصة بدمياط وجر (ى) على يدى بشر الخادم مولى أمير المؤمنين سنة ست وتسعين ومائتين"؛ 

وكان فى البهنسا دار عامة للطراز، كما يتبين من القطعة المحفوظة بدار الآثار العربية بالقاهرة (رقم سجل ٧٢٠)، ونص الكتابة التى عليها: 

". . مما عمل فى طراز الخاصة بمدينة البهنـ[ـسـ]ـا" 

أما عن وجود دار عامة للطراز بالفيوم (ومما يدعو إلى الأسف أننا لا نستطيع أن نتبين الاسم على وجه التحقيق) فلدينا شاهد من كتابة جميلة على رداء محفوظ بدار الآثار العربية فى القاهرة (رقم سجل ٩٠٦١): 

[. . .] دة والنعمة كاملة لصاحبه؛ مما عمل فى طراز الخاصة بسطمول (؟ ) من كورة الفيوم. 

ونستبين اسمين آخرين لدور الطراز من شقتين لقطعة من النسيج (رقم سجل ٧٠٨٦ و ٨١٧٤) محفوظة بدار العربية بالقاهرة؛ 

على أننا لم نستوثق بعد من قراءة الاسمين، فالفقرة الملائمة فى الشقة الأولى هى: مما عمل بالسد على يد محمد بن هلال سنة [ست] خمسين مائتين؛ والفقرة الملائمة فى الشقة الثانية هى: 

[فـ]ـي طراز العامة باسمون فى سنة ثلاث وعشرين [. . .] وربما جنح المرء إلى قراءة الاسم الأخير "أشمون" لولا الزيادة الكثيرة فى أسنان حروف الكلمة. 

ونحن نعلم الآن بوجود دار للطراز بالقاهرة، دون أن نصل إلى مزيد فى التحديد، من سلاسل كاملة من قطع النسيج تواريخها ٢٩٨، ٣٠١، ٣٠٥، ٣٣٠، ٣٣٦، ٣٥٣ هـ، ومعظم هذه القطع فى مجموعة نحمان. 

ويرد فى ثلاث كتابات طراز من هذه المجموعة ذكر: لأطراز العامة بمصر" (إحداهما تاريخها سنة ٣٠٢ هـ، والثانية تاريخها سنة ٣١٠ هـ، أما الثالثة فلم يرد تاريخها) 

وحسبى أن أسوق هنا كتابة بنصها الكامل لأنها تشير إلى كسوة: 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم. بركة من اللَّه لعبد اللَّه
جعفر الإمام المقتدر باللَّه أمير المؤمنين أيده اللَّه. مما أمر الوزير على بن محمد فى طراز العامة بمصر على يدى شفيع مولى أمير المؤمنين سنة عشر ثلاثمائة [حرف أو حرفان] كسوة؛ 

ونحن نتبين وجود دار للطراز خاصة تعمل لسد حاجة السلطان علاوة على الدار العامة، من قطعة نسيج من الكتان فى دار الآثار العربية بالقاهرة (رقم سجل ٧٠٨٥) عليها الكتابة الآتية: 

"". . . [أ] مير المؤمنين أعزه اللَّه، مما أمر بعمله فى طراز الخاصة بمصر سنة أربع وخمسين ومائتين"، 

كما نتبين ذلك أيضًا من قطعة نسيج بمتحف بيناكى بأثينا، وعليها كتابة نصها: 

". . . [أ] أمير المؤمنين أيده اللَّه، أمر الوزير. . . [أ] عزه اللَّه بعمله فى طراز الخاصة بمصر سنة خامس [وسـ]ـتين وثلاثمائة". 

ومن الأمور ذات الشأن أننا نعلم الآن بوجود دارين للطراز خارج مصر علاوة على هذه الشواهد الجديد الدالة على وجود دور للطراز بهذه البلاد. 

الدار الأولى فى طبرية، وقد ذكرت فى طراز سجادة مساحتها ١٥ × ٢٣٣ سم محفوظة فى متحف بيناكى بأثينا، والكتابة التى عليها من سطرين طول كل سطر ٩٥ سم، الأول فى أعالاها والثانى فى أسفلها، وقد خطت الكتابة بالخط الكوفى الجميل بحروف كبيرة طرزت باللون الأسمر الكستنائى، وتكرر نصها مرتين: 

"بركة كاملة ونعمة شاملة وسعادة متواصلة لصاحبه؛ مما أمر بعمله فى طراز الخاصة بطبرية"؛ 

والدار الأخرى فى صنعاء، وقد ذكرت فى طراز قطعاة من النسيج اليمنى المخطط حصلت عليها دار الآثار العربية بالقاهرة، ونص كتابة هذا الطراز كما يأتى: 

"بسم اللَّه الرحمن الرحيم والحمد للَّه رب العالـ[ـمين وصلى] اللَّه على محمد عبده ورسوله [كلمتان أو ثلاث] اللَّه وبركة. بركة من اللَّه ويمن وسعادة ونعمة لعبد اللَّه الخليفة جعفر الإمام المقتدر باللَّه أمـ[ـير] المـ[ـؤمنين] أطال اللَّه بقاءه وأدام إعزازه وسلامته. مما أمر بعمله فى طراز الخاصة بصنعاء سنة إحدى وعشرة وثلاثمائة". 

ونستخلص من ذلك أن العباسيين كان لهم دور طراز خاصة أيضًا فى قصبة اليمن التى اشتهرت شهرة عريضة بمنسوجاتها.

خورشيد [كرومان A. Grohmann]

(١) أعد الأستاذ فيت هذا المصنف ونشره فى أربعة عشر جزءًا من سنة ١٩٣١ - ١٩٤٤.

___________________________________
المصدر:
الكتاب: موجز دائرة المعارف الإسلامية
تحرير: م. ت. هوتسما، ت. و. أرنولد، ر. باسيت، ر. هارتمان
الأجزاء (أ) إلى (ع): إعداد وتحرير/ إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الشنتناوي، عبد الحميد يونس
الأجزاء من (ع) إلى (ي): ترجمة / نخبة من أساتذة الجامعات المصرية والعربية
المراجعة والإشراف العلمي: أ. د. حسن حبشي، أ. د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، أ. د. محمد عناني
الناشر: مركز الشارقة للإبداع الفكري
الطبعة: الأولى، ١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
عدد الأجزاء: ٣٣ (في ترقيم واحد متسلسل) (الأخير فهارس)
أعده للشاملة: فريق رابطة النساخ برعاية (مركز النخب العلمية)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
صفحة المؤلف: [مجموعة من المؤلفين]