الثلاثاء، 21 يناير 2020

كيف تكسب أي مزايد في خطوتين؟ دليل للإنسان العصري



بظني من ضمن الأخطاء الكبيرة الي الانسان بيرتكبها وهو غير واعي لها، هو خطأ مجادلة/نقاش المزايدين. لأنه في حقيقة الأمر لا نقاش ولا جدال لما تلاقي نفسك وجها لوجها مع انسان مزايد، وغالبا بنسبة 100 في المية هيكسبك في النقاش وهتطلع خسران وقتك وتفكيرك واحتمال في النهاية يحولك لعبد عنده يوديك ويجيبك زي ما هو/هي ي/تحب. بس مهم تعرف ازاي تقدر تميز المزايد؟ الطريقة بسيطة جدا ومش هاقولك سيب ايميلك واتفرج على الفديو دا أو مش عارف روح الموقع الفلاني اقعد قلب فيه ثلاث ساعات وفي النهاية مش هتوصل لشيء، بتاتا. 

الطريقة بسيطة جدا جدا جدا، الانسان المزايد لما بيناقشك بيصرخ في وشك على طول، صوته عالي والشرر بيطق من عينيه وكل مايرد عليك صوته أو صوتها يوصل أول الشارع بأخره، ونفسيا علو الصوت بيخوف، أي انسان مهما كانت درجة اتزانه لما بيواجه الموقف دا أول احساس بيتسرب ليه هو الخوف، بيخاف من الي قدامه ودي النقطة الي بيلعب عليها كل المزايدين، الخوف، أول ما الخوف يدب في قلبك، مافيش بقى لا عقل ولا تفكير ولاحجة ولا بطيخ، بتلاقي نفسك بتتخبط في ردودك وقلبك بيدق وتفكيرك منشغل في كيفية الهروب من الموقف دا، ودا الي بيسميه المزايد مكسب، لكنه في الحقيقة مكسب غريزي مش مكسب حقيقي.


طب ايه الحل لمواجهة المزايدين؟

الحل بسيط جدا في خطوتين:
1- الغي من مخك فكرة انك بتتناقش بالعقل والحجة والكلام دا خالص، لازم تواجه المزايد بنفس سلاحه ألا وهو الصوت العالي، فلو صوتك واطي وصعب ومستحيل يعلى عن درجة معينة، نصيحة انسى انك تواجه أي مزايد، الغي الفكرة دي تماما من دماغك وماتحاولش تخش في أي نقاش من النوع دا، لكن لو صوتك عالي خلقة فانت تمام ومستعد للخطوة الي بعد كدا، لو صوتك مش عالي وعاوز تعليه، ممكن تروح تتدرب في أي مكان فيه حيوانات كثيرة زي الحمير مثلا، وكل ما الحمار ينهق، تنهق بصوت أعلى منه وتفضل تحاول لحد ما صوتك يوصل لنفس الطبقة أو أعلى.
2- ملامح وشك لازم تبقى شديدة العدوانية وانت بتواجه المزايد، دي نقطة مهمة جدا ولازم تحافظ على الملامح دي طول الوقت وتركز كل الكراهية الي في عقلك ووجدانك وتتأكد انها ظاهرة على ملامحك بكل وضوح، ولو انت ملامحك طيبة أو صعب انها تظهر الكراهية، فتأكد انك مش هاتعرف تكسب المزايد بأي حال من الأحوال، ولو انت ملامحك طيبة بس ممكن تتغير، فيه طريقة سهلة جدا لاكتساب ملامح الكراهية بدون تعب، كل يوم تروح الجامعة وقت خروج الطلبة وحاول تركب سرفيس يوديك أي مكان، وسط طوفان البشر وطوفان الميكروباصات والتلاطم والتدافع الرهيب لمدة شهر الكراهية هتدخل جواك بدون ما تحس وبعد شهر هتبص في المرايا هتلاقي ملامح وشك بتشع كراهية وغل وحقد بشكل طبيعي يخوف أي انسان.


بعد ما تكون استوفيت النقطتين دول، انت دلوقت مستعد انك تواجه المزايدين بأهم سلاحين عندك، الصوت العالي والكراهية، دول بقى مع شوية اكليشهات محفوظة هيضمنو لك على الأقل انك مش هتنهزم في المناقشة وهتطلع تعادل، ويمكن لو صوتك أعلى من الي قدامك تكسبه أو لو شكلك مخيف أكثر تقدر تسيطر عليه.


مثال بسيط للتدريب:
مثلا موضوع النقاش كان "فوائد نبات السبانخ"، انت مثلا شايفه مش مفيد أوي والمزايد شايفه ان السبانخ لازم يتصرف على البطايق والعيال تتحقن بيه مع التطعيم.
- انت مثلا قولت: السبانخ لوحده مش كفاية لازم عناصر غذائية تانية.
- المزايد (بصوت شبه سارينة الغارة): السبانخ لوحده كفاية.
- انت (بصوت أعلى من صوت الحمير والشرر بيطق من عينك) : انت ازاي تجرؤ تقول السبانخ لوحده؟ هه؟ ازاي جات لك الجرأة انك تحط السبانخ جنب كلمة لوحده؟ دا السبانخ دا محبوب من كل الخضار وعشان كدا تلاقيهم محاوطينه في كل أكلة.
- المزايد (محاولا الرد): آآ
- انت (بنفس الصوت العالي):  ولا كلمة ولا نفس وانت لسه ليك عين تتكلم بعد الي قلته دا، هه؟ هتقول ايه؟ وهتنيل ايه تاني؟ يخرب بيت الي علمكم والي اداكم شهادات يا ... الخ الخ الخ

وهكذا، وزي ما قلت لك في أول الكلام، اوعى تستخدم عقلك في أي لحظة، أوعى ترتكب الجريمة دي، طول ما المناقشة المتحكم فيها النهيق والصريخ وبصات الحقد والكراهية فانت تمام وتقدر تصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق