الخميس، 31 ديسمبر 2020

تاريخ دمياط منذ أقدم العصور - ضواحي دمياط - عزبة البرج

عزبة البرج بدمياط
عزبة البرج بدمياط


٤ — عزبة البرج 
قرية قديمة العهد شمالي دمیاط ، على الضفة الشرقية للنيل بين دمياط ورأس البر . 
وفي شرقها على مسافة قريبة ترى بحيرة المنزلة .

وكانت بها أبراج حصينة اشتهرت في الحروب الصليبية التي اجتاحت دمياط . ثم 
خربت في العصور الحديثة .

وأحصى رجال حملة نابليون سكان العزبة بنحو ۲٥۰ نسمة . ويبلغ عددهم اليوم 
نحو عشرين ألفا . . وحولها ألف فدان من الأرض المنزرعة . ويحترف أهلها الزراعة ، 
وصيد الأسماك . ويعد شهر أغسطس وسبتمبر موسماً لصيد السردين خاصة ، 
تخرج السفينة بملاحها و « ريسها » لمدة أسبوع أو أكثر، ثم تعود محملة بالسردين. 

وفي نهاية الموسم تخصم النفقات والعوايد ، ويكون نصف الأيراد للمركب والنصف 
الآخر للصيادين . ركان ربح صيادي المركب يتراوح في بعض السنوات ما بين مائة 
ومائتي جنيه في الموسم . وكان يهبط أخيراً إلى ثلاثين جنيها . ولما أستخدمت الآلات 
الحديثة في الصيد من البحر ، زادت كميات السردين وتکدست على الشاطئ لحاجتها 
إلى أسواق لتصريف الأنتاج . ولهذا سوف ينشأ في القريب مصنع لتعليب السردين 
هناك في عزبة البرج . .

وتشتغل المرأة في هذه العزبة بصنع غزل الصيد لحساب المقاولين الذين يقدمون 
الخيوط ، ويحاسبونها على غزل الأقة بنحو خمسة عشر قرشا . كما يشتغل بعض النساء 
في حياكة الملابس .

وكانت عزبة البرج قبل عهد الثورة مهملة ، وكان أهلها يطالبون دائما بأنشاء 
مصنع لتعليب السردين ، وأصلاح ما حولهم من الأراضي البور ، وتجفيف البرك 
والمستنقعات المتخلفة عن بحيرة المنزلة وغير ذلك من الأصلاحات ... وقد بدأت تمتد 
إليهم يد الأصلاح والتعمير، فأنشئت هناك مدرسة عزبة البرج الأعدادية الأميرية ، 
ومدرسة أبتدائية للبنات وأخرى للبنين . وستقوم هناك قريبا مدرسة فنية ، كما
أن من المشروعات القادمة نقل مباني جمرك دمياط إلى عزبة البرج ، وانشاء مجلس
بلدي بها .. و أصلاح طرقها و « کرنيشها » وأنارتها بالكهرباء ... 

وتصل إليها ترعة الشرقاوية التي تتفرع هناك إلى فرعين ، فرع يصب في بحيرة المنزلة، 
والآخر في النيل .

وتشتهر هذه العزبة إلى جانب ذكرياتها التاريخية الحافلة سواء في المعارك الصليبة 
أم في عهد الحملة الفرنسية ، بأسماكها وطيورها ، وهناك من يذهب إليها لصيد 
السماني والحمام القمري .

وكانت وزارة الشئون الأجتماعية قد أنشأت بها عام ۱۹٤۸ حمامات شعبية 
وحنفيات للماء النقي ولكن يد الأهمال ما لبثت وقتذاك أن أغلقتها !

ويبدو أن مشروعات التصنيع ستجعل من هذه الضاحية القديمة منطقة صناعية 
هامة ، لاسيما بعد أنشاء مصنع السردين السالف الذكر وقد وضع اليوم أساسه ...

المصدر: كتاب تاريخ دمياط منذ أقدم العصور تأليف نقولا يوسف (رابط)، صفحتي 497، 498. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق