الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

الأوراق البردية العربية للدكتور أدولف جروهمان

558 PERF
من أقدم البرديات العربية زمن الفتح الإسلامي لمصر ، مذكورة في آخر المحاضرة، الصورة من موقع ويكبيديا.


دار الكتب المصرية
المحاضرة الثانية
عن
الأوراق البردية العربية ومنها المحفوظ بالدار
للدكتور
أدولف جروهمان
ألقاها في قاعة الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة في مساء 10 أبريل سنة ۱۹۳۰
تعريب الأستاذ توفيق إسكاروس
رئيس القسم الإفرنجي بالدار

المحاضرة الثانية 
ألقيت في الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 10 أبريل سنة ۱۹۳۰

وقفنا في المحاضرة الأولى عند حدِّ الكلامِ على كتابةِ الطراز باللُّغتَيْنِ: 
اليونانية، والعربية. وإثباتًا لذلك أتقدّمُ لحضراتِكم بمثالٍ مِن المحفوظِ بدار 
الكُتبِ المصريّة، رقم (60) مِن فهرس مجموعة الأوراق البردية وفيه 
باليونانية والعربيّةِ[1]:
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا إلهَ إلا الله وحدَهُ محمّد رسول الله
عبد الله الوليد على يد قُرة الأمير 
ترونَ المكتوبَ أولًا: ترجمة البسملة باليونانية، يتبعُها نصُّ البسملةِ 
بالعربية وشهادة التوحيد، ثم اسم الخليفة الوليد بن عبد الملك (86 -
 97 هـ / 705 - 715م)، واسم الأمير قرة بن شريك[2] (90 - 96 هـ / 709
 - 714م) مع حرف (ع) للدلالة على أنَّ نصَّ البروتوكول (الديباجة) كُتب
على الدرج في المصنع بأمر الأمير ومصادقته. وبجانب هذا النصِّ المقروء 
تری خطوطًا عموديّةً تتخلّلُها حروفٌ يونانية يمينًا وشمالًا:
ففي السطر الأول حرف الهجاء (f) و في الخامس (e)، وفي نوعٍ مِن 
إطارٍ أسطواني (الخانة الملوكية التي كان يستعملها قدماءُ المصريين لنقشِ 
أسماء الفراعنة عليها)، ولا أسهلَ من المضاهاةِ على بروتوكول بوزنطي 
للوقوفِ على الحقيقة. فحرف (f) مأخوذٌ من (Fl) اختصارًا من اسم 
(Flavius)، وعلامة العددِ تُبيّنُ لنا احتفاظَهم بالطريقةِ ذاتِها للتأريخ حتى 
في العهد العربيِّ كما اعتادوا كتابتَها على المستندات اليونانية، واليونانية 
العربية.

وفي أوائل هذا العهد بالذات، وفي حالتِنَا التي نستشهدُ بها كانت هذه 
العلامةُ اليونانية (7) يُرَادُ بها: الدور السابع أو سنة 709 للميلاد [/ 91 -
/ 92 للهجرة). والواقع أنَّ قُرّة بن شَريك عيَّنَ عاملًا على مصر في هذه السنة 
تحقيقًا. ولا أريد أنْ أتوسَّعَ في الموضوعاتِ والتفصيلاتِ، ولكن هذا لا 
يمنعُ مِن ملاحظةِ أنَّ الديباجاتِ أو الرسميات المُعتاد كتابتها على
البروتوكول بلغتَيْنِ تشملُ علاماتٍ أخرى أو جملةَ علاماتٍ نقلًا عن 
البروتوكول البوزنطي.

واستنادًا على هذه الأنواعِ من الديباجات يمكنُنَا القولُ بأنّه كانت تُرسَمُ 
خطوطٌ عموديّة وتُكْتَبُ بجانبِها حروفٌ يونانية وتواريخ بالترتيب الذي 
كان يُستعمل في الديباجات البوزنطية المحضة، وإنَّ النصَّ العربيّ واليونانيّ 
كان يُكتب في المسافة الخالية بين السُّطورِ.

على أنَّ استعمالَ اللُّغتَيْنِ للكتابة على هذه الديباجات قد بَطَلَ استعمالُه 
كما قلتُ بين سنتي [110 و 114 للهجرة / ] ۷۲۸ و ۷۳۲ للميلادِ ؛ ومِن ثَمَّ 
كانَ يُكتَبُ النصُّ العربيُّ وحده ثُمَّ تدرّجَ مِن الاختصارِ إلى التطويلِ.
وفي القرن الثالث للهجرةِ [/ التاسع للميلاد] كانوا يكتبون على 
الورقتَيْنِ الأوليين بتمامِهما، وأحيانًا على الثالثةِ أيضًا. ووجدنا بروتوكولًا 
مکتوبا عليه باللُّغتَيْنِ نصٌّ مِن 14 سطرًا بتاريخ [۹۸هـ/]۷۱٦/ ۷۱۷م 
لا يشملُ فقط العبارات الدينية، بل يشمل - أيضًا - اسمَ الخليفةِ والأمير 
وحاكم الإقليم الذي صُنِع فيه البردي وسنة إخراج الدرج، وأخيرًا اسم 
صاحب بیت المال (کوزير المالية اليوم) المنوط به الرقابة ومراجعة عمل 
البردي، والذي وضع الطابع الأميري على الدرج.

تنوّعَ نصٌّ مَا يُكتب على الديباجات العربيةِ، ثم اتّخذَ سبيلَه في الكثرةِ
والازدياد. ويمكنني أنْ أذكرَ لكم أكثر من ٩٥ شكلًا مختلفةً في أشكالها 
الدينية المتنوعة المستعملة، وهي تتميّزُ كثيرًا فيما بينها، على أنَّ الأكثر فيها 
ذكرُ اسمِ الخليفة والأمير وعامل بیت المال، وفي الغالب اسم مكان المصنع 
بالضبط، و (الطراز) وهو الاسم المُتَّخذُ لمعامل النسيجِ في الدولة، وتاريخ 
العمل وإصداره، وعدد الموظّفين مِن الوزراء، ووليّ عهد المسلمين في 
الغالب.

كان هناك إصلاحٌ آخرُ لجأوا إليه، وقد أظهرَ لنا في الغالبِ مَا كان يُكتب 
مختصرًا على ظهر هذه الديباجاتِ مِنَ العباراتِ الدينية، مصحوبةً - أحيانًا - 
باسمِ العاملِ. وفي الغالبِ كانت تُكتب هذه الديباجات العربية بالمدادِ 
الأحمر والأخضر، أو الأزرق بجانب الأسمر الغامق، فتظهر هیئتُها غريبةً.
لماذا كانوا يستعملون هذه النصوص على الدرجِ؟ لقد كان يُظَنُّ مدّةً 
طويلةً أنَّ القصدَ منها تقديم برهانٍ على احتكارِ البرديِّ المصنوع في معامل 
الدولة. وكنت أنَا شخصيًّا أعتقد صحّةَ ذلك، ولكن ظهرَ لي الآن - استنادًا 
على بحوث سنیور ماریانو سان نیکولو (Marieno San Nicolo) - 
أنَّ هذه النصوصَ في وضعها كان القصدُ منها مراقبةَ الدولة على عمل
البرديّ؛ وبذلك كانَ استعمالُها ضروريًّا لتحرير ِالعقودِ، وإن لم يكن لهذا 
القصدِ فعلى الأقلِّ لنشرِ المستنداتِ التي تُكتب على أدراج[3] شبيهة بالأوراقِ 
المعروفة اليوم في إيطاليا باسم (popiro bollato).

قد يكونُ الجوابُ صعبًا؛ إذ إنّه كانَ لابُدَّ لمُسجّلي العقودِ الرسميين مِن 
الإغريقِ المنوطين بتحريرِها من مراعاةِ البند (44) من قانون چوستنیان 
(536م)[4]، الذي يقضي بعدمِ استعمال شيءٍ آخر غير الأوراق البردية التي 
عليها نصُّ الديباجة، بحيثُ يكونُ البروتوكول والنصُّ في ورقةٍ واحدةٍ. 
واستمرّت هذه العادةُ ولم يتخذها العربُ قاعدةً إلا في أحوال اسثنائية أثناء 
القرون الثلاثة الأولى للهجرة.

حقيقة أنَّ بدار الكتب المصرية عددًا من المستندات القبطية عليها 
بروتوكول[5]. وكذلك منشورٌ أسقفيٌ صدرَ مِن الأنبا بطرس بطريرك
الإسكندرية (حوالي [95هـ / ]۷۱۳م) بمناسبة أعياد الفُصح، مکتوب 
على درج بأوّلِه بروتوكول يوناني عربي تاريخه سنة ۸۸ للهجرة (۷۰۷م). 
ولو أنَّ مئات مِن المستندات ليس عليها، ولكن هذا لا يمنعُ مِن أنْ تكونَ 
محترمةً قانونًا.

وبالجملة فإنَّ لدينا مجموعاتٍ أدبيةً يونانيةً على أوراق بردية وأخرى 
قبطية، حيثُ نجد دیباجات في وسطِ النصِّ، أو هي جزءٌ من الكتاب.
والكتابُ العربيُّ [6] الذي أشرنَا إليه آنفًا، ووُجِدَ في إدفو - عليه بروتوكول 
من القرن الثالث للهجرة، وهو جزءٌ مكمِّلٌ للنصِّ.

ومهما يكن مِن الأمر، فإنّه قُصِدَ بهذا الوضعِ مَنْعُ الغِشِّ والتزييفِ. 
وكانَ مِن الصعبِ جدًّا إدخالُ التزوير على هذه الديباجات؛ إمَّا لدوام 
التغيير في عباراتِها، أو أنَّ الموظّفينَ والحُكّامَ والملوكَ لم يكونوا دائمين 
فتختلفُ باختلافِهم، أو أنّهم كانوا يستعملون في الديباجات البوزنطية 
والعربية - في الأوقات الأخيرة على الأخصّ - كتابة مشبكةً ذات شكلٍ 
خاصٍّ يصعبُ قراءتُها؛ لذلك كان مِن الصعب تقليدُها وتزييفُها كما هي 
الحال في الأوراق المالية اليوم.

من أجلِ ذلك كانَ يُقَوَّى البروتوكول الواقي الذي كانَ يُوضَعُ حول
الدرجِ برباطاتٍ من البردي الملفوفة على الجانب الضيّقِ، ولم يكن هذا
الاختراعُ من المستحدثاتِ في الزمن العربي؛ لأنّه وُجدت كذلك ورقة برديّةٌ 
مكتوبةٌ بالقلم الهيراطيقي محفوظة في متحف برلين.

وبالرغمِ من هذا الاحتياطِ وبَذْلِ كلِّ المَسَاعِي لحماية الدرج بوضعه في 
غلاف مِن الرقوقِ - فإنَّ البرديَّ ما زالَ سريعَ العطبِ، قليلَ المقاومةِ. وكانَ 
المُكلَّفُ بحفظِ الأوراقِ البرديّةِ مضطرًّا لوضعها في جِرَارٍ؛ وبذلك كانت 
تَسْلَمُ هذه الأوراقُ التي كانت تُوضَعُ في هذه الأوعية المختومةِ، وتصلُ إلينا 
سالمةً.

أمَّا في العهدِ العربيِّ فإنّهم كانوا يستعملون هذه الوِقَايَات مِن الزجاج 
لحفظِ الأدراجِ، كما علمنا مِن خطابٍ تجاريٍّ يغلبُ عليه أنّه من كتابة القرن 
[الثاني أو الثالث للهجرة/ ] الثامن أو التاسع للميلادِ، وكانت خمس قطع
من هذه المحافظ تساوي دينارًا إلا ثلثي قيراطٍ، في حين أنّ أحسنَ الأصنافِ 
لا تُبَاعُ القطعُ الأربعُ منها إلا بقيمةِ دينارٍ وسدس دینارٍ.

قلتُ قبلًا: إنَّ البردي كان عملًا مصريًّا بحتًا، وأكثر المعامل كانت في 
الدلتا؛ حيث مادة البردي وحشائشَه كانت تُستحضر منها بكمياتٍ كبيرةٍ،
وكانت البلاد المشهورة بصنعِ البردي كثيرةً، مثل: (أوسيم)[7]، و(بورا) ، 
و (الأفرجون)[8]، و (الفار). وذلك غير بلادٍ أخرى ذُكِرَت في 
البروتوكولات المختلفة، ولم نعرف أسماءهَا بالضبطِ لعدم وصولِها إلينا
سليمةً.

أمَّا في خارج الديار المصرية فإنَّ البرديَّ كانَ يُصْنَع في (سُرَّ مَنْ رَأَى) 
ببابل[9]، وكانَ يُزرع قليلًا - وفي أحوال خاصة - في (بَالَرْم) بإيطاليا. على أنَّ 
هذه المصانع مَا كانت لِتُجهّزَ برديًّا في فروخٍ منفصلةٍ، بل في أدراجٍ كاملةٍ 
طويلةٍ، تُقَسَّمُ فيما بعد بحسب رغبة التُّجّارِ والكُتّاب.

وقد أطلقوا (الطُّومار) أو (طومار قرطاس) أخذًا مِن الكلمة اليونانية 
(طوماريون) التي كان يقصدون بها الجزء السادس من الدرجِ[10]، واحتفظوا
بهذه التسميةِ في القرنِ الأوّل للهجرة [/ السابع الميلادي]، وأطلقوها على 
الورقة الرسمية، كما هو ثابتٌ مِن ورقة برديّة محفوظة بمجموعة دار الكتب 
المصريّة[11].

والمفهوم أنّهم كانوا يصنعون أنواعًا كثيرةً من البرديِّ كما كانت عليه 
الحال قديمًا، ولكنّا لم يُمْكِنَّا الوقوفُ على مسميّاتِ كلِّ نوعٍ، غايةُ الأمرِ أنَّ 
عِلْمَنَا لم يتعدّ أنّهم كانوا إلى ذلك العهدِ البعيدِ يطلقون القرطاس على نوعٍ 
مِن البرديّ المظروف، وهو الاسمُ المعروفُ للبردي. ويُرَادُ منه (بوق) أو 
(نفير)، وكانَ مُعَدًّا لوضعِ المساحيق ذات الروائح العطريّة، وبعض أنواعِه 
كانت جيّدةً وذات ثمنٍ غالٍ اتخذوها من عهدِ الفراعنةِ. ومنها نوعٌ على ضدّ 
ذلك؛ كان خشنًا، ونوعٌ آخر مِن البردي المقوّى (الكرتون) مِن العهد 
العربيّ.

وقفنَا - أيضًا - على أثمانِ البردي المُستعمَلِ في مصر القديمة، وعلى عهدِ 
العرب (ولكن ليس على عهدِ اليونان). وكانت أثمانها تختلفُ بحسب 
الصِّنْفِ، إلى أنْ تبلغَ أحيانًا - حدًّا مرتفعًا. وعثرنا على أحد عشر إيصالًا 
باستلامِ البرديِّ، واردةً من صاحب بیتٍ المال الحسن بن سعيد في 196- 
211 هـ ( 811 - 826 م) تدلُّنَا على الأمرين الآتيين:
(1) أنَّ طومارًا - أي: سدس درج - كانت قيمتُه قيراطًا أو 24/1 مِن
        الدينارِ.
(2) أنَّ الدرجَ الكاملَ كانَ يُبَاعُ بستّةِ قراريط أو ربع دينار. على أنّه
          حوالي سنة [184 للهجرة/] ۸۰۰ للميلادِ كان الدرجُ مِن أعلى 
          نوعٍ يُبَاعُ بدينارٍ ونصف دينار، وفي القرنِ التاسع كان الدرجُ يُبَاعُ 
          مِن دینار و 96/1 إلى 32/1 مِن الدينار. 

هذا مَا وصلَ إلينا علمُه عن الأثمانِ، وهي مرتفعةٌ نسبيًّا إذا علمنَا أنَّ 
تلكَ القيمةَ كان يُدفع مثلُها لاستئجارِ فدانٍ صالحٍ للزراعةِ، أو هي إيجار 
حانوتٍ مدّةَ عامٍ! فلا عجبَ إذا لُوحِظَ الاقتصادُ في استعمال هذه المادة 
الغالية الثمن إلى هذا الحدِّ؛ إذ إنهم كانوا مضطرين في كثيرٍ من الأحيانِ 
لاستعمالِ الأوراق البرديّةِ نفسِها[12]، كما كانوا يُضيّقون في الكتابةِ على قدر 
الإمكان، ويستعملون البياضات أخيرًا.

أجل، لم يكن إلا الموسرون وحدهم هم القادرين على تخصيصِ فرخٍ 
كاملٍ من البردي لمخابرات قليلة المعنى وخطوطُها واسعةٌ، فصَدَرَ أَمْرُ 
الخليفةِ عمر بن عبد العزيز (۹۹ - ۱۰۱ هـ / ۷۱۷ - ۷۲۰م) على عدمِ
التبذيرِ، ومُنبّهًا إلى وجوب الاقتصادِ. وكانت تعاليمُه تصدرُ من وقتٍ لآخر 
إلى الدواوين بمراعاةِ ذلك، كما صدرت تعاليمُه - أيضًا - بوجوبِ تحصیل 
رسم على الأوراق الرسمية العمومية والقضائية، فكانت الدواوين تُحصِّلُ 
هذا الرسمَ. وظلَّ تحصیلُ ثمنِ الصُّحف، واستعمال «کرتیرا» (التمغة) عن 
اليونانية إلى عهد العربِ.

على أنَّ ثمنَ الصُّحفِ بَطَلَ في الدواوين، كما ثبت ذلك مِن كُتب قُرّة بن 
شريك في القرن الأول للهجرة [/ الثامن للميلاد]، ونبّه إلى وجوبِ 
الاقتصاد و ملافاةٍ في استعمال هذا الورق. ولو أنّهم عادوا إلى مَا كانوا عليه 
في أحوالٍ اضطرارية وعَرَضيّةٍ، ولكن يمكنُ القولُ بالجملةِ: إنهم كانوا 
يقتصدون كثيرًا في استعمال البردي حتى لو دَعَتِ الحالُ لاستعمال الورقة 
المكتوبة، كما حصل ذلك مرارًا. فلا بدعَ أنْ كانَ الكاتبُ الأديبُ يفتتحُ 
خطابَه متلطّفًا بعبارةٍ يعتذرُ فيها عن عدم إمكانه التحريرَ على ورقٍ غالٍ مِن 
البردي، كأنْ يقولُ: اعذرني يا سيدي بالنسبة للبردي، أو يقول ليس لديّ 
ورقٌ غير مقطوع: «اعذرني يا سيدي في القرطاس، فلم تحضر نقي».

وأخيرًا انتهى الأمرُ بمراعاة الاقتصادِ أكثر من ذلك بمَحْوِ مَا على 
المكتوبِ كي يُكتبَ عليه مرّةً ثانيةً، وأحيانًا كانوا لا يُكلفونَ أنفسَهم مؤونة 
التَّعبِ باستعمال الإسفنجةِ، بل يكتبون حالًا بالعرض على ورقةٍ مكتوبةٍ
بالطُّولِ. وليس هذا النوع[13] مِن الأوراق إلا نادرًا.

لم يكن البرديُّ المادةَ الوحيدةَ الصالحة للكتابة كما تقدّمَ القولُ، والتي 
عثروا عليها في العهدِ العربيِّ؛ إذ كانوا يستعملونَ الجلودَ لذلك الغرض 
أيضًا، كما اتخذوها للكتابةِ عليها مِن قَبْل في بلادِ العرب، و في مجموعتي دار 
الكتب المصرية[14] و في برلين جلودٌ مكتوبٌ عليها حُجَجٌ أو مستنداتٌ قيّمةٌ 
جدًّا.

ولم تكن الرقوقُ نادرةً في مصر، والمفهومُ أنّها كانت مستعملةً في بلادِ 
العربِ قبل الإسلام، ولو أنَّ استعمالَها لم يكن شائعًا كما كان في بلادِ الفُرْسِ 
والعراق التي اقتدت بها فيها.

وهناك - أيضًا - نوعٌ مِن القماش كانَ يُكْتَبُ عليه، وهو مِن 
خواص الصناعةِ المصريّة[15]. وكانت معامله في (أبو صير)[16]،
و(سمنود)[17]، ولدينا حُجَجٌ قيّمة مكتوبةٌ على القماش محفوظةٌ بدار الآثار 
العربية بالقاهرة[18]، وبين مجموعة الأوراق البردية في برلين.
ومن هذا النَّوعِ مَا كانَ مُخصّصًا لِتُسَدَّ به الجِرَارُ. وكان يُكتب على هذه 
القطع اسم المُرْسَل إليه والمرسِل، مصحوبةً بالتمنيات والبركات وغيرها، 
وكانت تُسْتَعملُ كَصُرّةٍ لإرسال النقود.

على أنَّ الورقَ المصنوع مِن الخِرَقِ تفوّقَ على كلِّ شيء آخر، وهو مِن 
اختراعِ العرب، وظهرَ في القرنِ الثاني للهجرة [/ الثامن الميلادي]، 
واستُعمِلَ مع البرديّ والرقوق، وذاعَ استعمالُه بالتدريجِ إلى أنْ تمَّ له 
الانتصار، وانتهى أمرُه بأنْ حلَّ محلَّهما في أثناء القرنِ الرّابع.
ووجدوا بين آلاف الأمثلةِ التي عثروا عليها بين أطلالِ الأشمونين 
أشياءَ كثيرةً مِن كلِّ الأنواعِ، وكلِّ الألوان والأشكال والأحجام. وأذكرُ مِن 
أشهرها بعضَ قطعٍ مِن الورق، لُوّنت باللونِ الأحمر بمادة (الزنجفر)[19]، 
وبقي لونُها كما كان لم يتغيّر ولم يتبدّلْ.

وبینا كانَ الفاطميون يُفضّلون الرُّقوقَ لكتابةِ الحُججِ والمستندات عليها، 
فإنَّ المماليكَ كانوا يستعملون الورقَ وحدَهُ تقريبًا للكتابةِ دون غيرِه مِن 
المواد.

ولدينا مِن أحسنِ المُستندات مَا بلغَ طولُه - أحيانًا - عشرين مترًا، كتبوا 
عليها عقودَ هبة أو تملُّكٍ، هي محفوظة في مجموعة دار الكتب المصرية 
بالقاهرة[20].

وبالنسبةِ لأزمنةِ التاريخ الأخرى أثناء العهدِ العربي كان العربُ 
يستعملون للكتابةِ - أحيانًا - الجِرَارَ. أمَّا اليونانُ والقِبْطُ فكانوا يستعملونها 
كثيرًا للكتابةِ عليها. وبينما نجدُ عددًا كبيرًا من الشُّقوف[21] اليونانية والقبطية 
لا نجدُ أكثرَ مِن خمسينَ قطعةً كُتِبَ عليها بالعربيّة، وفي مجموعتي: دار 
الكتب المصرية، ودار الآثار العربية قطعٌ جميلةٌ جدًّا. أمَّا في أوربا فإنَّ 
مجموعات ڤيينا وبرلين وهامبورج بلغت فيها كلّها نحو ۲٥.

وإنّي ألاحظُ - أيضًا - أنّهم كانوا يستعملون للكتابةِ - أحيانًا ۔ عظامَ 
الحيوانات العريضة كالأكتاف، وأفضلها عظامُ الإبل والشاء. فكانوا 
يكتبون عليها مستنداتٍ قيمةً حتى النُّصوص الأدبية، ومنها قطعٌ جميلةٌ بدار 
الكتب المصريّة[22]، والمتحف المصري.

كذلك توجدُ بدار الكتب لوحةٌ خشبيةٌ وحيدة في نوعِها، لم يُكتب عليها 
بالمدادِ كالعادةِ المتّبعةِ في كتابةِ لوحات الخَشبِ، ولكنّ الكتابةَ عليها منقوشةٌ 
بآلةٍ حادةٍ حفرًا[23].

بقيَ عليَّ أنْ أبحثَ عن مسألةٍ مهمّةٍ خاصةٍ بالبرديّ مِن الوجهة العلمية، 
وهي : مَا هُو السَّائلُ الذي كانوا يستعملونه في الكتابة على هذه الأنواعِ 
المختلفة، ومَا هي الأداةُ المستعملةُ للكتابةِ؟

يجبُ التمييزُ بين نوعَيْنِ من المِدَادِ: أحدهما أسود صِرْف يُشبه حبرَ
الصينِ، وقوامُه الفَحْمُ أو سَوَاد الدُّخان (الهباب)، والآخرُ أسمر يُخْلط 
بالأحمر. وهذا الأخيرُ يتألّفُ مِن مزيجٍ حديديٍّ، ومِن السَّائل الناتجٍ مِن 
السّبيا (نوعٌ من الفحم المُستعمل للتسويد في الرسم الفوتوغرافي). وبجانب 
هذه الأحبار كانوا يستعملون - أيضًا - المداد الأحمر المصنوع مِن السلقون أو 
الزنجفر، كما يستعملون أحيانًا - الأزرق والأخضر[24].

أمَّا أداةُ الكتابةِ فهي القلم الخيزراني، أو القلم البسط المعروف إلى 
اليوم[25]، وفي النادرِ استعمال الريشة للكتابة، وقد تكلَّمْنَا عن ذلك بمناسبة 
الكلام عن البروتوكول.

وقد بيّنْتُ لكم في محاضرتي السابقة أهميةَ الأوراق البردية مِن الوجهة 
التاريخية، وأنها وحيدةٌ في نوعِها. واليومَ أُوضّحُ لكم بالأمثلةِ مبلغَ ما أدّت 
الأوراقُ البردية مِن الخَدمِ للتاريخِ، وأنّها كثيرًا مَا حافظت على وثائِقه مِن 
الضيَاعِ، هذا غيرُ ما أسدته إليه مِن وسائل التحقيقِ:

تعلمون أنه في سنة [۲۱ للهجرة / ] 642 للميلاد فتحَ العربُ مصرَ بإمرةِ 
عمرو بن العاص، وربما تذكرون تلك الجملةَ المؤثّرة المعروفة: «إنَّ الإسلامَ
 انتشرَ لواؤه بالسيف والنَّار».

على أنَّ الأسقفَ یوحنّا النيقيوسي المسيحي ينقضُ هذا القولَ؛ إذ شهدَ - 
و شهادتُه شهادةُ معاصرٍ - بأنَّ عمرو بن العاص لم يأخذ شيئًا من مقتنياتِ 
الكنيسةِ، ولم ينهب، ولم يأخذ غيرَ الجزيةِ التي اشترطَ عمرو دفعَها[26].

وها أنّا أدلُّكم على مستندٍ في غايةِ الأهمية، يبين لكم بوضوح سلوكَ 
الجنودِ وحُسْنَ معاملتِهم للأهالي، وهو أقدمُ المستنداتِ في عهدِ الإسلام؛ إذ 
تاريخُه في جمادى الأولى مِن سنةِ ۲۲ للهجرة [/ مايو 642 للميلاد)، على أنّه 
مع ذلك أقدمُ ورقة مكتوبة باللُّغتين مِن عهد فتوحِ العرب لمصر، وهذا 
المُستندُ محفوظٌ بين المجموعةِ المشهورةِ التي اقتناهَا مِن الأوراقِ البردية 
الأرشيدوق رينر (Rainer) في ڤيينا[27]:

«الله 
سطر 1 : بسم الله «أنا الأمير عبد الله» أكتبُ إليكما خريسطفورس 
وتیودوراكيوس عاملي هيراكليو بولس.
سطر 2: لإمداد المسلمين الذين معي أخذتُ 65 (خمسة وستين) شاة فقط 
في هيراكليوبولس. 
سطر 3: بلا زيادة، ولإيضاح ذلك حررت هذا الاقرار و كتبته أنا «حنا 
العمدة والشماس». في ۳۰ برموده من السنة الأولى من البريودس الأوّل. 
سطر 4: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أخذه عبد الله. 
سطر 5: ابن جابر وجنوده من الشاء المخصصة للذبح في هيراكليوبولس. 
أخذنا من هذه الشاء خمسين. 
سطر 6 : من نائب تيودوراکیوس الابن الثاني للأنبا كيروس ومن وکیل 
خريسطفورس أكبر أولاد الأنبا كيروس. ثم. 
سطر 7: خمس عشرة شاة أخرى أعطاها لتذبح لحاشيته في مراكبه وخیالته 
والراجلين المدرّعين. تحرّر في 
سطر 8: شهر جمادى الأولى من سنة اثنتين وعشرين. كتبه ابن حديد» 
وفي ظاهر الورقة مَا ترجمته: إشهادٌ لوضع الشَّاء تحت تصرّف المهاجرين 
وغيرهم، عند سفرهم بالنهر إلى الوجه القبلي. وأُعطيت هذه الشاء 
وسُلّمت بمقتضى الحساب خصمًا مِن المخصّصات في المدّةِ الأولى.

نصُّ الكتابةِ العربية التي بعد اليونانية 
- «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا مَا أخذ عبد الله .
- ابن جـٰبر وأصحـٰبه مِن الجزر مِن أهنـٰس أخذنا. 
- من خليفة ثدراق ابن أبو قير الأصغر ومن خليفة اصطفى ابن أبو قير 
الأكبر خمسين شاة. 
- من الجزر وخمس عشرة شاة أخرى أجزرها أصحـٰب سفنه وكتائبه 
وثقلاه في. 
- شهر جمادى من سنة اثنتين وعشرين وكتب ابن حديدو.»


[1]   [نشره جروهمان في كتابه برقم (16)، 1 / 31 وما بعدها. وهو محفوظ بدار الكتب المصرية، 
        بطاقة رقم (21). أما رقم (60) المذكور أعلاه فهو رقم الحفظ. انظر: الملحق، لوحة رقم (۲).]
[2]   [هو قُرّة بن شَريك بن مَرْثد بن حازم بن الحارث العَبْسي، تولى إمرة مصر من قبل الخليفة 
        الأموي الولید بن عبد الملك ، وكان أميرًا على الصلاة والخراج معًا، بداية من ربيع الأول سنة
        ۹۰هـ/ فبراير سنة ۷۹۸هـ، وحتى وفاته في ربيع الأول سنة 96هـ/ 6 ديسمبر سنة 714م.  
        انظر: ولاة مصر للكندي، ص 84-86؛ النجوم الزاهرة لابن تغري بردي، 217_220.=
        = وعن قرة بن شريك وبردياته، راجع: ولاية قرة بن شريك على مصر في ضوء الأوراق البردية
        لإبراهيم أحمد العدوي، المجلة التاريخية المصرية، مج ۱۱، القاهرة 1963م؛ برديات قرة بن 
        شريك العبسي لجاسر بن خليل أبو صفية.]
[3]   [ذكر جروهمان - أيضًا . في مقدمة كتابه (أوراق البردي العربية بدار الكتب المصرية)، 4/1  ، أنَّ
        درجَ البرديِّ، الذي كان يُصنع في دور البردي ثُمّ يتداول في أيدي الناس عن طريق التجارة،
        يتألفُ من عشرين ورقة ملصق بعضها ببعض.] 
[4]   [نسبة إلى إمبراطور الدولة الشرقية چوستنيان الأول (٥۲۷ - 565م)، وهو يعد أهم عمل
        قانوني شهدته أوربا في العصور الوسطى، وتقع أهميته في أنّه جمع مختلف أطراف القوانين 
        والتشريعات الرومانية - إمبراطورية وغير إمبراطورية - مع تبويبه و تنظیمه. انظر: أوربا العصور
        الوسطى لسعيد عبد الفتاح عاشور، ۲/ ۲۰1-۲۰۳.] 
[5]   [يبلغ عدد البرديات المكتوبة باللغة القبطية في دار الكتب المصرية 46 بردية .]
[6]   [يقصد المحاضر کتاب (الجامع في الحديث) لابن وهب.]
[7]   [من المدن القديمة، واسمها العربي القديم (وسيم)، تقع في الضفة الغربية من النيل، بمحافظة
        الجيزة. انظر: معجم البلدان، ٥/ ۳۷۷؛ الخطط التوفيقية لعلي مبارك، ۱۷/ ۱٦۲- ۱٦۳؛
        القاموس الجغرافي، ۲/ ۳/ ٥۷ - ٥۸.]
[8]   لعلها: فوّة والمزاحمتين. 
[9]   [يقصد المحاضر ببابل هنا بلاد العراق.] 
[10] [ذهب ابنُ دريد والجواليقي إلى أنّ كلمة (الطومار) دخيلةٌ معرّبة، بينها ذكر ابن سيده في
         (المخصص)، وابن منظور في (لسان العرب) إلى أنّها عربيّة؛ لأن سيبويه قد اعتدّ بها في الأبنية. 
         انظر: المخصص في اللغة لابن سيده، ۱۳ / ۸ ؛ والمعرب من الكلام الأعجمي للجواليقي، 
        ص۲۷۳؛ ولسان العرب، مادة (طمر). وقد نسبَ إليه العربُ أنواعًا من الأقلامِ، فذكروا: قلم 
        الطومار، ومختصر الطومار، وخفيف الطومار. انظر: صبح الأعشى للقلقشندي، ۳/ ٥۱ وما 
        بعدها.]
[11] [لعلَّ المحاضر يقصد هنا واحدةً من تلك الخطابات الرسمية التي كُتبت مِن قرة بن شريك وإليه
        في القرن الأول الهجري/ الثامن الميلادي.]
[12] [أي: إعادة استخدامها والكتابة عليها مرةً بعد مرّةً. وبالفعل فغالبًا ما يُكتب على البردية
         الواحدة - بل على الوجه الواحد - أكثر مِن نصٍّ، مِن غير وجود علاقة بين هذه النصوص، وهذا 
         مَا سيتحدث عنه المحاضر بعد قليل.]
[13] وُجِدَ نوعٌ مِن الورق القديم مكتوب عليه مرّتَيْنِ، وقد عرفه الإفرنج باسم (Palimpsest) 
[14] [يبلغ عدد قطع الرقوق بدار الكتب المصرية 58 قطعة، تشتملُ على 70 نصًّا.] 
[15] [المقصود. به هنا هو ما يُسمى (القباطي)، ومثله مثل (المهارق) وهي تلك الصحف البيضاء مِن
         القماش، وكانت من الحرير، حيث تُسقى بالصمغ وتُصقل ثم تُكتب عليها - غير أنَّ القباطي كانت 
         عبارة عن ثياب بیضاء رقيقة، كانت تُتخذ بمصر من الكتان؛ ومِن ثَمّ فإن نسبتها إلى (القبط)، وهم
         أهل مصر. انظر: المخطوط العربي لعبد الستار الحلوجي، ص۲۲، ۲٥.] 
[16] [من البلدان القديمة، واسمها القبطي Bousir ومنه اسمها العربي: أبو صير، وتوجد في مصر عدة
         بلاد بهذا الاسم، أشهرها ببني سويف، إلا أن المرجح أن المقصودة بالنص هي تلك الواقعة بمركز 
         سمنود بمحافظة الغربية، انظر: القاموس الجغرافي، 69/2/2.]
[17] [من المدن القديمة، قال عنها ياقوت: سمنود بلد من نواحي مصر جهة دمياط، مدينة أزلية على 
        ضفة النيل، وهي تتبع حاليًا محافظة الغربية. انظر: معجم البلدان، 254/3 ؛ القاموس 
        الجغرافي، 2/ 2/ 71-72 .] 
[18] [لا توجد بقسم البرديات بدار الكتب المصرية غير قطعة واحدة من النسيج، تشتمل على كشف
        حساب، وهي تحت رقم (4217).]
[19] Blous.
[20] [تحوي دار الوثائق القومية العديد من هذه اللفائف الوثائقية، التي يبلغ طولُها قريبًا ممّا ذكرَه
         المُحاضر.]
[21] Ostraca.
[22] [منها قطعةٌ من كتف جمل، مكتوب على وجهها قائمة بأسماء أشخاص، وهي تحت رقم
         (۱۸۸۷ تاریخ). انظر: الملحق، لوحة رقم (۳).] 
[23] [هي تحت رقم (۳۳۸ وثائق)، وقد كُتِبَ عليها - حفرًا - أول آيات سورة النجم . انظر: الملحق،
         لوحة رقم (4).]
[24] [فصّل القلقشندي في كتابه (صبح الأعشی)، 2/ 465 وما بعدها، الكلامَ عن صناعةِ المداد
         عند العرب، وجعله نوعين تبعًا للمادة المكتوب عليها. فذكر أنه إمّا أنْ يُصنع من العفص والزاج 
         والصمغ، ويسمى: الحبر المطبوخ أو الخبر الرأس، وهو ما يُناسب الرق. وإمّا أنْ يُصنع من حبر
         الدخان، فيناسب الورق، ولا يصلح للرق والجلود.] 
[25] [حفظت لنا دار الكتب قلمًا مِن هذه الأقلام، وهو مصنوعٌ من الخيزران المجوّف، أو ما يُسمى
         بـ (البوص)، وقد بُري من الجانبين. عُثِرَ عليه من خلال حفريات الفسطاط، وهو تحت رقم 
         (1896 م). انظر: الملحق، لوحة رقم (5). ]
[26] [انظر: تاريخ مصر ليوحنا النيقيوسي، ص ۲۲۰.] 
[27] [هي تحت رقم (558 PERF). انظر: الملحق، لوحة رقم (6).]


ملاحظة: النص المنشور أعلاه من كتاب: "محاضرات في أوراق البردي العربية" للدكتور أدولف جروهمان، ترجمة توفيق إسكاروس. النص منسوخ كما هو دون تعديل، عدا تجميع الهوامش في مكان واحد وللقيام بذلك توجب علي إعادة ترقيم الهوامش تصاعدياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق