الأحد، 13 ديسمبر 2020

تاريخ دمياط منذ أقدم العصور - في أساطير الأولين

نهر النيل - فرع دمياط
نهر النيل - فرع دمياط

في أساطير الأولين
من المدن ما وصلت إلينا أسماء مؤسسها و تاريخ ميلادها ، كالاسكندرية 
والقاهرة و بغداد . ومنها — وهي أكثر مدن الأرض — ما يضل منشؤها في ليل 
الزمن الحالك.

ونحن ما زلنا نجهل متى تأسست دمياط ، ولا نعرف من أنشأها . . ولا يدري 
أحد يقينا أكانت في أول أمرها مرفأ تجارياً صغيراً أو مرکزاً حربياً قضت 
الضرورة بانشائه عند مصب النيل في عصر من عصور الفراعنة ، ثم اتسع نطاقه 
وامتدت رقعته على مر الزمن . أو أنها بنيت عندما حفر الفراعنة فرع دمياط — 
وهو على قول هيرودوت — فرع صناعي مثل فرع رشيد . . ثم ورثها الرومان 
عن قدماء المصريين مدينة كبيرة حصينة ، أو ميناء صغيراً من مرافيء السفن التجارية . .
كل هذا لن ينجلي عنه الظلام، حتى يقوم العلماء بحفائر واسعة النطاق حول 
دمياط ، حيث لم يزل التاريخ مطموراً في مناجمه تحت اليابس والماء !

وأقدم ما لدينا من الوثائق المدونه المعروفة يشير إلى أن تامیاتس كانت أسقفية 
قبطية هامة في القرن الخامس للميلاد — أي منذ ألف وخمسمائة سنة — ولو أن 
هناك وثائق هيروغليفية أقدم من ذلك بكثير تقول بأن مدينة باسم « تامحيت » أو
« تم آتي » كانت موجودة في أيام الفراعنة في ذلك المكان ، وكان أسمها يعني مدينة 
الشمال ، أو مدينة المياه . .

غير أن عدداً من الكتاب القدماء لم يقفوا إزاء هذا الغموض صامتين ، بل 
لجئوا إلى خيالهم يستهلمونه أعجب الأساطير والخرافات . . وهم في الحق لم يختصوا 
دمياط وحدها بتلك الحكايات ، فكان للمدن القديمة الأخرى ، المجهولة النشأة ، 
حظ وافر من تلك الأساطير . .

وكانت هناك عقيدة سائدة بين كتاب العرب القدماء خاصة ، خلاصتها أن المدن 
المصرية القديمة أو أكثرها ، إنما سميت بأسماء مؤسسيها من الملوك والأنبياء
الأقدمين أو أبنائهم . فسميت مصر مثلا بأسم مصرایم بن حام بن نوح . أما أتريب
وصا وقفط وأشمون فهي أسماء أبناء مصرايم ، وكان بعضهم فراعنه على مصر ! . .

فتری ابن زولاق الذي عاش في القرن العاشر الميلادي يقول : « كل كورة بمصر 
أنما هي مسماة باسم ملك جعلها له أو لولده أو زوجه ، كما سميت مصر باسم مصر بن 
بيصر » !

وهذا معاصره المسعودي يقول في « مروج الذهب » : « . . وقد ذكر جماعة 
من الشرعيين أنه كان لمصر بن بیصر بن حام بن نوح أولاد أربعة وهم : قبط 
وأشمون و أتريب وصا . فقسم الأرض بين أولاده الأربعة أرباعا ، وعهد إلى
الأكبر من ولده وهو قبط ، وأقباط مصر يضافون في النسب إلى أبيهم قبط بن 
مصر . . وأضيفت المواضع إلى ساكنيها وعرفت بأسمائهم . . . » !

ولاحاجة إلى القول أن هذه الآراء جميعاً تخالف الحقائق التاريخية . .
ويقول بعض العلماء أن تلك الأساطير التي وردت في الكتب العربية القديمة 
وتناقلها الكتاب جيلا بعد جيل ، كانت قصصاً من الأدب الشعبي في العصر القبطي 
السابق للفتح العربي لمصر .
وعلى هذا القياس خرج أسم دمياط !

وقد وحدّت تلك الأساطير بين نشأتي دمياط وشقيقتها تنیس . إذ كانتا 
بلدتين متجاورتين، تصل بينهما مياه بحيرة المنزلة منذ القديم ، فتشا بها في كثير من 
الخواص والحوادث . .

وهاك بعض الحكايات التي ألفها المؤرخون الغابرون عن منشأ دمياط 
وأسمها . . وأولها رواه المقريزي في القرن الخامس عشر للميلاد ، و نسبها إلى المؤرخ 
ابراهیم بن وصيف شاه الذي عاش في القرن الثالث عشر ، وهذا نقلها ولاشك عن
مصادر تقدمته . فأن المسعودي مثلا الذي كتب في القرن العاشر يذكر بعض 
ما جاء بها من الأسماء في قصص أخرى مشابهة .

دمياط والملك قلیمون! 
يقول المقريزي في خططه في سياق الكلام عن تنیس .
« وسمیت بتنّیس بن حام بن نوح . ويقال بناها قليمون من ولد أتريب بن قبطيم 
أحد ملوك القبط في القديم » !

ثم يعود فيقول في كلمته عن دمياط :
وقال الأستاذ ابراهيم بن وصيف شاه (1) : « دمیاط بلد قديم بني في زمن 
قليمون بن أتريب بن قبطيم بن مصرايم على أسم غلام كانت أمه ساحرة لقليمون .
« قال ابن وصيف شاه : وملكت بعد أتريب ابنته فدبرت الملك وساسته بأيد 
وقوة خمساً وثلاثين سنة وماتت . فقام بالملك من بعدها ابن اختها قليمون الملك
فرد الوزراء إلى مراتبهم ، وأقام الكهان على مواضعهم ، ولم يخرج الأمر من 
رأيهم . وجد في العمارات وطلب الحكم . وفي أيامه بنيت تنّیس الأولى التي غرقها 
البحر . وكان بينه و بينها شيء كثير ، وحولها الزرع والشجر والكروم ، وقرى
ومعاصر للخمر ، وعمارة لم يكن أحسن منها . » 
فأمر الملك أن يبنى له في وسطها مجالس ، وينصب له عليها قباب ، وتزین
بأحسن الزينة والنقوش . وأمر بفرشها و أصلاحها . وكان إذا بدأ النيل يجري ، 
انتقل الملك إليها فأقام بها إلى النوروز ورجع . . . . وملك قلیمون تسعين سنة . 
وعمل لنفسه ناووسا في الجانب الشرقي ، وحوّل إليه الأموال والجواهر ، وسائر 
الذخائر . وجعل من داخله تماثیل تدور بلوالب من أتاة حطمته وكتب عليه : هذا 
قبر قلیمون بن أتريب بن قبطيم بن مصرايم ، عمر دهراً وأتاه الموت فما استطاع له 
دفعا . فمن وصل إليه فلا يسلبه ما عليه ، ولا يأخذ ما بين يديه » !

ثم يقول المقريزي : « ويقال إن تنّيس أخ لدمياط » ! 

ولكن المقريزي يعود فيذكر في خططه ما يلي :
« ويقال سميت بدمياط من ولد أشمن بن مصرایم بن بیصر بن حام بن نوح 
عليه السلام » !

وعلى هذا الزعم ، فأن دمیاط اسم رجل من أبناء مصرايم الذي ورد ذكره 
في التوراة . ولو لم يرد في التوراة بين أبناء مصرایم اسم « أشمن » هذا . و لعله 
مأخوذ من أشمون المدينة المصرية ، وذلك نقلا عن المؤرخ المسعودي القائل : 
« وكان لمصر أولاد أربعة وهم قبط و أشمون و اتريب وصا » .

ويتضح من الأسماء الواردة في هذه الاساطير أن بعض المؤرخين القدماء كانوا 
منذ القرن التاسع الميلادي يتناقلون بالسماع بعض ما ورد بسفر التكوين في التوراة 
من أسماء ولكنهم كانوا يضيفون أسماء أخرى وينسجون حولها الحكايات فقد 
ورد في التوراة « العهد القديم » سلسلة نسب أولاد نوح كما يلي : « وكان بنو نوح 
الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما و یافت . وبنو حام هم کوش و مصرايم وفوط 
وكنعان ، ومصرایم ولد لودیم وعناييم . »

فلم يرد في التوراة ذكر بيصر أو قبطيم أو أتريب أو قليمون أو أشمون أنما 
كان أكثرها أسماء مدن قديمة . وأن كان قد ورد اسم مصرايم بن حام بن نوح .

وأذا أخذنا « أتريب » مثلا ، رأينا أنها اسم مدينة كانت تقع شرقي بنها الحالية 
وكانت تسمى في أيام الفراعنة « حاث حراب » أي مكان الوسط — لوقوعها وسط 
الدلتا . وسماها الأغريق أثريبس والقبط أثريب .

وكذلك الحال في دمياط فقد تقدم أن اسمها الفرعوني تامحيت أي مدينة الشمال 
فسماها الإغريق تامیاتس والقبط تاميات و العرب دمياط .

أما تنيس فهي ثنى الفرعونية ، و ثنیسوس اليونانية ، و تنیس العربية . . 

دمياط وسيدنا أدريس ! 
ويقول المقريزي أيضا نقلا عمن تقدموه :
« ويقال إن أدريس عليه السلام كان أول ما أنزل عليه ذو القوة والجبروت : 
( أنا الله مدين المدائن . الفلك بأمري وصنعي . أجمع بين العذب والملح ، والنار 
والثلج ، وذلك بقدرتي و مکنون علمي — الدال والميم والألف والطاء ) — قيل هي 
بالسريانية دمياط . فتكون دمياط كلمة سريانية أصلها دمط أي القدرة اشارة إلى 
مجمع العذب والملح .

وقد سبق المقريزي کتاب آخرون إلى ذكر هذه الأسطورة . منهم ابن 
دقماق الذي رواها كما يلي :
« وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيفتح لكم ثغر هو بلد 
القدرة . يسكن فيه الأولون من أمتي . هو بلد القدرة للمحتسب فيه نفسه . قال أنس 
یا رسول الله ، وما بلد القدرة ؟ قال : بلد الدال والميم والطاء » .

وقبل هذين المؤرخين بنحو ستة قرون، روی ابن اسحق الأموي الذي عاش 
في القرن التاسع الميلادي ، والمنسوب إليه كتاب محشو بالخلط والخرافات ، اسمه 
کتاب « فتوح مصر » ما يلي :
« وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه 
وسلم يقول : . . . أتدري يا ابن عباس لم سمیت دمياط ؟ قلنا لا : قال لأن أدريس 
عليه السلام لما نزلت عليه الصحف نزل فيها : « أنا الله ذو الجبروت ، والتدبير 
بأمري و صنعي ، أجمع بين العذب والمالح ، والثلج والنار . كل ذلك بعلمي و مکنون 
سري ، لأتمم بذلك الداء والميم والطاء » « قال أبو الحسن الکرخي : دمياط 
بالسريانية دمط ومعناها قدرتي ! !

أما سيدنا أدريس فكان نبياً قديما ورد ذكره في القرآن الكريم مرتين . ولكن 
ليس في الآيات ما يميط اللثام عن شخصيته ، غير أن بعض كتاب العرب القدماء الذين 
لا يعوزهم الخيال إلى الكشف عن الغوامض ، قالوا إن أدريس هو « هرميس » الحكيم .
وكان هرميس في الميثولوجيا — أي علم الأساطير اليونانية — ابن الاله زیوس 
والألهة مايا . وكان رسول آلهة الأولمب واله العلوم والبلاغة والتجارة ، ولقب 
بالمثلث العظمة . .

ويقول السيوطي : « قال الكندي وابن زولاق : كان بمصر هرمس وهو 
أدريس عليه الصلاة والسلام . وهو المثلث لأنه نبي وملك وحكيم . . . وقال ابن 
فضل الله في المسالك : الهرامسة ثلاثة ، هرمس المثلث ويقال له أدريس عليه السلام 
وهرمس لقب كما يقال کسری و قیصر ، وكان يسكن الصعيد فبنى هناك الأهرام !! »

فالأسطورة هنا تروي نزول آية على النبي أدريس أو هرمس جاء بها دمط 
ومعناها بالسريانية القدرة . وأن اسم دمياط مشتق من دمط هذه أى القدرة التي
جمعت فيها الماء العذب والماء الملح !

ومع أنه لم ترد في أي كتاب مقدس آية كهذه نزلت على الني أدريس فانه 
أيضا ليس هناك بالسريانية كلمة دمط بمعنى القدرة . وليست دمياط المدينة 
الوحيدة التي يجتمع بها الماء العذب والماء الملح و يفترقان . ولكن في الأساطير 
مجالا فسيحاً للخيال ! .

وكما امتزجت الأساطير والحكايات ، بتاريخ دمياط ، واكثرها وليد الخيال ، 
فكذلك كانت الأحاديث المنسوبة إلى الأنبياء والمحدثين عنها شيئاً غير قليل .

وقيل إن جل تلك الأحاديث أو كلها ، غير مقطوع بصحته . وانما نسبت إلى 
المحدثين ، يروونها عن الأنبياء والأولياء لتقوية الروح المعنوية في أهل المدينة 
والمهاجرين منها . إبان المحن التي نزلت بهم بسبب غزوات الروم ، حين كانت سفن 
الدولة البيزنطية تحاول استرداد دمياط عقب الفتح العربي لها ، وحين كانت جيوش 
الصليبين تحاصر المدينة أو تدخلها فيما بعد . . . أو لترغيب السكان في البقاء ببلدهم أو 
في العودة إليها بعد نزوحهم عنها . و كذلك لتحبيب غيرهم في الهجرة إليها وتعميرها 
بعد حوادث التخريب .

وتنسب بعض تلك الأحاديث إلى محدث دمیاطي جلیل المقام هو بكر بن سهيل 
الذي عاش في القرن التاسع للميلاد. (٢)

ونذكر هنا ما صادفناه من تلك ، الأحاديث . واكثرها أو كلها — كما سلف — 
مشكوك في صحته :

ذکر ابن اسحق الأموي في القرن التاسع الميلادي الحديث التالي ، ثم تتناقلة كل 
من ياقوت الرومي ، وابن دقماق . ونقله عنهم سائر الكتاب :
« جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى 
الله عليه وسلم : ياعمر ، إنه سيفتح على يديك مصر ثغران : الأسكندرية ودمياط . 
فأما الأسكندرية فخرابها من البربر . وأما دمیاط فهم صفوة من شهداء ، من رابطها 
ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيين والشهداء » .

وجاء بكتاب « فتوح مصر وأعمالها « المنسوب إلى ابن اسحق الأموي :
« في فضائل دمیاط وسلامتها من العدو وجنده ، وأن الله تعالى يمدها بالملائكة 
من عنده . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ستفتح على أمتي مصر فالزموا المدينة 
البيضاء على شاطىء البحر التي تسمى دمياط . المقبور فيها كالشهيد ، والراكب في 
بحرها كالمتشحط بدمه »

وعن ابن اسحق الأموي أيضا : « حدث بكر بن سهيل الدمياطي قال :
« تغزو الروم دمياط فيقتلون ويأسرون . فيظهر على الروم سبعون رجلا يبلغ 
نور وجوههم السماء . ثم يعطي الله النصر لمن يشاء من المسلمين ، فيقهرهم ، فيقولون : 
انطلقوا إلى دمياط ، فيمد الله أهل دمياط بالملائكة وأن الناس ليرون الملائكة في 
الهواء عليهم السلاح ، فيمدون أهل دمياط » .

وقال أيضا: « روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله 
( ص ) يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . فقلنا : يا رسول الله على من 
تسلم ؟ قال : على الصفوة المرابطين بدمياط . قلنا يارسول الله ودمياط بلد له قدر ؟ 
قال : نعم ، اللهم ارزقهم بركة عن يمين وشمال ما دامت السموات والأرض . ليس 
لهم عدو إلا علج أو علجة . فقلنا : يا رسول الله أيما أفضل : الرباط بعسقلان أو
بالاسكندرية أو بدمياط ؟ قال : بدمياط . أتدري يا ابن العباس لم سميت دمياط ؟ 
قلنا : لا . قال : لأن أدريس عليه السلام . لما نزلت عليه الصحف نزل فيها : أنا الله 
ذو الجبروت والتدبير بأمري وصنعي . أجمع بين العذب والمالح ، والثلج والنار ، كل 
ذلك بعلمي و مکنون سري لأتم بذلك الدال والميم والطاء »

وقال الأموي أيضا :
« حدث بكر بن سهيل الدمياطي رحمه الله قال: أخبرت أن رجلا يقال له أحمد بن 
محمد بن محمد بن فضالة يروي الحديث بسيران . فسرت إلى بلده ، فدخلت على رجل قد 
جاوز مائة سنة . وقد سقط حاجباه عن عينيه ، فسلمت عليه فرد السلام وقال : من 
أين الرجل ؟ قلت : من بلدة يقال لها دمياط ، على شاطىء البحر فقال ما أسمك ؟ 
قلت : بكر بن سهيل الدمياطى . قال : فأدناني منه ثم رفع حاجبيه بكلتا يديه ثم 
قال : الحمد لله الذي لم أمت حتى رأيت رجلا من أهل الجنة متقلبه ومثواه : وأنه 
قال : الساكن بدمياط كالمجاهد في سبيل الله ، والقائم بها كالمتشحط بدماه ، والميت 
بها شهید ، من مات بدمياط ، فكأنما مات في السماء السابعة . وهي المدينة البيضاء ، 
يبعث أهلها شهداء ، ويحشرون شهداء »

وقال : « وقيل إسم دمیاط في التوراة البيضاء وفي الأنجيل الخضراء » (٣) وقال 
بكر بن سهيل الدمياطي : مدينتان معصومتان من الفتن . يموت أهلهما شهداء 
ويحشرون شهداء : دمیاط و تنیس . لا يأتيهما الشر حتى يخمد . من أراد بهما سوءا 
قصمه الله تعالى »

وحدث بكر بن سهيل ، قال ابن اسحق : « بين شطا ودمياط رملة مثل الكافور . 
من سعى اليها وركع بها فكأنما ركع بين الجنة والكرسي. فاحرصوا على المسير إليها 
فأنما هي بقعة مباركة من بقاع الجنة »

وقال ابن اسحق رضي الله عنه : حدثنا عمر بن الأصلح عن جده عامر بن خويلد 
قال : قتل سیدي شطا في الليلة المباركة التي قال الله تعالى فيها يفرق كل أمر حكيم . وهي 
ليلة النصف من شعبان فجعل الله تبارك و تعالى تلك الليلة موسما لزيارته . قلت : وهي 
إلى الآن .

وأضاف ابن دقماق إلى ما سلف أحاديث أخرى تشبه بعض عباراتها ما تقدم 
من الأحاديث.

وعن أنس قال : قال رسول الله (ص) : سيفتح لكم ثغر هو بلد القدرة ، 
يسكن فيه الأولون من أمتي . رباط ليلة فيه خير من عبادة الف شهر . هو بلد القدرة 
للمحتسب فيه نفسه . قال أنس یارسول الله ، وما بلد القدرة ( قال : بلد الدال والميم 
والطاء )

وقال كعب الأخبار : « أهل تنیس ودمياط يعيشون سعداء ، و يموتون شهداء . 
النائم فيهما كالمتشحط في دمه في سبيل الله . والميت فيهما كالمقبور في السماء الأولى »
وعن حوشب قال : « خرج علينا رسول الله (ص) ودموعة تجري على لحيته . 
فقلت له : نفديك بالآباء والأمهات ، ما بال دموعك تنحدر على لحيتك ؟ قال :
ذكرت أخوانا لنا في ثغر يعمر بعد خراب اسمه بالعربية دمياط وفي التوراة : 
« البيضاء » وفي الأنجيل « الخضراء » وفي الزبور « الهرمة » أو « الهرومة » لها بابان 
مفتوحان حيال العرش من سكنها من أمتي يدين بديني وهو على ملتي ، غفر له ما 
سلف من ذنوبه . والذي نفس محمد بيده لیفزعن اليها قوم في آخر الزمان من غير 
أشر ولا بطر ، يدخل في شفاعة أحدهم مثل ربيعة ومضر . »

منقول من كتاب تاريخ دمياط منذ أقدم العصور تأليف نقولا يوسف (رابط)، من صفحة 23 حتى صفحة 31، مع ملاحظة أن النص الوارد بالأعلى قد تم تصحيح بعض الكلمات به بناءاً على الجدول الوارد في آخر الكتاب. وهو تكملة لما ذكره المؤلف  تحت عنوان "أتمولوجيّة دميَاط" (اضغط هنا لقراءته) .


(۱) لابن وصيف شاه کتاب معروف أسمه : «جواهر البحور ووقائع 
الدهور » محشو بالخرافات وأسماء مخترعة للملوك القدماء . ولكن يظهر أن 
المقريزي و غیره نقلوا عن كتاب كبير آخر له . فقد قال المقريزي في كتابه « أغاثة 
الأمة »  ( ص ۷ ط ۱۹٤۰ ) : « وذكر الاستاذ ابراهيم بن وصيف شاه في كتاب
« أخبار مصر لما قبل الاسلام » وهو كتاب جليل الفائدة رفيع القدر أن أول غلاء 
وقع بمصر كان في زمن الملك السابع عشر من ملوك مصر قبل الطوفان و اسمه أفروش
بن مناوش الذي كان طوفان نوح في زمنه » ! !
(٢)ولد بکر بن سهيل الدمياطي المحدث عام ۱۹٦ هـ ( ۸۱۱ م ) و توفي بدمياط 
عام ٢۸۹ هـ ( ۹۰۲ م ) وقيل مات بالرملة . ذكره یاقوت ج 4 ص ۸٥ والسيوطي في
« حسن المحاضرة » .
(٣)لم يرد ذكر دمياط ولا ما يشير اليها في القرآن أو التوراة أو الأنجيل أو 
الزبور — وقد ظن البعض أن « كفتور » التي ورد ذكرها في التوراة مرارا هي 
دمياط . ولكن هذا الزعم لم يثبت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق