- إني أتأمل هذا العالم العجيب، وانظر إليه نظرة الزائر الغريب. تنازع على البقاء وليس في الدنيا بقاء! هه لقد صدق ذلك الشاب المعمر جانشاه، فما لا يملكه الناس يموت فيه الناس. عجبا! أكان الناس يسعون إلى الحياة لو أنهم ملكوا سر الحياة؟!
- كأنك تقرأ قلبي يا مولاي.
- حدثيني، ماذا يكون أمر الناس لو أن الأرض والجبال أصبحت من الذهب؟! ماذا تكون قيمة الذهب إذا أصبح التراب ذهبا؟!
- إذا صار التراب ذهبا، يصير الذهب ترابا يا مولاي!
- ذلك ما كنت أفكر فيه يا شهرازاد، ثم .. ثم هذا العالم العجيب! إخواننا ملوك الجن والجان، تلك الطاقة الهائلة والقوة الخارقة الطائلة.
- أقوى من الجن من يغلب الجن.
- هل هناك من هو أقوى من العول، تنشق عنه الأرض أو يهبط من السماء؟!
- أعرف امرأة إذا ذكرت أمام جني، تفزع وبسمل.
- ههههههههه، يفزع منها الجن؟
- ويستجير منها البشر، نافذة كالقضاء ماضية كالقدر، لواحة بالشرر لاتبقي ولاتذر ، وتسرق الكحل من النظر!
- هههههه أكثرتي في وصفها. من هي هذه المرأة؟ وما شأنها؟
- أما اسمها، فدليلة. ولأنها عاشت على المكر والحيلة، سماها الرواة والقالة دليلة المحتالة.
- ولماذا احتالت دليلة؟ وما ألجأها إلى المكر والحيلة؟
- ألجأها إلى ذلك شدة اليأس، وفساد الجسم الذي يأتي من فساد الرأس. أحمد الدنف وحسن شومان وماجرى لهما مع الدليلة المحتالة وبنتها زينب النصابة والسنجاد و ...
- ههههههههههههههه، طريفة تلك الشخوص التي تقدمينها الليلة يا شهرازاد. هذا جميل جدا، إن حديثك كالروض متعدد الألوان، رحلات نقوم بها ونحن في هذا المكان، وماض نرجع إليه ونحن في هذا الزمان. من مصر إلى الهند ومن الهند إلى السند، ومن الماضي الغابر إلى أمس الدابر إلى يومنا الحاضر.
- هههه
- هيه يا شهرازاد! إن ليلا من غير سهر وسهرا من غير سمر كشجر من غير ثمر. ما شأنه أحمد الدنف و..
- حسن شومان مع الدليلة المحتالة.
- وكيف احتالت هذه الدليلة؟ وأنى لها بالحيلة؟ تكلمي وافيضي وتبحبحي وزيدي.
- ههههه. جاريتك يا مولاي!
- هاتي يا شهرازاد.
- حبا وكرامة.