الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

كتابة الأعلام الأعجمية بحروف عربية - محمد شفيق غربال

نقش عربي بخط مغربي في قصر الحمراء بغرناطة
نقش عربي بخط مغربي في قصر الحمراء بغرناطة (المصدر)


كتابة الأعلام الأعجمية بحروف عربية


(١) ابن خلدون وكتابة الأعلام الأعجمية 


بعد أن تكلم ابن خلدون في فصل علم التاريخ و تحقیق مذاهبه ، وفيما 
يعرض للمؤرخين من الأوهام الخ .. قال :

بقى علينا أن نقدم مقدمة في كيفية وضع الحروف التي ليست في لغة 
العرب إذا عرضت في كتابنا هذا . والحروف في النطق ، هی کیفیات 
للأصوات الخارجة من الحنجرة . وتتركب من الحروف : الكلمات الدالة 
على ما في الضمائر . وليست الأمم كلها متساوية في النطق بتلك الحروف ، 
وكان أهل الكتاب ( الكتَّاب ) إذا عرض لهم الحرف الذي ليس من 
حروف لغتهم بقي مهملا عن الدلالة الكتابية ، مغفلا عن البيان ، وربما يرسمه 
بعض الكتّاب بشكل الحرف الذي يكتنفه من لغتنا ، قبله أو بعده . وليس 
ذلك بكاف في الدلالة بل هو تغيير للحرف من أصله . ( ولما ) كان كتابنا 
مشتملا على اخبار البربر وبعض العجم وكانت تعرض لنا في أسمائهم أو بعض 
کلماتهم حروف ليست من لغة كتابتنا ولا إصطلاح أوضاعنا ؛ اضطررنا 
إلى بيانه ولم نكتف برسم الحرف الذي يليه كما قلنا لأنه عندنا غير واف 
بالدلالة عليه . فاصطلحت في كتابي هذا على أن أضع ذلك الحرف العجمي 
بما يدل على الحرفين اللذين يكتنفانه ليتوسط القارئ بالنطق به بين مخرجي 
ذينك الحرفين فتحصل تأديته . وإنما اقتبست ذلك من رسم أهل المصحف 
حروف الأشمام كالصراط في قراءة خلف .

فإن النطق بصاده فيها مفخم متوسط بين الصاد و الزاي فوضعوا الصاد 
ورسموا في داخلها شكل الزاي ودل ذلك عندهم على التوسط بين 
الحرفين ؛ فكذلك رسمت أنا كل حرف يتوسط حرفين من حروفنا
كالكاف المتوسطة عند البربر بين الكاف الصريحة عندنا والجيم 
مثل اسم بُلُبكِين فأضعها كافا وأنقطها بنقطة الجيم واحدة من أسفل 
أو بنقطة القاف واحدة فوق أو ثنتين؛ فيدل ذلك على أنه متوسط بين الكاف 
والجيم أو القاف . وهذا الحرف أكثر ما يجئ في لغة البربر وما جاء من غيره 
فعلى هذا القياس أضع الحرف المتوسط بين طرفين من لغتنا بالحرفين معاً 
ليعلم القارئ أنه متوسط فينطق به كذلك فنكون قد دللنا عليه . ولو وضعناه 
برسم الحرف الواحد عن جانبيه لكنا قد صرفناه من مخرجه إلى مخرج الحرف 
الذي من لغتنا وغيرنا لغة القوم فاعلم ذلك والله سبحانه الموفق لا رب غيره .

( المقدمة : نشر كاترمير وطبع باريس سنة ۱۸٥۸ — الجزء الأول 
الصفحات ٥٣ إلى ٥٥ ) .

(ويلاحظ قوله : أو بنقطة القاف واحدة فوق أو ثنتين ، وذلك لأن 
المغاربة ( ذهبوا إلى نقط الفاء بواحدة من أسفل والقاف بواحدة من أعلى 
بينما ذهب المشارقة إلى نقط الفاء بواحدة من أعلى والقاف باثنتين من أعلى 
أيضاً ، هذا ما قرأت في الجزء الثاني من تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية 
ص ۹۰ -- ۹۱) .

هل اتبع ابن خلدون قاعدته هذه ؟ . لا أستطيع أن أجيب عن السؤال 
إجابة قاطعة ، فإني لم أطلع على الأصول الخطية لكتابه . والمؤكد أن الذين 
نشروا كتابه في باريس أو في بولاق لم يتبعوا هذه القاعدة . 

وقد قرأت للبارون دي سلان في مقدمة ترجمته الفرنسية للفصول التي 
خصصها ابن خلدون لتاريخ البربر والدول التى قامت في المغرب ما مؤداه 
( الجزء الأول الصفحات ٦٤ — ٥ ) .

« يتحدث ابن خلدون في المقدمة عن طريقته في كتابه بعض الكلمات 
البربرية التي تحتوي على أصوات لا يوجد ما يماثلها في اللغة العربية . وهذه 
الأصوات لا يزيد عددها عن صوتين وهما يمكن أداؤهما بالفرنسية 
بغاية السهولة .

أحدهما G كما في كلمة garde والأخرى S كما ينطق بها في rose . ولأداء 
الحرف الأول استخدم ابن خلدون حرف الكاف العربي و نقطه بنقطة 
من أسفل ؛ ولأداء الحرف الثاني استخدم حرف الصاد ووضع في داخلها 
حرف زای . وأضاف دي سلان إلى هذا قوله :

ومهما يكن فإن ابن خلدون لم يحسن اختيار العلامات التي استعملها ، 
ثم جاء النساخون فأهملوا في أغلب الأحوال استعمالها ، بل إن المخترع 
أي ابن خلدون نفسه ، لم يجر دائما على طريقته فنراه يؤدي الجيم التي أشار 
إليها بالجيم العربية المعطشة .

ظاهر أن دي سلان ظن أن ابن خلدون اختص بتطبيق طريقته 
الحرفين الكاف والصاد ، والواقع كما رأينا أن قاعدته عامة وأنه ذكر الكاف 
كمثال وأنه ذكر الصاد کمثال لطريقة أهل القراءات في رسم المصحف، وهي 
الطريقة التي احتذاها في وضع قاعدته .

ويهمنا من کلام دي سلان : 
أولا — أن ابن خلدون نفسه لم يجر دائماً مع القاعدة التي اخترعها . 
ثانياً — أن النساخين كثيراً ما أهملوها .

هذا على أني قرأت في الترجمة التي ترجم بها ابن خلدون لنفسه ونشرها 
الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي نشرا جيداً بعنوان التعريف بابن خلدون 
ورحلته غربا وشرقا (القاهرة ۱۹٥۱ ) ما يدل على أن ابن خلدون راعی 
القاعدة في بعض الأحوال وأنه لم يقصر تطبيقها على الكاف البربرية و الصاد 
كما توهم دي سلان . وإن كان أكثر التطبيق على حرف الكاف .

ففي فهرس الكلمات التي ضبطها ابن خلدون بالحركات ( وهو الفهرس 
الوارد في الصفحات ٤٤۰ — ٤٥۲ ) نقرأ :

بِظرُه : بکسر الباء وسكون الطاء التي وضع فوقها نقطتين إشارة 
إلى أنَ نطقها بين الطاء و التاء . ثم راء مضمومة .

ابن تافراکِين . بكاف مكسورة تحتها نقطة إشارة إلى وجوب نطقها
كافا فارسية .

تيكورارِین . بكسر التاء بعدها ياء. ثم كاف مضمومة قد وضع تحتها 
نقطة إشارة إلى أن نطقها كالكاف الفارسية . ثم راء مفتوحة .

صا : بصاد وسطها زاي إشارة إلى أن الصاد تنطق مشمة بالزاي . 

کزول . بضم الكاف وتحتها نقطة لتنطق كافا فارسية ، ثم زاي
مضمومة .

و نکاسن . بفتح الواو . وسكون النون . وفتح الكاف التي وضع تحتها 
نقطة لتنطق كافا فارسية .

وفيما أعلم لم يهتم أحد من المؤرخين المشهورين الذين أتوا بعد عصر 
ابن خلدون بموضوع كتابة الأعلام الأعجمية .

وفي مستهل هذا القرن اهتم به عالمان كبيران : الشيخ ابراهيم اليازجي 
في مجلة الضياء و الأستاذ حفني ناصف في محاضراته في الجامعة المصرية .

خصص اليازجي للموضوع فصلا من الفصول التي عالج فيها شؤون 
التعريب ، ونشر في الجزء الخامس عشر من السنة الثانية للضياء ( ۱٥ ابريل 
۱۹۰۰ ) النص الذي نقلناه عن ابن خلدون مع نصوص أخرى . ثم عاد 
إلى بحث الموضوع في الجزء السابع عشر من السنة الثانية للمجلة 
( ۱٥ مایو ۱۹۰۰ ) .

قال أن لهم : (أي للأقدمين ) في الألفاظ الدخيلة طريقين أحدهما 
أن تبدل الحروف التي ليست من حروفهم بأقربها مخرجا لئلا يدخل في كلامهم 
ما ليس منه وهو المنقول عن سيبويه و جمهور علماء الأدب . والثاني أن تحكى 
الكلمات الأعجمية على أصل مخارجها وهو ما جاء في كلام ابن خلدون . 

فالقول الأول إنما هو في الألفاظ الأعجمية التي يراد إلحاقها بالأوضاع العربية
حتى تصير كأنها منها وهو التعريب بحده . والقول الثاني إنما هو في الألفاظ 
الأعجمية التي يراد حكاية لفظها دون التعبير بها عن مدلولها الوصفي أو لا قصد 
إلحاقها بالاوضاع العربية وذلك كأسماء الأعلام التي إنما يعرف مسماها 
باللفظ الموضوع لتعيينه فاذا غير لفظها ذهب منه ذلك ولم يبق سبيل إلى 
معرفة مسماه . وانظر في هذا إلى الأسماء التي نقلتها العرب عن اللغات 
الأعجمية فحرفتها ، حتى أن كثيراً منها يشكل رده إلى أصله ... على أن هذه 
الأسماء اليوم من أصعب الأشياء مراسا على المعربين لكثرة ورودها 
في الكتب والجرائد واضطرارنا إلى نقلها في معرباتنا ، ولا تكاد تجد اسما 
منها يتأدى على حقه لكثرة ما يدور فيها من المقاطع التي لا وجود لها 
في لساننا . وأعظمها اشكالا أمر هذه الحركات عندهم التي يعبرون عنها 
بالأحرف اللينة فان عندهم — خلا الحركات الثلاث التي عندنا — حركات مركبة 
يلفظ بها بين بين كالحركة التي بين الضم والفتح ( o ) والتي بين الكسر 
والفتح ( e ) و بين الضم والكسر ( u ) والجامعة للحركات الثلاث ( eu ) 
ولبعضها كيفيات تتشكل بها الحركة الواحدة على أنحاء مما ليس عندنا علامة 
لشئ منه . وكنا قد وضعنا لهذه الحركات رموزا تدل عليها بطلب بعض 
أرباب المطابع ولا بأس أن نصورها في هذا الموضع لعلها توافق استحسانا 
من أصحاب هذا الشأن فيستعينون بها في مواطن الإشكال ولا سيما في كتب 
التعليم التي يقصد فيها تصوير اللفظ الأعجمي بالحرف العربي فقد وقفنا على 
عدة مؤلفات من هذا النوع ولم نكد نری كلمة قد صورت على حقها لأنهم 
يعمدون إلى تصويرها بحركاتنا وهي لا تؤدي لفظها فربما قاربت بعض 
المقاربة وربما جاءت في نهاية البعد عن الصورة المقصودة .

والطريقة التي جرينا عليها في ذلك تقرب من الوجه الذي ذكره ابن 
خلدون أي أن يعبر عن اللفظ المتوسط بين حرفين برسم الحرفين مقترنين 
حتى يكون اللفظ ممتزجا منها فجعلنا علامة الحركة التي بين الضم والفتح ( O ) 
مركبة من ضمة وفتحة مقترنتين هكذا () والتي بين الكسر والفتح ( e )
من کسرة وفتحة هكذا ( X ) والتي بين الضم والكسر ( u ) من ضمة 
وكسرة هكذا () والجامعة للحركات الثلاث ( eu ) بمقارنة الحركات 
الثلاث () على أن هذا التركيب مما جرى عليه الأعاجم أنفسهم أيضا 
فانهم قد يعبرون عن الضم المحال إلى الفتح بالحرفين اللذين يتركب منهما 
فيرسمونه هكذا ( au ) وكذا الكسر المحال إلى الفتح فانهم قد يعبرون عنه 
بهذين الحرفين ( ai ) وعلى هذا الأصل بنینا کتابتنا نحو جنای وِلتْراي 
بألف وباء فيلفظا بالامالة . لا كما يلفظ ناي وفتاي مثلا . فلم نجر على 
ما درج عليه العامة وتبعهم فيه الخاصة من كتابة مثل ذلك بياء وهاء فان هذا 
لا يفيد تصوير اللفظ الأصلي . .

وأما سائر الحروف الصحيحة فقد كان ينبغي على مذهب ابن خلدون 
أن يكتب الحرف الذي بين الباء والفاء مثلا فاء منقوطة بنقوطة بنقطتين 
أحداهما من أعلى الحرف والثانية من أسفله أو يكتب باء منقوطة كذلك 
وكذا الحرف الذي بين الفاء والواو أن یکتب واو منقوطة من أعلاها . 

وكذلك هي تكتب في العبرية إلا أنهم يرسمون النقطة في جوفها وهو مجرد 
اصطلاح لهم وليس في شئ من الأصل الذي ذكره ابن خلدون . إلا أن
کتابنا اصطلحوا أن يرسموا الأول باء منقوطة بثلاث نقط والثاني فاء 
منقوطة كذلك وهو اصطلاح لا بأس به مع بعده عن الالتباس . وبقي 
عندنا الجيم التي تلفظ بين الجيم والكاف وهذه منهم من يكتبها غينا ومنهم 
من يكتبها كافا . وكلاهما يبعد بها عن أصلها وأهل مصر يكتبونها جيما 
لموافقتها للفظ الجيم عندهم إلا أن هذا إنما هو اصطلاح خاص كما لا يخفى . 

وفيه فضلا عن ذلك أن الجيم عند الافرنج لها لفظان أحدهما هذا والآخر 
أن تلفظ من الشجر كما في Girard مثلا وهناك جيم أخرى هي التي في نحو 
Journal وهذه عند من يلفظها جيما شجرية أبدا وحينئذ فلابد من التمييز 
بين لفظ ولفظ والذي عندنا أنه ينبغي أن ترسم الشجرية منقوطة بنقطة 
من أسفل وثلاث نقط من فوق هي نقط الشين . والتي بين الجيم والكاف
يرسم فوقها همزة الكاف وفي هذا جرى مع مصطلح ابن خلدون وان 
خالفه في نفس الرسم على ما مر في النقل عنه . وأما رسم هذه الأخيرة 
بثلاث نقط من أسفل كما رأيناه لبعضهم فغلط لأنها حينئذ تلفظ من مقطع 
مركب من الثاء والشين وهو لفظها الفارسي کما في چنبر ونحوه اهـ اليازجي .

وفي المحاضرات التي ألقاها الأستاذ حفني بك ناصف بالجامعة المصرية 
ونشرت بعنوان « تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية » نقرأ في الجزء 
الثاني منها فصلا عنوانه « سعة الحروف العربية لجميع اللغات » ( ١٥٤ 
إلى ۱٥۸ ) .

« قال : ان الحروف الثمانية والعشرين والحركات الأربع العربية كافية 
لتصوير اللغة العربية ولا يحتاج العربي لأكثر منها ما دام محافظا على لغته 
لأنه إذا عرضت له أعلام أعجمية مشتملة على أحرف وحركات خارجة 
عن أحرف العربية ردها وجوبا إلى أحرف وحركات عربية تقرب منها 
وهذا ما يسمى تعريبا .

ولكن إذا أراد الكاتب العربي أن يصور تلك الأعلام بحروفها 
وحركاتها الأعجمية لينطق بها كما ينطق بها أهلها أمكنه ذلك بتعديل خفيف 
في الحروف العربية .

وكذلك إذا أراد أن يكتب اللغات الأعجمية بحروف عربية فان 
الحروف العربية كافية لسعة تلك اللغات مع التعديل الخفيف المذكور .

وليس هذا ببدع في الاستعمال كما يزعم بعض قصار النظر لأننا رأينا 
الأمم الأروبية تصور بحروفها جميع اللغات مع تعديل في الحروف . 
ورأينا كثيرا منهم يتكلمون بلغات لا يعرفون من حروفها شيئا اكتفاء 
بحروف لغتهم وفي هذا الصنع تسهيل عظيم لمن يريد أن يتعلم لغة أجنبية 
عنه في زمن قليل ، لأنه يكون متفرغا لتعلم اللغة نفسها . وكثير من طلاب
اللغات يحول بينهم وبينها صعوبة تعلم خطها فيفتر نشاطهم ويقفون في الخط 
مع أنهم لو وجدوا كتبا في تلك اللغة بخطهم لتعلموا قدرا صالحا من تلك 
اللغة في زمن وجيز وأدى بهم الحال بعد أن يذوقوا حلاوتها إلى تعلم خطها 
من أنفسهم كما يفعل كثير من الأوربيين .

ولم يتفق كتاب العرب على طريقة لتعديل الحروف والحركات حتى 
تكون صالحة لتصوير اللغات الاعجمية . وأضبط الطرائق وأنفعها الطريقة 
التي أشار إليها العلامة عبد الرحمن بن خلدون . . . وخلاصتها أن يكتب 
الحرف الأعجمي بحرف عربي ممتزج من الحرفين العربيين اللذين يكتنفان 
مخرج ذلك الحرف الأعجمى . وقد وضح حفني بك تطبيق هذه الطريقة بأمثلة اختارها . . .

قال وقد جرى على هذه القاعدة الخلدونية من علماء هذا العصر 
الشيخ ابراهيم اليازجي واستعملها في مجلة الضياء إلى آخر لحظة من حياته 
ونحن نوافقه عليها كل الموافقة لأنها مبنية على أصل متین مضبوط غير أننا 
نخالفه في أربعة حروف ( ، V,P,J,G ) . اصطلح الفرس والترك على كتابتها 
بطريقة أخرى واشتهرت طريقتهم فيها بين كثير من كتاب العربية . فالأخذ 
بطريقتهم المشهورة أولى وأقرب ولاسيما أنهما الأمّتان العظيمتان اللتان 
تشاركان العرب في الكتابة بالحروف العربية وإليك التفصيل :

(١) گ للدلالة على حرف G بعد A الجيم هو المستعملة في القاهرة . 
(۲) ژ   „ „ „ J الفرنسي „ „ في لسان السوريين
والمغاربة .
(٣) پ للدلالة على حرف P 
(٤) ڤ „ „ „ V الذي بين الفاء والواو
(٥) څ  „ على الحرف الجرماني CH المنطوق به فی چرمانيا بین الخاء والشين

 للدلالة على الحركة O التي بين الضمة والفتحة کخوخ
في لسان القاهرة. 
 للدلالة على الحركة U التي بين الضمة والكسرة كقيل
بالأشمام في لغة قيس . 

للدلالة على الحركة E التي بين الفتحة والكسرة كليل
في لسان القاهرة .
 للدلالة على الحركة EU التي بين الضمة والفتحة والكسرة
کفلور عند الفرنسيين . 

فاذا مدت هذه الحركات الأربع دل على المد بواو ما عدا  (أي 
علامة الحركة E التي بين الفتحة والكسرة ) فيدل على المد بعدها بألف على 
طريقة الصرفيين أو بياء على طريقة أصحاب القراءات . 

وتضع فوق النون الساكنة زاوية حادة هكذا ۸ لتدل على النون 
الخفية في لسان فرنسا مثل وزاوية منفرجة لتدل على النون المفخمة 
مثل .

فان قلت إن الحركة  لا تكفي للدلالة على حرف e التي بين الفتحة 
والكسرة لأن هذه الامالة عند الافرنج ليس نطقها واحدا لأن منها الخفيفة 
ومنها الشديدة . . . فالجواب أن هذه العلامة  زاويتاها العليا و السفلى 
منفرجتان ويمكن تضييقهما هكذا X وهكذا 


فكلما كانت الامالة إلى الياء أكثر كانت الزاويتان المذكورتان أضيق 
وبذلك تتم الدلالة المطلوبة . . .

ولم نذكر في الحروف التي أخذناها عن الفرس والترك حرف ( چ ) 
لأنه لا حاجة إليه لأن الأمتين المذكورتين ينطقان به ( تش ) وهما تاء 
ساكنة و شين وهما موجودان في الحروف العربية الأصلية . . . ولا داعي 
لوضع حرف خاص بالجيم الانجليزية J لأنها كالجيم العربية الصحيحة . . . 
اهـ .کلام حفني بك ناصف .


( ب ) المجمع وكتابة الأعلام الأعجمية (١) 

عني المجمع بالأمر وفي الجزء الرابع من مجلته الصادر في سنة تسع 
وثلاثين وتسعمائة بعد الألف نجد مقترحات لجانه وقراراته .
وهذه أهم القرارات نثبتها من جديد مصحوبة ببعض الملاحظات :

۱ — یکتب العلم الافرنجي الذي يكتب في الأصل بحروف لاطينية 
بحسب نطقه في اللغة الافرنجية ومعه اللفظ الافرنجي بحروف لاطينية بين 
قوسين في البحوث والكتب العلمية ، على حسب ما ميزه المجمع في شأن 
كتابة الأصوات اللاطينية التي لا نظير لها في العربية .

۲ — تكتب الأعلام الأخرى التي ترسم بغير الحروف اللاطينية 
والعربية بحسب النطق بها في لغتها الأصلية ، أي ما ينطق بها أهلها لا كما 
تكتب مع مراعاة ما يأتي من القواعد .

۳ — جميع المعربات القديمة من أسماء البلدان والممالك والأشخاص 
المشهورين في التاريخ التي ذكرت في كتب العرب ، يحافظ عليها كما نطق بها 
قديما ، ويجوز أن تذكر الأسماء الحديثة التي شاعت بين قوسين وإذا اختلف 
العرب في نطقين رجح أشهرهما .

هذا ولا أرى مصلحة في المحافظة على جميع المعربات القديمة كما ذكرت 
في كتب العرب فقد وردت في أكثر الأحوال محرفة تحريفا شديدا هذا 
إلى الاختلاف الشديد في النطق بها . فلنكتف بالمحافظة على المعربات 
القديمة الكثيرة التداول فقط — على أن نكتبها أيضاً بالحروف اللاطينية 
كما وردت في لغاتها الأصلية .

ولا أرى مصلحة أيضا في ذكر الاسماء الحديثة التي شاعت ، فهذه لم 
تستقر بعد على رسم واحد متفق عليه في أي قطر من الأقطار العربية .

٤ — الأسماء الأجنبية النصرانية الواردة في كتب التاريخ تكتب كما 
عربها نصارى الشرق . فمثلا يقال بطرس في Peter وبقطر في Victor 
وبولص في Paul ويعقوب في Jacob وأيوب في Job وهكذا .

وهذا قرار مهم يلفت النظر إلى وجوب الانتفاع مما نشره النصارى من 
العرب بالعربية في اللاهوت والفلسفة وتاريخ النصرانية الخ . .

على أن القرار الذي نحن بصدده يحتاج إلى توضيح . مثلا ما المقصود 
من الأسماء الأجنبية النصرانية . . . إن كان المقصود أسماء الذين كانوا 
نصاری فأيوب ويعقوب لم يكونا نصرانيين . وإن كان المقصود الأسماء 
الواردة في الكتب المقدسة عند النصارى فهذا يلزمنا بأن نكتب جميع 
أسماء القبائل والشعوب والأشخاص التي وردت في الكتب المقدسة 
حتى ولو لم يكن أصحابها يهودا أو نصاری . وهذا يخالف القرارين 
الأول والثاني .

فأقترح أن نقصر تطبيق القرار على الأعلام والأسماء الإسرائيلية قبل 
تفرقهم في الأرض وعلى الأعلام والأسماء النصرانية في القرن الأول 
الميلادي . أي عند انتهاء العصور التي يؤرخها کتب العهد القديم والعهد 
الجديد وما يتصل بها من أصول . 

٥ — يقبل المجمع إدخال الحروف الآتية : —

گ للدلالة على الحرف « جاف » المقابل لحرف G كما تنطق في كلمة 
Gare الفرنسية أو Girl الانكليزية .

( ويلاحظ أن قرار المجمع رسمت فيه كـ هذه هكذا أي كاف 
منقوطة بثلاث نقط .

، ليقابل الحرف J الفرنسي ، وقد عدل المجمع عن هذا في دور 
انعقاد آخر وقرر أن يكتب الحرف ( J ) جيما عربية أي معطشة .

وأرى أن يعدل عن هذا العدول ، إذ لا احتمال لعدول أهل القاهرة وغيرهم 
عن النطق بالجيم غير معطشة .

وحرف ( J ) هذا ينطق في الألمانية ياء فنكتبه في العربية عندئذ 
كذلك وينطق به في الأسبانية خاء نكتبه في العربية عندئذ كذلك .

پ لتقابل الحرف P
ڤ  „  „ V
چ „  الحروف TCH وكان من رأي الأستاذ حفني بك ناصف 
الاستغناء عنه بكتابة الحرفين تش . واعتقد أن استخدام الحرف چ أضبط .

وكان من رأى الأستاذ أيضا استخدام الخاء المنقوطة بثلاث نقط 
لتقابل الحرف الجرماني CH المنطوق به بين الخاء والشين ولكن هذا 
الحرف ينطق به في الألمانية أحيانا خ كما في ACHT مثلا ، وفي غير ذلك 
هو أقرب إلى الخاء منه إلى الشين ولذا فإني لا أرى ضرورة لهذه الخاء 
المنقوطة بثلاث نقط .

٦ — وقد عرض المجمع للحركات ، وقراراته في شأنها أبسط كثيراً 
مما اقترح الشيخ اليازجي والأستاذ حفني بك . على أنها لا تزال تحتمل 
مزيداً من التبسيط . فإن الغاية هي النطق بالكلمة الأعجمية نطقا قريبا من 
نطق أهلها بها — ومهما أكثرنا من العلامات فإننا لن ننطق بها کنطق 
أصحابها — . هذا إلى أن الحركات تختلف من لغة افرنجية إلى أخرى ، 
فكيف نستطيع أن ندبر علامة تنفع للانجليزية والألمانية والفرنسية الخ . 
والاكثار من العلامات يؤدي حتما إلى التعقيد والتصحيف .

قرر المجمع أن يكتب الصوت المقابل لحرف 0 وما يشابهه (و) إذا 
كان الصوت ممدوداً مثل HOOD أما إذا كانت الواو مائلة إلى الألف مثل 
ROME فإنها تكتب واوا أيضاً ، وتوضع علامة قصيرة كالألف على
الحرف السابق للواو . وأعتقد أن لا ضرورة تحتم هذا التمييز بين الصوٹین .

وقرر المجمع أيضاً أن يكتب حرف A الانكليزي ( أ ) . وإذا كان 
في أول الكلمة كتب ألفاً عليها همزة . وإن تكتب الحروف الانجليزية 
e, i, y وكل ما أشبهها في النطق ياء ، وإذا كان الحرف ممالا في اللغة 
الأجنبية ، وضعت ألف قصيرة قبل الياء لتدل على أنه ممال . ولا أرى
ضرورة للدلالة على الامالة — فمثلا اسم Yale تكتب ييل وتكسر الياء 
الأولى . وهذا في رأيي يكفي .

وقرر أيضا أن يكتب الحرف ( e ) المُشَمُ في الفرنسية أو غيرها 
( و ) ويرسم على حرف العلة علامة كالرقم ۸ مثل — ورأيى أننا إذا 
كتبنا جوته هذه هكذا :  بالكاف الفارسية المكسورة والياء 
والتاء المفتوحة لأتى النطق قريبا مما ينبغي أن يكون ولاستغنينا عن 
علامة جديدة .

وفيما يتعلق بالامالة ، رأى المجمع أن توضع علامة أشبه بالمدة الرأسية 
للدلالة على هذا الصوت كما في Seine مثل فيكتب « سين » واعتقد أن كسر 
السين يكفي .

ورأى المجمع أن توضع علامتان للدلالة على حرف « U » و « 0 » 
المخففتين واختار للدلالة على هذه أل U واوا عليها ما يشبه الرقم ۷ — وفي 
رأيي أن لا ضرورة تحتم رسم هاتين العلامتين ۷ ، ۸ وأن تشكيل الحرف 
السابق لحرف العلة بما يقتضيه النطق الأصلي يكفي .

وأهم ما في هذا الجزء الرابع من المجلة قرارات اقترحتها لجنة من أعضاء 
المجمع لكتابة الأعلام اليونانية واللاطينية ( الصفحات ۳۱ إلى ۳۸ ) .

ولا نأخذ على هذه القرارات الا مبالغتها في المحافظة على المعربات 
القديمة . وهذا مع وجود أسباب قوية تقضي بالتحفظ في استعمال تلك 
المعربات ، أولا، لِما كان بين بلاد المغرب و بلاد المشرق من اختلاف
في التعريب ، وثانيا لأن الأعلام اللاطينية التي نقلها مترجمو العلوم 
في المشرق إنما نقلت عن أصول يونانية جاءت أحيانا مغايرة لأصلها 
اللاطيني ، وثالثا لأن المترجمين جروا على عرف السريان غالبا في نقل 
الأعلام والألفاظ اليونانية ، مثال ذلك أن بعض الحروف اليونانية 
كالحرف اليوناني المنطوق π = P قد نقل إلى العربية ( فاء ) مرة 
ومرة ( باء ) مخففة على مقتضى قواعد النطق والخط السرياني . ومع ذلك فان 
لجنة مصطلحات التاريخ تسجل إعجابها بعمل اللجنة الخاصة وتحمد لها بصفة 
خاصة تجنبها استحداث علامات أو تعقيدات واعتمادها على « الشكل » 
لضبط النطق . وستتخذ لجنة مصطلحات التاريخ عمل اللجنة الخاصة السابقة 
أساسا إلا أنها سترجع مباشرة إلى الأعلام اللاطينية ولن تتقيد بعرف 
السريان ولن تحافظ إلا على المعربات القديمة الكثيرة التداول . وستكون
طريقة اللجنة الاتيان بأكبر عدد ممكن من أعلام التاريخ اليوناني الروماني 
مرسومة بصفة أساسية وفق القواعد التي وضعتها لجنة المجمع القديمة ومع 
مراعاة التمثيل القيم لتلك القواعد الذي قام به الأستاذ اسماعيل مظهر و نشر 
في نفس الجزء من المجلة ( الصفحات ۱۲٤ - ۱٤۰) .

محمد شفيق غربال


________________________________________
(١) مجلة المجمع ، الجزء الرابع ص ۱۸ — ۲۱ .


المصدر: كتابة الأعلام الأعجمية بحروف عربية، مقالة لمحمد شفيق غربال، المجلة التاريخية المصرية، المجلد السابع سنة 1958، ص 299 - 312 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق