الخميس، 29 أبريل 2021

شعر عن قسطندي كحيل قنصل دولة النمسا بدمياط حوالي عام 1895

سليمان الصولة
سليمان الصولة

﴿ وقال يمدح جناب الشهم المفضال السيد قسطندي كحيل ﴾
﴿ قنصل دولة النمسا بدمياط ﴾

أحبَّةَ قلبي خالفوا الصد والهجرا ومنُّوا بقربي واغنموا الحمد والشكرا
ولاتبعدوا عن ثغر دمياط عاشقًا يغار على دمياط من عينه العبرى
عدوني بذاك العذب يومًا وحوّلوا ببرد لماه الكرب عن كبدي الحرَّى
وخلو نسيمات الهداوي تزوروني فان هواها يشرح القلبَ والصدرا
وفي قبَّةِ الشيخ الشطاويِّ كرّروا     حديث غرامي فهو يملأُها عطرا
وفي عزبة البرج اذكروا ليلة الصفا فقد اعربت والله عن ليلة الإِسرا
وحيُّوا برأُس البرّ ليلى وسلّموا         عليها وقولوا صار دمع الفتى بحرا
فان اذعنت ليلى باني قتيلها                 وقالت سيحيى باللقا عجّلوا البشرى
وان انكرت ما بي وساءَت ظنونها وقالت لها عني بشاميَّةٍ عفرا
اروها نضار النيل فالنيل شاهدٌ         بان دموعي غادرت ماءَه تبرا
وقولوا لها والله ما حلَّ قلبه                 سواك وبعد الريم من يعشق البَكْرا
نسيت يميني ان نسيت لويلةً                 شربت على فيها بها الماءَ والخمرا
وايام انسٍ قصَّرتها قصيرةٌ                         بنى حبها في كل جارحةٍ قصرا
اذا نفرت خلت الغزالة وحدها         وان سفرت خلت الغزالة والبدرا
لها ناظرٌ لا يعرف الزوز فاترٌ         ولكنه والله لا يجهل السحرا
يسمونها كحلا ولا كحل عندها                  ويدعونها سكرى وما تعرف السكرا
حكى ثغرها الياقوت والدر والطلا وقطر الندى والزهر والانجم الزهرا
وما ذقته لكن فم الذوق ذاقه                 ومن يتنشى الورد لا يجهل العطرا
عقدتُ نهار البين كفي بكفها         واقسمت أَني لا اردُّ لها امرا
فما ادخلت من بعدها العين ثيّبًا         على طور قلبي لا ولا غادة عذرا
وحق ثناياها وياقوت خدها                 وغرَّتها البيضاءِ والشامة الخضرا
سوى حب قسطنطين ما ضمَّ خاطري         ولا اختار برًّا غيرهُ فاضلًا حُرَّا
ولا ضمت الدنيا اميرًا نظيرهُ                     كما ضمَّت الاصداف لؤْلؤَها البكرا
سما ابن الكحيل الليثَ والغيثَ مثلما                 سما ابن الكحيل السابق العيس والحمرا
وساد ابن هاني بالمعاني وبالحجا             وبالعدل والمعروف تاهَ على كسرى
وما ازداد الاَّ رقةً وتواضعًا         ومن يعشق المعروف لا يعشق الكبرا
تبارك من اعطاه ظرفَ عطاردٍ                  واودع في اخلاقه رونق الشعرا
وابرزهُ بحرًا ترى الناس مدَّهُ                 ولكنهم لا يعرفون لهُ جزرا
هو الفيلسوف التام والصارم بحكمةٍ تردّ سواد الليل ناصيةً غرَّا
شريفٌ اذا اسرى الثناءُ بوصفه         لذي شرفٍ اضحى لديه من الاسرى
رأَى الناس اشعاري براحته تقرا         فقالوا غدًا بالدرّ يستوهب الدُرَّا
ولو انهم يعنون دُرَّ خطابه                 لقلت اجل هذا الذي يشرح الصدرا
صديق الصبا ان القريض الذي صبا اليك يقول البحر لا يطرد القطرا
فجد واقتبل ذكرًا مديدًا لصاحبٍ                  حليف غرامٍ لا يملّ لكم ذكرا
ودم لا لدمياط العزيزة وحدها         ملاذًا ولكن للورى كله ذُخرا
عليك سلام الله ما كوَّن الحيا                 على كلّ خدٍّ لاح من وردها ثغرا
وحاكى نهارُ الموجتين غريرةً                 تدير على شطيهما الماءَ والخمرا

المصدر: ديوان سليمان بن ابراهيم الصوله، الطبعة الاولى بمطبعة المعارف الكائنة في اوَّل شارع الفجَّاله بمصر « لنجيب مترى »، ص 164 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق