ذكر الرؤس الثمانية
اعلم أن عادة القدماء من المعلمين قد جرت أن يأتوا بالرؤس الثمانية قبل افتتاح كل كتاب وهي الغرض
والعنوان والمنفعة والمرتبة وصحة الكتاب ومن أي صناعة هو وكم فيه من اجزاء وأي انحاء التعاليم المستعملة
فيه فنقول (أما الغرض ) في هذا التاليف فانه جمع ما تفرق من اخبار أرض مصر وأحوال سكانها كي يلتئم من
مجموعها معرفة جمل اخبار اقليم مصر وهي التي اذا حصلت في ذهن انسان اقتدر على أن يخبر في كل وقت بما كان
في ارض مصر من الآثار الباقية والبايدة ويقص احوال من ابتدأها ومن حلها وكيف كانت مصاير امورهم
وما يتصل بذلك على سبيل الاتباع لها بحسب ما تحصل به الفائدة الكلية بذلك الاثر (وأما عنوان هذا الكتاب)
اعني الذي وسمته به فاني لما فحصت عن اخبار مصر وجدتها مختلطة متفرقة فلم يتهيأ لي اذ جمعتها أن أجعل
وضعها مرتباً على السنين لعدم ضبط وقت كل حادثة لا سيما في الاعصر الخالية ولا أن اضعها على اسماء الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق