الأحد، 10 فبراير 2019

الأدوية المفردة


بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابو جعفر احمد بن محمد بن سيد الغافقي رحمه الله قد كنت شرعت
في كتاب في الادوية المفردة اتخذه بذكره لنفسي ولم احب اذاعته في
ايدي الناس ومنعني عن ذلك مارايته من قلة اهل البصر بما يوضع على
صواب وعلى غير صواب وقلة معرفتهم بالفرق بين استخراج شيئا صحيحا قد
وقع فيه الغلط قبله وبين من غلط في شيء قد كان صحيحا فافسده على من
بعده بل كان نفوسهم مفطون على الميل نحو القول السقيم والنفور عن
الصحيح وانما يوثرون الكتاب الذي بين ايديهم ويقدمونه ويفضلونه
على غيره اما لان واضعه ذو جاه ومنزلة عند السلطان واما لانه كان
رجلا كثير المال وبالجملة انه رجل قد انتشر له ذكر وصيت بسبب من
الاسباب الدنياويه فاما نفس الكتاب فلايفهمون منه ولا ما يفضل
به على غيره ولا ما يفضل به غيره عليه فلذلك لم احب ان ينشر لي كتاب
في ايدي الناس لما ذكرناه من قلة بصرهم ولانه يكون الانسان قد
صير نفسه به غرضا لاقاويل الناس من ذوي الحسد واذان الجهلة مصغية
اليهم وذووا البصيرة والمعرفة والانصاف اقل من القليل فلما تجشمني على
انساخ هذا الكتاب بعض الاخوان اردت ان اتقدم فيه فاذكر
غرضه ومذهبي في وضعه والسبب الداعي الذي كان لي اليه فاقول ان غرضي
كان فيه شيئان احدهما ان اجمع فيه بين اقاويل القدماء والمحدثين من
اهل البصر من الاطباء في دواء من الادوية المفردة حتي يكون الناظر في دواء
منها قد عرف كلما قيل فيه وفي افعاله من الاقاويل من غير تطويل ولا اكثار
ولاتكرار اقاويل متشابهه بل لغاية مايكون من الايجاز والاختصار مع الجمع
والاحتفال والثاني شرح ماوقع في كتب الاطباء من اسماء الادوية المجهولة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق