الاثنين، 17 أغسطس 2020

بكام من أثرياء بوره

اشارة الى رجل من أثرياء القبط اسمه بكام، ثم بطريرك الإسكندرية ميخائيل (البطريرك رقم 66) من أهل بكام من بوره، الاقتباسات التالية مأخوذ من كتاب ”التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق“ تأليف البطريرك افتيشيوس المكنَّى بسعيد ابن بطريق كتبهُ الى اخيهِ عيسى في معرفة التواريخ الكليَّة من عهد آدم الى سني الهجرة الاسلاميَّة ويليه تاريخ يحيى بن سعيد الانطاكي، طبع في بيروت، بمطبعة الآباء اليسوعيين، سنة 1909، ص 55، 58، 59، 64، 69 (رابط)


 فاستغنم توما بطريرك بيت المقدس المعروف بتمريق خلوَّ المدينة من 
المسلمين فوجه الى قبرس فقطع خمسين جذع من ارز وصنوبر وحملها الى بيت
المقدس. وكان رجل يقال لهُ بكام من اهل بیت بورة من ارض مصر كثير 
المال فوجه بكام الى توما بطريرك بيت المقدس بمال كثير يستعين به على اصلاح 
القبة ويسئلهُ ان لا يأخذ من احد من الناس شيئاَ وان احتاج الى زيادة مال وجَّه
اليهِ.


ثم ان المأمون شخص إلى مصر وكان معهُ المعتصم فدخل المأمون إلى مصر ليلة الجمعة
لتسع خلون من المحرم سنة سبع عشرة ومائتين للهجرة وخرج في أول يوم من صفر
إلى البيما وانصرف عنهم ودخل إلى مصر والفسطاط يوم السبت لاربع عشرة ليلة
خلت من صفر . وشخص المأمون من مصر في شهر ربيع الأول من هذه السنة . 
ولما دخل المأمون إلى مصر بنا (1 لهٌ قبَّة على جبل المقطَّم فنزل فيها وكانت تسمَّى قبة
الهوى (2 وكان مع المأمون فرَّاشين (3 نصاری فبعدت عليهم الكنائس التي في القصر
فاستأذنوا المأمون في بناء كنيسة يصلَّون فيها تكون بالقرب من قبة الهوى (2 فأذن
لهم بذلك . فبنوا كنيسة يصلُّون فيها وتسمَّي کنيسة مرتمريم التي في القنطرة المعروفة
اليوم بكنيسة الروم . وكانت قبل ذلك تسمَّى كنيسة الفراشين . ويقال انُّهم انما بنوها
من فضلات بنیان قبة الهوى (2 وبنى المأمون بصعيد مصر مقياساً يقاس فيهِ
زيادة النيل في موضع يقال لهُ شورات بقرية يقال لها بنوده . واصلح مقياساً في اخميم
فدخل على المأمون بكام النصراني من اهل بوره الذي كان بعث بالمال في بنيان 
۱۰ قبة القيامة فخطب من المأمون عمالة بوره وكان كثير المال . فقال لهُ المأمون : أسلم
فتكون آمولاي اولئك (4 . فقال بكام لامير المومنين عشرة آلاف مولی مسلم
فلا يكون لهُ مولى واحد نصراني . فضحك منه المأمون وولَّاهُ عمالة بوره وما حولها
فبنى ببوره كنائس كثيرة حسانَا . وكان على باب داره مسجد الجامع . فقال لاهل
بوره (174) من المسلمين : انا ابني لكم مسجداً جامعاً غير هذا واهدموا هذا 
۱٥ المسجد من على باب داري . فقالوا لهُ المسلمين (5: ابني (6 مسجداً غير هذا ونحن
نصلًي في هذا المسجد. فاذا فرغتَ من بنيان ذلك المسجد صلًينا فيهِ وهدمنا هذا
المسجد . فبنى مسجداً كبيراً حسناً فلما فرغ منهُ قال لهم : أَفوا (7 لي ما وعدتموني
واهدموا المسجد الذي على باب داري . فقالوا له : لا يجوز لنا في ديننا ان نهدم
مسجد (8 قد صلَّينا فيهِ واذنَّا وجمعنا هذا لا يجوز في دينا فبقي . المسجد على حاله فصار 
۲۰ في بوره مسجدان يُجتمَع فيهما . وكان المسلمين (9 يصلٌّون جمعة في هذا وجمعة
في ذاك . وكان بكام اذا كان يوم الجمعة لبس (1 السواد وتقلُّد (2 بالسيف
والمنطقة أو ركب بردون (3 و بين يديه أصحابهٌ فاذا بلغ المسجد وقف ودخل خليفته
وكان مسلماً يصلّي بالناس ويخطب باسم الخليفة ويخرج اليهِ . ولم تزل النصاری
يلبسون السواد ويركبون الخيل في ايَّام المتوكل. ورجع المأمون الى بغداد فغلب
قسطنطين لنقفور (4 ابن اصطبراق وقهره. وملك قسطنطين على الروم وغزا المأمون
ثلاث غزوات وكان آخرها سنة ثماني عشرة ومائتين واعتل لما صار إلى اليديدون (5 
وتوفي وحُمل ودُفن في مدينة طوس (6. وكانت خلافته منذ بويع له بخراسان اثنتين
وعشرين سنة . وتوفي وهو ابن ثماني واربعين سنة في رجب سنة ثماني عشرة ومائتين
وكان ابيض في بياضه صفرة حسن الوجه طويل اللحية قد شابت لحيته شيباً كثيراً 
۱۰ (175). وكان على شرطته زهير ابن المسيب الصبيّ (7 ثم ظاهر (8 ابن الحسين
وغلب على الشرطة اسحق ابن ابرهيم وحاجبه وهو بخراسان والحسين (9 ابن
ابي سعيد ثم علي ابن صالح (10 صاحب المصلى . وكان الغالب عليه في صدر خلافته
ذو الرئاستين الفضل ابن سهل ثم من بعده جماعة منهم الحسين ابن سهل وعمر ابن
سعید واحمد ابن أبي خالد



ومات صفرونيوس بطرك (6 الاسكندريَّة من استسقاء وشرب لبن اللقاح ولم 
ينتفع (7 به في سنة ثلث وثلثين ومائتين . وصير بعده میخائیل بطريركاً على 
الاسكندرية اقام اربعاً وعشرين سنة وهو من بني بكام من اهل آمدينة (8
بورة . وكانت خلافة المتوكل اربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة ايام.



وتوفي ميخائيل ابن بكام بطريرك الاسكندريَّة في سنة ست (181)
 وخمسين ومائتين ودفن في مدينة بوره وصير بعده میخائيل من اهل مدينة رومية
وفي نسخة غزة (8) بطرك (7 على الاسكندرية في السنة الثالثة من خلافة المعتمد
وهي سنة ثمان وخمسين ومائتين واقام اربعا وثلاثين سنة ومات وذلك في سنة اثنتين 
وتسعين ومائتين ودفن بالاسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق