عزبة البرج بدمياط |
٤ — عزبة البرج
قرية قديمة العهد شمالي دمیاط ، على الضفة الشرقية للنيل بين دمياط ورأس البر .
وفي شرقها على مسافة قريبة ترى بحيرة المنزلة .
وكانت بها أبراج حصينة اشتهرت في الحروب الصليبية التي اجتاحت دمياط . ثم
خربت في العصور الحديثة .
وأحصى رجال حملة نابليون سكان العزبة بنحو ۲٥۰ نسمة . ويبلغ عددهم اليوم
نحو عشرين ألفا . . وحولها ألف فدان من الأرض المنزرعة . ويحترف أهلها الزراعة ،
وصيد الأسماك . ويعد شهر أغسطس وسبتمبر موسماً لصيد السردين خاصة ،
تخرج السفينة بملاحها و « ريسها » لمدة أسبوع أو أكثر، ثم تعود محملة بالسردين.
وفي نهاية الموسم تخصم النفقات والعوايد ، ويكون نصف الأيراد للمركب والنصف
الآخر للصيادين . ركان ربح صيادي المركب يتراوح في بعض السنوات ما بين مائة
ومائتي جنيه في الموسم . وكان يهبط أخيراً إلى ثلاثين جنيها . ولما أستخدمت الآلات
الحديثة في الصيد من البحر ، زادت كميات السردين وتکدست على الشاطئ لحاجتها
إلى أسواق لتصريف الأنتاج . ولهذا سوف ينشأ في القريب مصنع لتعليب السردين
هناك في عزبة البرج . .
وتشتغل المرأة في هذه العزبة بصنع غزل الصيد لحساب المقاولين الذين يقدمون
الخيوط ، ويحاسبونها على غزل الأقة بنحو خمسة عشر قرشا . كما يشتغل بعض النساء
في حياكة الملابس .
وكانت عزبة البرج قبل عهد الثورة مهملة ، وكان أهلها يطالبون دائما بأنشاء
مصنع لتعليب السردين ، وأصلاح ما حولهم من الأراضي البور ، وتجفيف البرك
والمستنقعات المتخلفة عن بحيرة المنزلة وغير ذلك من الأصلاحات ... وقد بدأت تمتد
إليهم يد الأصلاح والتعمير، فأنشئت هناك مدرسة عزبة البرج الأعدادية الأميرية ،
ومدرسة أبتدائية للبنات وأخرى للبنين . وستقوم هناك قريبا مدرسة فنية ، كما
أن من المشروعات القادمة نقل مباني جمرك دمياط إلى عزبة البرج ، وانشاء مجلس
بلدي بها .. و أصلاح طرقها و « کرنيشها » وأنارتها بالكهرباء ...
وتصل إليها ترعة الشرقاوية التي تتفرع هناك إلى فرعين ، فرع يصب في بحيرة المنزلة،
والآخر في النيل .
وتشتهر هذه العزبة إلى جانب ذكرياتها التاريخية الحافلة سواء في المعارك الصليبة
أم في عهد الحملة الفرنسية ، بأسماكها وطيورها ، وهناك من يذهب إليها لصيد
السماني والحمام القمري .
وكانت وزارة الشئون الأجتماعية قد أنشأت بها عام ۱۹٤۸ حمامات شعبية
وحنفيات للماء النقي ولكن يد الأهمال ما لبثت وقتذاك أن أغلقتها !
ويبدو أن مشروعات التصنيع ستجعل من هذه الضاحية القديمة منطقة صناعية
هامة ، لاسيما بعد أنشاء مصنع السردين السالف الذكر وقد وضع اليوم أساسه ...
المصدر: كتاب تاريخ دمياط منذ أقدم العصور تأليف نقولا يوسف (رابط)، صفحتي 497، 498.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق