اللوحة رقم 1 - سجادة معلقة مطرزة بزينة، القرن الخامس الميلادي - 157.48 سم في 106.681 سم |
الشكل - ترميم سجادة معلقة من مصر في متحف كي جي إل ببرلين. |
منسوجات مبكرة من دمياط
بقلم أ. إف. كندريك
معظم المنسوجات المكتشفة من قرون العصر المسيحي المبكرة كانت في صعيد مصر، بين القاهرة والشلال الأول. لم تكن طبيعة تربة الدلتا لتساعد للحفاظ على المنسوجات المدفونة بها، على الرغم من ازدهار المنطقة بسكانها. ورغم ذلك، كانت فكرة رائعة لعلماء الآثار الفرنسيين أن يجربوا التنقيب بجوار دمياط، وأثبتت النتائج تمامًا صحة التجربة. تقع البلدة في أقصى شرق فرع النيل، على بعد حوالي 7 أميال من مصبه. وهنا قام ألبير جاييه، المشهور باكتشافاته في أنتينوبوليس، بالتنقيب في شتاء 1898-1899. وما اكتشفه من منسوجات هناك قدمه لمعرض باريس عام 1900.
قطعتا نسيج مهمتين جدا اقتناهما حديثا "متحف فيكتوريا وألبرت" تتطابقا تماما مع المسجل في كتالوج ألبير جاييه (1) حيث لا مجال للشك في كونهم قطع أصلية. أحدهم كان منحة سخية من السادة ريستال وبراون وكلينيل. والآخر من أرباح وديعة خصصها للمتحف قبل بضع سنوات الراحل السيد فرانسيس روبيل بريان. كان المكان الذي قام فيه ألبير جاييه بالحفر هو قرية الشيخ شطا، الواقعة على نتوء رملي في بحيرة المنزلة، على بعد ميلين شرقي دمياط. والشيخ المدفون هناك، وأعطى اسمه للقرية، كان قبطيًا منشقًا انضم للعرب عندما غزوا مصر وفتحوها. وعادت المنطقة للضوء مرة أخرى عندما أصبحت دمياط بؤرة هجمات الصليبيين في مصر.
يرى ألبير جاييه أن مدافن الصليبيين كانت في نفس الموقع الذي استخدمه البيزنطيون والعرب من قبل، لأنه الموقع الوحيد في هذه المنطقة الصالح لهذا الغرض. ويشير للصعوبات التي واجهته في التمييز بين مدافن العهود المتلاحقة. بل ويلمح لأن القبو الذي عُثر فيه على القطعتين المصورتين (لوحة ، 1 و 2] ربما كان لكنيسة أقيمت في وسط معسكر المسيحيين. ولكن بكل تأكيد لا شك في تواجد الصليبيين في هذا المكان. مثل هذه المنسوجات لم تكن لتنقلها الجيوش الغازية عبر أوروبا، وأشكال المنسوجات المصرية في تلك الفترة موضحة بأمثلة مؤرخة في مجموعات مختلفة، لا سيما تلك الموجودة في متحف فيكتوريا وألبرت (2). وعلى جانب آخر، فإن هاتين القطعتين متمايزتان لاكتمالهما وخصائصهما المبهرة عن القطع الأخرى المكتشفة في أجزاء أخرى من البلد. فهما تطابقان من حيث النسيج والنسج والزينة العديد من أجزاء من منسوجات مكتشفة في صعيد مصر.
وهناك سؤال طرح من قبل متعلق بهذا الموضوع للوهلة الأولى عند معاينة هاتين القطعتين الرائعتين. هل كانت أكفان الموتى في مصر ملابس قبل هذا للأحياء؟ لو نظرنا فقط للرسوم الشمعية، شواهد القبور القبطية المنحوتة أو (دعنا نقول) للفسيفساء الاحتفالية لجستنيان وثيودورا في رافينا، سنرى أن الملابس تلك الأيام الرئيسية كانت سترة بأكمام وفوق ذلك عباءة أو وشاح. وتحدد التقاليد تقريبا لحد ما شكل وزخرفة السترة. ويبدو أن شكل وزخرفة الوشاح كانتا تخضعان للذوق الفردي بشكل أكبر. لا شك في أن السترات المكتشفة في تلك القبور كانت رداءً للأحياء. فهي جيدة الصنع والخامة، غالبًا بالية ومتهالكة، ومرقعة أحيانا. بالنسبة للأغطية الخارجية، فهي محل تخمين. احدى أفضل القطع على الإطلاق التي عثر عليها في مصر، وهي سجادة معلقة مصبوغة بالأزرق عليها طرزت قصة سيميلي وباخوس، وموجودة في متحف اللوفر، كان ألبير جاييه قد عثر عليها في أنتينوبوليس، ملفوفة بحبل حول عنق مومياء لملء فراغ بين الرأس والكتفين. ولا نعتقد أنها كانت ملائمة للارتداء. لذا استخدمت هنا.
تُظهر العلامات الموجودة على المنسوجات المطرز عليها عمودين كبيرين أن استخدامها الأخير كان غطاءا لمومياء. زينة كهذه لن تلائم عباءة على الكتفين. لكن ملائمة أكثر لستارة، وحقيقة اكتشاف أربعة منهم معًا تدعم الرأي القائل بأنها كانت مخصصة لهذا الغرض - سواء كانت معلقة بين أعمدة هيكل القربان ciborium فوق مذبح، كما اقترح ألبير جاييه، أو لتغطية المداخل، من الصعب التحديد. إن رمزية القوة الممثلة في الأعمدة والعُمُد واضحة جدًا لدرجة أنها غالبًا ما تستخدم كزخارف توضيحية. يمكن رؤيتها في الفن المبكر في زخارف الفسيفساء، على جانبي الحاجز أو بجانب أعمدة المداخل. هل كانت فكرة نقل الأعمدة من مداخل الأبواب للستارة نفسها فكرة سعيدة، فهذا محل للتساؤل، لكن غرض المصمم يبدو جليًا تمامًا. من غير الواضح تمامًا مغزى الرؤوس في الميداليات فوق الأعمدة. هل المقصود منها أن تكون رموزًا أم صورًا أم مجرد زخرفة؟
تُرى تماثيل نصفية منسوجة بمهارة لآلهة وثنية وصور بورتريهات على قطع أخرى من مصر في المتحف، وهناك حالات يظهر فيها رؤوس صغيرة في ميداليات بإسراف لا يمكن تفسيره إلا للزخرفة. خاصية غريبة للستائر المعلقة الموصوفة هنا هي تعمد تجنب توازن الألوان وتفاصيل الزينة. العماد على اليسار من صوف أرجواني، وتفاصيله بخيط كتان غير مصبوغ. يظهر التباين مذهلًا في العماد الآخر. القاعدة بالأحمر والأزرق والوردي والأصفر على أرضية ملونة جزءًا بالأصفر وجزءًا بالأزرق الباهت. العمود من نفس الألوان، مع إضافة صوف أخضر وكتان عادي، والأرضية أرجوانية مع إطار أحمر. لون تاج العمود أزرق باهت مع أوراق شجر صفراء متناثرة. الميداليات أعلاه باللون الأصفر مع إطار أحمر، والرؤوس محددة بخط أرجواني غامق مملوء بالوردي ولمسات بالأحمر. صف زهور منفصلة بالأحمر والأصفر والأخضر أسفل منتصف الستارة المعلقة. نسجت الزخرفة مطرزة على سَّدات الخيوط الأفقية لأرضية الكتان. هذه الستارة المعلقة لحد ما تتحدى المكانة الفريدة الممنوحة حتى الآن لستارة معلقة رائعة محفوظة على شكل قطع متفرقة، في متحف برلين. تلك الستارة المعلقة كانت سابقا بحوزة السيد جراف من فيينا، وقيل إنه عثر عليها في منطقة الفيوم. الرسم هنا [الشكل) (3) هو ترميم تخميني للدكتور إتش. سوبودا H. Swoboda، للستارة المعلقة والمحفوظ جزئها الأيسر منها فقط في حالة تحلل). الباقي كان كافيا لإظهار أن هيكل التصميم كان قائمًا على ترتيب عمادين فوقهما قوس نصف دائري. نفس الخامات والأسلوب استخدمت في الستارة المعلقة قيد الدراسة. ثلاث حلقات باقية على طول الحافة العلوية تكشف ما استخدمت فيه هذه اللوحة. خيوط الجانب ربما استخدمت لربط الجزء السفلي من الستارة المعلقة للخلف بالطريقة الموضحة في الفسيفساءات (4) والنقوش المبكرة.
الستارتان المعلقتان لهما سمات زخرفية متشابهة لحد ما، ولابد أنهما من نفس الفترة تقريبا. يبدو أن القرن الخامس هو التاريخ الأكثر احتمالا. إن حدة وبساطة أحد الأعمدة تناقض غزارة ألوان وتفاصيل زخارف الآخر، هي تحذير لجميع الذين يحاولون تحديد عصر تلك البقايا المكتشفة.
لو لم يعثر على هذين العمادين في قطعة واحدة لشكلا أزمة حقيقية للمفهرس. حتى الشكل المعماري متنوع. استبدلت قاعدة العماد الأرجواني المدرجة في الآخر بأخرى على شكل رأس عمود مقلوب. بقي ما يكفي من الستائر الثلاث الأخرى لإظهار أن الافتقار الواضح للتوازن قد تم تصحيحه عند استخدام الأربعة معًا. اثنتان منهم يحتويان على العمود الأرجواني على الجانب الأيسر والآخر على الأيمن. اثنتان بهما الميداليات على أرضية صفراء ، واثنتان على الأخضر وأخرى على الأصفر. في إحداها كانت الميدالية الخضراء على اليسار ، وفي أخرى على اليمين.
القطعة الثانية [اللوحة الثانية] المقتناة بوديعة بريان عثر عليها في نفس المدفن. التقنية مختلفة تمامًا، الزخرفة بالصوف الملون بإبرة على شبكة الكتان. كانت طريقة التطريز هذه، والتي تكاد تكون عالمية اليوم ، نادرة نسبيًا في وقت كان النسج ممارسة شائعة. تعتبر القطعة لحد بعيد أهم مثال على فئتها في المتحف، وتحتل مكانة في المرتبة الأولى بين جميع المطرزات التي وصلتنا من العصور القديمة الغربية. لم تكتمل الستارة تمامًا، لكن إطار سيقان العنب تنمو بالتناوب بين المزهريات والسلال (اللوحة الثانية ، القطعة B] تمثل النهاية العليا للستارة. ينتمي هذا الإطار لتقليد سابق للزخرفة من الأشجار المصممة بحرية والورود المتناثرة لتغطية الجزء الرئيسي من الستارة (اللوحة الثانية ، c]. الأشجار بالأزرق الداكن والأصفر والوردي وثلاث درجات من الأخضر. للورود أستخدم الأحمر. يحتوي الإطار على جميع الألوان المذكورة أعلاه مع إضافة أرجواني فاتح للمزهريات والسلال. قطعة من الكتان من أخميم في متحف فكتوريا وألبرت مطرّزة بألوان مشابهة من الصوف مع صليب مرصع بالجواهر على الجانبين محاط بإكليل من أوراق الشجر. كلتاهما وستارة شطا يمكن تأريخهما بالقرنين الرابع والخامس، لاحقًا سيحل الحرير مكان الصوف في التطريز، ومشاهد الأناجيل ستصبح أكثر شيوعًا من مجرد رمزية مسيحية.
-----------------------------------------------------
(2) انظر A. R. Guest in Journal Roy. Asiatic Soc., April, 1906, pp. 387 foll.
(3) من Romische Quartalschrift, vi. (Rome, 1892), p. 105 و Pl. vi. طبيعة الزخرفة الأصلية الموجودة في الكوة غير محددة بشكل كبير.
(4) أسهل ما يمكن الرجوع إليه لإظهار الصلة هو الفسيفساء الموجودة في كنيسة القديس فيتالي وكنيسة S. Apollinare Nuovo في رافينا. انظر أيضًا تابوتًا مسيحيًا في لاتران، رقم 174 (Oriens Christianus. New Series I, 1911).
المصدر: Early Textiles from Damietta A. F. Kendrick, The Burlington Magazine for Connoisseurs Vol. 32, No. 178 (Jan., 1918), pp. 10-11+14-15 (4 pages) Published By: Burlington Magazine Publications Ltd. (رابط)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق