الجمعة، 24 أكتوبر 2025

قصيدة نقولا الترك ابن يوسف اسطنبولي في مدح الجيش الفرنساوي وبونابرته



للٍّهِ عصرٌ قد زها فلك السَعادة فيهِ دار
وجمال كوكب دولة الجيش الفرنسَاوي انار
يا حسَنها مِن دولةٍ بالافتخار لها اشتهار
مقدامها ذو سَطوةٍ تهدي الملوك لهُ الوقار
الشهم بونابرته اسَد الوغا ذو الاقتدار
مَن فاق قدرًا وارتقَي اوج العلا وسمآ الفخار




مَولَي شديد البطش مَن عاداه حلَّ بهِ الدمار
مَلكُ توَلَّي رتبةً خَضَعت لهَا القوم الكبار
موَليَ عَميمُ نوَالِهِ بحرٌ تَنزّه عن قرار
ندبٌ توَحَّد بالوَرَي بشهامة ذات اعتبار
قَهَرَ الممَالك جَمَّةً وقضيَ المراد بما اشار
واتيَ بجيشٍ وافرٍ ومراكبٍ طَوَت البحَار




وتمَلك الاسكندرية سَرعاةً دون اعتِسَار
بمحرّمٍ شهرٌ بهِ حسَن افتتاِح وانتَشار
وملا الاراضي عسكرًا حول الكِنَانةِ واستَدار
من كلَّ صلداةٍ وفتيَ يوم القِتال لهُ اصطبَار
صفّ الصفوف بحكمةٍ وفنون حربٍ واختبار
وسَطا بشدّة عزمهِ عَلَي جيوش الغزّغار




واثار نار الحرب في يومٍ تشيب بهِ الصغار
ولوَيَ العِنان عَليهم وسَقَاهُم كاسَ المرار
وأراهُم يوماً شديد الحرب فيه العقل حار
يومٌ يقال بحَقّهِ للَّه درَّك مِن نهار
وتبددت تِلك الجماهير العديدة في القفَار
ورأوُا المنيّة فوقهم قد امطرت جمراة نَار




والبطش منهم والفتيَ طلب الهزيمة والفِرار
والكرب حلَّ بهم وحاق الويل في تِلك الديار
واعتز بونابارته والغز ولَّت بانكسار
وتشتت امرآوها وغدت بزلٍ واحتقار
وفتوح مصرٍ كان في صفرٍ وامر الله صار
وبيوم سبتٍ فيهِ قد ارخت تمّ الانتصار*
*1213

المصدر: La décade égyptienne : journal littéraire et d'économie politique v.1 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق