الخميس، 29 أغسطس 2019

طاهر أبو فاشا يرثي زوجته


قلت لك انني قد شيخت و انني قد أجبلت و انني أعيش في مأساة رحيل رفيقة العمر
و كثير من الشعراء رثوا زوجاتهم
جرير بن عطية الخطفي رثى زوجته
البارودي رثى زوجته 
عزيز أباظة رثى زوجته و صنع فيها ديوانا
الأستاذ عبد الرحمن صدقي رثى زوجته و صنع فيها ديوانا
أخونا الدكتور رجب البيومي رثى زوجته و صنع فيها ديوانا
و أنا رثيت زوجتي ولكنني قصرت بي الهمة عن أن أصنع فيها ديوانا و كلما خطر ببالي أن أكتب قصيدة ينهض بنفسي بيت ثم لا أكمله
بكيت عليك حتى جف دمعي فمن يبكي علي اذا بكيت
و ينتهي الأمر عند هذا فلا أكملها
و اسمع
أنا شريد لا يقر لي قرار
و أنت يا حزني غريبة الديار
بعيدة بالرغم من قرب المزار
يحزنني أني لا أراك و كنت لا أرى سواك
و كانت الدنيا كما نختار
و كان عيشنا جننا يشتار
فما الذي جرى لنا و كيف مالت الدنيا بنا
فبدلت أحوالنا و بددت أحلامنا
و سيرتني دائم الأوار في ليلة ليس لها نهار
يا نسمة الفجر التي نشقتها
يا جنة الحب التي غرستها
يا نعمة الله التي فقدتها
و رحت بعدها أعاتب الزمان
و لا عتاب للزمان
فهذه حكومة الأقدار
و ليس لي في ذلك اختيار
و لا اصطبار
و أنت خلف هذه الأحجار
في عالم الأسرار
بعيدة بالرغم من قرب المزار

هذا هو الجو الشعري الذي أعيش فيه بعد رحيل رفيقة العمر فماذا تريد من شيخ قد انتهى إلى الخامسة و السبعين و ركبته هموم الأحزان
ماذا تريد منه و ماذا تنتظر أن يقول؟