السبت، 8 أغسطس 2020

مراحل تطور معالجة اللغة العربية أليا

خبر عن اختراع د. سيد صلاح الدين حيدر (1930 - 2006) من جريدة مونتريال جازيت بتاريخ الأول من أكتوبر 1973.
خبر عن اختراع د. سيد صلاح الدين حيدر (1930 - 2006) من جريدة مونتريال جازيت بتاريخ الأول من أكتوبر 1973.



5:9:3 مراحل تطور معالجة اللغة العربية أليا

قبل الحديث عن تطبيقات الحاسوب كأداة للغة العربية، دعنا نستعرض مراحل التطور
المختلفة، منذ بداية ظهور الحاسوب إلى يومنا هذا، والتي مثلناها بالمخطط العام في
(شكل 5:3) والذي نلخصه في المراحل التالية:
(أ) كان معهد التخطيط القومي في مصر هو أول مؤسسة عربية تقتني حاسوباً إلكترونيا،
وذلك عام 1962، أي بعد 14 سنة تقريبا من ظهور أول حاسوب إلكتروني، اقتصر
الأمر في البداية - فيما يخص التعريب - على طباعة الكتابة العربية (كطباعة الأسماء،
والعناوين، وما شابه)، وذلك بإحلال الحروف العربية محل الحروف الإنجليزية.

(ب) شهد عام 1973 أول نقلة نوعية في معالجة اللغة العربية آليا، وذلك عندما نجح
دكتور "سيد حيدر" الأستاذ بجامعة مونتريال والباكستاني الأصل، في تصميم نظام آلي
لاختيار شكل الحرف العربي تلقائيا (أوتوماتيا) حسب الحرف السابق عليه والحرف
اللاحق له (فحرف العين مثلاً له أربعة أشكال: ع، عـ، ـعـ، ـع تحدد حسب موقعه
من الكلمة). وبذلك اختصرت لوحة المفاتيح العربية لتشمل الحروف الأصلية فقط
(مثل: ع، ك، س)، وأحيلت إلى الآلة مهمة اختيار الشكل المناسب للحروف وفقا
للسياق الذي يرد به داخل الكلمة.
مكّن هذا من دخول «العربية» في التطبيقات 
التقليدية كنظم معالجة (تنسيق) الكلمات العربية وثنائية اللغة،ـ وتطوير ملحقات 
(طابعات ونهايات ذات شاشة مرئية) عربية، وكذلك تخزين المعلومات العربية بصورة 
فعالة على الأقراص الممغنطة، علاوة على إمكانية تبادل البيانات العربية من خلال 
شبكات التلكس ونقل البيانات.

(ج) شهدت المرحلة من ١۹٧٣ حتى ١۹٨٥ سلسلة من التطبيقات النمطية المهمة 
مثل :
- استخدام «العربية» في نظم قواعد البيانات واسترجاع المعلومات
- ظهور لغات برمجة عربية ، مثل «البيسك» و«اللوغو» العربيتين
- عدة محاولات لتوليد الكلام العربي آليا
- باكورة أول صناعة عربية في مجال البرامج التعليمية التي ركزت على تعليم «اللغة 
العربية» بالحاسوب
- محاولة جزئية لتطوير محللات صرفية ذات إمكانيات محدودة
- الاتفاق - بعد عشر سنوات من المناقشات والمحاولات - على الشفرة العربية الموحدة 
لتبادل البيانات.

(د) حدثت النقلة النوعية الثانية في منتصف عام ١۹٨٥ ، وجاءت هذه المرة على مستوى 
الكلمة بعد أن كانت النقلة النوعية الأولى على مستوى الحرف، وذلك بنجاح إدارة 
البحوث والتطوير في شركة «العالمية» للبرامج بتطوير أول معالج (محلل ومولد) صرفي
متكامل ومتعدد الأطوار، أي قادر على التعامل مع الأطوار المختلفة للكتابة العربية
(المشكولة كليا أو جزئيا، وغير المشكولة)، وبدأت بذلك مرحلة جادة لمعالجة اللغة العربية
آليا. بتوفر هذا المعالج الصرفي صار بالإمكان دخوله «العربية» في نظم آلية متقدمة، 
مثل:
- ميكنة المعاجم العربية
- تحليل النصوص (وقد استخدم فعلا في التحليل الصرفي للنص «القرآني» الكريم)
- اكتشاف وتصحيح الأخطاء الإملائية، وهو أحد المقومات الأساسية لنظم تنسيق
(معالجة) الكلمات
- ضغط النصوص العربية، بأسلوب صرفي، وذلك بتخزين الكلمات العربية في صورتها
المحللة، أي في صورة الجذر والصيغة الصرفية، وبهذا أمكن استئصال قدر كبير من
الفائض الصرفي، وهو ما ساعد على تقليص حيز التخزين، فعلى سبيل المثال أمكن
تخزين النص القرآني الكريم، فيما يوازي - تقريبا - ثلث الحيز اللازم لتخزين نفس النص
بصورته الأصلية .
- تطوير أسلوب استرجاع المعلومات العربية باستغلال خاصتها الصرفية، فقد اعتبر
المعالج الصرفي كقلب لنظام متكامل لتنظيم قواعد المعلومات المصدرية التي تتعامل مع
النصوص الكاملة للوثائق . وقد طبق الأسلوب المبتكر فعلا في استرجاع آيات «القرآن 
الكريم» (ب٢)، والذي مكّن من البحث داخل النصوص باستخدام الكلمات كما ترد
داخل النص، أو باستخدام عناصر بنيتها الصرفية (الجذر، الصيغة الصرفية، . .)، وقد
أكسب ذلك نظام استرجاع المعلومات مرونة عالية.
- يمثل المعالج الصرفي شقا رئيسيا في عملية التحليل النحوي للنصوص العربية،
المكتوبة والمنطوقة، وبظهور المعالج الصرفي متعدد الأطوار، نشطت البحوث في التحليل
النحوي للنصوص العربية، ويقوم المؤلف حاليا بتطوير معالج نحوي متعدد الأطوار
لإعراب الجمل العربية بغض النظر عن مدى تشكيلها، وهناك جهود متوازية يقوم بها
المركز العلمي لشركة «أي . بي . إم» في القاهرة، وكلية العلوم بالجامعة التونسية
بصفاكس، ومركز البحوث السوري، ومعهد بحوث الإلكترونيات بالمركز القومي للبحوث
في مصر، وعلى ما يبدو، سيكون النجاح في هذا الأمر هو النقلة النوعية الثالثة التي
ستمهد لاستخدام «العربية» في نظم التعامل باللغات الطبيبعة .
من هذا الاستعراض السريع لمراحل تطور تعامل «العربية» مع نظم الحاسوب، ومقارنته
بما يجري على صعيد اللغات الأخرى، يتضح مدى حاجتنا إلى الكثير من جهود البحث 
والتطوير.

المصدر: اللغة العربية والحاسوب
دراسة بحثية
د. نبيل علي
تقديم: د. أسامة الخولي
تعريب 1988
ص 179 - 182


للمزيد عن د. سيد صلاح الدين حيدر (Syed Salahuddin Hyder)، انظر هنا، هنا، وهنا.

The Montreal Gazette - Oct 1, 1973 - Page 7 ٍ

Source

Also mentioned in:

  • "New Scientist", 15 November 1973, P 483.
  • WINNIPEG FREE PRESS, WEDNESDAY, MAY 5, 1976, P 32.
Papers by Dr Syed Hyder on the topic:
  • A SYSTEM FOR GRAPHICALLY GENERATING ARABIC CHARACTERS Syed S. Hyder and Henry K. Urion, Universite de Montreal.
  • A System for Generating Urdu/Farsi/Arabic Script. IFIP Congress (2) 1971: 1144-1149

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق