الثلاثاء، 16 يوليو 2024

ذكر دمياط في تاريخ ابن العميد




ذكر المواضع التي وردت بها دمياط في كتاب "النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد" لابن العسال مفضل ابن ابي الفضائل.

في أحداث سنة 710 هجرية (النص التالي منسوخ من موقع جوجل للكتب):

تتمّة ترجمة الامير سيف الدين بلبان المحسني قال المؤرخ وكان سبب نكبته وافصاله من ثغر دمياط انّه كان عند مصب الحلو الهابط الى المالح بدمياط حجارة كبيرة ملقاة وكان بالغربي منه برج عظيم يعرف بالسبع قاعات وكان الماء في ايام نهاية النيل يخرج الى المالح من على تلك الحجارة فاذا زاد كثيراً خرج من جانب البرج الاخر وهذا الجانب الذي ذكرناه فهو اعلا من البحر المالح وعند احتراق النيل ما يكون للمالح من القوة ان يدخل الى طرف الحلو وكانت هذه العلة مستورة عن افهام غالب الناس فحضر الى الامير سيف الدين بلبان المحسني من حسّن له اخذ تلك الحجارة وان من احتاج الي شيء منهم يوخذ منه ثمنه ويحمل الى بيت المال المعمور فحسن ذلك عند المشار اليه وما علم ان تلك الحجارة ما وضعوا في ذلك المكان الا بحكمة عظيمة من القدماء فعند ذلك اخذت الناس منهم شيئاً كثيراً واخذ المشار اليه الثمن منهم وعمّر بالثغر عمائر كثيرة فلما نزعوا الحجارة من الماء الحلو صار الماء المالح عند زمن الاحتراق يدخل الى فم البحر الحلو ويسلك فيه مسافة بعيدة ولذلك فسد غالب الموز والرمان ببساتين ثغر دمياط حتى كاد الموز ينقطع من الديار المصرية جملة كافية ولم تظهر للناس العلة في مثل ذلك وبعد مديدة لطيفة ارسل السلطان الملك الناصر من ينظر في هذه القضيّة فانّها كانت من القضايا بالجليل خطرها فعند ذلك وجدوا الموضع الذى كانوا فيه الحجارة قد انفتح وتوطىء من المالح وصار عند دخوله إياه ما يجد ما يحجزه فكانت هذه الآفة من اكبر اسباب نكبة المشار اليه ثم بعد ذلك هدموا البرج الحائط بالقاعات وردموه في البحر فاستد الفم وحدث من ذلك افة اخرى وهى ان الماء صار يتصدر في ثغر دمياط خاصة يستبحر الوجه البحرى ويشرق غالب الوجه القبلى وكانت العادة جارية ان البحر الحلو اذا تكامل في مصر ثمانية عشر ذراعاً تكون زيادته بثغر دمياط من ذراعين او ثلاثة اذرع اقول ولقد اخبرني الامير سیف الدین بہادر الشهابي احد مماليك الامير سيف الدين بلبان المحسني قال كنت صحبة المشار اليه فى ثغر دمياط المحروس وفوض التي شاد الخمس بالثغر فبينما انا عنه وإذا بشختور لطيف فيه جماعة ركاب وبينهم شخص ميت فسألتهم جالس ذات يوم فقالوا إن له حكاية غريبة وهى ان قفزت اليهم شلباية لطيفة من البحر فصارت في ظهر الشختور وان هذا الرجل وثب اليها وقبض عليها وقال هذه غدائي في هذا النهار وقشرها بسكين كانت معه وعند ما شق فؤادها خرج منه ثعبان لطيف دون الشبر فنقف هذا الرجل فمات لوقته اقول ولقد اخبرني سيف بهادر المذكور عن حكاية تدل على ان الانسان يساق الى اجله قسراً وهو لا يشعر بذلك قال كان سخصاً من ألزام المشار اليه متوجهاً الى دمشق ومعه جماعة جند رفقة له وإنّهم نزلوا ببعض الخانات فأكلوا شيئاً ثمّ احضر اليهم قليل مكسرات فأكلوا وان احدهم وجد دلمة ووجد بالمكسرات بندقة متقوية وانه اخذ الدلمة وحشرها في البندقة وسدّ عليها ووضعها فى حائط الخان ورحلوا الى دمشق ثم عادوا الى مصر ثم توجهوا قاصدين دمشق قال وكانت المسافة بين الحركتين عدة من الشهور وانّ الله تبارك وتعالى قدر انّ المذكورين نزلوا على ذلك الخان بعينه وان الشخص الذى اودع الدلمة فى البندقة ووضعها في الحائط افتكر تلك القضية الماضية ففتش فى الحائط فوجد البندقة فكسرها فخرجت الدلمة منها وقد جفت فلما احست المه ذلك ثم بيد الشخص مشت وطلعت الى حيث اصبعه السبابة فقرصته قرصاً خفيفاً القرص فرما بالدلمة ورحلوا من ذلك المكان فورم كفّ ذلك الرجل الى حد غاية فلما ذكر بلاد ذكر وصلوا الى دمشق اقام ذلك الرجل اياما قلائل وقضى نخبه والله اعلم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق