|
فتح مصر من كتاب العنوان لأغابيوس بن قسطنطين المنبجي |
بداية من صفحة 211 حتى صفحة 214
ولما رأى هرقل انطراد الروم وهو [ بانطاكية و] بلغه ما صنع العرب بالفرس اعتراه
الحنق و [الغيرة و] كنبته الكآبة وكتب الى مصر والشام والجزيرة وارمينية يامرهم الّا يحاربوا
العرب ولا يقاوموا امر الله وعرّفهم ان هذه افة ارسل الله تعالى الى الناس وانه لا مردّ
لامر الله وانه لا [مندفع ] .... اسمعيل بن ابرهيم به وانه يخرج من ظهره ملوك كثيرة
و | وجّه سعيد وعمرو ابنا العاص الى مصر فدخلاها [ولقيـ ] هما قرّة اسقف
الاسكندرية فصالحهما على أن يود|ي كل سنة ماتي الف دينار على أن لا تطا
جيوشهما [مصر ولا] صعدوا حدودها وعلى أن يعدَ الاموال ويرسل ..... اليهما
فعاهداه على ذلك ولم يزل قرَة اسقف [الاسكندرية مـ]صرًا ضابطًا لها ثلث سنين لم
يدخلها أحد من العـ|رب]
[ثم نهض ] قوم من أهل مصر الى هرقل الملك فسعوا بقرّة [عنده انه ياخذ] الاموال
من مصر ويدفعها الى العرب وا.... ويدفع اليهم خراج مصر الذي هو |واجبه له]
|وغضب] هرقل من ذلك ووجّه الى مصر ببطريق يد|عى منويل و|أمره بعزل قرّة
من تدبير مصر وان يتولى ذلك ويقـ|وم ] ... لذبّ عن أهلها
فلما كان في اخر السنة [نزل] العرب الى مصر على العادة يريدون الاموال فالفوا منويل
نازلًا على مصر مع جيوش الروم فأخذوهم وادخلوهم اليه وسالهم عن أمرهم وحاجتهم
فأخبروه بالقصة فلما علم انهم يريدون الاموال انتهرهم بغضب شديد وصرفهم بهوان وقال اني
لست قرّة الاسقف الذى كان يعطيكم الاموال خوفًا منكم لانه راهب متعبّد وانا رجل
صاحب سلاح وحرب وشجاعة كما ترون من حالي وما لكم عندي الا الخزي والهوان
وانصرفوا من البلد ولا تعودوا اليه والّا أتيت على انفسكم وقد أعذر من أنذر
فرجع القوم الى صاحبهم فاخبروه بذلك فنهض عمرو بن العاص وسار حتّى وافا مصر
ولقى بها منويل فهزمه وقتل عامّة أصحابه ولحق منويل بالاسكندرية مع من بقي من أصحابه
ثم استولى العرب على مصر
فلما بلغ هرقل الخبر كتب الى قرّة الاسقف بالاسكندرية امّا بعد فان قومًا اعطوني
فيك العشوا ورفعوا التي عنك الباطل فاسرعت الى القبول منهم وأجبتهم الى ما سالوا وقد
علمت ان هولاء أرسلوا افة على الناس وان الله قد كان وعد ابرهيم في اسمعيل أن يخرج
من ظهره ملوكًا كثيرة ووعد الله حق لا مردّ له ولا مندفع فان قدرت على مداراة القوم
ودفعهم عن مصر بما عزّ وهان فافعل واذا استطعت أن يدفع اليهم الشرط الاوّل الذي
كتب ووافقتهم عليه فافعل ذلك فقد قلّدتك أمر مصر وفوّضت اليك امرها واعمل بحسبه
فلما ورد كتاب هرقل الملك على قرّة قال كيف استطيع دفع القوم وقد صرت عندهم
كذّابًا سيما وقد استولوا عليها لكنني لا ادع استفراغ المجهود ثم انظر كيف الامر فخرج
قرّة من الاسكندرية وصار الى عسكر القوم فدخل على عمرو بن العاص فاعتذر اليه
وأعلمه انه لم يكن هو سبب نقض العهد الذي كان بينهما لكن هرقل الملك الذي قهره
وصرف رايه عن ذلك وساله أن يجريه على الشرط الاول
فاعلمه عمرو بن العاص انه غير مجيبه الى ما سال وقال لا اثق بك بعد ان غدرت
في اول مرّة ومع هذا فلا يمكن ما سالت لانا فتحنا مصر بالسيف ولسنا ندعها بشيء
فانصرف قرّة الى الاسكندرية بغير قضاء حاجة
ثم ان عمر بن الخطاب عزل خالد بن الوليد عن الشامات وقلد مكانه أبا عبيدة
بن الجراح وذلك فى سنة خمس عشرة للعرب وست وعشرين لهرقل
وغزت العرب الاسكندرية وبها منويل بطريق الروم فهرب واصحابه وركبوا البحر وصاروا
الى الروم وافتتح العرب الاسكندرية وهدموا سورها وغلبوا عليها وعلى السواحل فيما بين
الاسكندرية والفرما ثم غزت العرب افريقية في هذه السنة ولقوا بها غريغور بطريق الروم
فهزموه وقتلوا اصحابه ولحق غريغور بالروم وصالح الملك