النص التالي منسوخ من كتاب: الألقاب وأسماء الحرف والوظائف في ضوء البرديات العربية، تأليف الدكتور سعيد مغاوري محمد، المجلد الأول، 2000م، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ص 167، 177
أهل بورة
وردت هذه الصيغة ضمن نصوص إحدى برديات مجموعة (كارل فسلي)
في براغ بجمهورية التشيك وهي بردية تنسب للقرن ۳ هـ / 9 م بهذه الصيغة
في السطرين ۲، ۳ «محمد بن سالم .. أهل بورة»(۱) .
وبورة هي إحدى قرى محافظة دمياط في وسط الدلتا بمصر - ذكرها
اليعقوبي في القرن ۳ هـ / 9 م بقوله : «إنها حصن على ساحل البحر من عمل
دمياط» (۲) وأشار إليها الإدريسي في القرن ٦ هـ / ۱۲ م في عبارة أخرى بقوله :
ومن فارسكور إلى بورة وهي قرية جامعة ذات زراعات وغلات وجنات وبساتين
وخيرات»(3) أيضا ذكرها الرحالة ياقوت بقوله : «إنها مدينة على ساحل بحر
مصر قرب دمياط شهدت واقعة للجلودي القائد سنة ۲۱٤ هـ / ۷۲۹ م»(4) .
أيضا أشار إليها المؤرخ المقريزي في كتابه الخطط بقوله : «إنها بين تنیس
ودمياط وينسب إليها بنو البوري الذين كانوا بالقاهرة والإسكندرية ، وقد هاجمها
الروم سنة ٦۱۰ هـ/ ۱۲۱۳م »(٥).
وأختتم هذه الأقوال بما ذكره صاحب القاموس الجغرافي (٦) الذي قال
عنها :« بورة هو الإسم القديم لهذه القرية وأنها حصن على ساحل البحر من عمل
دمياط يقال لها اليوم كفر البطيخ وتقابل منزل العادلية (٧) التي بها السلطان» .
وقد اشتهرت هذه المدينة منذ القدم بالعديد من الصناعات منها صناعة
النسيج والقراطيس وذلك منذ القرن ۳ هـ / 9م وحتى القرن 7 هـ/ ۱۳م ، ولقد
أشار إلى ذلك المؤرخ اليعقوبي بقوله : «تعمل بها الثياب»(٨).
كتابة على طراز من بورة، قطعة رقم 2195 (المصدر) |
وأورد الرحاله یاقوت أيضا عبارات تشير إلى اشتهارها بصناعة العمائم منها
قوله : «تنسب إليها العمائم البورية »(۹) . وللتدليل على اشتهارها بصناعة النسيج
منذ القدم وجود العديد من قطع النسيج الإسلامي في عدد من المجموعات
والمتاحف العالمية فهذه قطعة نسيج محفوظة في مجموعة أبیمایور Abemayor
طولها ٦۰, م نفذت عليها كتابة كوفية بسيطة في سطرين نصها بعد عبارات
البسملة والديباجة المطولة هكذا :« . . مما أمر بعمله في طراز العامة ببورة سنة
سبع وأربعمائة لا إله إلا الله»(١٠) . وبالإضافة إلى ذلك اشتهرت مدينة بورة
بزراعة وصناعة أوراق البردي اشار إلى ذلك بعض المؤرخين ومنهم اليعقوبي
بقوله : «وتعمل بها القراطيس»(١١) .
والقراطيس المقصود بها لفائف البردي(١٢) . وهناك بعض الأبحاث الحديثة
تؤكد أيضا اشتهار مدينة بورة بزراعة وصناعة أوراق البردي(١٣) .
_________
(۱) هذه البردية تحمل رقم سجل (219 - 111 Ar) مساحتها ۱۰٫۲x ۱۲٫۹ سم
Grohmann : Archiv Orientaini - Prag 1941. P. 16
(۲) اليعقوبي : كتاب البلدان - طبع ليدن ۱۸۹۲م ص ٣٣۸ ، د. عاصم رزق : المرجع السابق - ص ١٤٧ .
(۳) الإدريسي : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ص ۱٥۷، عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧ .
(٤) ياقوت : المصدر السابق ج ا ص ٥٠٦
(٥) المقریزي : الخطط ج ۱ ص ٣۹۹ طبعة بولاق ۱۲۷۰ هـ .
(٦) محمد رمزي : المرجع السابق ج٢ ق ۲ ص ۷۸ .
(۷) العادلية نسبة إلى العادل محمد بن أبي بكر بن أيوب - انظر د. عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧.
(٨) اليعقوبي : المصدر السابق ص ۳۳۸ ، د . عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧ .
(۹) د. عبد العال عبد المنعم الشامي : مدن مصر وقراها عند ياقوت - الطبعة الأولى - الكويت ١٤۰١هـ/ ۱۹۸۱م ص ۲۲ .
(١٠) Repertoire Chronologique D'Epigraphie Arabe - Tome : 6. Pp. 107 - 108 - No. 2195.
(١١) اليعقوبي : المصدر السابق ص ۳۲۸ .
(١٢) فسر ذلك البيروني عند تفسيره لقوله تعالی في سورة الأنعام آیه ۹۱ : « قل من أنزل الكتاب الذي جاء
به موسی نورا ًوهدى للناس تجعلونه قراطيس » وفي قوله تعالى في سورة الأنعام أيضا آية رقم ۷ :
«ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأیدیهم» فسرها البيروني بقولة : قراطیس أي طوامير فإن القرطاس
معمول بمصر من لب البردي يبری فی لحمه ، وعليه صدرت کتب الخلفاء إلى قريب من زماننا . انظر
البيروني : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة . طبع ليبزج سنة ۱۹۲٥ ص ۸۱ . أيضا
ذكر ابن النديم في معنى القرطاس هذه العبارة : « وكتب أهل مصر في القرطاس ويعمل من قصب البردي » .
ابن النديم : النهرست . نشر فلوجل - طبع ليبزج سنة ۱۸۷۱م ج۱ ص ۲۱ . ايضا ذكر المؤرخ
السيوطي هذه العبارة « أن أبا بكر جمع القران في قراطيس » .
السيوطي : الإتقان في علوم القرآن . طبع کلکتا بالهند ۱۸٥۷ م ص ۱۳۷ .
(١٣) ويشير د. عاصم رزق إلى أن صناعة اوراق البردي ظلت مشتهرة في هذه المدينة بواسطة صناعها
الأقباط طوال عمر الولاة تقريبا وحتى القرن ٤ هـ/ ١٠م عندما عطلتها كواغيد سمرقند .
. د. عاصم رزق : المرجع السابق ص ۱٤۷ - ۱٤۸.
، رؤوف حبيب : دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة بمصر القديمة . طبع القاهرة سنة
۱۳۸٦ هـ/ ۱۹٦٦م ص ٥٣ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق