النص الوارد بالأسفل منسوخ من كتاب البلدانيات للسخاوي من موقع المكتبة الشاملة صيغة epub، صفحة 185 وما بعدها
الْبَلَد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ دمياط
وَهِيَ بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَأَخْطَأ من أعجمها ثُمَّ مِيم سَاكِنة بعْدهَا مثناة تَحْتَانِيَّة وَآخِرهَا طاء مُهْملَة بَلْدَة قديمَة شهيرة عَلَى سَاحل الْبَحْر خرج مِنْهَا جَمَاعَة من الْعُلَمَاء فِي كُل فن وَسمع بِهَا الطَّبَرَانِي وَخلق وَلَمْ يسمع بهَا شَيخنَا ولاشيخه وَقَدْ دَخَلتهَا غَيْر مرّة وفيهَا أسواق وحمامات ومساجد وعدة خطب وجدد بِهَا سُلْطَان الْوَقْت مدرسة حَسَنَة بِخطْبَة وَكَانَ فتحهَا فِي زمن الصَّحَابَة عَلَى يَد الْمِقْدَاد بْن الْأسود بإرسال عَمْرو بْن الْعَاصِ من مصر إِلَيْهَا حِينَ امْتنَاع عظيمها من تَسْلِيمهَا واستعد للحرب وأعان الْمِقْدَاد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - شطا ولد الْمشَار إِلَيْهِ بَعْد أَن وَفقه اللَّه تَعَالَى لِلْإِسْلَامِ حَتَّى تسلمها الْمُسلمُونَ ثُمَّ حشد لَهُ من أطاعه من أهل تِلْكَ النواحي وَسَار بِالْمُسْلِمين لفتح تنيس فأنكى فيهم بِالْقَتْلِ وَغَيره وَآل أمره إِلَى أَن قتل بالمعركة فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَحمل وَدفن خَارج دمياط وقبره بِهَا ظَاهر يزار بَل يحيون عِنْده اللَّيْلَة الْمَذْكُورَة من كُل سنة وَكَذَا مِمَّن يزار بِهَا الشَّيْخ فتح التكروري الأسمر الَّذِي اشْتهر بِهِ أحد جوامعها المدفون بجواره والمتوفي فِي سنة خمس وَتِسْعين وست مئة ثُمَّ لَمْ تزل بيد الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَن نزل عَلَيْهَا الرّوم فِي سنة تسعين من الْهِجْرَة ثُمَّ استنقذت وحصنها المتَوَكل عَلَى اللَّه جَعْفَر بْن الْمُعْتَصِم بْن الرشيد بالأسوار وَنَحْوهَا وقصدها الفرنج بِجَمْعِهِمْ المغلول مرّة بعد أُخْرَى مِنْهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وست مئة فَإِنَّهَا هجمت عَلَيْهَا وأحاطت بِهَا وخربوها بَعْد أَن ملكوها وقاسى أَهلهَا شدَّة إِلَى أَن خذلهم اللَّه عَنْ قرب وعادت إِلَى الْمُسْلِمِينَ حرسها اللَّه من الْآفَات 29 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَدْرَانِيُّ ثُمَّ الدِّمْيَاطِيُّ خَطِيبُ جَامِعِ الزَّكِيِّ مِنْهَا فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِهِ أَنا الْجَمَّالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ الْحَنْبَلِيُّ بِالْقَاهِرَةِ (ح)وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَة بْن أَبِي حَفْصٍ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحَرَمِ الْقَلانِسِيِّ قَالَ الأَوَّلُ وَهُوَ سَبْطَهُ سَمَاعًا أَخْبَرَتْنَا مؤنسة خاتون ابْنَةُ الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ عَفِيفَةَ ابْنَةِ أَحْمَدَ وَأَبِي الْفَخْرِ أَسْعَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ رَوْحٍ فِي آخَرِينَ قَالُوا أَخْبَرَتْنَا أُمُّ إِبْرَاهِيمَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَتْ أَنا أَبُوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ سجادة الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُول سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُولُ مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ فِي قَوْمِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ وَمَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي المناقب من مُسْتَدْركه عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن داهر فوافقناه فِيهِ بِعُلُوٍّ وَهُوَ عِنْدَ الطَّبَرَانِي مُعْجَمه الصَّغِير كَمَا أخرجناه وَكَذَا فِي الْأَوْسَط أَيْضا وَقَالَ إِنَّه لَمْ يروه عَنِ الأَعْمَش إِلَّا ابْن عَبْد القدوس وَرَوَاهُ أَيْضا فِي الْأَوْسَط من حَدِيث الْحَسَن بْن عَمْرو الْفُقيْمِي وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي تَفْسِير هود والمناقب جَمِيعًا من مُسْتَدْركه كِلاهُمَا من حَدِيث الْمفضل بْن صَالح كِلَاهُمَا عَنْ حَنش قَالَ رَأَيْت أَبَا ذَر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ آخذ بِحَلقَة بَاب الْكَعْبَة وَهُوَ يَقُول أَنا أَبُو ذَر من لَمْ يعرفنِي وَقَالَ الْحَاكِم فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط مُسْلِم وَفِي الآخر إِنَّه صَحِيح الْإِسْنَاد ثُمَّ اتفقَا وَلَمْ يخرجَاهُ وَهَذَا عَجِيب فَابْن داهر مَتْرُوك الْحَدِيث وَقَالَ الْعقيلِيّ إِنَّه رَافِضِي خَبِيث لَكِن قَدْ أخرجه الطَّبَرَانِي فِي الْأَوْسَط أَيْضا من حَدِيث سماك بْن حَرْب عَنْ حَنش وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر - وَهُوَ أَيْضا مَتْرُوك - عَنْ عَلِي بْن زَيْد عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث أَبِي الطُّفَيْل كِلاهُمَا عَنْ أَبِي ذَر وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم صحابيا رَوَاهُ إِلَّا أَبَا ذَر فَأَنا جُنْدُب سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَذكره بِاخْتِصَار وَلَيْسَ كَذَلِك بَل فِي الْبَاب عَنِ ابْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَأبي سَعِيد الْخُدْرِيّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - وَبَعضهَا يُقَوي بَعْضًا وَلذَلِك حسنته وأنشدني عَلِي بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْجَوْجَرِيّ بِجَامِع الزكي من دمياط لنَفسِهِ
ثَلَاثِينَ يَوْمًا بت أرقب وعده
وَعشر لَيَال والفؤاد كليم
فَقولُوا لرب الْحَسَن فِي طول وَصله يكلمني إِنِّي لَدَيْهِ كليم