وكلما نظر الى الريس ارتعب قلبه ولم يعلم بالجهة التي يتوجه اليها الريس بل صار مشغولا في فكر ووسواس الى أن أضحى النهار فعند ذلك نظر نور الدين الى الريس فرآه قد أخذ لحيته الطويلة بيده وجذبها فطلعت من موضعها في يده وتأملها نور الدين فوجدها لحية كانت ملصقة زورا ثم تأمل نور الدين في ذات الريس ودقق نظره فيها فرآها السيدة مريم معشوقته ومحبوبة قلبه كانت قد تحيلت بتلك الحيلة حتى قتلت الريس وسلخت وجهه بلحيته وأخذت جلده وركبته على وجهها فتعجب نور الدين من فعلها وشجاعتها ومن قوة قلبها وطار عقله من الفرح واتسع صدره وانشرح وقال لها مرحبا يا منيتي وسؤلي وغاية مطلبي وكانت السيدة مريم قوية القلب تعرف باحوال سير المراكب في البحر المالح وتعرف الاهواء واختلافها وتعرف جميع طرق البحر فقال لها نور الدين والله يا سيدتي لو اطلت علي
المصدر: المجلد الرابع من ألف ليلة وليلة، ص 112 (رابط).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق