الاثنين، 26 أبريل 2021

الى البحْر بمصيف رأس البر بقلم الأستاذ طاهر الجبلاوي

كورنيش البحر بمصيف راس البر (من ويكبيديا كومنز)


الى البحْر
بمصيف رأس البر
بقلم الأستاذ طاهر الجبلاوي

نسيمك خفَّاق الجوانح لاعبُ وماؤك هدّار الحناجر واثبُ
وموجك دفّاق الأَواذي لم يزل تجاذبه نحو الرمال جواذب
على الثبج الموّار منه تتابعت صفوف لها مثل الدمقس ذوائب
يصرّفها من جانب الغيب عازف له انتظمت حلقاتها وهو غائب
على مسرح للعين والأذن جانب وللنفس في مرآه والعقل جانب

وردتُكَ والمصطاف يا بحر حافل            وحولك أنّاس وفيك ملاعب
وألقيت أعبائي برملك فأنطوت          بأجوافه وانجاب منها غياهب
وأقبلت أحسو تحت أقدامك المنى        وأنهب صفو العيش وهو مصاقب

صباحكَ رأسَ البر جذلانُ وادعٌ        وليلُك رفافُ الجوانب حادب
وبحرك للضيفان فيه بشاشة        على شاطئ المصطاف منها مواكب
تخف لها الأرواح في كل لفتةٍ          وتهفو لها الأنسام وهي جوائب
لنا زورة في كل عام نُعِدُها              وفي النفس شوق نحو مغناك غالب
نَعُد الليالي نحوها وهي رحّلٌ          ونطرب للأيام وهي ذواهب

المصدر: مجلة الهلال، العدد 8،  1 أغسطس 1957 (رابط).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق