الاثنين، 26 أبريل 2021

الى جوار البحر بمصيف رأس البَر للشاعر محمد طاهر الجبلاوي

مدخل رأس البر
مدخل رأس البر (من ويكبيديا كومنز)



الى جوار البحر
بمصيف رأس البَر

يَا بَحرُ صوتك في المساء يهزُّني         فأنامُ أحلمُ بالسعادة من صداه
وكأنَّ موجك أرغنٌ في خاطري          تشدو على أوتاره لحن الحياه

يا بحر رتل ماتشاء ونادني                 فأنا نجيك في نهارك أو مساك
في غفوتي أو صحوتي لي خافقٌ           يصغي ونفسٌ تستجيب إلى نداك

فاذا أتى الصبح المجلل بالندى     وأنا أجيل الطرف تحت مظلتي
ألقيت مدَّك بالحياة يمدني             ورأيت فيضاً منك يغمر مهجتي

نشوان لا تألو نهارك لاعباً             وعلى الشواطئ تقذف الأمواجا
والخلقُ حولك في مراح دائمٍ     من كل صوب أقبلوا أفواجا

الطفل يلهو في جوارك باسما     والشيب والفتيان والغيد الحسان
شملتهمْ رُوحٌ تُرفرف بالمنى     في موكبٍ للحسن يستهوى الجنان

هُو ذا ربيع الصيف : بحرٌ زاخر     عذبتْ نسائمه وموجٌ مُزهر
أنى ذهبت فثمَّ وجْهٌ مُشرق             يُغري بطلعته وحْشٌ يأسر

فأذا أتى الليل المحلِّق وانتهى         يوم المصيف ورحت ألتمس الرُّقاد
أبصرت طيف البحر يلعب في الكرى    وسمعت لحن الموج يجتذب الفؤاد

لي كلّ عامٍ زورةٌ أحْظى بها                 عند المصيف وأرتوي من شاطئيه
أنى ذهبت فلي خيالٌ ماثلٌ                 منه يُناديني : وبي ظمأ إليه

محمد طاهر الجبلاوي

المصدر: مجلة الهلال، العدد 9، 1 سبتمبر 1959 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق