الأحد، 1 ديسمبر 2019

أنتِ أميّ اذنْ وأنا كنت ذاك الصبيَّ الذي حملته المياه إلى قدميكِ




سَأدخل في النَّاي كي تذكرني
شعر: محمد علي شمس الدين - لبنان

سأدخل في النّاي كي تذكريني
وأترك جسمي
على قصب النهر يمضي
ودمي حيثما انفرط الماء يهوي إليكِ
أنتِ أميّ اذنْ
وأنا كنت ذاك الصبيَّ
الذي حملته المياه إلى قدميكِ

* * *

قبليني طويلاً
جمالُك ينثال كالحلم، سيدتي
جمالك نار الحياةْ
قبليني
ولاتتركي خاتم العرس يهوي
بلا ساعد
خذيني إذا جالت الريح فوق القبورْ
ولم يبق شيْء سوى الخوف
يسعى ورائي
كذئب الفلاة
إن ألفا من السنوات مشت في دمائي
ولم أنتبهْ
كنتُ طفلاً جميلاً
يدور مع الأرض حيثُ تدورْ
كنت قيساً نحيلاً
ودمعة خدي حديقَهْ
وما كنتِ ليلى
ولكنني سأكتب أن الزمانْ
سرير
وإنكِ اجملُ منها

* * *

غداً
حين أمضي
تهزّين هذا السرير الذي في الهواءْ
فلا تحزني
واعلمي أنني
خاتمٌ ضاع في ليلة العرسِ
تحت الغطاءْ

مجلة القافلة
ذو القعدة 1414 ه - ابريل/مايو 1994 م
ص 5