الخميس، 31 مارس 2022

أهل بورة

النص التالي منسوخ من كتاب: الألقاب وأسماء الحرف والوظائف في ضوء البرديات العربية، تأليف الدكتور سعيد مغاوري محمد، المجلد الأول، 2000م، مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، ص 167، 177


أهل بورة


وردت هذه الصيغة ضمن نصوص إحدى برديات مجموعة (كارل فسلي
في براغ بجمهورية التشيك وهي بردية تنسب للقرن ۳ هـ / 9 م بهذه الصيغة 
في السطرين ۲، ۳ «محمد بن سالم .. أهل بورة»(۱) .

وبورة هي إحدى قرى محافظة دمياط في وسط الدلتا بمصر - ذكرها 
اليعقوبي في القرن ۳ هـ / 9 م بقوله : «إنها حصن على ساحل البحر من عمل 
دمياط» (۲) وأشار إليها الإدريسي في القرن ٦ هـ / ۱۲ م في عبارة أخرى بقوله :
ومن فارسكور إلى بورة وهي قرية جامعة ذات زراعات وغلات وجنات وبساتين 
وخيرات»(3) أيضا ذكرها الرحالة ياقوت بقوله : «إنها مدينة على ساحل بحر 
مصر قرب دمياط شهدت واقعة للجلودي القائد سنة ۲۱٤ هـ / ۷۲۹ م»(4) .

أيضا أشار إليها المؤرخ المقريزي في كتابه الخطط بقوله : «إنها بين تنیس 
ودمياط وينسب إليها بنو البوري الذين كانوا بالقاهرة والإسكندرية ، وقد هاجمها 
الروم سنة ٦۱۰ هـ/ ۱۲۱۳م »(٥).

وأختتم هذه الأقوال بما ذكره صاحب القاموس الجغرافي (٦) الذي قال 
عنها :« بورة هو الإسم القديم لهذه القرية وأنها حصن على ساحل البحر من عمل 
دمياط يقال لها اليوم كفر البطيخ وتقابل منزل العادلية (٧) التي بها السلطان» .

وقد اشتهرت هذه المدينة منذ القدم بالعديد من الصناعات منها صناعة
النسيج والقراطيس وذلك منذ القرن ۳ هـ / 9م وحتى القرن 7 هـ/ ۱۳م ، ولقد 
أشار إلى ذلك المؤرخ اليعقوبي بقوله : «تعمل بها الثياب»(٨).


كتابة على طراز من بورة، قطعة رقم 2195
كتابة على طراز من بورة، قطعة رقم 2195 (المصدر)

وأورد الرحاله یاقوت أيضا عبارات تشير إلى اشتهارها بصناعة العمائم منها 
قوله : «تنسب إليها العمائم البورية »(۹) . وللتدليل على اشتهارها بصناعة النسيج 
منذ القدم وجود العديد من قطع النسيج الإسلامي في عدد من المجموعات 
والمتاحف العالمية فهذه قطعة نسيج محفوظة في مجموعة أبیمایور Abemayor 
طولها ٦۰, م نفذت عليها كتابة كوفية بسيطة في سطرين نصها بعد عبارات 
البسملة والديباجة المطولة هكذا :« . . مما أمر بعمله في طراز العامة ببورة سنة 
سبع وأربعمائة لا إله إلا الله»(١٠) . وبالإضافة إلى ذلك اشتهرت مدينة بورة 
بزراعة وصناعة أوراق البردي اشار إلى ذلك بعض المؤرخين ومنهم اليعقوبي 
بقوله : «وتعمل بها القراطيس»(١١) .

والقراطيس المقصود بها لفائف البردي(١٢) . وهناك بعض الأبحاث الحديثة 
تؤكد أيضا اشتهار مدينة بورة بزراعة وصناعة أوراق البردي(١٣) .


_________
(۱) هذه البردية تحمل رقم سجل (219 - 111 Ar) مساحتها ۱۰٫۲x ۱۲٫۹ سم 
Grohmann : Archiv Orientaini - Prag 1941. P. 16
(۲) اليعقوبي : كتاب البلدان - طبع ليدن ۱۸۹۲م ص ٣٣۸ ،  د. عاصم رزق : المرجع السابق - ص ١٤٧ . 
(۳) الإدريسي : نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ص ۱٥۷، عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧ . 
(٤) ياقوت : المصدر السابق ج ا ص ٥٠٦ 
(٥) المقریزي : الخطط ج ۱ ص ٣۹۹ طبعة بولاق ۱۲۷۰ هـ . 
(٦) محمد رمزي : المرجع السابق ج٢ ق ۲ ص ۷۸ . 
(۷) العادلية نسبة إلى العادل محمد بن أبي بكر بن أيوب - انظر د. عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧.
(٨) اليعقوبي : المصدر السابق ص ۳۳۸ ، د . عاصم رزق : المرجع السابق ص ١٤٧ . 
(۹) د. عبد العال عبد المنعم الشامي : مدن مصر وقراها عند ياقوت - الطبعة الأولى - الكويت ١٤۰١هـ/ ۱۹۸۱م ص ۲۲ .
(١٠) Repertoire Chronologique D'Epigraphie Arabe - Tome : 6. Pp. 107 - 108 - No. 2195.
(١١) اليعقوبي : المصدر السابق ص ۳۲۸ . 
(١٢) فسر ذلك البيروني عند تفسيره لقوله تعالی في سورة الأنعام آیه ۹۱ : « قل من أنزل الكتاب الذي جاء
به موسی نورا ًوهدى للناس تجعلونه قراطيس » وفي قوله تعالى في سورة الأنعام أيضا آية رقم ۷ :
«ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأیدیهم» فسرها البيروني بقولة : قراطیس أي طوامير فإن القرطاس 
معمول بمصر من لب البردي يبری فی لحمه ، وعليه صدرت کتب الخلفاء إلى قريب من زماننا . انظر 
البيروني : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة . طبع ليبزج سنة ۱۹۲٥ ص ۸۱ . أيضا 
ذكر ابن النديم في معنى القرطاس هذه العبارة : « وكتب أهل مصر في القرطاس ويعمل من قصب البردي » . 
ابن النديم : النهرست . نشر فلوجل - طبع ليبزج سنة ۱۸۷۱م ج۱ ص ۲۱ . ايضا ذكر المؤرخ 
السيوطي هذه العبارة « أن أبا بكر جمع القران في قراطيس » .
السيوطي : الإتقان في علوم القرآن . طبع کلکتا بالهند ۱۸٥۷ م ص ۱۳۷ . 
(١٣) ويشير د. عاصم رزق إلى أن صناعة اوراق البردي ظلت مشتهرة في هذه المدينة بواسطة صناعها 
الأقباط طوال عمر الولاة تقريبا وحتى القرن ٤ هـ/ ١٠م عندما عطلتها كواغيد سمرقند . 
. د. عاصم رزق : المرجع السابق ص ۱٤۷ - ۱٤۸. 
، رؤوف حبيب : دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة بمصر القديمة . طبع القاهرة سنة 
۱۳۸٦ هـ/ ۱۹٦٦م ص ٥٣ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق