الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

ترتيب الديار المصرية في عهد الدولة العثمانية كما شرحه حسين أفندي أحد أفندية الروزنامة في عهد الحملة الفرنسية

مسجد المعيني بدمياط



النص التالي هو تفريغ لنص الوثيقة التي حققها د. محمد شفيق غربال بعنوان:
"مصر عند مفترق الطرق 1798 - 1801، محمد شفيق غربال، المقالة الأولى
ترتيب الديار المصرية في عهد الدولة العثمانية كما شرحه حسين أفندي أحد أفندية الروزنامة في عهد الحملة الفرنسية" (المصدر). للهوامش يرجى الرجوع للبحث الأصلي.

 [١] هذا بيان الأجوبة عن السؤالات النى سأل عنها حضرة استيفو - خرينة
دار الجمهور الفرنساوى - عن القاهرة وترتيبها ونظامها من حسين أفندى ،
فأجابه عنها بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه لا بقوة فهمه، وأجابه بالانكسار ،
وهذه السؤالات والأجوية مرتبة على الأبواب الآتى ذكرها فيه ، وحرر ذلك فى
١٣ محرم افتتاح سنة ١٢١٦.

الباب الأول
في تعريف ترتيب القاهرة ونظامها وأمرائها


السؤال الأول
عن نظام مصر حين دخل السلطان سليم : كيف كان نظامها ؟ فأجابه
المذكور عن ذلك. حين دخل السلطان سليم وملك مصر ورتبها بترتيب عظيم
وأبقى جميع الناس على ما هم عليه ورفع عنهم المظالم والحوادث التي كانت
ابتدعتها دولة الجراكسة والتراتيب [٢] التي رتبها ويأتي ذكرهم فيما بعد، وحين
أراد التوجه من مصر أقام وكيلا عنه يحكم في القاهرة المذكورة.

السؤال الثاني
عن الوكيل الذى أقامه ، فأجابه المذكور: إن الوكيل هو الباشا الذى يحضر
إلى مصر فى كل سنة(١٣) من اسلامبول ، وهو الحاكم فيها بسائر الأحكام وأذن
له بالختم والعلامة على جميع التمكينات التي يقع فيها التغيير بالبيع
والشراء(١٤) ورتب له جنودا وكتخدا ومهرداراً وخزنداراً وترجماناً ذا فهم
وفصاحة ورئيس ديوان وأغاوات ، وجعل مسكنه بالسرايا التي هي داخل قلعة
مصر] ورتب له أيضاً [ديوان أفندي (١٥).

السؤال الثالث
من أين كان إيراد الباشا وعوائده ، فأجابه المذكور أن حضرة السلطان سليم
رتب له إيراداً وعوائد معلومة على أصناف البهار فى كل فرق [٣] بن أربعمائة
فضة، وعوائد على الأمراء والصناجق وقت تلبيسهم ، وعلى كشاف الولايات
وقت توليتهم وعلى الجمارك مثل ديوان إسكندرية ورشيد ودمياط وبولاق ومصر
القديمة ، وعوائد على أمين البحرين وأمين الخردة وعلى الضريخانة وعلى
أرياب المناصب ، وجعل [له] حلوان بلاد الأموات، وربط عليها أموالا أميرية فى
كل سنة تدفع إلى ديوان السلطان، وقدرها خمسمائة وستة وخمسون كيساً
مصرياً (١٦).

السؤال الرابع
من أين كان إيراد كتخدا المذكور (أي كتخدا الباشا) فأجابه أن عوائده كانت
على الجهات المذكورة قبله بحسب مقامه (١٧).

السؤال الخامس
من أين كانت عوائد المهردار، فأجابه أن عوائد المهر دار مرتبة على
أصحاب التمكينات مثل التقاسيط والفرامانات والتذاكر الديوانية التى تختم
بختم وكيل السلطان وهو [٤] الباشا (١٨).

السؤال السادس
من أين كانت عوائد الخزينة [دار] فأجابه أن عوائدها [عوائده] مرتبة
على الأمراء والكشاف حين توليتهم ، وعلى أرباب المناصب التي سبق ذكرها
بحسب مقامهم بموجب تعريف الخزينة دار القديم إلى الجديد في كل سنة (١٩).

السؤال السابع
من أين كانت عوائد الترجمان وخدمته، فأجابه أن الترجمان خدمته الوقوف
في كل ديوان لأجل تعريف الكلام بكل لسان، وعوائده على جانب كشاف
الولايات، وعلى الباشا له عوائد يقال لها ترقى، وله خرج فى كل يوم لحم وأرز
وغيره .

السؤال الثامن
من أين كانت عوائد ديوان أفندى، أجابه أن عوائده مرتبة على أصحاب
التمكينات مثل التقاسيط والفرمانات والتذاكر الديوانية التي يقع فيها [٥]
التغيير والتبديل بالبيع والشراء والحلوان الذى يعلم عليه بعلامته، وله خرج على
الباشا في كل يوم .

السؤال التاسع
ما معنى رئيس الديوان وخدمته وعوائده، فأجابه أن رئيس الديوان هو مأمور
بقتل الذى يستحق القتل، وعوائده مرتبة على الباشا، وله ما على المقتول من
ملبوس وغيره .

السؤال العاشر
من الأغاوات وخدمتهم، فأجابه أن الأغاوات منهم الجاويشية والمهاترة الذين
يضربون النوبة في كل وقت، وباقى الأغوات الذين هم مقيمون بخدمة الباشا
ودائما ملازمون له ويركبون معه أينما توجه، وجمكيتهم على طرف الباشا(٢٠).

الباب الثانى
في تعريف صناجق مصر وعدتهم وخدمتهم


، فأجابه [٦] المذكور أن السلطان سليم رتب بالقاهرة أربعة وعشرين صنجقا طبل خانة ، منهم كتخداء الوزير، وقبودان اسكندرية وقبودان دمياط وقبودان السويس كانوا يحضرون من اسلامبول وباقى العشرين صنجقاً من مصر (٢١).

السؤال الأول
عن كتخدا الوزير وخدمته ، فأجابه أنه يكون ملازما لحضرة الباشا ، ومقيما
بصحبته بالسرايا ، وهو الوكيل عنه فى كل الأمور ، وعليه القيام بالحضور فى
كل ديوان واستقبال الدعاوى وغيره، ويجب عليه أن يعرض جميع الأمور على
الباشا فجميع ما أمره به يفعله والذى لم يأمره به لم يفعله .

السؤال الثانى
عن القباطين وخدمتهم ، فأجابه أن القباطين أربعة قبودان اسكندرية
ودمياط ورشيد والسويس ، وخدمتهم حفظ القلاع وربط البنادر المذكورة
والحكم بين الرعايا بالعدل والشفقة، وعوائدهم على طرف الميري من أصل [٧]
السليانات المرتبة، وعلى جانب التجارات المحضرة بالبنادر (٢٢).

السؤال الثالث
عن أمير الحاج وخدمته ، فأجابه أن أمير الحاج من صناجق مصر وخدمته
التوجه بقافلة الحاج وحفظ مال صرة الحرمين ودفع أذية العرب عن الحجاج إما
بمعروف وإما بحرب، وعليه القيام بدفع عوائد العرب التي رتبها لهم السلطان
سليم، والعوائد التي لها [لهم هي] جانب على طرف الميري وقدرها [وقدره]
أربعمائة كيس مصري ، وجانب مستجد على طرف الدولة العليا ، يخصم من
أصل خزينته [خزينة السلطان] وقدره أربعمائة كيس مصري ورتب له السلطان
سليم بلاد وقف لكل من كان أمير الحاج لأجل إعانته على ذلك (٢٣).

السؤال الرابع
عن الدفتر دار وخدمته ، فأجابه أن عليه حضوره فى كل ديوان لتحصيل
الأموال الميرية بموجب دفتر الروزنامجي، وله عوائد على طرف الميري من
أصل السليانات، وعلى طرف [٨] الباشا، وعلى حلوان بلاد الأموات عن كيس
حلوان ألف فضة، وله فراوى على الباشا فى أربعة أوقات، حين قدومه وحين
عزله، وفى وقت تحصيل مال الصرة الشريفة، وفى وقت تشهيل الخزنة، وفروة
على أمير الحاج وقت التسليم (٢٤).

السؤال الخامس
عن صنجق الخزنة وخدمته، فأجابه أن عليه التوجه بالقافلة إلى اسلامبول
وحفظ مال خزينة الملك، وعوائده حين توجهه من مصر على طرف الباشا،
وحين وصوله إلى اسلامبول له على الملك انعام صرر نقدية وفراوى سمور وخلع
مفتخرة فى وقت المقابلة (٢٥).

السؤال السادس
عن الصناجق حكام الولايات وعن عدتهم وخدمتهم، فأجابه أنهم خمسة
حاكم جرجا والشرقية والغربية والمنوفية والبحيرة، وأن خدمتهم حفظ الجسور
السلطانى [السلطانية] وري [٩] البلاد، ودفع الضرر عن الفلاحين من العرب
وغيرهم، والحكم بينهم بالشفقة والرأفة، وعوائدهم على طرف البلاد حكم ما
رتبه السلطان فى المخرجات يأخذونه ويدفعون منه الميري الذى عليهم والباقى
يكون لهم، ولم يقدروا يحضروا بمصر حتى يحضروا معهم حجة أشهاد من
قاضى الولاية وأعيانها وحفظ [يحفظ] الجسور ورى البلاد والحكم بالعدل بين
العباد(٢٦).

السؤال السابع
عن باقى الصناجق، فأجابه هم الخفر بالقاهرة ، أن في كل شهر الخفر على
اثنين واحد جهة القبة والثاني في جهة مصر القديمة، وأن يركبوا في كل يوم في
فجر النهار، ويدوروا حول القاهرة، ويبصروا على العرب القشاطة، وأولاد الزنا،
ومأذنون بقتل من يقع في أيديهم من أولاد الحرام، وعوائدهم على جانب الميري
من أصل سليانات وموجبات العساكر، ومن بلادهم التي مكنهم فيها السلطان

الباب الثالث

[١٠] فى ترتيب الأجاوقات السبعة وأسمائهم، وهم متفرقة وجاوشا (ن)،
وجمليان وتفكشيان وجراكسة ومستحفظان وعزبان، وهم أصحاب الكلام وعليهم
الاعتماد، وهم المديرون بالقاهرة (٢٧).

السؤال الأول
عن أوجاق متفرقة وخدمته ، فأجابه أن في الأوجاق أغا وباش اختيار وكاتب
واختيارية، وهم من أرباب الديوان العمومى وخدمتهم حفظ القلاع الخارجة عن
مصر من جهة الشرق مثل العريش وغيره ، ومن جهة البحرى مثل الاسكندرية
ودمياط وأبو قير، ومن جهة الوجه القبلى مثل أسوان وأبريم وغيره، وللقلاع
المذكورة أنفار معلومة، ولهم جمكية مرتبة على طرف الميرى، وجعل في
الأوجاق المذكور معمار باشا يحكم على المهندسين والبنايين وسائر ما يتعلق
بالعمارة ، وله عليهم عوائد معلومة .
ومنهم قافلة باشا وخدمته تشهيل القوافل [١١] ويطلب منه العربان لحمل
الأحمال وله عوائد على البن فى كل فرق ربع ريال مصري، وله عوائد من أصل
محصول الأوجاق، ومنهم الجبجى وهو الحاكم على البارودية ، وعليه القيام
بتحصيل بارود السلطنة المقررة على بلاد معلومة لأجل حفظ القلاع، وله عوائد
على طرف الميرى مرتبة من أصل المصاريف الميرية، وأما باقى الاختيارية
والأغاوات وغيرهم لابد أن يحضروا فى كل ديوان، وعوائدهم على طرف الميري
من أصل جمكية العساكر ومن مصاريف الميرى وعلى طرف الباشا(٢٨).

السؤال الثانى
عن أوجاق جاوشان وخدمتهم وأنفارهم، فأجابه أنهم من أرباب الديوان
العمومى، ومنهم كتخدا جاوشان وأمين الشؤون ومحتسب واختيارية. وخدمتهم
أن يحضروا فى كل ديوان لتحصيل الأموال الميرية، وكتخدا جاوشان عوائده على
طرف حكام الولايات، وعلى حلوان [١٢] بلاد الأموات على كل كيس مصرى ألف
فضة، وله عوائد على جانب الموجبات، وعوائد على طرف الباشا، وعليه ميرى
يدفعه إلى ديوان السلطان، والمحتسب عوائده على المسببين (المتسببين) الذين
لم يضبطوا الميزان وعليه ميرى يدفعه إلى ديوان السلطان فى كل سنة، وأمين
الشون عوائده على غلال الميرى وعليه ميرى يدفعه إلى ديوان السلطان،
والمحتسب عوائده على المسببين (المتسببين) الذين لم يضبطوا الميزان وعليه
ميرى يدفعه إلى ديوان السلطان، وباقى الاختيارية والجاويشية وعوائدهم على
طرف الميرى مثل تذاكر جاوشية، ومن موجبات العساكر وعوائدهم على طرف
الباشا(٢٩).

السؤال الثالث
عن الأوجاقات الأسباهية وخدمتهم، فأجابه أن الأوجاقات المذكورة ثلاثة،
وهم جمليان وتفكشيان وجراكسة، وخدمتهم فى الولايات وأن يكونوا معينين إلى
الحكام وحفظ الجسور السلطانى، وأما كبراء الأوجاقات المذكورة مثل باش
جاويش والأغا والجوربجية والأنفار [١٣] وأصحاب الخدم فيكونوا مقيمين
بالقاهرة حفظا لها من الباشا والأمراء، وعوائدهم على طرف البلاد التى مرتبة
بالمخرجات وهى أوراق خدم العسكر، ولهم عوائد على طرف الميرى من داخل
موجبات الغساكر، ولهم عوائد على طرف الباشا، ولهم بلدان وقف وهما ناحية
البدرشين وما معها وناحية الشنباب بولاية الجيزة سوية بينهم، وأن الأوجاقات
المذكورة وهم الضبطجية والنظار على حكام الولايات، وأن حكام الولايات لم
يقدروا يحكموا بشئ فى الولايات إلا باطلاع الجوريجية والمتولية الذين ينزلون
في الولايات المذكورة (٣٠).

السؤال الرابع
عن أوجاق الإنكشارية وخدمته، فأجابه أن الأوجاق المذكور أوجاق السلطان،
منهم الأغا حاكم بمصر وسيفه مطلوق ، ومنهم كتخداء الوقت وهو المتكلم
بمصر، ومنهم سردار الحج والخزنة والكراخى الاختيارية والجريجية [١٤]
واليولداشات، وهم مقيمون بالقلعة، وهم تحت طلب السلطان، وعوائدهم مال
الدواوين بعد الميرى، ومنهم الأوضباشية وعوائدهم على الخمامير . وعوائد
الأوجاق المذكور على طرف الميرى من أصل موجبات العساكر و(له أيضا)
عوائد على الباشا وعوائد على الملاحة والسلاخانة وذلك ما ذكرناه قبله (٢١).

السؤال الخامس
عن أوجاق العزب وخدمتهم ، فأجابه أن للأوجاق المذكور كتخدا ، وأغا
وجوربجية، منهم أمين البحرين وأمين الخردة ، وجعل لهم إيراد البحرين
والخردة بعد الميرى، والأضباشية جعل لهم المراكز وهى القلقات بمصر،
وعوائدهم على طرف الباشا (٢٢).

السؤال السادس
عن زعيم مصر، فأجابه أنه هو الوالى الذى يتبصر فى القاهرة، وخدمته
إزالة الخواطى وهم النساء الفاحشات ووقوع [١٥] أولاد الزنا، وعليه جرف
الخليج الناصرى فى كل سنة، وله عوائد نظير ذلك على جانب الميرى فى كل
شهر كيسا مصريا، وعلى الشون مقدار غلال مقيد بدفتر المصرف، وله على
جانب الميرى فى نظير الجرف مائة ألف فضة(٢٢).

الباب الرابع
فى تعريف الحكام القاطعين بالأحكام الشرعية مثل القاضي وغيره

السؤال الأول
عن القاضي وخدمته ، فأجابه أن القاضي هو النائب عن
السلطان فى الأحكام الشرعية، يحضر فى كل سنة من اسلامبول إلى مصر
وخدمته أن يحكم بين الناس بالوجه الشرعى ، وله الختم والعلامة على سائر
التمكينات مثل الحجج والتقارير وغيره وله عوائد معلومة على سائر أوقاف مصر
، وعلى سائر التمكينات التى يقع فيها البيع والشراء بحسب قدر الأثمان ، وله
عوائد على الميرى مثل الأوتلاق ، وجعل من تحت يده محاكم بالقاهرة فى
الأخطاط [١٦] وقرر فيهم قضاة ذوو علم وفهم، ويحكمون ويقطعون بالشريعة،
ويقيدون جميع الدعاوى، وتقارير البيع والشراء ، وكل محكمة فيها سجل للقيد ،
وكامل ما يقيدونه يعرضونه على القاضى شهراً شهراً، ويعلم عليه بالعلامة
والختم ، وكذلك علامة الشهود والمقيمين بالمحكمة الكبيرة ، ولهم عوائد على
الناس بحسب الوقائع والبيع والشراء ، وللقاضى (والقاضى ) له عوائد على
المذكورين فى كل شهر، وعلى المذكور (أى القاضى) الحضور فى الديوان
الخصوصى لا العمومى ويركبون معه المترجمون تعلقة وهم اثنان ، وله رسل
وجاويشية يتعاطون خدمته، وعوائد المذكورين على طرف القاضى (٢٤).

السؤال الثانى
عن العلماء وخدمتهم ، فأجابه أن العلماء هم المحققون العارفون بالله منهم
أربعة مفتيون يفتون بإقامة الحق وإبطال الباطل، وكبراء العلماء العارفين هم
المدرسون بالمساجد يعلمون الناس العلم بمعرفة الله تعالى [١٧] ومعرفة دينهم،
وباقى الفقهاء هم المقيمون بالأزهر لطلب العلم، ورتب لهم (السلطان) تراتيب
عظيمة وخيرات كثيرة من جانب مال الميرى وغلال الميرى فى كل سنة ، ولهم
على الباشا فراوى وأصواف جبب حين حضوره بمصر (٢٥) .

السؤال الثالث
عن أرباب السجاجيد وخدمتهم ، فأجابه أن أرباب السجاجيد لا خدمة
عليهم ولهم مقامهم وإكرامهم لأجدادهم، وهم الشيخ البكرى وجدہ أبو بكر
الصديق، والشيخ السادات وجده سيدنا على، والشيخ العنانى وجده سيدنا عمر
بن الخطاب، والشيخ الخضيرى وجده سيدنا الزبير، والمذكورون رتب لهم
السلطان ترتيباً عظيماً، وأعطى لهم بلاداً ومكنهم فيها، ويحضرون فى الديوان
الخصوصى، والمشورة لهم فى جميع الأمور، ولهم على الباشا فراوى سمور فى
وقت المقابلة وفى وقت طلوع القلعة (٣٦).

السؤال الرابع
[١٨] عن نقيب الأشراف وخدمته، فأجابه أن المذكور لا خدمة عليه، وهو
من كبراء مصر من أصحاب الكلام، وجميع الأشراف أنفار المذكور، ولهم عليه
جمكية فى كل ثلاثة أشهر يصرفها لهم بقدر معلوم، وحكمه ماشى عليهم، وكل
من وقع منه ذنب يقاصه بقدر ذنبه، وللمذكور بلاد أعطاها له السلطان ومكنه
فيها لأجل معايشه وإعانته على ذلك ، وعليه الحضور فى ديوان الخصوصى ،
وعلى الباشا له فراوى مثل المذكورين قبله (٢٧).

الباب الخامس
فى تعريف الأفندية وخدمتهم


السؤال الأول
عن كبير الأفندية والحاكم عليهم ، فأجابه أن كبير الأفندية هو الروزنامجی
والحاكم عليهم، وخدمته تحصيل الأموال الأميرية وصرفها فى مرتباتها المرتبة
بموجب دفتر السلطان سليم، وله عوائد على جانب الميرى وعلى البهار وغلال
على جانب الباشا، وله على المذكور [١٩] فراوى فى حين مقابلته فى شلقان
وحين قدومه فى العادلية، وحين طلوعه بالقلعة، وحين تشهيله مال الخزنة،
وحين عزله ، ومن تحته (أى الروزنامى) شاجرتيه ثلاثة وكيسدار (كيسه دار)
واحد، ومن تحت يده قلفاوات أربعة أصحاب كدوكات ( كديك) يأتى ذكرهم فيه،
وعليه مال كشوفية كبير يدفعه فى كل سنة فى نظير منصبه (٣٨).

السؤال الثانى
عن القلفاوات الأربعة وخدمتهم، فأجابه أن منهم باش قلفه الروزنامة
وخدمته أنه زبطيجى (ضابط) على سائر الأفندية، ويقيد جميع إيراد مصر
ومصرفه، وعنده سجل بلاد الجيزة وقيد أسماء ملتزميها بقدر أموال الميرية
التى على الولاية المذكورة وعنده دفتر ميرى مال الكشوفية الذى هو مطلوب من
أرباب المناصب والبلاد وقيد أسمائهم وهو الذى يعطى سند إلى الملتزمين
الذين يدفعون المال الميرى [٢٠] وله عوائد على جانب الميرى والباشا، وله
فراوى على المذكور حين قدومه ، وفى وقت عزله، وفى وقت غلاق مال الصرة
الشريفة ، وفى وقت تشهيل الخزنة ، ومن تحت يده ثلاثة أفندية شاجرتيه اثنين
وكسدار [كيسه دار] واحد ، وعوائدهم عليه (٣٩),

السؤال الثالث
عن تانى خليفة الروزنامة وخدمته، فأجابه أن خدمته قيد بلاد الكسوة
وأسماء مال الملتزمين وقدر مال الميرى الذى عليهم، وعنده دفتر فيه بعض
مصاريف الميرى ، ومن تحت يده قلفاوات اثنين، وله عوائد على جانب الميرى
وعلى الباشا، وله قفاطين على الباشا حين قدومه، وحين غلاق الصرة ، وفى
تشهيل الخزنة .

السؤال الرابع
عن ثالث قلفة الروزنامة وخدمته. فأجابه أن خدمته قيد تذاكر التمكينات
المرتبة بالمصاريف الميرية، ومن تحت يده أفندى واحد، وعوائده على [٢١]
طرف الميرى ، وعلى الباشا مثل المذكور قبله .

السؤال الخامس
عن رابع خليفة الروزنامة وخدمته ، فأجابه أن خدمته حساب الموجبات مع
أفندية الأوجاقات السبعة وغيرهم أصول وخصوم وله عوائد على جانب الميرى
وعلى الباشا مثل الذى قبله .

السؤال السادس
عن أفندى الشرقية وخدمته، فأجابه أنه كاتب على ولايات خمسة الشرقية
والمنصورة وقليوب والبحيرة وأطفيح، وعنده سجل يقيد فيه أسماء الملتزمين ،
وقدر الأموال الميرية التى هى مطلوبة منهم، وهو يعطى السندات إلى
الملتزمين الذين يدفعون المال الميرى ، وله عوائد على كل سند ثلاثة وخمسين
فضه أو أكثر على قدر المال الذى يدفع، وله عوائد على جانب الميرى، وعلى
الباشا مثل الذى قبله، ومن تحت يده أفندية خمسة وعوائدهم [٢٢] عليه.

السؤال السابع
عن أفندى الغربية وخدمته، فأجابه أنه كاتب على ولايتين الغربية
والمنوفية، وعنده سجل يقيد فيه أسماء الملتزمين وقدر الأموال الميرية التى
هى مطلوبة منهم ، وهو الذى يعطى السندات إلى الملتزمين الذين يدفعون
الميرى، وله عليهم عوائد مثل الأفندى قبله ، وعلى جانب الميرى عوائد ، وعلى
الباشا مثل الذى قبله ، وله أفندية تحت يده ثلاثة وعوائدهم عليه .

السؤال الثامن
عن أفندى الشهر وخدمته ، فأجابه أنه كاتب على الوجه القبلى وعنده دفتر
السجل مقيد فيه أسماء الملتزمين وقدر الميرى الذى عليهم ، وأيضاً أنه كاتب
على الأسكلهات وهى الجمارك التى على الدواوين مثل اسكندرية ودمياط ورشيد
وبولاق ومصر القديم ، ومال البهار والبحرين والخردة وغيره ، وعنده دفتر سجل
يقيد فيه أسماء [٢٣] الملتزمين وقدر المال الميرى الذى يطلب منهم، وله
عوائد على الملتزمين وعلى الجمارك وعلى جانب الميرى ، وعلى الباشا مثل
الذى قبله ، وله من الأفندية أربعة وعوائدهم عليه .

السؤال التاسع
عن أفندى الغلال وخدمته ، فأجابه أنه كاتب على الوجه القبلى مثل الذى
قبله وعنده دفتر سجل يقيد فيه أسماء الملتزمين وقدر مال الميرى ، وغلال
الميرى الحب، وهو الذى يعطى السندات إلى الملتزمين الذين يدفعون المال
والغلال الحب ، وله عليهم عوائد عن كل سند خمسة وأربعون فضة ، وله عوائد
على جانب الملتزمين وعلى جانب الميرى وعلى الباشا مثل الذى قبله وله من
القلفاوات أربعة وعوائدهم عليه (٤٠) .

السؤال العاشر
عن أفندى المحاسبة وخدمته ، فأجابه أن خدمته قيد جميع ما يتعلق
بالدولة العلية مثل السكر والأرز [٢٤] والعدس وجميع ما ينصرف من خزنة
السلطان على العمارات وغيره بحسب موقوع كل سنة لأنه لم يكن شيئاً مقرراً ،
وكذلك عنده دفتر صرة الأشراف، شريف مكة والمدينة والينبع، وأغاوات الحرم،
وأهالى مكة والمدينة، وكذلك عنده دفتر جرايات أهالى الحرمين، وهو القمح
المرتب لهم من جانب غلال الميرى ويرسل لهم فى كل سنة بأسماء أصحابه
اسم باسم، وله عوائد على جانب الميرى، وعلى الباشا (مثل) الذى قبله، وله
عوائد على مصاريف الخزنة عن كل كيس مصرى ألف فضة، وله عوائد على
العمارات التى تحصل فى كل يوم محبوب مصرى، وله عوائد على مرتبات
أصحاب الصرة بحسب قدر المرتب، وله من القلفاوات خمسة وعوائدهم عليه.

السؤال الحادى عشر
عن أفندى اليومية وخدمته ، فأجابه أن خدمته ربط دفاتر الصرة إلى
الحرمين المرسلة، وربط دفاتر الجمكية [٢٥] بمصر إلى العساكر وغيره وربط
قدر جملتها على الصحيح، وكذلك عنده دفتر صرة الحرمين مثل الذى قبله ،
وله عوائد على جانب الميرى وعلى الباشا مثل الذى قبله، وتحت يده من
القلفاوات أربعة وجمكيتهم عليه (٤١).

السؤال الثانى عشر
عن أفندى المصرف وخدمته ، فأجابه أن خدمته قيد مصاريف غلال
الميرى الحب كل واحد باسمه مثل الباشا والأمراء والأغاوات والأوجافات
والمشايخ والأفندية وباقى الناس بموجب دفتر عنده ووقت المصرف يكتبون
الموكلين بغلال الميرى ولم يقدروا يصرفوا ولا أردب واحد إلا بموجب ورقة من
عند الأفندى المذكور، وله عوائد على جانب الغلال الميرى وعلى الباشا ، وله
من الأفندية أربعة وعوائدهم عليه (٤٢).

السؤال الثالث عشر
عن أفندى الكركشى وخدمته، فأجابه أن خدمته [٢٦] قيد مال الكركشى
الذى على جميع البلاد، ويقيد جميع أسامى الملتزمين لأجل تحصيل المال
المذكور، وله عوائد فى كل سند يعطيه إلى الملتزم عشرة فضة (وعلى) كل
قرش ( يساوى) ثلاثون فضة يتحصل من المال المذكور أربعة فضة، وله عوائد
على الباشا، وله من الأفندية اثنان وعوائدهم عليه(٤٣).

السؤال الرابع عشر
عن أفندى الرزق وخدمته، فأجابه أن عليه قيد أطيان الرزق بأسماء
أصحابهم ، وله عوائد غير معلومة فى وقت تقييد الإفراجات ، وله على الباشا
عوائد(٤٤).

السؤال الخامس عشر
فى الفرمنجى وخدمته، فأجابه أن خدمته متعلقة بالباشا مثل كتابة
الفرمانات العربى الذى ترسل إلى الفلاحين وإلى البنادر وله عوائد وخرج على
طرف الباشا .

[٢٧] السؤال السادس عشر
عن كتبة الخزينة وخدمتهم ، فأجابه أن المذكورين اثنان وتحت يدهم أربعة
كتبة وخدمتهم الروزنامة العامرة تحت يد الروزنامجى يضبطون جميع الأموال
الميرية الأصل والخصم والايراد والمصرف ، وهم الذين يحاسبون سائر
الأفندية الذين عهدتهم المال الميرى فى جميع ما يتعلق بالروزنامة العامرة ،
ولهم عوائد على جانب الميرى، وعلى البهار والمحتسب وعلى الباشا ، ومن
تحت يد المذكورين صيارف يهود ثلاثة منهم صراف باشا واحد ، وكامل النقود
عهدته ، والباقى من تحت يده، وعوائدهم على جانب الميرى، ولهم كساوى على
جانب الروزنامة وعلى باش قلفة .

السؤال السابع عشر
عن أفندية الأوجاقات السبعة ، فأجابه أن لكل أوجاق أفنديا كبيراً ، وأفنديا
صغيراً ، وهم من جملة المتكلمين على الأوجاق، ومن تحت أيديهم أفندية ،
وخدمتهم صرف جمكية [٢٨] العساكر وباقى الناس بموجب دفتر يحضر لهم من
الروزنامة، وعليهم ربط جميع إيراد الأوجاقات ، وعوائدهم من جانب جمكية
الناس ، ومن جانب الأوجاق .

السؤال الثامن عشر
عن أفندى المقابلة وخدمته ، فأجابه أن خدمته قيد دفاتر جمكية العساكر،
وساليانات الأمراء والمشايخ والأيتام وغيره اسم باسم، وهو الذى يعطى
التمكينات إلى أصحاب المرتبات، وله عليهم عوائد فى كل تقرير خمسة وأربعون
فضة، وله عوائد على جانب الباشا، ومن تحت يده (من) الأفندية خمسة
وعوائدهم عليه .

السؤال التاسع عشر
عن الأفندية حين قررهم السلطان فى خدمتهم كيف كان شروطه عليهم ،
فأجابه أن السلطان سليم حين رتب الروزنامة رتبها ترتيبا عظيما ، وجعلها من
أسرار الملوك على سائر تعلقات الناس وشرط عليهم إن سئلوا [٢٩] عن أى شئ
لا يعطون عنه جوابا إلا أن حضر لهم فرمان من نائب السلطان بالكشف عن
المطلوب ، وشرط عليهم أن دفاتر الميرى الأصل والخصم التى رتبها السلطان
لم يكن أحداً يطلع عليها خلاف خدماتها ، وأن الدفاتر التى ينتهى العمل بها
تحفظ فى خزينة (مقفلة؟) فى القلعة، وإن كان يحصل من المذكورين خلاف
الشروط التى وقعت يقع لهم القصاص بحسب حالهم ، وعلى ذلك أجابوا
وارتضوا ، وبحكم هذا قررهم فى خدمتهم ومكنهم فيها بتمكين ديوانى ، ومن
بعدهم ذرياتهم ومماليكهم إن كانوا يكونون أهلا إلى صنعة الكتابة ، ولا يقع فيهم
تغيير ولا تبديل إلا بالموت أو بخيانة ظاهرة ، وكل من مات منهّم يدفع إلى نائب
السلطان الحلوان أتباعه ، ويمكن فى ذلك بالحلوان الذى يدفعونه ، وقدر على
الأفتدية المذكورين جانب ميرى يدفعونه إلى ديوان السلطان لعدم التعدى عليهم
فى كامل الأمور، وحفظ مقامهم لخدمة الملوك، وأوقف لهم بلداً بولاية الجيزة
وهى شنبارى، والذى يتصرف [30 ]فيها الروزنامجى لأجل مصاريف الأفندية
المذكورين، وللافندية المذكورين كساوى على الباشا والدفتردار والروزنامجى
في ( كل ) سنة كل واحد بحسب مقامه .

الباب السادس
فى تعريف الولايات وبلاد الأقاليم المصرية


السؤال الأول

عن ولايات الوجه البحري وعدتهم والوجه القبلي وعدتهم
بيان ذلك :

الوجه البحري
١. ولاية الشرقية
٢. ولاية المنصورة
٣. ولاية البحيرة
٤. ولاية قليوب
٥. ولاية الغربية
٦. ولاية المنوفية
٧. ولاية الجيزة

الوجه القبلي
١. بهنساوية
٢. أشمونین
٣. منفلوط
٤. جرجا
٥. أطفيح بالبر الشرقي
٦. ألواح من داخل جرجا [ أي الواحات]
٧. فيوم بين الحدود البحري والقبلي

أقاليم سبعة فى مائتين وثمانين بدرجة تخمين (٤٥).

(٣١) السؤال الثانى
عن (أقاليم؟) الوجه البحري كيف تحصيل ماله، فأجابه أن تحصيل المال من
الفلاحين نقد فلوس على حكم موقوع البلاد مفادنة أو كلالة حكم التثمين
المثمن من قديم الزمن، وأما المضاف مستجد لم يكن هو من مدة السلطان
سليم (٤٦).

السؤال الثالث
عن الوجه القبلي كيف كان تحصيل ماله نقداً أو غلالا، فأجابه أن فيهم
بلاداً عليهم مال نبارى وهو النقد ، وعليهم غلال وهو الحب ، ومنهم بلاد مال
خالص، وأن خراج وجه ( الوجه) المذكور لم يعرف قدره فى كل سنة لأن
تحصيل خراجه حكم المساحات التي تقع في كل سنة (٤٧).

السؤال الرابع
عن ولاية الفيوم كيف كان تحصيل مالها، فأجابه أن مال الولاية نقداً حكم
موقوع البلاد، إما مفادنة [٣٢] أو كلالة، وأن فيها بعض بلاد مالها على الغيطان
الجناين .

السؤال الخامس
عن اسكندرية وتحصيل مالها، فأجابه أن اسكندرية لم (لا) تعد من البلاد،
وهى بندر وأسكلة عظيمة، وإيرادها كان لأوجاق الإنكشارية يدفع مال الميرى
الذى عليهم منه، وقدره مائتان وسبعون كيساً مصريا إلا كسوراً، وباقى العشور
من التجارات يكونون له .

السؤال السادس
عن بندر دمياط كيف كان تحصيل إيراده، فأجابه أن البندر المذكور فی
التزام المذكورين قبله (أى أوجاق الإنكشارية)، ويدفع المال الميرى الذى عليه،
وقدره ثلاثة وستون كيساً مصريا إلا كسوراً، وباقى (والباقى) من عشور التجارات
يكونون لهم .

السؤال السابع
عن أقليم البرلس كيف تحصيله ، فأجابه أن أقليم [٣٣] البرلس التزام مثل
البلاد، وكل من كان ملتزما يدفع الميرى الذى عليه والباقى له .

السؤال الثامن
عن مصر (أى القاهرة) وإيرادها، فأجابه أن مصر إيرادها على جمرك
البهار وعلى جمرك بولاق، ومصر القديم، والبحرين والسلخانة، وأما إيراد البهار
فهو من قديم الزمان إلى الباشا وإلى مصر يدفع الميرى الذى عليه فى كل سنة
وقدره مائتان وثلاثة وأربعين كيسا مصريا إلا كسوراً، والباقى من العشور يكون
له، وأما إيراد بولاق ومصر القديم فهو قديم الزمان إلى أوجاق الإنكشارية،
ويدفعون المال الميرى الذى عليهم ، ويدفعون فى كل سنة اثنان وسبعون كيسا
مصريا ونصف، وأما إيراد البحرين فهو من قديم الزمان إلى أوجاق العزب،
ويدفعون المال الذى عليه فى كل سنة وقدره ثمانية وثلاثون كيسا مصريا ونصف
والباقى يكون لهم، وأما السلخانة فايرادها إلى أوجاق الإنكشارية من قديم
الزمان ويدفعون [٣٤] الميرى الذى عليه وقدره ستة وأربعون ألف فضة وكسور
والباقى له .

الباب السابع
فى تعريف التزام الملتزمين


السؤال الأول
عن الملتزمين من يكونوا ، فأجابه أن الالتزام من قديم الزمان إلى
الأوجاقات والمماليك والجلبية وبعض من التجار والأفندية، والحريمات
والهوارة، وأرباب السجاجيد ، وبعض من العلماء والمشايخ، وبعض عربان
بالولايات ، والآن للحريمات (٤٨) (للأمراء؟).

السؤال الثانى
عن التزام الرعاية [الرعايا] فى مدة الفرنساوى وقدره الربع أو الخمس،
فأجابه أن الالتزام الذى هو مفروج عليه إلى أصحابه بوجه التخمين قدر
الربع.(٤٩).

السؤال الثالث
عن البنادر التى بالولايات كيف كان ترتيبهم ، فأجابه أن البنادر المذكورة
أولهم المحلة الكبرى والمنصورة وبلبيس وهم مسكن الحكام ، ورتب فيهم
(السلطان) أوجاقات سبعة، وجوربجية ومتولية، وكذلك محلة مرحوم ودمنهور
والجيزة مثل الذى قبله، وسمنود وزفتى ومنية غمر بنادر ثلاثة من غير
أوجاقات، والفيوم وبنى سويف والمنية بنادر ثلاثة، وفيهم أوجاقات وجوربجية .

السؤال الرابع (٥٠)
عن التزام الأموات كيف كان حلوانهم، فأجابه [٣٥] أن من قديم الزمان كان
الباشا يأخذ الحلوان على ثلاثة سنوات على الفايض الحر الذى هو مخصوص
للملتزم من غير زيادة بشرط أن يكون الحلوان من أولاده أو مملوكه أو امرأته أو
أقاربه ، فان كان الميت لم يكن له أحداً فللحاكم (فالحاكم ) له أن يعطيه ويأخذ
منه الحلوان لأن الالتزام لا يكون إلا لأهالى مصر وأقطارها .

السؤال الخامس
لماذا أن المملوك (أى الأمراء المماليك) كان يأخذ من الحلوان زيادة عن
الثلاث سنوات، فأجابه أن المملوك كان يأخذ قدر سنة رابعة فى نظير ما كان
ينقص من الفايض الحر إذا كان الفايض عشرين ألف فضة يجعلونه عشرة آلاف
فضة إلى الباشا فى نظير السنة الزايدة التى يأخذها من الملتزم .

الباب الثامن
فى تعريف الأراضى ووضع يد الملوك عليها


السؤال الأول
فى ملك الملك العزيز كيف كان، فأجابه أن العزيز [36 ]لما ملك مصر
وأراضيها وكامل الزراعات ، وكل سيدنا يوسف عليه السلام بضبط جميع
الأراضى والزراعات خلافاً عن الرزق والأوقاف (التى) وتركها إلى أربابها
الأئمة والمشايخ ، وإلى بعض من الناس، وعلى المساجد والخيرات التى هى
موقوفة عليهم .

السؤال الثانى
بأى شئ ملك الناس الأرض ، فأجابه أن سيدنا يوسف حين توكل بضبط
الأرض فوجدها فى ملك الناس من قديم الزمان من مدة أولاد سيدنا نوح (و)
أن أولاده الذين ملكوا جميع الدنيا كانوا ثلاثة ، وهم سام وحام ويافت ، فسام أبو
العرب، وحام أبو السودان ، ويافت أبو الترك والافرنج وباقى الأجناس التي على
البحر المحيط ، فأما أولاد العرب ملكوا الأرض نسلا بعد نسل ، فلما وجد
سيدنا يوسف ذلك أبقاهم على ما هم عليه ومكنهم فيها وربط عليهم العشور
الذى هو صار ميريا من ذلك الوقت يدفعونه إلى ديوان بيت المال لأجل عمار
البلاد وراحة العباد وانتفاعهم [٣٧] ومعايشهم، وأما العشور التى ربطها المذكور
(فكانت) لأجل مصاريف عساكره وراحة كل من يملك هذه الأراضى .

السؤال الثالث
لما ظهر الإسلام وأرسل سيدنا عمر بن الخطاب عمرو بن العاص، وملك
مصر كيف كان الحال ، فأجابه أن مصر فتحت صلحاً مع المقوقس (فى الهامش
المقوقز) وأبقى الناس جميعاً على أرزاقها وبساتينها وبيوتها وأراضيها، وبلادهم
التى كانوا واضعين يدهم عليها، والعشور المرتبة من قديم وجعلها إلى بيت المال
كذلك وحلوان الأموات يكونوا إلى بيت المال إعانة لكل من كان يملك مصر .

السؤال الرابع
حين ملك عمرو بن العاص كيف كان يأخذ الحلوان من الناس ، ( فأجابه )
أن كامل استعماله فى الأمور كانت بالرحمة والشفقة على الرعايا ، وكان أخذه
الحلوان بأمر مناسب لعمار بيت مال المسلمين لأجل رفع العساكر عن الأذية .

[٣٨] الباب التاسع
فى ترتيب البلاد وضبط أطيانها
حين تداولت هذه المملكة إلى السلطان سليم


السؤال الأول
فى ربط البلاد وأطيانها، فأجابه أن السلطان ربط البلاد وجعلهم أقاليم
سبق ذكرهم فيه، وقدر لكل بلد أطيان وحددها بحدود أربع الشرقى والغربى
والبحرى والقبلى بلد ببلد، وجعل الطين فدادين بقياس كل فدان أربعمائة
قصبة، وجعل بين كل بلد وبلد حد معلوم ، وجعل بينهم علامة إما بحوض أو
جسر أو حجر ظاهر فاصل بين البلاد لمنع تعديهم على بعض ، وربط كل
الفدادين بقدرها، وأخرج منها الرزق والبور، والباقى هو الذى ربط عليه المال
بحسب طين الأرض ودونها [دوّنها].

السؤال الثانى
كيف كان ترتيب المال على البلاد، فأجابه أن المال [٣٩] ارتبط على الطين
إما كلالة وإما مفادنة بقدر معلوم حكم الترابيع المحررة وجميع مال كل بلد ،
وأخرج منها المخرجات مثل مال الجهات وخدم العسكر وباقى مصاريف
الكشوفية بعد ذلك يكون للملتزم، وعلى الملتزم القيام بدفع المال الميرى إلى
ديوان السلطان، وعليه حفظ البلد التى تحت يده، ومراعات أهلها بالرحمة
وعدم الظلم حكم شرط السلطان الذى هو مذكور فى التمكين الذى بيدم (٥١).

السؤال الثالث
عن الشاهد الذى فى البلد وخدمته ، فأجابه أن خدمته قيد أطيان البلد
فداناً بفدان، وحوضا بحوض، وأسماء الفلاحين ، وقيد مال البلد ومصرفها
وهو الذى يربط جميع الأمور على الصراف، والشاهد لا يكون إلا من أهل البلد،
وعوائده من داخل المخرجات وله عوائد على الفلاحين [٤٠] تدخل فى قائمة
المصروف فی سند.

السؤال الرابع
عن شيخ المشايخ ومن تحت يده (من) المشايخ وخدمتهم (فأجابه أن
خدمتهم) يخلصون مال الملتزم من الفلاحين، والملتزم (ليس) له طلب من
الفلاحين لكون أن المشايخ ملزومين بخلاص (المال) من الفلاحين، وعليهم
الإخبار إلى الملتزم على العصاة من الفلاحين والملتزم له نظر فى ذلك ،
وللمشايخ المذكورين طين مسموح بالمال الحر من غير مصروف، ولهم عوائد
بقائمة المصروف في نظير خدمتهم ، وفى نظير إكرام الضيوف الذى تأتي إلى
الناحية، وفى نظير حضورهم إلى مصر لمقابلة الملتزم ، وعليهم تقدمه إلى
الملتزم فى كل سنتين والثالثة فى نظير كساوى الذى يكسيها لهم الملتزم .

السؤال الخامس
عن الصراف وخدمته فأجابه أن خدمته يقبض [٤١] المال من الفلاحين
ويقيد أسماؤهم ونقد الدراهم من النخس (النحاس) وغيره وهو الذى عليه
الحساب مع الملتزم وعوائده جانب على المخرجات ، وجانب على الفلاحين وكل
(ولكل) صراف ضامن بمصر يضمنه إلى الملتزم، وإن حصل منه أدنى خلل
يكون الضامن ملزوما به .

السؤال السادس
عن الخولى وخدمته ، فأجابه أن خدمته قياس الطين ومعرفة زراعة
الفلاحين وهو الذى يفرق دعاوى الفلاحين من قبل الطين والزراعة لأنه ملزوم
بمعرفة الزراعة والأطيان حوضا بحوض ، وعليه مباشرة زراعة الأوسية فى بدار
التقاوى وعوائده على طرف الملتزم .

السؤال السابع
عن الوكيل وخدمته ، فأجابه أن خدمته حفظ غلال الأوسية، وهو الذى
يطلب منه أصول الغلال وخصومه [٤٢]، وعليه حفظ تعلقات الأوسية مثل
النوارج والمحاريث وخلافه، وعوائده على طرف الملتزم (٥٢).

السؤال الثامن
عن الكلاف وخدمته ، فأجابه أن خدمته علف البهائم وتسريحهم ومراعاتهم
في كل ما يحتاج إليه ، وعوائده على طرف الملتزم .

السؤال التاسع
عن المشد وخدمته ، فأجابه أن خدمته خدام تحت يد قائمقام، وهو الذي
يحضر الفلاحين إلى الديوان فى وقت طلب المال، وعليه القيام فى سائر خدمة
قائمقام، وعوائده على طرف الملتزم (٥٣).

الباب العاشر
في تعريف الميرى وتمكين الملتزم من الالتزام


السؤال الأول
عن الميري كيف ربطه السلطان سليم، فأجابه [٤٣] أن الدفاتر حرقوها
جماعة جراكسة حين دخول السلطان سليم (ولما) طلب تحرير الميرى من
الأفندية فحروره له من تذاكر الجاويشية لأن الميرى مقيد فى التذاكر كل بلد
يتذاكرها ، فجمعوا تلك التذاكر من البلاد، وحرروا الميرى منهم بغير قاعدة
يعرفونها، لأن الدفاتر حرقت، وجمع ذلك التحرير ، وكتب به دفتر فى وقت
حضور السلطان سليم فى مصر كان سنة ٩٢٢ تسعمائة اثنين وعشرين سنة،
وكان خروجه منها سنة ٩٢٣ بعد النظام (o٤).

السؤال الثانى
عن الميري هل حصل فيه زيادة أو نقصان، فأجابه أنه حصل فيه الزيادة و
النقصان بأوامر الباشوات في بعض بلاد قليلة، وسبب ذلك أن بعضاً من
الملتزمين يكونون عنده بلد فيكتب عرض إلى الباشا برفع الميرى الذى عليها
بشرط أن يشترى مرتبا من مصاريف الميرى، ويبطله فى نظير ما يرتفع [٤٤]
من الأصل بحيث لم يقع خلل فى الميرى، ويكون الأصل والخصم قدر واحد
فيجيبه الباشا على ذلك ، ويعطى له فرمانا خطابا إلى روزنامجى مصر برفع
ذلك الميرى من الأصل، ورفع نظيره من المصرف ، ويفعله الروزنامجى ذلك
فانه مأمور بطريقة صناعته ، ولم يمكن ارتفاع ميرى من الأصل إذا لم يرتفع
قدره من الخصم، والروزنامة مضبوطة(٥٥).

السؤال الثالث
عن الميري وقدره في كل سنة، فأجابه وهذا قدره يقبضه روزنامجى مصر
بقوة الحكام من الملتزمين ومن أصحاب أقلام الجمارك، ومن أرباب المناصب
وكشاف الولايات وخلافه .

الأصل میري
١١٧٦١٤٤٤٣ (فضة).
عنها ٤٧٠٤ كيسا و ١٤٤٤٣ (فضة) كسوراً.

[٤٥] السؤال الرابع
عن بيان مصاريف الميري وكيفية ترتيبه ، فأجابه أن المصاريف الميرية
التي رتبها السلطان سليم هذا بيانها :

٥٠٧٣٥٢٩٩ (فضة) موجبات.
١٥٩٨١٢٢٠ (فضة) صرة أهالى حرمين.
١٤٩٠٣٤٧٥ (فضة) مصاريف حرمين.
٠٧٦١٨٦٣٤ (فضة) مصاريف سائرة.
(ومجموع ذلك كله ٨٩٢٣٨٦٢٨ فضة) .
(ويكون الباقى وقدره) ٢٨٣٧٥٨١٥ خزينة إلى السلطان بعد المصاريف
المرتبة .
وهذا قدر المصاريف على قدر الأصل لا زيادة ولا نقصان (٥٦).

السؤال الخامس
عن خزنة السلطان هل يصرف منها شيء أم لا ، فأجابه أنه يصرف منها
بموجب سندات من الباشاوات إلى روزنامجى مصر في كل سنة إلى أمير الحاج
وشريف مكة أربعمائة وإحدى وأربعون كيسا مصريا وكسور خمسة عشرة آلاف
فضة، وباقى من الخزنة تارة يصرف فى العمارات بحسب الاحتياج ، وتارة
يرسل إلى الملك نقد صحبة [٤٦] صنجق الخزنة والقافلة.

السؤال السادس
عن مال الكوركجى الذى هو مضاف بالمال ما معناه، فأجابه أن مال
الكوركجى كان يقبض من البلاد خارجا عن الميرى، ويصرف فى أجرة المراكب
وغيره لنقل التراب من مصر ويرمى فى البحر المالح، وكان قدر مبلغه فى كل
سنة نحواً من ثمانية وعشرين كيسا مصريا، واستمر ذلك الحال مدة سنين وهم
ينقلون التراب من القاهرة وكانت نظيفة، ولم يكن فيها من الوخم شئ، ومن بعد
ذلك حصل تراخى وكسل وعدم التفات من الحكام، فصاروا يأكلون ذلك القدر
فى كل سنة ولم يصرفوه، فبلغ ذلك السلطان وحضر منه أمر إلى وكيله بإضافة
ذلك المبلغ على خزينته التي بقيت له في ذلك الوقت من الميرى بعد المصاريف
التي رتبها .

[٤٧] السؤال السابع
عن تذاكر الجاويشية التي هي داخلة الميرى ما معناها، فأجابه أن تذاكر
الجاويشية مرتبة على البلاد من قديم ، عوائد إلى أوجاق الجاويشية فى نظير
خدمتهم فى تحصيل الميرى وكانوا يقبضونها من البلاد ، ثم بعد ذلك انتقل
الالتزام من يد إلى يد وصار أكثر الالتزام عند الأمراء (الأمراء المماليك) إلی
غاية سنة ١١٨٩، وصار الأوجاق المذكور لم يقدر يخلص من البلاد المذكورين
ذلك بسبب قوتهم ( أى قوة ملتزمى البلاد الأمراء ) فشكوا حالهم إلى الباشا،
وهو نائب السلطان، وأعرضوا عليه عرضا بإضافة ذلك على أصول الميرى بلداً
ببلد ، وبعد ذلك يأخذونه من الروزنامجى فأجابه فى ذلك ، وحضر (وأحضر)
الروزنامجى فى ذلك الوقت وأمره بإضافة ذلك على الميرى ، وقدره ثلاثة
وأربعون كيسا مصريا وكسوراً ، وأعطى له فرمانا بذلك ، وأمره أن يعطيهم ذلك
القدر في كل سنة في نظير ما انضاف على الأصل .

السؤال الثامن
[٤٨] عن ميرى الأوقاف كيف كان ترتيبه، وكيف كان يصرف، فأجابه أن
ميرى الأوقاف مخصص على بلاد وكانوا يقبضونه النظار إلى (من) الملتزمين
على يد مباشرى الأوقاف ويصرفونه فى التراتيب التى رتبوها الملوك الذين
أوقفوا ذلك، وكانوا النظار اثنين فى هذه المدة منهم شيخ البلد ناظر على وقف
الدشيشة الكبرى، ومنهم سليمان أغا الوكيل ناظر على ثلاثة أوقاف المرادية
والمحمدية والأحمدية وله عوائد على جانب الوقف (٥٧).

السؤال التاسع
عن مال ميرى وقف محمدية كيف كان يقبض وكيف يصرف ، فأجابه أن
المبلغ الذى كان يقبض من الملتزمين وقدره خمسون كيسا مصريا وكسور خمسة
آلاف وستمائة وأربعة فضة ، وكان يصرف ذلك القدر صرة ترسل إلى أهالى مكة
والمدينة ومرتبات وخيرات وعوائد الناظر وعوائد الكتبية [٤٩] جملتهم على
القدر المذكور وللوقف المذكور غلال على بلاد معلومة، وقدره عشرون ألفا
وسبعمائة وتسعة وثمانون أردبا حب ونصف (أردب)، ويصرف ذلك القدر مثل
المال بموجب دفتر بختم الناظر المذكور وبمباشرة كتبة الوقف المذكور .

السؤال العاشر
عن مال ميري وقف المرادية كيف كان يقبض، وكيف كان يصرف ، فأجابه
أن المبلغ الذى كان يقبض من الملتزمين وقدره ثمانية وثمانون كيسا مصريا
وكسورا واثنان وعشرون ألفا وسبعمائة وسبعون فضة، وكان يصرف ذلك القدر
صرة ترسل إلى أهالي مكة والمدينة ومرتبات وخيرات، وعوائد الناظر وعوائد
الخدمة والكتبة وجملة المصرف على قدر الأصل المذكور، وللوقف المذكور
.غلال على بلاد معلومة وقدره ثلاثة آلاف وثمانمائة وأربعون أردبا قمحا،
ويصرف ذلك القدر مثل المال بموجب دفتر بختم الناظر المذكور وبمباشرة
[٥٠] كتبة الوقف المذكور .

السؤال الحادى عشر
عن مال ميري وقف الأحمدية كيف كان يقبض ، وكيف كان يصرف ، فأجابه
أن المبلغ الذى كان يقبض من الملتزمين وقدره ثلاثة وعشرون كيساً مصريا
وكسورا وستة آلاف
وثمانية وعشرون فضة، وكان يقبض ذلك صرة ترسل إلى أهالي مكة
والمدينة، ومرتبات وخيرات وعوائد الناظر والخدمة والكتبة وجملة المصرف
على قدر الأصل ، والوقف المذكور لم يكن له غلال على البلاد.

السؤال الثاني عشر
عن ميري وقف الدشيشة الكبرى ، كيف كان يصرف ، فأجابه أن المبلغ الذى
كان يقبض من الملتزمين وقدره أربعة وسبعون كيسا مصريا وكسوراً وخمسة
عشر آلاف وتسعمائة [٥١] وثمانية وثمانون فضة، وكان يصرف ذلك القدر صرة
ترسل إلى أهالي مكة والمدينة ومرتبات وخيرات ، وعوائد الناظر والكتبة
والخدمة وجملة المصرف على قدر الأصل ، وللوقف المذكور غلال على بلاد
معلومة وقدره ثلاثة وثلاثون ألفاً وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون أردباً وثلك، ويصرف
ذلك القدر مثل المال بموجب دفتر بختم الناظر وبمباشرة كتبة الوقف المذكور .

السؤال الثالث عشر
عن المال الميري كيف كان قبضه على مرة واحدة أو على مرات، فأجابه أن
الميرى قسمين صيفى وشتوى ، أما الصيفى فكان يقبض على مرتين النصف
لمال الصرة والنصف إلى أمير الحاج ، وأما الشتوى فكان يقبض على أثلاث
لموجبات العساكر والمواجب الأربعة من ذمة الباشا، والذى يبقى [٥٢] من
الأموال المذكورة بعد مصاريف الميرى يتحصل إلى خزنة السلطان ، وترسل له
صحبة صنجق الخزنة (٥٨) .

السؤال الرابع عشر
عن الأطيان الميرية المستأجرة على يد بوسيالك مدير الحدود العامة فى
أى محل فأجابه أنهم داخلون ميرى الجمارك ، وكانوا أصلهم الأوجاقات ، وكان
ميريهم يدفع إلى ديوان الروزنامة ، والآن صار مالهم يقبض من المستأجرين
حكم الايجار (٥٩).

السؤال الخامس عشر
عن جمرك الرقيق من الجوار [الجواري] والعبيد لمن كان ، فأجابه أنه كان
لكل من كل صنجق جرجا يكون له ذلك الجمرك ، وأن صنجق جرجا ملزوم يدفع
ميرى الولاية، لأن الميري لم يكن مربوطاً على ذلك الجمرك لأن الرقيق لم يكن
شو شرط أن يحضر في كل سنة (٦٠).

السؤال السادس عشر
[٥٣] عن الحوادث التي جددها المملوك (الأمراء المماليك) مثل حادثة
الأورز (الأرز)، فأجابه أن تلك الحوادث لم تكن مقررة بالميري، وهى حادثة
قريب عهد أحدثها المملوك وصارت الآن عائدة إلى الجمهور [أي حكومة
الجمهورية الفرنسية].

السؤال السابع عشر
عن الحوادث من زمن تجددها على وكائل الأورز والعصفر وغيره فأجابه أن
الوكائل المذكورة كانت تعلق الأغاوات القزلارية فتغلب المملوك وربط ذلك
الوكائل ورتب عليها تلك الحوادث من مدة قريبة (٦١).

السؤال الثامن عشر
أن الروزنامجي من يقرره في خدمته ، فأجابه أنه يقرره الباشا بإطلاع شيخ
البلد وأعيانها بشرط أن يكون ذا فهم وعقل وتدبير ، وأن يكون أمينا لأنه مأذون
بقبض الأموال وصرفها ، وذا صناعة فى فن الكتابة لأنه مطلوب منه السؤالات
والجوابات والكتابة مطلوبة له من الأفندية والكتابة (والكتبة ) التى تحت يده
والحساب [٥٤] مطلوب له .

السؤال التاسع عشر
عن الخيانة إذا وقعت من واحد أفندى من يقاصصه ومن يرفع خدمته ،
فأجابه أن الروزنامجى له أن يقاصص الأفندية بحسب ذنوبهم الذى يستحق
القصاص يقاصصه ، والذى يستحق الرفع من خدمته يرفع أمره إلى الحاكم
ويرفعه بأذنه، ولم يكن أحد من الحكام له معارضة لأحد من الأفندية فى كامل
الأمور لأن الروزنامجى هو الحاكم عليهم ومطلوبون منه.

السؤال العشرون
عن أقلام الأفندية كيف كان ترتيبهم ، فأجابه أن ترتيبهم مذكور فى الباب
الخامس، وأن أقلامهم (وظائفهم) مشترى (مشتراة) من قديم الزمان حكم
ترتيب السلطان ، ولم يكن أحداً يتعدى حلوانه إلى الباشاعلى يد الروزنامجى
[٥٥] بالشفقة والرحمة لأنها خدمة عمل(٦٢).

السؤال الأحد والعشرون
عن دار الضرب ومن يتعاطاها، فأجابه أنه كان يحضر لها أغا من الدولة
العلية خصوصى إلى ذلك، وهو الذى يديرها، ويدفع مال الميرى الذى عليها ،
وعوائد الباشا، وكتخدائه والمرتبات إلى أصحابها، ودفع أجر الخدمة
والمصاريف ، والباقى بعد ذلك يكون إلى المذكور (٦٣).

السؤال الثانى والعشرون
لماذا أن دار الضرب الآن صارت إلى الباشا ، فأجابه أن سبب ذلك تغلب
المملوك على الباشوات، وعدم دفعهم العوائد التى عليهم ، ودفع (وعدم دفع)
الحلوان على حقيقته ، فقل مدخولهم (أى الباشوات) وصاروا محتاجين إلى
إعانتهم على مصروفهم، فهذا هو السبب لعطية دار الضرب لهم (٦٤).

الباب الحادى عشر
[٥٦] فى تعريف تمكين الملتزمين فى الالتزام والفلاحين من الأراضى


السؤال الأول
فى تمكين الملتزمين فى البلاد كيف كان ، فأجابه حين دخل السلطان سليم
فوجد الناس واضعين أيديهم على البلاد بموجب التمكينات التى بأيديهم إما
بشراء وإما بحلوان، فأبقاهم على ما هم عليه ومكنهم فى البلاد بتمكين جديد ،
وأخذ منهم حلوان قدومه وأملاكه بالقاهرة، وشرط عليهم أن بدفعوا الميرى
الذى مضبوط على البلاد، وأذن لهم بالبيع والشراء (فى حصص الالتزام)
وجعل له بعد التمكين الأول على كل من مات من الملتزمين حلوان ثلاثة سنوات
من الفائض الحر، والتمكين القديم والجديد هو السبب فى ملك الملتزم، ولم
. يبق للسلطان بلاد فى القاهرة (فى القطر المصرى) ولم يكن له على الملتزمين
إلا الميرى فقط ، والحلوان الذى قرره على الأموات حكم الشرط لان البلاد بلاد
الله، والعبيد عباد الله، وأن السلطان العادل [٥٧] هو ولى الأمر ولازم الاتباع له
في سائر الأمور إلا في مخالفة أوامر الله تعالى.

السؤال الثانى
كيف كان تمكين الفلاح من الأرض، فأجابه أن السلطان سليم لما حضر
بمصر وربط أطيان البلاد وأموالهم، فوجد الأطيان مؤثرة على الفلاحين (٦٥).
وأبقاهم على ما هم عليه، ومكنهم بتمكين الملتزم، وشرط على الفلاح أنه
لم يكن له بيع ولا شراء في الطين لكون أن الطين ملك الملتزم الذى هو أنابه
السلطان عنه والفلاح خدام الأرض، وزرعها له بعد دفع المال الذى قرره عليه
السلطان . والملتزم له أرض لم يكن له عباد .

السؤال الثالث
هل للملتزم أن يرفع الفلاح عن أثره أم لا، فأجابه أن الملتزم (ليس) له رفع
الفلاح عن أثره إلا بعيوب ظاهرة، إما بعدم دفع المال، وإما بتبوير الأرض [٥٨]
عمدا أو بخيانة ظاهرة فإن حصل ذلك من الفلاح فللملتزم أن يرفع المذكور عن
أثره ويعطيه لمن شاء .

السؤال الرابع
هل للفلاح أن يفوت أثره أم لا، فأجابه أن الفلاح إذا فات أثره برضاه له
ذلك والملتزم لن يكن له أن يقهر الفلاح فى خدمته ولا يرفعه عن أثره .

السؤال الخامس
عن الذى يموت من الفلاحين، هل يكون أثره إلى الملتزم أم لا، فأجابه أن
يكون أثره إلى ذريته أو عياله أو أقاربه، وإن لم يكن له أحد، فالأثر إلى الملتزم
يقرر فيه من شاء من الفلاحين، وهذا حكم شرط الملك حين أثر الأطيان إلى
أربابها.

الباب الثانى عشر
فى تعريف مقدار الميرى إلى غاية تحرير حسن باشا كان قدره أى شئ والآن
قدره أي شئ.


[٥٩] السؤال الأول
عن مقدار الميرى الذى حرره حسن باشا سنة ١٢٠٠ ، فأجابه أنه كان مقدار
خمسة آلاف كيس ومائة وأربعون كيسا مصريا وكسور ، وخمسة عشر آلاف
وستة وعشرون فضة(٦٦).

السؤال الثانى
لماذا أن الميرى أنقص من تحرير حسن باشا ، فأجابه أن حسن باشا حين
حضر بمصر زود على الميرى مائتين واثنين وسبعين كيسا مصريا على جهات
يأتى ذكرهم فيه بعد ما حصل من الأمراء المصرية غوغاء بسبب ذلك ، وبيان
الزيادة زود على جمرك اسكندرية مائتين وأربعين كيسا مصريا وعلى خيار شنبر
، وسنامكى ستة عشر كيسا مصريا، وعلى ناحية المطرية بدمياط ثمانية أكياس
مصرية ، وعلى جلود السلخانة ثمانية أكياس مصرية ، وهذا جملة الزيادة ،
وعمل فى شأن ذلك عرض من
[٦٠] الأمراء المصرية، وأرسلوه إلى السلطان الآن (الحالى) وهو السلطان
سليم ، فقبل ذلك العرض .
وحضر منه أمر برفع ذلك فرفع من دفاتر الميرى، وكذلك ارتفع من أصل
الميرى خزينه ما قدره من ابتداء سنة ١٢٠٠ إلى غاية ١٢١٢ كيسا مصريا مائة
وسبعة وستون وكسور ، وخمسمائة وسبعة وثمانون فضة، ومثل ما ارتفع ذلك
من الأصول ارتفع قدره من الخصوم ، فجعله مرفوع الأول والثانى أربعمائة
وتسعة وثلاثون كيسا مصريا وكسور ، وخمسمائة وتسعة وثمانون فضة ، فيبقى
بعد ذلك إلى غاية سنة ١٢١٢ أربعة ألاف وأربعمائة وثلاثة وأربعون فضة ، فهذا
هو مجموع الميرى المقيد فى الباب العاشر(٦٧).

الباب الثالث عشر(٦٨)
[٦١] فى تعريف سبب ترتيب الميرى على البلاد وغيره


السؤال الأول
فى سبب ترتيب الميرى على البلاد، فأجابه أن أصول الترتيب فى نظير
عشور خراج الأرض الذى كان يؤخذ من المزارعين ، وصار الآن ميری وازداد
حتى بلغ ذلك المقدار .

السؤال الثانى
عن سبب ميرى جمرك الدواوين ، فأجابه أن هذا فى نظير عشور البضائع
والتجارات المحضرة من بر الروم وغيره .

السؤال الثالث
عن سبب ميرى البهار، فأجابه أن هذا فى نظير عشور البن والبهار
المحضر من الهند والأقطار الحجازية . .

السؤال الرابع
عن سبب ميرى البحرين ، فأجابه أن هذا فى نظير ما يؤخذ من جمرك
الغلال وجمرك المراكب .

السؤال الخامس
عن سبب ميرى كشاف الولايات، فأجابه أن هذا فى نظير [٦٢] مال البلاد
الذى رتبها لهم السلطان، وفى نظير عوائدهم المرتبة على البلاد من داخل
المخرجات.

السؤال السادس
عن سبب كشوفية الدفتر دار، فأجابه أن هذا فى نظير منصبه وماله من
العوائد .

السؤال السابع
عن سبب ميرى أغاوات متفرقة ، فأجابه أن هذا مثل الذى قبله .

السؤال الثامن
عن سبب ميرى كتخدا جاوشان، فأجابه أن هذا فى نظير ماله من العوائد .

السؤال التاسع
عن سبب ميرى الترجمان ، فأجابه أن هذا فى نظير ماله من العوائد.

السؤال العاشر
عن سبب ميرى الأغاوات والأوجاقات السبعة والأفندية [٦٣]، فأجابه أن
هذا فى نظير عوائدهم ومناصبهم .

السؤال الحادى عشر
عن سبب الميرى المطلوب من أفندية الديوان ، فأجابه أن هذا فى نظير
مناصبهم وعوائدهم على جانب الميرى والباشا وما لهم من الفراوى والكساوى.

السؤال الثانى عشر(٦٩)
عن سبب ميرى أمين الشون ، فأجابه أن هذا فى نظير منصبه وماله من
العوائد على جانب غلال الميرى .

السؤال الثالث عشر
عن سبب ميرى المحتسب ، فأجابه أن هذا فى نظير عوائد على السوقية
المسببين (المتسببين) وعوئده على جانب الميرى.

السؤال الرابع عشر
عن سبب ميرى أمين الخردة ، فأجابه أن هذا نظير حملة الجمال والحمير
بخيمة الرميلة، وحملة الفيوم، وكامل الأقلام التى هى من داخل الخردة(٧٠).

السؤال الخامس عشر
عن سبب ميرى (مشايخ) الأسواق، فأجابه أن هذا فى نظير عوائدهم على
الترك وعلى الدلالين (٧١).

[٦٤] السؤال السادس عشر
عن سبب ميرى أغا البارودية، فأجابه أن هذا فى نظير ما هو مرتب له على.
جانب الميرى فى كل سنة، وإحدى وسبعون ألفا وستمائة وستون فضة، وفى
نظير البارود المرتب على ناحية منيه كنانة وشلقان بولاية القليوبية وفى نظير
عوائده على معامل البارود.

السؤال السابع عشر
عن سبب ميرى أغا المهندسين والبنايين (أى معمارجى باشى) فأجابه أن
هذا فى نظير عوائده على جانب عمارة السلطنة بحسب طول المدة له فى كل
يوم محبوب فى نظير عوائده على جانب المهندسين.

السؤال الثامن عشر
عن سبب ميرى قافلة باشى، فأجابه أن هذا فى نظير عوائده على جانب
البن فى كل فرق ربع ريال .

السؤال التاسع عشر
[٦٥] عن سبب ميرى سردار جرجا، فأجابه أن هذا فى نظير ناحية بندار
التبنات التى أوقفها له الملك ، وفى عوائده على جانب حاكم جرجا .

السؤال العشرون
عن سبب ميرى أغاوات القلاع، فأجابه أن هذا فى نظير ما هو مرتب على
جانب الميرى وغيره .

السؤال الحادي والعشرون
عن سبب ميرى أمين الضريخانة، فأجابه أن هذا فى نظير ما يبقى له من
المكسب بعد مصاريف المرتبات.

السؤال الثاني والعشرون
عن سبب ميرى الجلود ، فأجابه أن هذا فى نظير زيادة ثمن الجلود التى
يأخذونها من المدابغ .

السؤال الثالث والعشرون
عن سبب ميرى وكالة البهار فأجابه أن هذا فى نظير ما يخص أصحاب
الملك من عوائد البهار والأمنية (وكونهم آمنين).

[٦٦] السؤال الرابع والعشرون
عن سبب ميرى أغاوا ت الجيزية (الجزية)، فأجابه أن هذا ما يؤخذ من
النصارى واليهود فى كل سنة، العال أربعمائة وأربعون فضة على كل رأس،
والأوسط على كل مائتنان وعشرون فضة، والأدنى على كل رأس مائه وعشرة
فضة(٧٢).

السؤال الخامس والعشرون
عن سبب ميرى وقف سليمان باشا بثغر رشيد ، فأجابه أن هذا فى نظير ما
كان قدره على نفسه صاحب الوقف أن يقع القدر إلى ديوان السلطان تبركا لعدم
المعارض لوقفه.

السؤال السادس والعشرون
عن سبب ميرى وقف السلطان الغورى والسلطان الأشرف والسلطان بيبرس
والسلطان قايتباى والوزير خير بك والوزير يشبك، فأجابه أن هذا في نظير
جمكية مرتب لهم بدفتر الموجبات ، وفى نظير مال الرزق والأطيان [٦٧] ورتب
ذلك الميرى على الأوقاف المذكورة لأجل أن يكونوا منسوبين إلى جهة الملك
وعدم التعرض لأوقافهم.

السؤال السابع والعشرون
عن سبب ميرى خيار شنبر وسنامكی، فأجابه أن هذا في نظير العشور التي
تؤخذ من التجار .

السؤال الثامن والعشرون
عن سبب ميرى أمين مشاق، فأجابه أن هذا فى نظير عوائده الآتية على
البلاد (٧٢).

السؤال التاسع والعشرون
عن سبب الميرى المطلوب من الباشا، فأجابه أن هذا فى نظير تجديد
خيرات مرتبه إلى بعض من الناس ، وفى سبيل أنعمه إلى شريف مكة، وإلى أو
جاقات متفرقة، وفى نظير عوائده فى مال البهار فى كل فرق أربعمائة فضة،
وفى نظير ما دفعه عن بعض أقلام بأمره، وفى نظير الحلوان(٧٤).

الباب الرابع عشر
[٦٨] فى تعريف سبب ترتيب مصاريف الميرى


السؤال الأول
عن سبب صرة الحرمين الشرفين، فأجابه أنه كانت الملوك فى الزمن
القديم يرسلون هدايا إلى أهل مكة والمدينة من أصل ميل كبير فى كل سنة من
أصل بيت (المال) المسلمين ، فلما حضر السلطان سليم وضبط أموال الميرى ،
ضبط ذلك القدر بموجب دفتر بأسماء معلومة يرسل إليه فى كل سنة وصار يقع
فيه البيع والشراء بين الناس فى بعضها(٧٥).

السؤال الثانى
عن سبب مصاريف أمير الحج ، فأجابه أنه كان فى الزمن القديم يطلع
بالحجاج كبير التجار، ويأخذ صاحبته الهدايا التى ترسل إلى الحرمين وكسوة
البيت الشريف تذهب وترجع فى أمن وأمان ثم بعد ذلك تغلبت العربان وقطعوا
الطريق فاحتاج الأمر رجل كبير من أهل الحروب [٦٩] وعساكر، فعينوا صنجقاً
من صناجق مصر يطلع بقافلة الحجاج، فرتب له فى كل سنة مائتا كيس، واستمر
ذلك مدة طويلة ، فمن زيادة عوائد العربان وزيادة أسعار الأشياء زاد المبلغ شيئاً
حتى بلغ ذلك المبلغ قدره ثمانمائة كيس.

السؤال الثالث
عن سبب مصاريف الحرمين ، فأجابه أنه فى سابق الزمان كان يرسل إلى
الحرمين زيت طيب وشمع عسل وقناديل ما يحتاج عليه بغير قدر معلوم، ففى
وقت التحرير تثمن هذه الأشياء وترسل فى كل سنة.

السؤال الرابع
الموجبات والمرتبات والخيرات التى بمصر فأجابه أن جميع ذلك كان
يصرف من بيت المال فى وقت التحرير، وارتبط ذلك كله فى دفاتر، وصار
يصرف فى كل سنة من الروزنامة العامرة على جانب الميرى، وصارت هذه [٧٠]
المرتبات والخيرات يقع فيها البيع والشراء، وصار الناس يملكونها بتمكين
ديوانى من نائب السلطة، ومجموع تلك المصاريف كلها قدرها مبين فى الباب
العاشر .

الباب الخامس عشر
فى تعريف المواريث وما يخص بيت المال


السؤال الأول
عن مواريث الأموات كيف يقع فيها، فأجابه أن جميع متروكات الميت تقسم
على أولاده وعلى عياله، فان كان له أولاد فلزوجته الثمن، والباقى يقسم على
ثلاثة أقسام، الثلث منه للأنثى والثلثان منه للذكر، وهذا لا يكون إلا بعد دفع
الديون والمصاريف التى يحتاج إليها الميت وبعد حق الزوجة (فى) مؤخر
الصداق، وهذا على طريقة الشريعة الاسلامية وأما خلافة لا يحيط علمنا به.

السؤال الثانى
عن الذى يخص بيت المال من متروكات الميت وأملاكه [٧١]، فأجابه أن
جميع متروكاته تكون لورثة الميت ، ولم يكن إلى بيت المال شئ، فان لم يكن له
أولاد ولاورثة فللزوجة منه الربع وإلى بيت المال الثلاثة أرباع، بعد دفع الديون
وكامل المصاريف التى يحتاج إليها الميت، وإن كان له أقارب من ذوى الأرحام
وهم النساء فهم أولى من بيت المال.

السؤال الثالث
عن الذى يخص القاضى من ميراث الميت، فأجبناه إن كان القاضى يحضر
القسمة فى الميراث فله عوائد تخصم من أصل الميراث عن كل ألف وعشرون
فضة حكم قانون مصر من قديم الزمان، وإن كان الورثة يقع بينهم الرضى
ويقسموا الميراث بينهم، فلا يكون للقاضى شئ من ذلك .

السؤال الرابع
إذا كان الميت ليس له أولاد ما الحكم فيه، فأجابه [٧٢] أن يكون ربع ميراثة
إلى زوجته، والباقى يقسم على الورثة حكم مراتبهم من بعد الديون وبعد
المصاريف.

الباب السادس عشر
عن تعريف الأسئلة الآتى ذكرها فيه


السؤال الأول
عن دخول السلطان سليم بمصر كيف حصل فى الأحوال، فأجابه عن سبب
دخول السلطان سليم كان ظلم السلطان الغور وجماعة الجراكسة بالرعاية
(بالرعية) والله سبحانه وتعالى أذاقهم الذل والخوف وأزالهم الله من كثرة ظلمهم
بالعباد .

السؤال الثانى
ما السبب فى ظلم الغورى وجماعة الجراكسة، فأجابه أن الذى أحوجه الظلم
كثرة شراء المماليك وكثرت عليه المصاريف ، فظلم الناس والعباد، فهذا هو
السبب، ولما خرج من مصر وتوجه إلى جهة حلب وإلى هناك بعدها [٧٣] لم
يظهر وقعت جميع الجراكسية بأجمعهم .

السؤال الثالث
من كان حين السلطان سليم ملك هذه المملكة فى مدته من المديرين فى
هذه المملكة ، فأجابه أن المديرين فى مذته كانوا فصحا وعقلا، وهم رتبوا
هذا الحال والأموال الميرية باطلاعهم واطلاع السلطان سليمان بعد توجه
السلطان سليم ورتبوا هذه المملكة ترتيبا عظيما وربطا سديدا.

السؤال الرابع
عن ترتيب الشون من رتبه، فأجابه أن الذى رتب الشون لغلال الميرى فهو
فرعون ورتب معه تراتيب عظيمة وخيرات كثيرة، ثم بعد ذلك لما حضر
السلطان سليم ووجد تراتيب غلال الميرى بمصر، ورتبه على العساكر
والأوجاقات والمشايخ والأمراء والأغاوات والأفندية وباقى الناس، ورتب إلى
الشون مصرفا (أفندى المصرف) وكتبة ومباشرين [٧٤] مسلمين ونصارى
وترآسا وخدما يجمعون الغلال الميرى من الملتزمين ويصرفونه بموجب الدفاتر
المرتبة وعوائد الكتبة والخدم على جانب الغلال الميرية .

السؤال الخامس
عن تراتيب السلطان سليم رتبها حكم قديمها أم لا، فأجابه أن السلطان
الغورى كان ظالما، وكان مرتبا خيرات، فلما دخل السلطان سليم وأزاله، زود
الخيرات والمرتبات عن أول كثيرا وريح الناس جميعا، وجعل لهم معايش ليتعيش
منها العواجز والأيتام والغراب (والغرباء) وهذا كله لأجل رغبة الناس ومحبتهم
فيه، وصار الناس جميعا يدعون له ويترحمون عليه بعد موته.

السؤال السادس
من منفوع السلطان من هذه المملكة، فأجاب إن هذه المملكة جميعا ملكه
ولا ينظر إلى الانتفاع منها، ورتب مصرفها على قدر أصلها، وأما الخزنة (التى)
أبقاها له (لنفسه) فجعلها تحت [٧٥] العمارات والانعامات التى يعطيها، وجعل
له وكيلا بمصر وهو الباشا وشرط عليه أن يحكم فى القاهرة بالشفقة والرحمة
على أهلها لأنهم قوم ضعاف، وجعل بمصر روزناميا مسلما عاقلا، وهو وكيل عن
السلطان فى الأموال الميرية، وأمرهم بصرف جميع الخيرات من المال
والغلال، وللمذكور المشورة فى كامل الأمور، وهو الذى يرد المشورة على
الباشوات فى كامل الأمور الصالحة، وحصل الشرط على الباشوات أن يكونوا
على خراج الأوجاقلية (أى على رأيهم) فى كامل الأمور التى قررها وشرط بها
السلطان، وإن حصل أمر مخالف إلى الشروط فلهم أن يعرضوا إلى السلطان
ويعزلونه، وكذلك إن حصل من الأوجاقات شئ مخالف من الشروط فالباشا له
أن يزجر المذكورين ويرفعهم عن مناصبهم ويؤدبهم الأدب اللائق بحالهم،
والروزنامجى المذكور يكون أمينا على أسرار السلاطين وأمواله، وكذلك
المقاطعات والخلفاء والكتبة التى تحت يده، وعهدتهم الجميع عليه، وان كان
يحصل من المذكور خلاف ما ذكرناه يكون معزولا ومهانا ويقاصص بحسب
أحواله,والله سبحانه وتعالى أعلى بالصواب، واليه المرجع والمآب وصلى الله
على من لا نبى بعده ، وعلى آله وصحبة وسلم .

ملحق بأسماء أصحاب الوظائف


اختيارية - أرباب السجاجيد - اسباهية - أغاوات الباشا -أغاوات
الأوجاقات - أغاوات قزلارية - أغا الانكشارية - أغا أو أمين دار الضرب - أغا
البارودية أو الجبة جى باشى - أغا المهندسين والبنائين أو المعمارجى باشى -
أغاوات الجزية - أغاوات الحرم - أغاوات القلاع - أغا أو أمين المشاق -
الأفندية - أفندى الشرقية - أفندى الغربية - أفندى الشهر - أفندى الغلال -
أفندى المحاسبة - أفندى اليومية - أفتدى المصرف - أفندى الكركشى -
أفندى الرزق - أفندى الأوجاقات - أفندى المقابلة - أمير الحج - أمين الشون
- أمين البحرين - أمين الخردة - انكشارية - أوجاق - أوضباشى (أوطه باشى).
الباشا - باش اختيار - باش قلفة الروزنامة .
تفكشيان - ترجمان .
ثانى خليفة الروزنامة - ثالث خليفة الروزنامة .
جاوشان - جمليان - جراكسة - الجبة جى باشى - جوريجية .
خزينة دار - خليفة وخلفا - الخولى .
الدفتر دار - ديوان أفندى .
رابع خليفة الروزنامة - رئيس الديوان .
زعيم مصر.
سردار الحج - سردار الخزنة .
شاجرتيه - الشاهد - مشايخ البلاد - شيخ البلد .
الصنجق - صنجق طبل خانة - صنجق الخزنة - صناجق الولايات -
صيارف الرونامة - صراف باشى الروزنامة - صيارف البلاد .
عزيان ..
الفرمنجى .
قاضى مصر - قافلة باشى - قائمقام - قبودان - قلفه - قلق .
كتخدا - كخيا - كتخدا جاوشان - کتبة الخزینة - کشاف - کیسه دار -
كلاف متفرقة - المفتيون - المحتسب - مستحفظان - المشد - مهر دار -
معمارجى باشى .
نواب القاضى -نقيب الأشراف .
والى - الوكيل .
يولداشات .

ملحق بالمصطلحات

أثر أو أطيان مؤثرة أو أثرية - افراجات - التزام - أو تلاق - أوراق خدم
العسكر - أوسية .
تذاكر جاوشية - تذاكر ديوانية - ترابيع - تقسيط - تلبيس - تمكينات .
جمكية وأوراق جمكية .
حلوان - حملة .
خرج - الخزنة .
دیوان .
السليانات .
صرة الحرمين وأوراق صرة .
فائض - قرمان-فضة ونصف فضة - فرق.
کرکشی - کدو کات ( کدیك) - کشوفية -كلالہ - کیس .
المال الحر - مال الجهات - محبوب - محلول - مخرجات - مضاف -
ملتزمون - موجبات - مهاترة - الميرى - الميدى .
البنارى - النوبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق