الأحد، 7 أغسطس 2022

بشأن أسماك بحيرة المنزلة التى تؤكل وطرق صيدها وتمليحها

بشأن أسماك بحيرة المنزلة التى تؤكل وطرق صيدها وتمليحها
بشأن أسماك بحيرة المنزلة التى تؤكل وطرق صيدها وتمليحها


قرارات ومنشورات
ترجمة تقرير مقدم لنظارة المعارف العمومية
من جناب المستر جون متشل المدرس بمدرسة الزراعة
بشأن أسماك بحيرة المنزلة التى تؤكل وطرق صيدها وتمليحها

قد عدت الى الرحلة في الصيف الماضي بناء على أمر النظارة لجمع نموذجات الاسماك التي
تؤكل في البلاد ولاستطلاع الطرق المستعملة ببحيرة المنزلة في صيدها وتمليحها واني
سأشرح في تقريري هذا الذى أتشرف بتقديمه الى سعادتكم أولا أنواع الاسماك
المصيدة ذاكرا قيمتها وكمية أنواعها وطرق صيدها ثانيا الطرق المستمله فى تمليحها

وانى وان زرت في سياحتي السويس واصوان وبحيرة المنزلة الا أني سأتكلم بالاطناب على
مصائد الاخيرة نظرا لان صيد السمك بالمدينتين الاوليين قليل وأهميته قاصرة لا تتجاوز
موضعها وفي الحقيقة كان الغرض من سـفرى الى اصوان انما هو الحصول على نموذج
السمك المسمى باللاتيني (يوليبتروس بشير) واسمه بالعربيه (أبوبشير) وهو سمك نادر
الوجود في مجموعات التاريخ الطبيعي وله أهمية لكونه نوعا من فصيله كان يكثر وجودها
في الازمان القديمة في بحار الكرة الارضية

هذا وبحيرة المنزلة من البحيرات الضارب ماؤها الى الملوحة وذلك لاتصالها بالبحر بواسطة
أحد أفواه النيل القديمة المسمى (تانيتبك) وبالنيل نفسه بواسطة عدة ترع زراعية
وتختلف ملوحتها باختلاف المواقع والفصول وكثافة مائها مساوية لكثافة ماء البحر
عند اتصالها به وفي الجزء الجنوبي الشرقي منها وتزيد عنه في بعض الجهات بخلاف المواقع
القريبة من مداخل الماء العذب فانها عذبة بالنسبة الى غيرها وإذن لاغرابة اذا جمعت
هذه البحيرة بين أسماك المياه المالحة والمياه العذبة بالنسبة الى وضعها الطبيعي أما أسماك
المياه المالحة فهى تشمل الأسماك الساحلية للبحر الابيض المتوسط وأما أسماك المياه
العذبة فيجلبها النيل اليها وبالطبع يكثر نوع السمك المالح في الجهات الاكثر ملوحة
بالبحيرة وبالعكس أى تكثر أسماك المياه العذبة في الجهات الاكثر عذوبة بها وعلى
ما أعلم لايوجد بهذه البحيرة سمك خاص بها

وفي وقت فيضان النيل يحدث تغير في درجة الملوحة في الاجزاء المختلفة للبحيرة وذلك ينشأ
عن اندفاع مياه النيل فيها وينتج عن ذلك تغير في مواضع الاسماك حيث يتجه كل نوع منها
الى المواقع التى تلائمه وكثير منها يدخل هذه البحيرة رغما عنه بقوة اندفاع مياه النيل فيها
التى لولاها لما دخلت من نفسها ومنها ما يموت لهذا التغير الفجائي وما يعود الى النيل
وما يبقى محجوزا بالبحيرة

وأهم الاسماك المالحة التي يوجد فيها هو جنس البوري السنجابي اللون وربما زاد في العدد
عن الاجناس الاخرى ماعدا الجنس المسمى بالشبار وفي الغالب يتحصل منه معظم ايراد
المصائد وقد شاهدت في دمياط ثلاثة أنواع منه وهى (موجيل سيفالوس) و(موجيل
كابتو) و (موجيل سپا) وهي المعروفة عندهم بالبوري والطوبار والجران والنوع
الاول اكبرها حجما ومتوسط طوله . ٣ سنتيمترا وكان طول أكبر ما شاهدته منه
٥٦ سنتيمترا ووزنه كيلو وأربعة جرامات وليست هذه بأكبر وأثقل سمك صيدت
من البحيره

وتتناسل أنواع البوري في البحر ويقال ان زمن رحيله السنوي يحصل ما بين أول مايو لغاية
نوفمبر ويطلق على الخصوص اسم بوري على الاسماك المفقوسة ذكورها واناثها بخلاف
الكبيرة منها التى نمت فيها أعضاء التناسل نموا كاملا فانه يطلق على ذكورها واناثها اسماء
الحوت واللبت أما الذي يقل حجمه عن الحجم المتوسط فيسمى قطعا أوكنبوتا

والسمك البوري السنجابي اللون ألوف وينتقل من محل الى آخر زمرا وأفواجا وذلك مما
يسهل صيده ويوجد البوري في جميع انحاء البحيرة ولكن يظهر أنه يألف على الخصوص
الاماكن العميقة منها والاماكن التى ينمو تحتها النبات المسمى (روبيا ماريتيما) وقد
يشاهد منه مئات تقفز على وجه الماء بارتفاع متر أو أكثر وتبعد في قفزتها عن النقطة التي
ابتدأت منها بثلاثة أمتار أو أربعة وتستمر على هذا المنوال جملة مرار قبل أن تعود ثانية
الى أعماق البحيرة ويحدث أحيان أن بعضا منها يثب في القوارب التى تمر بين أفواجها 

وعند اقتراب الوقت الذى تخرج فيه هذه الاسماك من البحيرة الى البحر للتناسل فيه تجتمع
وتحتشد ذكورها واناثها زمرا وأفواجا على نسبة أربعة ذكور أوخمسة لكل أنثى

ويظهر أنها تصرف جميع قواها الى أداء الغرض الاصلي من وجودها ألا وهو التناسل
حيث انها لا تعود تصرف هذه القوى في حركات الوثب التى اعتادت عليها حتى انها تفقد
وعيها الطبيعي ولهذا السبب تكون غنيمة باردة للصيادين الذين متى علموا بقرب ورودها
البحر ينتهزون الفرص لملء شباكهم منها

ولايتغذى هذا السمك السنجابي اللون بالمآكل النظيفة بل يزدرد بنهامة جميع أنواع بقايا
الحيوانات العفنة وعلى العموم جميع المواد العضوية الفاسدة المتحللة ويرى عدد عظيم
منه يتغذى بالمواد البرازية التى توجد فى الجون الموجود في شرق المطرية الذى هو عبارة عن
مصرف مراحيض البلدة ورغما عن هذه العادة القذرة فان له اعتبارا زاندا بين الاطعمة
وفي الواقع فان لحمه وان كان كثير الشحم الا أنه متماسك القوام ذو طبقات وله طعم لذيذ
اذا طبخ جيدا وهذه الفصيلة أي فصيلة السمك البوري في الحقيقة من الاسماك الساحلية
الا أنها تستحسن أفواه الانهر والبحيرات المنعزلة حيث يكون الماء ضاربا الى الملوحة
وكثيرا ما تدخل الانهر نفسها ومما يؤيد ذلك أن البوري والطوبار قد صار صيدهما من
النيل الى حد اصوان ومتى حفظ البوري في برك عذبة يتحسن نوعه ووزنه ويمكن تجربة
ذلك هنا بان ينقل في غدران عذبة داخل البلد سرب من صغار هذا السمك الذى يوجد وسط
الصيف بكثرة فى الاماكن القليلة الغور من البحيرة

ويصطاد البوري بواسطة الشباك وتجتمع عادة جملة قوارب لصيده ومن المهم للصيادين
قبل كل شيء معرفة الاماكن التى يوجد فيها أفواج هذا السمك ولهذا الغرض تنفصل هذه
القوارب عن بعضها للبحث عنها ومتى عثر عليها أحد القوارب يعلم القوارب الاخرى بواسطة
اشارة يتفق عليها فاذا فرض ان خمسة قوارب اجتمعت لهذا الغرض ويوجد في كل منها من
ستة رجال الى ثمانية تقف أربعة قوارب في اتجاه الهواء للسمك متقاربة ومطوية القلاع منعا
لما عسى ان ينزعج السمك أما القارب الخامس فانه يقف على نحو مائة متر في الجهة المضادة
الهواء وتبقى الشبكة مع القوارب الاربعة الواقفة في اتجاه الريح وفي حالة الصيد بهذه
الكيفية يلزم أن يكون طول الشبكة من مائتي متر الى مائتين وخمسين مترا وعمقها المعتاد
ثلاثة أمتار وقطر ثقوبها يكون من ٤ الى ٥ سنتيمترات ويعلق في قاع الشبكة صبارات
من الرصاص أو حلق مصنوعة من الطين المحروق لاستواء الشبكة في قاع الماء ولاجل
تقوية الشبكة يمرر حول حافاتها حبل متين ويوجد في منتصف طولها كيس مصنوع
من خيوط تكون أمتن من خيوط الشبكة يختلف طولها من ٩ الى ١٠ أمتار ووضع
قضبان خفيفة في كل مسافة عشرة أمتار من طول الشبكة وتطوى بطريقة التفاف بحيث
يبقى الكيس في وسطها وعند تمام الاستعداد للصيد يوضع كل نصف من الشبكة على شراع
من الغاب يصحبه نصف الرجال ليسحب كل فريق منهم الشراع على وجه الماء ويتجه فريق
منهم بالشراع الى جهة يمين القوارب وفريق اخر الى شمالها ويقف عند كل قضيب رجل
يساعد على ان تكون حافة الشبكة العليا مرتفعة عن سطح الماء بمقدار متر وثلاثة
ديسيمترات وهذا الاحتراس ضروري اذ أن السمك حينما يجد نفسه قد انحصر يسعى في أن
يفر بواسطة الوثب من الشبكة واحدة بعد أخرى مثل قطيع الغنم يتبع بعضه بعضا ثم تضم
نهايتا الشبكة الى بعضهما تدريجيا فيتكوّن شكل مستدير وفي هذه الاثناء تصفق الرجال
الموجودون في القارب الخامس حيث يحدثون وجبة يطردون بواسطتها الاسماك الى نهاية
الكيس فينحصر بذلك جزء عظيم من أفواج السمك ثم تضيق المسافة المحصورة بالشبكة بأن
يقرب الرجال في كلتا الجهتين بعضهم الى بعض مع شدة الاحتراس كيلا يفر السمك الى أعلى
الشبكة أو أسفلها فاذا نجح الصيد فالمسافة الكائنة بين ضلعي الشبكة تكون في حركة
بسبب وثب البوري الى أعلى سعيا في نجاة نفسه وفي نهاية العمل يلتقي طرفا الشبكة ويتركا
ليغمرا في الماء ثم تشد الاطراف الى القارب الخامس الذى يجمع فيه الصيد بالسرعة فاذا
حصل الصيادون في هذا اليوم على ما يكفي لمعاشهم ويسد عوزتهم فلا يعملون فيه شيأ
واذا كان الصيد قليلا عن الكية المطلوبة لهم فانهم يطرحون الشبكة مرة أخرى حتى
يحصلوا على الكية اللازمة لمعاشهم ذلك اليوم

وطريقة الصيد التى سبق وصفها هي فى الحقيقة طريقة مختصة بصيد البوري وتستعمل أيضا
في صيد الطوبار والجعران ولكن مع بعض تعديل غير مهم فان الشبكة التى نستعمل لهذين
تكون أصغر وأخف من السابقة وتحتاح لعدد قليل من الرجال أما صيد الحوت واللبت
فيحتاج الى شرح خصوصي ففي أوان رحيل هذه الاسماك الى البحر يتخذ الصيادون اشتوم
الجميل مركزا لهم حيث يوجد في تلك الجهة ثلاثة مجار تتجه الى نقطة واحدة عند التقاء البحر
بالبحيرة وفي هذه المجارى تمر هذه الاسماك الى البحر لاجل ان تصل الى الماء الملح ولما كان
بعض هذه المجاري عميقا كان من المستحيل صيده بالعدد البلدية ولكن الصيادين يضعون
فيها حبالا بالعرض ليقودوا السمك الى المواضع القليلة الغور ويضعون خفراء فى القنوات
على مسافة من جهة الصيد ليعلموا الصيادين باقتراب ورود السمك بواسطة الاشارة وعلامة
وجوده هي تكدر سطح الماء ووجود طبقة زيتية عليه ونظرا لكثرة وجود الدرفيل في هذه
الجهة ومعاكسته للبوري يلتزم الاخير الفرار منه أفواجا الى الجهات التي ماؤها ليس بعميق
وبهذا السبب يتمكن الصيادون من صـيد كثير منه بدون كبير مشقة وترمى الشبكة
بالكيفية السابق ذكرها في صـيد البوري أما الاسماك التي تحاول الفرار أو تعاكس
الصيادين فانها تمسك بواسطة رجال يطرحون عليه الشباك المستديرة ثم تنقل الاسماك
التى صيدت الى مركز الصيد وبعد فرز الحوت من اللبت يسلم الاول الى رجال وظيفتهم
اخراج البطارخ منه وكيفية ذلك انهم يضعون السمك على كتلة من الخشب وتفتح فيه فتحة
الى جهة المخرج ثم يضغط على الجسم فتخرج لامعاء والمبيض (البطارخ) الى الخارج
ويفصل المبيض الذي هو المقصود من هذا العملية أما المعدة الثانية التى هى عضلية وتشبه
قونصة الطيور فيعتبرها الصيادون انها طعام لذيذ ثم يغسل البطارخ بعد ذلك ويوضع
في الملح مقدار نصف ساعة وبعد ازالة الملح عنه بوضع طبقات بين ألواح ليضغط ويجفف
أما جسم الحوت المستخرجة امعاؤه واللبت فاما ان يملح أو يباع طازجا وتقدر كمية قليلة منه
بواسطة الشمس في بعض الاحيان

ويلي الطوبار في الاهمية البوري وهو أصغر منه ومتوسط طوله ٠,٢٢ سنتيمترا وأطول
ما شوهد منه بلغ ٢٤ سنتيمترا وثقله ٦,. كيلوجرام وأنواعه الصغيرة تسمى (عقر) وهي
تشبه البورى في طباعه ولم أتمكن من الحصول على تفصيل شاف عن أوان رحيله للتناسل
فان أعضاء التناسل لديه لم تكن تامة في شهر يوليو ويقال انه يترك البحيره في آخر شهر نوفمبر
ويسير أفواجا كثيرة أو قليلة اما بنفسه أو مرافق للجران او لاي نوع آخر من انواع السمك
يشبهه في الحجم ويألف الجهات الاقل عمقا عن التي يألفها البوري وكثيرا ما يوجد يقرب
الشواطئ ويكثر وجوده في اشهر الصيف ولحمه اسمج من لحوم الانواع السابقة

اما الطوبار الحضراوي فهو نوع من انواع البوري يظهر فى البحيرة زمن دخول مياه النيل
الحمراء اليها ويقال انه يكون سمينا جدا ويباع بقيمة عالية ولم يتيسر لي الحصول على نموذج
منه بسبب انتهاء مدة اقامتي بدمياط قبل الفيضان

والجران هو أصغر هـذه الانواع الثلاثة ولايزيد طوله عن ٢٠ سنتيمترا الا نادرا ويوجد
في غالب الاحيان مصاحبا لاسماك أخرى وعلى الخصوص الطوبار ولكنه كثيرا ما يصطاده
صيادو الشبار في المحال التي يألفها هذا الاخير وزمن رحيله يوافق الزمن الذى يحل فيه
البوري ويصطاد مثله في ذلك الوقت للحصول على بطارخ ويقوم بصيده الاولاد والشيوخ
الذين يصيدونه بالشباك الصغيرة المستعملة لصيد الطوبار عند ملتقى البحيره بالبحر وذلك عند
ما يكون ذاهبا الى البحر طلبا للتناسل ولحم الجران يعتبر من ألذ أنواع سمك البوري ولذلك
كان أغلى ثمنا في الاسواق وتوجـد بالبحيرة أعمال أخرى ذات زعانف وذات شوك وأغلبها
كبير الحجم وأكبرها هو السمك المسمى (ميجرسيانا اكويلا) وهو معروف عند العرب باسم
اللوت وأ كبر نوع منه كان طوله ٠,٨٨ سنتيمترا ولم يعلم وزنه وقد صيدت أسماك كبيرة من
البحيرة يزيد طولها أحيانا عن متر ولحم الصغير منها قليل الطعم وعندما يكبر يصير سمج اللحم
ومع ذلك فانه مقبول ويكتسب صيادوه غنائم عظيمة من صيده نظرا لكبره وكانت رؤوسه
تقدم كجزية الى متشرعي الرومان ولم يزل الى الآن معتبرا

وصـغير سمك الميجر يسمى (زعول) ويأتى بعد الاجناس السابقة جنس السمك المسمى
(أمبرينا سرهوزا) المعروف عند العرب باسم شفش وهو أقل حجما من السمك السابق
وان كان يشبهه نوعا وأكبر نوع قيس منه كان طوله ٦٧,. سنتيمترا ومثانة العوم عند هذا
النوع والذى قبله كبيرة ويستخرج منها الغراء وتوجد أنواع أخرى تشبه الميجر وهي
القاروس والنقط غير أن هذه الانواع أقل وجودا وأهمية من البوري وتسكن الجهات
العميقة من البحيرة وتصطاد بواسطة السنانير المطعمة أوالغير المطعمة والسمك المسمى
باللاتينية (كيزوفرس أوراتا) المعروف بالعربية (دنيس) يوجد بكمية قليلة وأنواع
الكبير منه تسمى أجاجا والصغير منه يسمى شرل وهو المسمى بالانجليزية (جلتهير)
وبالفرنساوية (دورادا) ويصاد عادة بالشباك مع الطوبار ومقاس الكبير منه يختلف
من ٢٨ الى ٠,٣٠ سنتيمترا ولحمه فاخر ولقلة وجوده صارت أهميته قليلة طلبا للاقتصاد
وقد يقال ذلك عن أنواع سمك موسى التى تشاهد أحيانا فى شون دمياط ويوجد نوعان من
السمك المسمى بالانجليزية (ري) في المحلات التى هى أكثر ملوحة من البحيرة ويسمى
أحدهما (ميليوباتس اكويلا) أى حدايه والنوع الآخر يسمى (ريوباتس) شبين
ولا تأكل العرب لحومها بل تباع لفقراء الاوروباويين في بورسعيد

أما أسماك المياه العذبة التى توجد بالبحيرة فهى بالطبع أسماك النيل ومنها السمك المسمى
باللاتينيه (كرومس نيلوتيكوس) وهو الاكثر وجودا ويسمى في القاهرة بالبولطي وباسم
شبار في دمياط وبحيرة المنزلة وبالمشط في السويس والقاهرة أيضا والوجه القبلي واسمه
معروف كثيرا في العائلات الساكنة على امتداد النيل وان لم يكن مادة طعامهم اليومية
فهو من المآكل المفتخرة لدى المصريين وهو جنسان يتميز كل منهما عن الآخر تمييزا نوعيا
فان أحدهما يكون ذا لون سنجابي مقتم مخطط بخطوط عرضية مظلمة ولون الاخر أصفر
نحاسي مخطط بخطوط شديدة السواد وقد يوجد بينهما مميزات أخرى ولكن المميزات
السابقة كافية ويختلفان أيضا في الطباع فالاول يكثر وجوده بجوار الغاب ويحفر له حفرة
في الرمل على شكل الحوض لتكون مأوى له وأما الثاني فيذهب الى المياه الواسعة حيث
يبحث عن الحشائش المائية وينزع وسطها لعمق . ٥ سنتيمترا فأكثر ويظهر أنه يعمل
حفرته بواسطة ذيله مع مساعدة زعانفه الخلفية وكلا هذين النوعين يكره تعدد الاناث
ويقوم المذكر والمؤنث منه بالمحافظة على نتاجه الصغير

ويباع الشبار طازجا لان محل صيده لا يبعد عن السوق الا بمسافة ساعة أو ساعتين ويصطاد
إما بواسطة الشباك المستديرة أو بالايدي من وكره اذا كان من النوع الثاني ولحمه أبيض تافه
وأنواعه في البحيرة ليست كبيرة كأنواعه في النيل ولكن البولطي الذى يوجد في بركة
قارون بالفيوم أكبر مما يوجد منه في النيل ومتوسط طول نموذجات هذه الثلاثة أنواع هو 
كما يأتي ٠,٢٤ سنتيمترا لسمك البحيره و٠,٣٢ سنتيمترا طول سمك النيل و٥ و٠,٤٥ سنتيمترا
طول سمك بركة قارون وأ كبر ما قيس من سمك الفيوم كان طوله ٠,٥٣ سنتيمترا ولكثرة
وجوده بالفيوم يباع في الغالب كل ست عشر سمكة كبيرة منه بقرش صاغ

والسمك المسمى (سيلوريدي) أو ذئب البحر يوجد على أنواع كثيرة منها السمك المسمى
( كلارپاس ) أي قرموط وشلبه وسينودونتس أي شال وباجروس أي بياض أو دقاق
وكل هذه الاسماك يوجد في الجهات العذبة من البحيرة عقب فيضان النيل والقرموط فقط
هو الذي يستمر وجوده بها مدة السنة وتصطاد هذه الانواع الشباك أو السنانير ولحمها تفه
رخو وتأكله الطبقات الفقيرة من الناس فقط حيث يألفون أكله ويجعلونه كتنقل من
مأكلهم الدائمي الذى هوالذرة أما السمك المسمى (مالابتروروس اليكتريكوس) المعروف
عند العرب بالرعاش فانه وان لم يوجد في البحيرة يوجد في الترع الموصلة اليها وهو كما يعلم من اسمه
سمك كهربائي تتولد به الكهربائية في النسيج الذى تحت الجلد الشامل لجيع جسمه
والامر المهتم بالنسبة لهذا السمك أن الوطنيين يستعلمون هذا النسيج في علاج أمراض
الرنتين وأعضاء التنفس وذلك أنهم يستخرجون هـذا المنسوج الكهربائي ويجففونه
ولاجل العلاج به يستنشق المريض الدخان الذى يتصاعد منه عند وضعه على نار الفحم
وهذا الاعتقاد عمومي في بلاد مصر ومن الغريب ان سمك البحرين الابيض والاحمر المسمى 
(تورپيدو )وهو من جنس هذا السمك يستعمل لهذا الغرض عينه

وقد وجد بالبحيرة أسماك نيلية أخرى وحيث كان وجودها بها طارئا فلا داعي هناك
للكلام عليها وانما يستحق الذكر منها السمك المسمى حنش ويوجد بكثرة عند مدخل اشتوم
الجميل وذلك في شهر دسمبر الذي يرحل فيه الى البحر طلبا للتناسل وقد أخبرت انه يصطاد كثير
من صغاره حين تزدحم للدخول في البحيرة في أواخر شهر يناير

ويعتبر السمك طعاما اضافيا أكثر من اعتباره طعاما أصليا الا في الجهات التى يكثر وجوده
فيها كالمحال التى تقرب من محطات الصيد حيث يكون الغذاء الحيواني الوحيد لسكانها
ويباع طازجا ومملحا ومن الضروري أن بباع للأكل في احدى هاتين الحالتين إما جديدا
أو مملحا ليس متعفنا فانه لا يوجد طعام حيواني قابل للفساد مثل الاسماك وقد تحدث 
أمراض معوية ناشئة عن عدم التحفظات الضرورية في بيعه واستهلاكه ولا يعزب عن
الفكر أن كثيرا من السمك الذى لا يكون مضرا في بعض الاحيان يكون ذا ضرر عظيم
في أوقات أخرى بل قد يكون ساما وينبغي الاحتراس من بيعه متعفنا في الاقطار الحارة التي 
يحصل فيها التعفن بسرعة ويعرف السمك الجديد باحمرار خيشومه ولمعانه وصـلابة
جسمه بحيث اذا ضغط عليه بالاصبع يعود المكان المنضغط الى حالته الاصلية والعلامة
التى هي أكثر تعريفا هى الرائحة ويجب رفض أي سمك لا يكون حائزا لهذه الشروط
ويندر الحصول على السمك الجديد في مدن الدلتا الكبيرة أللهم الا في أشهر الشتاء أما سبب
ذلك في بحيرة المنزلة التي نحن بصدد التكلم عليها الآن فظاهر حيث انه قد تمضي أربع
وعشرون ساعة وأكثر بعد صيد السمك حتى يباع وذلك في زمن الصيف حينما يكون
الجوّ هادئا وتكون مياه البحيرة في أعظم انحطاطها  ولما كان من المستحيل أن نتصرف
في أحوال الجوّ فيلزم لاجل سرعة وصول السمك الى الاسواق فتح ترع في بعض أماكن
البحيرة لمحطات الصيد ذات أعماق كافية لحمل القوارب بحيث يكون عمقها أربعة أقدام
في جميع أوقات السنة بحيث يمكن استعمال رفاص يقطر قوارب بدون قلاع لنقله وبهذا
يمكن جمع السمك من قواربه فى محال مخصوصة حيث تعرض للبيع فى مدة ثلاث ساعات
بعد صيده ويمكن اعداد عربات مخصوصة بها آلات لتبريد السمك ونقله على أشرطة السكة
الحديدية الى المدن المختلفة وبذلك تسد عوز الاهالي الذين يرغبون الاسماك أما بالنسبة
الى الاحوال الحاضرة وعدم تمام الانتظام في السكك الحديدية فيستحيل دوام توريد
السمك طازجا والضرورة تدعو الى لزوم منع تعفن السمك قبل وصوله الى أيدى الآكلين
أما العادة في حفظ أنواع الاشياء الطبيعية حيوانية كانت أو نباتية وسواء كان حفظها
للأكل أو لاغراض أخرى فهي قديمة والغرض المقصود من تمليح الاسماك والاطعمة
الاخرى هو تأخير التعفن والتفاعلات المضرة وذلك يمنع دخول البكتيريا فى الانسجة
ويحصل إما بمنع دخول الهواء الجوي في الجسم أو باستعمال المواد المضادة للتعفن التي
تهلك الميكروب أوتمنع تكوّنه ويتم ذلك في الحالة الاولى بتغطية السمك بطبقة تمنع نفوذ
الهواء أو الجراثيم ويدخل ضمن هذه الطريقة التجفيف في الشمس أو بالوسائط الصناعية
إذ بتجفيف السطح الخارجي للسمك يمتنع دخول الجراثيم وهو في حد ذاته وقاية من هجومها
وهذه الطريقة هي أقدم ما عرف من طرق تمليح السمك والحيوانات المعتادة للغذاء وعلى
حسب رأي (هيرودوتس) ان هذه الطريقة كانت جارية عند قدماء المصريين وهي
الآن مستعملة في بعض الاقطار التي يندر أو يغلو فيها الملح وقد يحفظ جزء قليل من البوري
الذى يصطاد في اشتوم الجميل بهذه الطريقة بعد أن يفتح ويرش بالملح وقد استعمل لهذا
الغرض عينه كل من عسل النحل والسكر وجمع العسل ومن المهم أن نذكر هنا ان جمع
العسل استعمل حديثا في دمياط وقال (پوكوك) المؤلف عند ذكره للصنائع المصرية
انه يوجد بالقرب من دمياط نوع من البوري الذي بعد أن يغطى بطبقة من جمع العسل يرسل
الى تركيا والى أماكن مختلفة من أوروبا وقال المؤرخون ان استعمال المواد الثلاث كانت
معلومة عند السيتيين والسوريين والعجم وكانوا يستعملونها لتصبير أجسام الموتى من
عظمائهم وقد استعمل في الوقت الحاضر صب الدهن المصهور لهذا الغرض أيضا وفي السنين
الاخيرة استحسن بياعو السمك بانكلترا وأوروبا بالطريقة المذكورة قبل مع تعديل
خفيف وذلك أن ترص الاسماك طبقات في صناديق وتغطى كل طبقة منها بقطعة من
الورق وتفصل الطبقة عن المجاورة لها وعن الهواء الجوي بواسطة طبقات من النشارة
المرطبة وبهذه الطريقة يمكن حفظ السمك طازجا لمدة ثلاثة أيام في درجة حرارة متوسطها
من ٢٨ الى ٣٦ درجة سنتجراد أما طريقة حفظ السمك بواسطة المواد المضادة للتعفن
فيظهر أنها الأكثر استعمالا من الطريقة السابقة وهى موافقة لمصر كل الموافقة فان السمك
المحضر بها يبقى صالحا لمدة أسبوع أو أكثر

والملح مضاد للتعفن نوعا ويسـتمل في عمل الفسيخ الذى هو عبارة عن سمك مملح وهذه
الصناعة مستعملة بكثرة في بحيرة المنزلة وفي محل مصلحة الحكومة في دمياط وفي اشوان
ملتزمي الصيد فى اشتوم الجميل ويصنع الفسيخ من البوري المملح والطوبار والدنيس
والكلوش واللوت وكل سمك ذي قشور يوجد في البحيرة ولا يصنع من السمك الذى ليس
له قشور لان الملح لا يدخل في جسمه بسهولة وليس من الضروري أن يكون السمك المستعمل
للفسيخ طازجا ولكنه ينبغي أن لا يكون متغيرا فان السمك الذى يملح في البحيرة بواسطة
الصيادين يشحن في اقفاص حال انتهاء البيع ويرسل للبيع القطاعي ويزاد عليه رش
بعض الملح ليس الا ويخلطون الملح بمسحوق الكركم والمشهور انهم يقصدون بذلك حمل
الفلاح على الاعتقاد بأن السمك سمين أما كون الفلاح يقرن سمك السمك بصفر لونه
فالامر فيه غير ظاهر والاكثر احتمالا انهم يقصدون بذلك اخفاء حالة السمك منعا لفساده
عليهم اذ لا ريب في أن نوع الفسيخ الذى يصنع بهذه الكيفية هو أردأ انواعه لان التمليح
الابتدائي هو غاية الطرق التى يستعملها الصيادون حينما لا يجدون ريحا كافية لتوصيل
السمك الى السوق طازجا ومع كثرة وجود الملح في البحيرة بواسطة القوارب التى أعدتها
الحكومة لبيعه فيها لا يرغبون شراءه فرارا من دفع ثمنه لا سيما انهم يحصلون من بيع السمك
طازجا على ثمن أعلى من ثمن الفسيخ ولذلك لا يأخذون من الملخ الا مقدار ما يضطرون اليه
لتوصيل السمك الى السوق بحالة صالحة للبيع

وإذا مكث السمك يكون متعفنا وخياشيمه التى قلنا انها علامة حداثته تكون خضراء
ورائحتها كريهة ورغما عما يرفضه الموظفون في ساحة البيع مما يكون رديئا منه فانهم
يتوصلون لبيعه بطرق غير قانونية لفقراء الوطنيين ورداءة السمك المستعمل في الفسيخ
وعدم اتقان طرق تمليحه يصيران أكله مضرا جدا ومن الغريب ان الحكومة لم تتخذ الطرق
الفعالة لايقاف عمله

أما السمك الطازج ومثله السمك المملح جيدا فيؤخذ الى اكواخ الفسيخ التى كانت الى زمن
غير بعيد في أحوال غير صحية وقد شادت الحكومة جملة اكواخ في السنة الماضية
وشرعت بنفسها في عمل الفسيخ بكيفية متقنة يمكن اعتبارها نموذجا للاكواخ الوطنية
التي لم تستوف الشروط وفي جميع الاحوال يملح السمك برمته فالسمك الصغير يجعل
طبقات بعضها فوق بعض ويجعلون بين كل طبقتين طبقة من الملح أما السمك الكبير
فيملؤن فتحات خياشيمه بالملح علاوة على الكيفية السابقة الذكر ويترك السمك اكواما
بدون مسه مدة ثلاثة أيام أو خمسة ثم يعرض بعد ذلك للبيع القطاعي

ومما سبق يتبين ان الطريقة المتبعة في تحضير الفسيخ هى طريقة غير حسنة لامرين أولهما
رداءة السمك المستعمل فيه غالبا وثانيهما طريقة تمليحه برمته بدون اخراج أمعائه ويثبت
ذلك كراهة رائحته واختيار باطنه متى فتح ويمكن للحكومة أن تضمن جودة الفسيخ
للاكلين بأن تحتم ختم أو تمغ كل طرد يخرج من المصلحة باسم صانعة وبتوالي الزمن
يعتبر الختم أو التمغة ضمانة لجودة نوع الفسيخ

هذا ويرغب الناس في السمك المملح بسبب رخصه ولكن هذا ليس من الاقتصاد الحقيقي
في شئ فان التفاعل الكيماوي للملح فضلا عن تهييجه للشهية يؤثر على العناصر الغذائية
ويفقد منها ما ينوف عن ثلثها والمواد التى تفقد هي الالپومن والكريتين والكريتينن
وغير ذلك من الجواهر التى يتركب منها معظم خلاصة اللحم وتعطيه خاصيته المقوية

أما كون الانسان يستعمل الملح مع الطعام فلا يعتبر مثل الاغذية المملحة اذ أن الملح فى الحالة
الاولى مستعمل بصفة مصلح للاطعمة ولا ريب في منفعة تأثيره الصحي بخلاف التغذية من
المواد المملحة فانها فضلا عن استدعائها الى تناول كمية منها أكثر من اللازم تدخل كمية من
الملح الى الامعاء فتؤثر فيها تأثيرا ساما وتعوق الهضم وتكدّر الصحة فهذا الامر مع ما تقدم
من رداءة تحضير الفسيخ يستلزم الشروع في استبدال عمله بطريقة جديدة صحية

وحيث انّ التغيير لا بدّ له من التغلب على ما رسخ في نفس الانسان من الميل الى الامر الاوّل
كما نه لا بدّ من مراعاة ذوقه فينبغي ملاحظة ذلك ليمكن ادخال طريقة قلج متقنة وموافقة
لمن يراعي الشروط الصحية وعدم وجود الطريقة المشهورة لحفظ السمك التي هى طريقة
التدخين مما يدل على عدم اهتمام المصريين فى تقدم المشروعات وهذه الطريقة هي التي
يمكن استعمالها لجميع أجناس السمك وما يحضر بواسطتها من السمك مستحسن عند أغلب
الناس وذلك أن ينظف السمك وتخرج امعاؤه ويعلق فى كوخ مغلق يستمر فيه حرق
نشارة الخشب أو أية مادة حطبية تشبهها والسمك الذى يحضر بهذه الكيفية يمكث من
اثنتي عشرة ساعة الى .٢ ساعة مجهزا للنقل ومقاوما للتأثيرات التعفنية الى مدة طويلة
والجوهر الحافظ فى هذه الطريقة هو روح القطران الموجود فى دخان الخشب الذى هو من
جملة العوامل للتجفيف ويمكن اجراء عمليتي التمليح والتدخين معا ويكون السمك الناتج
من ذلك أقل ضررا من السمك الذي يحفظ بواسطة التمليح فقط وفي الازمان الاخيرة
قد استعمل كثيرا حمض البوريك والبورق في حفظ اللبن واللحم وغيرهما من الاطعمة وذلك
إمّا باستعمال كل منهما على حدته أو باستعمالهما معا ولا يستعمل حمض البوريك الاحافظا
للحوم الطازجة أما اللحوم التي سبق تمليحها فلا يمكن حفظها بواسطته أما جوهر البور
الذي كلا الجوهرين السابقين من مركباته فلا يوجد في طبيعة الجسم البشري ولكن
ادخال كمية قليلة منه لا يكون مضرا حيث يكفي جزء قليل منه لايقاف التعفن ولا تحدث
عنه نتائج مضرة وقد بحث منذ سنوات البروفسور (ايوارت) أحد مدرّسى المدرسة
الجامعة في ايدنبورج وهو الرئيس السابق للجنة المصائد العلمية الاسكوتلاندية في طرق
حفظ السمك بواسطة حمض البوريك وكانت نتيجة بحثه أنه أوصى باستعماله في الاحوال
التي لا يمكن معها دفع تأخير السمك عن السوق وهو مستعمل الآن بكثرة في حفظ السمك
المسمى حوت سليمان الوارد من نروج الى أسواق السمك في لوندره وحيث ان الضرورة
وليس الذوق وحده هي التى تبعثنا الى صناعة الفسيخ فربما يكون من المستحسن حفظه
بواسطة حمض البوريك الذي هو أحسن معوّض للطرق الاخرى وحمض الفلورايدريك
وأملاحه وفلورور الصوديوم والبوتاسيوم والامونيوم وسلكات الفلورايدريك تستعمل
كثيرا للحفظ وقد استعملت أيضا فى المحلولات مضادة للتغيير وهي ليست سامة مطلقا

وقد أجريت عدة تجارب كان الغرض منها تعيين تأثير هذه المواد المستعملة في حفظ السمك
وبخس ثمنها ورتبت تجاربي مع نتائجها ترتيبا مخصوصا أرجو أن أنشره فيما بعد

وحيث انه لابدّ للانسان أن يلاحظ أن ايجاد عدد وآلات الصيد أتقن من العدد الموجودة
الآن لا يجدي سوى النقص الدائم في كمية البوري خصوصا في اشتوم الجميل فأرى أن
عدد الصيد والطرق المستعملة الآن في البحيرة كافية بالنسبة للاحوال الحاضرة الى أن
تحفر للسمك برك لتناسله فيها أو لتربيـة صـيره الى حجم معين حتى يعوّض على البحيرة
ما ينقصها من كمية السمك بسبب ادخال عدد الصيد وطرقه المتقنة

وحيث قيل ان كمية السمك التى تستخرج من البحيرة تنقص في كل سنة عن التي قبلها
فينبغي لتلافي هذا النقص أن يشر ع في منع الصيد باشتوم الجميل مدة اسبوعين أو ثلاثة
في فصل الصيف وان لم تظهر نتيجة ذلك في السنة الاولى أو الثانية ولا بدّ أن تكون النتيجة
مفيـده

هذا ومع أن الحكومة تحصل على ايراد ليس بالقليل من مصايد المياه العذبة والمياه
الضاربة للملوحة فنراها قد تركت مصائد البحر على حالة البساطة الاولى فان كثيرا من
المصائد العظيمة بقيت بدون فائدة في البحرين الابيض والاحمر مع كثرة أنواع السمك فيها ولا
يؤثر صيده في نقصان ايراده والملوم في ذلك هم الصيادون الوطنيون حيث يتهاونون
في الصيد منها مع ان الرغبـة فى سمك البحر أشد وثمنه أغلى من سمك النيل ومصائد البحر
متروكة في الوقت الحاضر للصيادين الاجانب الذين يجعلون هذه الصناعة ذريعة لاجراء أمور
غير شرعية ولاجل استمالة الناس الى الصيد منها يلزم أن تستخدم الحكومة مركبا فيه
الشباك والعدد اللازمة للصيد من المياه العميقة في المرافئ المهمة من الدلتا

والحكومة تستحق الثناء على التحسينات التى أجرتها في مصلحة غيط النصارى ولعلها تبقى
مستمرة وإنى آمل أن النصائح التى اشتمل عليها تقريري هذا تكون ذات شأن في تقدم
هذه الصناعة الكثيرة الاهمية وقد جمعت في أثناء مأموريتي هذه كثيرا من نموذجات
الاسماك وها أنا الآن قائم بتقديمها الى قاعة مجموع التاريخ الطبيعي بالمدرسة الطبية
واني أتشرف بأن أكون لسعادتكم الخادم المطيع 
(چون متشل)

المصدر: مجموعة القرارت والمنشورات الصادرة من مجلس النظار ومن النظارات من اول شهر يناير سنة 1895 الى 31 منه، ص 397 - 410 (رابط)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق