الأربعاء، 5 مايو 2021

رحلة حديثة الى صان الحجر والمنزلة - الجزء الأول

خارطة بحيرة المنزلة وصان الحجر وضواحيهما، المقياس 3 ملمترات لكل كيلومترين
خارطة بحيرة المنزلة وصان الحجر وضواحيهما، المقياس 3 ملمترات لكل كيلومترين




رحلة حديثة الى صان الحجر والمنزلة
للاب الملفان الخوري لوسیان لوروا

كنتُ منذ ثلاث سنين نزيل برت سعيد وانا لا ازال اترقَّب الزمن الموافق 
لزيارة آثار مدينة جلية تكرَّر ذكرها في الاسفار المقدَّسة واتَّخذها فراعنة مصر مرارًا
كقاعدةٍ لمملكتهم أَلا وهي طانیس المعروفة اليوم بصان الحجر حتى تيسَّر لي الأمر منذ 
عهد قريب ففزت بالمرام وذلك في فصل الصيف من سنة ۱۹۰۱

فبعد ان اتَّخذتُ لتتمَّة المقصود كلّ الاعلامات اللازمة واعددتُ الاهبة للسَّفر 
طلبتُ لي رفقةً اسير وايَّاهم الى صان فأَسعدني الحظّ بان لقيتُ خمسةً من أدباء النزّالة 
اثنان منهم من مستخدمي شركة قناة سويس ثم المسيو پ . وولداهُ فرنسوا وارنست . 
وكان احد الملَّاحين الاعراب اسمه الرئيس عید وعدنا بان يأجرنا لهذه السفرة قاربهُ نركبهُ 
من محطَّة كربوتي إلى صان . وكان هذا القارب كبيرًا في مؤخرهِ غرفةٌ يمكننا أن نقضي 
فيها الليل

فلمَّا كان اليوم المعهود ركبنا القطار من برت سعید ومعنا من الزاد ما يكفي 
لثلاثة أيام وتسلَّحنا ببندقيَّتين او ثلاث واخذنا معنا اداتين للتصوير الشمسي . فما لبثا 
أن وصلنا إلى محطَّة كربوتى وهي قرية صغيرة على ضفَّة بحيرة المنزلة . فكان اوَّل اهتمامنا 
بان نسأَل عن الرئيس عید فلم نقف لهُ ولقاربهِ على اثر . بيد انهُ لحسن طالعنا وجدنا هناك
ذهبيَّة لأَعرابيَّيْن كانت على وشك السفر الى دمياط فأَقنعنا صاحبَيْها بان ينقلانا الى 
صان بأُجرة معلومة فرضيا وسرنا على الطائر الميمون

وكان سفرنا على بحيرة المنزلة جنوبيًّا بميلة الى الغرب . وهذه البحيرة تمتدُّ طولًا في 
مسافة نحو مئة كيلومتر امَّا عرضها فيختلف . وكانت سابقًا تبلغ مدينة پلوزة القديمة ولا 
يفصلها عن البحر سوى كثبان من الرمل والبحر مع ذلك يتَّصل بها فتدخلها 
مياههُ المالحة من فوهتين او بوغاصَيْن . واذا نقص النيل واشتدَّ القيظ هبطت مياه البحيرة 
حتى ان القوارب لا تقطعها الَّا بالعناء لقلَّة الماء . امَّا اذا فاض النيل رأَيت بحيرة المنزلة 
طاغية تشغل مياهها نحو ۱۲۰۰ کیلومتر مربَّع لا يطفو فوق المياه سوی بعض جزائر 
عليها آثار قديمة و كان في موقع هذه البحيرة سابقًا بلاد عامرة وجنَّات فيحاء غمرتها 
مياه بحر المحيط فصارت بحيرة متَّسعة الافناء ولم ينجُ من طغيان هذه المياه الَّا 
امكنةٌ قلية لعلوّ تربتها منها جزيرتا تنیس وتونة

وقد ورد ذكر هذه البحيرة في مروج الذهب للمسعودي فروی خبرها وهو يدعوها 
بحيرة تنيس قال:
« كانت بحيرة تنيس ارضًا لم يكن بمصر مثلها استواءً وطيبَ تربةٍ وثروةً وكانت جنانًا ونخلًا 
وکرمًا وشجرًا و مزارع وكانت فيها مزارع على ارتفاع من الارض ولا احسن اتصالًا من جنانها 
وكرومها ولم يكن بمصر كورة بقال انَّها تشبهها الَّا الفيُّوم ولا اخصب واكثر فاكهة ورياحين من 
الاصناف الغريبة وكان الماء منحدرًا اليها لا ينقطع عنها صيفًا ولا شتاءً يسقون منهُ جنانهم اذا 
شاؤوا وكذلك زروعهم وسائرهُ يصبُّ إلى البحر من سائر خلجانهِ ومن الموضع المعروف بالاشتوم 
وقد كان بين البحر وبين هذه الارض نحو مسيرة يوم . . . فلم يزل البحر يزيد ماؤهُ ويعلو 
ارضًا فارضًا في طول على ممرّ السنين . . . فلمَّا مضت لديقلطيانوس من ملكهِ مائتان واحدی 
وخمسون سنة ( اعني سنة ٥٣٢ م ) هجم الماء من البحر على بعض المواضع التي تسمَّى اليوم بحيرة 
تنيس فاغرقها وصار يزيد في كل عام حتَّى اغرقها باجمعها فما كان من القرى التي في قرارها غرق 
وامَّا التي كانت على ارتفاع من الأرض فبقيت منها تونة وسيمود وغير ذلك ممَّا هي باقية الى
هذا الوقت »

وكان سيرنا في البحيرة بين جزيرتي تنیس وتونة شمالًا وبلدة المطريَّة الحافلة 
بصيَّاديها يمينًا حتى وصلنا بعد نحو خمس ساعات مدخل نهر المعزّ وهو الخليج المعروف 
في الأزمنة السالفة بخليج صان (branche tanitique) وهذا النهر في وقت ارتفاع النيل 
كثير المياه يتَّسع يمينًا وشمالًا فيغمر بمياههِ ارضًا واسعة . امَّا في فصل الصيف فتقلّ
مياههُ وينحصر في حدود ضيِّقة . ومياههُ عند مصبِّهِ في بحيرة المنزلة لا تصلح للزراعة 
لاختلاطهِ بالمياه المالحة . وانَّما تُرى فقط على ضفَّتيهِ بعض الاعشاب کالاسل والقصب

وبعد ان واصلنا السير مدَّةً بلغنا الى حيث ينقسم نهر المعزّ قسمين وكلاهما يصلح 
للملاحة ولنَقل السلع وكان سفرنا على القسم الشماليّ وهو الذي يوصل بين الزقازيق 
والصلاحيَّة وصان والمطريَّة فينقل بينها صادرات مصر ووارداتها . وكنَّا لا نلقى في 
طريقنا الَّا بعض زوارق للعربان يسلّم اهلها علينا اذا رأونا بجلبةٍ عظيمة فتقابلهم بالمثل

وبعد ساعةٍ من الزمان بلغ بنا المسير إلى المزدرعات التي تزيّن هذه الجهات وهي 
كلُّها خصبة يغلب عليها الارزّ والقطن وضروب الحبوب تراها تنبسط كخميلةِ على جانبي 
النهر الى مسافات بعيدة وراءَها رملُ الصحراء . ولم نزل صاعدين النهر الذي كان 
صقيلًا كمرآة وهو يتَّسع حينًا وينزوي حينًا آخر في ضمن حدودهِ وتارةً يتشعَّب شعبًا 
فتبرز من وسطهِ جزائر خضراء رائعة المنظر . وبينما كنتُ اعاين هذه المشاهد العجيبة 
اذ لاح لي من سطح السفينة ضحضاح من المياه تزينهُ بُقع خضراء وادواح الشجر 
بينها اعشاب طويلة فسألت صاحبَيْ القارب : « ما اسم هذه البحيرة » فاجابا : ليس 
ثمَّت بحيرة ولا مياه ولا اشجار انَّما هذا السراب . فعرفت اني مخدوع کما خُدع قبلي
كثيرون من اهل الاسفار . ثم جعلت اسرّح الطرف نحو الآفاق فلا ترى عيني الَّا 
الرمال الجرداء . وبقينا كذلك حتى اصيل النهار فرأَينا عند الأفق تلًّا مرتفعًا ظهر لنا 
في وسط تلك البادية القفرة كانهُ سلسلة جبال . فسألت الملاَّحَيْن : او هذا الجبل ايضًا 
من ظواهر السراب . قالا : كلَّا لكنهُ ليس بجبلٍ وانَّما هو تلّ صان الذي نقصدهُ . 

فشخصت عيوننا نحو تلك الآكام لعلَّنا نميّز شيئًا من اخربة المدينة التي عاش فيها موسی 
کلیم الله . الا انَّ التلّ كان بعيدًا يقتضي لقطع المسافة الباقية لبلوغهِ خمس ساعات 
على الأَقل

فاسبل علينا الليل سترهُ قبل أن ندرك صان الحجر الَّا انَّ البدر طلع بعد قليل 
وانار النهر باشعَّتهِ الفضيَّة وكسا المزدرعات بنورهِ الكمد فانبعث أمامنا عالمٌ جديد
اغربُ من ظواهر السراب كانت مناظرهُ تخلب عقولنا وتسبي أَلبابنا . ولم تزل ابصارنا 
ترعى هذه المشاهد الفتَّانة حتى بلغنا في جوف الليل قرية صان الحجر بعد اربع عشرة
ساعة من السير المتواصل . والقرية على ضفَّة النهر عند سفح التلّ . فرست ذهبيَّتنا عند
طرف الضيعة حيث يتصل بالنهر اسفل اطلال التلّ وردومهُ غائصةً في المياه

وما ادركنا صان حتى شعرت بنا كلابها واخذت بالنباح فايقظت جلبتها القرويين 
فقدم علينا بعضهم ليروا ما الامر ولمَّا علموا انَّ قدومنا لسلام هدأت النأْمة وعاد القوم 
الى بيوتهم . وكان هناك يوناني صاحب نَزْل دعانا لنقضي الليل في فندقهِ فابينا وآثرنا 
النوم في الذهبيَّة لكن عينيَّ لم تكتحل باغتماض

ولمَّا تبلج الصبح سمعت صوتًا في مياه النهر فرأَيت واذا بفتاتين من صان تغتسلان 
قبل طلوع الفجر فذكَّرني ذلك بفتاة فرعون التي خلَّصت في هذه الأمكنة موسى الطفل 
من الغرق

ثم ايقظتُ رفقتي فرقينا معًا التلّ باكرًا لنبلغ قمتهُ قبل طلوع الشمس ، فكنَّا نسير 
في طريقٍ غبراء محمرَّة التربة تتكوَّن من دقائق الآجَر حتى وصلنا بعد مدَّةٍ الى 
انقاضٍ وبقايا جدران متداعية وآثار اعمدة ومسلَّات وتماثيل ودُمَى ابي الهول وكلّ 
ذلك خِلْط مِلط في حالة يُرثى لها . فقطعنا هذه الآثار دون أن نتلبَّث في فحصها 
والبحث عنها لئلَّا يفوتنا منظر طلوع الشمس . وكانت طريقنا فويق هذه الإطلال 
حرجةً صعبة المرتقى ادَّت بنا بعد قليل الى ذروة التلّ اهتدينا اليها ببناء من الحجر 
المنحوت يُرى هناك فانتظرنا بقرب هذه البناية بزوغ الشمس

وكان اديم السماء صافيًا لا يشوبهُ بخار او سحابة فوجَّهنا الابصار الى الشرق فلم 
يلبث قرن الشمس ان يذرّ فيجلِّل بانوارهِ الساطعة كل البقاع التي حولنا . ولم يزل ملك 
النهار يتصاعد شيئًا فشيئًا حتى ظهر بكل جلالهِ منيرًا بسراجهِ الوهَّاج حاضرة الفراعنة 
التي اصبحت اليوم اثرًا بعد عين وخرابًا بعد عمران فبقينا هنيهةً لا نفوهُ ببنت شفة 
وكُلُّنا عيون شاخصة تكاد تلتهم هذه المناظر التهامًا

ثم جعلنا نتجوَّل فوق مشارف التلّ فاذا هو يتَّسع عرضًا ويستطيل الى جهة 
الجنوب . وكان مع احد رفقتي . میزان لتعريف العلوّ فرصدهُ فاذا هو يدلّ على ثلاثين 
مترًا بكسر . وكانت سهول طانيس القديمة تمتدّ عند اقدامنا فتذكرنا ما جرى فيها من 
الضربات العشر كما ورد في الكتاب الكريم ( المزمور ۷۷ ع ۱۲ ) حيث قال : وصنع 
( الربُّ ) المعجزات امام آبائهم في ارض مصر في بقعة صوعن ( צעז ). وصوعن هي 
صان او طانیس . وقد كرَّر ذلك في المزمور عينهِ ( ع ٤٣ )

ثم حاولنا النزول من هذا الجانب فما تمكنا من الامر الَّا بعد العناء والمشقَّة وكانت 
ارجلنا تغوص في تراب عمیق ضارب إلى الصفرة يدخلهُ قِطَع من الخزف والزجاج 
المكسَّر وكلُّ التلّ على هذه الصورة

وانْ سأل السائل أَو بلغت صان هذا العظم والاتَّساع حتى انَّ اخربتها صارت 
عبارة عن جبلٍ ? اجبنا مع العلَّامة مسبرو : « ان مدينة صان لم تكن ذات شان اذ انَّ 
مجمل ابنيتها كان منحصرًا في دائرة تشمل بعض البيوت المتوسطة البناء كان يسكنها 
اعیان البلد وعُمَّال فرعون . وكنت ترى على رُبَى قليلة الارتفاع تتركَّب من ردوم سابقة 
عدَّةَ ابنية اشبه باكواخ خفيفة متلاصقة ببعضها لا يفصلها الَّا ازقَّة ضيّقة وكلُّها من اللبن 
المجفَّف في الشمس او الآجرّ . تلك كانت مدينة صان . وانَّما كان لها هيكل عظيم 
الشأن شاهق البنيان تتجهُ نحوهُ كلّ حركة السكَّان لِما يُقام فيهِ من المناسك الدينيَّة 
لاكرام آلهة المصريين والتل يتركَّب بالخصوص من بقايا هذا الهيكل الفخيم » . على ان
من نظر إلى الآثار الباقية من صان وهيكلها لا يتمالك من العجب لرونق هذه العاصمة 
وحضارتها وعظم ملوكها

وبعد أن أجلنا الطرف في كلّ هذه المآثر وفكَّهنا المخيلة باحياء سالف الاعصار 
وذكر قاعدة الفراعنة على عهد بني اسرائيل نزلنا من التلّ لنبحث عن الاخربة التي اجتزنا 
بها صباحًا دون أن نتأَمَّلها وما يمكننا أن نقول عنها بوجه الاجمال انَّ هذه الآثار قد 
استولى عليها الدمار فلم يبقَ منها الَّا حطامها . وذلك قول يصحُّ في جميع آثار وادي 
النيل كتلّ بسطة وپلوزة وطانیس بخلاف عاديَّات الصعيد فانَّ يد الدهر لم تُصبها 
بكبير اذًی . امَّا هيكل صان فتری بقاياهُ مجندلةً محطَّمة في حيص بيص فتعثر رجلك 
تارةً بصفّ من نحيت الحجارة وتارةً بردوم من الانصاب والمسلَّات القديمة وحينًا بقطع 
من التماثيل الضخمة او الاشخاص الممثِّلة ابا الهول وكلُّ ذلك باختلاط لا يفي بهِ الوصف 
وهي في اسوإِ حالة لا يمكن الناظر أن يتحقَّق ما كانت عليهِ هذه الآثار في اوَّل 
تنصيبها

وممَّا لحظناهُ بقايا إِلهٍ جبَّار منحوت بحجر الصوَّان المانع فرأْسهُ قد قُطع من شلوهِ 
وكذلك ترى ذراعيهِ وساقيهِ مكسورتين وضخمهُ عجيب ولو كان سالمًا لعُدَّ شبيهًا في 
كبرهِ بدُمى الالهة التي تُرى في مِنف والاقصر . وعندنا انَّ هذا التمثال هو الشخص
الذي أمر باصطناعهِ رعمسيس الثاني من حجر واحدٍ وجعلهُ من اكبر تماثيل مصر

وفوق ربوةٍ ليس بعيدًا عن هذا الأَثر تُری مسلَّةٌ كبيرة ممتدَّة على الحضيض وهي 
مکسورة الى قسمين . يبلغ طولها من ۱۸ الی ۲۰ متر وعرض كل وجهٍ من وجوهها 
الاربعة نحو متر و٦٠ سنتيمترًا . وعلى احد هذه الوجوه مكتوب بالحروف الهروغليفيَّة 
اسم رعمسيس الثاني والقابهُ فيدعى فيهِ : « ملك الشمال والجنوب ‘ راع أُسر مات سوتيب 
ان راع ‘ ابن الشمس رعمسیس صدیق عمون وملك الارضَيْن » . وعند لحف المسلَّة 
نُقشت صورةَ الملك وهو يقدّم قربانًا لالهٍ طُمست سحنتهُ

وعلى مسافة بعض خطوات من هذه المسلَّة مسلَّتان أُخريان على شبه الاولى في 
كبرهما وهما كذلك مكسورتان في وسطهما وعندهما تمثال آخر عظيم لكنهُ لم يُحطَّم
كالتمثال السابق وصفهُ . وتُرى في حِجْره صورة امرأَة صغيرة القامة منحوتة في الحجر 
نفسهِ . وليس بعيدًا من هذه الدمية تمثال ثالث اصغر منهما وهو حسن النقش سالم في 
قسمهِ الاعلى امَّا سُوقهُ فقد كُسِرت . وعلى صدرهِ شعار رعمسيس الثاني . لهُ هينة 
كهيئَة تمثال سقَّارة الشهير

وفي شمالي هذا الشخص استلفت انظارنا حجرٌ من الصوَّان الأحمر منقور على شكل 
صندوق وهو ناووس او مصلّى صغير تكسَّر احد اطرافهِ فيُری داخلهُ وهو منقوش 
وعلى كل وجوههِ کتابات وتصاویر فاخذت رسمهُ بالتصوير ( ص ٤۸٥ ) . وقد مُثَل فيهِ الملك 
رعمسيس ثلاثًا فتراهُ يقدّم القرابين للاله اتوم او تمو اي الشمس قبل بزوغها وللاله 
خُبْري اي الشمس الطالعة وللاله هُورس بن اوزیریس . وجُعل الاله اتوم في الوسط 
وعلى رأسهِ الاكليل المزدوج اشارة الى ملكهِ على مصر العليا وعلى وادي مصر وفي 
يدهِ اليمنى رمز الحياة وفي شمالهِ الصولجان . وبازائهِ الملك رعمیس يزین هامتهُ ايضًا 
الاكليلُ المزدوج تراهُ يقدّم لمعبودهِ تقدمةً وهي طلمةٌ على شكل مخروط كالهرم . وامام 
الاله قد كُتب « تمو سيِّد اون » واون هي مدينة عين شمس . وعند اقدام الملك ما
نصُّهُ : « تقدمة خبزٍ سميذ لينال الحياة من الاله » واسم الملك والقابهُ مدوَّنة امامهُ 
ووراءَهُ فيُقرأ امامهُ : « سلطان الارضَيْن ‘ راع أُسرمات سوتيب ان راع ‘ ( لقب الملك ) 
رعمسيس » . ومن ورائهِ قد كُتب : « ملك الصعيد ومصر السفلى ‘ راع أُسر مات 
سوتيب ان راع ‘ ابن راع رعمسیس تمو سید اون »

ناووس ( ναός ) او مصلَّی رعمسيس الثاني في طانیس ( راجع الصفحة ٤۸۷ )
ناووس ( ναός ) او مصلَّی رعمسيس الثاني في طانیس ( راجع الصفحة ٤۸۷ ) 

وعلى اليمين رُسمت صورة رعمسیس متوّج بالتاج الملكي امام الاله هورس يقدّم 
لهُ انائين وعلى راس الاله یُری قرص الشمس مع شعار الاله راع . وجسم الاله كجسم 
انسان امَّا راسهُ فراس باشق وهو يمسك في يمناه رمز الحياة وفي يسراه صولجان الملك 
و بازائهِ قد كُتب : « هورس إِله الارضَيْن سيِّد السماء » . امَّا الملك فاسمهُ والقابهُ كما في 
الصورة السابقة الَّا انهُ قد بُدِل اسمهُ « تمو سیّد اون » باسم « صدیق هورس »

وفي جهة الشمال صُوّر الاله خبري ( اي الشمس الطالعة ) على هيئة بشريَّة 
فرأْسهُ مكشوف تعلوهُ دائرة الشمس معلَّقة فوقهُ . وامامهُ الملك رعمسيس يقدّم لهُ 
انائين . وبقيَّة التصاوير والكتابات لا تختلف شيئًا عن صورة اليمين

وفوق هذه الصور الثلاث على طول الناووس كتابة درس اوَّلها وآخرها فلم يبقَ 
منها سوى ما ترجمتهُ : « . . . تمو قربان للاله تمو من قبل السلطان ملك الشمال والجنوب
‘ راع أُسر مات سوتيب ان راع ‘ ابن راع صديق عمون رعمسيس لا زال ملكك 
زاهيًا ناميًا الى الابد »

وفي سطح الناووس من اعلاهُ خمس كتابات تنتهي كلُّها بهاتين اللفظتين 
« رعمسیس المُحيى »

هذا ما بقي سليمًا من آثار صان . وليس الباقي كما سبق القول الَّا كسرًا وشقفًا 
لا يُتركَّب منها نصبٌ کامل ( لهُ بقيَّة )

المصدر: المشرق، السنة السادسة العدد ۱۱، ۱ حزيران سنة ۱۹۰۳، ص 481 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق