السبت، 6 يوليو 2024

ذكر دمياط وتنيس من تاريخ مختصر الدول لابن العبري




صـ 248: "وفي سنة ثماني وثلثين ومائتين جاءت ثلثمائة مركب للروم مع ثلثة رؤساء فاناخ في مائة مركب بدمياط وبينها وبين الشط شبيه بالبحيرة يكون ماؤها الى صدر الرجل فمن جازها الى الارض أمن من مراكب البحر فجازه قوم من المسلمين فسلموا وغرق كثير من نساء وصبيان ومن كان به قوة سار الى مصر واتفق وصول الروم وهي من الجند فنهبوا واحرقوا وسبوا واحرقوا جامعها وسبوا من النساء المسلمات والذميات نحو ستمائة امرأة وساروا الى مصر ونهبوها رجعوا ولم يعرض لهم احد"

صـ 413: "وفيها اعني سنة ثماني عشرة وستمائة كان اجتماع الملك المعظم والملك الاشرف مع نجدة صاحب ماردين وعسكر حلب والملك مع الناصر صاحب حماة والملك المجاهد صاحب حمص واتصال الجميع بالملك الكامل على عزم قصد الفرنج ورد دمياط منهم فاحاطوا بهم وضيقوا السبيل عليهم فاجابوا الى الصلح على تسليم دمياط واطلاق بايديهم من اسراء المسلمين واطلاق ما بايدي المسلمين من أسراهم وقرر الصلح عاماً مع الدكاد نائب البابا وملك عكا وملوك فرنجة ومقدمي الداوية والاسبتارية وتسلم الكامل دمياط يوم الاربعاء تاسع عشر رجب وكانت مدة مقام الفرنج بها سنة كاملة واحد عشر شهراً "

صـ 452 وما بعدها: "وفيها خرج ريدا فرنس (في هامش الصفحة ما يلي: ريدا فرنس لفظة مركبة معناها عند الفرنج ملك فرنسا Roi de France وقد اراد بها الملك القديس والبطل الصنديد لويس التاسع) ملك فرنجة قاصدًا للديار المصرية فجمع عساكره فارسها وراجلها جموعاً عظيمة وازاح عليهم فسار عن بلاده بأموال جزيلة وأهبة جميلة وارسى بعكا وانب اصحابه في جميع بلاد الساحل فلما استراحوا جاؤوه حاشدين حافلين وساروا في البحر الى دمياط وملكوها بغير تعب ولا قتال لان اهلها لما بلغهم ما هم عليه الفرنج من القوة والكثرة والعدّة الكاملة هالهم امرهم فرحلوا عنها متقين فوصل اليها الفرنج ولقوها خالية عن المقاتلين غير خاوية من الارزاق فدخلوها وغنموا ما فيها من الاموال وكان الملك الصالح بن الملك الكامل صاحب مصر يومئذ بالشام يحاصر مدينة حمص فلما سمع بذلك بأن القرنج قد ملكوا دمياط رحل عن حمص وسار مسرعاً الى الديار المصرية ومرض في الطريق وعند وصوله الى المنصورة عرض له في فخذه الداء الذي يسمونه الاطباء غانغرانا ثم استحكم الفساد فيها حتى آل امرها الى سفاقلس وهو موت العضو اصلا فقطعوها وهو حي وبينما هو يكابد الشدائد في هذه الحالة وافاه مقدموا دمياط الذين اخلوها منهزمين فلما قيل له ما صنعوا لانهم فروا عنها من غير ان يباشروا  حرباً وقتالاً عظم ذلك عليه فأمر بصلبهم وكانوا اربعة وخمسين اميرا فطلبوا كما هم بثيابهم ومناطقهم وخفافهم ثم مات من غد ذلك اليوم وتولى تدبير المملكة الامير عز الدين المعروف بالتركماني وهو اكبر المماليك الترك وكان مرجوعه في جميع ذلك مما يعتمده من الامور الى حظية الملك الصالح المتوفى المسماة شجر الدر وكانت تركية داهية الدهر لا نظير لها في النساء حسنا وفي الرجال حزماً فاتفقا على تمليك الملك المعظم بن الملك الصالح وكان يومئذ مقامه بحصن كيفا من ديار بكر فارسلا رسولاً في طلبه وحناه على المصير اليهم فسار الى الديار المصرية من غير توقف فبايعوه وحلفوا له وسلموا اليه ملك ابيه وفي سنة ثماني واربعين وستمائة سير ريدا فرنس عسكرًا نحو الفي فارس نحو المنصورة ليحس بهم ما هم عليه المصريون من القوة فلقيهم طرف من عسكر المسلمين فاقتتلوا قتالاً ضعيفاً فانهزم المسلمون بين أيديهم فدخل الفرنج المنصورة ولم ينالوا منها نيلا طائلا لانهم حصلوا في مضايق ازقتها وكان العامة يقاتلونهم بالحجارة والاجر والتراب وخيولهم الضخمة لم تتمكن من الجولان بين الدروب وكان القائـــد لعسكر المسلمين فخر الدين عثمان المعروف بابن السيف احد الامراء المصريين شيخ كبير احاط به الفرنج وهو في الحمام يصبغ لحيته فقتلوه هناك وعادوا الى ريدا فرنس واعلموه بما تم لهم مع ذلك العسكر وبالمدينة فزاد طمعه وطمع من معه من البطارقة ظانين انه اذا كان الالتقاء خارج الجدران بالصحراء لم يكن للمسلمين عليهم مقدرة عبر فعى جيوشه وسار بهم طالبا ارض مصر فصبر المصريون الى ان الفرنج الخليج من النيل المسمى اشمون وهو بين البرين بر دمياط وبر المنصورة فتوجهوا نحوهم والتقى العسكران واقتتل الفريقان قتالاً شديدا وانجلت الحرب عن كسرة الفرنج وهزموا افحش هزيمة ومنعهم الخليج المذكور من ان يفوزوا وينجوا بارواحهم فغرق منهم خلق كثير وقتل آخرون وأسر الملك ريدا فرنس ومعه جماعة من خواصه واكابره فلما حصل ملك الفرنج في قبضة الملك المعظم قال له المماليك الصغار اقرانه اننا نرى الأمر كله الى شجر الدر والامراء وليس السلطنة الَّا اسمها فلو كنت في الحصن كنت ارفه خاطرًا منك وانت صاحب مصر والحكم لغيرك والسبب في هذا ليس الا حاجتك اليهم في مقاومة الفرنج وليس لك عدوّ سواهم فالرأي ان تصالح هذا الملك ومن معه من امرائه الى اي مدة شئت فانه لا يخالفك في جميع ما تريد منه اذا اصطنعته ووهبت له روحه وتأخذ منه الاموال والجواهر التي له في دمياط ويسلّم اليك دمياط ويذهب في حال سبيله وتأمن شره وشر اهل ملته وتستريح من الامراء واستخدام الجند وتبقي في ملكك من اخترت وتزيل من كرهت فصفا المعظم الى قولهم واستصوب رأيهم ودبر الأمر مع ريدا فرنس لك من وحلفه كما اراد من غير ان يشاور الامراء الكبار في شيء من ذلك فاحشوا بالقضية وتحققوا تغير المعظم عليهم وما قد نوى ان يفعل بهم فنقموا عليه ووثبوا به فهرب منهم وصعد الى برج من خشب كان هناك فضربوا فيه النار فلما وصلت اليه وشاطته رمى نفسه الى الخليج النيلي فجاؤوا اليه ورموه بالنشاب وهو في الماء فمات غريقاً جريحاً واتفق الامراء الترك وقدموا عليهم اميرا منهم يلقب بعز الدين التركماني ونهضوا الى ريدا فرنس وجددوا معه اليمين وافتدي منهم بالف الف دينار وتسليم دمياط فاطلقوه ثم سار التركماني من المنصورة الى مصر واقطع الاسكندرية لامير من الترك يقال له فارس اقطاي وتزوج شجر الدر وصار ملك مصر في قبضتهما واما ريدا فرنس لما وصل الى دمياط اخذ اهله ومن تخلف من اصحابه وخرج عنها وسلمها الى المسلمين واقام هو بعكا و بنى مدينة قيسارية واصلحها واسكنها جماعة ثم سار الى بلده"


صـ 349: "حسنات الزمان وله في سائر اجزاء الحكمة اليد الطولى والمرتبة الاولى المسترشد بن المستظهر لما توفي المستظهر بالله بويع ولده المسترشد بالله ابو منصور وذلك في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة فكان ولي عهد قد خُطب له ثلثا وعشرين سنة وفيها توفي بغدوين ملك القدس وكان قد سار الى ديار مصر في جمع من الفرنج قاصدا ملكها  و بلغ مقابل تنيس وسج في النيل فانتقض جرح كان به فلما احس بالموت عاد الى القدس فمات به ووصى ببلاده للقمص صاحب الرها وهو الذى كان اسره جكرميش واطلقه سقاوو جاولي وفي سنة ثلث عشرة وخمسمائة كانت حرب شديدة بين السلطان سنجر وابن اخيه السلطان محمود وفي سنة اربع عشرة خرج الكرج وهم الخزر  الى "

المصدر: تاريخ مختصر الدول للعلامة غريغوريوس أبي الفرج بن اهرون الطبيب الملطي المعروف بابن العبري، وقف على طبعه الاب انطون صالحاني اليسوعي، المطبعة الكاثولوكية للآباء اليسوعيين في بيروت سنة 1890 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق