رأس البر
(محاسنه ومناحسه)
ورب عان قضى ايام عامه في حرب مع الدهر حتى خانه الجلد
لما بدا الصيف في تموز مشتملا لفحاً تكاد به الانفاس تتقد
حنت جوارحه للاصطياف بسا حل به يتسرى عنه ما يجد
حث الركاب لرأس البر حيث يرى قصاده فوق ما يروى ويعتقد
في كل عام مياه البحر تغمره لذاك لم يحكه في طهره بلد
لا حشرة أو جراثيم تحل به اذ ماؤه وهواه والثرى جدد
فيه النسيم فريد في لطافته وموجه مثل موج البحر مطرد
يدعي العليل ولكن جل مبدعه فكم بدت له في برء العليل يد
بين البداوة والعمران قد نشبت في ذا المصيف حروب مالها عدد
أكواخه نسخت عهد القصور وكال خيام يسكنها الاحرار والعبد
وكم حفاة وهم أهل اليسار به ومحتذين ولا مال ولا سند
باليم هذا تراه يستحم وذا وقت الهجير برمل كاللظى يقد
عود الورى لحياة حرة سلفت امر بفضله رأس البر ينفرد
ولاعبين ترى آثار ميسرهم على الوجوه فذا طلق وذا كمد
من موسر يقطع الاوقات في لعب لم يثنه عن وصال اللعب منتقد
لو شاء عنه امتناعا ما استطاعه كال عصفور يجري الى الافعى ويرتعد
ومعسر راح يخفي بالتجمل ما اصابه وهو مما ادان مقتصد
يسعى لاصلاح ما يشكوه من اود هيهات باللعب يوما يصلح الاود
من ليس يرهقه بذل النضار بمي سر ولا هو مثلي عنه مبتعد
هنا يعد سعيدا والحقيقة ذا مصطافي الرغد لا مصطافه الرغد
ا. ق
المصدر : مجلة المحيط ، أكتوبر 1909، العدد الثامن، السنة السابعة (رابط)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق